روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء العشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت العشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة العشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
يا الله إن هذا القلب يحبك لذلك يصبر وهو على يقين بالفرج.
…………….
قرر محمود بعد رفض نهلة له ، محادثة اللواء محمد كى يعود إلى القاهرة ، بعد أن أصبح لا يطيق العيش فى الصعيد بدونها .
وعندما استأذن للدخول على اللواء محمد ، ابتسم فى وجهه مردفا … أهلا بسيادة المقدم ، ده انا كنت لسه هطلبك .
فجلس محمود أمامه …خير يا فندم .
اللواء محمد …خير بإذن الله ، هترجع القاهرة بس هتاخد براء معاك فى جهاز مكافحة المخدرات.
ابتسم محمود ولكن مازال الوجع فى داخله ثم تكلم …مفاجأة حلوة جدا يا فندم وبراء ونعم الصحبة .
اللواء محمد…تمام وانا شايف ليكم أنتم الاتنين مستقبل حلو جدا .
ثم خرج محمود من عند اللواء محمد تائها ، فبعد أن كان هذا ما يريده بالفعل إلا أنه فى لحظة شعر بالأختناق وتسائل .
_ليه مخنوق ومضايق دلوقتى ،مش هو ده كان طلبك ، إنك تبعد عنها .
ثم أمسك بحجر إلتقطه من الأرض ثم قذفه بغضب وتخيل إن أمامه نهلة يحدثها بقوله “”
ايوه أنتِ رفضتينى صح بس المكان هنا بيفكرنى بيك وساعات بحس إنك معايا وبفتكر إبتسامتك حتى دموعك اللى كانت السبب فى إنى أقرب منك ، فإزاى أبعد عن هنا ، كده معناه خلاص مفيش اى أمل بينا يا نهلة .
وحاسس انى مخنوق اوى ولو سافرت مش عارف هقدر أرجع زى ما كنت ولا الحنين ليكى هيخلينى شخص غريب عايش ومش عايش .

 

ليه بس عملتى كده فيه يا نهلة ؟
ثم ظل يمشى مسافات طويلة كالطفل الذى تاه فى الطريق ولا يدرى أين هو مسكنه ، حتى وجد نفسه دون شعور أمام منزل نهلة وكأنه قلبه ساقه إليها .
وفى ذلك الوقت كانت نهلة تجلس وراء نافذة تضع يدها على إحدى وجنتيها وتنظر بدون تركيز وكأنها فى عالم آخر وتسقط دموعها على وجنتيها .
وعندما رآها والدها على هذا النحو جاء وجلس بجانبها وربت على كتفها بحنو مردفا …وبعدهالك يا بتى ، عتفضلى أكده إيدك على خدك ودمعتك مهتنشفش لميتى بس ؟
وانا مش خابر عتعملى فى نفسك إكده ليه ، مهو كان جدامك يا بتى وعيحبك وعيتمنالك الرضا ترضى .
وأنتِ كمان ريداه ومن ساعة ما مشى وأنتِ مبطلتيش بُكى .
طالعته نهلة بحزن مردفة بنحيب…..ما انت خابر يا بوى ليه رفضته ، وانا من جوايا ريداه.
عشان انا منفعهوش والكل عيجف جصاد الجوازة دى عشان أنا فين وهو فين ، وحتى لو هو صمم عليا واتجوزنا ممكن بعد الچواز فى اى مشكلة بنتنا يجولى أنتِ نسيتى نفسك .
ولا أشوف فى عينيه إنه ندمان لما يشوف مرتات زمايله جد ايه هما بنات ناس ومتعلمين لكن أنا ايه ، انا فلاحة ويدوبك بعرف أفك الخط .
فمينفعش يا بوى مينفعش ، وكده أفضل ليه وبكرة ينسانى وياخد اللى تناسبه .

