رواية حكاية ليله الفصل الرابع 4 بقلم ملك منصور
رواية حكاية ليله الجزء الرابع
رواية حكاية ليله البارت الرابع
رواية حكاية ليله الحلقة الرابعة
– طب محكيتيش لـ كريم؟
_ لأ كريم ميعرفش حاجه، متحكيش لـ نور عشان هتقوله.
– لأ يبنتي نور إيه، سابوا بعض بعد فرحك بيوم.
_ إيه!
– مرضيناش نقولك، عروسة جديدة بقى وكده.
_ إيه الهبل اللي بتقوليه ده، وكريم مجابليش سيرة، سابوا بعض ليه هما لحقوا!
– بصي، نور اللي قررت إنهم يسيبوا بعض، مش حابه أنهم يفضلوا يتكلموا كده، قالت حرام وهي مش حابه كده، وافتكرت كلامك إن الأرتباط ملوش لازمه الحب مش عيب بس الألذ والأجمل إنك تحافظ على حبك ولما تطلعه يبقى في العلن مش في السر وحاجه غير رسمية، قالت له إنها مستنياه لحد ما يجهز إنه يتقدم لها بس لحد الوقت ده مش هيبقى في كلام بينه
م.
_ جدعه البت نور، بس إيه الحلاوة دي، بقى كلنا متدشملين ومخبين على بعض…
“خلصت كلام مع نادين، حقيقي كنت محتاجه المكالمه دي، رغم إني محكيتش حاجه، بس فرقت معايا كتير، قومت من مكاني روحت غسلت وشي، ملقيتهوش برا، عرفت من طنط إنه نزل على القهوة، مجاش في باله يعرفني بس مهتمش، كانت طنط قامت عشان تنام،
مكنتش عايزه أنام، ومعرفش ليه بقت عادة عندي إني استناه!
دخلت البلكونه، حسيت إني عايزه أريح بالي، رغم مكالمة نادين اللي فرقت معايا كتير، بس كمت عايزه أبص شوية للسما وأسرح معاها وأنا بسمع أم كلثوم،
دخلت عملتلي كوباية شاي بالنعناع، وبقيت أنا والشاي وأم كلثوم مع نسمة الهواء الباردة اليليه اللي بتلامس وشي كأنها بترقص معاه، من أمتع اللحظات هي اللحظات دي، اللحظات اللي بتحس إنك عايش بجد، بأقل الإمكانيات وأبسط التفاصيل بتحس نفسك بتتنفس،
ووسط إندماجي في اللحظة الساحرة وابتسامتي اللي اترسمت على وشي بلا وعي مني ودندنتي مع أم كلثوم لقيت إيد بتتحط على كتفي وأنا قافله نور البلكونه!
قومت مفزوعه من مكاني…
– اهدي، أنا آسف مش قصدي أخضك، بندهلك بقالي شوية وإنتِ مش سمعاني.
“لقيته واقف قدامي!
معرفش جه امتى ولا بقاله قد إيه بس حقيقي خضني، كنت قررت إني مش هتكلم معاه في حاجه، ولا هلومه إنه حكى لـ ندى ولا حتى لـ نيره، زي ما مكلمتوش قبل كده لما عرفت إنه مصاحب، قررت إني مش هفاتحه في حاجه، بس مطنشتش النقاش اللي دار بينا الصبح”
_إن..إنتَ هنا من امتى.
– بقالي شوية، ملقتكيش في الاوضة، دورت عليكِ في الشقة لقيتك هنا.
_….
– بتشربي شاي، لوحدك كده.
_….
“كنت واقفه، مردتش عليه، حبيت أبين له إني مضايقه منه، وإني مطنشتش كلامه الصبح”
– ممكن تقعدي.
” قعدنا شوية وبعد لحظات من الصمت
– بصي..
أنا آسف على الكلام اللي قولته الصبح، مكنتش أقصد صدقيني، إنتِ أكيد شوفتي أنا كنت متعصب إزاي وقتها، ف أنا بعتذر لك لو قولت كلمة ضايقتك وقت عصبيتي.
“ابتسمت له وبصيت له، بصه معناها مش عوايدك فـ سبقني ورد بإبتسامه
– دي أقصى حاجه عندي، مش بعرف أعتذر.
” كان باين عليه التوتر وإنه فعلًا مش بيعرف يعتذر، ابتسمت له وقولت: تشرب شاي؟
– جدًا يعني.
” قومت عملتلنا شاي وجيت”
– بتسمعي أم كلثوم.
_ الله ده إنت بتلعب في خصوصياتي بقى.
– هي الأغنية اشتغلت لوحدها، إنتِ عايزه تلبسيني مصيبة وخلاص، كمل بمزاح: وبعدين حتى لو، هو أنا مش جوزك.
انفجرت في الضحك: متضحكنيش أرجوك، الدنيا ليل هنصحى الناس.
بلصي بإبتسامه: مش ذنبي إنكِ ليله.
اتوترت، إيه الهبل ده، ابتسمت ببلاهه، كان لاحظ توتري، وكان اتوتر هو كمان، ابتسم بذات البلاهه وغير الموضوع بسرعة، بـ أُعجب بسرعة تداركه للمواضيع.
– ألا قوليلي، أحنا مش اتفقنا هنبقى صحاب؟
_ حد قال غير كده.
– أومال ليه بنتعامل على أساس إننا أعداء، بحس إني عدوك.
ضحكت: لأ ليه ان…
– بصي يا ليله، أنا مُدرك للتنشنه اللي بينا وإن تعاملنا متوتر ومشدود، معرفش إيه السبب، أنا فكرت في كلامك انهارده، يمكن معاكِ حق، بعترف إني اتعاملت انهارده بأسلوب وحش معاكِ، بس أنا عايز نفك التنشنه والتوتر اللي بينا.
” أقولك إيه يا يونس يا حبيبي، أقولك إني مش بطيقك خلقه وأنك كنت آخر واحد ممكن يجي على بالي إني أقعد معاه القعدة دي، مش بس اتجوزوا”
– ممكن نبدأ من تاني من غير توتر وتنشنه؟
_ معاك حق، أنا معرفش بردك إيه سبب التوتر اللي في معاملتنا، ممكن عشان مش بنحكي؟
– بمعنى؟
_ يعني إننا نحكي مع بعض، نتكلم، لو حد اضايق من حد في حاجه يجي يقوله مش يسكت، ممكن بسبب كده.
ابتسم، وكانت أول مرة أخد بالي من ابتسامته، أو أخد بالي من إنها جميلة كده، لاقتني بتلقائه ببادله الابتسامه.
– معاكِ حق هو أكيد بسبب كده، الواحد لما بيضايق من حد ويشيل منه الطبيعي إن معاملته معاه هتبقى وحشه.
_ يوه، أكيد وأنهي أكيد.
– بحيث كده بقى احكيلي، إنتِ اضايقتي مني انهارده ومجتيش حكيتيلي؟
_ آه.
“رديت بعفوية استغربتها من نفسي ومعرفش إيه الهبل اللي بيحصل ده، كان هاين عليا أحكيله قد إيه ضايقني وتصرفاته عصبتني،
بصلي بدهشة، اتوترت فـرديت بسرعه: أصدي لأ.
بصلي بدهشته اللي بتوسع زيادة مع ابتسامه وترتني أكتر، حطيت إيدي على وشي وشلتها على طول ورديت: أصدي لأ مضايقتش منك انهارده، هو بس الموقف بتاع الصبح وإنت خلاص صالحتني فـ تمام مفيش حاجه.
ابتسم ورد بمزاح بيستغل فيه توتري: صالحتك؟
خدت الشاي وشربت منه حبه.
‘ فهمت إنها كانت مضايقة مني، وفهمت إني كنت السبب في بكائها، على قد ما زعلت إني السبب على قد ما فرحت إن فرضيتي طلعت هباء منثور لا يُقال عنها أقل من وهم، أدركت إنها مش عايزه تحكي إو تبين لي إنها مضايقة مني، ومحبتش أضغط عليها، قررت أسيب الأمور لمجراها ‘
– إنتِ مسألتنيش دلوقتي إنتِ مضايقاني ولا لأ.
” سبت الشاي بسرعة ورديت بإنفعال: أضايقك؟
هو أنا عملتلك حاجه، إنت ليك عين تتكلم، ده إنت اللي بتعم…
وقفت قدام ابتسامته الساخره ونظرته اللي بتضحك على إنفعالي، كأنه عايز يعرف حاجه مني، سكت وهلة ورجعت عدلت كلامي: أكونشي ضايقتك في إيه يا أستاذ.
– حيلك حيلك إنتِ هتردحيلي ولا إيه، آه ضايقتيني، هو بصراحه مش مضايقه أوي بس استغربتك انهارده لما ندى بتحكيلك إننا كنا بنقول زمان أنا ونيره هنتجوز قولتي إني حكيت لك.
“يادي السيرة العكره، الواحد خارج يرَوح عن نفسه شوية بكوباية نعناع وأم كلثوم وده يجيبلي سيرة ندى هانم وست نيره”
_ أومال إنت كنت منتظر إيه، أقولها أيوة صح معاكِ حق أحنا أصلًا عاملين متجوزين، فـ اتريقي براحتك يا حبيبتي، إنت المفروض بدل ما تضايق تشكرني إني أنقذتك ومبينتش لحد عكس اتفاقنا.
” اتكيت على كلمة اتفاقنا، معرفش ليه، دماغي كانت عايزه تقوله إنت مضايقني وأنا كنت رافضه أبين له ده، فكان كلامي بيطلع مني على هيئة إشارات ليه”
– أنقذتيني؟
ده على أساس إني لوحدي، فوقي يا حبيبتي أحنا في مركب واحده.
“استغربته لما قالي حبيبتي، معرفش ليه وقفت عند الكلمة بس حسيت بهزه غريبة، مش فاهمه في إيه انهارده بجد، كان هو أدرك وحس بتوتري ودي اللي عصبني أكتر، يعني دلوقتي بقيت متعصبه ومتوتره وكل ده ظاهر قدامه عادي”
– أص..أصدي يا ليله، فوقي أحنا في نفس المركب.
_ لأ يا أستاذ، دي عيلتك، يعني إنت اللي في وش المدفع مش أنا، فـ أنا اللي أنقذتك.
– وخدي هنا، بردك موقف تاني، أحنا مش اتفقنا بقى هنتصافى ونقول كل حاجه، لما كانت سامية بتكلمك وقولتلها دي حاجه حلوه إنهم بيتعاملوا زي الأخوات فكراني مخدتش بالي من ضحكتك ولا نظرتك لـ نيره؟
فوقي يا حبيبت..أصدي يا ليله، فوقي ده أنا مهندس.
” مقدرتش أمسك نفسي لما قال فوقي ده أنا مهندس، انفجرت ضحك”
_ مهندس آه، بدأنا بقى “نهيت الجملة بضحك”
وكملت: يبني قولتلك متضحكنيش الدنيا ليل الناس تقول بنعمل إيه.
خدت بالي قولت إيه بعد ما نهيت الجملة، أعتقد خدت عليه سيكا وأفتكرته كريم، اتحرجت وحسيت بـ وشي بيحمر، كان النهار بدأ يشقشق، أعتقد خد باله من احمرار وشي، بصلي بإبتسامه وقال بغمز: هيقولوا بنعمل إيه.
ضحكت ببلاهه وغيرت الموضوع بسرعة، اتعلمت منه، اضطريت أرجع لموضوع نيره: أااا، كنت ببص لـ نيره إزاي كنت ببصلها عادي، هو أنا أعرفها عشان ابصلها بطريقة سخيفة.
رد بنفس الابتسامه: بس أنا ما قولتش إنك بصيتليها بصه سخيفه.
اتوترت زيادة من ابتسامته بس رديت بسرعة قبل ما أسيب له فرصة: أكيد معنى كلامك كده،
غيرت الموضوع بسرعة وأنا ببص على السما: شوفت النهار طلع ومنمناش.
– حوري عليا براحتك بس متنسيش أنا مهندس ها.
” خرجت وسبقته من البلكونه، يمكن كان أشبه بهروب، وقفني كلامه”
– أنا مش عايز أنام، تيجي نحضرلهم الفطار؟
_ يلا بينا..
هتعمل إيه؟
– لأ أنا مبعرفش أعمل حاجات كتير، يدوبك هسلق البيض.
_ لأ كتر خيرك.
– وهعمل القهوة كمان، بتشربي؟
_ لا لا، مليش في القهوة، هعملي شاي بلبن.
– بتشربيه!
_ مقدرش من غيره.
– اعمليلي معاكِ أنا بردك مبحبش القهوة أوي.
بسخرية: غريبة ده أنت مهندس.
ضحك: مبحبش ادخل الكافيين جسمي كتير، ساعات بشربها يا لذيذه.
” حضرت الفطار، وراح هو يغير هدومه ويغسل سنانه، حاسه إني نظرتي عنه بتتغير، وإنه مطلعش زي ما كنت فاكراه في دماغي”
_ مش بدري أوي كده؟
هما بيصحوا دلوقتي؟
– يبنتي كلها عشر دقائق وهتلاقي ماما جايه تحضر الفطار، عندنا هنا الساعة 8 بنبقى بنفطر مش بنصحى من النوم.
” فعلًا مفيش ربع ساعه وكانوا كلهم صحيوا واتجهنا للسفره”
_ إيه الهنا ده، صاحي بدري كده يا يونس، وكمان محضرين الفطار.
– وحشتوني بقى يا ماما قولت أما أعوضكوا غيابي.
بسخرية * يا ترى البيه لسه صاحي ولا لسه منامش.*
” لاحظت إنه علاقته مع باباه متوتره، من آخر نقاش دار بينهم إمبارح، واللي لاحظته أكتر إن اونكل طلال مش بيسيب فرصة غير لما يقصد ينغز يونس بالكلام، كان باين على يونس إنه ابتدأ يتعصب، استغربت انفلات أعصابه بجملة بسيطة زي كده من باباه!
وقبل ما يتكلم، حسيت إني لازم أهديه عشان ميحصلش زي إمبارح، لقيتني بحط إيدي على إيده من تحت السفره، كانت حركة لا إراديه أعتقد جايه من لا وعيي، معرفش عملت كده ليه، والأغرب إنه هو كمان تبت على إيدي ومسكها بشده!
وقف كلامه اللي كان موجهه لاونكل طلال وابتسم له من غير كلمة، وكملنا الفطار في سلام، اونكل طلال مقالش كلمة تاني بعد ابتسامه يونس ليه، حسيت وقتها إني قدرت أهديه.
مبعرفش أطبق، ومش بحب أطبق، كنت عارفه إني طول اليوم هبقى مدروخه ويمكن أنام على نفسي،
خلصنا فطار وقومت أنا وطنط روقنا المكان وابتدينا نحضر الغداء على الضهر وكانت معانا ندى، بتساعدنا وفي نفس الوقت بترميلي كلام، أفهمها إزاي إنه مش فارقلي وإنها بتبذل مجهود على الأرض، كان ساعتها اونكل طلال نده على يونس لـ أوضته، فضلوا يتكلموا فترة، حوالي ساعتين!
كنت سمعت صوت زعيق اللي كان أغلبه صوت يونس، طنط سابتنا وراحت تشوفهم، سمعنا زعيق تاني كان من ضمنه “متدخليش يا منال”
مفيش خمس دقائق ولقينا طنط راجعالنا بتضرب أخماس في أسداس.
_ مش عارفه أعملهم إيه، مبيعرفوش يقعدوا ساعة واحده من غير خناق.
– ماما.
” ندى قاطعت طنط وبصتلها بتحذير، واضح منه إنها تسكت عشان أنا واقفه، غيرت الموضوع طنط بسرعة وروحنا نكمل الأكل، سابتنا ندى بعد ما الأساسيات خلصت وراحت اوضتها، كان فاضل كام حله قولت لطنط تريح أنا هخلصهم، وقفت شوية بعد ما غسلت الحله، سندت عليها وأول ما سندت لقيت نفسي بحضنها وعيني بتغفل، مكنتش قادره، فوقت على صوته.
_ ليله..ليله، إنتِ كويسه؟
– ها، في إيه لأ أنا صاحيه.
_ طب اجهزي يلا هنروح عند أهلك.
بصيتله بدهشه: أهلي..
” قال جملته ومشي بسرعه من غير ما يسمع رد، كان بيتكلم بحده، باين من طريقته إنه متعصب،
مقالش هـ نِبات أو هنعمل إيه، مرضيتش أكلمه كان باين إنه على آخره، جهزت على أساس الجملة اللي قالها ونزلت كان مستني في العربية”
– هنتغدى معاهم ونرجع تاني، كلمت عمي من شوية.
بصيتله بإستغراب: وعمك هيجي معانا ليه؟
– بنفاد صبر: ليله، فوقي شوية أرجوكِ، كلمت أبوكِ.
بصيتله بإستغراب أكتر: أبويا!
وإنت بتقوله عمي ليه؟
– بنفاد صبر: البسي الحزام يا ليله.
” فهمت بعد شوية قصده، حسيت إني غبيه، وده أثر إني بطبق، مبعرفش لازم على الأقل انام لو ساعتين،
كان متعصب، معرفش إيه النقاش اللي دار بينه وبين باباه بس كان باين إنه نقاش حاد، وشه المقلوب، حواجبه اللي خدت رسمة تمانية، بيتخلق على أقل حاجه، حتى اتخانق مع البواب عشان بيقولي هترجع امتى يا بيه عشان الركنه،
مكنتش أعرف إنه عصبي، عمر ما اونكل طلال أو حتى مروان جابوا سيرة عصبيته، مكانتش شيء جديد بالنسبة لي، عندنا كله عصبي حتى أنا لحد فترة ما كنت عصبيه وفي فترة بس دي قديمة كنت عصبيه لأقصى حد، بس اشتغلت على الموضوع لحد ما هديته،
طلع بسرعة من الركنه اتخضيت..
_ ممكن تمشي براحه، معقول يعني محدش بيطلع من ركنه كده.
– تعرفي إيه عن السواقه إن…
سكت في نص جملته لقيته خد نفس وابتسم يهدى نفسه وكمل: ممكن منتكلمش دلوقتي.. همشي عدل حاضر.
” لحق نفسه، مرديتش عليه، ومفيش خمس دقائق وكنت نمت، بس انهي نومه، كل شوية أقلق من زعيقه، قلقت بعد شوية لقيته بيتخانق مع سواق تاكسي، كنت لسه هنده له بش مقدرتش أقول كلمة، يدوبك فتحت عيني وروحت في النوم تاني، مش فاكره غير طشاش، قلقت كتير وكل مره على زعيقه،
إنت مبتفهمش فيها، ما إنت حمار هقولك إيه، مين البقف اللي علمهالك، وشتائم عِده اقتحمت الحلم، قلقت آخر مره على صوته، كان حاد جدًا وهو بينده لي، استغربت إنه كل ده ومكانش هدي!
فوقت وقولت بصوت هادئ بيقاوم النوم: وصلنا.
بحده: آه، ممكن حضرتك تصحي عشان نطلع.
” خدت باله من طريقته الحاده معايا، حسيته متعصب مني، معرفش ليه، قومت وطلعنا، حسيت بفرحه غريبة أول ما فتحت باب العربية ونزلت في شارعنا، خدت نفس عميق، اشتقت لكل حاجه، مشيت وروحت عند عم عبدالله السوبر ماركت اللي جنب البيت بتاعنا، وكان هو بطبيعه الحال جه ورايا”
_ إيه ده إيه ده مين اللي جالنا، عروستنا العسل، عامله إيه يا حبيبتي وحشاني..
– ازيك يا عم عبدالله يا جميل، إنت عامل إيه واحشني.
_ اتصدقي إنتِ بنت حلال لسه جايلي حالًا علبة الشيتوس اللي بتحبيه وشلتلك كام واحد قولت اتلاقيكي هتيجي قريب.
– كتر خيرك يا حبيبي.
” اشتريت الشيتوس اللي بحبه، فرحت أوي لما شوفت عم عبدالله الراجل الطيب الجميل، خدتهم وسط دهشة يونس اللي راح يجيب حاجه ساقعه ومشينا،
حسيت إنه يبتدي يهدى إلى حدٍ ما”
_ أهلًا أهلًا بالحلوين، حبيبة أبوها عامله إيه.
” مستغربتش ردة فعل بابا أو فرحته، رغم إني كنت مضايقة منه بس حقيقي كان واحشني”
– إزيك إنت يا حبيبي عامل إيه. ” نهيت جملتي وأنا بحضن بابا،
دخلنا وسط سلامات بابا وماما.
* ليلوش.
” كان صوت كريم بينادي، وحشني ابن اللذينة، وروحت عليه وأنا بهتف: كيمو وحضنته،
راح سلم على يونس وقعد معاه شوية كنت وقتها بسام على ماما، سبتها وندهت على كريم ودخلنا أنا وهو البلكونه، شاورلته بحده بإيدي يسكت وبدأت كلامي وأنا ببصله في عينيه: شكلك مش مكتئب ولا حاجه، إنت إزاي متقوليش إنك أنت ونور سبتوا بعض.
– هتكئبيني ليه يا ست، مرضيتش اشغلك قولت أما تيجي هحكيلك.
ربعت إيدي وبصتله: اممم.
فهم نظرتي ضحك وقال: هكدب عليكِ ليه يعني، وبعدين جهزي نفسك، أنا بجهز نفسي خلاص إني أتقدم لها.
_ كمان!
– ما أنا قايلك من بدري إني ناوي أعمل كده، هي مرضيتش إننا نتكلم لحد ما أتقدم لها، قالتلي حد تف في دماغها قالها ميصحش.
رديت بإستنكار: أنا مالي يعم، أنا مقولتلهاش حاجه.
– لأ بس هي معاها حق، وأنا احترمتها فوق احترامي ليها بصراحه.
” قعدنا نتكلم سوا أنا ويونس حبه حلوين في مواضيع شتى، كأننا بقالنا زمن مشوفناش بعض، وبعد فترة من كلامنا وفي نص الحديث افتكرت يونس وإني سايباه كل ده لوحده!
شهقت: يا نهار أبيض، نسيت يونس.
نهيت جملتي بضحك.
غمزلي: ألا قوليلي صحيح عاملين إيه مع بعض.
رديت عليه وأنا بقوم: أنا مش فاهمه يعني الناس لما أختهم بتتجوز بيغيروا عليهم ويرخموا على اجوازتهم، إيه البرود اللي إنت فيه ده.
ضحك: أحلق شعري، شوفي أغلى حاجه عندي، لو كنتِ خليته يلمسك، هو أنا لسه عارفك أول إمبارح، ده أنا حافظك يبت.
شاورت له إيدي بلا مبالاه وأنا بخرج من البلكونه ورديت بسخرية : ها ها.
خرجت لقيت ماما هتحضر السفرة ويونس كان قاعد مع بابا، لوهله جه في بالي موقف إمبارح لما قعد مع ندى طول اليوم ومخرجش غير لما مامته ندهته عشان الغدا مهانش عليه حتى يشوف البني آدمه اللي معاه، وأهو نفس الموقف اتعاد انهارده بس بصيغة تانية وغير، إنما الأيام دِول حقيقي بس متوقعتش بالسرعة دي، وبردك كنت فكرت فيه مش زي ما عمل!
حضرت مع ماما السفرة وهزرنا مع بعض شوية، فضلت تحكي لي عن أختي راندا وجوزها وبنتها اللي تعباها.”
_ احكيلي يا يونس يبني، مش ناوي تنزل مع طلال الشركة وتمسكها بقى عشان الموظفين يعرفوك.
” أوه بابا حط ملح عـ الجرح وشكله هيكلم يونس في ما لا يشتهيه، ابتسم ابتسامه مصطنعه، ساب المعلقة ورد ببرود: إن شاء الله يعمي ربنا يقدم اللي فيه الخير.
_ يارب يبني، بس بردك لازم تركز وتفوق للشركة، إنت وكريم اللي هتشيلوها من بعدينا بعد عمر طويل، لازم تبقوا كتف في كتف وتكبروا اللي عملناه أنا وأبوك أكتر وأكتر.
كمل بنفس الإبتسامه: ربنا يكرم يا عمي.
Flashback*
_ بقولك إيه، أنا سويتهولك عـ الآخر، خش عليه عشان نبقى بناعب على الناحيتين، لازم أفوقه لنفسه يا بليغ.
– متقلقش إنت بس، أحنا نمشي على اللي اتفاقنا عليه وهو هيتعدل.
Back*
“خلصنا الغدا اللي شال توتر ما بين بابا ويونس، دخلت أنا وماما المطبخ وبابا والباقي قعدوا سوا برا،
لقيت ماما بتمسك إيدي: طمنيني.
_ اطمنك إيه؟
الحمدلله إنتِ عامله إيه يعسل.
بصيتلي بصه غريبة وهي مربعة إيديها: إنتِ فاهمه قصدي كويس.
فهمت قصدها فعلًا دلوقتي.
_ بقولك إيه الله يباركلك شيلي اللي في دماغك ده وفكك مني.
– ششش، سؤالي واضح قولت، بقالكوا شهر.
_ أيوة ألف مبروك شوفتي بقالي شهر متجوزه.
لقيتها فجأه اتخضت وقالت: اوعي تكوني عامله اللي في دماغي يا ليله.
اتوترت سيكا بتعرف تفقسني الست دي.
_ عامله إيه؟
– يبنتي حرام اللي بتعمليه ده.
_ أنا عملت إيه دلوقتي.
– متعملهومش عليا، بلاش الشغل ده.
_ ماما، فكك مني، هو إيه اللي حرام ومش عارفه إيه إنتِ إيش عرفك أصلًا.
لقيتها ابتسمت وملامح الفرحه بانت عليها، لأ لأ والنبي إنتِ دماغك راحت فين.
– يعني إنتوا كويسين مع بعض.
_ ماما حبيبتي أنا معرفش إنتِ فهمتي إيه بس أحنا كويسين الحمدلله فكك مني الله يباركلك.
– خلاص يختي عنك ما حكيتي، هو انتوا أول اتنين تتجوزا، المهم إنك طمنتيني عليكِ.
خلصت جملتها ومشيت، ملحقتش أرد، هي فهمت إيه!
….
لأ، لأ، تكونش فهمت اللي في بالي!
يادي النيله، إيه الغباء ده، كل ده عشان منمتش، أنا عماله أهبل كده ليه، اضايقت أوي مني إني خليتها تفهم كده، أكيد دلوقتي هتقول لـ بابا أنا متأكده، يارب على الغباء،
كنت بدبدب برجلي وبكلم نفسي بلوم من نرفزتي لحد ما سمعت صوته.
_ ليله، إنتِ كويسه؟
خضني التفت ليه بتوتر، مكانش ناقص في اللحظة دي غير إنه يجي، رديت عليه بشبه تلعثم: آه أنا تمام تمام.
– أنا جيت أخد مايه، وعمي بيقولك اعمليلنا شاي.
اتعصبت أكتر وبدأت في المواعين.
خرجتلهم بالشاي قعدنا كلنا سوا كانت قاعدة لذيذه، حاولت انسى فيها الغباء اللي حصل في المطبخ، فضل بابا يتناول مواضيع مختلفة، طبيعة بابا حبيبي قاعدته مبيتزهقش منها، انشغل كريم في موضوع مع يونس ولقيت بابا سكت شوية وابتدى يبصلي، اتوترت، فهمت معنى بصته، عرفت إنه هيبدأ يسحبني عشان يسرسبني في الكلام، ابتسمت ببلاهه وحطيت الشاي، قررت أنقذ الموقف على قد ما أقدر، كان لسه بابا هيندهلي، فـ بصيت لـ يونس وندهته.
_ مش يلا بينا عشان منتأخرش.
– إيه ده إنتوا مش هتباتوا انهارده؟
_ لأ يا مامي للأسف حاجتنا عند بيت يونس، هنروح انهارده بس إن شاء الله تتعوض.
“بعد سلامات وتحيات قومنا عشان نمشي.
_ سلام يا عمي إن شاء الله نيجي في أقرب فرصة.
– أي وقت يا حبيبي متنساش الموضوع اللي اتكلمنا فيه.
_ أكيد.
لقيت ماما بتشدني من إيدي وعلى وشها ابتسامه عريضة.
_ بتعملي إيه يا حاجه.
– ابقي طمنيني ها.
اتوترت، أكاد أجزم إني وشي إحمر، بصيت على يونس بتوتر اللي كان بيقلب عينه من على بابا ليا.
_ همستلها: اطمنك إيه يعسل، الله يباركلك خشي جوا،
يلا سلام يا ماما يا حبيبتي، سلام يا بوب، الوداع يا كيمو.
مشيت ولقيت ماما بتشاورلي من عندها بابتسامه: ابقي كلميني ها متنسيش.
ابتسمتلها بإصطناع وسط نظرة يونس اللي بتقولي في إيه، بتعملي إيه بس يا حاجه، بس هقولك إيه الغلط عندي أنا، أنا اللي غبيه أعمل إيه.
ركبنا العربية، كنت افتكرت القاعده والكلام والفترة من الصبح لدلوقتي هدته، بس شكلها عصبته أكتر!
هبد باب العربية، ودخل، دخلت بعديه، وأنا حاسه بتوتر من ماما، حسيت بالإحراج لما فكرت إنها أكيد هتحكي لـ بابا وبابا أكيد هيحكي لـ أونكل طلال والموضوع هيوصل لـ يونس،
حطيت إيدي على وشي بسرعة لما تخيلت الموقف.
بحده: مالك؟
إنتِ كويسه، هي طنط كانت بتقولك إيه فوق.
شلت إيدي من على وشي بسرعة، بالنسبة له أكيد الموقف مفاجئ، جمعت نفسي طردت الأفكار وهديت التوتر اللي جوايا وقولت: أنا تمام آه.
كمل بحده استغربتها منه: ماشي.
كان واضح العصبيه من طريقته في تدوير العربية، مشينا، نفس العصبيه لسه فيه ده لو مكانتش زادت، بيتخلق على أي حد يعدي قدامه،
ما إنت حمار هقولك إيه ملكش فيها،
بصيتله: ممكن تهدى شوية على فكرة إنت اللي كاسر عليه.
بصلي بغضب: ممكن متدخليش.
اتعصبت من طريقته اللي من الصبح، عدلت قعدتي وبصيتله بحده: إنت بتكلمني كده ليه؟
أنا عملتلك إيه عشان تقعد من الصبح تتكلم كده؟
لقيته وقف العربية على جنب، غمض عينه وضغط على إيده جامد، مسح وشه.
_ أنا مش عايز أروح دلوقتي، عايز اتمشى شوية.
نزلت معاه، قفل العربية وابتدينا نتمشى سوا، فضلنا نمشي كتيرمن غير ولا كلمة، كان الوقت متأخر والجو ابتدى يسقع سِنه، كنت متردده اسأله، بس خدت قرارا.
– مالك، لو حابب تحكي أنا هسمع.
_ إنتِ عارفه، استغربتك انهارده إنك مسألتيش أو حتى حاولتي تهديني زي ما عملتي امبارح أو حتى على السفرة، أكيد سمعتي النقاش اللي دار بيني أنا وبابا الصبح، وأكيد سمعتي الزعيق،
نزلتي العربية مقولتيش كلمة، ده إنتِ حتى نمتي!
معرفش إزاي نمتي وسط الزعيق بتاعي ده كله، ده أنا نزلت اتخانقت مع سواق تاكسي وإنتِ لسه نايمه، مش للدرجه يعني.
انهي جملته بضحكه.
استغربته، بل اندهشت، حسيت إنه اضايق عشان مسألتوش إنت متعصب ليه أو إيه اللي دار بينه وبين باباه!
كأنه كان مستنيني أقوله مالك، كنت بالفعل ناوية اسأله بس نمت مقدرتش، أعمل إيه، بس أكيد مكنتش هطلع نفسي غلطانه قدامه.
– أنا مش فاهماك، إنت دلوقتي مضايق مني عشان مسألتكش مالك؟
ولما جيت اقولك كلمه تهديك قولتيلي إنتِ مين أصلًا، بتدخلي ليه، وكلمتني بأسلوب زي الزفت ومفتحتش بوقي، ودلوقتي لما مقولتلكش مالك اضايقت!
المفروض اعملك إيه ممكن تفهمني؟
وقف مشي وبصلي: ثواني بس، أحنا اتكلمنا في موقف إمبارح ده الصبح واعتذرتلك وإنتِ قبلتي اعتذاري بل واتفقنا إننا هنتكلم أكتر مع بعض ولما حد يضايق من التاني في حاجه هيجي يقوله، أنا بعمل اللي اتفقنا عليه، شوفي إنتِ بقى.
ضحكت لما قال بعمل اللي اتفقنا عليه، كان هاين عليا أقوله بأماره اتفاقنا اللي روحت حكيتله لأمه لا إله إلا الله،
مسحت عيني وقولت بابتسامه هاديه بداري فيها ضحكتي: تمام، ماشي إنت معاك حق، أنا كنت فعلًا هسألك مالك بس مقدرتش….
” الاه الاه، ده احنا لسه بنقول مش هطلع نفسي غلطانه”
_ مقدرتيش؟
ضحكت: ممكن متقاطعنيش، أنا مش بعرف أطبق، نهائي، على الأقل أنام ساعتين وهبقى زي الفل، مش بعرف صدقني دماغي بتقفل بعمل تصرفات غبيه حاجات غريبة بتحصلي، النوم بيفرق معايا جدًا،
يُعتبر منمتش الصبح أصلًا، إنت طول الطريق كنت بتتخانق معرفش مع مين، وحتى لو كنت فايقه وكلمتك إنت مكنتش هتسمعني.
_ مين قالك إني مش هسمعك… سكت شوية وكمل: لو مكنتش هسمعك يا ليله كنت علقت عليكِ لما مسكتي إيدي لأول مرة من تحت السفرة، رغم إني لما مسكتها عشان أعتذرلك اتوترتي وسحبتيها بسرعة.
اتفاجئت من كلامه لـ تاني مرة، حسيت بالتوتر لما ذكر موقف السفرة، كل شوية بيدهشني أكتر.
_ كلامك إمبارح كان بالنسبة لي عامل زي الدش الساقع اللي نزل فوق دماغي في وقت مش متوقعه، أنا مكدبتش عليكِ لما قولتلك أنا فكرت في كلامك إمبارح..
– أنا مرضيتش أضغط عليك في موضوع باباك، حسيت إنه موضوع حساس ولو إنت كنت عايز تحكي كنت هتيجي.
وَقف مشي وبصلي:
_ ليله، أنا فعلًا حاسس إني داخل على سكه مش عجباني، بقيت بفقد السيطرة على غضبي، مبقتش أقدر أتحكم فيه، أنا كنت عصبي آه بس بسيط، مش بالشكل ده.
آخر فترة أنا فعلًا مبقتش بعرف أسيطر على نفسي وقت غضبي، يمكن المرة اللي قدرت أعمل فيها كده لما اتخانقنا في البيت وقولتيلي متكلمش معايا بالأسلوب ده.
عايز أقولك إنك يمكن أول حد اسمعه، ومتسألنيش اشمعنى عشان صدقيني أنا نفسي مش عارف ومستغرب.
” فهمته لما قال أنا نفسي مش عارف ومستغرب، نفس اللي بيحصل معايا، معرفش ليه بتوتر لما بتكلم معاه، مش بعرف أسيطر على تحركاتي، معرفش ليه بحاول إني أهديه لما يتعصب، أنا نفسي مش فاهمه فـ أكيد مش هطلب منه إنه يفهم.
ابتدى يحكي لي واحده واحده، كنت بسمعه بكل جوارحي،
وَقفته عند كرسي: تعالى نقعد شوية.
_ موضوع إني بقيت بفقد السيطرة على غضبي ده بدأ من ساعة ما علاقتي أنا وبابا اتوترت، بدأ بسيط وابتدى يزيد بالتدريج،
أنا وبابا علاقتنا مكانتش كده، كنا صحاب أكتر من ما أحنا أب وابنه، وصحاب أوي، أقرب حد ليا واللي بفضلُه بعيد عن أي صاحب ليا، علاقتنا ابتدت تتوتر من بعد ما اتخرجت لحد ما وصلت للي إنتِ شايفاه ده.
– ما حاولتش تدور على السبب.
_ أنا مش عارف إنتِ شايفاني إزاي، بس حقيقي أنا تعبت أوي من تالتة ثانوي لحد ما اتخرجت من الجامعة.
– ان…
_ قبل ما تكملي، عارف إني مش أول حد يدخل هندسة أو كلية صعبة وكل الكلام اللي قولتيه ده، أنا داخل هندسه بمزاجي من غير ضغط من بابا أو أي حد، بس أنا حقيقي تعبت، أنا مريحتش نهائي، كل حاجه جت ورا بعضها بطريقة مُرهقه،
لما قولتي إني حتى مكنتش بخصص وقت اجي أحضر معاكوا التجمعات وإني كنت بحط بابا في مواقف وحشه، إنتِ فكراني مش مُدرك ده؟
أنا فعلًا مكانش عندي وقت يا ليله، أنا حتى مكنتش بنزل مع صحابي، إنتِ متخيلة أنا دخلت نفسي في إيه؟
لما ذكرتي موقف كريم، كريم غيري أنا معرفش عمل إيه أو إيه كانت طبيعة دراسته،
مش مذاكرة الكلية بس اللي كانت شغلاني ومش بعرف أفضي منها وقت، أنا عملت حاجات كتير ودرست جنب هندسه حاجات كتير، اتسحلت لدرجة إني مكانش عندي وقت لنفسي،
بعد ما اتخرجت حسيت إني اتحررت، كأني خدت إفراج،
كنت ناوي إني هريح شوية، وكانت نيتي إنها هتبقى حبه حلوين، شهرين، تلاته، زي ما تقولي كده استراحه محارب،
وبعد أول تلت أسابيع من التخرج بابا ابتدى إنه يضغط عليا ويزن، كل يوم يبني شوفلك شغلانه، يبني كفاياك نوم، الطبيعي إني كنت برد عليه: بريح يا حاج.
كل يوم كان زنه بيزيد، لحد ما الموضوع قلب معايا بعند، وده اللي فهمته مؤخرًا، إني خرجت من zone إني بريح لـ zone إني بعند مع بابا، حسيت إنه مش مقدر أو مش حاسس إني تعبت وفعلًا محتاج أريح، خرج من دائره إننا صحاب، لأب وابنه، ومش أي أب، أب شايف إن ابنه مستهتر وده اللي كان بيغيظني أكتر، إنه شايفني غير مسئول، طايش، ولو خدتي بالك هتلاقي إن كلامه وتلمحياته كلها كده.
” استغربت كلامه، مكنتش بشوفه دايمًا غير إنه مستهتر، غير مسئول، اتنشن عشان دخل كلية صعبة، بس كلامه قلب معتقداتي عنه 180 درجة ”
– معاك حق إنك تريح، بس إنت مش شايف إن الموضوع وسع منك حبتين؟
مسألتش نفسك هل يا ترى لو مكانش أبويا عنده شركة كبيرة والشغل جاهز كنت هتريح كده؟
_ معاكِ حق، وده اللي أنا بقوله إن الوضع خرج عن سيطرتي، من مجرد بريك، لـ عند مع بابا.
– مش غلط إننا نغلط، بس الغلط إننا منشوفش نفسنا بنغلط، وإنت اعترفت بغلطك وده في حد ذاته نجاح، مش مهم نوصل متأخر قد ما مهم إننا نوصل، ونقوم من تاني ونحاول،
إنت كده على أول الطريق يا يونس، وإنك ابتديت تشوف غلطاتك وتعترف بعيوبك، متضايقش نفسك وقوم وكمل اللي عملته في الست سنين دراسه متخليهومش يروحوا هباء منثور.
نهيت جملتي وأنا ببتسم له.
بصلي بإبتسامه: شكرًا على كلامك يا ليله، وشكرًا إنك سمعتيني ومعرفش إزاي بس أنا فعلًا هديت.
كان الجو فيه نسمة هوا ساقع، ابتديت اسقع وعيني تِقفل، حطيت إيدي على كتفي في محاولة إني أصد الهوا مع تثائب.
ابتسم: يلا يدوبك نلحق نروح إنت هنجتي على الآخر، كمل بسخرية: وتسأليني بقول على أبوكِ يا عمي ليه.
ضحكت على تريقته ليا، بس كان معاه حق، مسافه ما دور العربية مسافه ما سافرت لبلد تانيه.
صحيت على صوته وهو هادي.
_ ليله، ليله، أصحى أحنا وصلنا.
صحيت لقيتني قلبت الكرسي سرير ومزحلقه ضهري لتحت، قومت لقيته بيبصلي بإبتسامه، بادلته بواحده خفيفه تتلائم مع إني لسه صاحيه من النوم، شاورلي على دماغي، لقيت شعري طالع والطرحه بايظه، عدلتها بسرعة ونزلنا، كان الأسانسير عطلان.
– يوه لسه هنطلع سبع أدوار.
_ كلام قليل حركه كتير يدوبك نلحق نوصل قبل ما يقفلوا الترباس.
– إيه ده هيقفلوا الترباس وأحنا برا.
_ اتلاقي بابا فاكرنا هنبات عندكوا.
– أكيد عارف إننا روحنا، كملت بهمس: وأكيد ماما حكت لبابا.
شهقت وحطيت إيدي على وشي.
– إنتِ كويسه؟
_ آه آه أنا تمام.
فضل يضحك كنا وصلنا، فتح الباب وأول ما دخلنا لقينا!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية ليله)