رواية الخادمه هانم الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسى
رواية الخادمه هانم الجزء الخامس
رواية الخادمه هانم البارت الخامس
رواية الخادمه هانم الحلقة الخامسة
البنت دى موجوده هنا ليه؟ ضيق مدكور النمروسى عنيه، هو أدهم السلحدار بيلاعبنا؟
مهند بهمس، معتقدش يا بابا ان أدهم السلحدار يعرف حاجه عنها
__النمروسى وجود البنت دى هنا مش ممكن يكون من قبيل الصدفه
فى الوقت دا بالذات، ادهم السلحدار بيوجهلى رساله مستتره، ورقة ضغط تانيه بعد الصفقه الى انجزها من فتره قريبه، كل دا بسببك يا مهند، انت أقسمتلى ان البنت ماتت؟
يا والدى دا كان كلام الحراس، قالو انهم قتلوها وتخلصو من جثتها!!
نيره كانت لسه بتبص على الحفله، بالكاد كانت هتلف وتعود لغرفتها
لكن استوقفها صوت واحده من الضيوف بتتجادل مع رعد وادهم السلحدار وبنته
كان واضح إنها فتاه ليست مصريه، وجه افرنجى نقى خالى من الشوائب
ماكينة يقولب جسمها بدقه بريطانيه تامه شعرها يسبح فى الفراغ الامتناهى الملوث بذرات قش الأرز كغدير ايسلندى، تضع فى شعرها خصلة ريش بسيطه تبدو فيما تعلو انفها المعقوف وعينيها غير البارزتين وكأنها خصلة ريش على رأس طير
كان عنقها ومنكبيها تطلع جميعآ من سيل ثلجى من الموسلين، تجر ورائها معطف لا مثيل له وتستلفت سائر الرؤس
تصنتت نيره لحظه، قبل أن تدق السجاد بقدميها المنهكتين
أدهم السلحدار لما شافها، أبتسم، حلالة المشكلات وصلت، رعد بعصبيه شوفى يا نيره الانسه عايزه تشرب ايه؟ من الصبح عماله ترغى وانا مش فاهم منها حاجه
الفتاه التى تشبه نجمة البحر كانت تكرر
Dónde están los cuadros de Picasso?
نيره قالت
Picasso es un pintor genial, pero hijo de un adúltero liberado sexualmente, colocar sus cuadros aquí es muy inapropiado.
صمتت الفتاه وهى تعاين نيره بغضب واحتقار وقابلتها نيره بنظره متزمته متحدره من بقايا حضاره عظيمه مفنيه قبل
ان تطلق الفتاه ضحكه ارتجت لها جدران الفيلا
Hah ha
السلحدار بتوجس هى عايزه ايه يا نيره؟ وايه اللغه دى
كانت بتسأل عن لوحات بيكاسو يا ادهم بيه، متقلقش انا سيطرت على الوضع
مسكت نيره ايد البنت، والتقت أنامل فراشتين رقيقتين، وقالت Ven conmigo por favor
مشيت نيره وميلا الفتاه الاسبانيه إلى كانت حضرت مع رجل أعمال هولندى رفقة يارا للصاله الخلفيه
شاورت نيره بأيدها وقالت ل ميلا دى لوحة انسات افنيون
وتحتها كان موجود لوحة غرنيكا
انا مش بشكك فى تفرد بيكاسو لكن بصى هنا يا ميلا؟
واوا، قالت ميلا وهى بتعاين لوحة الطفل الباكى للرسام جيوفانى براغولين
مسحت عين ميلا الجدار بسرعه ومشيت خطوات وتوقفت أمام لوحة القبله لجوستاف كليمت المرسومه عام ١٩٠٨
رجل وامرأه يتعانقان بشكل غير مألوف بجسدين يشبهان مستطيل
القبله فى حدا ذاتها تفتح الشهيه
يارا بغيظ، طيب انا هسييكم واروح لصحابى وانتى خلى بالك من البنت دى يا يارا فاهمه؟
فاهمه
ميلا وهى بتتفرس نيره! معقول انتى خادمه ؟ أدركت ده من نبرة يارا السلطويه
نيره، ايوه خادمه فى الفيلا
