رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي
رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي |
رواية الدبش اللي خطفت قلبي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نرمينا راضي
سرحت بعيونك لفين
ايوة انت جمبى وهعشلك سنين
وحياتى قرب علييا يا عمرى وعنييا
نعيش الحياه لو يومين♥
.. كانت قاعده في البلكونه اللي بتطل على بحر إسكندريه وموجه اللي يرد الروح..مالت براسها على سور البلكونه وهي بتردد كلمات أغنيتهم المفضله للمطرب عمرو مصطفى.. إبتسمت نصف إبتسامه خفيفه لما إفتكرت مقلب البسكوت اللي حطت فيه معجون السنان وإضطر ياكله عشان ميزعلهاش.. لمعت بعيونها لمعة إشتياق وحب لما إيده بتلسمها بشغف ويجمعهم نفس واحد.. ضحكت بصوت وهي بتفتكر خناقاتهم على ريموت التلفزيون وفي الأخر بيستسلم لرغبتها ويقعدها بين رجليه يتفرج معاها على سبيستون… دموعها نزلت لما إفتكرت قسوته معاها وضربه ليها من غير ميسمعلها.. إتنهدت بصعوبه وهي بتفتكر كل لحظه قضوها سوا.. وحشها.. وحشها بطريقه عاوزه تصرخ فيه وتقوله بكرهك.. بكرهك بس متبعدتش.. روحي بقت متعلقه بروحك…
الأغنيه خلصت.. أخدت الموبايل دخلت على الإستوديو بتتفرج على صورهم على كل لحظه حلوه عاشوها سوا من أول مدخل بيتهم وخطبها لغاية.. لغاية أخر صوره أخدوها وهي في حضنه على رجله بيتلذذ من من إيدها التورتايه اللي عملتها في رأس السنه.. قبل.. قبل متحصل المصيبه اللي بعدتها عن حضنه…
لحظه وإنتفضت بشهقه لما سمعت صوت وائل بيتنحنح
وائل: إحمممم القمر بيعمل إيه!… إيه ده إنتي فتحتي التليفون
يمنى: منا شيلت الخط منه… كنت بلعب اي حاجه تسليني بدل الملل ده
شدّ كرسي وقعد قصادها
—وحشك!؟
حاولت تكتم دموعها بس نزلت غصب عنها..
—أووي.. وحشني أووي.. عدا أربع أيام مشفهوش.. من وقت ماحبسني في الأوضه الساعه عشره ونص بالليل لحد إنهارده الساعه سته المغرب مشفهوش..واحد وتسعين ساعه وتلاتين دقيقه مشفهوش.. عارف..حاسه إنهم سنين.. ريحته وحشتني.. تعرف ياوائل أنا مش مكسوفه وأنا بتكلم مع أخويا في الكلام ده بس حقيقي وحشني النفس اللي بيتنفسه.. مكنش بيخليني أنام على المخده ابداً.. دراعه كان مخدتي وحضنه سريري.. هو حنين.. حنين بشكل يخليك تقول إن الدنيا لسه بخير.. بس.. بس العيب الوحيد اللي فيه إنه متسرع وعصبي… لكن قلبي رايده.. ومحدش فينا ليه على قلبه سلطان..
—مش عارف اقلك إيه.. بس فعلاً محدش فينا ليه على قلبه سلطان…… ااه صحيح.. باسم كلمني
—بجد!! طب وقالك إيه!! كان عاوز إيه!!
—كان بيسأل لقيتك ولا لأ.. قلتله إن ميجبش سيره لأبويا ولا أمي عشان أنا معرفتهمش حاجه عشان تعب بابا وكده.. قالي ماشي
يمنى بإرتباك: طب.. طب مجبش سيرة عمر
وائل بخبث: أسكتيييي مش عمر بيدور على عروسه
إنتفضت من مكانها وهي بتزعق وتلوح بإيدها زي المجانين
— جتك عِرسه لما تخنقك إنت وهووو.. وعهد الله لاأفجر قنبله فيه
وقع من الكرسي اللي كان قاعد عليه وهو ميت من الضحك
—هههههه قنبله مره واحد.. ههههه إنتي تبع دااعش ولاإيه.. هههههه من شويه كان فيه واحده بتقول دراعه مخدتي.. الله يرحمها المخده كانت حونينه ههههه
نزلت عليه شديته من شعره وهي بتقول..والله لاأوريكم..رجاله عااوزه الحرق….راح ماسكها من شعرها هو كمان وهو مش قادر يبطل ضحك
—سيبي وأنا أسيب
—والله منا سايبه غير إما تقول الحقيقه
—هههه هبله والله…يابت بهزر وربنا..سيبي بقاا ابو شكلك
—مش هسيب يااوائل…غير إما تقولي زفت الطين مااله
—وماله لو ليله توهنا بعيد وسيبنا كل الناس هع هع
سابت شعره وفضلت تضرب فيه بالمخده وهي بتقول
—إنت بتهزر كماان..والله إنت باارد..ودنيا بتاعتك دي لو بصتلك تبقاا هبله
جاب مخده هو كمان وبيضربها بيها أكنهم في حرب مخدات ????
—متجبيش سيرة دنياا على لسانك
بتطلع لسانها وهي بتتعوج عليه
متجبيش سيرة دنيا تاني على لسانك نينينينيني
عدا عليهم نص ساعه وهما مستمرين في العند قصاد بعض لحد مبهدلوا الشقه خالص وطلعوا اكياس المخدات برا وشقلبوا حال الصاله
وائل بدهشه وهو بيبص على منظر الشقه
شاادي لو شاف شقته كده هيحط علينا جااز ويولع فينا في ميدان عام
—لو قلت باسم قالك إيه عن عمر..هروق الشقه كلها
—قولي والله
—أقسم بالله
—لا قولي والله
—يابني إنت من يهود بني قريظه
—ههههه طب ريحيني وقولي والله هروقها..عشان إنتي مش سالكه
—كان نفسي أرد عليك اقولك هنلف الدنيا عن عن عن بس مزاجي مش رايق والله ياعسل…بس والله هروقها..إخلص قول يالا
—ياستي بيقول إن عمر نفسيته بقت صفر لابياكل ولابيشرب وبيدور عليكي في الشوارع زي المجنون
—احسن..عشان يعرف قيمتي كويس
شدها من شعرها براحه وهو بيقول
تعالي إما أقلك نكته بايخه قبل متبدأي ترويق…بيقولك مره حلاق إتنزنق عمل حمام كريم هقهقهقهق
ضحكت غصب عنها وهي بتمسك شعره…ورجعوا تاني لعادتهم الطفوليه..سيبي وأنا أسيب
وائل الصراحه مقالش الحقيقه..هو كان عارف إن عمر بيروح يومياً يقعد عند قبر أخوه وأبوه يقضي نص اليوم معاهم بعد مبيلف شوارع إسكندريه زي المجنون يدور على يمنى..ولأنه رجل أعمال مشهور فكان سهل أي حد يعرفه..لكن تعبه والسواد اللي تحت عينيه من عدم النوم وشكله المرهق..ساعد أن محدش يعرفه…وائل إضطر يكدب عشان عارف كويس رقة قلب أخته وإنها لو عرفت حاجه زي دي مش هتستنى لحظه وتروحله..بس هو كان عاوزها تصبر عليه كمان لحد ميستوي خالص…
******
في ڤيلا الرفاعي
كانت فاديه قاعده في الريسيبشن وحاطه إيدها على راسها بتندب حظها وبتعيط على عيالها..
—خلااص يافاديه..عملتي اللي إنتي عاوزاه..فرقتي عمر عن مراته وباسم عن نور ودمرتي جواز بنتك وجوزها..إرتحتي كده…عيالك إدمروا بسببك…وكسبتي إيه في الأخر…كسبتي إيه!!..ولاا حااجه…ولاحاجه يافاديه..بقيتي لوحدك..الكل سابك من عمايلك…اااه…ياترى إنت فين ياعمر..ياترى إنت فين يابني…ياارب..أنا والله مكسوفه منك ياارب من اللي عملته..بس عمر طيب متوجعش قلبه يارب..متوجعش قلبه وردله مراته…ياارب..أنا عارفه إن غلطاتي متتعدش..بس إنت كريم ..سامحني وإحميلي ولادي ياارب…فضلت تعيط وتدعي ربنا يسامحها..ثواني وسمعت صوت حد بيصرخ من الوجع..كان صوت ريناد واضح من الأوضه بتاعتها…جرت تفتح الباب..مكنش بينفتح عشان مقفول بالمفتاح من جوا
—ربنااد..رينااد..إفتحيلي ياحبيبتي.
كانت ماسكه بطنها من الوجع وبتعيط..سندت عالحيطه لحد ماوصلت للباب..فتحته بتعب ووقعت على الأرض…صرخت فاديه بخوف وهي بتوطي تشيلها تنيمها على السرير…مسحت على وشها بشوية مايه وهي بتضرب ضربات خفيفه بإيدها على وشها عشان تفوق..لحظات وفاقت بصرخه متألمه.ورجعت تمسك بطنها تاني بتألم ووجع شديد
—ريناااد..ماالك ياحبيبتي..حاسه باإيه!!
—بطنيي..بطني ياماما..مغص جاامد..وصدااع وحاسه إن عاوزه أجيب اللي في بااطني كله..مش قاادره..حاسه إن جسمي فيه حاجه غلط..
فاديه بشك وهي بتقوم تجيب التليفون تكلم دكتور نسا
—دي أعراض حمل
ريناد بفرح وتعب من المغص
—بجد!!! إنتي بتكلمي بجد ياماما
هزت راسها بسعاده
—إن شاء الله يابنتي..ربنا يفرحك يارب
طلعت فاديه تجيب التليفون تطلب دكتور…أما ريناد في عز وجعها كانت بتبتسم بسعاده وهي بتجيب التليفون من جنبها وتفتح الواتس تبعت فويس لحمزه
—حمزه..أناا تعباانه أووي..عدا أربع ايام وإنت مجتش..إنت قلت إنك يومين وتيجي..غصب عنها عيطت وهي بتبعت الفويس…حمزه أنا تعبانه اووي من غيرك..أرجوك تعالاا
…..
فاديه جت وهي بتقول أنا كلمت الدكتور زمانه جاي
—ماما..ممكن لو سمحتي تبعتي حد يجبلي إختبار حمل
—الدكتور جاي أهو ياحبيبتي وهيطمنك
—بس أنا محتاجاه..هعمل بيه حاجه
—هتعرفي جوزك؟
—ماما..لو سمحتي من غير مناقشه كتير..إبعتي حد من الخدم يجبلي إختبار
فاديه لاحظت إن ريناد لسه زعلانه منها..وبصراحه هي معاها حق..فمجادلتش معاها كتير وبالفعل بعتت تجبلها الإختبار..
دكتور النسا جه وكشف على ريناد وكانت النتيجه اللي خليتها طايره من الفرحه..إنها حامل فعلاً..
فاديه بسعاده: ألف مبرووك يارورو
ريناد بنصف إبتسامه: الله يبارك فيكي
…أخدت إختبار الحمل وسندت بتعب عالحيطه لأن المغص لسه عندها..دخلت الحمام وعملت الإختبار..رفعته في النور تتأكد أكتر..بالفعل الإختبار طلع إيجابي… مسحت العصا بتاعت الإختبار بمنديل وهي طايره من الفرحه.. جابت علبة هدايا صغيره لقتها في درج التسريحه بتاعها.. حطت فيها الإختبار وجابت ورقه قطعتها على شكل قلب وكتبت جواها
( مبروك.. ستصبح أباً لإثنين.. أنا وطفلك)
… اخدت العلبه وحطيتها تحت المخده اللي نايمه عليها.. ونامت وغطت نفسها وعادت لتألمها من الوجع.. عدا عليها نص ساعه وهي بتستعد إنه يجي ويعرف بحملها… رغم إنه شاف رسالتها ومردش عليها بس كانت متاكده ميه في الميه إنه هيجي…… وبالفعل سمعت صوته براا وهو بيقول لفاديه.. محتاج ابقى مع مراتي لوحدنا.. ياريت متدخليش..
دخل الأوضه وأول ماشافها نايمه بتعب والدموع متعلقه في رموشها الطويله.. جرى عليها بلهفه وهو بيمسك وشها وإيدها وجسمها بخوف يسألها
—ماالك.. فيكي إيه.. ليه باين عليكي التعب كده
ريناد بعياط شديد مصحوب بشهقات
—وحش.. تني… أووي… يا… بابا
حمزه بخوف اكتر من عياطها
—وإنتي كمان ياروح بابا.. خلااص ياريناد اناا اسف.. اناا عارف إن إتاخرت عليكي بس والله جاتلي مأموريه للقاهره… حقك عليا ياحبيبتي.. اناا اسف
مسحت دموعها وهي بتبص في عينيه بإرتباك وبتسأله
—هتاخدني لبيتنا صح!!.. مش هتسيبني هنا صح!
بيوطي على راسها يبوسها بحنيه وهو بيقول
—صح يابنوتي.. بابا خلااص مش هيسيب طفلته المدلله تبات بعيد عن حضنه تاني
بتبص للمسدس في جيبه
—هو إنت جاي بالمسدس بتاعك ليه؟!
—علفكره أنا كنت في القسم واول ماشفت رسالتك ركبت عربيتي وجتلك علطول.. وحشتيني اووي ياروحي
—حمزه إنت لسه زعلان مني!!
بيوطي على راسها يبوسها تاني
—لاا ياروح حمزه..بنتي غلطت وانا سامحتها ومتاكد إنها مش هتكرر الغلط ده تاني
وقفة رجاله هنا نعرفكم مين حمزه رأفت الشافعي ????
(طبعاً كلنا عارفين إنه متجوز ريناد..المقدم حمزه الشافعي.. عنده ٣٤ سنه..ايوه اكبر من ريناد ب ١٣ سنه..هي بالنسباله بنته وحبيبته وبيعتبرها طفلته مدللته..زي ماهي بتعتبره بالزبط ابوها وحبيبها وراجلها..هبقى انزلكم صورهم في بوست????)
—في حاجه مديقاني تحت المخده..ممكن تشوف هي إيه
بيشيل راسها برفق يسندها على دراعه وبيشوف اللي تحت المخده لقى العلبه اللي ريناد حطاها
حمزه—دي علبة هدايا!!
ريناد بخبث: بتاعة مين دي..طب إفتحها كده
بيفتحها لقى إختبار الحمل..تأمله لدقيقه بإندهاش..بيقرأ الورقه اللي ريناد كتبتها…بدون وعي منه بدأ يضحك بجنون وهو بيبص لريناد علشان تاكد على اللي في دماغه
هزت راسها بإبتسامه وهي بتتلمس وشه برقه…ايوه هتبقى أحسن بابي في الدنيا
نزل على وشها يبوس كل حته فيه بجنون ويبوس راسها وإيدها وهو بيضحك بسعاده ويقول..هبقى أب..هبقى أب يارينااد..هبقاا أب وأنا شعري بدأ يبيض
لفت إيدها على رقبته وهي بتداعب مناخيره برقه وتضحك
—بس أنا بعشق خصلاات شعرك البيضه دي
نزل عندها بطنها وهو بيرفعلها جاكيت البيچامه ويحط ودنه على بطنها ولسه بيضحك بجنون
—هو أناا ليه مش سامعه..هو مبيتحركش ليه
حطت إيدها على شعره وهي بتضحك
—لسه بدري..أول ماأبدأ في الرابع هيبدأ يتحرك حركات خفيفه
قرب من وشها وهو بيهمس قدام شفايفها
—أناا مبسووط اووي يارينااد..فرحان اووي إن طفلي هيبقا منك يابنوتي..وزي ماقلتي هبقى أب لإتنين..بس بقلك اييه..اناا عااوز دسته..فااهمه
—ههههه هااتلي مخلل خيار الأول
حمزه بضحك وهو بينزل على شفايفها يبوسها برقه
—اااه إبتديناا وحم بقاا
…..
فاديه كانت قاعده برا سامعه صوت ضحكهم..الفرحه كانت باينه على وشها وهي بتدعي إن ربنا يصلح الحال لعيالها التلاته..
**********
أما عند باسم ونور..
كان غرقان في سابع نومه، بعد ماشالت راسه براحه من على صدرها ونيمته على مخده وفردت الشاذلونج بتاع الكرسي وفردت رجله عليه براحه، جابت بطانيه غطيته بيها.. وقفت شويه تتأمل بحب ملامح وشه الوسيم والمرهقه.. دخلت للمطبخ تعمل الأكل المفضل بتاع باسم.. لأن من تعبه واضح إن مدخلش معدته أكل… طلعت المكرونه سلقتها وبعدين عملتها بصلصه كتير زي مابيحب وعملت البانيه… وراحت عشان تصحيه إتخضت لما لقيته واقف في وشها بيضحك بخبث
باسم: وحشتيني
نور بخجل وإرتباك.: أناا.. أناا عملت الأكل اللي بتحبه
شدّ إيدها برقه وهو بيوطي عليها يبوسها
—شكراً على وقوفك جنبي في عز تعبي
سحبت إيدها بخفه وخجل وهي بتقول
—تعبك راحه.. و.. ولازم أقف جنبك.. عشاان.. عشاان..
رجعت لورا كام خطوه لما لاحظت إنه بيقرب منها…. رجعت لورا خطوه كمان، كانت الحيطه وراها.. قرب منها أكتر لحد ماإنمحت المساحه اللي بينهم.. صوت نفسها ودقات قلبها اللي إندمجت مع دقات قلبه مشكله عزف موسيقي أجبره يوطي على شفايفها بهمس
—عشان إيه… عشان إيه يانوري
لفّت وشها الناحيه التانيه بإرتباك.. وهي بتزقه من صدره تبعده عنها… حط إيده على إيدها يمنعها من الحركه
—قولي عشان إيه وأنا ابعد
نور بإرتباك وخدود إتحولت لبركة دم
—عشان… عشان.. بحبك
رفع دقنها يغرق في لمعة عيونها.. همسه ليها خلاها ترتبك أكتر وهو بيقول
—وإيه كماان… وإيه كمان ياروحي
—و.. و.. وعشان.. مليش غيرك… إتنهدت بصعوبه وهو بيحط راسه على راسها
—بحبك ياباسم.. بحبك.. بحبك.. ولوفضلت اقولهالك كل ثانيه مش هزهق
على أخر لحظه بِعد عنها وهو بيتنفس بصعوبه
—وأنا بعشقك.. إنتي مش متخيله روعتك دلوقت. بس.. بس غصب عني لازم أسيطر على نفسي لحد.. لحد ماشهور عدتك تخلص وأكتب عليكي… ساعتها.. ساعتهاا مش هرحمك
وشها إحمر اكتر وهي بتحاول تهرب من قدامه.. حط إيده على الحيطه تاني يمنعها من الحركه وهو بيقول
—علفكره.. بحب أسمع كلمة بحبك منك وإنتي مكسوفه.. بيبقا ليها طعم تاني
—طب.. طب يلاا نااكل.. انا جعانه
باسم بضحك على خجلها
_ماشي.. بس بسرعه عشان رايح لعمر
—حااضر.. أنا خلصت.. هغرف بس….
خلصت الاكل وحطيته على السفره المتوسطه في الصاله الواسعه… بدأ ياكل بتلذذ كأنه مأكلش بقاله يومين وهو كذلك
أما هي فضلت تختلس النظرات من وقت للتاني بحب وتبتسم اكتر مع كل معلقه بياكلها وهو بيشكر في اكلها
.. خلص أكل وحمد ربنا وقبل مايقوم يغسل إيده سألته
—مش هتحكيلي إيه اللي حصل عندكم!؟
قعد تاني وبدأ يحكيلها كل حاجه تحت نظراتها المندهشه والحزينه…
—ودلوقتي عمر مش لاقي يمنى
نور بحزن واضح على علامات وشها:: أنا مش مصدقه اللي طنط فاديه بتعمله ده
باسم وهو بيقوم يغسل إيده
—ربنا يهديها وعمر يلاقي مراته… غسل إيده.. ونور شالت الاطباق ومسحت السفره
—أناا همشي انا بقى عشان عمر لوحده
—طب وإنت عارف مكانه
باسم وهو بيطلع من باب الشقه
—المكان الوحيد اللي بيروح عنده وهو زعلان التُرب
نور بإستغراب: التُرب!!
إبتسملها بحب عشان يطمنها
—بيروح يقعد عند بابا وعدي
إفتكرت أبوها عيونها دمعت وهي بتقول
—ااه.. الله يرحمهم
رجع تاني وطى على راسها يبوسها
—متزعليش.. إن شاء الله هبقى أخدك تزوري والدك
… بحبك… إقفلي على نفسك ومتفتحيش لأي حد
—حاضر.. لاإله إلا الله
—محمد رسول الله
********
بعد تسع ساعات من اليوم قضاها في اللف على كل مكان كانت بتحب تروحه في خطوبتهم..رجع تاني للمقابر،المكان الوحيد اللي كان حاسس بالونس فيه..عضلات جسمه بدأت بالهبوط.شعره كان منكوش وتحت عينيه إسود..ووشه باين عليه الإرهاق والتعب…كان بينام في عربيته لحد ماعضم جسمه وجعه بشده..نزل بطوله على الأرض اللي كانت مفروشه باوراق الشجر الصفرا والصبار المزروع جنب كل قبر..مع دخول الليل على التُرب إداها شكل مريب تقشعر ليه الأبدان…
سند بضهره على القبر اللي شبه الأوضه واللي مكتوب عليه إسم عيلته…بص للسما وهو بياخد نفسه بصعوبه وبيكلم ربنا
—أنا مليش غبرك ياارب..ساعدني الاقيها..وحشتني اووي..وحشتيني اووي يايمنتي..يارب تكوني بخير..يارب إنت الحافظ إحفظها يارب وردهالي سليمه….سكت شويه وهو ماسك ورقة شجر بيلعب فيها…دموعه نزلت وهو بيكلم عدي أخوه كأنه قاعد قصاده
—وإنت كماان..وإنت كمان وحشتني اووي ياعدي…عارف لو كنت عايش دلوقت مكنش حصل اللي حصل ده…موتك هو السبب اللي خلاني معتش قادر اتحكم في أعصابي..موتك ياعدي هو اللي اثر فياا..ايوه يمنى ردتلي روحي..بس لسه حاسس إن جزء مني إتاخد مع موتك ياخويا….ااه..اللهم لاإعتراض..إنت دلوقت في مكان أحسن……..عدت عليه دقايق وهو مستمر في كلامه مع اخوه كانه جنبه وبيادله الكلام
التُربي لمحه قاعد بيضحك شويه ويعيط شويه….قرب منه وهو بيسأله
—بجالي أربع ايام بشوفك هنا…
عمر مردش عليه ولا بصله حتى….التُربي قعد جنبه وبدأ يتكلم معاه بلهجته اللي تدل إنه صعيدي او ريفي
—أنا هنا بجالي اتنين وعشرين سنه…صاحب التُربه اللي إنت جاعد عندها دي يبجا من أغنى اغنياء مصر..وچنبيه مدفون عيل صغنن إكده..سمعت إنه مات غرجان…بتوع الدين بيجولوا إن اللي بيموتوا غرجانين بيبجوا شهدا….إنت إدعلهم بالرحمه..ربك كبير ياولدي ورحيم بعباده
عمر كان بيسمع وبس مكنش فيه حيل يرد
التُربي كمل كلامه وهو بيطبطب على ضهره بحنان أبوي
—محسوبك عبد التواب،بيجولولي ياابو محمد..عندي شاب جدك إكده من زينة الشباب،بس مسافر السعوديه..كان هينزل عشان يتچوز الشهر اللي چاي بس جفلوا المطار عشان الكارونهِ…سكت شويه…كمل كلامه بس بدموع وصوت مكسور..
—إبني بجاله سنتين مبيسألش عليا…مستعر مني عشان شغلانتي…ده انا ضهري إنكسر عشان أكبره….يلاا ربنا يهديه..أنا أهم حاچه عندي يبجا مبسوط….هِم ياولدي..جوم معايا بيت حداي الليله وبالمره ناكل لُجمه سوا ويبجا عيش وملح….لحظه وباسم جه..بص لعمر بدهشه من الحاله اللي وصلها واللي يبين إنه فعلاً مش قادر يعيش من غيرها..هو حاسس باللي أخوه حاسه..لإنه عاش في بُعد نور أسوأ ايام…
التُربي لباسم:إنت تعرفه؟
هز راسه وهو بيوطي على أخوه يقومه وعمر بيقوم معاه بتعب وقلة حيله…سنده وركبه العربيه
—هتلاقي ياعمر..هتلاقيها إن شاء الله
عمر إنفجر في العياط وكأنه كان كاتمه غصب عنه بوجود التُربي
—خاايف..خاايف أووي ياباسم..خايف يكون حصلها حاجه..ساعتها..ساعتها أناا ممكن اموت نفسي..وحشتني.وحشتني بطريقه متتوصفش…عاوز اخدها جواا حضني وأقفل عليها…اناا..أناا تعباان اووي من غيرهاا
ااااه..اااه يايمنى..كنت دايماً أستهزأ بالراجل اللي يعيط عشان واحده..لحد مإبتليت بالحب..انت مش فااهم يابااسم..يمنى بقت إدمان بالنسبالي..لحد الان مش مستوعب اللي عملته فيها…
باسم بحزن:إهدا والله وهتلاقيها…إنت عمرك ماكنت ضعيف بالشكل ده
—أنا ضعيف من غيرها ياباسم…ضعيف من غيرها وبستقوى بيها
—علفكره كلمت وائل وقال إنه لسه بيدور عليها..وقالي متجبش سيره لأهله عشان إنت عارف حماك عنده القلب وميستحملش حاجه زي دي
مسح دموعه وهو بينزل من العربيه بتاعت باسم ويركب عربيته…نزل وراه باسم وهو بيزعق فيه بخوف
—إنت راايح فيين..مينفعش تسوق بحالتك دي
عمر وهو بيشغل العربيه وبيتحرك
—لازم يعرفواا أكيد عارفين بيوت صحابها..ممحن تكون عند واحده من صحابها أو قرايبها
—يابني إنت كده بتزيد الطين بله
إتحرك عمر بالعربيه بسرعه كبيره لبيت يمنى وهو جواه حاسس إنه هيلاقيها وكأن ربنا إستجاب لدعوته
وصل لبيت يمنى..رن الجرس وفتح سلامه أبو يمنى
كانو قاعدين بيتعشوا عالطبليه هو وسناء..أول ماشاف عمر إستغرب من شكله في الأول وبعدين رحب بيه ودخله
سلامه: البيت نور بوجودك ياجوز بنتي ياغالي
سناء بشك وكأنها بدأت تتأكد من حاجه
—في حاجه ياعمر!؟
خد نفسه بصعوبه وحكالهم كل حاجه
سلامه بزعيق وغضب: بقاا أنا اللي أبوها عمري مامديت إيدي عليها تقوم إنت تكتفها وتحبسها في أوضه ضلمه..إنت إتجننت ياباشمهندس..أجوزك بنتي تقوم تعمل فيها كده
عمر بكسره وندم: نلاقيها بس وإعملوا فيا اللي إنتوا عاوزينه…أنا بعترف إني غلطان..بس دلوقت أنا جتلكم عشان ندور عليها
سناء بحزن وغيظ من عمر
—عارف لو مكنتش بعتبرك عيل من عيالي كنت عملت فيك إيه
—إعملوا فيا اللي تعملوه..بس بالله عليكم قولولي كل قرايبكم وصحابها مكانهم فين جايز ألاقيها عند حد منهم
سناء وهي بتجيب التليفون
—يمنى مع وائل
سلامه وعمر بدهشه وصوت واحد :إيييه!!
بصت لعمر بعتاب وحزن وهي بتقول
—فااكر إن مش حاسه بعيالي واللي بيحصلهم..أم حسن اللي بتشتغل عندكم..كانت جارتنا في العماره اللي كنا ساكنين فيها قبل ماننقل هنا..قابلتها صدفه في المستشفى اللي بنتها كانت بتولد فيها كان عمك سلامه تعبانه وبنقيسله الضغط…وحكتلي على كل حاجه…منكرش إن قلبي كان ببتقطع على بنتي بس إطمنت عشان مع أخوها..ووائل ميتخافش عليه..وإضطريت أخبي على أبو وائل عشان التعب ميزدش عليه
سلامه بغضب:حسابك معايا بعدين إتصلي على الواد ده خليه يجيب أخته ويجي…بقاا أنا ولادي يروحوا يقعدوا في شقة واحد غريب وبيت أبوهم موجود..إتصلي عليه حالا..بس قوليله إن تعبان عشان يجي على ملا وشه ويمنى تيجي معاه من غير متحس بحاجه وساعتها لو طلبت الطلاق هطلقها من الصبح
إتجمعت الدموع في عين عمر تاني وهو بيقول بصوت مكسور: عمي..أنا راضي بأي حكم تحكمه عليا إلا إنك تبعدها عني..أنا غلطان وبعترف بغلطي..بس متبعدهاش عني بالله عليك
سلامه: بص ياعمر من يوم مادخلت البيت ده،وأنا إعتبرتك واحد مننا وعيل من عيالي..وسلمتك بنتي وأنا متأكد إنك هتصونها وتحافظ عليها..ورغم اللي عملته معاها وإن مفيش أب يسكت على الإهانه دي خصوصاً إنك بتتهم بنتي بالخيانه اللي هي من دمي معنى كده إني معرفتش أربي
—لااياعمي..والله ماقصدت..أناا حقيقي مك….
—إسمعني للأخر…حالتك دي بتقول إنك لابتنام ولابتاكل ولابتشرب..طبيعي ماإنت ظلمتها..والظالم اللي ضميره بيصحى لابيجيله نوم ولابيحس بطعم الدنيا..بس أنا عارف إنك بتحبي بنتي كويس،والمسامح كريم وربك بيسامح،فلازم عباده يسامحوا،لكن فيه حجات مينفعش يتغفر فيها،الحجات اللي بتكرر،والغلط المستمر….أنا يابني مش هدخل في علاقتكم..يمنى هتيجي وتاخدها وتقفلوا على نفسكم باب واللي تقول عليه بنتي هعمله،دي راحتها ودي حياتها وهي مش صغيره وليها عقل بيفكر،يعني لو طلبت الطلاق ،هتطلقها غصب عنك،ولو لسه عاوزاك يبقا تحمد ربنا على النعمه اللي في إيدك ومتفرطش فيها تاني،رغم إني عارف كويس إن بنتي طيبه وهتسامحك عشان بتحبك..
عمر بندم:وأنا والله أوعدك إن مش هزعلها تاني
سناء بتتصل على وائل
****
كانت قاعدها بتتفرج على التلفزيون ووائل كان ماسك كتاب في إيده تبع كلية صيدله بيزاكر فيه..سمع تليفونه بيرن
وائل بإرتباك:دي أمك
—طب رد ممكن يكون فيه حاجه
—ألوو.. أيووه ياماما
—أبوك تعب جاامد ياوائل..تعالا يبني بسرعه نوديه مستشفى
وائل بخوف على أبوه:طيب أنا جااي أهوو..قفل السكه وهو بيفتح الباب ينزل،كان لابس ترينج زي ترينجات اللي بيلبسها مصطفى عنبه كده ????…لسه هينزل..لقى يمنى حطت طرحه على شعرها وكانت لابسه بيچامه بيتي على شكل باندا
—إنتي رايحه فين
يمنى وهي بتزقه وتطلع وتقفل الباب
—رجلي على رجلك..أنا سمعت المكالمه
—مينفعش تيجي إفرضي عمر عرف مكانك
—يحصل اللي يحصل..أنا لازم أشوف بابا…وبعد عند كتير ومحايلات من وائل..نزلوا ركبوا تاكسي يوصلهم للبيت
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية الوقت المتبقي لي للكاتبة روزان مصطفى