روايات

رواية فرح فهيمة الفصل الخامس 5 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الفصل الخامس 5 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الجزء الخامس

رواية فرح فهيمة البارت الخامس

رواية فرح فهيمة الحلقة الخامسة

“تهربي ليه؟! إلبسي عشان تقابليه…
ضربت فرح صدرها بصدمه وقالت:
-أقابل مين يا شهناز؟!
رمقتها الأم بغيظ قائله:
-دقيقه واحده وتكوني لابسه وقدامي في المطبخ عشان تدخلي بالعصير
خرجت الأم وتركتها تكاد تلطم وجهها من هول المفاجأه وهي تردد:
-يا حيوااااان قال ادخلك بالعصير ياخي طفحته
خطر لها فكرة فابتسمت بفخر، وارتدت إسدال الصلاه ثم خرجت متسلسلة كاللص، حمدت ربها أن والدتها قد انشغلت بالمطبخ وباب غرفة الضيوف مغلق، فمرت وهي تسير على أطراف أصابعها، فتحت باب الشقه بهدوء شديد ثم أغلقته بخفوت وركضت لأسفل لتبحث عن أي مكان تأوى إليه وتتخفى لحين مغادرة هذا المجهول، لفت نظرها ذالك السلم الخشبي الذي يؤدي إلى سطح غرفة الحيوانات “الزريبه” المسقف بأعواد قش الرز وبعض قطع الخشب، صعدت مسرعة وجلست على القش منتظرة انصراف ذالك الأحمق كما نعتته..
______________________________
على جانب أخر مر ما يقرب من نصف ساعة تعرف فيها نوح على يوسف وارتاح له ولحديثه، دعاه نوح لحضور حفل كتب كتابه فوافق يوسف وقبل الدعوه، استأذنه نوح ليرى ما خطب فرح فقد تأخرت فهو يعرفها جيدًا فحتمًا تفكر بمصيبةما، وعند خروجه من الغرفه كانت والدته تدخل من باب الشقه متذمرة من أفعال ابنتها المتهورة الخرقاء كانت تتأفف بشده سألها نوح بخفوت:
-فين فرح؟!
ردت والدته بتهكم:
-أختك الحلوه هربت… دورت عليها في كل البيت مش عارفه أوصلها
اندفع نوح مرددًا:
-يا بنت الجزمه…
انتبه لما قال ورفع يده قائلًا:
– لا مؤاخذه يا ماما
عقبت والدته بحسره:
-إنت خليت فيها ماما دا إنتوا خلفه تجيب الشلل
نظرت تجاه الغرفه التي يجلس بها يوسف وأشارت إلى بابها قائله:
-شوف بقا هتعمل ايه مع الراجل الي قاعد جوه ده
زم نوح شفتيه بحنق وقال:
-ماشي يا فرح والله لأوريكِ
نظر لوالدته قائلًا برجاء:
-ادخلي يا ماما سلمي عليه ولطفي الجو كدا بأنها تعبانه ولا حاجه على ما أجيلك…
زفرت الأم بحنق واتجهت صوب الغرفه تحمل بيدها أكواب العصير وهي تتمتم:
-منك لله يا فرح!!
اتجه نوح نحو غرفتها وأخذ ألبوم صورها من بداية عمر يوم إلى اخر صورة إلتقطتها بعيد الأضحى الماضي وهي بعمر الشباب…
على جانب أخر دخلت شهناز بالعصير وبعد التحيه عرفته بنفسها وعرفها بنفسه وأعجبت باحترامه وأدبه وعندما رجع نوح استأذنته وغادرت الغرفه لتُكمل بحثًا عن ابنتها المعتوهه، جلس نوح جواره وهو يقول مبررًا:
-أنا مش عارف أقولك إيه بس فرح تعبانه شويه ومش هتعرف تقابلك
قطب يوسف حاجبيه باستفهام قائلًا:
-مين فرح؟!
عقب نوح قائلًا:
-فرح فهيمه… أختي إلي هي زوجتك المصون اسمها في البطاقه فهيمه بس احنا بنناديها فرح
اعتلى وجهه الصدمه وهو يدعو بكل جوارحه أن يكون ما ظنه صحيح قاطعه نوح قائلًا بابتسامه:
-دا ألبوم صورها عشان صورة كتب الكتاب دي أنا الي مفبركها… كنت بحاول أطفشك بصراحه
فتح نوح الألبوم وأعطاه ليوسف الذي كان متلهفًا ليرى صورتها، بدأ يوسف يقلب بين صورها حتى وصل لتلك الصوره التي ظهرت بها فرح بريعان شبابها حدق بها للحظات ثم هتف قائلًا بصدمه:
-دي فهيمه؟!
ابتسم نوح بفخر وهو يقول بمدح:
– أيوه البسكوته المقرمشه دي فهيمه قصدي فرح لأنها بتكره اسم فهيمه
سأل يوسف بترقب:
-هي فهيمه تعرفني يعني عارفه شكلي ولا لسه؟!
لوى نوح شفتيه لأسفل وقال:
-لأ معتقدش أنها تعرفك ولا شافتك قبل كدا
تنفس يوسف بارتياح فالآن ستبدأ المعركه على حقها، أغلق الألبوم وهب واقفًا وهو يقول:
-طيب أستأذن أنا بقا أنا دعيت والدتك وهأكد على عمي تاني عشان حفل كتب كتاب أختي وإن شاء الله نتقابل تاني… أنا سعيد جدًا إني اتعرفت عليك
عقب نوح بنبرة جاده:
-أنا مكنش ليا أصحاب هنا ومن النهارده إنت أقرب صديق يا أبونسب
ربت يوسف على ظهره مبتسمًا وقال:
-حبيبي يا دكتره
خرج من شقتهم كان قلبه يتراقص فرحًا من تلك المفاجأه، أيعقل أن تلك الفهيمه اشتغلته كل تلك الفتره؟! فلكل من إسمه نصيب ومن الواضح أنها استخدمت نصيبها في خداعه، خرج من البيت مع عمه، لاحظت فرح خروجهم فوقفت لتحاول رؤيته ركزت لترى وجهه وتعرف من يكون هذا المجهول كان موليها ظهره فهتفت بحنق:
-لف بقا ياض عايزه أشوف جمال عيونك
وقبل أن يلتفت لتراه خانتها قدماها فسقطت لداخل الغرفه صارخة ولم تدرك حالها إلا وهي تركب فوق ظهر الحمار الذي رفع صوته بالنهيق من أثر المفاجأه، كانت تقبض على هاتفها بإحدى يديها لم تصدر أي رد فعل سوى أنها اتصلت برقم أخيها على الفور وهتفت بصوت يوشك على البكاء:
-ألوووو الحقني يا نوح
انفجر بها بنبرة حاده:
-إنتِ فين يا متخلفه؟ كدا تحرجينا قدام الراجل هربانه فين يا بت؟!
بدأ الحمار بالنهيق مجددًا وهو يتحرك بها يمينًا ويسارًا وهي تركب فوق ظهره، تصاعد صوت الجاموسه عاليًا وشاركتها بقرة أخرى وحين سمع نوح تلك الأصوات هتف قائلًا بحده:
-إنتِ فيييين؟!
نظرت للحمار قائلة بصوت مرتعش:
-أنا راكبه الحمار في الزريبه
كرمش وجهه قائلًا بتعجب:
-وإيه إلي ركبك الحمار!؟ وإيه إلي وداكِ الزريبه يا غبيه؟
لم تبالي بتوبيخه وسلطت كشاف هاتفها بوجه الجاموسه وبكت قائله:
-الحقني يا نوح الجاموسه بتبصلي بنظرة مرعبه
________________________________
“مش كنتوا عاوزين تشوفوا العروسه… عزمتهالكم على كتب كتاب يُسر وهتيجي مع والدتها ”
قال يوسف جملته وهو يسند ظهره للمقعد ويبدل نظره بين والدته وأخته، هتفت أخته مستفهمه:
-بجد!! وهتيجي يا يوسف؟
اجاب يوسف:
-أنا قولت لوالدتها وأكدت عليهم مش عارف بقا هتيجي ولا إيه؟
هتفت صفاء قائلة:
-لا الواجب أكلمها أنا كمان وأعزمها اديني رقمها
نظر صوب هاتفه وهو يقول:
-معايا رقم نوح أخو العروسه هكلمه وأخليكِ تكلميها بس الصبح عشان أنا هموت وأنام
قام عن مقعده قائلًا:
-تصبحوا على خير
وبعد أن غادر نظرت صفاء لإبنتها قائله:
-لما نشوف شكلها ايه العروسه دي؟!
