رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء التاسع عشر
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت التاسع عشر
رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة التاسعة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
****************
أعشقك إلى حد الجنون ولن أعقل
فعشقك رغم عذاب الشـوق أجمل
وإن فارقنى هـواك أذبل
فأنت بداخــلى الاكمــل
وفى إحضـــــانك أثمــل
ونبض قلبى عنك يسأل
فلولا صبرى , لصارت الليــالى أثقل
فالقلب قد باح بالحب ولــــم يخجـل
**************************
ولج جابر إلى بانة فى غرفتهم ، فأبتسمت لرؤيته وأسرعت بخطاها إليه ولكنها فجأة قبل أن تصل إليه شعرت بدوار وسقطت مغشى عليها .
فصرخ جابر ….باااااااااااانة.
ثم اسرع إليها وحملها بقلب خائف فهى تعد نفسه التى بين جمبيه .
ثم حاول أن يفيقها بلمس وجهها وأخذ يردد بانة ، بانة .
فيكى ايه جلبى ؟
لتستعيد وعيها بعض الشىء وهمست بصوت خافت …جابر .
جابر بلهفة…انت چمبك اهو يا جلبى ، مالك حاسه بإيه ؟
فابتسمت بانة وأمسكت بيده ووضعتها على بطنها مردفة بحرج …ده إبنك الشقى ، مش خابرة ليه مش طالع كيف أبوه طيب وهادى ، شكله طالع زييى مزربن وأنت أكده هتفرح فيا يا چابر انا خابرة وتجولى إستحملى طبعك عاد .
فتجمدت ملامح جابر من الصدمة ، فسئلته بانة إيه يا جابر حساك مش فرحان !
ده انا حامل فى تلت شهور ومع ذلك مردتش أجول لحد غير لما تعرف انت الأول لما تخرج بالسلامة , تجوم بدل ما تفرح تبلم إكده .
انت إيه عاد بطلت تحبنى ومش عايز منى عيال ولا ايه ؟
جابر …انتِ عتكلمى بچد يا بانة يعنى انا هبجا أب وعيكون ليه عيل منيكى .
فحركت بانة شفتيها بتهكم …تصور ، بحسبه طلعلى من البخت .
فضحك جابر وحملها مرة أخرى وأخذ يدور بها فى الغرفة .
بانة ..براحة عليا ، يعنى دلوك فرحان ، امال مبنش عليك ليه أول ما قولت وكإنك نزل عليك سهمالله.
جابر …كيف مش فرحان ده انا حاسس نفسى هطير وفرحان جوى ، بس هى من صدمة الفرحة .
ثم وضعها برفق على الفراش ، ثم سجد لله سجدة شكر يحمد الله على منه وعطياه.
…….
وصل باسم لدى ملك ، فابتسمت له ابتسامتها التى ذهبت بلب عقله فصاح …لا أكده احنا مش هنروح على البيت ، احنا هنروح للمأذون على طول وبعدين للقصر سيدتى الچميلة ..
فشهقت ملك …لاااا إكده على طول .
باسم …وفيها ايه ، ده انا صبرت كتير جوى يا ملك ومنتظر اللحظة دى بفارغ الصبر .
فعبست ملك مرددة …وعايزنى أدخل على أوضة مرتك عزة يا باسم .
فتبدلت ملامح باسم مرددا بحنق …مرتى ايه بس يا ملك ، ما أنتِ خابرة اللى فيها وهى على الورق بس وملهاش عندى اى حاچة وهى خابرة أكده وراضية ومش عايزة الا الستر ومش رايدة أطلقها عشان تربى ولدها .
فأرجوكِ يا بنت الناس ما تجبيلى سيرتها لو بتحبينى .
وايه جولك بجا إنها مش عتدخل الجصر تانى ، انا جولتلها أكده وهخدلها شقة بره تربى ولدها بعيد عنينا وانا عليه بس أتحمل مسئوليته لغاية ما يوقف على رجله .
