رواية وهبني القدر بدراً الفصل الأول 1 بقلم نسمة مالك
رواية وهبني القدر بدراً الفصل الأول 1 بقلم نسمة مالك |
رواية وهبني القدر بدراً الفصل الأول 1 بقلم نسمة مالك
.. اقتحمت شمس نهار جديد غرفة أبطالنا معلنه عن بدأ يوماً مليء بالأحداث..
“هبه”..
لم تغمض عينيها طيلة الليل..ملتزمه فراشها ،وملتزمه الصمت كعادتها..
تحدق بسقف الغرفه والكثير من الأسئله تدور بخاطرها..
لماذا أميل لمن جرحني وتسبب بألم حاد بقلبي لم ولن يتوقف نزيفه حتي بعد مرور سنوات طويله؟!..
بل و الأكثر من هذا إني أشتاق لذلك الألم!.. ربما لأنني تأقلمت عليه، وأصبح جزء كبير من حياتي البائسه؟!.. ام لأنني لم يمر بدربي شخص مشاعره صداقه، وخالص بحبه ليِ من قبل..
وبعدما شاء القدر ووهبني ذلك الشخص هل يستطيع ان يمحي تلك الوخزات المؤلمة التي تجعل قلبي يصرخ من شدة ألمه؟..
أطبقت جفنيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها ببطء، وفتحت عينيها ليظهر مدي كسرة قلبها وحزنها الشديد، ورغم كل هذا اعتلت ملامحها شبه ابتسامه ساخره حين تردد بأذنها أسم “سيف” معذبها الذي منذ خروجه من سجنه لم يتوقف عن محاولاته حتي ترضي عنه وتعود له..
انتفض قلبها انتفاضه لم تستطيع تفسيرها هل هي خوف، كرهه..
أم مازال هناك بعض الحب تكنه له بقاع قلبها الذي لم تشفي جراحه بعد؟!..
غادرت فراشها بتكاسل، وسارت بخطوات متثاقله نحو المرآه وقفت أمامها تنظر لهيئتها المزريه..
فقد خسرت الكثير من الوزن، وجهها انطفئ رونقه وأصبح دائماً شاحب، والهالات السوداء ظاهره بوضوح أسفل عينيها الجميله رغم حزنها..
رفعت يدها وفكت عقدة شعرها الذي أصبح ضعيف،ومجهد ويتساقط بكثره حتي دون تمشيطه..
غزت عبراتها عينيها واغرقت وجهها وهي تحدث نفسها بدهشه..
“هتتجوز فيا ايه يا بدر؟!.. انا بقيت بقايا ست، ومعنديش حاجه اقدمهالك”..
صوت طرقات على باب الغرفه يليها صوت “نجوى” والدتها تقول بلهفه..
“هبه.. انتي لسه نايمه يا عروسه ولا ايه؟” ..
مسحت دموعها سريعاً، ورسمت ابتسامه على محياها، وقالت بصوت مرتجف..
“ادخلي يا ماما انا صاحيه”..
فتحت” نجوى” الباب، وخطت للداخل بفرحه ظاهره على وجهها، واقتربت من “هبه” وضمتها بحب متمتمه..
” مبروك يا بنتي.. ربنا يجعلك “بدر” اسم على مسمي، ويكون عوض ليكي عن كل اللي شوفتيه في حياتك”..
ابتعدت عنها قليلاً ونظرت لها، وتابعت ببوادر بكاء..
“ويعوضك حتي عني وعن قسوتي عليكي في يوم من الأيام يا هبه”..
“مافيش حاجه في الدنيا تعوضني عنك انتي وبابا وحبيبه اختي يا ماما”..
أردفت بها “هبه” بلهفه، وهي تقبل يدها بعمق مكمله..
” ربنا ميحرمنيش منك أبداً يا حبيبتي”..
رسمت “نجوي” الجديه على ملامحها، وتحدثت بغضب مصطنع قائله..
“يله يا بت أدخلي خدي دش وتعالي علشان افطرك قبل ما اختك تيجي توديكي الكوافير.. انا مش فاضيه للرغي دا، ورايا حاجات كتير عايزه أعملها”..
أنهت جملتها وسارت لخارج الغرفه ساحبه هبه بيدها حتي وصلت بها للحمام.. دفعتها برفق،واغلقت الباب مكمله..
“انا جهزتلك غيارك في الحمام خلصي واخرجي أوام على ما اصحي أبوكي علشان يفطر معاكي”..
استندت “هبه” بظهرها على الحائط، ونظرت للفراغ بشرود، وبذهول همست..
“معقول انا هتجوز تاني، وابقي لراجل غيرك يا سيف؟!”..
شهقت بقوه، وقفزت بفزع حين استمعت لرنين جرس الباب، وطرقات قويه بنفس الوقت، وصوت”سيف” المتحشرج بالبكاء يصرخ قائلاً بتوسل..
” افتحي يا هبه..افتحي كلميني..افتحي أبوس أيدك ما تسبيني”..
…………………………
“بدر”..
فتح عينيه التي تشع فرحه، وسعاده، وأمسك هاتفه وأرسل رسالته اليوميه لمن امتلكت قلبه منذ الوهله الأولى التي رآها بها..
“صباحك ورد وريحان ونسايم من جنه الرحمن يا أحلى وأجمل هبه في الدنيا”..
أنهى رسالته، وفتح صوره لها على هاتفه، وظل يتأملها بابتسامه هائمه غافلاً عن والده “احمد” الذي طرق على باب الغرفه وخطي للداخل ووقف يتابعه بنظرات منذهله..
“بقيت نحنوح أوي يا واد يا بدر من ساعة ما حبيت”..
قالها” أحمد” بنبره مرحه وهو يسير نحو باب الشرفه وفتحه على مصرعيه مكملاً ..
“صباح الخير ياواد يا عريس”..
قهقه “بدر” بصوته كله، وبعتاب قال..
“بقي انا نحنوح يا أبو بدر؟”..
اقترب منه “أحمد” وجلس بجواره على الفراش، ونظر له وتحدث بتساؤل قائلاً..
“انت حبيت ايه في هبه دي يا ابني؟.. أعذرني في سؤالي دا بس انا ليا غرض منه”..
أخذ “بدر” نفس عميق، ونظر لوالده وتحدث بابتسامه عاشقه تزين محياه..
“هتصدقني يا أبو بدر لو قولتلك أني حبيت كل حاجه فيها حتي حزنها.. اللي بتمني من ربنا انه يتحول لفرحه على أيدي، وتتخيل كمان أني لحد الآن مقولتلهاش انا بحبك يا هبه”..
ربت” احمد” على كتفه، وتحدث بتعقل قائلاً..
” انت فعلاً مقولتش.. بس بتعمل بيها.. لان الحب يا ابني مش مجرد كلمه بتتقال، وغرضي من سؤالي ليك دا علشان عايز أقولك ان البنت دي أنا سألت عليها وعرفت انها قاست وتعبت في حياتها كتير،وربنا رزقها بيك علشان تعوضها عن كل اللي شافته يا بدر يا خيرة الشباب”..
جذبه لصدره وضمه بقوه مكملاً ببكاء من شدة فرحته..
“الف مبروك يا ابني”..
بادله ” بدر” عناقه بحب شديده مغمغماً..
” الله يبارك فيك يا بابا.. ربنا ما يحرمني منك ويديمك فوق رأسي”..
ابتعد فجأه عن حضنه جعل” احمد” حين ارتعد قلبه على حبيبته دون معرفة السبب..وأسرع بمغادرة الفراش وركض نحو ثيابه يرتديها على عجل أمام أعين والده المتسعه بذهول..
“بسم الله الرحمن الرحيم..في يا ايه واد انت.. مالك نطيت من حضني مره واحده ليه كده؟!”..
تبدلت ملامحه لغضب عارم، وبأنفاس متهدجه من شده غضبه اجابه وهو يركض نحو الخارج بعدما انتهي من ارتداء ثيابه..
“رايح ل هبه.. قلبي بيقولي فيها حاجه”..