 

للتتفاجىء نهلة بصوت تعرفه جيدا يأتى من خلفها ،قد سحب أنفاسها وجعل جوفها يجف حتى كادت أن تفقد النطق .
فالتفتت إليه بجسد مرتجف .
فطالعها محمود بلوم وعتاب وهو يحدق فى عينيها مردفا بثبات …ياااه يا نهلة حرام عليكى والله ، كل اللى حصل ده عشان أنتِ شيفانى فى عينيكى مش راجل .
فاتسعت عين نهلة بذهول من قوله ، فتابع محمود .
ايوه عشان لو شايفانى راجل وحبى ليكى حقيقى مكنتيش تقولى الكلام ده .
وإزاى تفكيرك يقولك إن ممكن من مشكلة عادية ممكن تحصل عادى بين اى زوجين هتخلينى أندم إنى أتجوزتك أو حتى ممكن حد يأثر عليه بكلمة .
للدرجاتى انا قليل فى نظرك يا نهلة !!
حاولت نهلة إخراج كلماتها بصعوبة من بين دموعها التى لا تتوقف …محمود اناااااا .
محمود بعتاب …أنتِ ايه يا نهلة ؟
انتِ حكمتى عليا بالأعدام بدون دليل ، إزاى هونت عليكى الفترة دى كلها ، أنتِ خلتينى ماشى فى الشارع مش شايف ولا عارف أروح فين ولا انا جى منين .
انا معدتش قادر افكر ولا قادر أعيش لمجرد انك مش موجودة فى حياتى ، اللى ملهاش أى طعم من غيرك .
لدرجة انى فكرت أن اسيب هنا خالص عشان أقدر أنساكى ولو لحظة ، ولما جه القرار فعلا بالنقل حسيت إنى مش شايف ومخنوق وقعدت أمشى أمشى مسافة طويلة ومش عارف انا رايح فين لغاية ما لقيت قلبى هو اللى وصلنى عندك من غير ما أحس عشان أسمع الحقيقة اللى مخبياها عنى .

 

بس أنتِ طلعتى قاسية فوق ما انا أتصورت ودوستى على قلبك وقلبى عشان مجرد أوهام فى دماغك .
نهلة بصدمة …أوهااااام .
محمود …ايوه أوهام لانى مش عيل صغير ولا مراهق مش متأكد من حبه أو ميعرفش يصون الإنسانة اللى حبها وعايزها تبقا مراته ومقتنع بيها جدا .
لان كل الظروف اللى بتحكى عنها إنك مش قد المقام أو التعليم ، دى ممكن تتغير لكن اللى لا يمكن يتغير هو حبى ليكى يا نهلة .
نهلة بإندهاش ..تتغير إزاى ؟
محمود …درسين فى الأتكيت وتكونى هانم يا نهلة ، سهلة جدا .
والتعليم كمان ، مستعد أجبلك أكبر مدرسين فيكى يا بلد لغاية ما تخدى حتى الدكتوراة يا ستى ، وساعتها انا اللى مش هعرف اكلمك بقا .
فضحكت نهلة ، فابتسم محمود مردفا بلهفة …ياااه أخيرا شوفت ضحتك اللى هتنور حياتى من جديد .
فأخفضت بنظرها الأرض حيائا ، ثم دقت طبول الحرب فى قلبهما حتى أعلنوا الأستسلام أمام هذا العشق الطاغى .
محمود … كده أظن ملكيش اى حجة ، ومن دلوقتى حضرتك تعتبرى نفسك على أسمى ، تمام .
وربنا يصبرنى لغاية ما تخلصي شهور العدة بتاعتك ،أكون انا ظبطت حالى فى شغلى الجديد وبعديها هتلقينى فوق راسك هنا وهخدك أنتِ والحاج معايا هناك .
فاكتفت نهلة بإبتسامة ولم تستطيع الرد ، فهى تشعر وكأنها فى حلم جميل لا تريد الأستيقاظ منه .
أيعقل أن تبتسم لها الدنيا لهذه الدرجة بعد ما تعرضت له من تلك الإبتلائات .
أصح هذا عوض الله الذى ينتظرها ؟
…….

 

أستفاقت عزة من نومها فوجدت أمامها باسم متكئا بظهره على المقعد الذى يجلس عليه ويغط فى نوما عميق .
فابتسمت وسمحت لنفسها أن تتأمل فى ملامحه التى أصبحت تعشقها ثم لمست بيديها بطنها وأخذت تهمس ببكاء ….يعنى إكده خلاص ابنى مات وبموتك يا حبيبى مبقاش ليه حچة باسم يكمل معايا واكيد هيهملنى عشان مرته ..
طيب ده مش حرام إكده ، أتحرم منكم أنتم الأتنين ، واموت انا لحالى من غير حبيب ولا ضنا .
مكنتش فاكرة إن غلطة واحدة هدفع تمنها العمر كلماته .
انا إكده مش عجدر أعيش لو هملنى باسم ، فياريت يارب ترحمنى وتجمعنى بابنى وترحمنى من العذاب ده .
ليستمع باسم لما قالته حيث كان مغمض العين من أجل الراحة وليس نائما كما يظهر لها .
فتألمت نفسه من كلامتها وأشفق عليها ولكنه لم يدرى ما يفعل هل بالفعل يتركها من أجل نفسه وملك أم يستمر معها ولكن عليه الآن أن يعقد عليها من جديد لأن العقد الأول كان باطل بسبب الحمل .
ففتح باسم عينيه ولكنه لم يظهر لها إنه أستمع لكلماتها وتجاهل ذلك .
باسم ..صحيتى يا عزة ، كيفك دلوك ؟
عزة بغصة مريرة …الحمد لله ، وأسفة انى أخدتك من عروستك فى يوم زى ده ، تقدر تتفضل تروح لها ومتشغلش بالك بيه .
انا هعرف أدبر حالى .
ثم أشاحت بوجهها عنه ، كى لا يرى دموعها .
ثم تابعت …وخابرة إنى خلاص من اليوم ورايح مليش مكان عنديك ولا فى جلبك ولا فى بيتك .
بس ليا رب كريم اكيد مش هيهملنى لحالى لإنه أدرى بيه وأرحم من كل البشر .

 

وانا هفوج بس شوية وهحضر حالى وارچع لبيت أبوى .
فتنهد باسم بلوعة ، فهو فى موقف صعب ولا يستطيع أن يفعل شىء وخصوصا بعد ارتباطه بملك .
فحدثها بحزن ..متأكدة انك مش محتاچة حاجة منى قبل ما أمشى يا عزة .
فحدثت عزة نفسها بقهر …كيف أجولك إنى محتاجك انت ، محتاچة تكون چمبى ومتفرقنيش ولو للحظة واحدة .
انت فى لحظة بقيت كل حياتى ، وكنت بتمنى اعيش العمر كله چمبك ، وحاسه انى ببعدك عنى عموت يا باسم ، بس أجول ايه وأشكى لمين وانا خابرة إنى معيوبة مليش حق أكلم ولا ليه فى جلبك اى حق ، وان جلبك مشغول بغيرى .
فربنا يسعدك معها يا نبض جلبى .
ثم أزالت دموعها وأخرجت صوتها المتحشرج بصعوبة بسبب دموعها ….لا كتر خيرك يا ابن الناس .
ربنا يسترها معاك دنيا وآخرة ، زى ما سترتنى .
وربنا يسعدك مع مرتك .
باسم بأسف ..خلى بالك من نفسك ولو احتجتى اى حاجة فى اى وقت متترديش انك تكلمينى .
عزة بقهر … بإذن الله.
فألقى باسم نظرة سريعة عليها مرة أخرى ثم تركها وغادر .
لتشهق هى شهقة عالية سمع هو صوتها من الخارج فأدمت قلبه .
ولكن ما باليد حيلة ، فهو ليس فى قلبه سوى ملك .
………….
عاد باسم إلى القصر وأسرع إلى غرفته ، ليجد ملك على على الفراش متكورة على نفسها بفستان الزفاف .
فأطبق على شفتيه بحزن محدثا نفسه …وبعدين بجا إهناك وحدة زعلانة وإهنه بردك زعلانة ، أعمل ايه انا أشق خلجاتى يا ناس .

 

ولكنه عاتب نفسه …فيه ايه يا دكتور ، مالك ؟
متمسك أعصابك شوية ، انت إهنه عند ملك عشق الروح اللى هملتها فى يوم كنت عتنتظروه من سنين .
فانت ملزوم تراضيها وتريحها وتنسى كل حاچة تانية .
ثم قام بالرد على نفسه ”
_ أنسى عزة ؟
كيف بس ولسه صوتها اللى عيبكى فى ودانى .
الله يسامحك يا عمى مطرح ما روحت .
ثم حاول السيطرة على نفسه ، وأخذ يتأمل ذلك الملاك النائم .
باسم …قد ايه يا چميلة وبريئة يا ملك ، ثم خفق قلبه عند إطالة النظر إليها وتحركت جوارحه ووجد نفسه يقترب منها وينحنى إليها بجذعه ويزيل عنها خصلات شعرها التى تساقطت على وجهها ثم لمس وجهها بحنو مرورا بشفتاها التى كانت بلون الكرز ، فوجد نفسه يدنو أكثر منها ليتذوق هذا الكرز بشفتيه ، بقبلة طويلة .
إستيقظت على أثرها ملك وهى تجاهد لإلتقاط أنفاسها .
فابتعد عنها باسم بعض الشىء ، فابتسمت لرؤيته ولكن سرعان ما عبست عندما وجدت أشعة الشمس تنير الغرفة وتعلن عن يوم جديد ، اى إنه قضى ليلة الزفاف بأكملها بعيدا عنها .
أقترب باسم منها مجددا وداعب أرنبة انفه بأنفها ليجعلها تضحك وتترك العبوس .

 

فصجكت بالفعل ولكن عاتبته …ينفع إكده يا دكتور ، تبيت بره من أول يوم جوازنا .
تجدر تجولى ايه هى يعنى الحالة الصعبة اللى خلتك تهمل عروستك كل ده ؟
فتجمد باسم ولم يدرى ما يقول وظهر ذلك على وجهه .
تعجبت ملك من تغير ملامحه ودخل فى قلبها الشك ، فسئلته بجمود …انت كنت عند عزة يا باسم ؟
فصمت باسم مرة أخرى ، فثارت ملك .
يعنى انت سبتنى فى ليلة زى دى عشان تروحلها ، طيب ليه اتجوزتنى بدال مجدرتش على بعادها.
يعنى كنت عتضحك عليه انك مش عايزها وانك مكمل معاها شفقة .
لا إظاهر انك اللى كملت معايا شفقة يا باسم .
لتنزل بعد ذلك ملك من السرير لتهدر بقولها …طلجنى يا باسم .
بس متنساش تكتب عليها تانى رسمى عشان إكده انت عايش معاها فى الحرام لإنها حبلى من واحد تانى والعقد اللى بينكم باطل .
فصرخ باسم …أنتِ أتجننتى ، ايه اللى بتجوليه ده !!
أطلجك كيف وشفقة إيه وريدها إزاى وحرام إيه بس يا ملك؟
عيب إكده جوى .
وانتِ خابرة إنى عمرى ما لمستها ولا لمست غيرها ولا حتى أنتِ قبل ما أكتب عليكى ، لإنى خابر الحلال والحرام كويس الحمد لله .
وانا مش هنكر انى كنت عندها بس عشان كانت تعبانة جوى ومحدش يقدر ينجدها غيرى لأن محدش يعرف إنها حبلى .
وودتها المستشفى وولدت للأسف بدرى والجنين مات .

 

وكانت منهارة فكان لازم أجعد جمبها لغاية ما تهدى.
ولو مش مصدجانى تتقدرى تتوصلى مع المستشفى .
فوضعت ملك يدها على قلبها بعد ما أن ألمها قوله عن موت الجنين .
مرددة ..انا لله وانا اليه راجعون ، ربنا يصبرها .
ثم طالعت باسم بندم على تسرعها واتهامها له دون أن تترك له فرصة ليدافع عن نفسه ولكنها لم تعتذر له لإنها مازالت تغير من عزة ، فتابعت قولها عنها بـ
بس يمكن ده يكون رحمة من ربنا بيها عشان استغفر الله العظيم كان ابن حرام .
بس دلوك خلاص يا باسم ، انت عملت اللى عليك و تقدر هى تبتدى حياتها مع حد تانى يحبها ويقدرها بدال مفيش حاجة تمنعها وتقدر تقول لاى حد يچيها أنها مطلقة عادى .
فوجد باسم نفسه يقول …حد يحبها ، تچوز يعنى ، ليه ؟؟
ثم وجد نفسه يقول ..وماله مالك إكده متعجب ، مهو حقها .
فوق لنفسك يا باسم عشان انت أكده مش طبيعى .
ملك …اه وفيها ايه يعنى ؟
ولا انت غيران ؟
فنكر باسم …انا لا أغير ليه ؟
المهم خلاص خلصنا من الموضوع ده ، وممكن دلوك تخلينا فى نفسنا يا حرم الدكتور باسم .

 

وتراعينى شوية ، ثم غمزها .
يلا عايزين نعيد الليلة من الأول ولا ايه رئيك ؟
فخجلت ملك واخفضت طرفها وأقترب منها باسم ، ولكنها سارعت بقولها …لا أستنى نصلى الأول
بس معلش انا محتاچة أتوضا
فزفر باسم …يا صبر أيوب ، ماشى يا ستى أتفضلى وانا كمان هتوضا .
ليصلوا الأثنين معا وبعد الانتهاء قضوا لحظاتهم الجميلة، لتشعر ملك معه حقا بالحب ، لتغمره هى بكل أحساسيها التى احتفظت بها له حتى يكرمها الله به فى الحلال الطيب .
ولكن هل ستدوم سعادتهم تلك ؟
………
عادت عزة إلى بيت والدها مرة أخرى بحقيبة ملابسها منكسة الرأس ودموعها لا تتوقف .
استقبلتها والدتها بترحاب وظنت أنها دموع الشوق لهم بعد هذا السفر .
أما والدها فسئلها مندهشا……امال فين چوزك يا عزة ؟
وچيتى ليه على إهنه بشنطتك ، مش كنتى روحتى الأول على الجصر .
فبكت عزة ……مفيش جصر ومفيش چوزى ، انا خلاص يابا أطلقت .
فصرخت والدتها …ليه إكده يا بتى عملتى ايه ؟
بسطويسى بحنق ….عملها شر أكيد ،
ثم إندفع إليها بغضب وأمسكها من تلابيب ملابسها بقسوة مردفا بهدر …عملتى إيه يا بت المركوب عشان يطلجك ، منا خابر وشك فقر من يومك .

 

بس انا مش هسكت عاد وهروح أحب على يده واستسمحه عشان يرچعك .
فصرخت عزة …حرام عليك يا بوى ، مش كفاية غصبتنى أجوزه ، كمان عتغصبه يرچعنى .
لا خلاص حتى لو عملت أكده مش عيرضى ، خابر ليه يا بوى ؟
لأنه خلاص أچوز اللى كان رايدها .
والدة عزة بنحيب …أچوز كمان ، يا ميلة بختك يا بتى .
بسطويسى …ايوه أجعدى اندبى حظك أنتِ وبتك الفقر ، اللى معرفتش تعمل( مرة) وخلت چوزها يتعلق بيها ، واتچوز وطلجها عشان ترچع تجعد فى أربيزنا تانى .
وكمان ايه ضيعت عليه بطلاجها المستشفى اللى كنا هنعملها اكيد .
مهو لو كان منصور لسه عايش مكنش قدر ابن الجبالى يعمل إكده .
عزة بإنكسار …كفاية بجا يا بوى ، حرام عليك .
فصاح بسطويسى …حرمت عليكى عشتك .
ثم تابع بأمر “”
دلوك أنتِ بجيتى مطلجة فاهمة يعنى ايه ، يعنى عار علينا .
يعنى مشوفش طرفك بره البيت ده ، انا مش عايز حد يلسن علينا ويجول رايحة فين وجاية منين ؟
لغاية ما حد يعبرك ويرضى يچوزك ونخلص منيكى عاد .
فانهارت عزة وأخذت تردد …حسبى الله ونعم الوكيل.
حسبى الله ونعم الوكيل .
والدة عزة …منك لله يا بسطويسى ، قهرت البت اللى حيلتنا ، طول عمرك قاسى وبتاع مصلحتك .

 

فغضب بسطويسى وانفعل وأقترب منها ليصفعها بقوة ألمتها مرددا ….خابرة لو نطجتى أكده تانى ، هكون رامى عليكى اليمين وتبجىى زى بتك ، وهرميكم انتم التنين بره وأچوز واحدة صغار تچبلى الولد .
ثم تركهم غاضبا وغادر ، لتحتمى عزة بأحضان والدتها باكية .
والدتها …متخفيش يا بتى ، سيبك منيه ، انا لا يمكن أرميكى تانى لحد أنتِ مش ريداه ولا أميل بختك تانى .
ومش هيهمنى عمايل أبوكى ولو حتى طلجنى ، يروح فى ستين داهية ، كفاية أتحملت معاه سنين العذاب ده كلاتها عشان خاطرك يا بتى ، لكن لحد أكده وكفاية .
فحدثت عزة نفسها بقهر ….. مش ريداه جال !!
لا ما أنتِ متعرفيش إنه بجا العين والننى كمان بس جلبه مش ليا ، اااااه على وجه الجلب .
……..
أصابت قمر غيبوبة لمدة يومين بعد أن قام حمدى بطعنها بسكينا بارد على غدر.
وأسرعوا بها إلى المستشفى لإجراء عملية سريعة ، جعلتها تفقد الوعى لمدة يومين ، حرص فيها مسالم على زيارتها يوميا .
حيث كان يجلس بجانبها والحزن يملىء عينيه ويحدثها كأنها تسمعه ….جومى بجا يا قمر ، وفتحى عيونك الحلوة دى .
فتحيها على مسالم اللى كان عيعشجك من وأنتِ جد إكده ، وكان عينضرك فى الريحة والجاية وأنتِ معتخديش بالك منيه .
وانا كمان مكنتش خابر إزاى ألفت نظرك ليه عشان كنت عتكسف جوى جوى أكلمك وكنت بس عبص ليكى من بعيد .
وبعد إكده بعدت عنك شوية لما أبوى أخدنا وسافرنا ، لكن طول ما كنت بعيد عمرك ما روحتى عن بالى وصورتك كانت ديما جدامى وكنت منتظر اليوم اللى أرجع فيه وأشوفك تانى .
لكن لما رجعت سكنت فى مكان بعيد عنيكى وأبوى جدملى فى أمناء الشرطة واتقبلت واشتغلت .

 

وكان نفسى جوى أجى حداكم تانى ، يمكن أقدر اشوفك وأملى عينى منيكى .
وفعلا چيت ووقفت يمكن أشوفك ، لجيتك نازلة جدامى ، فجلبى أتخطف منى خصوصا لما لجيتك ماشاء الله كبرتى وبجيتى أحلى عروسة .
وكان نفسى أقف جصادك وأجولك انا مسالم اللى كنت ساكن جاركم من واحنا صغار زمان ، بس بردك لسانى وقف ومجدرتش .
وكل اللى عملته انى بس مشيت وراكى على الأقل أمتع عينى بيكى من غير كلام .
بس انصدمت لما لجيتك عتقابلى المقدم براء .
ساعتها كانت عايز أصرخ وأقول لاااااا أنتِ حبيبتى انا وبس يا قمر .
وكنت عايز أجوله ، قمر ليا انا وشوفتها وحبيتها قبلك .
بس فكرت أكده وجولت…كيف بس يا مسالم ، انت نسيت نفسك ولا ايه ؟
انت خابر ده مين ده ابن الجبالى وسيادة المقدم ، يعنى يستحيل تسيبه عشان خاطرك انت ، ده انت يدوبك أمين شرطة وهو باشا كبير .
فحملت جلبى اللى مات بيدى ودفنته لأن خابر انك خلاص مينفعش تكونى ليه ، لإنى حتى لو حولت عتكون معركة خسرانة والباشا هيكسب .
وجولت أبعد أحسن ، لكن بردك الشوق كان عيذبنى وكان غصب عنى كل لفترة أجى وأقف يمكن اشوفك تتطلعى من البلكونة ولا الشباك .
لغاية اليوم اللى شوفتك فيه معاه صدفة داخلة على المأذون .
أستغربت وجولت كيف لوحدكم وفين الزغاريد وفين الناس .
وساعتها جلبى وجعنى عليكى يا حبة الجلب لما عقلى دلنى إنك عملتيها من ورا أهلك طول ما أنتِ لحالك .
وجولت ليه تعملى فى نفسك أكده ، ده أنتِ غالية جوى وغالية عندى جوى .
بس كان جلبى حاسس ان طول ما چوازتك دى كانت فى الضلمة مش فى النور مش عتكمل واصل .

 

عشان إكده عشت الفترة اللى بعديها على أمل انك ترجعيلى ، بس اللى مكنتش خابره ولا أتصوره إن الشيطان يضحك عليكى بالصورة دى وتعملى اللى عملتيه ..
كانت صدمة وحسيت جلبى إنكسر وكنت عايز أمسكك وأضرب فيكى وأجولك ليه عملتى فى نفسك أكده وفيه إكده يا قمر ؟
لكن أول ما شوفت دمعتك وانا بوصلك يومها بالعربية لبراء .
كنت عتجنن ومش مستحمل وكل زعلى منيكى راح والزعل كان عليكى أنتِ وعلى اللى صابك يا حبة الجلب .
وخصوصا لما حسيت إنك ندمانة وإن الكلب اللى اسمه حمدى هو اللى غواكى وضحك عليكى .
وحسيت إنى عايز أوجف العربية وانزل وأخدك فى حضنى وأجولك متخافيش عاد انا جنبك ومش هسيبك .
وانا الوحيد اللى حبيتك من جلبى مش عشان أنتِ حلوة لا حبيتك عشان أنتِ قمر وبس .
فافتحى عينيكى يا قمرى وشوفى مسالم اللى مستعد يبيع الدنيا كلاتها عشان نظرة حب من عينيكى ..
لتفتح قمر عينيها وتراه أمامها لتهمس متألمة من جرحها …..مساااااالم .
…….

 

وه عليك يا مسالم ده انت غلبت جابر يا راچل
هى فين الرجالة اللى من النوع ده 😂😂😂؟؟
ويا ترى هيحصل ايه تانى منكم يا ولاد الجبالى ؟؟
وللحكاية بقية.
اتمنى تعجبكم وتكتبوا توقعاتكم واشوف منكم ريفيوهات حلوة .
نختم بدعاء جميل ❤️
يا ودود يا ودود يا ودود.. ياذا العرش المجيد.. يا مبدئ يا معيد.. يا فعالا لما يريد.. أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك.. وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك.. وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء.. لا إله إلا أنت.. يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني.. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى