روايات

رواية الضرائر الثلاثة الفصل السادس 6 بقلم سيلا

رواية الضرائر الثلاثة الفصل السادس 6 بقلم سيلا

رواية الضرائر الثلاثة الجزء السادس

رواية الضرائر الثلاثة البارت السادس

رواية الضرائر الثلاثة الحلقة السادسة

عند دخول الطاغي بعروسه الثالثة على زوجاته الإثنتان لم تذهل منهما سوى افنان التي وقفت متسمرة كالمومياء اما البيداء فهي اصبحت تضحك ضحكا هستيريا دون ان تعمل للطاغي له حساب كما كانت تفعل سابقا.. .والذي بدوره لم يلقي بالا لها وكأنه لايريد ان يعكر مزاجه في تلك اللحظة. بل عرفهم على عروسه الجديدة. وطلب من افنان ان تبيت مع ضرتها في غرفتها الليلة. لحين ان يشغر لها غرفة اخرى خصيصا لها.. .ثم حمل عروسه من جديد ودخل بها غرفة نومه المعهودة التي شملت جميع عرائسه. .. وترك خلفه زوجاته حائرتان.
إستدارت اثناءها افنان للبيداء تستشيرها مالذي ستفعلانه في المصيبة التي جاء بها زوجهما. !ضحكت البيداء مجددا. واخبرتها مالذي هي فعلته عندما جاء بها زوجها اول مرة؟
فابتسمت افنان وخجلت من ضرتها ولكن البيداء اردفت تقول لها. .ان لا تجعل الغيرة تعمي بصيرتها.. واشارت بأصبعها نحو باب الغرفة. وسألتها إن لم تلاحظ على الفتاة كم كانت مرتعبة وعابسة عكس اي عروس تفرح بليلة عرسها وتجزم ان مافعل بها نفس ما فعل بهما بالضبط هما الإثنتان ليتزوجها الطاغي عنوة… واعربت تقول لها. أن كل هذا من اجل تفكيره الوسخ. فكلما تزوج بفتاة صغيرة بظنه تلد له صبيا قويا كما يزعم…وستذكرها بما تقوله في الغد عندما تسمع من ضرتهما الثالثة اصل قصتها. .فاصبحتا الاثنتان يضحكان على الكلام الاخير للبيداء. وذهبتا ليناما وكأن شيء لم يكن .
في تلك الليلة لم يستطع الطاغي النوم وعن غير عادته لامست دموع عروسه الخائفة مما يحدث…وكأن دموعها فكرته بذكرياته الدفينة.. فجفف دموعها وارتدى ثيابه ثم طلب منها ان لاتخافه. فهو ليس بوحش كما يظنون. بل هو كذلك له قلب يحس ويشعر به . يحب ويكره يفرح ويحزن كباقي الخلق..
ثم توسد حجر عروسه وخشعت ابصاره في سقف الغرفة. وكأنه يشاهد سلسلة صور طفولته على التوالي وبدأ يروي لها عن بعض مما عاشه في صغره.
(تعلمين يا اسارير عندما كنت صغيرا لم اطعم بحنية أم قط. قالوا لي في تلك الاونة انها توفيت بعد ان ولدتني. ولكن عندما كبرت قليلا علمت انها هربت من ابي.وتزوجت برجل اخر ورحلت معه بعيدا. كان هذا الامر يؤرق حياتي كلها حتى اللحظة وانا بكامل قوتي وثرائي. فبسببها لم اجد الراحة والسكينة طيلة طفولتي. فوالدي كان يعاقبني مابين الحين والآخر.بسبب وبدون سبب وكأنه كان ينتقم منها للاسف مني انا. انا الذي لم اكن سوى طفل لاحول له ولا قوة. يود فقط لو يجد يد حنونة تواسي وحدته خوفه و سد جوع بطنه الصغير…
اتعلمين كذلك يا اسارير ان والدي لم اتذكر يوما انه قبلني او احتضنني وقال في نفسه سأعوضه عن الام التي هاجرت ابنها الضعيف. فكل ما اتذكر وجه والدي اتذكر سوطه المعلق في باحة المنزل الذي إعتاد ضربي و تعذيبي به كل مرة ومرات…وبتذكر وجهه ايضا أرى ذاك الكوخ المظلم الذي يتركني فيه بمفردي ليلا وانا ارتجف من شدة خوفي وكل بكائي ذاك لم يلن له قلبه كي يعفوا عني كنت اناديه واتوسله من داخل الكوخ ان يسامحني هذه المرة وأعده انني لن افعل مايغضبه.رغم انني كنت حقا لا اعلم ما أذنبت به لكي ألقى منه كل ذاك الكره…لكنه لم يسمع لرجائي يوما وكل مرة يخرجني من الكوخ في اليوم الموالي اكون منهار في اسوء حلاتي . كل هذا قليل…فبعد ان تزوج ابي من إبنة عمه. لم ألقى منها إلا السوء والقهر. فلونت حياتي بسواد اخر لم يزدها إلا حلاكا…بعد ذلك اصبح الطفل الضعيف صلبا تعلم من القسوة ان لا يذرف دموعا اخرى وان لايخاف من احد اصبحت كالحجر القاسي.الذي لايكسره اي شخص وقررت ان اكون الاقوى وكل الرجال ستضع انوفها تحت قدمي..) ثم إستدار الطاغي ظهره يمينا عن زوجته فلتت منه دمعة شقية مسحها خفية على الفور واتم كلامه (رغم وفاة والدي بسنين .إلا انني مازلت أحس بوجع السوط على كامل جسدي. وكأنه لم يطلق سراحي حتى الان. ثم نام كطفل صغير يرفع قدمية نحو صدره يحتضن وسادته بكل مرارة. )
كانت اسارير تصغي للذي كادت ان تقتل نفسها لكي لاتتزوجه بكل هدوء وإهتمام. وكأنها أشفقت عليه في تلك اللحظة وأدركت ان كل القسوة التي ملكها ناتجة عما عاشه في صباه.
في الصباح الباكر إستيقظ الجميع مفزوعين على اصوات البنادق فخرج الطاغي مرتديا ثوب النوم. وامر زوجاته ان يغلقن الغرفة عليهن. ولا تتجرأ إحداهن اللحاق به… ثم فتح الباب الخارجي لمنزله . حينها وجد كل حراسه وعماله يقفون مصفوفين امام مدخل المنزل يرفعون البنادق في وجه رجال آخرون غريبون عن القرية.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الضرائر الثلاثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى