روايات

رواية انسجام الفصل الأول 1 بقلم منة الله أيمن

رواية انسجام الفصل الأول 1 بقلم منة الله أيمن

رواية انسجام الجزء الأول

رواية انسجام البارت الأول

رواية انسجام الحلقة الأولى

“الاتنين اخوات مينفعش تتبنى واحد وتسيب التاني”
اجابه بستغراب
“يعني انت مستني حد يتبنى الاتنين سوا؟ يبقى بتحلم، مستحيل، هتسيبهم جنب بعض كدا؟ هضيع فرص تبني مستحيل ترجعلهم تاني فكر في الموضوع كويس ”
“مينفعش يتربى كل واحد لوحده”
“انت على كدا بتظلمهم، انا محتاج طفل خمس سنين… وهو زي مانا عاوز بالظبط، هعيشه حياه كريمة، مستحيل الفرصة ترجعله تاني، وكمان لما يجي الشخص اللي هياخد الاتنين سوا، هيبقى كبروا ونشف عودهم، ومستحيل حد يستحملهم، اسمع مني وفكر كويس هاخد الكبير والتاني هتيجله فرص كتير اكتر من الكبير وهو لوحده”
ــــــــــــــــــــــ
بعد 25 سنة
ــــــــــــــــــــــــ
“تهشـ ـــم في الجزء الامامي من الجمـ ـجمة، اثار حـــ ـرق في اماكن متفرقة، سـلـ ـخ الجلـ ـد من بعض الاماكن،اقتـ لاع الاظافر،تعـ ــذيب من اعلى مستوى، جميع المخارج والمداخل مغلقة من الداخل، لا دليل قاطع او بصمات، لا شئ غريب في الغرفة، واحتمال تكون العملية تمت برا الاوضة، والجـ ـــاني جاب الجـ ــثة بعد ما خلص معاها، ”
نظر حوله بدقة غرفة مربعة الشكل، في فندق نائي في منطقة شعبية
ضيقة بحيث لا تتسع لاكثر من اربع اشخاص وجـ ـثة ملقاة في منتصفها
تحمل سرير وكرسيين وسلة قمامة يشمئز الشخص من القاء القمامة فيها
طلاء الحائط ابيض صار باهتًا من فعل الزمن وبدا في التقشر بسبب الرطوبة، ملابس ملقاه على الارض ونافذة واحدة لا تتسع لشخص تسمح لضوء الشمس دخول الغرفة بصعوبة
الباب مهترئ لكنه كان متماسك عندما يتم اغلاقه بقوة، حيث ان مالك العقار اضطر لكسره عندما ظن ان المجني عليها تختبئ في الداخل هاربة من الايجار
تمتم احد الضباط وهو ينظر بشك له
“ليه انت الوحيد اللي بتوصل الاول مسرح الجـ ــريمة؟ ”
نصب طوله
“لاني عندي موتوسكل، سريع ،خفيف ، بيعدي بسهولة ف الزحمة، فيييوو فيووو”
قال اخر كلمتين وهو يمثل بيديه قيادة الدراجة النارية
غادر زميله الغرفة وهو يشك به دون ادنى سبب
نظر قائدهم له
“منسجم، مدة الوفـ ـاة من وجهة نظرك؟”
عدل من وضعية جسده ونظر لقائده بأحترام
“على اقل تقدير قبل اربع ايام وعلامات الاعـ ـتداء قريبة من يوم او يوم ونص على اقل تقدير ”
“يعني عـ ـذبها وهي ميـ ـتة؟”
“ايوا يا فندم، بس فريق الطب الشـ ـرعي هيكون دقيق اكتر مني في الحاجات دي”
ربت على كتفه
“انت من أكفئ الضباط عندي يا منسجم، انا واثق في كلامك 100%”
ابتسم بفخر ناظرًا لرئيسه
“هكون عند حسن ظنك يا فندم ”
خرجا من الغرفة فدخل فريق الطب الشرعي ليهتموا بالجـ ـثة
نزلا من البناية، وقفا بجانب سيارة الشرطة، نظر منسجم لزميله الذي يشك به محاولا خلق حديث بينهما
“حسام، انت ايه تفسيرك للجــ ـريمة دي في وجهة نظرك ليها ارتباط بالباقي المشابه ليها يعني”
نظر له بحقد
“والله انا من وجهة نظري اول واحد يلاقي الجـ ـثة هو المجـ ـرم، وانت ماشاء الله لقيت الخمسة في شهرين”
زجره قائده بنبرة حزم
“حسام انت بتشك في مُنسجم؟! كان لازم تسوق اسرع من كدا عشان نوصل اسرع، لكن منسجم طلع معانا في نفس الوقت ووصل قبلنا لو في حد غلطان ”
ولاهم ظهره غاضب
“يبقى انا، ماهو برضوا منفعش اغلط ف الباشا منسجم ”
التفت لهم مجددًا
“بص عليه هيطلع مجـ ـرم وانا هكشف دا بنفسي ”
غادر تاركًا وراءه فريقه يضرب في رؤوسهم الشك
نظر (منسجم) لباقي الاعضاء
“حد عنده شك زي حسام ، يعني انا باين اوي اني مجـ ـرم، شكلي واخلاصي لشغلي يوحي بكدا؟ اللي عنده شك فيا ولو واحد في المية يقف قدامي دلوقتي”
نظروا جميعًا في الارض بخجل، لعب الشيطان بعقولهم، وشبك خيوطًا واهية، مزيفة، وخدعهم بالوصول الي الحقيقة، ولكنه القاهم على الارض بقوة
تاركين (مُنسجم) يسأل هل هو المخطأ حقا، هل هو المؤذي في روايات الجميع، ام لانه ولد هكذا فسيعيش حياته يدفع ثمن هذا؟
نظر لهم (مُنسجم) بصدمة
“كلكم؟ انتوا بتهزروا صح، يعني عشان بوصل قبلكم ابقى انا القـ ـاتل؟ يبقى كل المتاخرين أبرياء؟ برافوا، بجد تستحقوا تشيلوا الشارة دي بجدارة ”
ضرب الشارة على كتف احد اصدقاءه، وأعتلى دراجته النارية، وغادرهم بغضب هو الاخر
فنظر لهم قائدهم بغضب
“ايه المهزلة اللي بتحصل دي؟ ”
اجابه احدهم
“حسام اقنعنا بكلامه، بس مشكناش فيه، يعني افترضنا انه ممكن يكون بيخبي ادلة او بيهرب القـ ـاتل،خصوصًا اننا اتفاجئنا بالكم الهائل من الجـ ـرايم، في شهرين بدون دليل واحد يدلنا على السـ ـفاح، لكن مشكناش في مُنسجم خالص”
صرخ بهم بحزم
“نضفوا عقولكم من الخرافات دي، شغلنا مش بيمشي بالافتراضيات والتخيلات، لو حد فيكم ضايق منسجم تاني هيبقى اخر يوم ليه في فريقي مفهووم؟ ”
في صوت واحد
“تمام يا فندم ”
تركهم وصعد لمسرح الجـ ـريمة مجددا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في قسم الشرطة
صف منسجم دراجته في مكانها ثم دخل القسم والغضب يعتلي صدره، دخل مكتب الفريق فوجد حسام جالس على مكتبه
تجاهله تمامًا وذهب لمكتبه جلس واخرج هاتفه فلمح وجهه على شاشة الهاتف المغلق
شاب طويل قمحي البشرة بملامح جميلة شعره قصير نوعًا ما وعيونه عسلية فريدة في لمعتها
دقق النظر في شكله تمتم بألم”شكلي وحش؟ يعني ملامحي توحي اني مُـ ـجرم؟ اكيد لاء، شكلي عادي؛ انا اصلا شبه 90 في المية من باقي المصريين، ملامحي مصرية اصيلة، ولو شغلي بالملامح يبقى نعدم نص الشعب المصري”
صمت قليلآ يتأمل حياته وحاول استنتاج اسباب لذلك الشك، بحركة غير ارادية وضع طرف القلم في فمه وبدأ في عضه
فقال حسام من بعيد
“لو عندك حاجة قولها بصوت عالي بلاش شغل لقيح وتمتمت الحريم دا ”
رد عليه بلا مبالاة
“شغلك وانت ادرى بيه”
وقف حسام واقترب منه
“شكلك مش هتعديها لبر صح”
القى القلم على المكتب وقف قبالته بغضب
“لا بقولك ايه، شغل الحيزبوانات دا تسيبه على جنب، وتتكلم معايا راجل لراجل اذا كُنت بقى”
لكمه حسام بقوة ثم سحبه من تلابيب قميصه
وهمس بحدة
“شوية الاجتهاد ودمعتين الظُلم دول مش هيمشوا عليا، انا وانت عارفين كويس انك اللي ورا كل دا يا… منجسم باشا”
نظر له منسجم باستشفاف ابتسم بسخرية وشفاهه تنزف
“اثبت؟، لو كنت راجل اثبت كلامك وماتعشي في تخيلات فاضية، اديني قدامك، اثبات واحد وتعالى حط الكلابشات في ايدي يا حسام .. باشا”
نفض ايدي حسام الممسكه به مسح شفاهه بأبهامه، واكمل
“اشطر واحد في شغلي؟ ايوا ودا حـ ـارقك، عشان انت فاشل يا حسام، ومش كل الناس فاشلة زيك، وانا اللي همسك السـ ـفاح دا وهاخد الترقية، ووقتها هرفعها في وشك عشان اثبتلك انك فاشل”
تركه يغلي من الغضب واخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر المركز كله
وقف ينظر قبل ان يصعد دراجته الي كم الصحافيين الذين يجلسون قرب المركز منتظرين قائد الفريق
اقترب منهم ورفع شارته امامهم
“منسجم عضو في فريق مكافـ ـحة الجـ ـرائم”
شغلوا الكاميرات بسرعة وبدأوا في التقاط الصور له
اقترب احدهم منه
“منسجم باشا في اي اخبار عن السـ ـفاح دا، والخمس جثـ ـث بتوع الشهرين دا من تحته هو ولا اكتر من سـ ـفاح”
تجاهل سؤاله ونظر للكاميرا مخاطبًا السـ ـفاح
“خليك مستغبي في الضلمة كدا زي الفيران، بس بوعدك بكل صـ ـرخة ضحـ ـية، وبكل اللم، وخـ ـوف حسوا بيه، اني انا منسجم الهلالي، هقبض عليك، وهحط حبل المشنـ ـــــقة بأيدي حولين رقبتك، ودا وعد شرف مني، ومش هتراجع عنه مهما حصل بأذن الله”
تركهم وغادر المركز كله
وقف المزيع امام الكاميرا
“ودا تحدي علني بين مُنسجم الهلالي، احد اعضاء فريق مكافحة الجـ ـرائم، الي ماسك القـ ـضية (سـ ـفاح الفنادق) حاليًا، هل في اي ادلة عن اقتراب نهاية السـ ـفاح؟ هل الناس هتعيش في امان ولا لسه فاضل كتير عشان الخـ ـوف يختفي من سماء القاهرة ومصر عمومًا لسه هنكتشف دا، تابعونا”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انسجام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى