رواية زواج بالإكراه الفصل الثالث عشر 13 بقلم ملك مصطفى
رواية زواج بالإكراه الجزء الثالث عشر
رواية زواج بالإكراه البارت الثالث عشر
رواية زواج بالإكراه الحلقة الثالثة عشر
في الحديقة..
كانت تجلس مليكة أرضا فوق ذلك الوشاح الواسع و تضع فوقه الصغير الذي تلاعبه و تنظر لصقر و فيروز الذين يتحدثون بعيداً..
فيروز بجمود وهي تنظر للبركة أمامها:
– مبروك
صقر بهدوء وهو ينظر لها:
– على فكرة احنا جوازنا مش زي ما انتِ فاكرة ، كل واحد بينام في حتة لوحده ، احنا اساسا مش طايقين بعض
فيروز بسخرية:
– اه تقصد أن علاقتك بيها زي علاقتك بماما يعني
لم يرد عليها و اكتفى بالجلوس أرضاً بجانب مقعدها ، استدارت برأسها لترى مليكة تلعب مع الطفل بأبتسامة بريئة و قهقهات عالية ، كم آلمها قلبها فشقيقها سينعم بأم ولكن هي قد كبرت بدوم أم و أب ، ابتسمت بحزن ثم نظرت للبركة مرة أخرى..
فيروز بهدوء:
– مليكة شكلها طيبة
صقر بلامبالاة:
– طيبة لنفسها مش ليا
فيروز بغضب:
– هو انت هتبطل اللي انت فيه ده امتى؟؟ عايز تسيب وراك كام قلب مكسور
صقر بغضب مماثل:
– وانا مين بص على قلبي
مليكة بصوت عالي من الخلف :
– انا!!
استدار الاثنتين لها برؤوسهم ولكنهم رأوها تلاعب الطفل فقط ، ضحكت فيروز ولكنه قطب جبينه و عاد ينظر للبركة..
فيروز بهدوء:
– على فكرة انت متستاهلش حب حد من اللي حواليك ، انت كسرت قلوب كتير اوي و مبصتش وراك و تستحق ان يتكسر قلبك
نظر لها بجمود مصتنع وهى تحرك مقعدها لتذهب لمليكة فمسح تلك الدمعة سريعا التي سقطت دون ارادته فوقف وهو ينفض بنطاله ثم سار إليهم..
صقر ببرود:
– يلا عشان ورايا شغل
مليكة ببراءة وهي تفتح الحقيبة:
– احنا لسة مكلناش السندوتشات؟ انا عملت كيكة كمان
فيروز و صقر بآن واحد:
– مبحبش الكيكة!
ابدلت نظراتها بينهم ثم عبست بوجه طفولي وهي تلملم الطعام بغيظ و بعدما انتهت وقفت بسرعة و حملت الرضيع و غادرت ولكنها عادت مرة أخرى لتسحب مقعد فيروز و تذهب للسيارة الخاصة بصقر..
صقر بحدة :
– و الشنطة و الملاية دول ايه ان شاء الله ، مين هيشيلهم؟؟
لم تعطيه رد و اكتفت برمقه بنظرة احتقار وهي تقف بجانب السيارة لتجده يقترب منهم و يترك اشيائها أرضاً فشهقت بذهول من فظاظته و عادت بسرعة للحقيبة لترفعها بحذر كي لا يتأذى الطفل الذي بأحضانها..
مليكة بغيظ وهي تحمل الحقيبة :
– وقح و مغرور و غير مسئول بالمرة
…………………………………………………………………..
في غرفة عبد التواب..
كان يجلس كل من آسيا و يامن فوق الأريكة و رؤوسهم منكسة أرضاً و يقف أمامهم عبد التواب ينظر لهم بصمت..
عبد التواب بهدوء:
– لآخر مرة هسألك يا آسيا ، ايه اللي حصل ، اوعدك اني هصدقك
استردت آسيا لعابها و نظرت بتردد بجانبها ليقابلها وجنة يامن المتورمة و عليها أصابع الجد و أسفل أنفه يوجد بعض الدماء الجافة ، رمشت بأعينها بخوف ثم وقفت بشجاعة لتتحدث بقوة..
