رواية الورد الذابل الفصل الأول 1 بقلم روان حمدي
رواية الورد الذابل الجزء الأول
رواية الورد الذابل البارت الأول
رواية الورد الذابل الحلقة الأولى
هو حناني عليك قساك حتى عليا!
بصلي شوية قبل ما يتنهد:
أي لازمته فتح الكلام دا؟
_ جاوبني.. اي سبب قسوتك عليا بالشكل دا؟ أي السبب؟
_ شوية الاغاني والافلام والروايات اللي بتقريها هتأثر عليكِ يا ورد؟
إبتسمت بسخرية وأنا عيني بتدمع وقبل ما اقوم صدمني تاني:
حضري الغدا.. عشان نازل تاني.
مقدرتش اسأل رايح فين هزيت راسي ب آه بهدوء ودخلت المطبخ وأنا دموعي بتنزل ورا بعض وجوايا بسأل:
ليه؟ عملت اي لكل دا؟
خلصت وحطتله الأكل ودخلت الاوضة نمت وقتها دخل بهدوء:
ورد!
مردتش وغمضت عيني خوف من انه يكون شايفني!
عاد تاني ف غمضت عيني اكتر.
_ عارف إنك منمتيش، فين القميص النبيتي بتاعي؟
إبتسمت بسخرية ومردتش، هو بجد بيسألني عن القميص بدل ما يسألني مكلتش ليه؟ هو عارف اني بستناه دايمًا ومش باكل غير معاه، أتنهدت بتعب فقرب مني وهو بيشيل الغطى من عليا:
انتِ مش بتردي ليه؟
كلميني زي ما بكلمك يا ورد!
ضحكت بسخرية وأنا بلفله:
أنت بتكلمني أصلًا يا محمد؟
من امتى وانت بتكلمني ولا من امتى بنتكلم في العموم؟
سكت فكملت:
عايز تتخانق اتفضل لكن اللي بتعمله دا ملهوش لازمه..
اما قميصك تقدر تدور عليه بنفسك.
_ ولو مدورتش بنفسي؟
_ عايز اي يا محمد؟
_ عايز اعرف اي لازمة الدراما اللي بتعمليها دي؟ انتِ قاعدة البيت خلاص بوظت عقلك وفوق كل دا ياريتك حتى خلفتي ولا حملتي! طبيعي تتجني.
سبني وخرج وأنا قاعدة ببص على اثره ياريته ضربني! دا عايرني بأكتر حاجة بتوجعني.
_______
– مشاعر متناقضة، لم يكن شيء على ما يرام، الان فقط ادركت أني بنيت سراب غير واضح.. كنت أخاطر بروحي في حربٍ خاسرة، الان اعترف بأني الخاسرة الأكبر، وكانت خسارتي فادحة في الحقيقة، فأين يهرب المرء من كل شيء؟
لقد رهنت رهانًا فاشلًا والأن عليَ تحمل نظرات الشفقة وكلمات اللوم.
ظننتك مختلفًا لكني أكبر مغفلة، لقد صنعت لي الالم على طبق من ذهب، عندما سألتك إن كان حناني عليك سبب قسوتك كنت اتسأل بجدية عزيزي، لكنك لم تستطيع فهم هذا.. ظننتي فقط أبالغ لكني لم ابالغ والله! انت لا تعلم كيف تؤلم روحي.. لهذا إلى اللقاء يا محمد، أتمنى لك السعادة في حياتك الجديدة.. ومع زوجتك الجديدة.
زوجتك السابقة: ورد.
هكذا فعلت ورد قبل رحيلها من حياة محمد، ليعود محمد المنزل بعد اسبوع كامل من بعد ذلك الشجار ويجد تلك الورقة مطوية وموجودة بجانب السرير عندما بحث عن ورد ولم يجدها ولم يجد اشياء تشير إلى انها خرجت لتنزه وستعود قام بفتح الورقة لينصدم بما مكتوب بها لينظر بصدمة حوله ويجد ورقة اخرى في ارضية الغرفة كتبت فيها:
انت عارف قبلك معنى الحب أي؟ دا انت لو حبيت يومين كان هواك خلاك ملاك.
عصبيته كانت وصلت لأقصى درجة فقام برمي كل ما حوله وهو يصرخ بعصبية:
عرفت ازاي اني متجوز.. ازاي عرفت، ازاي!
نسى بأن الأنثى هي اول من تشعر بالخيانة وتعلم عندما يخونها زوجها وتشعر ومهما بلغ دهاء وخبث الرجل فستظل تعلم بحقيقة زوجها، فإن الله وضع في القلوب وخاصةً قلب الزوجة ما جعلها تعرف كل الحقائق المرتبطة بزوجها حتى وإن لم تصدقها.
قام بالإتصال ب”هند” لينفجر بعصبية:
أنتِ قولتِ لورد إني كنت معاكِ؟ عرفتيها إني كنت متجوز يا هند!!
أجابت بهدوء وصوت ناعس:
في اي يا محمد على الصبح وأنا أي علاقتي بورد، أنا معرفش إنها عرفت.
قال بعصبية وغل:
لو عرفت غير كدا صدقيني مش هتشوفي خير في حياتك كلها يا هند.
قالت بشجن ونبرة متألمة:
اللي تشوفه.
وأغلقت الخط قبل ان تسمع له كلمةً اخرى، هي أيضًا انثى، تؤلمها فكرة بقائها معاه للإنجاب بعدما ظل مع ورد سنوات ولم يستطيع الإنجاب منها رغم أن الأطباء لم يجدوا سببًا في النهاية قرر الزواج بي حينها كدت أموت من شدة فرحتي، حبيبي منذ سنوات الأن يريد الزواج بي! لكن تلك الفرحة لم تكمل عندما قرر إبقاء الزواج في السر خوفًا من إن تعلم ورد وتتطلب الطلاق! لقد تزوج مني لإنجاب مولود فقط.. فقط! لم يحبني قط ولم يعتبرني سوا آلة تنجب له، حاولت العديد من المرات أن اكون افضل ربما العيب مني! لكن لم يفلح.
تناست هند بأن الحب لا يكون بالأفعال، وأن الأشخاص لا يحب لإن الشخص الذي أمامه مناسب.. إنما فجأة يقع الشخص في حب من أمامه، هكذا فجأة بلا سبب حتى، الحب لا يكون ورائه سبب أبدًا.
حاول محمد الوصول لورد لكن بلا فائدة لقد اغلقت هاتفها ولا ترد عليه! قام بالاتصال على العديد من الاشخاص الذين يعرفوها لكنه كان ايضًا بلا فائدة.. أين ذهبت؟ لم يأتي في باله جوابًا.. حادث اصدقائه واسرتها القريبة منهم والبعيدة عنهم لكنه لم يجد من يدله على مكانها.
إبتسم بسخرية بعد فعلته هل لو ذهبت لأحد منهم سيخبره بأنها عنده؟ لم يفعل بعد فعلته تلك.
كان يحدث نفسه قائلًا:
طب ما أنت مغلطلتش يا محمد، انت حقك تتجوز مرة وأتنين وبعدين هي مكنتش بتخلف وأتجوزت عشان تخلف ودا حقك، ليه بقى معتبر نفسك غلطان دلوقتي؟ انت مش غلطان.
حينها قاطعه صوت هاتفه وكانت والدته المتصلة:
ماما، ورد مشيت.
قالت بإبتسامة:
كويس والله.
قالت متعجبًا:
ماما!
_ مالك يا محمد؟ اي ماما دي.
صمت لعدة ثواني قبل ان يقول:
أنتِ اللي عرفتيها إني متجوز عليها؟
اجابت بكل صراحة وانانية:
اه عشان تخلي عندها دم وتبعد عنك من وقت ما دخلت حياتك مفيش غير ورد ورد، عملتلك سحر لكل دا؟ لا عايز حد يكلمها ولا حد يعملها حاجة ولو حد بس ضايقها في الكلام تقوم القيامة عشان الهانم، مالها هند بنت سماح يعني؟ بنت متربية وعارفة حدودها وخدماك وعلى الاقل معندهاش عيب في الخلفة.
هنا لم يستوعب ما يقال الان، ما الذي تقوله بكل تلك القسوة! أقالت مثل ذلك الكلام لورد! ورد الرقيقة، الهادئة استمعت لحديث والدته القاسي بذلك الشخص، الان علم لما اغلقت هاتفها ولربما قررت عدم الاستماع له او لوالداته مرة اخرى بسبب ذلك الحديث المر.
ليقول متألمًا:
أنتِ قولتِ الكلام دا لورد؟
قالت بقسوة:
أه أمال انت عايزني اسكت يعني؟ مش كفاية إنها فضلت على ذمتك كل دا وهي مش بتخلف ورايح جاي تدفع فلوس على الدكاترة هنا وهناك وعمليات ومش عمليات وبعد كل دا تقول أنا مفيش حاجة! امال مخلفتش ليه بقى طالما مفهاش حاجة؟
قولتلها وقولتلها إنك متجوز هند ست البنات كلها اللي مهنياك وخلتك تسيبها كل دا لوحدها وانها هتجبلك الابن اللي بتتمناه بقالك سنين.
هنا قال بهدوء:
أنتِ كدا مرتاحة؟
فقالت بابتسامة وصوت مليء بالهدوء:
جدًا.
إبتسم محمد بسخرية، هو يعلم الحقيقة لقد ظلموا جميعهم ورد وذلك الظلم سيرد اضعافه عند الوقت المناسب، لكن الان فليحاول الوصول إليها ثم ليحاول فعل اي شيء يقلل من فعلته الحمقاء تلك، لقد أعتاد وجودها في المنزل وشجارتهم المعتادة وصوت ضحكاتها العالية وأحاديثها الكثيرة، لقد عاش معاها سنوات واحبها قبلها لفترة كبيرة لهذا عليه ان يجدها.
حاول العديد من الأيام إلى أن قرر الذهاب إلى منزل اسرتها، ذلك المنزل الذي امتنع عن زيارته لفترة طويلة بعدما افتعل شجار ليس له أهمية وحينها اقسم بالأ يزوره مرة أخرى.. ها هو يذهب إليه الآن برأسًا منحنية وألم كبير داخل قلبه، لقد اشتاق كثيرًا لها، لطعامها، واسألتها المعتادة، لقصص الروايات الذي صرخ كثيرًا بها لكي تصمت وبعدم رغبته لسماع أحاديثها.
عندما وصل طرق الباب طرقة خفيفة ثم انتظر الاجابة، كان يشعر بأنه على وشك السقوط من دور مرتفع من كثرة التوتر الذي يشعر به، إلى ان فتح والدها الباب أخيرا فابتسم له إبتسامة ممزوجة ولكنها لا تعبر عن شيء إطلاقًا.
فقال بهدوء بلا نفس:
أدخل يا محمد.
_ أنا آسف لو ازعجتكم بس أنا عايز اشوف ورد.
نظر له بجمود قبل أن يقول:
أتفضل.
قام بدخول بتوتر وهو لا يدري من اين يبدأ:
ورد عايزة تتطلق.
كانت أول جملة ينطقها والدها من وقت ما دخلت، نزلت عليا صدمة وأنا ببصله بذهول:
متأكد؟
_ هي فعلًا عايزة تتطلق بس للأسف أنا مضطر أستنى.
_ تستنى اي؟
هنا قاطعتهم ورد وهي تقول بشجن:
نستنى فترة، بس أنا عند قراري أنا هطلق وهفضل هنا عند أهلي.
نظر بعدم فهم:
طب ليه؟
صرخت ورد:
عشان أنا حامل يا محمد حامل، المعيوبة اللي قعدت سنين مش بتخلف طلعت حامل فجأة وهي بتقرر تتطلق.
ضحكت بصوت عالي ودموعها بتنزل:
ربنا ردلك اللي عملته يا محمد، ربنا بيردهولك.. أنت مخلفتش لسا من هند وأديني اهو حامل!
وقفت ضحك:
ربنا رضاني! رغم اني حاليًا مش طيقاك إلا إنه رضاني أوي، أبقى قول لوالدتك إن ربنا اثبت إني مش معيوبة وهيرزقني قريب بطفل صغير، الحمدلله.
ضحك محمد بسعادة:
بجد؟ دي فرصة لينا يا ورد، وكمان أنتِ وحشتيني اوي.
قاطعته ورد:
أي بس يا محمد؟ أنت بترسم أحلام ياقظة ولا أي، فكر بعقلك.. أنا هطلق بعد ما أولد.
_ ورد اديني فرصة هعمل كل اللي عايزاه
قالت ورد بجمود:
اللي عايزاه متقدرش تعمله، لانك لو قدرت مكنش زمانا هنا دلوقتي.
_ عايزة أي وأنا هعمله.
قالت بهدوء:
عايزة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الورد الذابل)