رواية وجوه الحب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نور بشير
رواية وجوه الحب الجزء الثالث والثلاثون
رواية وجوه الحب البارت الثالث والثلاثون
رواية وجوه الحب الحلقة الثالثة والثلاثون
.كانت تجلس وتترأس مكتبها الذي أمر ” فـاضـل ” الـمُـحـامـي بتخصيصه لها بداخل مقر الشركة. وكان يجلس قبالها مدير أعمالها ” مـمـدوح ” يتحدثون ويتناقشون معًا حول أمور عدة تخُص العمل أو بالآحرىٰ بخصوص الصفقة الأخيرة التي سيطرحونها على أعضاء مجلس إدارة الشركة الذي سينعقد خلال ساعة من الآن. إلى أن هتف ” مـمـدوح ” بعدم تصديق لما سيحدث.
– الصفقة دي فرصة وفرصة مش هتتكرر ولو ظبطت معانا يبقا الشركة هتحط رجليها على أول سلمه صح ليها من تاني..
ثم أردف بعد ذلك بقلق واضح عندما تذكر أمر ” مُـراد ” وردة فعله عند سماعه لذلك الخبر.
– بس بالرغم من كده أنا خايف جدًا لـمُـراد يرفض العرض ده خصوصًا أن حضرتك المفروض تسافري مع مندوب مُوكل من الشريك التاني عشان تتمموا الصفقة دي ، ودي حاجة معتقدش أنهم ممكن يقبلوا بيها نهائي لأنها محصلتش في تاريخ إمبراطورية نـجـم الـديـن أبدًا..
” أصـالـة ” بثقة وثبات وهي تهتز في مقعدها بعدم إكتراث وكأنها مُستمتعه بكل ما يحدث حولها.
– أولًا أنت قولت بنفسك دي فرصة ومكسب كبير للشركة..
ثانيًا لولا الصداقة اللي بتربطني بـيـوچـيـن مكنتش الشركة قدرت تحصل على عرض زيّ ده وأنت فاهم قصدي كويس يا مـمـدوح..
بلس أن سفري أنا أو غيري لحد عندهم مش حاجة كبيرة في ظل الأوضاع اللي بنمر بيها ومعتقدش أنه هيقلل مننا في شئ لأن بالنسبة لينا ده عرض مكُناش نحلم بيه في الفترة دي وهيبقا كويس جدًا لو الـ Board قدر يفهم الكلام ده ويقدر الموقف اللي محطوطين فيه لأن ده هيساعدنا كتير في تخطي الأزمة..
ثم أضافت بحماس وحرص شديد لإستكمال خطتها الإستراتيجية لمقاومة أوضاع الشركة على أفضل وجه.
– المهم دلوقتي يا مـمـدوح عيزاك تجمع كل الـ Details وتحطها في Sheet واحد ويتوزع على كل الـ Board قبل الإجتماع عشان يلحقوا يراجعوه ولو حد عنده أي سؤال أو إستفسار نتناقش فيه في الـ Meeting..
” مـمـدوح ” بطاعة وهو يُدون كل ملاحظاتها التي تملؤها عليه.
– في أي حاجة تانية حضرتك تحبي تضفيها..؟!
” أصـالـة ” بثقة ونبرة جادة.
– ميرسي جدًا يا مـمـدوح تقدر تتفضل دلوقتي بس من فضلك خليهم يبعتوا ليا القهوة عشان أفوق قبل الـ Meeting..
” مـمـدوح ” بترحاب شديد.
– تحت أمرك يا مدام..!
عن إذنك..! وما أن إستدار بجسده للرحيل حتى فزع في مكانه عندما أستمع إلى إرتطام الباب بعنف في الحائط وهب منه كالبركان المُنفجر والمُتوهج بقوة وكأنه ثور في أوج لحظات ثورته و ” أصـالـة ” لم تهتز لها شعره وهي لاتزال على وضعيتها تتأرجح بمقعدها بكل بلاده ولامبالاة يمينًا ويسارًا حتى صاح بها في صراخ ونبرة عالية مُعنفه يملؤها الغيظ.
– أنتي مفكره نفسك مين عشان تاخدي قرارات مهمة زيّ دي في شركتي من غير علمي..؟!
أوعي تكوني نسيتي نفسك وتسيبي شيطانك يصورلك أنك هتسوقي كل حاجة هنا لوحدك..
لأاااااااا يا هانم فوقي لنفسك وأعرفي حدودك هنا كويس..؟!
” أصـالـة ” ببلاده شديدة وهي تبتسم له إبتسامة بارده تُحاول إحراقه أكثر وحقن دمائه من خلالها.
– تؤ تؤ تؤ تؤ..
صوتك يا مُـراد بيه الموظفين يقولوا علينا إيه أومااااال..
ده مش أسلوب لحل مشاكلنا إحنا ناس كبيرة ومُتحضره..؟!
وبعدين هو مش من الذوق برضو نخبط على الباب قبل ما ندخل ولا هي سويقة..؟!
ثم أضافت بعدم إكتراث وهي تعود لتولي إهتمامها إلى ” مـمـدوح ” الواقف مُنصدم لا يقوىٰ على الحركة.
– روح أنت يا مـمـدوح أعمل اللي طلبته منك يلااااااا..!
فأطاعها الأخير على الفور وذهب خارجًا من الغرفة ليُنجز ما أمرته به منذ لحظات تاركًا ” مُـراد ” يحترق في مكانه حتى كاد أن يشتم لرائحة إحتراقه عن بُعد. وبعدما تأكد من خروجه صاح بها مُجددًا بغضب وشرر يتطاير من عيناه.
– لو فكرة إن بحركاتك دي هتقدري تستولي على كل حاجة وتبقي الكل في الكل وأنا هقف أتفرج يبقا أنتي لسه متعرفيش مين هو مُـراد نـجـم الـديـن..؟!
” أصـالـة ” وهي تضع ساق على الآخرىٰ بغرور وثقة يلبقان لها جيدًا ويداها مُشبكان بعضهم ببعض أمام صدرها وتابعت بإستفزاز شديد.
– يا حراااااام أنت لسه عايش في وهم إمبراطورية نـجـم الـديـن العظيمة..؟!
كان فين مُـراد نـجـم الـديـن والإمبراطورية دي بتنهار..؟!
شكلك نسيت أن اللي باقي منها يا دوب إسم والإسم ده حتى مبقتش تملُكه وبقا تحت سيطرتي أنا دلوقتي..
” مُـراد ” وعيناه أصبحت غائمة وهو يضرب بيديه سطح المكتب بغضب وإحتراق حقيقي.
– إلزمي حدودك وأعرفي كويس أنتي بتقولي إيه أحسنلك ، ولو فاكرة أنك هتقدري تستغلي الموقف وتلوي دراعي بحجة أن صباعي تحت ضرسك تبقي غلطانة..
أنا أكسر دراعي بنفسي ولا أني أستنىٰ على واحدة زيّك تلويه..
” أصـالـة ” وهي تهب واقفة ضاربه بيديها سطح المكتب بقوة لتُصبح في مواجهته بشراسة لم تعتادها يومًا وكأنها قطة مُفترسة أو كما نعتقدها هكذا.
– أهي الواحدة اللي زييّ دي هي اللي حرقاك أوي كده ومخلياك زيّ المجنون مش عارف لا تحير ولا تدير..!
ثم تابعت بفحيح أفعىٰ ونبرة قوية إلا أنها هادئة ، مُميته.
– أنت مش بس صباعك تحت ضرسي..!
تؤ..! إفتعلتهت وهي تحرك أنفها بحركة عمدت إلى إغاظته من خلالها.
– أنت كلك على بعضك دلوقتي تحت ضرسي..!
لو نسيت فالمقامات دلوقتي أتغيرت والضعيف بقا هو مركز القوة ، والقوي بقا أضعف من حتة الورقة المحروقة اللي الريح قادر يبلعها في ثانية..
” مُـراد ” وهو ينظر إليها بغضب نظرات ثاقبة وتابع بنبرة مُتوعده.
– لو فاكره أن بكلامك ده هتقدري تستفزيني وتخرجي أسوء ما فيا تبقي فاهمة غلط ومتعرفيش حاجة ، لأن القوي هو اللي يقدر يثبت نفسه لحد الآخر مش كبيره يبعبع بكلمتين كده وخلاص..
” أصـالـة ” بإبتسامة سخرية.
– شوف مين اللي بيتكلم ههه..؟!
ثم إنك مش مُضطر تخرج أسوء ما فيك لأن أنت في نظري أسوء شخص في الدُنيا دي كلها..
” مُـراد ” بنظرات ثاقبة ونبرة قوية ذات مغزىٰ.
– ولما أنا وحش أوي كده في نظرك ، سايبة الدُنيا كلها ليه وجاية لحد عندي..؟!
” أصـالـة ” وهي تستدير إليه بحيث أصبحت واقفة في مواجهته وجهًا لوجه تنظر له نظرات عجز عن إيجاد معنىٰ لها.
– تقدر تسميها نوع من الشفقة أو يمكن نوع من أنواع الإستشفاء الداخلي..
فتابعت وهي تنظر بداخل عيناه بقوة وثقوب نظرات صقر جارحه.
– كان في مقولة للشيخ الشعراوي بتقول ؛ لا يموت ظالمًا في الدُنيا حتىٰ ينتقم اللّٰه منه ، ومن تمام إنتقام اللّٰه إن اللي ظلمه يشوفه بعنيه عشان يشفي نفسه..! نطقت بها بتجبر وهي تؤشر بيديها على مُنتصف صدرها بقوة ومن ثم تابعت بصلابة لم تعتادها معه كثيرًا ونظرات أصبحت غائمة.
– وأنت مش بس ظالم أنت جبروووووت..!
لا يعلم كيف رجف قلبه وبشدة فجأة على أثر حديثها المُفاجئ له. يشعر وكأن روحه قد أنقبضت للحظة وأنقطعت أنفاسه لثوانٍ وهو عاجز عن الرد أو الحديث بنصف كلمة. يشعر وكأن هناك أحد قد قام بإبلاعه لسانه حتى لا يقوىٰ على الحديث ثانيًا إلا أنه تغاضىٰ وتجاهل مشاعره بالكامل وتابع بسخرية واضحة في حديثه وعلى تقاسيم وجهه.
– ههههه غريبة الدُنيا دي..؟!
مش بس بتغير المقامات دي كمان بتعلم البني آدم إزاي يبقا بجح وعنيه واسعة..
لأااااا وبتعلمه يمثل دور الشرف والإخلاق وإزاي يكدب الكدبة ويصدقها..؟!
” أصـالـة ” وهي تعود للإمساك بذمام الأمور من جديد.
– مش بس كده دي كمان بتعلم الجاني إزاي يعيش دور الضحية ويكمل فيه..؟!
فعلًا دُنيا غريبة وفيها العجب..
ثم أضافت بقوة وحزم.
– سيبك من كل ده دلوقتي عشان مبقاش يأكل عيش وقولي من الآخر أنت عايز إيه..؟!
وإيه سبب إقتحامك مكتبي بالهمجية دي ومن غير إستئذان..؟!
” مُـراد ” بغيظ وهو يحاول مُجارتها في الحديث ليأتي بنهايتها معه.
– ولو إنك عارفة كويس وبتستعبطي بس أوكية هعرفك عشان متعمليش فيها ملاك وتطولي في دور البراءة كتير..!
فأكمل حديثه بحزم وهو يستعرض لقوته وفرض سيطرته التي يعهدها دومًا.
– صفقة اليونان دي تشيليها من دماغك تمامًا عشان الصفقة دي مش هتم ولو تمت فهتم بشروطي وسياستي أنا..؟!
أمااااا بقا لو هما مُتمسكين بالصفقة دي أوي يبقا هما اللي يجوا لحد عندنا مش إحنا اللي نروح ليهم..
” أصـالـة ” بسخرية وإستفزاز.
– مش قولتلك أنت لسه عايش في وهم إمبراطورية نـجـم الـديـن ومش عارف تخرج منه..
الكلام اللي أنت بتقوله ده كان ممكن يحصل لو كانت الإمبراطورية اللي أنت طالع بيها السما وفارض بيها صدرك أوي دي لسه محافظة على الـ Stability بتاعتها..
لكن شركتك وإسمك كل ده بقاااا في الأرض والمثل بيقول اللي عايز الحكيم يدور عليه وشحنة البطاطس كده كده بينا أو من غيرنا هيستوردوها من مـصـر لأن التُجار كتير في السوق وكلهم يتمنوا بس إشارة واحدة من شركة داروين اللي أنا وأنت عارفين كويس هي سيطها مسمع إزاي في العالم كله وأي حد بس يتمنىٰ الشغل معاهم..
” مُـراد ” وهو يعلم حقًا صدق ما تتفوه به إلا أنه لازال يُكابر بالحديث معها.
– ولو شركة نـجـم الـديـن عُمرها ما تدلل على شغلها واللي في دماغك ده مش هيحصل أبدًا..
” أصـالـة ” بإستفزاز أكبر وضحكة سمجه.
– هيحصل يا بيبي وهيبقا شكلك وحش أوووووي صدقني..!
وبعدين ما أنت عملتها قبل كده ووافقت على صفقة خسرانة فرز تالت ورابع يعني مش هتيجي أكبر من دي ههههه..! قالتها بسخرية وإستهزاء واضحان بكلامتها ونبرتها جيدًا. ثم أضافت بسخرية أكبر عندما تذكرت كلماته السابقة.
– وبعدين سياسة إيه اللي أنت عايز الصفقة تمشي بيها على هواك..، هو أنت لو كان عندك سياسة كان هيبقا ده حال الشركة..
أنت عايزه تخرب من أولها ولا إيه يا بيبي..؟!
” مُـراد ” بغضب وعيناه تحتقن الدماء بها حتى كادت أن تخرج نيران من بؤرتها.
– قولتلك أحفظي حدودك وخدي بالك من لسانك كويس ومتنسيش أنك هنا مُجرد أداةلحد ما يخلص الغرض منها وتنتهي صلاحيتها وقتها هتخرجي من الشركة دي قفاكي يقمر عيش..!
” أصـالـة ” بإستفزاز واضح على تعبيرات وجهه.
– أوكية متفقين..
يبقا كل حاجة هتمشي على هوايا وبمزاجي طول الفترة اللي هقضيها هنا واللي مش عاجبه يتفضل هو الباب يفوت جمال مش جمل واحد..!
ثم تابعت بتحدي.
– أما بالنسبة للصفقة فهتم هتم يا بيبي وأنت كمان اللي هتروح لحد عندهم عشان تتممها..؟!
” مُـراد ” بغضب والشرر يتطاير من عيناه.
– ده لوي دراع بقاااااا..؟!
” أصـالـة ” ببلاده ولامبالاة.
– سميها زيّ ما تسميها المهم عندي مصلحة شُغلي وبس..
وعلى ما أعتقد إحنا الأتنين بيربطنا هدف واحد ولا أنت إيه رائيك..؟!
” مُـراد ” وهو يُطالعها بقوة.
– أنا موافق أعمل أي حاجة عشان أخلص من الشبكة الهباب دي بس مش معنىٰ كده أن أي قرار هتاخديه هيبقا أمر واقع مُسلم بيه أنتي فاهمة..؟!
ومن ثم تفوه بنبرة ذات مغزىٰ.
– ويعالم هتسافري تعملي إيه هناك من ورانا..؟!
” أصـالـة ” وهي تعلم المغزىٰ من حديثه جيدًا إلى أنها عمدت إلى إشعاله أكثر فأكثر وهي تضم يديها إلى صدرها ببلاده.
– القرارات اللي باخدها كلها مصيريه ومهمة بتصب في مصلحة شغلي ولو تحب تحضر السفرية معايا It’s No Problem عشان تبقا مطمن على شركتك برضو..
” مُـراد ” بنبرة ذات مغزىٰ وتعنُد.
– أوووووي أوووي مفيش مُشكلة..
بس يهمني قبل كده أعرف كل التفاصيل الخاصة بالصفقة حتى لو كانت مُهمشة مش هتضيف ليّ جديد..
” أصـالـة ” بعملية شديدة وإبتسامتها السمجه لاتزال مرسومه بإحترافية على محياها.
– معنديش أي مُشكلة فده وزمان الـ Sheet اللي فيه كل الـ Details على مكتبك دلوقتي مستنيك تراجعه وتدون الـ Notes بتاعتك عشان نناقشها في الـ Meeting..
ثم هتفت بنبرة حاولت إشعال نيرانه بها مُجددًا.
– أما بالنسبة لـيـوچـيـن فهو Gentleman و Decent جدًا وبتربطني بيه صداقة قوية من سنين ولولا صداقتنا الشركة مكنتش حصلت على العرض ده دلوقتي..
فأكملت بإبتسامة بارده ونبرة مُميته.
– وبما أنك وقفت أخيرًا فهقدر أقولك دلوقتي أن الصفقة دي هي الضمان ليك عشان تخلص مني في أسرع وقت مُمكن وشركتك ترجعلك من تاني..!
” مُـراد ” بسخرية وغيرة باطنة.
– ضمان ليا ولا ضمان لإستمرار علاقتك مع حبيب القلب اليوناني..؟!
” أصـالـة ” وهي تستشعر غيرته جيدًا وتابعت ببلاده وهي تعمد إلى إستفزازه أكثر بتلذذ شديد.
– أولًا علاقتي بـيـوچـيـن أنت ملكش دعوة بيها..
ثانيًا حتى لو كان ده هدفي فإيه اللي يمنع أني أشتغل وأعزز علاقاتي بالناس..
ثم أضافت وهي تُخبره بموعد الرحيل.
– متنساش تحضر نفسك عشان هنسافر بكرا الضهر..!
” مُـراد ” بغضب وغيرة تطلق من عيناه.
– للدرجة دي متشوقه ومش قادره تصبري عشان تشوفيه وعايزه تسافريله في أسرع وقت..؟!
” أصـالـة ” وهي تقترب منه بغنج ودلال مُحيطة بيديها عنقه بإغواء.
– أنت بتغير عليا يا بيبي..؟!
فتصلب جسده في أقل من الثانية بمُجرد إحاطتها بعنقه وما كاد أن يستوعب صدمته بفعلتها وتقربها الشديد منه بل شبه إحتضانها له حتى أنفتح الباب على مصرعيه وأطلت منه ” شـهـيـرة ” زوجته التي رأتهم في وضعيتهم تلك لكنها أنصدمت وتصنمت في موضعها من هول ما رأت.
وللحديث بقية..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)