رواية أسرتني عيناك الفصل الأول 1 بقلم مروة حمدي
رواية أسرتني عيناك الجزء الأول
رواية أسرتني عيناك البارت الأول
رواية أسرتني عيناك الحلقة الأولى
هى فقط ثانية مرت ببطء كمشهد سينمائى تلاقت به الأعين وبعدها كلا مضى فى طريقه او هكذا خيل لهما.
والا لما جلس شاردا بتلك الأعين كلما أتت والدته على ذكر أمر زواجه، لما تحضر تلك الأعين كقطعة الشطرنج أمام عينيه وهو لا يعرف اسم صاحبتها حتى؟ هى فقط نظرة عابرة بدون قصد ، فلما ظل أسير تلك اللحظه حتى الآن وعلى الرغم من مرور عام كامل عليها، لما؟
سؤال اخذ يتردد بداخله كثيرا، لم ينتبه لوالدته التى تحدثه منذ فترة.
_عبدالرحمن ، عبدالرحمن .
_عبدالرحمن بدون وعى: ليه؟
الام ماجده :ليه يا بنى؟ مش زى زى اى ام وعايزة افرح بابنى .
عبدالرحمن وقد انتبه عليها: تفرحى بمين يا أمى؟!
هند: لااا، ده أبيه شكله كان فى حالة سرحان العروسة تانى.
الام وهى تستند بوجها على راحه يدها بقله حيلة : شكله كده يا بنتى.
عبدالرحمن بدون فهم: سرحان العروسة؟ ده ال هو ايه يا فيلسوفة عصرك.
هند: دى حالة بتيجى لحضرتك كل ما ماما تجيب ليك سيرة اى بنت عجباها وبتاخد رايك نروح نخطبك.
عبدالرحمن : يا سلاام.
هند: امممم، اصل حضرتك مش بتشوف نفسك وقتها بتبقى عامل ازاى، سرحان وعنيك مركزة فى حاجه ايه مش عارفين بس مش بتكون معانا كانك فى مكان تانى فى حته تانية لا سامع ولا شايف.
كان يستمع لها وهى تصف حاله ليغمض عينيه لا يعرف كيف يجيبها؟ كيف يخبرها بأن بالفعل يرى فقط أعين أسرته منذ عام بلحظه عابرة جعلته أسير لصاحبتها وقد اطرقت بلمعة عينيها على جنبات قلبه بقوه، كيف يخبرها بأن اخاها للمرة الاولى رفع عيناه على أحدهن وتمعن النظر بها كيف يخبرها بأنه دون ارادة منه كلما أتى ذكر زواجه تظهر هى أمام عينيه ، كيف أصبح فى الآونة الأخيرة يناجى ربه بأن يلقاها من جديد، كيف دعا ان يقربها منه ويجعل بها الخير له كيف تمناه لنفسه زوجه !
فقط زوج من الأعين وقع لهم أسير وهو لا يعرف صاحبتهم حتى، كيف؟!!!
اخرج تنهيدة عميقة وهو يهز رأسه بقله حيله على حاله، فتح عينيه ليتفأجا بكلا من والدته واخته ينظران له.
الام: ال واخد عقلك؟!
هند: وصلت لحد فين يا أبيه؟
عبدالرحمن : ماما معلش ممكن نأجل الكلام فى الموضوع ده لبعدين؟
الام ماجده: ليه يا بنى؟ ناقصك ايه؟ شقتك جاهزة وعلى المفتاح شغلك المحل الله اكبر عليه يبقى نستنى ليه؟ انت ال قدك اتجوز وخلف.
عبدالرحمن : مش بفكر فى الموضوع ده دلوقت.
الام : يابنى فكر فيا انا نفسى افرح بيك العمر مفيهوش قد ال راح اختك اهى هتتخطب بكرة وبعدها بشهرين هتتجوز عايزة اطمئن عليك انت كمان.
عبدالرحمن وهو يقبل راسها: ربنا يطول فى عمرك ياست الكل، ويديمك نعمة فى حياتنا، بس علشان خاطرى مش عايز ادخل بيت واخبط على بابه وانا لسه محتار كده.
هند : أبيه هو فى حد فى حياتك.
الام وهى تنظر له بأمل: طب هى مين؟ نعرفها؟ بنت مين؟ قولى وانا على كده البس واروح دلوقت اخطبهالك.
عبدالرحمن بنظرة عتاب لاخته: تعرفى عنى كده؟
هند بإحراج: انا والله مقصد بس يعنى لو فى مواصفات معينه حضرتك بدور عليها، حد معين؟
أطلق تنهيده عميقه ثم نظر لامه: صدقينى يا ماما لما ربنا يريد وده ..
اشار على قلبه.
يدق ويقول هى دى، ساعتها انا بنفسى هاجى ليكى جرى واقولك اخطبهالى.
الام: بس..
يقاطعها سريعا علشان خاطرى سبينى على راحتى.
اومأت رأسها باستسلام، ليغير هو مجرى الحديث ملتفتا إلى أخته.
_ها نويتى على ايه فى الخطوبه؟
هند وهى ترتشف من كوب الشاى خاصتها: ابدا هجهز هنا ما فيش داعى للكوافير وبالأخص ان الخطوبة فى البيت فمالهوش داعى اطلع وادخل كتيير.
عبدالرحمن : ربنا يتمملك على خير يا حبييتى،على راجل وانا متأكد انه هيصونك.
الام وهى تكمل تناول طعامها: الاه بالحق اخبار ملوكه ايه؟ عملت ايه فى موضوع العريس ؟
هند وهى تضحك بخفه: زى كل مرة حالة فصلان العريس؟
عبدالرحمن وهو يضربها على مؤخرة رأسها: انتى بتجيبى الأسماء دى من فين؟ وبعدين ايه فصلان العريس ده كمان.
هند : دى بقا يا أبيه حالة كده بتجيلها كل ما يتقدملها عريس، مبتحسوش لا بترتاح ليه ولا بتتقبض منه كأنه مش موجود فالرفض بيترسم لوحده على وشها والرجل بيتكسف ويمشى.
اكملت حديثها توجه لوالدتها: بس عارفة يا ماما كلمتنى امبارح بتقولى العريس المرة دى لاصق ومستنى الرد مع انه الوحيد ال شبه قالتله لا فى وشه وامها بتقولها صلى استخارة الاول، الشاب ممتاز وليه مستقبل.
الام: سبحان الله شوف الأيام بتجرى ازاى، من سنة وحده أمها كانت خاربة الدنيا على لبسها للحجاب وتقول مافيش عرسان هتتقدملها واهو من وقتها كل يوم والتانى عريس.
هند وهى تربط على كتف اخاها: البركة فى اخويا حبيبى اقنعها.
الام وقد لمعت بأعينها فكرة: الا قوليلى لتكون بترفض علشان فى حد مستنياه؟!
هند نافية بسرعة: لا، لا يا ماما ملك مش كده انا صحيح عرفتها فترة صغيرة قبل الحجاب كانت قافلة على نفسها وحاطة حدود فى تعاملها مع الزملاء وده ال شجعنى أقرب منها ونتصاحب لما اتنقلت للكلية ومعرفش فيها حد وأنها ساكنه قريب منى يعنى نروح ونيجى سوا.
الام: اومال مالها؟ ايه سبب الرفض يعنى المشكلة فين وبالذات انك بتقولى معظم ال بيجيهولها ولاد ناس وكويسين.
هند: بتقول حاسة أنها موعودة لحد معين حد هى اصلا مش عارفاه هو مين !
ولا واحد من ال اتقدموا حاسة انه هو ده.
الام وهى تحرك شفتيها بالاتجاهين، تنظر إلى ابنها وقد رجفه حديث أخته من الداخل.