– هو انت بأي حق تمد ايدك عليه؟؟ انت شايف عملت ايه في وشه! ده آآ
عبد التواب مقاطعاً بحدة :
– بلاش ملاوعة في الكلام ، اللي بتدافعي عنه ده فاجر ، فاجر و زاني ، مش مراعي ان العيون علينا بسبب سلطتنا في السوق كل يوم مع بت من الصيع اللي يعرفهم ، انتِ مقرتيش الجرايد شكلك ، ده صورته منورة وهو في حضن واحدة شمال شبهه ، و يا ريته جاب الفضيحة و الكلام لنفسه بس ، ده الكلام مس سمعتك كمان يا هانم
نظرت ليامن بأعين دامية وهي تشعر بأن رأسها سينفجر فأنحنت لتجلب الجريدة من فوق الطاولة الصغيرة و تقرأ الخبر..
” بعد مرور ما يقل عن اسبوع على زفافه ، عاد الماجن مرة أخرى لزوايا الملاهي الليلية ، هل زوجته لم تملئ فراغه ام انها يوجد بها شئ جعله يبحث عن أخريات بتلك السرعة ، لقد عاد يامن الجندي من جديد و لكن تلك المرة ليست كأي مرة فهو عاد وهو متزوج ولكن أين خاتم الزواج ، هناك الكثير من الأسئلة تتراوح ولكننا بالطبع سنجد إجابات حتمية ”
دمعت اعينها ثم كورت تلك الجريدة بيدها و القتها بعيداً..
آسيا بجمود وهى تنظر للجد بتحدي:
– مش انت عايز الحقيقة؟؟ انا و يامن كنا مع بعض امبارح ، و البنت اللي في الصورة دي صاحبتي و كانت زعلانة عشان بترقص لوحدها ، انا قومت يامن يرقص معاها بس هو كان تقل في الشرب شوية وانا لحقته في الآخر و روحنا ، و قبل ما تسأل على اي حاجة انا خروجاتي كلها كانت في أماكن زي دي ، براڨو عليك عشان جوزتنا لبعض عشان احنا شبه بعض
عبد التواب بحدة:
– انتِ مش شبهه يا آسيا ، انتِ اشرف منه الخسيس ده ، مترميش نفسك في النار عشانه ، ولا تشوهي سمعتك عشان كلب زي ده
آسيا بهدوء:
– انا قولت اللي عندي ، عن اذنكم
غادرت بهدوء فكاد ان يلحقها يامن ولكن اوقفه عبد التواب وهو يمسك معصمه:
– غبي و هتفضل طول عمرك غبي و مقرف ، انا فكرتك راجل و عطيتك جوهرة ، عطيتك بنت مكنتش تحلم بيها ، أدب و أخلاق و جمال و عيلة ، انت متستحقش اي حاجة من دي ، انت تستحق واحدة من المستنقع اللي انت فيه
أنهى كلامه وهو ينظر له بإحتقار فسحب يامن معصمه و خرج بسرعة و صعد لغرفته ، دلف الي الداخل و بحث عنها بأعينه فرآها تجلس على الأريكة و تشاهد التلفاز..
يامن بحزن:
– انا اسف يا آسيا انا بجد آآ
آسيا بهدوء وهي تنظر للتلفاز:
– خلاص يا يامن ، مش الموضوع عدى على خير الحمدلله ، خلي بالك المرة الجاية
يامن بعدم فم:
– المرة الجاية
آسيا بلامبالاة وهي تضع ثمرة الفاكهة بفمها:
– ايوة خلي بالك يبني الحتت دي بيكون فيها صحفيين كتير عشان اولاد العائلات المعروفة لما يروحوا ، ابقى البس كاب ولا حاجة
يامن بإندهاش:
– ها؟؟؟؟؟
آسيا وهي تقف :
– ركز في الفيلم و قولي هيحصل ايه عشان داخلة التويلت
راقبها وهي تدلف حتى اغلقت الباب فنظر أمامه بعدم فهم ولكنه توتر اكثر فتلك ليست ردة فعل طبيعية أبداً لأنثى تم الإهانة منها و خيانتها ، عند آسيا اغلقت الباب بهدوء ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بسخرية حتى هبطت دموعها بقوة و كادت شهقاتها ان تعلو ولكنها فتحت الصنبور سريعاً ليصدر صوت عالي ، جلست أرضا بالزاوية محتضنة ركبتيها تبكي بصمت..
آسيا ببكاء:
– انا ليه بيحصل معايا كدة ، انا بس نفسي اخد ورثي و اغور من هنا ، انا ايه اللي حطني في كل ده بس ، ليه يا بابا سيبتني انت و ماما ، انا اتبهدلت اوي من غيركم و اتجرحت في كرامتي و اطعنت في شرفي ، انا تعبت اوي بجد
ظلت تبكي حتى غفت وهي جالسة و عندما مر وقت طويل تعجب يامن و ذهب ليطرق الباب ولكن ما من مجيب..
يامن بخوف:
– آسيا ، سمعاني؟؟؟؟
فتح الباب بسرعة ليجدها جالسة أرضاً ذهب إليها بسرعة و حملها ليخرج بها ولكنها فتحت اعينها نصف فتحة..
آسيا بنعاس وهى تضع سبابتها على انفه:
– انت السبب
وضعها فوق الفراش بهدوء و كاد ان يخرج ليخبرهم بإحضار الطبيب ولكنها استمع لصوت شخيرها فزفر بطمئنينة و عاد ليجلس بجانبها على الفراش يتأمل وجهها وهو يكاد يعض انامله من الندم..
…………………………………………………………………..
بسيارة يونس..
كانت تجلس ريتال في الخلف و تستند برأسها على زجاج السيارة شاردة بالطريق ، كان يتابعها يونس بين الحين و الآخر من المرآة الأمامية ليطمئن عليها ، استمعوا لرنين هاتفها لتجيب هي بضيق..
ريتال بضيق:
– ايوة يا محمد
زفر يونس بضيق وهو يحرك رأسه كي يطرقع رقبته بجمود..
محمد بحزن:
– انا اسف يا ريتال ، انا عارف اني مطلعتش قد المسئولية ولا قد كلامي ، بس والله ده حصل غصب عني انا كنت شارب لحد ما اتعميت ، والله ما حسيت بنفسي غير لما شوفت اسماء قدامي كأن جردل مياه ساقعة اتقلب عليا ، انا بجد بحب اسماء سمي كلامي توحد تخلف اي حاجة بس والله العظيم انا بحبها
ريتال بغضب :
– اللي بيحب حد مبيخنهوش ، ده انتوا لسة قاريين الفاتحة ، انت عارف اسماء اتصلت بيا الصبح قبل ما انت تتصل كانت بتعيط بس ، لو تسمع صوتها كان قلبك اتقطع عشان كدة اتصلت بيك عشان افهم هي مالها ، و فهمت بس يا ريتني ما فهمت ، انا كنت متقبلاك جمبي وانت زبالة و عايش في مستنقع بس انك تيجي على صاحبتي الوحيدة لا يبقى انت لا تلزمها ولا تلزمني
محمد و قد تحشرج صوته :
– خليها تسامحني يا ريتال عشان خاطري ، والله ما هعمل كدة تاني ، صدقيني اول و آخر غلطة والله اوعدك ، انتوا الاتنين انضف حاجة في حياتي انا مقدرش استغنى عنكوا انتِ عارفة اني معنديش اخوات بنات وانتِ كنتِ اختي و اسماء حبيبتي و روحي و كل حاجة ليا ، والله ما عملت اكتر من اني رقصت مع البنت و مكنتش هعمل اكتر من كدة انا بحلفلك
زفرت بضيق فقلبها الأبله يريد مسامحته فهو صديقها الذي عوضها عن عدم وجود اشقاء لديها و لقد استطاع ان يملئ فراغ الأخ الموجود لديها ، اغمضت اعينها لثواني ثم فتحتهم مرة أخرى وهي تبتسم..
ريتال بأبتسامة يائسة:
– يا حيوان خلاص سامحتك ، بتستغل اني طيبة يعني
هلل الآخر بصوت عالي حتى ابعدت الهاتف عن اذنها وهي تقهقه على حماقته فأكملت حديثها معه وهي تخطط له كي يجعل اسماء تسامحه و كل ذلك كان يستمع اليه يونس الذي نفرت عروقه من رقبته و ضغط على المقود أمامه كي يتمالك اعصابه..
ريتال بسعادة وهي تقترب للأمام حتى كانت انفاسها تضرب بجانب وجنته:
– انا سامحت محمد ، حساه صادق ، انت عارف محمد ده عوضني عن عدم وجود اخ ولد عندي ، كان دايما نفسي يكون عندي اخ ولد كدة وهو عوضني عن ده خصوصا بعد موت بابا ، انا بحبه اوي بجد و آآ
ضغط على مكابح السيارة و هبط منها بسرعة ليفتح الباب الخلفي و يمسك معصمها و يجعلها تهبط عنوة..
ريتال بتعجب وهي تسحب معصمها بعنف:
– في ايه يا يونس؟؟
يونس من بين انفاسه:
– اسمي دكتور يونس ، انتِ طالبة عندي متنسيش نفسك!
ريتال بحدة وهي تضرب صدره:
– انا مش طالبة عندك انا مراتك!
يونس ببرود :
– الكلام ده هناك في بيت جدك لكن طول ما احنا برة البيت تقوليلي دكتور يونس
ريتال بغضب:
– هو انت ايه اللي جرالك ما انت كنت كويس الصبح و آآ
يونس بحدة كبيرة وهو يمسك معصمها بعنف و يهزها:
– وطي صوتك ده وانتِ بتتكلمي معايا فاهمة؟؟
صمتت برهبة وهي تخفض بصرها بسرعة ، فهى و لأول مرة تخشى ان تنظر لأعين أحد ، كم أرعبها غضبه و نظرته الفتاكة تلك ، دمعت اعينها ولكنها ابتلعت غصتها بخوف من ان يوبخها اذا بكت..
ريتال بصوت خافت وهي تنظر ارضاً :
– ممكن تسيب دراعي؟
تركها بسرعة و دفعها ليصعد بالسيارة مرة أخرى و ينطلق فشهقت هي بعنف وهي تنظر للطريق الصحراوي حولها فهي كانت على طريق سفر لتذهب لصديقتها بالأسكندرية ، أخرجت هاتفها بسرعة لتهاتف شقيقتها التي اجابت..
مليكة بصوت غاضب قليلا :
– ايوة يا ريتال
ريتال بنبرة مرتجفة وهي تنظر حولها بخوف:
– مليكة انا خايفة اوي
مليكة بإنتباه و قلق:
– خايفة من ايه؟؟ انتِ فين؟؟؟؟؟
ريتال و قد بدأت تبكي :
– انا كنت مع يونس في العربية مسافرين اسكندرية عشان كان هيوديني عند أسماء بس هو طردني برة العربية وانا دلوقتي في الشارع ، انا خايفة اوي ، الدنيا حواليا فاضية و آآ
و فجأة انقطع الخط..
…………………………………………………………………..
عند مليكة..
كانت تحاول مهاتفتها مرة أخرى ولكن وجدت ان الهاتف مغلق ، ظلت تدور حول أنفسها و قد دمعت اعينها فهى تعلم أن شقيقتها لديها رهبة من الأماكن الواسعة الفارغة ، خرجت من الغرفة سريعاً ولكنها اصتدمت بصقر الذي كان يدلف في نفس الوقت..
صقر بجمود وهو يمسك كفها و يجذبها أمامه:
– رايحة فين
مليكة ببكاء وهي تضع يدها فوق شفتيها :
– ريتال!!
انفجرت باكية فتسمر بمكانه وهو يشعر بها تلف يدها حول خصره و تلقي بنفسها بين أحضانه ، كان يشعر بدموعها التي تهبط على قميصه فأغمض اعينه محاولاً السيطرة على انفعالاته و دقات قلبه ، كاد ان يرفع كفه ليحاوطها ولكنها ابتعدت وهي تمسح وجهها..
مليكة بنبرة باكية و اعين ملتهبة:
– يونس سابها في الشارع و هي بتخاف من الأماكن الفاضية
صقر بنبرة متحشرجة:
– سابها فين
مليكة ببكاء مرة أخرى وهي تمرر اناملها على فروة رأسها بعنف:
– معرفش الخط قطع قبل ما تقولي ، بس اللي عرفته انهم كانوا مسافرين اسكندرية و ان هى حواليها صحرا ، بعد كدة الخط قطع حاولت اتصل بيها تاني لقيت موبايلها اتقفل
صقر بجمود:
– خليكي هنا متتحركيش انا نص ساعة و جاي
سحب هاتفها من بين يديها و خرج و اغلق الباب خلفه بالمفتاح فجحظت مليكة بأعينها وهي تستمع لصوت المفتاح فظلت تطرق الباب بعنف ولكنه لم يبالي ، أمر صقر الخادمة بأن لا تفتح لمليكة ولا تجعل احد يصعد للطابق الخاص به ثم غادر وهو يهاتف شخص ما..
بعد مرور ما يقرب من ساعة..
استمعت مليكة لصوت الباب لتتفاجئ بريتال تدلف عليها و وجهها شاحب للغاية ، نهضت من على الأرض سريعاً و ركضت إليها تحتضنها بعنف وهي تقبل كل انش بوجهها..
مليكة بإبتسامة:
– انتِ كويسة يا حبيبتي
ريتال بخفوت:
– كويسة ، صقر لحقني
مليكة بعدم فهم :
– لحقك من ايه؟؟
ريتال و قد دمعت اعينها :
– كان فيه بلطجية عايزين يسرقوني ، و عمالة احلفلهم ان معيش فلوس مصممين يسرقوني ، روحت مطلعة الفلامنجو من الشنطة و قولت اللي هيقرب مني هغزه بس قعدوا يضحكوا عليا و واحد قالي تعالي اعمليلي حواجبي
ضحكت مليكة بقوة ليختلط بكائها مع ضحكها فضربت شقيقتها البلهاء على رأسها ثم احتضنتها بقوة وهي تحمد الله انها بخير ، كان صقر يستند على الباب و يراقب ذلك الحديث الأبله من وجهة نظره ، ما كل تلك الدراما؟؟ لماذا تلك الاحضان و القبلات و الدموع ، هز رأسه بسخرية ثم اقترب منهم..
صقر بخشونة :
– مش خلاص اطمنتي على اختك اطلعوا برة بقى عشان عايز انام
ريتال بغيظ وهي تخرج له لسانها:
– يا سم
خرجت ريتال فكادت ان تلحقها مليكة ولكنها عادت لتقف أمام صقر مرة أخرى ، رفع حاجة بتساؤل وهو يراها تحدق بأعينه و ابتسامتها ترتسم فوق شفتيها ، ولكنه فجأة شعر بها تمسك كفه و تتحدث..
مليكة بأبتسامة واسعة :
– انا بجد بشكرك اوي انك أنقذت اختي ، شكرا اوي يا صقر
وقفت على أطراف اقدامها ثم قربت شفتيها من وجنته ببطئ لتطبع قبلة صغيرة قبل أن تركض خارجاً ، كان يقف بمكانه كمن انسكب عليه ماء مثلج و يضغط على كفه بقوة ، استطاع ان يستمع لصوت انفاسه التي علت وتيرتها فحمحم بسرعة وهو يهندم ثيابه ثم يتوجه للفراش ليتمدد عليه و يثني معصمه أسفل رأسه ليراقب السقف بدهشة..
…………………………………………………………………..
عند ريتال..
كانت تجلس بالحديقة فوق العشب و تتحسسه بشرود فتذكرت ما حدث منذ قليل..
فلاش باك..
كانت تتحدث مع مليكة ولكن فجأة انغلق هاتفها فقد نفذت بطاريته ، زفرت بعنف ثم نظرت للفراغ حولها بخوف و رهبة ولكنها قررت التغلب على تلك الفوبيا اللعينة ، فجلست فوق الرصيف تحتضن ركبتيها و تراقب الطريق بخوف حتى تفاجئت بسيارة تقترب منها كانت تشبه سيارة يونس فوقفت بسرعة و ظلت تشير لها بكفها حتى توقفت ولكن تفاجئت بثلاث شباب يهبطون منها..
ريتال بتوتر وهى تفرك كفيها :
– انا آآ انا اسفة افتكرتكم حد تاني
شاب ما بقهقهة:
– ايوة احنا الحد التاني ده
شاب آخر وهو يقترب منها:
– اطلعي باللي معاكي بكل أدب و ذوق و من غير شوشرة
ريتال بغضب وهي ترفع سبابتها في وجهه و تحتضن حقيبتها بكفها الآخر:
– على فكرة انا مبتهددش و أعلى ما في خيلك اركبه
رأته يخرج ذلك السلاح الأبيض الشهير فشهقت بعنف ثم بحثت عن أي شئ حاد بحقيبتها حتى وجدت ضالتها فأخرجتها سريعا و رفعتها في وجهه..
الشاب بضحك:
– تعالي اعمليلي حواجبي
صقر بصوت أجش من الخلف :
– هعملهالك انا يا روح امك
التف الشباب سريعا و ارتعبوا من الذي يقف أمامهم فركضت ريتال بإتجاهه سريعا وهي تتنفس الصعداء..
صقر بجمود:
– في ثانية مش عايز حد قدامي
و بالفعل بخلال ثواني قد اختفى الشباب..
ريتال بغضب و غيظ:
– انت هتسيبهم كدة يهربوا ، دول حرامية دول كانوا عايزين يسرقوني و كانوا ممكن يموتوني و آآ
صقر بنفاذ صبر:
– لا انا مش هستحمل الرغي ده ، اركبي!!
صعدت بالمقعد الخلفي وهي تزفر بحنق و بداخلها تتوعد لذلك الحقير زوجها ، و على ذكر انه زوجها ضحكت بسخرية ، زوجها!!! ما هذا الزوج الذي يترك زوجته بمنتصف الطريق هكذا ؟؟
ريتال بتساؤل مقاطعة ذلك الصمت:
– هو انت عرفت مكاني ازاي
صقر بهدوء:
– خدت تليفون مليكة و خدت رقمك منه و كلمت حد يقولي الرقم ده موجود فين ، يحددلي موقعك يعني
ريتال :
– طب ما كنت كلمت يونس سألته المتربي اللي سابني في نص الشارع للبلطجية و آآ
قاطعها صوت رنين هاتف فنظرت له لتراه يرفع هاتف شقيقتها ليرى من المتصل ، فتفاجئت بأسم “محمد” لتتحول ملامحها للضيق فوراً..
ريتال بضيق:
– هو التنح ده لسة بيكلمها ما يغور بقى
كان متصنم بمكانه فقط ينظر للطريق أمامه و يرفع الهاتف صوب نظره ، ما هذا الغضب الذي يتدفق داخله فهو يشعر بأن رأسه تكاد ان تنفجر ، لا يعلم لما أجاب و فتح مكبر الصوت ليشير لريتال بأعينه بأن تتحدث..
ريتال وهي تقترب بجسدها للأمام:
– الو يا محمد
محمد بغضب و صوت جهوري:
– اخيرا يا هانم موبايلك اتفتح ، ايه المسدچ الهبلة اللي بعتيها من كام يوم دي ، انتِ بتحرقي دمي و خلاص
ريتال بحنق:
– محمد انا ريتال مش مليكة
محمد بغضب :
– هاتي اختك يا ريتال عشان ليلتها مش فايتة معايا
ريتال بغضب:
– ما تتكلم عدل ، هي عملتلك ايه يعني و بعدين مسدچ ايه
محمد بحدة:
– الهانم كتبالي انها هتتجوز و بحاول اوصلها من ساعتها موبايلها مقفول و بروحلها العيادة كل يوم بس مقفولة ، قوليلها لو دي لعبة هبلة اتعلمتها جديد و جاية تطلعها عليا يبقى هي غلطانة انا مش هاجي بالطريقة دي
ريتال بتشفي :
– بس دي مش لعبة ، مليكة اتجوزت بجد!
محمد بصراخ:
– بــــــطــــــلي انـــــــــــتِ و اختـــــــــــك تحرقــــــــوا دمــــــــي!!!!!!
ريتال بأبتسامة متشفية و نبرة حزينة متصنعة:
– انت كنت عايزها تعمل ايه وهي شيفاك ابن امك كدة و موقف حالها 7 سنين يعني يرضيك كدة!!! اهي اتجوزت و عايشة مع جوزها حياة سعيدة و كسرت وراك مليون قلة..
محمد بغضب شديد :
– قوليلها اني مش هسيبها في حالها وانها بتاعتي انا و بس ، وصلي الرسالة دي بالحرف
ثم أغلق بوجهها فظلت تضحك بتشفي و شماتة فكم كانت تكره ذلك الأبله ، اينعم هي تكره صقر أيضاً ولكن ليس بحجم كرهها لذلك المخلوق ، وضع صقر الهاتف جانباً و يتردد بأذنه تلك الجملة الأخيرة ، كيف يستطيع ذلك الحقير قول ان مليكة ملكه!!!!!!! قاطع سيل أفكاره ثرثرة ريتال المعتادة ، فهو اعتاد على ثرثرة تلك العائلة ولكن عندما تحدثت على مليكة انتبه بشدة و كان كله آذان صاغية..
ريتال ببلاهة:
– اصلا انا بكره الولا ده ، كانت أمنية حياتي يفركش مع مليكة ، كانت علاقتهم منتنة كدة
صقر بشمئزاز:
– منتنة!!
ريتال مكملة بلا مبالاة:
– ايوة منتنة و ستين منتنة ، انت متخيل انه خاطبها من 7 سنين ، طب تقدر تفهمني متجوزهاش كل ده ليه ، حد يخطب حد 7 سنيييين لييييييه؟ لو واخدين بعض عن حب هقولك ماشي ، لكن مليكة وافقت بيه عشان شافت انه هيريحها
صقر بإنتباه:
– هيريحها ازاي يعني؟
ريتال :
– يعني هما مش بيحبوا بعض ، مش هيخنقها بقى بتكلمي مين و نازلة فين و جاية منين و لابسة ايه ، مع ان كلنا قولنالها يا بنتي ده كدة غلط لازم تاخد راجل حمش كدة لكن هي عبيطة ، هي بتخاف من الحب عشان كدة اختارت واحد لا بتحبه ولا بيحبها ، انت عارف دول عمرهم ما خرجوا لوحدهم عمرهم ما خرجوا اساسا ، كان بييجي عندنا البيت لو فيه مصيبة غير كدة مكناش بنشوفه
ابتسم صقر براحة لا يعلم مصدرها و ضغط على زيادة السرعة ليعود للمنزل سريعاً..
انتهاء الفلاش باك..
زفرت بملل و هي تقطع تلك الأعشاب الصغيرة في الأرض حتى شعرت بمن يجلس بجانبها فوجدته يامن ، ابتسمت له ابتسامة صغيرة ثم نظرت أمامها مرة أخرى..
يامن بتساؤل:
– قاعدة لوحدك ليه؟
ريتال بسخرية:
– ما انا قاعدة لوحدي دايما
يامن بمرح:
– اومال فين جوزك يا هانم
ريتال بحقد:
– متجبش سيرته ده مش بني آدم
يامن بتعجب:
– عملك ايه!!
ريتال و قد بدأت تختنق:
– سابني في الشارع لوحدي في حتة مقطوعة ، و بسببوا طلعوا عليا بلطجية
يامن بذهول وهو ينتصب بجلسته:
– ايه!!! يونس مستحيل يعمل كدة
ابتسمت له بسخرية ولكن فجأة لمحت طيفه وهو يدلف الي الداخل فوقفت بسرعة و ركضت خلفه فرأته يدلف الي ذلك المجلس فكان الجميع يجلسون بالصالة و يتحدثون..
ريتال بصوت عالي وهي تقف بمنتصف الردهة:
– يونس!!!!!
التفت لها و نظر لها بعدم فهم فرآها تقترب منهم ببطئ حتى وقفت أمامه تنظر بأعينه بصمت..
فاطمة بتوجس من تلك النظرات القاتلة :
– في ايه يا بنتي ، مال وشك!!
ريتال بنبرة ثلجية:
– مش هتسألني رجعت ازاي؟؟
عبد التواب بعدم فهم:
– رجعتي منين؟؟ هو مش انتِ كنتي معاه؟
ريتال بسخرية وهي مازالت تنظر بأعينه:
– كنت معاه اه ، بس دكتور يونس زي ما تقول زهق مني في نص الطريق راح طردني برة العربية و سابني و مشي من غير حتى ما يشوف انا معايا فلوس اروح ولا لا “ثم دمعت اعينها وهي تتحدث بغضب شديد” سابني على طريق سفر من غير ما يبص وراه مرة واحدة ، انا طلع عليا بلطجية و واحد منهم فتح عليا مطوة لولا صقر جه في الوقت المناسب
شهقت والدتها وهي تقف بسرعة و تقترب من فتاتها ، كادت ان تحتضنها ولكن اوقفتها ريتال وهي ترفع كفها في وجهها ، اغمضت اعينها لثواني ثم فتحتها مرة أخرى وهى تهبط بكفها فوق وجنته بقوة جعلت وجهه يستدير..
ريتال بقسوة :
– طلقني!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)