روايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس عشر 16 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الجزء السادس عشر

رواية وانقطعت الخيوط البارت السادس عشر

رواية وانقطعت الخيوط الحلقة السادسة عشر

بعد انتهاء حفل الاستقبال و عودة الجميع الى قصر العزيزى قال سليمان موجها حديثه لمدكور بفضول : انما يا مدكور انت ليه رفضت العملية دى مع انها كانت هتنقل الجروب عندك نقلة كبيرة و هتفتحلك افاق جديدة قدامك سنين على ماتقدر توصل لها
مدكور : مانت عارفنى يا سليمان … مابحبش الشغل اللى بيبقى له ريحة وحشة
سليمان بفضول : تقصد ايه
سليمان و هو يتجه تجاه الدرج : اقصد انك اكيد انت كمان عملت عن اللى اسمه زيد ده سيرش زى ما انا عملت بالظبط ، و اكيد برضة عرفت الكلام اللى بيتقال عليه زى مانا عرفت بالظبط
سليمان : و افرض .. هو انت هتناسبه
ليلتفت له مدكور قائلاً : يا سيدى لا اناسبه و لا يناسبنى .. حلال عليك العملية .. مبروك ، اما انا بقى .. فمحتاج انى افلتر الناس اللى بشتغل معاهم الفترة اللى جاية … تصبحوا على خير
و التفت مرة اخرى تاركا اياهم و ذهب الى الاعلى ، لتلحقه رهف بعد ان القت عليهم تحية المساء ، ليلحق بها مراد هو الاخر بعد ان فعل بالمثل ، لتنظر تالا الى سليمان قائلة بابتسامة واسعة : مبرووك يا دادى
سليمان بتردد : الله يبارك فيكى يا بيبى ، بس مش عارف ليه حاسس ان مدكور مش طبيعى
تالا : ليه بتقول كده
سليمان بحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده يتخلى عن عملية بملابين بالشكل ده
تالا بامتعاض : مانت خلاص عرفت دماغه عاملة ازاى
سليمان بتفكير : و ايه حكاية انه هيفلتر الناس اللى بيشتغل معاهم دى كمان .. تفتكرى يقصدنا بكلامه ده
تالا : مش عارفة ، بس حتة خروجه و بعده عن المشروع ده مصلحه ، و احسن حاجة انها جت منه ، ماحنا كنا لسه امبارح بنفكر نبعده ازاى
سليمان : ده انا قلت هنتعب اوى على مانعرف نعمل كده و كنت مفكر ان غالبا هنفشل فى اننا نوصل للى عاوزينه
تالا : بس تفتكر اللى اسمه زيد ده ازاى يبقى معروف عنه نشاطه فى السلاح بالشكل ده و يبقى بيتعامل كده عادى و سايبينه يدخل و يخرج البلد بالشكل ده
سليمان : طالما ماحدش عرف يمسك عليه حاجة هيعملوا ايه يعنى
تالا بتفكير : بس ممكن يكون متراقب مثلا
سليمان : تؤ .. اللى زى زيد ده بيبقى مسنود و علاقاته دايما بتبقى حامياه ، و اديكى شوفتى ، يوم ما شفناه فى مصر شفناه فين .. مع جاسر علم الدين اللى اتضح انه مش قليل ابدا
تالا : يعنى …
سليمان : يعنى محتاجين نمسك فى العملية دى بايدبنا و اسناننا ، و عاوز همتك مع زيد ، انا لاحظت انه ماشالش عينه من عليكى طول السهرة ، و اهى فرصة ان مدكور مش هيبقى موجود
تالا بخبث : داكور يا دادى .. مش عايزاك تقلق خالص
……………
اما بالاعلى .. فما ان دلفت رهف الى غرفتها الا و وقعت عيناها على فراشها و هى تبحث عن تميمة و لكنها لم تجدها .. لتستدير عائدة الى الخارج للبحث عنها و لكنها وجدت مراد فى وجهها قائلا : لو بتدورى على تميمة فماتقلقيش ، انا خليت دادة زينب تاخدها عندها الليلة دى
رهف بفضول : تاخدها معاها فين
مراد و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب خلفه : تاخدها عندها يا رهف
رهف : تقصد ان تميمة بايتة النهاردة فى بيت دادة زينب
مراد : ايوة .. مع دادة و امينة ماتقلقيش
رهف بضيق : بس انا كنت متفقة مع دادة انها هتفضل معاها لغاية ما تنام و تسيب حد من الشغالين جنبها على ما نرجع من برة
مراد : عارف .. بس انا قلت كده احسن ، عشان لو قلقت قبل مانرجع ماتخافش
رهف بقلق و هى تتلفت حولها : و ممكن برضة مايجيلهاش نوم و هى بعيد عنى
مراد ضاحكا : يعنى جالها نوم بعيد عن هدى اللى هى مامتها ، و مش هيجيلها نوم و هى بعيد عنك يا رهف
رهف و هى تتجه نحو الباب : انا هبعت السواق يجيبها
لتقف مكانها فجأة عندما امسكها مراد بحزم و هو ينظر اليها بتركيز و كأنه امام لغز كبير يريد حله و قال : مالك
رهف بلجلجة : مااالى
مراد باستنكار : مش عارفة مالك .. مش حاسة باللى بتعمليه
رهف و هى تدعى عدم الادراك : بعمل ايه مش فاهمة
ليترك مراد يدها و يجلس على حافة الفراش قائلا : مش فاهمة و اللا مش فارقة
رهف : تقصد ايه
مراد : مش واخدة بالك انى من ساعة ماجيت و انتى بتتحججى بوجود تميمة عشان يبقى كل واحد مننا فى اوضة و كمان سافرتى و جيتى هنا من غير حتى ماتكلفى نفسك و تدينى خبر ، و لا اكن فارق معاكى وجودى من عدمه
رهف و هى تدعى عدم المبالاة : ازاى بقى الكلام ده .. انا قلت لهدى تبلغك انى مسافرة
لينظر لها مراد بعدم تصديق قائلا : هدى !! .. ده على اساس ان هدى هى اللى مراتى و اللا انتى
رهف : انا طلبت من هدى ان هى اللى تبلغك عشان عارفة ان هدى طول عمرها اهم شخصية فى حياتك
مراد : بس انتى مراتى ، يعنى المفروض ماتتحركيش غير بمعرفتى و بموافقتى كمان ، ماينفعش اصحى الصبح اعرف انك سافرتى
رهف : ايوة .. بس انا سافرت عشان رسالتى مش عشان حاجة تانية ، يعنى حاجة مهمة و مهمة جدا كمان .. ده مستقبلى
مراد : و انا ما منعتكيش عن مستقبلك يا رهف ، انا بس عاوز افهم
رهف : تفهم ايه
مراد : افهم تصرفك ده كان ناتج عن عدم اهتمامك بمعرفتى و اللا عدم فهم منك فعلا للى المفروض كنتى تعمليه
رهف بجمود : انا ماعملتش اكتر من اللى انت بتعمله يا مراد ، انت قلتهالى قبل كده و اكدتها من تانى بالكلام و الفعل
مراد : هو ايه ده اللى انا قلته و اكدته انا مش فاهم حاجة
رهف : ان شغلك اهم حاجة بالنسبة لك
مراد : و ده دخله ايه باللى حصل
ىهف : دخله انى بحاول اعمل زيك .. بحاول املى وقتى زيك بالظبط عشان ما احسش انى عبء عليك يا مراد
مراد باستنكار : عبء عليا !!! ، ايه الكلام الفارغ ده
رهف : مش كلام فارغ ابدا .. انت قادر تملى وقتك بالكامل بالشغل لدرجة ان ماعندكش اى وقت لاى حاجة تانية جنبه ، لدرجة انى لما حاولت اتكلم معاك كان ردك انك لما تبقى تفضى هتبقى تاخدنى و نسافر ، اكنى واحدة دماغها فاضية ماوراهاش غير السفر و الفسح و كان معنى كلامك ان على ما ده يحصل المفروض انى ابقى راضية و صابرة ، رغم انى ماطلبتش منك اى حاجة ، انا كل اللى عملته وقتها انى كنت عاوزة افهم .. و فهمت
مراد : و ايه بقى اللى فهمتيه
رهف بجمود : ان شغلك مهم و انه مالى كل وقتك لدرجة انك اصلا مش واخد بالك من اللى بيحصل حواليك .. ممكن افهم بقى انت ليه زعلان من انى بعمل زيك ، رغم انى مشاغلى اكتر منك بمراحل .. انا عندى رسالة الدكتوراة و كمان الاتيلية ، فى حين انك يا دوب شغل المجموعة و اللى كمان بابا معاك فى كل الشغل ده خطوة بخطوة
ليقف مراد مشدوها لا يدرى إجابة على كلماتها ففى لحظة قلبت المائدة لتصبح له الند بالند و ليست مجرد زوجة
و عندما طال صمته عادت اتجاه الباب قائلة : انا هبعت السواق يجيب تميمة
و هنا لم يستطع مراد الصمت اكثر فقال : عشان اروح انام فى اوضتى مش كده
لتقف رهف دون ان تجرؤ على النظر اليه فاتجه اليها مراد و وقف امامها و قال متسائلا بصيغة تأكيد : مش عاوزانى افضل معاكى فى نفس الاوضة .. مش كده
و عندما لم يتلقى منها اى اجابة قال بوجوم : مش محتاجة تتعبى نفسك و تصحى البنت فى وقت زى ده ، انا راجع اوضتى ، تصبحى على خير
ليتركها و يذهب الى غرفته القديمة بينما جلست رهف و هى شاحبة الملامح و لا تدرى ان كان ما حدث هو الصواب ام العكس
اما مراد فعاد الى غرفته و الحنق يملأ نفسه و عقله ، و كانت انفاسه تتلاحق نتيجة كبت غضبه ، فكان يشعر باهانة ليس بعدها اهانة ، فقد شعر برفض رهف له و اصرارها على رفضه دون مواربة او محاولة الانكار ، و لكنه فى تلك اللحظة تذكر حوارهما معا و الذى كان الحوار الاخير لهما قبل ان تتحول مئة و ثمانون درجة .. فهل كان هذا الحوار هو السبب ، هل فهمت حديثه لها على انه رافضا لها فحثتها كرامتها ان تفعل المثل ، ام ان تصرفها ذلك ناتجا عن شئ اخر لا يعلم عنه شيئا ، و لم يشعر بنفسه الا و قد امسك الهاتف و قام بمهاتفة هدى التى اجابته بصوت ناعس قائلة بقلق : مراد .. فى حاجة و اللا ايه .. تميمة كويسة
مراد بتنهيدة حانقة : تميمة كويسة ماتقلقيش ، حقك عليا ، كلمتك من غير ما ابص فى الساعة .. كملى نومك و هبقى اكلمك الصبح
هدى بقلق و هى تعتدل فى الفراش : مالك يا مراد ، صوتك مايطمنش
مراد و هو ينفخ بقوة : كملى نوم يا حبيبتى و هكلمك تانى الصبح .. تصبحى على خير ، و اغلق الهاتف قبل ان يعطيها اى فرصة للجدال
اما باليوم التالى فكان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و قد فرغ معظمهم من طعامه و كانوا يرتشفون القهوة فى صمت مطبق حتى قال سليمان : طب دلوقتى المفروض هنروح الموقع الاول و اللا المجموعة عند جاسر الاول
مدكور : براحتك يا سليمان .. انا جالى تليفون مهم و لازم انزل القاهرة حالا
تالا بذهول : هتنزل القاهرة دلوقتى حالا
مدكور : ايوة .. و انتى شوفى اللى يريحك ان كنتى هتيجى معايا و اللا هتستنى مع دادى و ترجعى معاه
تالا بتملق : لو عليا طبعا اجى معاك يا حبيبى ، بس طبعا انت عارف الشغل و عارف انى ماقدرش اسيب دادى فى وقت زى ده
مدكور و هو يغادر المائدة : خلاص براحتك
لتنهض رهف خلف ابيها قائلة بقلق : بابا .. هتقدر ترجع تحضر المناقشة بتاعتى
مدكور بابتسامة : اكيد المرة دى مش هفوتها ، ماتقلقيش
ثم التفت لمراد قائلا : انا عاوز اقعد معاك شوية قبل ما انزل القاهرة يا مراد و كلملى انور خليه يجيني حالا و معاه كل مايخص مشروعنا مع جاسر
مراد : حاضر يا عمى
لينهض سليمان لاحقا بمدكور و هو يستدعى تالا بعينيه ان تلحق بهما و ما ان دلف مدكور الى غرفة المكتب حتى كان سليمان و تالا خلفه و قال سليمان بريبة : هو فى حاجة حصلت فى المشروع و اللا ايه
ندكور : ابدا .. انا بس عاوز اشوف الدنيا وصلت لاية و قدامنا اد ايه على مانخلص
سليمان : مانت عارف زى مانا عارف ان لسه قدامنا حوالى خمس شهور
مدكور : ايوة عارف .. بس …..
سليمان بحث : بس ايه ماتفهمنى بتفكر فى ايه و تشركنى معاك ، هو احنا مش شركا فى كل حاجة و اللا ايه
ليدخل عليهم مراد و قتما قال مدكور : ما دى الحكاية اللى كنت عاوز اكلمكم بخصوصها
تالا : فى ايه يا مدكور .. ماتتكلم على طول
مدكور : الحقيقة انا قررت انى اعتزل كل حاجة
سليمان : يعنى ايه تعتزل
مدكور : يعنى اعيش اللى باقى من عمرى من غير وجع دماغ .. كفاية كده
تالا : و هتسيب المجموعة لمين يديرها
مدكور : البركة فى مراد بقى ، هو اللى بقى عارف كل حاجة رايحة فين و جاية منين و انا كفاية عليا لحد كده
مراد و هو يضع بعض الاوراق امام مدكور : ربنا يديك الصحة يا عمى .. انت الخير و البركة
لتتبادل تالا نظرات الحنق المتوارية مع سليمان بينما قال سليمان : و ايه اللى خلاها تطلع فى دماغك كده فجأة ، و كمان ايه علاقة ده بانك عاوز تراجع مشروع جاسر
مدكور : مش عاجبنى اللى بقى فى الوسط يا سليمان ، و لا عاجبنى طريقة الشغل ، اما بقى جاسر .. فاخر حاجة عاوز اعملها قبل ما اسيب كل حاجة لمراد انى اخلى ده يبقى اخر مشروع بين العزيزى و علم الدين
سليمان بحدة : انت بتتكلم اكن الشغل كله بتاعك لوحدك ، انت ناسى انى شريكك فى كل حاجة و المفروض انك ترجعلى قبل ماتتصرف اى تصرف
مدكور بحزم : انت اللى نسيت انك شريكى فى المشروع و بس مش فى المجموعة يا سليمان و انا بتكلم عن شغل المجموعة مش عن المشروع
سليمان : بس بعد جوازك من بنتى المجموعتين بقم حاجة واحدة
مدكور بهدوء : ده فى خيالك انت بس ، الامانى وديتك بعيد شوية ، انما مجموعة الانصارى شئ و مجموعة العزيزى شئ تانى
تالا بمهادنة : دادى يقصد ان الناس بتتعامل مع المجموعتين اكنهم واحد ، و مش متصور انك فعلا هتسيب الشغل و مش هتبقى معاه بعد كده
مدكور بابتسامة لعوب : مانا لازم ابص لروحى و اعيش اللى باقى منه و اتفرغ شوية لحياتنا و اللا ايه
لتنظر اليه تالا باحباط بينما يقول سليمان : انا برضة مافهمتش انت عاوز توقف التعامل مع جاسر ليه
مدكور : جاسر داخل فى سكة جديدة انا ماليش فيها و مابحبهاش
سليمان : كل واحد حر ، انت ليك شغلك و هو له شغله
مدكور بنظرة تحدى : اديك قلتها هو حر .. و كل واحد حر يا سليمان ، و انا شايف ان كل واحد يعمل اللى يريحه ، و انت كمان
سليمان بتوجس : انا كمان ايه
مدكور : انت كمان لازم تشوف حد تانى غير مجموعة العزيزى تشاركه فى مشاريعك اللى جاية
سليمان : انت تقصد ايه بكلامك ده فهمنى .. انت مش عاوز يبقى فى تعاون بين مجموعتى و مجموعتك بعد كده
مراد : لا طبعا ازاى الكلام ده .. اكيد عمى مايقصدش كده
سليمان بضيق و هو يتجه للخارج : انا طالع اجيب تليفونى عشان نسيته فوق
ليتركهم و يذهب الى الاعلى بينما تقول تالا لمدكور بنبرة عتاب : كده برضة يا مدكور ، انا حاسة ان دادى زعل منك
مراد : اكيد عمى ما يقصدش اللي فهمناه يا تالا
مدكور بتصميم : لا اقصد يا مراد
مراد : اسمحلى يا عمى اختلف مع حضرتك .. احنا من زمان و معظم شغلنا مع مجموعة الانصارى لحد ما معظم الشركات فعلا بقوا بيتعاملوا معانا على اننا واحد ، و ده ادالنا ثقل معين فى المنطقة العربية كلها ، يبقى ايه اللى هيخلينا نخلف ده دلوقتى
مدكور : انا شايف ان ده افضل لنا
مراد : اسمحلى يا عمى .. حضرتك قلت انك هتسيبنى انا ادير المجموعة بطريقتى
مدكور : تقصد ايه
مراد بتردد و هو يتهرب بعينيه من مدكور : اقصد ان ياريت حضرتك تسيبينى اديرها بطريقة تعلى اسمها اكتر .. ماتقللوش ابدا
مدكور : و هو انا كلامى ده هيقلل من اسمها يا سى مراد
مراد بحمحمة : العفو يا عمى .. هو انا كلامى ييجى ايه جنب كلام حضرتك ، بس انا اقصد اننا لما فجأة كده نوقف التعامل مع جاسر و كمان مع مجموعة الانصارى هيحصل دروب جامد فى تعاملاتنا و شغلنا ، و اعتقد ان ده نفس الكلام اللى كان سليمان بية يقصد يقولهولك ، و انا شايف ان حضرتك احرجته جامد
مدكور بحدة مكبوتة : انت مش فاهم حاجة ، و انا مش هقدر اوضح اكتر من كده
مراد : معلش يا عمى من فضلك ادينى فرصتى اثبتلك انى اقدر اوزن الامور كويس
مدكور : عموما انا قلت لك اللى عندى و انت حر
مراد : شكرا يا عمى .. و مش عاوزك تقلق خالص
مدكور بحزم: اهم حاجة انا مش عاوز شغل مع اللى اسمه زيد ده نهائى
مراد : رغم انى شايفها خسارة كبيرة بس مش هقدر اكسر كلامك اللى انت قلته له امبارح
كانت تالا تتابع حديث مراد مع مدكور بصبر بالغ و هى تريد الوصول الى نهاية الجدال لتعلم لمن الغلبة فى النهاية ، و بعد ان فرغا من حديثهما قالت لمراد : بما ان انت اللى هتدير كل حاجة من هنا و رايح ، فانا هطلع ابلغ دادى بالكلام ده و احاول اراضيه بعد الكلمتين اللى سمعهم من مدكور
لتلحق بابيها بالاعلى و ما ان دلفت عليه الا و وجدته يتحدث بالهاتف و اشار لها بعدم حدوث اى صوت ، و سمعته يقول : تمام يا زيد باشا هنكون عندك فى المعاد
و ما ان اغلق الهاتف قال : جوزك المجنون ده ناوى يهد كل حاجة قبل الاوان
لتقص عليه تالا ماحدث بين مدكور و مراد بعد انصرافه فقال سليمان بسعادة : مراااااد ده ولد ، ياما كان نفسى ان هو اللى يتجوزك مش المخبل التانى ده
تالا : ماقلنا هانت يا دادى
مدكور : ماشى .. اما اشوف اخرتها .. و ياللا بينا عشان زيد فى انتظارنا
اما رهف فبعد الافطار طلبت من تميمة ان تلهو بالقرب منها بالحديقة حتى تنتهى من الاستذكار ، و جلست و هى مندمجة مع ما تتلوه عيناها من على شاشة حاسوبها النقال و هى تشعر بمن يراقبها من على بعد ، و عندما التفتت بعينيها اصطدمت عيناها بعينا مراد و هو ينظر اليها بوجوم من نافذة سيارته قبل ان يذهب دون حتى ان يودع تميمة كعادته و اثناء شرودها فيما حدث بالامس انتبهت على صوت هاتفها لتجد ان هدى هى المتصلة فاجابتها قائلة : صباح الخير يا هدى ازيك
هدى : صباح الخير .. ايه اللى حصل
رهف بفضول : حصل ايه فى ايه
هدى : جوزك شايط على اخره ، و صحانى من عز النوم الساعة اتنين بالليل
رهف : و قال لك ايه
هدى : و لا حاجة
رهف : يعنى كان مصحيكى عشان يسمعك سكاته
هدى : واضح انه حس انه اتسرع او ان الوقت مش مناسب لما سمع صوتى و لقانى نايمة فقفل معايا على اساس هيكلمنى الصبح تانى ، فقلت اكلمك الاول افهم منك اللى حصل قبل ما يكلمني تانى
رهف بتنهيدة حارة : شكلى عكيت الدنيا ، بس ماكنتش عارفة اعمل ايه
هدى : ايه اللى حصل
رهف : هحكيلك
اما لدى مراد بمكتبه ، كان انور يقول له بعتاب : مانت برضة غلطان يا مراد
مراد بغضب : غلطان ليه بقى .. هو انا عملت لها حاجة
انور بامتعاض : مانت عشان ماعملتلهاش حاجة يا قفل
مراد بتحذير : ما تحترم نفسك
انور : يا ابنى انت مش عاوز تفهم ابدا ، هو انا مش فهمتك قبل الفرح انك لازم تطمنها و تحتويها
مراد بدفاع : مانا اتكلمت معاها و فهمتها و احنا فى الطيارة من قبل حتى مانوصل تركيا والدنيا كانت زى الفل مش عارف ايه اللى حصل تانى
انور : انا اقول لك اللى حصل تانى ، اللى حصل يا سيدى انك ماعرفتش تعيش
مراد بعدم فهم : تقصد ايه
انور بقلة حيلة : انا مش عارف هفضل اعلم فيك لحد امتى .. يابنى افهم .. هو ربنا لما قال ؛ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ؛ كان يقصد ايه ، ربنا كان يقصد بالسكن السكينة يا مراد ، الود يا حبيبى ، المودة و الالفة ، الست بتبقى طول اليوم مستنية جوزها يحتويها و يطبطب عليها .. يقول لها كلمة حلوة ، مش مجرد انه يروح البيت و يقيم معاها فى نفس المكان
مراد : و هو انا فاضى انى كل يوم ارجع اقعد اطبطب و افكر فى كلام حلو يتقال
انور بامتعاض : هتفضل طول عمرك جلنف ، هو لازم تقعد تقوللها من حبك مابنامش الليل
مراد : اومال انت تقصد ايه
انور : يا ابنى افهم ، ده انت حتى ممكن وقت الاكل تسألها و تقول لها عاملة ايه او حتى عملتى ايه النهاردة ، اعرف كويسة و اللا لا و اللا محتاجة حاجة و اللا لا
طب اديك عرفت ان خلاص معاد مناقشة الرسالة بتاعتها اتحدد ، سالتها ان كانت جاهزة و اللا لا ، خايفة و اللا متطمنة ، فى ايه يا مراد .. مش للدرجة دى يا اخى
مراد : مانت عارف انى طول عمرى ماليش فى المواضيع دى و المفروض هى تتعود على طبعى ده
انور بتهكم : طب ماتتعود انت
مراد : اتعود على ايه بقى مش فاهم
انور : اعتبر ان طريقة معاملتها اليومين اللى فاتوا دول ان هو ده طبعها و اتعود عليه
مراد باعتراض : لا طبعا مش طبعها ، رهف طول عمرها بتهتم بيا حتى من قبل جوازنا ، اى نعم كنت اوقات احس انها بتخاف منى و بتتجنبنى ، بس كانت برضة بتهتم بيا
انور : انت انانى على فكرة ، عاوز تاخد و بس من غير ماتدى اى حاجة فى المقابل ، طب اديك طول عمرك بتاخد اللى هى بتديهولك من غير حتى كلمة شكر ، و لما هى قطعت عنك اللى كانت بتعمله يومين اتنين محسسنى انها ارتكبت فى حقك جناية
طب هى !! .. مافكرتش احساسها ايه و انت بتتعامل معاها اكن مالهاش اى حقوق عندك من الاساس و انها المفروض كمان تبقى ممنونة لك و مستنية رضاك
تصدق البت امينة كان عندها حق اما كانت دايما تقوللى هولاكو هيفضل هولاكو و عمره ماهيتغير
بس نصيحة يا صاحبى هقولهالك و اخلص ذمتى من ربنا .. رهف بتحبك صحيح .. بس لو خسرت قلبها و اتقفل من ناحيتك مش هتعرف ابدا تكسبه من تانى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى