رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء الثاني والعشرون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت الثاني والعشرون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الثانية والعشرون
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
عندما تخبر الله بأنّك رضيت بقدرٍ؛ فتأكّد بأنّه سيرضيك بسعادةٍ.
…………
كانت عزة فى حالة هذيان لسوء حالتها النفسية ومن شدة الألم الذى يعصف بها .
تأثر باسم لحالتها كثيرة ، وندم على سوء معاملتها محدثا نفسه ….الدنيا چت عليكى من كل ناحية يا عزة ، يعنى ولا عنديكى أب حنين ولا حبيب مخلص وعتتعذبى كتير ، بس سامحينى انا كمان كان غصب عنى.
ثم حقنها بحقنة مهدئة مسكنة للألم لعلها تهدىء قليلا عندما يقل الألم ، وبالفعل نامت لبعض الوقت .
وباسم جلس على مقعده أمامها يطالعها بنظراته ولا يشيد عنها حتى تعجبت والدتها من نظراتها تلك وظنت إنه يحبها ولكنها تسائلت …طيب ليه ميلت بختها يا ولدى وطلقتها وعينيك عتجول عتحبها .
يارب يصلح ما بينكم وترجعوا لبعض ، عشان اللى منه لله يهمد شوية .
ثم مر بعض الوقت وتململت عزة فى السرير وفتحت عينيها ، لتجد باسم أمامها فتعلقت بالنظر إليه وابتسمت وتناست آلامها مرددة …انت معقول جدامى ولا انا بحلم يا باسم .
حاول باسم التهرب من عينيها وكلماتها التى تزيد ندمه بقوله …كيفك دلوك يا عزة حاسه بإيه ؟
فحدثت نفسها …حاسه انى عايزة أخدك فى حضنى يا باسم ، وانسى الدنيا كلاتها وانا فى حضنك .
عشان حضنك هو دوايا يا ابن الجبالى .
ثم انتبهت أنها على سرير المستوصف وان كل جزء فى جسدها يؤلمها فتذكرت ما حدث من والدها وضربها حتى تقابل العريس ، فلمعت عينيها بالدموع .
فقبض باسم على يديه من غضبه من ذلك الأب الظالم الذى يشابه عمه ممدوح الجبالى وود أن لو ذهب إليه وفتك به .
باسم …عزة ، أنتِ دلوك محتاجة تعملى أشعة على دراعك عشان لو فيه كسر أو يمكن مجرد رضوض عشان نحدد العلاج المناسب .
فاومئت عزة برأسها ودموعها تنسكب على وجنتيها .
فزفر باسم بضيق ….كفاية دموع أرجوكِ .
ثم نظر إلى والدتها مردفا …ولو سمحتى يا خالة انتم مش عتعاودوا لبيتكم تانى .
فضربت والدتها على صدرها بفزع …امال هنروح فين يا ولدى ؟
باسم …انا هأجر ليكم شقة ، عشان تبعدوا خالص عن عمى بسطويسى ربنا يسامحه وتتقوا شره .
والدة عزة …بس يا ابنى ، كيف ده والناس عتجول علينا ايه ، واحنا ولايه جعدين لحالنا .
إحنا فى الصعيد يا دكتور مش فى البندر .
وكمان يعنى هو تفتكر هيهملنا لحالنا أكده !
لا ده عيچى يضربك الدنيا فوق دماغنا .
باسم بإستفهام…وهيعرف منين بس مكانكم ؟
والدة عزة …يا ابنى الكفر صغير والكل عارف بعضه واى حد يشوفنا عيجوله .
باسم …يعنى مفيش فايدة ، طيب هتعملوا ايه لو اتعدى عليكم تانى ؟
والدة عزة …العمل عمل ربنا يا ولدى ، هو وحده اللى جادر عليه .
ثم نظرت الى ابنتها التى لم تكف عن البكاء …وربى يعوضك يا بت بطنى ، وياعينى عليكى طول عمرك بختك إكده .
وهنا توقف عقل باسم ونطق وكأنه مغيب عن الوعى ولا يشعر بما يقول ……خالة خلاص هترجعى أنتِ بس ، لكن عزة خلاص ، انا هرچعها لذمتى وإكده عمى بسطويسى مش عيجدر يكلم .
فأطلقت والدتها الزغاريد بفرحة مرددة …كنت خابرة إنك عتحبها وهى بس كانت ساعة شيطان .
ربنا يخليكم لبعض يا ابنى ويهنيكم بحق عزة چلال الله .
أما عزة فأخذت تنظر إليه غير مصدقة إنه يريدها لنفسه .
عزة …معقول يا باسم يكون قلبك حس بيه ؟
يكون حبتنى كيف ما بحبك ؟
ولا الموضوع بس شفقة عليه ، عشان مرچعش لأبوى .
بس مش مشكلة المهم انك هتكتب عليه وهرچع أشوفك تانى وأملى عينى منيك.
ويمكن مع الوقت تحبنى وعيونى أخيرا تشوف الفرحة .
وخرج باسم من شروده على صوت الزغاريد ، ليضع يده على رأسه محدثا نفسه …انا ايه اللى جولته ده !!
كيف جولت أكتب عليها ، طيب وملك لما تعرف هتعمل ايه ؟
وذنبها ايه تتحمل ذنب مش ذنبها ؟
انت أتسرعت يا باسم ، بس للأسف مفيش مخرج فعلا خلاص ولازم تكتب عليها ، واشرب بقا يا معلم بسبب تسرعك ده .
وشكلك عتعيش أيام ما يعلم بيها غير ربنا .
………..
أستقلت مرام سيارتها ووضعت أكياس مشترياتها فى المقعد الخلفى وانطلقت بالسيارة متجهة إلى منزلها .
وعندما وصلت وولجت إلى الفيلا ، وجدت والدها على مائدة الطعام ، فأسرعت إليه وقبلته من وجنتيه .
“” بابا حبيبى وحشتنى اوووى “”
عصام الدمنهورى…اه يا بكاشة ، وحشتك كده وانا لسه كنت شايفك من ساعتين ، لا أدخلى فى الموضوع على طول عايزة ايه ؟
مرام ….ديما كده بتشكك فى حبى ليك يا بابا .
عصام …لا مقدرش وأنتِ كمان عارفة ومتأكدة أنتِ ايه باللنسبالى .
مرام ..ربنا يخليك ليه يا بابا .
عصام …طيب يلا يا حبيبة بابا ، أقعدى اتعشى معايا .
مرام …لا اكلت فى الطريق ، وهسيبك تكمل عشاك بألف هنا وهطلع انا أريح شوية فى اوضتى .
عصام …براحتك يا حبيبى انا .
وبالفعل ذهبت مرام إلى غرفتها ثم أستلقت على الفراش للحظات لتلتقط أنفاسها ثم وجدت نفسه تشرد فى تلك اللحظة التى جمعتها ببراء لتبتسم هامسة…صراحة شكله جدع اوى وچانتيه خالص .
وفى ذات الوقت عاد براء إلى منزله ، لتستقبله زاد ببسمتها المعتادة .
فاحتضنها بحب ثم أبعدها مردفا ….يلا عايزك تغمضى عنيكى عاد عشان عامل ليكى مفاجأة .
فارتفع صوت زاد بفرحة كالأطفال …بچد يا براء، مفاچاة ايه دى ؟
براء …لا لما تغمضى عينيكى عاد الأول .
فأغمضت زاد عينيها ، فأخرج براء من سترته علبة صغيرة بها سلسلة ذهبية وبها حرفين إسمهما ( Z/B) .
ثم ألبسها إياها ، لتفتح عينيها لتجده يقول …ها ايه رئيك فى السلسلة دى .
فتلمستها زاد بفرحة واسرعت تركض للمرآة لتنظر إلى نفسها وهى ترتديها فصاحت بقولها ….الله حلوة جوى جوى .
بس خابر الأحلى منيها ايه يا براء ؟
براء …ايه يا جلبى ؟
زاد وهى تعود إليه وتلقى بنفسها بين أحضانه … إنك انت اللى چيبها ليه ، وعشان أكده هتكون أعز حاچة عندى لإنها منك وعمرى ما راح أقلعها ابدا لآخر العمر .
فشدد براء عليها بضمته عليها وهمس فى أذنها …بحبك يا جلبى .
ثم ابتعد عنها برفق …ودلوك هدخل اخد دش أكده عشان الجو حر النهاردة وعرقان ومش متحمل.
فساعدته زاد فى خلع سترته ثم ذهبت بها إلى خزينة الملابس وعندما قامت بوضعها إذ بها تسقط منها على الأرض دون قصد منها ، وعندما انحنت لتلتقطها ، وجدت ذلك الحلق قد سقط منها .
فالتقطته زاد وطالعته بدهشة ثم بحثت عن القطعة الأخرى منه فلم تجده .
فتعجبت بقولها …ايه ده ، هى فردة وحدة بس ولا ايه ؟
بس مش معقول يكون چايبلى حلق فردة واحدة ، ده مش اكيد مش ليه .
بس يا ترى بتاع مين ؟
لتتغير تعابير وجهها مرددة ..معقول يا براء ، معقول.
تكون تعرف حد غيرى ، بعد كل الحب اللى بينا و الكلام اللى هتجولوا ليه !
معقول يكون كل اللى إحنا فيه ده كله كدب وبتضحك عليه عشان أرضى أديلو جسمى بس وإن انا عنديه مجرد رغبة بس لكن مش بيحبنى كيف ما بيجول .
وان انا لسه فى نظره مش حلوة بس أهو جال بت عمتى وهى أولى من الغريب .
لااااا انا مش مصدجة حالى ، اه يا نار اللى ولعت فى جوفى .
طيب اعمل إيه دلوك وأسوى إيه ، وأوجهه ولا أسكت لما أتأكد الأول .
ثم سمعت صوت براء يتهيأ للخروج من المرحاض فأسرعت لوضع الحلق فى سترته ثم وضعتها فى خزانة الملابس .
ورسمت إبتسامة باهته على وجهها .
خرج براء قائلا بمرح …ها يا زادى حضرتى الوكل ؟
ثم غمزها ولا أكل انا الجمال اللى جصادى ده بنفسى .
فابتسمت زاد بتهكم مرددة …فعلا جمال واضح جوى .
براء مقتربا منها …ايوه دلال وجمال بعيونى اللى عتحبك يا زاد .
ثم عمرها بقبلاته ولكن لاحظ شرودها وعدم إنساجمها معه .
ثم وجدها إبتعدت عنه مرددة …هروح أسخن الوكل .
فتابعها حتى غادرت متسائلا …هى ملها ، تكونش السلسلة معجبتهاش وبتقول كده بس عشان تراضينى.
على العموم المرة الچاية هخدها معايا تنقى براحتها .
ثم خرج بعد أن قامت بالنداء عليه لتناول العشاء .
وجلسوا سويا ولكن لاذت زاد بالصمت ، وعندما كان براء يحاول التحدث ، تكتفى بإيماءة من رأسها .
فغضب وقام ، فسئلته زاد …ايه مش عتكمل وكل ؟
براء بغضب …لا خلاص شبعت ، وداخل انام .
فتوترت زاد بسبب انفعاله عليها ولمعت الدموع فى عينيها .
فطالعها براء بحزن وندم على إنفعاله عليها .
واقترب منها وأمسك بيديه ،ورفعها إليه وقبلها بحب ….انا اسف يا حبيبتى لو صوتى على شوية عليكى .
بس تعالى چوا وانا هعرف كيف أصلحك .
زاد بإنكسار …لا خلاص مفيش حاچة ، انت برده كتر خيرك ، بتيچى تعبان من الشغل وانا عذراك .
فابتسم براء …ديما بتعذرينى وتسامحينى ، عشان قلبك أبيض .
ثم تفاجئت به يحملها ، فأخذت تضرب بقدميها مرددة…لا لا نزلنى.
براء …مش هنزلك غير على السرير يا جلبى .
ولكن وصل بها إلى الفراش ووضعها عليه برفق وطالعها بحب مصحوب برغبة وغمرها بقبلاته ثم تخللت يداه على جسدها ، إرتجفت زاد بشدة بين يديه .
فقام براء عنها ولم يستطع كتم غضبه فاندفع بقوله ….هو فيه ايه يا زاد ؟
أنتِ مش طبيعية ابدا النهاردة ؟
ولا تكونى مش عايزانى ألمسك .
انا جولتلك جبل سابج إنى مهعملهاش طول ما أنتِ مش عايزة .
حاولت زاد الثبات وحبست دموعها ثم أدارت ظهرها له كى لا يرى عينيها …معلش يا براء ، انا بس تعبانة النهاردة ، فهملنى الليلة معلش .
أتعبته كلمتها أنها مريضة فحاول التلطف معها ، فداعب خصيلات شعرها ثم همس …مالك بس يا حبيبتى ؟
طيب بدال تعبانة مجولتيش ليه أخدك للدكتور ؟
زاد بحنق ..مفيش داعى انا بس محتاچة استريح وانام شوية .
ممكن تسبنى أنام .
فزفر براء بضيق رغم محاولاته أن يسترضيها ، فأدار ظهره لها وخلد إلى النوم .
ولكنه عندما أغلق عينيه تذكر تلك الفاتنة التى رآها فى المول فحدث نفسه …صراحة كانت غزال ، وعتبتسم إكده بس زى المكشرة دى ومش خابر ليه ؟
ولكنه عاتب نفسه …ايه اللى عتجوله ده يا براء ، انت لسه هيغرك الجمال بردك ، متعلمتش لسه من اللى حوصل .
فقبض على يديه بغضب مرددا …الله يسامحك يا قمر .
ثم حاول أن ينفض عنه كل تلك الأفكار ليخلد بعدها إلى النوم .
ولكن زاد لم يغمض لها جفن حتى قبيل صلاة الفجر .
فقامت لتصلى قيام لتذكر ربها لعل قلبها يطمئن بعض الشىء
( الا بذكر الله تطمئن القلوب) .
فصلت وأطالت القيام بصوتها الشجى الذى تخلل بالدموع ثم ركعت وسجدت فأطالت السجود ودعت الله كثيرا لأنها تعلم أن دعاء السحر مستجاب فالله عز وجل يتنزل بنفسه إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول ..هل من سائل فاستجيب له
هل من مستغفر فاغفر له .
لذا دعت زاد حتى أرهقها التعب وشعرت بكأن الأرض تدور بها ، وشعرت بغثيان مفاجىء ، فأنهت الصلاة سريعا ثم دلفت الى المرحاض لتستفرغ كل ما فى بطنها ، ثم وضعت يدها على بطنها متسائلة …معقول حصل ؟
بس إكده فى الوقت ده بالذات وانا تايهة مش خابرة حالى مع براء فعلا عيحبنى ولا مش عيحبنى وهيخونى مع وحدة تانية .
بس انا لازم أتوكد ، هو انا حطيت فين التحليل اللى جيبته من يومين لما جولت أنها متأخرة وعايزة أجرب أكده وشوف بس نسيته .
ثم تذكرت ”
“اه ده انا خبيته فى الدرج إهنه اللى تحت الحوض ده .
فأخرجته وبالفعل قامت بالاختبار ليظهر لها فى الحال شرطتين.
فشهقت وانتفض جسدها مرددة ….انا حاااااامل .
ولكنها وضعت يدها على فمها كى تهدىء من روعها ولا يسمعها براء الذى كان يغط فى نوم عميق .
ثم قامت بإخفاء التحليل مرة أخرى بعد أن قررت انها لن تخبره بحملها حتى تتأكد من شكوكها أو عدمها .
” ايوه مش عجوله دلوك غير لما اتوكد ، عشان لو عرف انى حامل ممكن يتمسك بيه غصب .
لكن أنا مش هقعد معاه ولا لحظة لو عرفت أنه عيخونى صوح .
ثم خرجت من المرحاض ، ووقفت تطالعه …ياريت يكون اللى فى بالى غلط يا براء ..
مش معقول لما ربنا كرمنى بيك ، تبعد عنى تانى إكده .
ثم تذكرت أنه كان لا يريدها أن تذهب معه للقاهرة .
فأغمضت عينيها بألم …بجا مكنتش عايز تاخدنى ، عشان تمشى على هواك .
وانا كان جلبى حاسس والله ومش مستريح .
بس مش هقدر أتكلم غير لما أمسك عليك دليل يا براء .
…………
رن هاتف محمود الذى كان مع نهلة كثيرا حتى استطاعت فى النهاية أن تفتحه وتستجيب .
محمود …ايه يا نهلتى كل ده عشان تردى .
نهلة بحرج …أعمل ايه بس ، فى التلفون الغريب ده ، هينور ويطفى وجعدت أجلبه يمين شمال عشان أعرف فين الزارر اللى عيفتح منه وأجول الوووو.
ملجتش ، لغاية ما جلبت فيه إكده ولجيت سماعة خضرة مرسومة دوست عليها فتح ، سبحان الله .
فضحك محمود حتى دمعت عينيه ..معلش انا غلطان اللى مشيت من غير ما أوريكى بيشتغل إزاى .
ومعلش بكرة تتعودى عليه وتعرفى كل حاجة ، وتكتبيلى كمان على الواتس والماسنجر .
نهلة بإندهاش ..واتش وزنجر ، حد جلك إنى تعبانة ومحتاچة دوا ده ولا ايه ؟
فضحك محمود ….لا انا اللى تعبان يا قلبى .
نهلة بخوف ..بچد تعبان ؟
محمود …لا بهزر معاكى متخافيش .
بس أنتِ عاملة ايه ، وحشتينى اوى اوى.
نهلة …وبعدين معاك يا بيه ، إختشى.
فزفر محمود بضيق …تانى بيه ، وكمان إختشى .
لا انا مش هقدر على كده .
فشعرت نهلة بالحرج فأردفت سريعا …جولتلك انى مش جد المجام ،مسمعتش كلامى .
بس احنا لسه فيها على البر ، خد اللى يناسبك يا بيه وهملنى لحالى ، وأجفل التلفون من عندك عشان أنا مش خابرة .
فصاح محمود …اه يا مجنونة ، لسه برده بتقولى كده .
بس تصورى على قد جنانك ده بس بحبك .
واى حاجة تانية قولتلك هتيجى بالتعليم يا نهلة بس فتحى مخك معايا شوية .
بس أقولك بلاش مخك دلوقتى ، أفتحى قلبك وقوليلى هتحبينى زى ما بحبك يا نهلة .
فألقت نهلة التليفون من يدها من شدة الحرج .
محمود …نهلة ، نهلة ، روحتى فين ؟
وبينما هو كذلك دلفت والدته عليه ، فانتبهت إلى اسم نهلة ، فابتسمت لانه أخيرا عرف إحداهن بعد ما ملت من كثرة طلبها منه بالزواج حتى ترى أحفادها قبل أن تموت ولكنه كان يرفض .
فولجت ووضعت يدها على كتفه مرددة …قولتلى بقا أن الموضوع فى نهلة ..
ارتبك محمود وصمت ، فهو كان يريد أن يمهد لها الموضوع شيئا فشيئا حتى تتقبله .
والدة محمود …ها يا سيادة المقدم قر واعترف مين نهلة وفرح قلبى يا ابنى اللى نفسه يفرح بيك.
فصمت محمود ، فتابعت والدته : وبعدين ما تقول انت مكسوف ولا ايه !
طيب قولى انا أعرفها ، بس معداش الاسم ده عليا قبل كده .
طيب هى زميلتك فى الشغل حضرة ظابط يعنى ؟
ولا دكتورة ولا مهندسة ولا ايه ؟
ما ترد عليا يا ابنى .
فانفجر محمود مرددا …لا يا أمى مش فى دول كلهم ، هى إنسانة بسيطة وقلبها أبيض ، اتعرفت عليها فى الصعيد وانا واثق لما تشوفيها هتعجبك وتحبيها جدا بإذن الله.
ضيقت والدته عينيها مرددة كلماته ..بنت بسيطة ومن الصعيد ، يعنى ايه ؟
يعنى أبوها من كبرات البلد هناك ، طيب معاها شهادة ايه ؟
بس يا ابنى من الصعيد يعنى فيه اختلاف تقاليد وعادات وكده .
زفر محمود بضيق…يا أمى الحب يذوب اى فروق ما بينا .
مش أنتِ كنتِ ديما تقوليلى نفسى أشوفك وقعت على ملا وشك وحبيت وتجوز وكده .
اهو حبيت يا ستى وناوى أجوز بإذن الله.
والدة محمود …بدال ده اختيارك يا حبيبى خلاص ماشى .
بس هى بنت مين برده وتعليمها ايه ؟
فابتلع محمود غصة مريرة فى حلقه قبل أن يجاوب …هى مش بنت حد معروف يا امى وكمان أنتِ عارفة أن فيه من الصعايدة مش بيعلموا بناتهم بس هتكمل تعليمها ان شاءالله.
فظهرت الصدمة على وجه والدته مرددة ….انت اتجننت يا محمود ، بقا سيادة المقدم ابن الحسب والنسب ، يجوز بنت فلاحة ملهاش أصل وكمان جاهلة .
انت حاسس نفسك بتقول ايه بجد ؟
محمود …عارف يا امى كل ده ومقدره وكل ده يتعالج ، المهم الأساس الحب اللى بينا .
فانفعلت والدته …حب ايه وكلام فارغ ايه .
هى البنت دى سحرالك أكيد ، عشان أنا عارفة موضوع السحر والشعوذة عندهم منتشر .
بس ماخدتش فى بالك يا سيادة المقدم إن الواحد لما بيجى يجوز مش بيختار زوجة يحبها بس لا ده بيختار أم لأولاده .
تعرف تربى وتعلم ، وكمان تشرفه قدام الناس .
لكن البنت دى تعرف ايه ، دى هتعرك قدام الناس وهتلعن بعد كده اليوم اللى اتجوزتها فيه .
محمود …يا أمى أرجوكى بس أقعدى كده وهدى نفسك وافهمينى.
والدته بغضب كامح …مش هقعد ولا أهدى غير لما تنسى الموضوع ده يا سيادة المقدم خالص وانا من بكرة بدال نويت على جواز هروح أخطبلك انا الإنسانة اللى تليق بيك .
محمود …ماما ده مش أسلوب نقاش .
والدة محمود ..لا أسلوب بدال مش عارف مصلحة نفسك .
ثم رمقته بنظرة غاضبه وتركته وغادرت الغرفة وأغلقت الباب بخلفها بقوة فارتمى محمود على فراشه وأغمض عينيه متألما مرددا …شكل الموضوع مش ساهل فعلا زى ما كانت متوقعة نهلة .
بس انا مش هستسلم ابدا لغاية ما أقدر أقنعها .
………
لم تصدق عزة أن بالفعل باسم قد أحضر المأذون إلى المستشفى ، بعد أن ضمد كسر ذراعها بضمادة طبية وارتاحت نوعا ما .
ثم حضر المأذون إلى المستشفى وتبعه والدها بسطويسى بعد أن اتصل بيه باسم ليحضر ، فحضر سريعا .
بسطويسى …أكده يعنى يا دكتور تجبنى على ملا وشى عشان تعقد عليها من تانى ، طيب كنت صبرت لما تعاود البيت .
باسم …لا هى مش هترجع عنديك تانى يا عمى وكفاية اللى حصل من تحت راسك .
بسطويسى …ايه حوصل بنتى وكنت بأدبها ، مفهاش حاچة يعنى .
دى دماغها ناشفة وربنا يصبرك عليها ومترجعش تطلجها تانى .
فمسح باسم يده بوجهه واستغفر الله حتى لا يثور عليه ويضربه .
باسم …الله يصلح الحال يا عمى .
ثم قام بالفعل المأذون بكتابة العقد ، بين زغاريد والدتها وجيرانها فرحة بعودة زوجها إليها .
ثم أشار إلى والدتها بالعودة مع زوجها .
أما عزة فستعود معه للقصر .
فشهقت عزة …الجصر ،طيب ومرتك هتعمل ايه وعتجولها ايه ؟؟
فحدث باسم نفسه ..والله ما خابر ، وخايف من صدمتها .
بس أعمل إيه مكنش فيه حل جدامى غير ده .
وربنا يستر فى اللى جى .
باسم …متشغليش بالك بالموضوع ده وسبينى انا اتعامل .
المهم انك هترجعى القصر عشان الخدمين يراعوكى عقبال ما تجومى بالسلامة وتخفى .
ولو مش هتقدرى تكملى فى القصر ، ساعتها هجبلك شقة تانية بعيد عنيه .
بس عزة عايز أجولك حاجة انا اتچوزتك عشان .
فوضعت عزة يدها على فمه مردفة بإنكسار …..؟
وللحكاية بقية
يا ترى امتى هيعرف براء بحمل زاد وازاى هتتأكد من شكوكها؟
وايه موقف ملك لما باسم يدخل عليها بعزة ؟
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم اختر لي الافضل في كل امور حياتي ثم ارضني باختيارك .
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)