واظن أكده عدانى العيب بزيادة ثم غمزها بقوله….ومن حقى دلوك أشوف نفسى ولا ايه يا ملاكى .
نفوت بجا على المأذون عشان خلاص حبيبك مش جادر على نار البعد وربنا وخلاص نفسى أخدك فى حضنى يا ملك .
فتلونت وجنتى ملك بالحمرة من شدة الخجل مردفة …بس يا جليل الرباية .
باسم ..أكده ، طيب يمين الله لأعملها وهشيع لأبوكى يقابلنا عنديه .
ملك بضحك …لا انت مچنون صوح .
باسم ..عنديكى حق ، هو حد يشوف الچمال ده كلاته وميبجاش مچنون بيكى يا ملك .
يلا بينا على المأذون .
ملك …استهدى بالله أكده ، وكلم أبوى الأول .
فجلس باسم وحدثها…ماشى يا ستى أكلمه .
والد ملك …والله طبعا دى حاچة تفرحنى يا دكتور ، بس مينفعش أكده من غير ما الناس تعرف ، ده انت خابر اللى حوصل .
فلازم نعمل جعدة ونكتب الكتاب عشان يعرفوا وأتشرف بيك يا دكتور جدامهم يمكن ساعتها يبطلوا كلام وحديت عليا وعلى بتى .
فتنهد باسم بحزن وحدث نفسه …يا عينى على اللى حوصل لقمر من المجرم ده .
يا ترى هى عاملة ايه دلوك ؟
وخايف أجولهم اللى حوصل تتعب ملك بزيادة ولا أبوها يحصله حاچة ، فأسكت أحسن وهبجا أروح أطمن عليها .
ثم تابع حديثه بقوله …ماشى يا عمى ، بس إكده ، عيونى وانا هچيب ناسى الليلة كمان وانت تجيب ناسك. وتعلق النور ونكتب واخدها بعد إكده للقصر .
فضحك والدها …ربنا يسعدكم يا ابنى .
فأغلق معه الخط ليرى ملك قد وضعت يدها على وجهها من فرط الخجل .
فقام ووقف بجانبها ليفزعها وهو يصرخ فى اذنها …تووووت .
فغضبت ملك وابتعدت …بردك إكده يا باسم .
فضحك باسم …اعمل ايه لجيتك نايمة جولت أصحيكى.
يلا فوقى إكده عشان ورانا مشواير كتير..
أولا هوديكى بيوتى سنتر ، تعملك كل الحجات اللى محتاجها العروسة ، واشتريلك فستان .
وبعدين عتلبسيه فى بيتكم عاد ، وانا هچيب أمى واخواتى والمأذون وأجى وعمى عيعمل اللازم ويعلق نور ويعزم الناس ، وبعد أكده عاخدك واطير لعش حبنا يا ملك .
ابتسمت ملك …مش قادرة أصدق يا باسم ، معقول نچوز بالسرعة دى ، بعد كل اللى حصل ، حاسه كأنى بحلم .
باسم …ربنا كريم وحنين جوى وكان حاسس بينا .
وعارف أننا منفعش غير نكون لبعض وبس .
يلا يا جلبى عشان الوقت .
فأسرعت ملك معه وقلبها يرقص من الفرحة وتحمد الله أن جمعها مع حب عمرها فى الحلال الطيب .
…..
زهيرة بإندهاش ….إكده على طول يا باسم من الدار للنار ، كنت صبرت شوية يا ابنى الدنيا مخلصتش .
باسم …صبرت كتير جوى ياما ، واهو الحمد لله جبرنى ، فبالله عليكى تيچى معايا عشان الراجل الطيب ده .
زهيرة بنفاذ صبر …أجولك ايه بس ، ماشى يا ولدى .
وعندما أخبر باسم بانة ، فرح جابر مرددا …يااه النهاردة الفرحة فرحتين ، فرحتى بولدى اللى جى فى الطريق وفرحتى بيك يا دكتور .
فشهقوا جميعا …انتِ حامل يا بانة ، فاخفضت بانة رأسها بحرج اى نعم .
فعانقتها زهيرة بحب …مبارك يا بتى ، ربنا يتمم على خير .
وهنئتها زاد أيضا بقولها …مبارك يا أحلى بانة .
بانة بحب …الله يبارك فى عمرك وعقبالك يا جلبى .
فهمست زاد …ياااارب .
فغمزها براء وهمس فى أذنها بعد أن ابتعدت عن بانة …طيب الموضوع ده مينفعش بالدعاء بس ، لازم ليه درس عملى أفهمك كيف ؟
فنكزته زاد بحرج …بس يا جليل الرباية .
فتعالت ضحكات براء ، ثم اتجه كل واحد إلى غرفته يستعد لزواج باسم .
….
وعلى جانب آخر كانت عزة منهمكة بعض الشىء فى دراستها للماجستير ولكن فجأة شعرت بنغصة فى قلبها أوجعتها ، فوضعت يدها على قلبها متألمة …اه ، خير يارب .
ثم همست ….باسم ، يا ترى فيك ايه ، جلبى مش مستريح .
ألا يكون صابه حاچة .
لما أتصل بيه وأطمن عليه ، يمكن حتى يحن لصوتى مرة ويچى يطل عليه .
عشان وحشنى جوى جوى ، ومش جادرة أجولهاله عشان ميصدنيش كيف ما بيعمل كل مرة .
ميتى بس يا جلبى تحس بجلبى وتنسى اللى فات مع أنه عمره ما يتنسى بس الجلب ليه أحكامه .
ثم اتصلت به ، وكان حينها باسم يجلس بجانب ملك بعد عقد القران ممسكا بيديها بحب ويتهامسان كلمات الشوق والغرام بعد أن أصبحت حلاله بعد طول انتظار .
باسم ..مش ناوية تجوليها بقا يا ملوكة ، نفسى أسمعها منك .
ملك بخجل …هى ايه دى ؟
باسم …يعنى مش خابرة ؟ ولا لسه عتكسفى منى ، انا خلاص بچيت جوزك يا جلبى .
يلا جولى بحبك يا باسم وراضى جلبى اللى عيشق نور عينيكى .
ملك …وبعدين معاك ، مش جادرة دلوك لما نروح عاد .
عشان حاسه ان كل العيون عليه ومكسوفة جوى .
باسم …بس أكده غالى والطلب رخيص .
وانا كمان عايز أغمض عينى وأفتحها ألاقى نفسى معاكى هناك تحت سقف واحد لحالنا وساعتها بس ….
ولم يستكمل كلامته عندما سمع رنين هاتفه ليخرجه ليجد عزة هى المتصل ، فزفر بضيق محدثا نفسه …أوف ، هو ده وجته .
لا مش هرد عليها .
ثم انقطع الأتصال فدمعت عين عزة …أكده يا باسم ، مش عايز حتى ترد عليا ، طيب حتى أسمع صوتك وأطمن مش عايزة أكتر من إكده .
اعمل إيه دلوك وانا جلبى مغوغوش عليه ، مفيش فى يدى حاچة غير إنى أتصل عليه تانى ، وحتى لو رد وهزقنى بس أسمع صوته وأطمن بدل القلق ده .
فقامت بالإتصال به مرة أخرى .
فرددت ملك … مين عيتصل بيك يا باسم وليه مش عايز ترد .
رد يمكن يكون عايزك فى حاچة مهمة .
باسم بتجهم ….مش عايز أقطع علينا لحظتنا الحلوة دى يا ملك .
ملك …طول ما انت عتكون جنبى العمر كله ، عتكون لحظاتنا كلها جميلة .
باسم …يا وعدى يا وعدى ، اخيرا الجبل نطق ..
طيب هقوم أشوف مين وارچع للقمر .
فقام باسم يزفر بضيق ثم قام بالرد عليها …نعم يا عزة ، فيه حاچة .
شعرت غزة ببرودة حديثه فتأوهت حزنا ولكنها تغاضيت مردفة …أناا بس كنت عتصل عشان أطمن عليك يا باسم .
مش خابرة ليه حسيت إن فيك حاچة فجولت أطمن .
باسم …انا كويس يا ستى متقلقيش ومفيش داعى لإتصالك وانا جولتلك متتصليش الا لو فيه حاچة ضرورى ، تعبانة ولا حاچة .
فابتلعت عزة غصة مريرة فى حلقها مردفة بأنكسار …ماشى ، انا اسفة يا باسم ، معدتش أكررها تانى حتى لو تعبانة .
ثم تخلل لأذنها صوت الزغاريد ، الذى كان بمثابة صوت طلقات الرصاص .
فشهقت …انت ليلتك النهاردة على العروسة يا باسم ؟
توتر باسم ولكنه وجد أنه حقه فردد …ايوه ، فيه حاجة ولا ايه ؟
مش عتجوليلى مبروك !
شعرت عزة إن الهواء قد نفذ من رئتيها وأخذت تشهق محاولة أخذ أنفاسها من الصدمة .
أحس باسم بانفاسها المتسارعة وتعجب من صمتها فسئلها …عزة أنتِ كويسة ؟
عزة ردى عليا
عزة .
ولكنها لم تجيبه ففزع من أن قد أصابها مكروه ، فلم يدرى ما يفعل ، فذهب سريعا إلى ملك يعتذر منها .
“معلش فى حالة طارئة فعلا ولازم أروح أشوفها ، اتمنى متزعليش منى انى سبتك فى يوم زى ده .
فأومئت ملك بتفهم ..اكيد طبعا مش كنت أحب تسبنى بس ده واجبك يا يا باسم اتفضل روح .
فأقترب منها باسم وقبل جبينها وهمس ..هتوحشينى .
ثم ذهب إلى براء وحدثه …معلش انا مضطر أمشى دلوك ، ولو اتأخرت خد ملك وروحوا وخلى البنات معاها لغاية ما أرچع .
مش هوصيك عليها يا براء .
ابتسم براء ..متقلقش طبعا ، بس حالة ايه دى؟
فى يوم زى ده ، وهو مفيش دكتور غيرك يعنى .
باسم بتجهم ….معلش أمر الله ، هسيبك دلوك وهبجا أطمن روحتم ولا لسه .
سلام.
وعندما خرج باسم سريعا هكذا تهامس الناس بسخرية …هو العريس شكله طفش ولا ايه ؟
صوح عنده حق هو فيه حد يناسب الراجل ده اللى سيرته على كل لسان بردك .
فزفر والد قمر بضيق مرددا ..لا حول ولا قوة الا بالله ، مفيش فايدة فى الناس ، تركتهم ليك يارب .
وفى هذا الوقت جاء اتصال من اللواء محمد إلى براء .
براء …اهلا بسعادة الباشا .
اللواء محمد ….اهلا بين يا سيادة المقدم .
انا بتصل بيك عشان هقولك هتوحشنى .
براء …ليه حضرتك بتقول كده ، حضرتك مسافر ولا ايه ؟
فضحك اللواء محمد مردفا …مش انا ،انت يا براء .
براء …اناااا ليه وفين ؟
اللواء محمد …القاهرة يا براء ومش آثار المرة دى ، لا مخدرات .
وياريت بقا تطول رقبتى ، وعايز أسمع عنك كل خير وتعمل تاريخ مشرف زى ما انا متوقع عنك بإذن الله .
براء…صراحة مش خابر أقول ايه ، افرح ولا أحزن عشان هسيب الصعيد اللى اتولدت واتربيت وعشت فيه واخواتى كمان فيه .
وفى نفس الوقت أكيد فرصة جديدة جدامى مش عايز أفوتها من تحت ايدى .
اللواء محمد …فعلا فرصة وسيبك من اى مشاعر دلوقتى المهم مستقبلك .
براء…تمام يا فندم .
اللواء…تمام حضر نفسك فى خلال يومين هتسافر .
أما السكن فمتشغلش بالك ، هتقابل هناك النقيب مؤمن وهو هيدلك على شقة كويسة فى عمارة الظباط ..
براء …تمام يا فندم ، هجهز انا والجماعة ونروح إن شاء الله.
اللواء محمد …انت هتاخد مراتك معاك ؟
براء …اه اكيد بدال هستقر هناك لفترة .
اللواء محمد …بس الشغل ده نوعا ما خطر وهتكون منشغل عنهم لفترات طويلة ، فمن الأفضل تسبها فى البلد ولما يسمح لك فى النزول تنزل تشوفها .
فتنهد براء بعدم إرتياح لإنه لا ينكر أنه عشق تلك الحورية زاد ولا يستطيع أن يمضى يوما دون أن يراه أو أن يخلد إلى النوم بدون حضنها الدافىء .
ثم تابع بقوله ”
” طيب يا فندم هتكلم معاهم فى الموضوع وأشوف هقرر ايه ؟
……
فى وقت قصير وصل باسم سريعا إلى عزة وكان يلوم نفسه طوال الطريق بقوله …..انا مش هسامح نفسى لو چرالها حاچة ، عشان مرعتش نفسيتها وخابر أنها عتحبنى ومرعتش مشاعرها وانا اكتر واحد خابر الحب وعمايله وإذ كان على اللى حوصل فهى غلطت كيف اى إنسان ضعيف بيغلط فهفضل لغاية ميتى بس أعلق لها حبل المشنقة ، ده ربنا سبحانه وتعالى بيغفر ويشيل الذنب كأنه متعملش ، فليه احنا عمرنا ما ببننسى حتى لو كان من بره قولنا مسامحين لكن من جواتنا لأ .
بس انا غصب عنى عشان عحب ملك وده اليوم اللى كنت عتمناه ، فهى جت هددت الفرحة دى فى لحظة .
_ بس على الأقل كنت رديت عليها كويس مش بالبرود ده .
اديها أهى مستحملتش وخايف يكون چرالها حاچة .
وصل باسم وفتح الباب بيد مرتعشة ، لينظر أمامه فوجدها مغشى عليها ، فارتجف وتقدم منها وهتف بذعر …عزة .
ثم فحص نبضها فوجده ضعيف .
ليلاحظ بعد ذلك أن ملابسها ملوثة بالدم ، ففجع .
ليخرج هاتفه على الفور واتصل بالإسعاف لتأتى بعد حينا من الوقت مضى عليه كالدهر وهو يدور حول نفسه فى قلق وتوتر ويكاد يموت من الفزع كلما نظر إلى وجهها الذى تلون بالصفرة وتلك الدماء التى تتدفق من أسفلها .
باسم ….اااااه ربنا يسترها ، مش هسامح نفسى أبدا لو جرالها حاچة ، ده انا مشوفتش منيها غير كل حب ، أما أنا مجدمتش ليها غير الإهانة فى الريحة والچاية وبرود وأستهتار بمشاعرها .
لتأتى بعد ذلك الإسعاف ، ويساعدهم باسم فى نقلها .
لتصل إلى المستشفى وبالكشف أخبره الطبيب …أنها ولادة مبكرة .
باسم ..لا حول ولا قوة الا بالله بس هى لسه فى السابع ، أكده مش خطر عليها وعلى الجنين .
الطبيب …قول يارب ، وان شاء الله تكون كويسة ، اما الجنين فهيدخل حضانة عشان هيكون مش مكتمل النمو .
باسم …يارب .
وبالفعل دخلت عزة إلى غرفة العمليات .
ولم يفتر باسم عن الدعاء لها ، ثم تذكر ملك فضرب بيده على جبينه مردفا …أااااااخ ، ملك .
ده ايه حظى ده .
ثم قام بالأتصال ببراء بعد أن خجل من الاتصال بها ، فما عساه أن يقول ..
براء …كل ده تأخير يا دكتور ، ده الناس زهجت وروحت .
باسم … معلش غصب عنى وانا جولتلك لو اتأخرت خدها وروحوا عاد .
براء …بس يعنى جولت انت بنفسك أفضل عشان منكسرش بفرحتها فى يوم زى ده .
باسم ..خابر ومش جادر حتى أكلمها عشان أعتذر ، فمعلش حاول انت وأمى تراضوها وتروحوا وانا أول ما أخلص هحصلكم بإذن الله.
فضحك براء …ماشى بدبسنا ، ربنا يستر بجا ولما ترچع منسمعش المعركة اللى هيحصل بينكم لأن اكيد هترچع تلاجيها متزربنة واستحمل بجا يا چوز الإثنين ، انت اللى چبته لنفسك .
عض باسم على شفتيه بغيظ مردفا …خليك محضر خير يا براء ، بدل متولعها أكده يا خوى ، انا مش ناجص كفاية اللى انا فيه .
ليخرج الطبيب فيسرع باسم فى قوله …طيب انا هضطر أجفل دلوك واعمل اللى جولت عليه ، سلام .
ثم اسرع إلى الطبيب ليطمئنه ”
الطبيب وعلى وجهه الآسى …الأم الحمد لله حالتها مستقرة ، لكن للأسف الجنين مات .
فأغمض باسم عينيه بحزن مرددا …لا حول ولا قوة الا بالله..
طيب ممكن أدخل أطمن عليها .
الطبيب…ايوه ، دلوقتى هينقولها الغرفة ، بس حاول تخفف عنها بعد ما تعرف لأن عارف تأثير موت الطفل اللى كانت بتستناه شهور بفارغ الصبر هيكون صعب جدا عليها وربنا يعوضكم غيره بإذن الله.
فردد باسم بإندهاش ..غيره!
ليتركه الطبيب فى حيرة فى أمره.
ليتحرك باسم بعد ذلك لرؤية عزة .
فوجدها تأن من الألم ودموعها لا تتوقف ، فتنهد بعدم إرتياح وإحساس بالندم سيطر عليه من أجلها وأقترب منها وحاول الابتسام بالكاد بقوله ….حمد لله على السلامه يا عزة .
كيفك دلوك ، تعبانة جوى أنادى عليهم يدوكى مسكن ؟
طالعته عزة بحب وتاهت فى عينيه وهمست ..باسم ، انت جيت كيف وحصل ايه ؟
ثم وضعت يدها على بطنها فلم تجدها مرتفعة مثل ذى قبل فتسائلت بإندهاش…. بطنى فين عاد ؟
هو انا ولدت بدرى إكده ، وفين ولدى باسم ؟
فلم يستطع باسم الرد عليها ولكن تعبيرات وجه كانت تقول ما لا يقوى عليه لسانه .
فصرخت عزة ….ولدى ، ولدى .
وأخذت ترتجف فى الفراش ، ففزع باسم مردفا …بس يا عزة ارجوكِ مش متحمل أشوفك أكده ، استهدى بالله وجولى الله يرحمه وعيكون بإذن الله شفيع ليكى يوم القيامة .
ولكن شخصت عين عزة وزاد إرتجافها فهرع باسم إلى الطبيب ليأتى ليحقنها بمهدىء لتنام .
فأخذ باسم يتطلع إليها وهى نائمة مردفا بحزن …لا حول ولا قوة الا بالله ، قد إيه الإنسان ضعيف جوى ، بس شكلها وهى نايمة برىء جوى .
ثم عاتب نفسه بقوله ..ايه برىء جوى دى ؟
ومالك أكده حزنان جوى ، ما عادى وكمان دى فرصة إنك تسرحها بالمعروف خلاص العيل مات .
ثم عاتب نفسه بقوله ”
” بس خلى عندك شوية دم ، مش دلوك عشان ميبقاش موت وخراب بيت .
”اه فعلا لازم أستنى شوية .
ودلوك هطلع أكلم ملك عشان خابر زمانها متزربنة عشان اتأخرت جوى ..
باسم …الووووووو يا ملك
لو سمحتى انا جلبى معاكى ، فجولت أتصل أطمن على جلبى اللى عنديكى .
زفرت ملك بغضب …طيب ما تجولى الأول جلبى اللى عنديك وتعبته معاك عامل ايه يا دكتور ولا هو الناس عنديك أهم منه .
ومهمله فى أول ليلة المفروض نكون مع بعض .
صراحة أول مرة أشوف عروسة من غير عريس .
انت مش خابر الناس كانت عتبصلى كيف لما مشيت ولا لما نزلت مع أخواتك لحالى .
كلامهم كان عامل زى السم لما جالوا ، العريس شكله طفش ووخدينها ليه غصب .
شعر باسم بمرارة فى صوتها فأشفق عليها وشعر بنغزة فى قلبه وحاول أن يراضيها بقوله …خابر أن ملاكى زعلان ، بس صدجينى غصب عنى .
وخابر أن كلام الناس واعر ، بس معلش ملحوقة لما يشوفونا مع بعض بعد إكده مبسوطين عيحطوا بولغة فى خشمهم .
وانا آسف يا ملوكة ، متزعليش منى يا جلبى وان شاء الله هعوضك عن الليلة دى بالعمر كله يا روحى أنتِ.
فاحمرت وجنتيها خجلا وسمع باسم صوت أنفاسها المتسارعة .
باسم …ايه افهم من سكوتك انك خلاص سمحتينى .
السكوت علامة الرضا .
ملك …انا بس أشوفك يا باسم جدامى عنسى كل حاچة ، بس تعال يلا أتوحشتك جوى .
باسم …لا مجدرش على الكلام الحلو ده ، وفى أقرب وقت هكون عندك يا جلبى .
……….
خلد براء إلى النوم وعلى صدره زاد يضمها إليه بحب ، ولكنه لم يتكلم معها كثيرا كعادته قبل نومه ، فاستشعرت زاد إنه يشغله شىء فسألته …فيك ايه يا حبيبى شاغل بالك ؟
رد عليه انا خابرة إنك منمتش عاد لسه ، ورموشك أهى عتتحرك كتير ونفسك عمال يعلى ويوطى .
فابتسم براء وفتح عينيه …ايه ده انت فقسانى إكده على طول .
فضحكت زاد …ايوه ، انا خابراك أكتر من نفسى .
يلا جول على طول فيك ايه؟
براء …تمام يا فندم .
زاد ..جولى فيه ايه شغلك ؟
براء …صراحة جتلى فرصة شغل جديد فى القاهرة فى مكافحة المخدرات.
فاتسعت عين زاد مرددة بقلق …القاهرة ومخدرات ، لا ده شغل واعر وانا أخاف عليك يا براء .
خليك إهنه أحسن .
براء …مش بيدى ده أمر ولازم أنفذه ، بس اللى مضيقنى هو بعدى عنك مش أكتر .
زاد بفزع …ايه ، لا طبعا ، انا رچلى على رچلك ، يستحيل أسيبك لوحدك هناك .
براء ….مش هينفع هكون مشغول طوال الوقت ، فخليكى إهنه أفضل عشان أكون مطمن عليكى .
زاد بعبوس …أسيبك عشان تبرتع هناك لحالك وخصوصا البنات المصرواية اللى عيمشوا لابسين ومش لابسين دول .
هو انا لحقت خلصت من اللى إهنه عشان تروح هناك لحالك .
لا لا يمكن رچلى على رچلك .
فضحك براء وضمها مجددا لصدره ..يا بنتى أنتِ دماغك راحت فين بس ، انا بقول شغل .
وكمان انا عيونى خلاص عمرها ما هنشوف غير زاد وبس .
أنتاب زاد شعور بالفرحة لكلماته ولكن سرعان ما انقبض قلبها ولا تعلم السر وراء ذلك ؟
فما يا ترى سيحدث فى مصر المحروسة ؟
وطبعا فرح باسم أتفض بدرى ملحقتش افرح بالفستان 😂
معلش بقا النصيب .
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان، اللهم امين
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)