دخل يوسف غرفته وحمل هاتفه يحدق برقمها للحظات مبتسمًا لأنها يسجلها باسم “فهيم” وهو يقول:
-بتشتغليني يا فرح!!
تنهد بارتياح قائلًا:
-كدا بقا نلعب صح!
______________________________
جلست بالحديقه مع جدها وأسرتها وعمها زيد وزوجته وابنه تحكي لهم تفاصيل ما حدث حتى انتهت بجملتها:
-ولما وقعت لقيت نفسي راكبه على الحمار
انفجروا بالضحك حتى أن منهم من أدمعت عيناه من شدة الضحك، عقب نوح من خلف ضحكاته:
-الحمار كان نايم في أمان الله فجأه لقى حاجه راشقه على ظهره من حيث لا يدري
عقب زيد ضاحكًا:
-إنتِ مشكله يا بت يا فرح
لوت فرح شفتيها لأسفل تدعي البكاء:
-إنتوا بتضحكوا!!! بتتريقوا على مأساتي دا أنا اتفزعت
مسح الجد عينيه من أثر للضحك وقال بجديه:
-المهم اعملي حسابك بقا يا حلوه إنك هتروحي بعد بكره كتب كتاب صبيتك
عقدت حاجبيها مستفهمه:
-صبيتي! إيه صبيتي دي؟
وضح الجد قائلًا:
-أخت جوزك
هزت رأسها بقوه كناية عن اعتراضها وهي تقول:
-لا يا جدي مش هينفع إحنا متفقناش على كدا وبعدين أنا عندي محاضرات
عقب نوح قائلًا بنظرة متهكمه:
-بعد بكره الجمعه مفيش محاضرات أساسًا!
رددت ببلاهه: أساسًا!
حكت رأسها تبحث عن مبرر أخر بداخل جعبتها ثم لفظت:
-أيوه يبقا عندي مزاكره
عقب والدها بحزم:
-مفيش هروب المره دي يا فرح هتروحي يعني هتروحي
هبت فرح واقفه وهي تلوي شفتيها لأسفل ودبدبدت بقدميها كالأطفال قبل أن تغادر المكان بأكمله بدون كلمة أخرى..
نظر نوح لجده قائلًا بجديه:
-علفكره يوسف طلع محترم جدًا
عقب والده “هشام”:
-أنا بصراحه أعجبت بيه واد رزين كدا وهادي ودكتور جامعي ربنا يبارك فيه
عقبت شهناز:
-بصراحه أنا ارتحتله لما اتكلمت معاه… كان بيتكلم بكل احترام وأدب واضح إنه راجل ومتربي
عقب الجد:
-أفهم من كدا انكم ناوين تمشوا الچوازه بشكل طبيعي
حدق هشام في نقطه بعيده شاردًا ثم هتف قائلًا:
-وليه لأ!!
______________________________
جلست في غرفتها تقضم أظافرها بتوتر فهي لا تريد تلك الزيجه من الأساس وتتمنى لو تنتهي بأقرب وقت، فقد وعدها جدها أن يطلقها منه لكن ما يحدث الآن حولها لا يبشر بخير، حملت هاتفها تريد أن توبخه على محاولته أن يقابلها، ضغطت على رقمه بعنف وانتظرت إجابته..
أما عنه فعندما ظهر اسمها “فهيم” على شاشة هاتفه اتسعت ابتسامته وسرعان ما أجابها قائلًا بسخرية:
-ألف سلامه عليكِ يا حيوانة قلبي أنا كنت عايز أشوفك بس…
قاطعه صوتها الغاضب:
-إيه إلي إنت عملته ده يا حيوان؟!
عقب يوسف قائلًا بتعجب:
-ايه عملت ايه يا قلب الحيوان؟!
هتفت بنبرة حاده:
-لعلمك بقا أنا كنت قاعده چوه ومردتش أقابلك
قال بشيء من التهكم:
-ليه بس يا حياتي دا أنا كنت هموت وأشوفك
لا تعرف لمَ تشعر بتغير نبرة صوته وتشعر أن هناك خطب ما!! أخرجها صوته قائلًا:
-هشوفك بعد بكره يا روح قلبي لما تيجي كتب كتاب أختي
عقبت بنزق:
-مين قالك أصلًا إني هاچي
هتف بنبرة ناعمه:
-جدك يا قلبي ووالدتك يا حبي وباباكي يا حياتي كلهم أكدولي
ازدردت ريقها بتوتر تجزم أن هناك خطب ما وتغيير قد طرأ على هذا! هتف يوسف باقتضاب:
-متنسيش تجيبي عصاية جدك عشان تعملي هنا نمره ولا هو حلال لسندس وحرام علينا
سألته بتهكم:
-قصدك إيه؟!
ابتسم قائلًا:
-قصدي ترقصي طبعًا
وبخته قائلة:
-ارقص يا إمعه يا ديوث دا ناقص تقولي هقف وراكِ ألم النقطه
هتف قائلًا بسخرية لطيفه:
-وليه لأ تعرفي لو عجبني رقصك هنفتح مسرح في البلد وانتي ترقصي وأنا ألم النقطه دا احنا نكسب دهب
ضحك وأكمل:
-ويا سلام بقا لو جبتي سندس تشجعك
تصاعد صوتها بغضب قائلة:
-يا حيوان!!
رد بكل برود:
-نعم يا حياتي
أغلقت الهاتف بوجهه فحتى الكلام معه يخرجها عن شعورها، نفخت بضيق وفتحت هاتفها تعبث به حتى غلبها النوم….
______________________________
وفي اليوم التالي
كانت تركب سيارة الأجره وتنظر لأخيها العائد إلى بيته بعد أن أوصلها بنفسه لأنها تخاف أن يعترض طريقها كلبًا كالمرة السابقه، لفت نظرها نوح الذي وقف مع يوسف ويضحك معه كأنه يعرفه جيدًا تتمنى لو تعلم عن ماذا يتحدثان؟! وبعد قرابة الدقيقه ركب يوسف في المقعد الذي يليها ولم يخاطبها وكأنه لا يعرفها، فتظاهرت هي الأخرى أنها لا تعرفه، كانت تجلس بالمقعد الذي يلي السائق ويجاورها من جهة اليسار فتاه وومن جهة اليمين شاب، وخلف الشاب مباشرة يجلس يوسف وأثناء الطريق لاحظت امتداد يد الشاب لتتحسس جسدها فالتصقت بالفتاه التي جوارها حتى أن الفتاه سألتها:
“فيه إيه؟!”
هزت فرح رأسها تنفي وجود أي خطب، ظلت تفرك بالمقعد وتتأفف كلما مد الشاب يده نحوها هتفت بحنق:
– استغفر الله العظيم
عندما قالت جملتها ابتعد عنها الشباب وبعد لحظات اقترب مرة أخر فهتفت بنزق:
-لا حول ولا قوة إلا بالله
شعر يوسف أن هناك خطب ما فركز بصرها نحوها حتى رأي ما جعله يستشيط غضبًا فهتف على الفور:
-على جنب ياسطا لو سمحت
اوقف السائق السياره فربت يوسف على كتف الشاب قائلًا:
-انزل وعديني ياريس لو سمحت
ارتجل الشاب من السياره فجلس يوسف جوار فرح وأغلق باب السياره قائلًا:
-اطلع ياسطا
فتح الشاب الباب مرة أخرى قائلًا:
-جرى ايه يا أستاذ إيه قلة الذوق دي؟!
ضغط يوسف على أسنانه ونظر لعينيه بغضب وهو يزمجر قائلًا بنبرة حاده:
-اركب مواصله تانيه عشان وربي لو نزلتلك ما هسيبك
أغلق الشاب الباب فهو يعلم ما عقوبة ما فعل، نظر يوسف للسائق قائلًا بجديه:
-اطلع ياسطى
كان ترمقه بحرج فقد علم بما حدث، وبعد أن وصلا ارتجل يوسف من السياره وتبعته فرح، كان سيركبان سيارة أخرى ليصلا للجامعه لكن بعد السير بضعة أمتار هرولت فرح من أمامه وكأنها لا تعرفه لكن أوقفها صوته حين ناداها قائلًا:
-فرح
وقفت واستدارت إليه كان يحدق بها بقوه على عكس كل مره كيف لا وقد تأكد أنها زوجته ويحل له أن يفعل، توترت من نظراته فعدلت من نظارتها وهي تقول:
-فيه حاجه؟!
نظر لها بسخريه وقال متهكمًا:
-يعني إنتِ لسانك أطول منك مش عارفه تزعقي للمتخلف الي بيتحرش بيكِ وتاخدي حقك منه
حاول تقليد صوتها وهو يرفع كتفه مستهزءًا:
-إنما إيه استغفر الله العظيم…. لا حول ولا قوة إلا بالله
رمقها بغيظ مردفًا:
-ايه جايه تتوبي دلوقتي!
تلعثمت قائله:
-أ… أنا كنت محرجه ومعرفتش أتصرف
مسح على رأسه وزفر بقوة ثم نظر لساعته قائلًا بجديه:
-يلا هنتأخر على المحاضره
ركبا سيارة الأجره التالية معًا وجلس جوارها كانت تجلس بجوار النافذة محدقة بالطريق،وفجأه حدثت رجة بالسياره وكأنت على وشك أن تنقلب بجميع الركاب وتعالت صرخات الركاب، فتشبثت فرح بملابس يوسف وبكل تلقائيه حاوطها بكلتا يديه وكأنه يخشى فقدانها كانت لحظات لكنها كافية لتبث الرعب بداخل القلوب، توقفت السياره بسلام بعد أن تحكم بها السائق الذي ارتجل على الفور يبحث عن سبب ما حدث، انتبهت فرح لوضعها بين ذراعيه ولو استمرت الرجة للحظة أخرى كانت ستجلس فوق فخذيه من شدة رعبها، رفع يده عنها قائلًا:
-إنتِ كويسه؟!
هزت رأسها لأسفل مؤكدة أنها بخير، لكنها بقمة حرجها منه فقد كانت بين ذراعيه قبل لحظات… مر اليوم بسلام وانتهت محاضراتها وعادت لبيتها دون أي جديد بيومها….
________________________________
وفي المساء
كان سليمان يجلس مع زوجته “حنان”
-أنا عملت زي ما طلبتِ جيبتهملك لحد هنا وريني شطارتك بقا مع البت دي
نظرت للفراغ بخبث وحقد وغل واضح في صوتها:
-وحياتك عندي لانتقملك منهم بس اصبر
زفر سليمان بقوه قبل أن يقوم من مكانه قائلًا:
-هصبر بس الاقي نتيجه
قال جملته وغادر المكان، وجلست حنان تحدق أمامها وتبتسم بخبث متمتمه:
-جدع يا سليمان كدا سهلت عليا الموضوع وهعرف أطول يوسف وأخد إلي أنا عاوزه منه..
________________________________
وفي اليوم التالي وقبل صلاة الجمعه اتجهت شهناز مع ابنتها لبيت يوسف، كانت فرح تجلس بهدوء غريب على غير عادتها تفرك يدها، وتدبدب بقدميها بتوتر، لا تسمع أي شيء من حديث والدتها مع صفاء كانت شاردة تخاف أن يدخل هذا المجهول فجأة ويراها، قاطع شرودها تربيت والدتها على ظهرها وهي تقول:
“لا دا أنا بنتي شاطره في كل حاجه”
رفعت شهناز “والدة فرح” أصابع يدها لتعد ما ستقوله:
-غسيل طبيخ كنيس كوي كل حاجه
أكملت قائله:
-دا فرح عليها نفس في الطبيخ بقا حكايه
غمزت فرح يد والدتها لتصمت فلمَ تبالغ لتلك الدرجه! فهي لا تعرف للمطبخ طريق! ولا تعرف عن الطعام سوى أنه للأكل!!
ابتسمت صفاء “والدة يوسف” وهي تتأمل ملامح فرح التي أعجبتها إلى حد كبير وهدوئها الذي أحبته وقالت:
-حيث كدا بقا أنا محتاجاها معايا النهارده أستأذنك تسيبيهالي يا أم نوح
ردت شهناز بلوم:
-إنتِ بتستأذني دي بنتك طبعًا
انتبهت فرح لما قالته والدتها واتسعت مقلتيها في دهشه لتصدمها والدتها حين وقفت ونظرت لفرح قائلة:
-خليكِ يا فرح مع طنط
تجهم وجه فرح وهبت واقفة تتشبث بيد والدتها كطفلة صغيرها تتركها والدتها بالروضه في أول يوم لها، مسكت ملابس والدتها كانها ستهرب وتتركها، فلم تضحي بها والدتها هكذا! تلعثمت فرح قائلة:
-أنا هاجي معاكي يا ماما
عقبت صفاء قائله:
-يعني متعرفيش تقعدي معايا النهارده عشان خاطر أختك ياسو دي نفسها تشوفك زمانها جايه من الكوافير
ربتت شهناز على يد فرح قائلة:
-اقعدي يا فرح مع طنط متزعليهاش
أومأت فرح رأسها بقلة حيله، أزاحت والدتها يدها عنها فجلست فرح دون أن تعقب، كانت ترمق والدتها التي تغادر بحسره كأنها تقول “لا تتركيني وحدي ماااااه”….
وبعد دقيقه رجعت صفاء لفرح التي تضع يدها على خدها بخوف تدعو أن يمر اليوم على خير، نظرت لها صفاء قائله:
-يلا بينا على المطبخ
ابتسمت فرح بتهكم وتبعتها دون أن تنبس ببنت شفه، نظرت لها صفاء قائله:
-بصي هسيبك بس تعملي الشاي ده
أشارت لوعاء الشاي ثم وعاء السكر وقالت:
-ده الشاي وده السكر بس اعمليه كشري
خرجت من المطبخ وتركت فرح التي فغرت فاها ببلاهه قائله:
-هي عايزه شاي ولا عايزه كشري ولا عايزه شاي بالكشري ولا إيه؟!
ضربت فرح جبينها ولوت شفتيها لأسفل قائله:
-وأنا لا بعرف أعمل شاي ولا بعرف أعمل كشري
___________________________________
كان يوسف بالمسجد يقرأ سورة الكهف منتظرًا إقامة الشعائر فرن هاتفه برقم والدته فإجابها على الفور قائلًا:
-خير يا حببتي عايزه حاجه؟
ردت والدته:
-لأ يا حبيبي بس صلي وتعالى بقا عشان مراتك هنا
ابتسم من تلك الكلمه وهو يرددها بخفوت قائلًا:
-مراتي … طيب كويس انك قولتيلي… عشان أخد بالي
_____________________________
وقفت فرح كالخرقاء تبحث عن المعكرونه حتى تطبخ الكشري بعد أن بحثت عن طريقته على الإنترنت، وبعد أن يأست أن تجد مكوناته تأففت بحنق وهي تضع يدها حول خصرها قائله:
-أنا أول مره أعرف إنهم بيعملوا كشري في كتب الكتاب!
أردفت بغضب شديد:
-أنا مش فاهمه والله ازاي الست دي تسيبني كدا واقفه لوحدي مع غير ما تطلعلي الحاجات
زفرت بحنق وأكملت بحث عن المعكرونه والشعريه والمكونات الأخرى حتى وجدتهما، ثم وقفت على أطراف أصابعها حتى تصل للوعاء لتسلق المعكرونه وبالفعل ملئته بالماء ووضعته على شعلة البوتوجاز، دخلت صفاء للمطبخ ونظرت لذالك الوعاء الضخم الذي تغلي به الماء وقالت:
-إيه يا بنتي المايه دي كلها، دا إحنا عايزين ٣كوبايات بس
فغرت فرح فاها قائله ببلاهه:
-٣كوبايات كشري!!!
ضحكت صفاء قائله:
-٣كوبايات شاي يا فرح ركزي إنتِ مفطرتيش ولا إيه
حكت فرح رأسها كالخرقاء وقالت:
-لأ أنا فطرت بس…
صمتت لبىهه ثم أردفت:
-ممكن حضرتك تعملي الشاي أصل زي ما المثل بيقول الغريب أعمى ولو كان قصير
ضحكت صفاء قائله: يا بت مش قصير
سالتها فرح ببلاهه: طويل!
ضحكت صفاء قائله: بصير يا فرح… الغريب أعمى ولو كان بصير
ضحكت فرح بنفس البلاهه قائله:
-ما أنا عارفه طبعًا بس كنت بهزر معاكِ
-دمك عسل يا فروحه… يلا بقا عشان نجهز الأكل.. صحيح إنتِ بتعملي المكرونه بالبشاميل ازاي؟
عدلت فرح نظارتها قائلة بتلعثم:
-معقوله… معقوله يعني هقول الوصفه وحضرتك موجوده
حكت فرح رأسها بارتباك وعدلت من نظارتها مردفة:
-هو حضرتك بتعمليها ازاي؟!
شرحت لها صفاء الطريقه كانت تستمع إليها بدون تركيز حتى انتهت من شرح الوصفة كاملة، فعقبت فرح وهي ترفع سبابتها مؤكدة:
-بالظبط أنا بعملها كدا بالظبط
سألتها صفاء مجددًا:
-طيب الچلاش بتعمليه ازاى؟!
رسمت فرح ابتسامه سخيفة على شفتيها قائلة:
-هي الوصفه بتقول إيه؟!
شرحت لها صفاء الطريقه، فمدت فرح يدها وهي تنظر نحو صفاء بابتسامه مؤيده وهي تقول:
-بالظبط كدا يا طنط الله عليكِ
دخلت يُسر للمنزل متلهفة لرؤية عروسة أخيها التي مدحتها والدتها كثيرًا بالهاتف، اتجهت للمطبخ وهي تنادي والدتها فردت والدتها:
-تعالي يا يُسر
التفتت فرح تنظر إليها وفغرت فاها بدهشه هي تقول: مش معقول يُسر !
ضمتها يُسر بقوه وهي تقول:
-فروحه
ظلت يسر تخرجها من أحضانها وتضمها مجددًا وهي تقول:
-يا روح قلبي وحشتيني أوي
قطبت صفاء حاجبيها قائله:
-انتوا تعرفوا بعض ولا إبه؟!
وبعد الكثير من السلامات والأحضان وقفت يُسر تشرح لوالدتها قائله:
-دي فرح يا ماما إلي كنت بنزل معاها أشتري حاجات لجهازي فاكره الي اتعرفت عليها صدفه
عقبت فرح ببتسامه:
-إحنا اتعرفنا صدفه مره كنت ببعت رساله لرقم صاحبتي بدلت رقم ومن يومها اتعرفت على يُسر
هتفت يُسر قلئلة بصدمه:
-متقوليش إن عريس الغفلة إلي حكتيلي عنه يبقا أخويا!؟
هزت فرح رأسها بخجل قائله:
-للأسف
انفجرت يُسر بالضحك قائله:
-يعني الحيوان يبقا أخويا… لأ يا فرح دا أنا هنفخك
ظلت الفتاتان يتحدثان كثيرًا ويحكيان مواقفهم سويًا فالعلاقه بينهما سطحيه إلى حد ما ولم تتعمق فرح لتحكي لها عن مكوثها بالبلد وبعض الأحداث الأخرى….
_____________________________
وقبل أذان العصر كانت الشقة مليئة بالضيوف وكانت فرح تساعدهم بتوزيع اكواب العصير على الحضور، حتى قاطعها صوته:
“المرة دي بقا قريبة العروسه ولا العريس”
ارتبكت فرح عند سماعها نبرة صوته التي تُزلزل قلبها، فلمَ يظهر أمامها بكل مكان وكأنه متعمدًا؟! هل يظن أن قلبها قوي لدرجة أن يتحمل رؤيته كل يوم ولا يهيم به عشقًا!! فيكفيها ابتسامته التي تخطفها وتسرقها لعالم أخر تتمنى المكوث به أبدًا، صرفت بصرها عنه وهي تغلق عينيها لبرهه ثم تفتحها بحركة سريعة قائلة بتلعثم:
-إنت هنا!!! إنت هنا ليه؟!
أخذ كوب من العصير الذي تحمله على صنية بين يديها وارتشف منه رشفة ثم قال:
-انا هنا عشان المفروض أكون هنا
غمز لها بعينه، فانتاب جسدها قشعريرة خفيفه أغلقت عينيها على أثرها، ثم فتحتها وهي تستدير منصرفة من أمامه لتدخل للمطبخ وهي تتمتم قائلة:
-جريئ أوي
خرجت مرة أخرى بعد أن ملئت الصينية بالأكواب الممتلئة بالعصير لتوزيعها على باقي الضيوف وتأخذ باقي الأكواب الفارغة، وقبل أن تدخل من الباب التفتت برأسها تنظر إليه فوجدته ينظر إليها مبتسمًا فابتسمت له هي الأخرى كانت تسير ولا تنظر أمامها ظانةً أن تلك هي فتحة الباب، ومازالت الابتسامه تعلو محياها حتى تجهم وجهها فجأة عندما ارتطمت بالحائط بقوة فوقعت الاكواب من يدها قبل أن تنزلق قدمها وتفترش الأرض صارخةً، ركض نحوها ليساعدها بجمع الأكواب التي كانت من البلاستك فلم تنكسر، خلعت نظارتها لتتأكد من سلامتها قبل أن تقوم فهتف يوسف قائلًا بخفوت وهو ينظر بعينيها:
-يا بت ركزي شويه هتفضحينا
سارت وهي بقمة إحراجها ودلفت للمطبخ متمتمه:
-أنا إيه الي بيحصلي ده…. أدعي عليكِ ازاي يا شهناز وإنتِ أمي
بدأت تقطع المطبخ ذهابًا وإيابًا بتوتر فاصطدمت يدها بذالك الوعاء الذي كان يحتوى على الطبيخ ووقع على ملابسها هرولت صفاء على أثر الصوت اتسعت عينيها في دهشه وهي تنظر إليها ثم للوعاء وتحاول الحفاظ على هدوءها قائله:
-حصل خير …. حصل خير
ابتسمت فرح ابتسامة صفراء قائلة:
-أنا آسفه يا طنط
ربتت صفاء على ظهرها قائله:
-تعالي معايا أشوفلك حاجه تلبسيها عند يُسر
سحبتها صفاء من يدها قائله:
-هدخلك أوضة فاضيه تقعدي فيها على ما الدوشه دي تخلص
حتمًا تريد صفاء التخلص من تلك المصيبه المتحركه، تنهدت صفات مردفةً: وتريحيلك شويه… ادخلي الحمام غيري وأنا هجيبلك الهدوم…
سحبتها من يدها لغرفة يوسف، دخلت فرح لحمام الغرفه ونزعت ثيابها المتسخه لترتدي فستان أخر، وبعد أن انتهت من تبديل ثيابها جلست على طرف السرير تتأمل الغرفه، وتفكر في مصير تلك الزيجه ومصير قلبها الذي بدأ يتعلق بيوسف هي تعلم أنها ترتكب خطًأ فادحًا، ويجب أن تردع قلبها عنه، لكن كيف وهو يظهر لها في كل مكان!!!
ظلت تفكر كثيرًا حتى قاطعها أصوات الزغاريد بالخارج لكنها لم ولن تخرج ستبارك ليُسر في وقت لاحق، فلا تريد رؤية أحدًا بعدما هوت أرضًا أمام كل ذالك الحشد من الرجال!! وبعد الوعاء الذي سقط فوق ثيابها لن تخرج كي لا تفعل مشاكل أخرى يكفيها حرجًا، مر نصف ساعه وبدأت الأصوات أن تهدأ فيبدو أن الأمر قد تم بسلام وحان وقت عودتها للبيت، حملت هاتفها لتتصل بأخيها لكن هاتفه مشغول، وبمجرد أن أنزلت الهاتف عن أذنها فتح هو باب الغرفه ففتحت عيناها بذهول من دخوله المفاجئ..
كان يتحدث عبر هاتفه وهو يفتح باب غرفته فانتفضت فرح وهبت واقفة رفع يوسف يده مشيرًا لها أن تهدأ، كانت صامته تنظر له بكثير من الدهشه تحاول فهم ما يفعله هذا الشخص بهذا المكان في تلك اللحظه أيعقل أنه ينوي الهجوم عليها وأخذها عنوه!!، دخل يوسف للغرفة ثم أوصد بابها من الداخل وما زال يتحدث عبر هاتفه لكن ينظر لها بابتسامه:
“لا متقلقش أنا هوصلها بنفسي يا نوح لأني عارف إنها بتخاف من الكلاب”
أغلق الهاتف ووضعه على مكتبه فهتفت قائله بريب:
-انت دخلت لهنا إزاي؟
تلعثمت قائلة:
-و…وقفلت الباب ليه؟!
حدق بها بجراءة ورفع كتفه لأعلى قائلًا:
-باب أوضتي وأنا حر أقفله أو أفتحه أنا حر!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فرح فهيمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى