رواية مسافات مشاعر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الجزء الثاني والعشرون
رواية مسافات مشاعر البارت الثاني والعشرون
رواية مسافات مشاعر الحلقة الثانية والعشرون
حتى لا يفعل أي شيء قد يُثير حنقها مِنهُ أكثر، يعلم أنها مُتألِمة.. تحملتهُ كثيرًا وتحملت مُعاملته السيئة لها، لكن ما فعلهُ جر|حها جر|ح عميق مِن الصعب أن يلتئِم
أبعدت يدهُ عن خصرها وهي تقول بعد ما رفع يدهُ الأخرى عن شفتيها: مش من حقك تلمسني ولا تحُط إيدك عليا!
رحيم بـِ غضـ|ب من بين أسنانُه: لا من حقي لإنِ جوزك لسه منفصلناش، ومش هننفصِل.
إقترب منها وهو يُنقِل عينيه ما بين عينيها وشفتيها، وقبل أن يُقبِلها صفعتهُ مها على وجهه صفعة جعلتهُ ينتفِض.
كانت ترتجف رجفة الغا|ضبة وليست الضعيفة، لـِ تقول بـِ بُكاء: هي المدام التانية مش كافية ليك في العلاقة الزوجية ولا إيه؟
رحيم بصدمة: مها! إتأدبي في كلامك! إنتِ قصدِك إنِ كـ راجل كُل مشاعري رايحة للإتجاه دا وبس!
كتفت مها يديها وقد بلغ الأذ|ى مِنها مبلغهُ وقالت: أنا مش شايفة غير كِدا، حتى لو حاوِلت تقنعني بـِ العكس، إنت عاوز تخلي مشاعر الحُب الصادق اللي بتحس بيه تجاه فرح قُريب منك، والحُب الشهو|اني، حُِب اللذات اللي هو أنا، برضو قريب منك.. لِذلك أنا بستسلم من الدور الر|خيص دا، أنا لا قصرت معاك.. ولا مع حد من عيلتك وشيلاكُم فوق راسي في المُعاملة،
وبستحمل كلمة من دي ونظرة من دا عشان أحافظ على بيتي اللي إنت هادُه بإيدك، عاوزني أعمل إيه تاني؟ الضغـ|ط بيولد الإنفـ|جار وأنا خلاص فاض بيا.. إطلع برا شقتي وروح لمراتك وإياك تيجي هِنا تاني من غير إذن ممي شخصيًا، أنا مش عشيقتك ولا عُمري هكون في الخانة دي.
رحيم بـِ لهفة وهو يقترِب مِنها: يامها أنا..
صفعـ|تهُ مها على وجهِه وهي تنظُر لهُ بـِ حُزن عميق ثُم أشارت بعينيها إلى باب الشقة وهي تقول: مش عاوزة صوتي يعلى عشان الوِلاد نايمين.. إخرُج برا شقتي ولو جيت بدون إذن تاني هيكون ليا كلام مع والدك.. برااا!
نظر لها رحيم بـِ غضب ممزوج بـِ حُزن ثُم خرج وأغلق الباب خلفُه، إنهارت بعدها مها أرضًا وهي تبكِ، وكأن ضيق صدرها من الألـ|م جعل براح الشقة كـ ثُقب إبرة!
* داخِل شقة سليم
كان جالِسًا على الفِراش ونجمة تجوب الغُرفة ذهابًا وإيابًا وهي تقضُم أظافِرها، نظرت له وقالت بـِ غضب: إنت هتفضل ساكِت كدا كتير؟؟ إنت بتحب حد وأنا معرفش فـ عشان كدا مـ..
قاطعها سليم وهو يُمسِك كتفيها ويقِف أمامها ثُم قال: لا! والله العظيم ما حبيت ولا هحِب حد غيرك، أنا من التوتُر ساكِت بفكر أوضحلك إحساسي إزاي، كُل الحكاية إني بفكر في ولاد أخويا رحيم هيتربوا إزاي بين أب وأم مُنفصلين حتى لو نفسيًا، لو خلفت أنا وإنتِ وحصل بيننا إختلافات وإنفصلنا لأي سبب، ولادي مش هيسامحوني لإني قررت أجيبهُم وفكرت في نفسي بس في الأخر!
أبعدت نجمة يديه عن جسدها وهي تقول بـِ ذات الغضب: إيه الكلام الأهبل اللي إنت بتقوله دا؟ ما كُلنا عارفين إن رحيم أخوك إتجوز مها تحت ضغط في البداية عشان كِدا بينهُم الحوارات دي وبينهُم فرح، لكن إنت محبتش ولا هتحِب غيري وكويسين مع بعض يبقى إيه لازمِتها الفوبيا اللي ظهرت عندك دي وأزمة الثِقة! لا يا سليم أنا نفسي أخلِف مِنك وأبقى أم، وأحمل وأحس بـِ الشعور دا زي كُل السِتات، بـِ ذِمتك مستاهِلش؟
وضع سليم يدهُ حول عُنقها وهو يقول بـِ رومانسية وحُب: تستاهلي كُل حاجة حلوة وأكتر، بس برضو الفترة دي إستمري على حبوب منع الحمل، الفترة دي بس.
أبعد نجمة يديه عنها مُجددًا وهي تقول ببرود: بدل ما أخُدها إتحكم إنت في نفسك طالما خايف أوي كِدا ومتقربليش ولا تاخُد حقوقك الشرعية مني.
تركتهِ واقِفًا أمام الفراغ ثُم ذهبت إلى الفِراش وتمددت عليه لـِ تنام وأغلقت الضوء وهي تقول: تصبح على خير بُكرة سبوع بِنت أخوك نديم.
جر خيباتُه إثر النقاش السلبي ذلِك وتمدد بـِ جانِبها لـِ ينام هو الأخر.
* صباح اليوم التالي
إستيقظ بيت الحاج عبد الكريم وزوجته نبيلة مُبكِرًا، ومعهُم يارا وفرح.. ونجمة.. كانوا يُساعِدون في تعليق الزينة والبالونات على الجُدران لـِ سبوع إبنة نديم ويارا
ولكن السيدة نبيلة والِدة رحيم كانت حزينة لإن مها لا تُشارِكهُم السعادة والجمعة العائلية رغم أنها أكدت على حضورها السبوع حتى لا يحزن مِنها الحاج عبد الكريم.
يارا وهي تضحك مع فرح: شكلها حلو أوي مش راضية تتنـ|فِخ أكتر مِن كِدا
نظرت لهُم نجمة بـِ ضيق وقالت: الطيور على أشكالها تقع.
نظرت يارا إلى نجمة وقالت بـِ رفعة حاجِب: بتقولي حاجة؟
نجمة ببرود: بقول الطيور على أشكالها تقع، يعني البالونتين دول شبه بعض أوي فـ نحطهُم جنب بعض جايز يتفشوا ونِخلص مِنهُم.
يارا بـِ ذات البرود: ياريت والله، ياريت نخلص منهُم ومن المسكنة بتاعتهُم
لاحظت السيدة نبيلة التوتُر بين زوجات أبناؤها فـ قالت: وبعديين! اللي مش هيتطوع ويساعدنا يروح بيتُه، مش عاوزة دوشة.
السلام عليكُم.
قالتها مها وهي ترتدي ثوب بـِ اللون الأزرق يُبرِز جمال بشرتها، مُزخرف من الأطراف بـِ نقوشات ذهبية، وترتدي حِجاب بـِ اللون الأزرق.. كانت تحمِل صينية وضِع فوقها اطباق صغيرة وقالت بـِ إبتسامة: عملت تشكيلة كِدا مش قد المقام.. رُز بلبن بـ المكسرات، وچيلي على كاسترد عشان يتوزعوا على الأطفال في السبوع
قبلتها السيدة نبيلة بـِ سعادة وهي تقول: تِسلم إيديكِ وعينيكِ يا بنتي تعبتي نفسِك.
يارا بـِ وقاحة: إوعي يكون واقِع فيهُم دموعك يا مها.
ضحكت فرح بـِ خفة وهي تنظُر لـِ مها بـِ قر|ف
تدخل رحيم وهو يدخُل من باب الشقة حامِلًا في يدهُ صندوقين من المشروبات الغازية: لا واقِع فيهُم عسل وخِفة، كح كح قلش من ٢٠٠٥..
شعرت يارا بـِ الإحراج وفرح بـِ الغيـ|رة.. أما مها نظرت أرضًا وهي تقول: انا هطلع يا ماما عشان الراجل بيغير الكالون ميبقاش لوحدُه
وضع رحيم صناديق المشروبات الغازية أرضًا وقال وعيناه تشيـ|طان غضـ|بًا: إنتِ فزق مع الراجِل لوحدِك!!!
نظرت لهُ مها ولم ترُد فـ قال بحزم لوالِدتُه بينما ينظُر لمها بـِ غضـ|ب: ماما، خلي مها تساعدِك هِنا لغاية ما أتابِع مع الراجِل فوق، الظاهِر إن المدام نسيت إنها لِسه على ذِمتي
نظرت لهُ مها بـِ تحدي فـ قالت السيدة نبيلة لـِ تتدارك الموقف: عداك العيب يا رحيم، إطلع إنت وإحنا هنجهز المُغات سوا.
عض رحيم على شِفتُه بـِ غيظ ثُم رمق مها نظرة أخيرة قبل أن يصعد للأعلى..
وقفت مها تنظُر للشقة فـ جائت نظراتها على فرح التي عِندما لاحظت ذلِك وضعت يدها خلف ظهرها وهي تقول بـِ تعب مُصطنع: ضهري واجِعني أوي من إمبارح، تؤ.
شعرت مها بـِ نغزة في قلبها ولم تعُد تتحمل، لـِذا قررت أن تصعد لـِ شقتها وتفعل شيئًا مع رحيم!
ولكِن قبل صعودها سحبتها السيدة نبيلة إلى المطبخ وهي تقول: متعمليش لـِ كلامهُم قيمة سيبك مِنهُم.
مها بـِ هدوء: أومال نِجمة فين؟
نجمة عِندما خرجت مِن دورة المياة وجدت مها تقِف في المطبخ فـ قالت بـِ سعادة: ميهووو.
إبتسمت مها وهي تقترِب منها وتحتضنها وقالت: كُنت لسه بسأل عليكِ
نجمة بإبتسامة: سألِت عنِك العافية، شكلك أمور والله إيه السُكر دا
السيدة نبيلة: هو سليم لسه مصحاش يا نجمة؟
تجهم وجه نجمة وهي تُكتِف يديها وتستنِد بـِ خصرها على الرُخام وقالت: لا يا ماما نايم من إمبارح، تلاقيه هيقوم ياخُد شاور ويفوق وينزِل يعني لسه قُدامُه وقت.
السيدة نبيلة: أااه ونديم لسه مجاش راح يجيب عِلب الشوكولاتة والسِبح، والناس على الساعة خمسة هتلاقيهُم هِنا
نجمة بـِ ضيـ|ق: حد يروح لـِ حد الساعة خمسة؟ يدونا فُرصة نتغدى وناخُد راحِتنا.
نظرت مها حولها فـ لم تجد طعام فـ قالت: أه صحيح يا ماما هتتغدوا إيه؟
السيدة نبيلة: مش مُشكِلة بقى نجيب ساندوتشات من برا.
رفعت مها أكمامها وقالت: لا وعلى إيه التكاليف ماكفاية تكاليف السبوع، تسمحيلي أطبُخ على السريع حاجة حتى عشان عمي عبد الكريم صحِتُه مش حِمل أكل من برا.
السيدة نبيلة وهي تُجفِف وجهها بـِ منديل ورقي: طب بُصي في كيس لحمة طلعيه إسلُقيه، مع حبة شوربة ورُز ناكُل لُقمة سريعة
اخرجت مها اللحم مِن المُبرِد وبدأت في تحضير الطعام، إستمعت السيدة نبيلة إلى صوت شيء ما وقع في الصالة فـ خرجت لترى ماذا حدث
كذلِك إستأذنت نحمة من مها لتوقِظ سليم من نومه..
وبينما مها واقِفة بـِ مُفردِها داخِل المطبخ، دخل رحيم المطبخ وجذبها مِن ذراعها وكتم شهقتها قبل أن تخرُج بـِ قُبـ|لة عنـ|يفة
مما جعل مها تـ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)