“نفس خيبة اخوكى يعنى، ايه رايك يا عبدالرحمن اخطبلك ملك”
عبدالرحمن وهو يبتسم بتوتر لا يعرف مصدره يقم من مجلسه يحمد الله يقبل راس والدته: انا هنزل علشان مش اتاخر على المحل اكتر من كده ، سلام يا أمى، محتاجه حاجة؟
الام : تسلم وتعيش يا حبيبى.
عبدالرحمن :لو احتاجتوا اى حاجه لبكرة ناقصة كلمونى.
الام بدعاء: يجعله دايما عامر بحسك يا ابن عمرى.
بينما عبدالرحمن عقب فتح متجره الخاص بالأجهزة الكهربائية اول الشارع حيث يسكن، سمع صوت أحدهم يدلف خلفه.
_ايه التأخير ده كله يا عبدالرحمن يابنى؟
التفت له مرحبا: حج كامل معلش اخدنى الكلام مع والدتى.
حج كامل بابتسامه لذلك الشاب الخلوق: ربنا يباركلك فيها يارب.
ها الطلبيه جاهزة.
عبدالرحمن : نص ساعة هتكون قدام المحل عندك، قبل ما أنسى بكرة خطوبة اختى ياريت تنورونا انت والعائلة الكريمة.
الحج كامل: ما كده كده ملك جايه ووالدتك عزمت المدام.
هز عبدالرحمن رأسه مجاملةً وهو لا ينتبه للحديث عقب دخول احد العمال يسأله عن أمر ما.
بمكان أخر.
تنظر لنفسها بالمرأة بابتسامه ذاك الفستان الرقيق بلونه الوردى الهادئ، حجابها الكحلى اللون جعلها تشعر بالرضا كثيرا على نفسها، رسمت عيناها بقليل من الكحل مع ملمع بسيط للشفاه.
ابتسمت بسعادة متمتة: مستنية اشوف رد فعل هند وكريمة لما يشوفونى بالحجاب.
أمسكت بحقيبتها الصغيرة تقف أمام والديها بهيئتها الجديدة.
الال بابتسامة سعيدة: بسم الله مشاء الله، زدتى جمال على جمالك يا بنتى، ربنا يثبتك عليه.
ضحكت بسعادة تلتف برأسها لوالدتها تنتظر رأيها بفارغ الصبر.
والأخرى تجاهد فى إخفاء سعادتها بوجهها المشرق الفرح وقد زادها الحجاب جمال فوق جمالها كما قال زوجها.
_كويس.
لم تختفى ابتسامتها من رد والدتها المقتضب هى ادرى الناس بها وبطباعها سعادة والدتها فضحتها عيناها الضاحكة.
الام: البيت بعيد.
_لا يا ماما فى المنطقة هنا برضه هركب توكتوك اعدى بيه على وحده صحبتى هنروح سوا بمجرد ما كريمة تلبس الدبل هناخد بعضنا ونمشى.
الأم بأماءة من رأسها: تمام، بس ابقى طمئنينى عليك كل شوية وما تنسيش.
ملاك مقاطعه عارفة وحافظة: توكتوك او تاكس راكب فيه اتنين لا، شكل السواق يخوف لا، طالعة منه ريحه بخور لا ريحة نفاذة لا متغطي زيادة عن اللزوم لا، طريقة كلام السواق فيها دلع فيها مجاملة فيها سهوكه لا، قالى معلش ناخد الأستاذة ال واقفة دى معانا حرام وقفتها كده وانت معرفهاش لا.
التقت أنفاسها تنظر لها: فى حاجه تانى يا افندم.
الام: هقول ايه ربنا يهديكى.
الاب بضحكه : امين.
ملك وهى تخطو تجاه الباب: يرضيك الكلام ده يا حج يعنى انا مجنونه.
الاب: لا طبعا ستهم.
ملك وهى تغلق الباب: جرحتنى فى معاميع قلبى، لما ارجع نشوف الموضوع ده لحسن أتاخرت، سلام.
الاب/الام: مع السلامة.
تجلس فى العربة تهاتف صديقتها:
ها يا بومه خلصتي ولا لسه؟
_…
_طب خلاص انا اهو داخله على اول شارعكم انزلى يالا عندى ليكى مفاجأة حلوة.
_…
_لا هتعرفيها لم تشوفينى لوحدك، سلام.
أغلقت معها وهى تتنهد بسعادة تطل من جهة اليمين وهى تمسك بالحاجز المعدنى تتشبث به، ليتوقف بها الزمن للحظه وهى تراه زوج من الأعين التفت باتجاهها بنفس اللحظه لتتقابل الأعين بنظرة طويلة أنتهت برحيل العربة من أمامه.
أشارت لصديقتها بتيه ان تصعد إلى جوارها.
لتصرخ الأخرى بفرحة عاليه تحتضنها: اتحجبتى، مبرررروك.
الف مبرووك.
_حبييتى الله يبارك فيكى يارب.
_امتى ده حصل؟
_انهاردة، بعد كلامى مع ماما امبارح ، بابا حبيبى كالعادة قالها سبيها تعمل ال عايزاه طالما مش غلط وانا بصراحه كان نفسى تعمل كده من زمان.
_ابوكى ده عسل، ده كريمة هتزغرط اول ما تشوفك، يابنتى النهاردة انتى العروسة مش هى دى هتلمهم عليكى وهتزغرطلك وتعملك حفلة.
_انا متأكده من ده علشان كده قولن لازم تكونوا اول ناس يشوفونى بيه.
قطعت حديثها وهى تخاطب السائق بلهفة.
يا اسطى انت ليه مرجعتش تانى اول الشارع وكسرت من هنا
السائق : وليه اللفة دى يا استاذة ما فى أخر الشارع فى كسرة توديكى على العنوان ال عايزة تروحيه .
صديقتها وهى تميل غليها تهمس لها: السواق عنده حق،فى حاجه هناك يعنى عايزة تعدى عليها؟
ملك: ها لا لا مافيش خلاص.
صديقتها: وقف هنا يا اسطى، تشكر.
هبط الفتاتان إلى خطبه وعقد قرآن صديقتهم التى بالفعل احتفلت بملك واجتمعنا حولها كأنها هى العروس لتلك الليلة، سعادة قلبها لا توصف وقتها .
كيف عادت إلى منزلها و ضرباتها قلبها كانت عالية كلما تذكرت تلك الأعين.
تململت فى الفراش تفرد ذراعيها، وسعادة ذلك اليوم أرتسمت تلقائيا على وجهها.
عقدت حاجبيها وهى تتسائل: انا صليت استخارة علشان ربنا يدلنى اقول اه ولا لا، ليه حلمت باليوم ده كأنه لسه امبارح مع انه ليه سنه؟! عيشاه بأدق تفاصيله،ليه؟
معقول إشارة ليا انى استنى؟ طب استنى مين؟ انا حتى معرفهوش ولا قابلته تانى!
صمتت لثوانى لتظهر أمامها تلك الأعين التى اسرتها من جديد، ابتسامة حالمة رسمت على عيناها قبل شفتاها متابعة بهمس: صحيح العيون دى ما سبتنيش لحظه بس انا اعيد اليوم من أوله كده، صورته عينيه بلون البندق، دقنه الخفيفة.
خرجت من شرودها بعدما دلفت والدتها عليها بنفاذ صبر تسألها.
“صليتي الاستخارة؟”
ملك : صباح النور يا حبيبتى.
الام وهى تنظر لتلك اللمعه الابتسامة على وجهه ابنتها تهللت أساريرها: أقول مبروووك ها اقول مبروووك.
ملك: لا.
الام بعدما عبس وجهها بشكل تلقائى: ليه؟
ملك : مينفعش.
الام وهى تجلس إلى جوارها : ليه بس يا بنتى، ده دكتووووور.
ملك: معندوش دم ولصقة ويخنق.
الام وهى تلكزها بيدها بخفة: يا عبيطة ده متمسك بيكى.
ملك : صدقينى مينفعش.
الام وهى تكاد تصاب بجلطة: ليه بس؟
ملك ببراءة: الاستخارة هى ال بتقول.
الام: عيديها تانى.
ملك : ماهى باينه من اول مرة اهى ده غير الدعاء الكتير ال دعيته يا حجه ده انا قريت سورة يس اربعين مرة.
الاب بضحكه يدلف إلى غرفتها بعدما استمع إلى حديثهم:
هههههه، ليه بتعملى حضرة.
ملك وهى تهب من على الفراش تقبله بوجنته: لا، علشان ابقى عملت ال عليا للأخر.
صباح الخير على احلى اب فيكى يا مصر.
الاب بمحبه خالصة: صباح النور على احلى بنوته فى الدنيا بحالها.
الام بتذمر: ايوه يا اخويا دلعها دلع.
الاب وهو يقرض وجنته ابنته: وانا عندى كم ملك ادلع فيها.
ملك بسعادة: هى وحده بس انا.
ختمت حديثها بعناق قوى.
ليضربها على رأسها بخفة متحدثا بحنان: يالا قومى فوقى كده وجهزلنا فطار انا خرجت بدرى انهاردة ورجعت افطر معاكى يالا.
ملك وهى تشير لعينيها: من عيوووونى هوا.
بعدما خرجت نظرت الام لزوجها: انت مش قولت هتفطر فى الشغل.
الاب وهو ينظر خلفه يتأكد من عدم وجودها ليغلق الباب يقترب من زوجته: بصراحة كنت قلقان وقاعد على نار مستنى اعرف وصلت لايه فى الاستخارة.
الام وهى تكاد تصرخ عاليا من زوجها: لما حالك زى حالى موافقها على ال بتعمله ده ليه؟
الاب: انا كنت خايف توافق.
الام وهى تجلس على الفراش تضع يدها على صدرها: اه يانى على ال بيجرالى، ماله الجدع عملك ايه انت وبنتك.
الاب وهو يهز كتفيه بلا إهتمام: مش نزلى من زور.
الام بما يشبه العويل: حد يرفض دكتور وحيد أمه عنده شقة.
الاب وهو يشرد بمكان ما: انا عايز رجل لبنتى اطمئن عليها وهى معاه رجل زى ..
صمت يتراجع عن حديثه لا يرغب بإخبارها عن رغبته بذاك الشاب وكم دعى ان يكون من نصيب ابنته حتى لا تعلق آمال وتتصرف بطريقة تحرجهم مع أهل الشاب دون قصد منها وهو أدرى الناس بطباعها.
لكن هل يمكنها تفويت أمر كهذا وجعله يمر مرور الكرام، هبت واقفة تنظر له بلهفة: شاب مين، ها شاب مين؟
نظر لها يبلع ريقه، يلعن تسرعه، أنقذه صوت ابنته المنادى من الخارج لتناول الفطار.
ليحاوط كتفها: انتى من كتر تفكيرك بالأمور دى بقى تجيلك تهيأت سيبى البنت تدلع وتختار ابن السلطان متستعجليش، خليها تختار صح علشان لو اتسرعت وقتها احنا ال هنندم قبلها وهتحملنا الذنب.
الام: عايزة افرح بيها.
الاب وهو يسحبها للخارج بالعقل ويالا بقا قبل ما تخلص على الاكل.
الام: بالهناء والشفاء على قلبها اعملك غيره.
ملك وهى تلك الطعام: اتاخرتوا ليه؟
الاب : قال يعنى البت افتكرت ابوها.
ملك: سبتلك بيضه .
ألقت له قبلة بالهواء ليرد عليها بأخرى لتهمس الام بصوت مسموع لهما: خلفت لنفسى درة.
تعالت ضحكاتهم عليها ليأتيها أتصال على هاتفها.
ملك وهى تجيب: اهلا اهلا بعروستنا.
_…
_لا ما تخفيش من النجمه هكون عندك فى البيت.
_…..
_لا حاضر هعدى على الاتليه واجيبه ما تقلقش يا صحبى.
_….
_لا تمام خلاص ،سلام،سلام.
الام: ربنا يتمملها على خير.
الاب وابنته بصوت واحد: يارب.
لتكمل الام هامسة لنفسها: وعقبال يا بنت بطنى .
مر اليوم سريعا على أبطالنا كلا مشغول بعمل ينجزه.
حل الصباح محملا بأحداثه، استيقظت باكرا وجدت والدتها تقم بوضع الإفطار على المائدة، قبلتها على جبهتها وتناولت بعض اللقيمات سريعا.
الام: ايه اكل السربعة ده ما تقعدى وتفطري كويس.
ملك وهى ترتدى حقييتها تستعد للخروج: هتقتلنى يا ماما ده هى ال مصحيانى، هروح اجيب الفساتين وارحلها.
الام بفضول: ما قولتليش لون فستانك ايه؟
ملك بابتسامة : بالليل لما تيجى هتعرفى.
رن هاتفها فى نفس اللحظه وهى تستعد للخروج لترفعه تشير لوالدتها: المرة رقم عشرة دى.
تجيب على المكالمة وهى تغلق الباب خلفها، لتضحك الام معلقه: جوز مجانين واتلموا على بعض.
هند بعدما أغلقت هاتفها: خرجت منادية على والدتها: يا ماما اعملى حسابها فى الفطور معانا لحسن تولع فيا مصحياها بمزيكا حسب الله وملحقتش تفطر.
عبدالرحمن وهو يخرج من غرفته وقد استمع لحديثه اخته: بت يا هند.
نعم يا أبيه؟
قالتها وهى تستدير له، ليرجع إلى الخلف بسرعة فزعة.
عبدالرحمن وهو يضع يده على قلبه: ايه ده يا هبلة ال على وشك؟!
هند: ماسك طين مغربي.
عبدالرحمن : والله ليلتك ال هتبقى طين لو على شافك بالمنظر ده.
على العموم انا هخرج افطر فى المحل ..رفع صوته قليلا.
“ما تعمليش حسابى يا امى”
هزت الام رأسها بتفهم لطباع والديها.
هند: ليه بس يا ابيه حضرتك بتتكسف من صحبتى ده هى الوحيدة ال بتدخل البيت وعارفين مامتها وبيزورونا ونزورهم انا متهيألي لو شفتها فى الشارع مش هتعرفها!
عبدالرحمن : معلش علشان تاخد راحتها وانا كمان وبعدين هيفرق معايا ايه اذا كنت اعرفها ولا لا طالما البنت أخلاقها كويسة ومامتك بترتاح لها خلاص ويالا بقا سلام يا احلى عروسة، هخلص كم شغل على السريع وهقفل وارجعلك ما تقلقيش.
ختم حديثه وهو يقبل أعلى راسها، ليكمل باشمئزاز : وابقى امسحى ال على وشك ده.
هند تتسع عيناها وهى تنظر إلى ساعة يدها: وقته خلص.
قالتها وهى تركض إلى المرحاض سريعا ليضحك عليها اخاها وهو يتوجه إلى الباب، ليقف وهو يعقد حاجبيه بدهشة وضحكه خفيفة على تلك التى بالخارج والتى يبدو أنها نسخة اخرى من أخته بجنونها.
“افتحى يا هند وانجزى الفساتين هتقع منى مش عارفة اخبط، افتحى هتفرجى علينا الجيران يا هبلة، حقك تتدلعى وعاملة عليا عروسة، كل ده هطلعه على جدتك فى عزومة الكافية بكرة.
أوشكت هند على النداء عليها واخبارها بأنها قادمة، لتمسكها والدتها سريعا، تهمس لها بالصمت تشير على ابنها.
“هش، اسكتي خليه هو يفتح”
هند بغباء: اشمعنا.
الام بتمنى: مش شايفاه واقف بيسمعها والضحكة من الودن للودن يمكن لما يشوفها يحصل قبول ويخف من حالة السرحان.
هند وهى تؤمى برأسها: معقول برضه.
لتنظر كلاهما له بانتباه وهو يقف أمام الباب يكتم صوت ضحكاته هامسا” لا كده افتح الباب لحسن انتى ال فضحتينا فى العمارة كلها، صحيح ما جمع الا ما وفق”
بينما هى بالخارج كانت منهمكة تحاول امساك الفساتين بطريقة صحيحة حتى لا تقع من بين ايديها ليفتح هو الباب.
لتعتدل بوقفتها معلقة” اخيرا الهانم رضيت وووو”
وقف الحديث على الشفاة وهى تنظر له غير مصدقة هل يعقل؟
نفس الأعين نفس الملامح التى لم تفارقنا طوال العام الماضي لحيته لمعة البندقيه بعيناه شعره الاسود الناعم القصير، يقف امامها الان؟!
ضربتها رجفة خفيفة بسائر جسدها لا تقوى على رفع عينيها عن تلك الأعين التى اسرتها طوال تلك المدة وهو حاله لا يقل عنها بمجرد ان اعتدلت ورفعت رأسها له شعر كأنما الزمن توقف به من جديد هى نفسها ام أنه من كثرة شوقه لها تمنى رؤيتها تلك العينان بلونهما الاسود ملامحها البوهيمية ووجها الابيض المستدير أنها هى، نعم فلقد أخبرته دقات قلبه بأنها الفتاة التى تمناها ولم يكن يعرفها قبلا، ان الفتاة التى شغلت عقله وقلبه تقف أمام عتبه منزله الان، حاول كثيرا أبعاد عينيه عنها ولكن كيف وهو كالمسحور ينظر لتلك الأعين التى سلبته راحته وارقت مضجعه كظمان يشتاق للماء.
توقف بهما الزمن ثانية لا يشعران بهاتين الاتى اقتربتا تنظران اليهما بدهشة واستغراب.
الام: هما مالهم بلموا كده ليه؟
هند:تحسى جاتلهم حالة سرحان العروسة وفصلان العريس.
الام: طب ما تفوقيهم.
هند بصوووت عالى وضعت الام يديها على اذنها من شدته: اخيراااا جيتى.
قرضتها الام بكتفها: قولتلك فوقيهم مش اطرشينى.
هند وهى تلاعب حاجبيها: بس جاب نتيجه.
لملم الاثنين شتاتهما بصعوبة عقب سماعهم لصرختها مع نظرات مختطفة من الحين للأخر.
_ايوه يا بنتى من بدرى بنادى عليكى.
هند: طب يالا ياملوكه انتى لسه واقفة عندك.
عبدالرحمن بزهول: ملووكه يعنى هى ملك صحبتك.
هند بمكر وهى تسحبها للداخل: مالك يا بنية وشك احمر كده ليه؟ ده اخويا عبدالرحمن واه يا ابيه هى ملك صحبتى بس هنعمل ايه مجتش فرصة تتقابلوا قبل كده.
الام بسعادة وهى تلاحظ ما يحدث امامها: كله بوقته حلو ودلوقت احسن من بعدين.
بينما همس كلاهما باسم الآخر داخله كأنما يستمع له للمرة الاولى.
الام وهى تربط على كتف ابنها وهو ينظر فى أثرها بعدما دلفت إلى مع اخته إلى الغرفة.
_ها يا حبيبى هتفطر معانا.
_عبدالرحمن بلجلجه وهو يشعر أنه مكشوف أمام والدته: اه ، لا بقولك سلام يا أمى.
قالها وخرج سريعا من المنزل لتضحك والدته بخفه عليه متمتمه وهى تغلق الباب خلفه.
“شكلك وقعت يا ابن عمرى
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرتني عيناك)