عين مهند كانت بتابع ميلا ونيره من لحظة ما اتحركو للصاله الخلفيه
لما يارا غادرت لقى الفرصه سانحه للأقتراب من نيره وجس النبض
مشى لحد ما قرب منهم والتصق بيهم وخاطب نيره الى بصت عليه برهبه، من فضلك تابعو نقاشكم انا مهتم بالفن وعايز استمتع بالحوار اذا مكنش فيه مانع
نيره، لا مفيش أدنى مشكله حضرتك
مش هتسمعو صوتى متقلقيش قال مهند وهو بيعاين اللوحات وغارس اديه فى جيب بنطاله
على الناحيه اليمين من الرواق الجدار كله كان متغطى بلوحات اختارتها نيره بعنايه كانت فاكره انها ممكن تجذب الضيوف لمعاينتها
لوحة شروق الشمس لكلود مونيه ولوحة الأمواج العظيمه ل هوكوساى ١٨٢٧
شايفه يا ميلا هوكوساى رسم الأمواج ازاى؟ مخالب توشك على دهس ثلاثة قوارب
وهنا يا ميلا بصى دى مفخمة تيودور جير يكولت، قارب ميدوسا ، اللوحه العملاقه ٢٣ قدم، الرحله المنكوبه المستلهمه من مأساه حقيقيه لغرق فرقاطه فرنسيه وموت ما يقرب من ١٥٠ شخص ولم يتبقى سوى عشرة أفراد
مهند كان بيستمع بتركيز وبيحنى راسه كل شويه وبيبدى تفهمه لشرح نيره وكان بيعاينها بدقه بيحاول يشوف او يلاحظ اى تغير فى تصرفاتها يدل على أنها تعرفه
من لحظة ما قرب منها وهو كان منتظر صراخها واستنجادها بادهم السلحدار لكن توقعه كان صحيح
الشج فى خدها نتيجة مقاومتها واعتقاده انها فاقده للذاكره
وكل ما الوقت مضى شعر مهند بالراحه والسعاده هو مجرد شخص غريب زى اى شخص فى الفيلا على الأقل فى الوقت الحالى لان فقدان ذاكرة نيره مش هيستمر طول العمر لكنه هيمنحه الوقت الكافى لاستدراك فشله والتخلص منها مدى الحياه وكان بيناديها باسم نيره زى ميلا رغم انه عارف اسمها الحقيقى
عندما شعر بالطمأنيمه سابهم ومشى هو غير مهتم اطلاقآ بالفن والرسم وكل الهراء ده ويعده تفاهه، دماغه مليانه بالصفقات وحسابات البنوك والمصانع، الحاجات إلى من غير قيمه دى
كان يعدها ربش الدجاج الزيتى على لوحات قماشيه لأناس فاشلين فى الحياه، لقد مات كليمت ويوهانس فريمير صاحب لوحة الفتاه ذات القرط الثقيل او موناليزا الشرق لاعتمار الفتاه وشاح شرقى فقراء فهل نفعهم الفن؟
ديستوفيسكى كان فقير لا يكاد يجد طعامه رغم رواياته التى تطوف العالم كله
ان المهتمين بالآدب بالنسبه له بشر فاشلين يمتلكون وقت فراغ طويل لا يعرفون كيف يقضوه وليس لديهم ما يفعلونه
رعد كان منتبه لتحركات مهند وكان حاطط عينه عليه لما لمحو بعد عن نيره قرب منها وسألها ان كان الشخص دا ضايقها؟
نيره قالت بالعكس دا شخص لطيف مهتم بالفنون مش اكتر
لكن رعد فاهم مهند، حافظه زى كتاب مفتوح وعارف انه غير مبالى بالفنون القديمه زيه بالضبط
انهم من نفس الطينه وكل إلى يعنيهم دخل حسابهم كام فى البنك
وكان متحير ملجج البال مش قادر يحذر مهند بيفكر فى ايه
وسط شروده مهند قرب منه مهند وسلم عليه، انا مكنتش عارف يا رعد بيه ان عندكم خدامه ضليعه بالفنون، مهتمه باللوحات وفوق كل ده بتتكلم اسبانى كأنها اتولدت فى اشبيليه؟
مش غريبه دى خدامه بتتكلم اللغه الاسبانيه؟
رعد كان شاعر بالغرابه زيه واكتر لكن المهم بالنسبه ليه يعرف مهند بيحور عشان ايه؟
مهند بابتسامه بريئه مش ممكن يا رعد تتنازل لينا عن الخادمه دى لأن عندنا حفله قريبه وكنت طامح انها تبهر الضيوف زى ما حصل هنا
رعد شعر بالفخر، هو الى اكتشف نيره، هو الى احضرها الفيلا وكل حاجه بتحتفظ بيها داخلها بيعود ليه الفضل فيها
او انا ممكن اشغلها عندى فى القصر بتاعنا يا رعد، وخد بدالها يا سيدى عشر خادمات
دى هتكون خدمه مش هنساها ليك ابدا
رعد كان مقدر نبرة مهند إلى عمره ما طلب منه اى حاجه وكان دايما شايف نفسه افضل منه، أعلى درجه منه
وكان على وشك ينطق لكن والده شاورله من بعيد
قال لمهند انا مضطر انصرف واسيبك والدى أدهم بيه محتاجنى؟
مهند __ طيب فكر فى الموضوع متنسانيش؟
مشى رعد ناحيت والده منتشى بفكرة ان فيه حاجه واحده جمعته هو ومهند اخيرا لحد ما وصل والده
أدهم السلحدار ضغط على ايد رعد ابنه واتمشى معاه، الولد دا كان عايز منك ايه يا رعد
رعد ___ عايزنى اتنازله عن خدمات نيره، بيقول انه منبهر بيها محتاجها فى القصر عنده
وانت قولتله ايه يا رعد؟ كان أدهم السلحدار قلقان جدا أن رعد يكون وافق على العرض لانه ساعتها هيكون فى ورطه ومش هيقدر يتراجع عن وعد ابنه
رعد قال لسه مردتش عليه يا والدى
الحمد لله قال أدهم السلحدار وهو بيشدد على كل كلمه، نيره مش للبيع ولا يمكن اتنازل عنها، نيره مش عبده وكون انك جيبتها الفيلا ما يعنيش انك تملكها
رعد كان مستغرب من عصبية والده لكن أبدى تفهمه لكل كلمه قالها والده أدهم السلحدار
مهند وصل عند والدة وهمس اعتقد ان الوقت حان عشان نغادر الحفله يا بابا
مدكور النمروسى قاله وصلت لايه انا كنت شايفك واقف مع البنت
مهند بتلويحه بسيطه، فاقده للذاكره
مش فاكره حتى اسمها، متقلقش يا والدى انا هقضى عليها فى أقرب فرصه
النمروسى استأذن من أدهم السلحدار وغادر الحفله وكان بيفكر ومش مقتنع ابدا بكلام مهند ابنه
اسمع يا مهند انا مش مصدق ان البنت دى فقدة الذاكره دى لعبه من أدهم السلحدار وانا عارف هرد عليه ازاى واعرف اخليه يحط لسانه فى بقه
القصه بقلم اسماعيل موسى
بداء الضيوف يغادرو الحفله تباعا، ودعت نيره ميلا واتفقو انهم يكونو أصدقاء، ميلا وعدت نيره انها تبعتلها دعوه لزيارة أسبانيا وأنهم هيقومو بجوله فى ربوع بلدها الجميله
اول ما ميلا رحلت يارا قربت من نيره، انتى مقولتيش انك بتعرفى تتكلمى اسبانى ليه يا نيره؟
نيره مكنتش اعرف والله انا اكتشفت ده لما سمعت ميلا بتتكلم معاكم
انا مش ممكن أتعمد كده يا يارا هانم ابدا
يارا بابتسامه مخطوفه صحابى مندهشين أن عندنا خادمه بتتكلم لغات فى الفيلا ودارسه الفن القديم
تصورى بيحسدونى عليكى بيقولو انى مش ممكن ازهق من الكلام معاكى
عارفه يا نيره لولا الشجه إلى فى خدك دى انا كنت خدتك معايا النادى وكل مكان
مشيت يارا وسابت نيره حزينه مش عارفه تضحك او تبكى، متفهمه جدا أن محدش بيختار شكله او هيئته او طبقته وان ده مش ممكن يكون مفخره لشخص عن شخص أخر
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخادمه هانم)