رواية الضرائر الثلاثة الفصل الثامن 8 بقلم سيلا
رواية الضرائر الثلاثة الجزء الثامن
رواية الضرائر الثلاثة البارت الثامن
رواية الضرائر الثلاثة الحلقة الثامنة
في تلك اللحظة اصبحتا افنان والبيداء ينكتان بعد ما سمعتاه من اسارير بأن الطاغي إختارها هي لان زوجاته الأوليتان عجوزتان وبشعتان ونكديتان .لذلك قام بالتغيير قليلا ليأتي لنفسه مايسر خاطره.
طأطأت اسارير رأسها. وتأسفت لهما. معربة انها لاتقصد ان تزعجهما او تقلل منهما بقولها. بل هي تعيد لهما القصة كما هي فقط. . فردت عليها البيداء انهما لم تغضبا منها هي. إنما هما تضيفان طراوة للحديث ليس إلا.. ثم طلبتا منها ان تكمل لهما الحكاية..رفعت اسارير رأسها والدموع لتزال تغمر جفنيها ثم اردفت تقول:
(عندما طلبني الطاغي للزواج غضبت لاقصى درجة ووصفته بالمجنون.وهذه الكلمة دفعت الثمن عليها كثيرا. وهي من اوصلتني لما انا عليه الان وياليتني لم تخرج حينها من لساني .
في تلك اللحظة.رأيت انسان اخر.تغيرت كل ملامحه وكلامه المعسول. فأمسك بيدي بقوة شعرت ان ذراعي كادت ان تكسر على إثرها. وقال لي بالحرف:
أعدك هذا المجنون لن يكون سوى زوجك بعد يومين:
لن اخفيكما كم احسست بالخوف منه حينها .ولكن تعمدت ان لا اظهر له ذلك.واخفيت خوفي وراء قناع ظننته سيكون مقنعا.ويبتعد الطاغي عن طريقي ويدعني وشأني.. .ولكن لاشيء اردعه واخرج فكرة زواجه مني..اردت ان اعلمه انني مخطوبة منذ فترة لابأس بها مع الشخص الذي إرتاح قلبي إليه. فاستهزء بي واندهشت انه كان يعلم بذلك.واخبرني ان الذي إرتحت له لم يكن سوى شاب طائش لم ينضج بعد وليس قد المسؤولية. ولو وضعناه في اختبار. مابين انه يختارني او يختار المال سيكون المال اول فرصة اتيح له لتحقيق احلامه…
لم تكن المناقشة بأي طريقة نافعة معه. حتى وضعني بالاخير في قفصه الخاص كعصفورة خائفة شريدة. )
هنا كانت افنان مندمجة ومتعاطفة كثيرا مع اسارير ضرتها. فقاطعتها وقالت لها. مالذي هدده به الطاغي حتى كبل اسارير بهذه السهولة..؟ فأجابتها البيداء بدلا عن اسارير واخبرتها ان الطاغي سلاحه لن يكون إلا مميتا بالقلب. حتى لا احد يستطيع النفاذ منه ومن طلباته واوامره. واردفت تقول .واسارير علم بنقطة ضعفها ألى وهو قلبها فسدد نحوه مباشرة ضربته القاضية التي لاتخطيء.
تبسمت اسارير والحزن يبتلع احاسيسها وقالت لهما انهما اصبحتا يعلمان من الطاغي الكثير .فأومأتا كلتاهما. ونطقتا سويا ليردا على كلامها بانه اكثر ماتتصوره.. .ثم اعادت اسارير تكمل مابدأت به وتؤكد للبيداء على كلامها الاخير.
(انت صادقة يابيداء.فهو إختار سكينه القاتل ان يضعه بقلبي ثم يحركه دون رحمة..جعلني هذه المرة ان اختار انا. الزواج منه او ان أحضر جنازة الذي يسكن قلبي في اليوم الموالي) .
صعقتا افنان والبيداء ليضعا كفيهما على افواههما من شدة صاعقة الخبر. ثم سألتها افنان مالذي فعلته بعد تهديد الطاغي لها.؟ فأجابتها:
(لاشيء.في بداية الامر لم اصدق تهديداته. وقبل رحيله طلب مني ان انتظر إشارة بسيطة انه لايمزح الطاغي في اقواله…وبالفعل في المساء وانا في المنزل اساعد والدتي في احضار العشاء.رغم ان عقلي لم يكن معي في تلك الساعات. إذ بأبي يحضرنا فجأة يخبرني فيها ان اسيد اصيب في قدمه إثر رصاصة طائشة من احد الصيادين بالمنطقة.
لحظتها علمت ان الطاغي ليس بالرجل الهين. وانه إنسان يستطيع ان يفعل اي امر ليحقق مايبتغي إليه. وبعد ان إطمأننت على أسيد عدت للمنزل لأجد الطاغي سبقني إليه. جالس يرمقني بنظراته العميقة مبتسما مع والدي ووالدتي . اللذان كلاهما ملامحهما لاتفسر فناداني والدي ان اقترب منهم واخبرني ان صديقه الطاغي جاء ليتقدم للزواج مني. واتمت والدتي كلامه بأن مهري هو المزرعة المرهونة سيتم فك رهانها من طرف الطاغي وستعود من جديد ملك لنا..
كنت في تلك الاثناء اسمع لكلامهم. وتمنيت في تلك اللحظة ان اكون منعدمة الوجود ما بينهم…فما الرد الذي سأقوله بعد والدي.؟! الذي ارى انهما موافقان.وقد تمت الصفقة وهما يتظاهران انهما يستشيراني بالموضوع. فلو حقا كانا يرفضان الزواج. لما طرد والدي صديقه دون ان يسأل عن رأيي يطرده عن مدى دناءته. كيف يتقدم لفتاة مرتبطة بالاصل وفرق السن لايغتفر.. .ولكن للأسف كل هذا لم يحدث وفضلا والدي ان يضحيان بي من اجل قطعة ارض تعود تحت املاكهم من جديد وللاسف انه الطمع.والطمع فقط يلقي بسوطه علي هو الاخر…
وماكان علي سوى ردي عليهم انني موافقة لم يعد هناك مهرب من الأمر. فالطاغي كانت خطته محكمة.. وضعني على الجمر وجعلني احترق ببطء دون اي مهرب .
وفي اليوم الموالي قبل ان يأخذني الطاغي كعروسه. وسوس لي الشيطان كثيرا.. .فأردت ان اتخلص من حياتي بالكامل. اردت الموت حقا فانا كنت لا أرى أي حياة اخرى جميلة تنتظرني بعد هذا…؟ !
ومن انقذني من شر نفسي وجعلني أبعد الفكرة عن رأسي في اخر دقيقة. هو إمساك يد اختي الصغرى ذراعي تحتضنه بقوة وهي تضحك ببراءة معي وكانت عيونها الؤلؤتين الساحرتين تقول لي لاتدعيني بمفردي. فهي متعلقة بي كثيرا فلا اخت ولا اخ لها من بعدي…فاحتضنتها في تلك الاثناء.وتأسفت لها انني كنت انانية وفكرت في نفسي فقط وبعدها عدلت عن موضوع الانتحار وها انا امامكم ضحيت بكل شيء حتى لايقوم الطاغي بأذية اسيد او عائلتي…ولكن لم اتوقع قط انه سيقتل حقا أسيد بهذه الطريقة الوحشية وبهذه السرعة…! فأنا لبيت طلبه فلما فعل ذلك وقتله .؟ لما فعل ذلك.! إنه طاغ حقا والشر يسري في عروقه ولن يرحم احد بمدى ظلمه… )
عادت اسارير تبكي مجددا بمرارة وضراتها يحاولن ان يخففان عنها ألمها .حتى دخل عليهن الطاغي فجأة كالوحش . شد شعر اسارير بقوة وجرجرها ارضا ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الضرائر الثلاثة)