رواية القديمة تحلى الحلقة السابعة 7 بقلم نرمين
رواية القديمة تحلى الحلقة السابعة 7 بقلم نرمين |
رواية القديمة تحلى الحلقة السابعة 7 بقلم نرمين
مرت عليها الدقائق بثقل شديد مع مرور كل ثانية كان الم رأسها يتضاعف اكثر من ذي قبل …سابقا وقبل ان تعاود تعاطي تلك السموم كانت بدأت تعتاد على الم رأسها قليلا ولكن امكانية وجود المسحوق الابيض جعلتها تلقي ما بنته خلال شهر من العلاج وراء ظهرها وانجرفت وراء الممرضة وعاودت تعاطي المخدرات…
تناولت طعامها كما امرها ناير ولم تتسبب فى احداث ضجة قدر استطاعتها فزوجها لن يتوانى عن تنفيذ تهديده اذا ما حاولت اثارة المشاكل بالغرفة او العبث بمحتوياتها…
فتح الباب ودلف منه ناير يحمل صينية طعام بيده نفس المشهد يتكرر وضع الصينية على الطاولة الصغيرة بالغرفة والتفت لها قائلا…
-الغدا..يلا كلي كده انت خسيتي خالص عاوز اجي اخد الاطباق ديه الاقيها ممسوحة…
واستعد حتى يخرج من الغرفة فاستوقفته زهرة قائلة بصوت مهتز وعينان مدمعة…
-مـ..ممكن تـ..تديني حاجة للصداع يا ناير؟؟…
لم يلتفت لها واجابها قائلا بصوت حاد لا يقبل النقاش..
-لا…
اقتربت منه وامسكت برسغه تترجاه وعبراتها تجري على وجنتيها …
-الله يخليك يا ناير…صدقني انا تعبانة …تعبانة ودماغي هتنفجر م الصداع عاوزة بس اي حاجة تخفف الوجع والصداع ده…
حل وثاق رسغه من قبضتها تابع سيره ناحية باب الغرفة لكنه توقف مكانه عندما شاهد الطاولة الصغيرة وما عليها يطيحان بالارض تبعهم صراخها هي..
-يعني ايه لا!!…انت مفكر نفسك مين ها؟؟..انت ملكش دعوة بيا انت اتخليت عني وسبتني جاي دلوقتي تتعبني تاني؟؟…غور امشي مش عاوزة منك حاجة …
شهقت بمفاجأة والم عندما جذبها ناير بسرعة من شعرها وهتف من بين اسنانه..
-مع الاسف يا حياتي مفيش غير الاكل اللى انت وقعتيه ده لغاية العشا علينا وعليكي بخير بقي…ولغاية العشا ان شاء الله ف مراتي حببتي هتنضف اللى هي عملته ده …احسن ما يبقي مفيش عشا كمان…
صرخت بعنف وعناد…
-مش هنضف حاجة…لا عاوزة اكل ولا شرب …هفضل كده لحد م اموت وربنا يخلصني منك…
حفر الالم معالمه على وجهه بوضوح مع كل كلمة تتفوه بها زهرة ولكنه اخفاه بمهارة وراح يهزها بعنف…
-انا هربيكي يا زهرة…
ودفعها حتى سقطت على الارض بجانب ما اسقطته من طعام…
-براحتك يا حياتي..يعني اسافر وانا مرتاح لانك كده كده مش هتاكلي بقي وعاوزة تخلص مني…اوكي انا هساعدك…هتوحشيني يا زهرتي ف الكام يوم اللى هغيبهم دول…
وخرج وتركهاواغلق الباب خلفه بالمفتاح ثوان وكانت صرختها القوية تشق الصمت من حوله بسبب الم رأسها الذي بدأ فى التزايد بصورة غير محتملة خاصة مع جذبه لها من خصلات شعرها بقوة والتي ساعدت فى مضاعفة الالم…
الفصل السابع…
الان وبعد ان حبكت خطتها جيدا واحكمت الحصار من حوله حتي لا يعترض بقي عليها مهمة اخباره …انتظرته حتى يأتى فقد اخبرتها حماتها بقدومه اليوم ولكن بساعة متأخرة ولكنها لم تكترث وبقيت تنتظره …ذهبت والدته فى سبات عميق اذ ان الساعة الان تشير الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل فيأست من حضوره ونامت…
تنهدت تمارا باحباط وامتعاض جلي ونهضت من مكانها حتى تغادر الى شقتها ولكنها توقفت مكانها وابتسمت باتساع عندما سمعت صوت الباب وهو يحاول فتحه …
تجمد عابد بمكانه عندما شاهدها لاول مرة منذ زواجه بها تبتسم له..بدت وكأنها تنتظره …شرد بخياله بعيدا الى احدي امانيه عندما شاهدها لاول مرة فى خطبة ابنة عمها “سيلين”…عاش معها بخياله ..تخيلها وهى تنتظره بإحدي ابتساماتها التى تسلب لبه بدون شك عند عودته من العمل…ولكن جميع امانيه وما بخياله تبخر عندما…
-هتفضل واقف عند الباب كتير كده ؟؟..
قالتها تمارا بهدوء وابتسامة صغيرة على شفتيها واخرجته مما شرد به ربما لدقائق ولم يشعر…
استعاد رباطة جأشه وعادت الجدية الى ملامحه ثم قال…
-لا ابدا…اكيد هدخل يعني بس اتفاجئت كده فكرتك مثلا مستنياني ..
فتحت فمها تنوي الرد لكن صوت والدته الملهوف قاطعها وهى تندفع الى احضان صغيرها ..
-وحشتني اوي يا حبيبي ..كده كده يا عابد يومين بحالهم مشوفكش يا ابني…
بادلها عابد العناق بقوة وربت على رأسها مقبلا اياها ثم ابعدها عنه وجلس على المقعد قائلا بقوة هادئة…
-هو انا مش قايل متنزليش هنا الا لما تقوليلي؟؟..كلامي مبيتسمعش ليه ؟؟..
سارعت والدته بالرد وهى تربت على كتفه قائلة بنبرة مدافعة…
-لا يا حبيبي مش ذنبها…انا كلمتها قولتلها انى تعبانة انت عارف السكر بقي على عليا فجأة كده واتصلت بيها عشان تلحقني لكن هي متقدرش تكسر كلمتك طبعا…
عابد بلهفة…
-انت كويسة دلوقتي يا امي ولا تروحي لدكتور…
ردت والدته مطمئنة اياه..
-لا يا حبيبي تسلملي انا تمام تمارا الله يباركلها لحقتني بالعلاج…تعالى بقي اتعشي معانا..
انتهيا من تناول العشاء الذي اعدته تمارا فى دقائق وجلسا سويا لبعض الوقت وبعدها نهضت والدته من مكانها وهى تقول اليهم وتشير الى باب المنزل…
-يلا يا حبيبي خد مراتك واطلع شقتك انا خلاص هدخل انام مع حبايبي…تصبحوا على خير..
عابد/تمارا…
-وانت من اهل الخير يا امي…
لم يستطع عابد مجادلة والدته بشأن صعوده الى منزله فهي لا تعلم شيئا عما قالته تمارا بذلك اليوم لذلك فعل ما طلبته والدته بصمت تام وتبعته هي بسكون..
بالشقة ..دلف عابد الى غرفة اطفاله واستعد للنوم بها حتى يذهب صباحا الى العمل …بعد قليل دلفت اليه تمارا بعد ان دقت على الباب تنتظر اذن الدخول..
-ياااه …بتقدري الوقت صح اوي استنيتي لما غيرت هدومي وبعدين دخلتي…المهم خير؟؟..
شبكت كفيها ببعضهما دلالة على توترها وقالت..
-كنت عاوزة استأذنك انى اروح النادي مع زمزم…
قطب عابد جبينه قليلا ثم هتف باستغراب…
-نادي!!…ده من امتي اصلا ..وعاوزة تروحي ليه؟؟..
-عادي..انا بفضل قاعدة هنا ال24ساعة وانت مبترضاش انى اخرج الا معاك لما تكون موجود…لكن زمزم عمو قدري مبيخرجهاش الا بالحراسة عشان لو حصل حاجة لاقدر الله..
-اممم…ف انت شوفتي انها فرصة كويسة خصوصا ان مش هيبقي فيه مبرر لرفضي..
اسرعت تمارا تقول بلهفة..
-لا..لا والله مش قصدى…انت تقدر تقولي لا بكل سهولة ومش لازم تقول اسباب كمان…بس انا فعلا لاقيتها فرصة كويسة خصوصا انى مبروحش لزمزم وده هيبقي تعويض..وكمان العيال مش هقدر اسيبهم لطنط ف قولت النادى فرصة…
ابتسم عابد بخفة وتمدد على الفراش قائلا..
-ماشي يا تمارا…وخدي الكريديت بتاعتك م المحفظة …يلا خدي الباب ف ايدك…
نظرلها عابد وهى تعطيه ظهرها بنظرات ممزوجة بالاحباط…خيبة الامل..الخذلان …الوجع…ف ابتسامتها وهدوءها ورقتها معه اليوم لم تكن نابعة من داخلها …كانت فقط مجرد واجهة لما ستطلبه منه ولذلك اقتضي ذلك توفيرها الراحة للزبون حتي تصل الى مرادها وما تريده…
تنهد بوجع وخيبة ورفع الغطاء عليه واغمض عيناه حتي يستدعي النوم الى جفنيه…
*********************
دلفت اليها سيلين على حين غرة فشهقت بعنف من المفاجأة ونهضت مسرعة من مكانها ولكنها تعثرت بسبب كومة الملابس التى تحتل اكثر من نصف ارضية الغرفة….
اقتربت منها سيلين وهى تنظر للملابس الملقاة ارضا بذهول قائلة…
-ايه ده كله يا زمزم ؟؟…مطلعاهم كلهم كده ليه؟؟..
غرست زمزم اصابعها بخصلاتها البرتقالية وهتفت بنزق وملامح منزعجة…
-مش عارفة البس ايه وانا راحة عند ياسر…زهقت ف نزلتهم كلهم…
ضحكت سيلين بقوة حتى ادمعت عيناها وهى تنظر الى تلك الطفلة الحانقة امامها ثم تقدمت منها وجلست بالارض…
-ما لازم طبعا متبقيش عارفة..انت اصلا هدومك كلها قديمة ..مكنتيش بتجيبي لبس اساسا…
زمزم بحيرة..
-طب اعمل ايه؟؟..
رفعت سيلين احدي حاجبيها بتفكير ثوان واصدرت صوتا بإصبعيها وهتفت..
-لقيتها..شوفي يا ستي فاضل ع معادك ساعتين بحالهم ايه رأيك تنزلي معايا نروح نجبلك طقم محترم كده تروحي بيه؟؟..
اعجبتها الفكرة وتحمست كثيرا ثم عادت ملامحها الى التجهم وهتفت…
-بس الحاجات ديه مين هيشيلها كده هتأخر..
قاالتها وهى تشير الى الملابس الملقاة ارضا…جذبتها سيلين من ذراعها وهى تقول..
-سيبك من ده كله دلوقتي هبعت سمر عشان تشيل ده كله واحنا نخرج…ها يلا بقي ولا ايه ؟؟..
اومأت زمزم بسعادة وذهبت حتى ترتدي ملابسها…