روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء الرابع

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت الرابع

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة الرابعة

صق جعفر على أسنانه بقوه واقترب منها سريعًا وهو يُعنفها قائلًا:أسكوتي يخربيتك هتفضحينا
ضحكت بيلا أكثر وهي ترى السيدة تتمسح عليها وتبكي بحرقه وكأن من مات هو طفلها وليست بقره لتقول من بين ضحكاتها:هي مش دي البقره اللي بيعبدوها برضوا … بس أنتوا متبلينها ولا ايه ايه البقرة الصفرا دي
عادت ضحكاتها ترن في المكان ليجذبها جعفر من ذراعها إليه بقوه واضعًا يده على فمها كي تصمت ولكنها ظلت تضحك بصوتٍ مكتوم وهي كلما رأتها تضحك أكثر ليقول رجلًا منهم وهو يرمقها بشر:إنها تضحك على موت الرب تلك الحقيرة أمسكوا بها
نظر جعفر لهُ بصدمه بعدما استمع لحديثه وهو يراهم يقتربون منهم ليلعن بيلا بداخله ولم يشعر بنفسه ألا وهو يجذبها هاربًا منهم
تحدث وهو يركض مُمسكًا بيدها وحاملًا صغيرته على ذراعه وهو يقول بغضب:قولتلك أسكوتي أدينا هنموت بسببك
ضحكت أكثر لتقول:شكلهم بيضحك أوي هي الناس دي مجانين بجد يعني هما مقتنعين باللي بيعملوه دا
رمقها بشر وهو يتوعد لها قائلًا:اقسم بربي يا بيلا لـ اوريكي لو طلعنا عايشين من هنا
___________________
“خلاص يا مُنصف ميبقاش قلبك أسود كدا يا راجل”
أردف بها لؤي وهو ينظر لمُنصف الذي كان يستند بمرفقيه على قدميه وينظر أمامه بشرود، زفر لؤي وقال:ما انتَ غلطان برضوا يا مُنصف يعني ضربته وهزقته مكانش ليه داعي
نظر لهُ مُنصف ليقول لؤي:كلنا خايفين على جعفر زيك وبعدين انتَ لو مكانه هتعمل كدا واكتر على فكرة
مُنصف بحده:بالمنظر دا … دا شكل واحد بيحمي صاحبه
زفر لؤي وقال بقله حيله:مفيش فايده فيك أقسم بالله يا بني آدم أفهم هو ملهوش ذنب في حاجه وبعدين جعفر عنده أستعداد يروح أي مكان عشان خاطر يحمي مراته وبنته دا مبدئيًا يعني وقبل أي حاجه … متحملهوش فوق طاقته يا صاحبي سراج محتاجنا جنبه دلوقتي مش معقوله الحيطة اللي هيتسند عليها تبقى مايله بالشكل دا … صالحه عشان انتَ زودتها شويه ووحد الله كدا ومتخليش الشيطان يعمل فيكوا كدا
قاطع حديثه دلوف سراج الذي نظر لهُ بهدوء، نظر لهُ لؤي وقال:تعالى يا سراج
أقترب سراج ليقف أمام لؤي وهو ينظر لهُ قائلًا:انا جيت أعرفك أن انا ماشي
لؤي بتساؤل:على فين؟؟؟؟
سراج بهدوء:رايح أرجع صاحبي
نظر لؤي لـ مُنصف الذي نظر لـ سراج بهدوء، تحدث لؤي وهو ينظر لهُ مره أخرى قائلًا:وانتَ عرفت مكانه أزاي
سراج:إيميلي عرفتني كل حاجه وحاليًا جعفر واقع في مشكلة عشان كدا انا هتحركله بسرعه
نهض كلًا من لؤي ومُنصف ينظران لهُ بترقب ليقول لؤي بهدوء:مشكلة ايه
سراج:تلات شباب طايشين أتعرضوا لبيلا وليان وجعفر مسكهم كَلهم علقة موت دا غير إن السُلالة الهندوسية هناك بيطاردوهم عشان بيلا أستهزقت بموت بقرتهم واللي هي أستغفر الله العظيم الرب فكدا مقداميش حل غير إني أروح مع ميشيل وكين والرجالة عشان نخرجهم من هناك في أسرع وقت وقبل ما الموضوع يكبر
مسح لؤي على وجهه وهو لا يُصدق ليقول سراج مره أخرى:انا جيت أعرفك بس
أنهى حديثه ثم تركهما وخرج لينظر لؤي إلى صديقه وهو يزجره ببعض النظرات كي يتحرك ويفعل شيء
“سراج”
وقف سراج على صوت مُنصف الذي كان يقف خلفه على بُعد مسافة وجيزة، أقترب مُنصف من سراج ووقف أمامه وهو ينظر لهُ بهدوء بينما أشاح سراج وجهه للجهة الأخرى بضيق ليدوم الصمت بينهما للحظات قبل أن يقطعه مُنصف وهو يقول بهدوء:تروح وترجع بالسلامة يا صاحبي … حقك عليا متزعلش مني انا عارف إني أتغابيت عليك شويه مش عايزك تزعل مني
أبتسم سراج أبتسامه جانبية ساخرة وقال:كتر خيرك والله يا مُنصف … بس انا مش قابل أسفك
تحرك خطوة واحدة ليوقفه يد مُنصف وهو يقول:لا يا سراج هتقبله وانا عارف كدا كويس
نظر لهُ سراج وقال بسخرية:ايه الثقة دي … وانا مش قابله بأي شكل من الأشكال خليهولك
أبعد يده عنه ليتركه مُنصف ويذهب سراج تاركًا إياه خلفه ينظر لهُ بهدوء ليقول بإصرار:هتقبله يا سراج غصب عنك سامع
أبتعد سراج كثيرًا لينظر هو لأثره بضيق فـ هو يعلم عناد سراج وعدم مسامحته ليست بالشيء الهين
_____________________
“حسنًا ميشيل أنا أتفهم ذلك ولكن ما فائدتك فأنت في النهاية مستذئب”
أردف بها كين وهو ينظر لهُ بهدوء ليُجيبه ميشيل بهدوء قائلًا:وجودي بجانب الصغيرة أمرًا هام للغاية فنحن لن ندع تلك السيهار تنجو بفعلتها تلك وتعريضهم لخطر أكبر من خطر هذا الزعيم العفن الخاص بكم
عقد كين يديه أمام صدره وهو يقول:أفهم من هذا الحديث بأنك ستُشعل حربًا أليس كذلك
أبتسم ميشيل أبتسامه واسعه وهو يقول:نعم عزيزي أحسنت هكذا هو بالفعل
حرك كين رأسه برفق ليقول بنبرة باردة:حسنًا يبدوا بأنك مُحق فأنا أُريد الثأر من تلك اللعينة التي لن ولم تُفلت من يداي
“أرى حربًا تشتعل دون أن نتحرك تمهلوا قليلًا”
أردفت بها كاثرين التي كانت قد أقتربت بدورها منهما ووقفت بينهما وهي تقول ببرود:نحن بالتأكيد لن ندعها تُفلت بفعلتها تلك ولكن نحن يجب علينا التحلي ببعض الصبر حتى ننال ما نُريده دون أي حدوث كوارث
كين بتهكم:أنظروا من تتحدث .. كاثرين الحية تتحدث عن كيفية التحلي بالصبر يا للعار
ميشيل بأبتسامه:لا تقلقي عزيزتي فلسنا نحن من نُهزم من امرأة وليست أي امرأة
كين بأبتسامه:ليتك كنت مصاص دماء يا رجُل فكنت حينها لن أتركك لحظة واحدة
ضحك ميشيل بملئ فاهه لتبتسم كاثرين أبتسامه جانبية ساخره وهي تقول:أشعر بالسخرية اللاذعة في حديثك ميشيل
نظر لها ميشيل وقال بأبتسامه:حسنًا أنتِ مُحقة كيف علمتِ ذلك
أبتسمت كاثرين أبتسامه جانبية ساخره وقالت بغرور:إنها قدراتي الخاصة عزيزي
“حسنًا أحتفظي بها لأننا سنحتاجها في المدى القريب”
أردفت بها إيميلي التي أقتربت منهم برفقة سراج لتبتسم كاثرين وتقول:ها هي قد عادت يا رفاق ومعها سراج المٌخيف
أبتسم سراج بخفه وقال:نعم أبتعدي عني حتى لا تتأذي يا صغيرة
تركها وتحرك صوب غرفته كي يستعد ويذهب إلى جعفر تحت نظرات الجميع لتقول كاثرين بضيق:هيّ يا رجُل كفاك سخرية مني آنا حتى الآن لا أُريد أن أُريك من تكون كاثرين حتى لا تخاف مني
أبتسمت إيميلي وهي تُحرك رأسها برفق وهي تقول:تعالي معي يا عنيدة أحتاجك في أمر هام
______________________
زفر بقوة بعدما أستطاع أخيرًا تضليلهم لينظر إلى بيلا بغيظ شديد لتنظر هي لهُ بطرف عينها بأبتسامه بريئة لتقول:ايه بتبصلي كدا ليه
عض على شفته السُفلى بغيظ شديد منها ليقول:لا أبدًا في واحده عايز أموتها دلوقتي ومش عارف
أتسعت أبتسامتها وقالت:مين وانا هساعدك متقلقش
أبتسم بسخرية وهو ينظر لها ليجذبها فجأه من خصلاتها برفق إليه وهو يُحاوطها بذراعيه بغيظ شديد قائلًا:انتِ يا روح قلبي .. نفسي أوي في اللحظة دي أموتك فـ لو ساعدتيني يبقى كتر خيرك وهتاخدي ثواب برضوا متخافيش
ضحكت بيلا وهي تضع يديها على رأسها كـ نوع من أنواع الحماية وهي مازالت تحت قبضته لتقول:أهون عليك يا جعفر
شدد جعفر من قبضتيه ليقول بأبتسامه:اه يا روح جعفر تهوني عادي بعد اللي أتعرضتله بسببك وإني كنت هموت على أيد شويه معتيه زيهم أه تهوني
بيلا:آه يا قاسي يا ابو قلب حجر والله لـ اشتكيك للحكومة
أتسعت أبتسامه جعفر ليقول:أشتكي … على أساس إني هسمحلك أصلًا
ضحكت بيلا أكثر لتقول:خلاص ما هما اللي شويه معاتيه وانا مقدرتش أمسك نفسي
جعفر بغيظ:انتِ اللي بتعصبيني أهو وانا بحاول أنسى اللي حصل من شويه عشان لو حاسبتك هنزعل من بعض
عانقته بيلا بقوه وهي تقول:لا انتَ طيب وقلبك أبيض مش هتعمل حاجه في بيلا حبيبتك
زفر جعفر بقلة حيلة وحاوطها بذراعه وهو يقول:آه منك يا حرباية انتِ … بس ماشي يا بيلا
ضحكت بخفه لعلمها بأنها أستطاعت السيطرة على الوضع وأصبح في صفها وكالمعتاد لم يستطع فعل شيء سوى الرضوخ لها فبكل الأحوال كانوا سينكشفون، طبع قُبلة على رأسها وضمها أكثر ومعها ليان التي أقتربت منه مؤخرًا
تحدثت ليان وهي تنظر لهُ قائلة:أبي إيميلي قادمة
عقد جعفر حاجبيه لينظر لها ومعه بيلا ليقول:هل تواصلتي معها للتو عزيزتي
حركت ليان رأسها برفق لتقول بيلا بأمل:رائع هذا يعني أننا سنعود معهم
ليان:إيميلي علمت بأن سيهار تخدعنا لذلك ستنتقم منها
حسنًا أتضحت جميع الخيوط لجعفر فهذه اللعينة خدعتهم بحجة البقاء بعيدًا عن صمويل حتى لا يتأذوا، حسنًا فلتتحمل ما ستراه منه هذه الماكره
______________________
“أين هم إيميلي نحن نسير قرابة النصف ساعة ولم نجد لهم أثر”
أردف بها سراج بضيق لتقول إيميلي:أقتربنا سراج
أقتربوا من هذا الكوخ الصغير لتدلف إيميلي وخلفها سراج وكين وميشيل لتندفع ليان وهي تركض إليها لتُعانقها إيميلي بحب وهي تُقبلها، أقترب سراج من جعفر الذي عانقه بقوه ليُبادله سراج عناقه ليقول:وحشتني أوي يا صاحبي
ربت جعفر على ظهره وهو يقول بحده:مين اللي ضاربك بالبوكس في وشك بالمنظر دا يا سراج
أبتلع سراج تلك الغصة التي كادت تُسبب لهُ أختناق ليقول بكذب:مفيش انا أتخبطت في وشي
نكزه بقوه في ظهره وهو يصق على أسنانه بغضب قائلة:مين اللي ضاربك يا سراج بقول متحورش عليا
شدد سراج من عناقه لهُ وهو يدفن رأسه بكتفه ليقول جعفر بنبرة متوعده وهو يُربت على ظهره برفق:ليلتك سوده معايا يا مُنصف
عانقت إيميلي بيلا وهي تقول:هل أنتِ بخير بيلا
حركت بيلا رأسها برفق وهي تبتسم لها لينظر ميشيل لجعفر ويقول:أشعر بأنك تُخطط لشيء أيها الماكر
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية وهو ينظر لهُ ليقول:تهانينا لقد أقتحمت عقلي بكل وقاحه أيها الوقح اللعين
أبتسم ميشيل وهو يقول:أشكرك على هذا المدح العظيم عزيزي
كين:أعلم ما فعلته بالصبية الثلاثة أيها الحقير
أقترب منه جعفر وهو يقول بتهكم:وكأنني سأخشاك مثلًا؟؟؟؟؟
كين بتهكم:ولِمَ لا تخشاني هل أنا أجرب يا رجُل
جعفر بأستفزاز:نعم عزيزي كيف علمت هل أقتحمت عقلي مثلما فعل هذا الوغد الكبير
اردف بها وهو يدفع وجع ميشيل الذي دفع يده بعيدًا وهو يقول:أيها الحقير سأُريك ماذا سأفعل بك
أبتسم جعفر بسخرية لاذعة ليقول سراج وهو يقف خلف جعفر:لا أحد يقترب من صديقي أيها الوغدان
كين:نعم لأنه صديقك ولكن أتعلم فلتذهب أنت وصديقك هذا إلى الجحيم
إيميلي بجدية:هيا يجب علينا تنفيذ ما جئنا من أجله وكفوا عن العراك أنتم لستم بالروضة
نظر لها جعفر وقال:وما الذي خططوا إليه حتى تقوموا بتنفيذه
إيميلي بغموض:أتبعني وسترى بنفسك كل شيء
__________________
“نعم نعم في الواقع هذا لا يهُم كل ما أُريده هذه الصغيرة حسنًا”
أنهت حديثها وأغلقت الهاتف بوجه المتحدث إليها لتبتسم وهي ترى سيهار مُقيده بـ جنازير حديده وبجانبها ريشي الذي قد نفذت طاقته لتبتسم بتهكم قائلة:أمازلتما لا تودان الإعتراف عن هذه الفتاة وجلبها إليّ
نظرت لها سيهار وقالت بشراسة:بعينك أيتها الحقيرة
أبتسمت هي أكثر لتقول:حسنًا لا بأس ستقضيان حياتكما هكذا لا مانع لدي فأنا أعشق التعذيب مثلما تعلمين عزيزتي
أقتربت من ريشي تحت نظرات سيهار لها لتقف أمامه ببرود لتقول بشفقه مزيفة:أوووه أنظروا إلى هذا العنيد إلى أين أوصله عناده ولسانه السليط
رفع ريشي رأسه برفق شديد وهو ينظر لها بحقد ليُقابله وجهها البغيض ليبصق بوجهها بأحتقار فهو يعلم إلى ماذا ترسُم هذه الماكره ليرى نظرات سيهار التي تكاد تحرقها مكانها
ضحكت هي بقوه وهي مستمتعه برؤيتهما بهذا الشكل المحزن لتقول:حسنًا أبقيا كما أنتما هكذا لا يهُم ولكني سأصل إلى الفتاة
تركتهم وخرجت بكل برود وتكبر لينظران لأثرها بغضب بعدما إنغلق الباب لتقول سيهار بحقد:هذه اللعينة أقسم بأن أُريها الويل عندما أتحرر تلك السافلة تتقرب منك بهذا الشكل المقزز سأقتلها بيداي
ريشي:لقد وصلت الصغيرة سيهار
عقدت سيهار حاجبيها لتنظر إلى ما ينظر إليه ريشي وترى ليان تقف أمامها لتجحظ عيناها وهي تقول:كيف جئتي إلى هُنا وأين والداكي هيا أُهرُبي سريعًا من هُنا هذه الحقيرة لن تدعكِ وشأنكِ هيا ليان لا تقفي هكذا
ريشي:هيا يا جميلة كفاكِ تحديقًا بنا وأركضي
لم تستمع ليان إليهما وأقتربت منهما وبدأت بتحرير ريشي الذي كان أمره سهل لينهض هو سريعًا ويقترب من سيهار بخطوات عثره يقوم بفك قيودها لتدلف هي في هذه اللحظة وهي تقول بأبتسامه واسعة:واااااااو ها هم يحاولون خداعي مره أخرى حقًا أنا أتعامل مع بعض الحمقى
“لا ساندرا أنتِ مُخطئة عزيزتي لو تتحدثين عن وجود حمقى هُنا فدعيني أُخبركِ بأنكِ أكبر حمقاء رأيتها في حياتي”
ألتفتت ساندرا تنظر لها لتبتسم قائلة:أوووووه إيميلي لا أُصدق جاءت بنفسها كي تزورني وأيضًا معها ما أُريده
أردفت بالأخيره وهي تنظر لـ ليان التي كانت تنظر لها بجمود لتبتسم إيميلي بدورها لتقول بحده:أريني كيف ستأُخذينها أيتها الحقيرة
أنهت حديثها وهي تهجم عليها بعدما تحولت لتُسرع ساندرا في التحول أيضًا ليبدأ العراك بينهما
______________________
كان يقف في ركن صغير مظلم ويضمها لأحضانه وهو يشعر بالقلق على صغيرته وكذلك بيلا التي كان قلبها يتأكلها على صغيرتها، شعر بأقدام تقترب منهما لتنحبس أنفاسه وهو غير مستعد ألبتة بالعراك مع هؤلاء الوحوش ولا يستطيع ترك زوجته وحدها فهو لا يأمن لهم
تشبثت بيلا أكثر بملابسه وهي تنظر لهُ بخوف وترقب ليُطمئنها هو بنظراته وهو ينظر للخارج بطرف عينه، ظهر فجأه أمامه لتصرخ بيلا بفزع وهي تتشبث بهِ ليقول هو:أصمتي هذا أنا ميشيل
توقفت بيلا فورًا وهي تنظر لهُ ليُغمض جعفر عيناه بقوه وهو يقول بحقد:تبًا لك ميشيل فلتحترق في الجحيم يا رجُل هيئتك أخافتني أكثر من زوجتي
أبتسم ميشيل وهو يقول:لا تخف عزيزي لا أحد هُنا سواي فلقد تركني كين هُنا لحراستكما مثل الخدم وهو يتعارك في الأعلى هذا الوغد
أبتسم جعفر بسخرية لاذعه ليقول:حسنًا أيها الخادم قم بحراستنا بشكل أفضل من هذا أرى أنك مُستهتر
رمقه ميشيل بشر ليبتسم جعفر ببرود لهُ ليقطع هذا كله سراج الذي أقترب منهم وقال:ميشيل أذهب إلى كين لأنه وحده في الأعلى وبدأوا يتكاثرون عليه
نظر ميشيل لجعفر بأبتسامه واسعة ليتركهم ويذهب سريعًا للأعلى لينظر سراج لجعفر ويقول مُطمئنًا إياه:متخافش على ليان سيهار وريشي وإيميلي معاها فوق والموضوع طلع مش زي ما أحنا كنا فاهمين خالص
عقد جعفر حاجبيه بتعجب ليقول:أزاي يعني مش فاهم قصدك
أقترب منه سراج وهو يقول:الحرباية اللي أسمها ساندرا تبع واحده من السحرة الكبار وهي اللي خطفت سيهار وريشي عشان يعترفوا على مكان ليان تحت التهديد بس هما مدوهاش اللي هي عيزاه وعشان كدا حبستهم عندها لحد ما يفكروا يقولوا الحقيقة بس هما معملوش كدا وعندهم أستعداد يموتوا ولا إنهم يعترفولها ودلوقتي إيميلي مش سيباها وريشي حالته صعبة وعشان يفوق عايز دم بشري وسيهار مش مركزه في أي حاجه غير ريشي أنه يبقى كويس
بيلا بقلق:وليان
سراج:ليان تحت حماية إيميلي دلوقتي ولو أحتاجتك تتحرك أو حست بخطر هتتحرك من غير ما تاخد إشارة من حد … انا بس عايز أوضحلكوا حاجه أن دلوقتي أو حتى بعدين مفيش خطر على ليان لأن محدش يعرف أن ليان دلوقتي هي أقوى واحده فيهم وأي حد هيقرب منها مش هتسيبه
مسح جعفر على وجهه ليسمع سراج يقول:حقك عليا يا صاحبي انا عارف إنك أتبهدلت كتير في الموضوع دا
نظر لهُ جعفر ليقترب منها ونظره مُثبت على وجهه ليقول:من أمتى واحنا بنعتذر لبعض على ظروف أتحطينا فيها غصب عننا .. انتَ عارف إن انا عمري ما هحملك حاجه انتَ ملكش ذنب فيها
سراج بهدوء:معلش الناس علمتني خلاص غلطاتي
أمسكه من ياقه قميصه وجذبه نحوه وهو يقول بحده:سراج … انتَ عارف كويس قد ايه الكلام دا بيعصبني وبيطلع أسوء ما فيا … قولتلك انا مش هسيبه لما أرجع معاك وهوريه أزاي يمدّ أيده عليك في غيابي انا جني وعفريتي اللي يمدّ أيده عليك بدون سبب أو حتى بسبب سامع
لم يتحدث سراج ليجذبه جعفر إلى أحضانه وهو يُربت على ظهره برفق وهو يقول بنبرة خافته:زعلك عندي بالدنيا يا صاحبي
شدد سراج من عناقه لهُ ليواسيه جعفر بكل حب بالرغم من أنه يود من يواسيه الآن ويُطمئه ولكنه أصبح لا يهتم سوى بـ صديقه وتوعد لـ مُنصف بداخله عندما يعود لهُ
“ســــــــــراج”
كان هذا صوت صراخ إيميلي بـ سراج الذي أنتفض من مكانه وركض سريعًا للأعلى ليرى ما بها وخلفه جعفر وبيلا التي لحقت بهما
“هل عقلك الغبي هذا قد صور لكِ بأن سراج سينقذكِ مني .. تكونين حمقاء عزيزتي”
أمسكت إيميلي بهذا الحبل اللعين المُلتف حول عنقها والذي تجذبه ساندرا بعنف ليبدء الأختناق يحتل معالم وجهها
تحدثت ليان بغضب وهي تنظر لـ إيميلي قائلة:دعيني أُساعدكِ إيميلي وكُفي عن العناد ستقتلك هذه اللعينة
لم تتحدث إيميلي لتنظر ليان إلى ساندرا لتَمُدّ يدها تجاه ساندرا وهي تنظر لها بغضب لتعلو صرخات ساندرا فجأه تزامنًا مع دلوف سراج وجعفر وبيلا لينظروا ثلاثتهم لـ ليان التي كانت قد سيطرت على ساندرا التي تركت إيميلي تسقط أرضًا وهي تشهق بعنف وتُبعد هذا الحبل اللعين عن عنقها
أقتربت ليان من ساندرا لتنظر لها بتحدي لترمقها ساندرا بحقد وهي تصق على أسنانها بقوه تُحاول السيطرة على قوة هذه الصغيرة التي لم تكن تتخيلها ساندرا يومًا، أقتربت سيهار وهي تُحاول مساعدة ليان
نظرت لها ليان لتضع يدها الأخرى على رأسها لتشهق سيهار بعنف وانتفض جسدها بقوة من تلك القوة التي أستقبلها جسدها دفعة واحدة لتشعر فجأه بالأنتشاء لترفع رأسها فجأه تجاه ساندرا لتبتسم بخبث شديد
أقترب سراج من إيميلي وهو يقول بقلق:هل أنتِ بخير إيميلي
حركت رأسها برفق وهي تنظر لـ ساندرا، أنزلت ليان يدها لتترنح ساندرا في وقفتها لتستغل سيهار الموقف وتستقيم في وقفتها لتركض سريعًا نحوها تركلها بعنف بقدمها لترتد ساندرا بعنف للخلف لتصتدم في الجدار بقوة وتسقط أرضًا، نظرت ليان لها بأبتسامه لتَمُدّ يدها لها لتُسرع سيهار وتُمسكها لتتحد قواهما سويًا
مالت سيهار بجذعها لتكون في مستوى ليان لتقول:هذه المرأة هي من طرف الساحرة العظيمة ولذلك لن تتركنا وسترسل أعوانها للقتال ولذلك علينا أن نتحد سويًا للقضاء عليها
ليان بأبتسامه:أنا أرى بأنها تخاف مني
حركت سيهار رأسها برفق وهي تنظر لها بأبتسامه لتقول:وهي كذلك … هل نقضي عليها أم ماذا فأنا يروق لي تعذيبها أولًا
ليان بأبتسامه:لكِ ذلك
نظرت ليان لـ ساندرا التي ضعفت قواها لتقترب منها بهدوء تحت نظرات الجميع لتشعر بيلا بالقلق عليها في هذه اللحظة وعندما تحركت خلفها جذبها جعفر إليه وهو ينظر لها لتنظر هي إلى صغيرتها بقلق وخوف، وقفت ليان أمام ساندرا لتبتسم لها قائلة:فلتذهبي إلى هذه الساحرة اللعينة وتُخبريها بأن من فعل بكِ ذلك هي الفتاة الصغيرة … ليان كيڤن آلبرت إحدى أفراد عائلة آلبرت وأصغرهم
رمقتها ساندرا بحقد لتضع ليان يدها على رأسها وهي تقول:لا تنظري إلى هكذا يا امرأة
صرخت ساندرا بألم لتبتسم ليان وهي تنظر لها لتقول:أصرخي مثلما تشائين فالجميع هُنا معي عداكِ
أقتربت إيميلي وهي تقول بحزن مصطنع:يا فتاة لِمَ تُعذبينها هكذا ماذا سيقول العم كين الآن
أقترب كين وهو يقول ببرود:أقتليها عزيزتي فهذا المرأة خطر علينا ونحن نكره السحرة أمثالها
نظرت لها ساندرا بحقد لتدفعها فجأة بكل ما تحمله من قوة لترتد ليان للخلف بعنف ليلتقطها كين في حركة سريعة منه لتنهض ساندرا فجأة وهي تنظر لهم بحقد لتُحرك يدها في الهواء لتتحرك مزهرية كبيرة في الهواء لترميها نحوهما في حركة سريعة منها ليتحرك كين بسرعته الفائقة وهو مازال يحمل ليان بين أحضانه ليبتسم قائلًا بأستفزاز:يبدوا أنكِ فاشلة في التصويب دعيني أُعلمكِ كيف يكون إذًا
تحول سراج سريعًا ليتجه إلى كين بسرعته الفائقة ويقف بجواره كي يستطيع حماية ليان بشكل أفضل بعدما رأى الخوف في عينان صديقه وزوجته
نظرت بيلا لـ ساندرا بحقد وقد ذهب خوفها في لحظة بعدما رأتها تُحاول أذية صغيرتها لتُفلت يدها من يد جعفر الذي نظر لها وركضت بدورها تجاه ساندرا لتهجم عليها من الخلف وهي تلف ذراعها حول عنقها وبيدها الأخرى تجذب خصلاتها بعنف كبير وهي تصرخ بها بحقد قائلة:تتجرأين وتأذين صغيرتي أيتها اللعينة سأوريكِ الجحيم يا لعينة
نظر جعفر إلى إيميلي التي كانت تُراقب ما يحدث وهي على أتم الأستعداد للهجوم على ساندرا إن فكرت في أذية بيلا ولكن في الحقيقة بيلا لم يكن هناك شيئًا واحدًا يدور في رأسها سوى أن تقتلع رأس هذه اللعينة من مكانها
حاولت ساندرا إبعادها عنها وهي تصرخ بها وتسبّها لتجذب الأخرى خصلاتها بعنف أكبر وهي تقول:أتقومين بسبّي أيتها الحقيرة
صرخت ساندرا لتتركها بيلا وقد تحكم بها غضبها في هذه اللحظة لتلتفت ساندرا إليها وتبتسم لها بيلا التي رفعت يدها وصفعتها بقوه سقطت ساندرا على أثرها
على صوت صفير يتبعه تصفيق حار ولم يكن هذا سوى كين الذي قال مشجعًا إياها:هيّ بيلا لقد فاقت توقعاتي بكِ أنتِ أقوى منّا يا امرأة بحق الله لا يجب أن يخاف جعفر عليكِ فهو ترك خلفه رجُل وليست امرأة
نظرت لها بيلا وصدرها يعلو ويهبط بعنف ومازال الغضب يستوطن معالم وجهها، أقترب منها جعفر ليقف خلفها وهو يرمق هذه الملعونة وهي تنظر لـ امرأته بحقد ليُمسدّ جعفر على خصلات زوجته وهو يقوم بترتيبها قائلًا:أصفعيها مره أخرى عزيزتي لا تدعيها تنظر لكِ هكذا
تحدثت بيلا بأبتسامه جانبية وهي تقول:لا عزيزي سأفعل شيئًا آخر
أنهت حديثها وهي تركلها بعنف في معدتها لتُمسك ساندرا بقدمها في حركة مباغتة منها ليُسرع جعفر بدوره ويُحاوط بيلا بذراعيه يضمها لأحضانه بعدما علِم ما تنتوي فعله هذه الخبيثة
وفي حركة سريعة من جعفر كانت بيلا تركلها بقدمها الأخرى في وجهها لتعلو صرخاتها تاركة قدم بيلا ليبتسم سراج سريعًا عندما أستطاع منح بيلا وجعفر تلك القوى النادرة وتجسيدهما في هيئة مصاصي الدماء، يمتلكان نفس القوى خاصتهم، أقتربت ليان من بيلا لتضمها بيلا لأحضانها وهي تقول بترقب:أأنتِ بخير عزيزتي هل أذتكِ هذه اللعينة
أبتسمت ليان وهي تنظر لعينان بيلا التي كانت تشبه في هذه اللحظة عينيها لتقول:لا أُمي لا تخافي
أقترب ميشيل وهو يقول:علينا التخلص منها فليس لها أهمية بعد الآن
أقترب كين وأبتسامه خبيثة تعلو ثغره وهو يقول:نعم وأنا أقول نفس الشيء أيضًا
نظر سراج إلى جعفر نظره فمهما الآخر ليُحرك جعفر رأسه بتفهم ويأخذ بيلا وليان ويخرجوا ليتركهم يفعلون ما جاءوا من أجله كي يعودوا إلى حارتهم الحبيبة مره أخرى
______________________
“عابد كفاية أكل انا كل ما أطلع منها تاكلها انا زهقت”
أردفت هنا بضيق وهي تنظر لعابد بغضب الذي كان يحمل يارا على ذراعه ويتناول من الفطائر التي تُعدها هو وصغيرته بكل برود
نظر لـ يارا وقال بضيق:وحشه أوي صح
حركت يارا رأسها برفق تؤيد حديثه لتترك هنا الملعقة وهي تقول بغضب:والله اللي مش عاجبه مياكلش محدش غصب عليكوا تاكلوا
عابد بأستفزاز:بصراحه يا هنا أكلك وحش من الأساس بس انا محبتش أجرح مشاعرك عشان متزعليش وكدا بس طالما جت الفرصة إني أقولهالك فـ أشطا .. أكلك بيجيبلي تلبوك معوي
صاحت هنا بغضب وقد أشغل عابد غضبها بكل سهوله ويُسر وهي تقول:والله أكلي دلوقتي بقى بيعملك تلبوك معوي ولما هو كدا بتاكله ليه ولا صعبان عليك الفلوس اللي دافعها
حرك عابد رأسه برفق وهو ينظر لها ويقول بنبرة بارده:صح عرفتي منين
صرخت هنا بغضب لتُغلق النيران المُشتعلة وتتركهم وتخرج لينظرا لأثرها وهي تصرخ كالمجنونة لتعلو ضحكاتهم المكان ليتحرك عابد بصغيرته للخارج وهو ينظر لـ هنا التي كانت تصرخ بغضب وهي تُلقي ما تطوله يداها أرضًا لتزداد ضحكاته أكثر، ليضحك هذه المرة من قلبه فعلى مدار معرفته بها لم يضحك بهذه الطريقة معها سوى الآن فهيئتها كانت كفيلة بقتله
نظرت لهُ هنا لتقول بغضب:أبقى وريني هتاكل منين مش عامله حاجه عشان انتَ بقيت تستفزني في الموضوع دا الفترة دي كتير وانا جبت أخري
وضع يارا على الأريكة بهدوء ليقترب منها وهو يقول بأبتسامه ولُطف:يرضيكي يا هنايا أنام جعان
هنا بحقد:اه مش انا أكلي بيجيب تلبوك معوي كُل من برا بقى مليش فيه
أقترب منها أكثر ليقول بنبرة حنونة في محاولة منه لأستعطافها قائلًا:يلا يا هنون بقى انا عابد حبيبك أكيد انتِ مش هتسيبيني جعان عشان انتِ قلبك أبيض وبتحبيني
أبتسمت بتهكم وهي تعقد يديها أمام صدرها وهي تنظر للجهة الأخرى ليقول هو:يلا انتِ مش زيي صح انا واحد عديم الزوق مش هتبقي زيي وهتعمليلي الأكل صح
نظرت لهُ بطرف عينها ليطبع هو قُبلة على خدها قائلًا:عشان خاطر يارا
لم تُعيره أيا أهميه ليُكمل هو تمثيله عليها وهو يطبع قُبلة على خدها الآخر وهو يقول:عشان خاطري يا هنون
نظرت لهُ بشك وقالت:وانا ايه اللي يضمنلي
عقد حاجبيه بعدم فهم لتقول هي:جايز تكون بتضحك عليا وانا أصدقك زي الهبلة
شعر بأنها كشفته للتو ليبتلع تلك الغصة وهو يقول بأبتسامه:لا انا مبضحكش عليكي ولا حاجه من أمتى يعنى يا هنون وانا بضحك عليكي انتِ تعرفي عني كدا؟؟؟؟؟
نظرت لهُ بتهكم ليشهق هو بصدمة وهو يبتعد عنها ويضع يده على صدره وهو ينظر لها ليقول بدراما:أخس عليكي يا هنا مكانش العشم يا اختي كدا تشُكي في جوزك حبيبك بعد السنين دي كلها لا يا هنا انا خدت على خاطري منك
وضع يده على عينه وهو يدعي البكاء لتنظر لهُ هنا بسخط لتتركه وتذهب إلى المطبخ من جديد وهي تقول بحنق:خلاص من غير تمثيل واسطوانة خالتي ذكية دي
نظر لأثرها بصدمة ليتحرك خلفها وهو يقول:أسطوانة خالتي ذكية … وتمثيل .. وقعتي وانا كنت مستنيكي توقعي يا هنا وربنا لـ أنكد عليكي عيشتك النهاردة زي ما بتنكدي عليا عيشتي كل يوم
____________________
صوت آهاتها يملئ أركان المنزل، تتألم بشدة ولسوء حظها زوجها في الخارج الآن ولكن جاء صغارها على صوتها المُتألم ليقول فراس بخوف:ماما
جلس على رُكبتيه بجانب رأسها ليُمسك برأسها يضعها على قدميه الصغيرة وهو يُربت عليها بحنان لتسقط دموعها مُتألمًا تزامنًا مع أرتفاع صوتها متأوهة لتقول زُبيدة بدموع:هنعمل ايه
نظر لها فراس وقال بجدية لا تليق بطفل صغير مثله:أتصلي بـ بابا يا زُبيدة عشان ييجي يشوف ماما بتعيط ليه
ركضت زُبيدة للخارج تفعل ما قاله شقيقه لها لينظر هو لوالدته مره أخرى ليراها تتأوه بصوتٍ عالِ وتبكي وتضغط على بطنها بيديها ليُمسدّ هو على خصلاتها طابعًا قُبلة عليها وهو يقول بنبرة حنونة:متخافيش يا ماما بابا هييجي دلوقتي
صاحت أزهار بقوة وهي تُنادي صلاح وهي تشعر بأنها تغيب عن الوعي شيئًا فـ شيء
وضعت زُبيدة الهاتف على أذنها وهي تقول:بابا تعالى بسرعة ماما تعبانة أوي
صلاح بتعجب:تعبانة أزاي انا سايبها معاكوا كويسه أوعوا تكونوا عملتوا فيها حاجه
زُبيدة بدموع:معملناش حاجه والله انا وفراس كنا بنلعب في الأوضة وسمعنا صوتها عالي وبتعيط روحنالها لقيناها نايمة على الأرض وبتعيط
شعر صلاح بالقلق فهي كانت بخير وكانت تضحك قبل أن يتركها ويرحل إذًا ماذا حدث لها فجأة، ركضت زُبيدة سريعًا إلى المطبخ لترى ما جعلها تُصعق ومعها فراس يبكي وهو يقول:كلمي بابا يا زُبيدة ماما غمضت عنيها ومبتردش عليا
سمع صلاح جملة طفله الصغير الذي كان يبكي خوفًا على أزهار ليشعر بأن هناك شيئًا خطيرًا حدث وهما لا يستطيعان قوله، تحدث صلاح بهدوء كي لا يُخيفهما قائلًا:زُبيدة متخافيش يا حبيبتي انا جاي حالًا بس لحد ما أجي حاولي تفوقيها يا حبيبتي
“ماما بتنزف دم يا بابا”
جملة واحدة خرجت من فمها في صدمتها وعدم وعيها جعلت صلاح يتوقف فجأة بالسيارة لتصدر إطاراتها صوت إحتكاك عالي وقوي في الأرض، نظر أمامه بصدمه لِمَ سمعه منذ لحظات ظن بأنها تمزح معه كعادتها لكنها أكدت لهُ ما قالته منذ لحظات ليستفيق على صوت بكاءهما ليتحرك سريعًا وهو يقول بنبرة متوترة في محاولة منه لطمئنتها:أهدي يا حبيبتي مفيش حاجه ماما كويسه متخافيش وخلّي أخوكي ميخافش ماشي يا حبيبتي انا دقيقة واحدة وهبقى معاكوا متخافوش
أغلق معها ليزيد من سرعة سيارته لترتعش يده المُمسكة بمقود السيارة من ما تعرض لهُ منذ قليل، وضع الهاتف على أذنه للحظات قبل أن يقول بنبرة مهزوزه:كايلا أسمعيني كويس وتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف من غير أسئلة أطلعي على شقتي بسرعة وشوفي أزهار فيها ايه الولاد كلموني ومنهارين من العياط وبيقولوا أزهار مغمى عليها وبتنزف روحي عشان خاطري بسرعه شوفيها عشان هما لوحدهم ومش عارفين يتصروفوا وعمالين يعيطوا وانا لسه متحرك من الشركة دلوقتي وقدامي لسه شويه عقبال ما أوصل
فزعت كايلا لتنهض من مكانها سريعًا وهي تقول بقلق:حاضر أهدى انتَ بس وأن شاء الله خير مفيش حاجه متقلقش انا هروحلها حالًا وهطمنك
أغلقت معه لتركض سريعًا إلى باب منزلها ترتدي حذائها سريعًا ثم خرجت من منزلها في طريقها إلى منزل أزهار
______________________
دلف لؤي من الخارج وأغلق الباب خلفه بهدوء لتعلو أبتسامه واسعة ثغره وهو يشتم تلك الرائحة الطيبة التي أدمنها منذ زواجه وأعتاد عليها
دلف إلى المطبخ ليرى فاطمة منهمكه في إعداد الطعام فبعدما حادثها وأخبرها بأنه قريب من المنزل ويتدور جوعًا سارعت وبدأت بإعداد الطعام لهُ حتى يصل
وقف خلفها ليَمُدّ يده ويأخذ قطعة من تلك الفطيرة التي يعشقها وتناولها بأستمتاع وهو يقول:متجوز الشيف بوراك يا اخواتي
أبتسمت فاطمة وقالت:ايه رأيك حلوه
أستند لؤي على الرخام خلفه وقال بأبتسامه:جامده … على فكرة يا بطوط انتِ مبتعمليش حاجه وحشه ومن أحد أسباب جوازي بيكي بعد الحب إنك بتعرفي تطبخي أكل مصر كلها تحلف بحلاوته
ضحكت فاطمة بخفه وقالت:بالهنا والشفا على قلبك
لؤي بتساؤل:أومال جوز القرود فين مجريوش عليا زي كل يوم يعني؟؟؟؟
أبتسمت فاطمة وقالت:عند صابرين ولادها جم خبطوا وفضلوا يزنوا عشان يروحوا يلعبوا معاهم
لؤي بأبتسامه:ولاد صابرين الهبلة
نظرت لهُ وقالت بعتاب:بس يا لؤي حرام عليك دي طيبة أوي ولا أكمنك مش طايقها من ساعة آخر مره كنت هتولع فيها ساعتها عشان خدت طبق الكشري بتاعك
شعر لؤي بالضيق ليقول:متفكرنيش يا فاطمة عشان كل ما بفتكر طبق الكشري اللي طفحته بتحصر
ضحكت فاطمة وهي تضع بعض الجبن المبشور أعلى الفطائر لتقول:أعمل ايه طيب كانت جعانه يا عيني ونفسها رايحه عليه ولما سألتني انتِ عامله كشري مقدرتش أكدب عليها وأدتهولها
لؤي بضيق:وجوزك ينام جعان عادي كل دا عشان خاطر الست صابرين بتتنيل على عنيها بتتوحم وسابت الأكل كله وممسكتش غير في طبق الكشري بتاعي اللي هتنيل أكله بعد ما أرجع من الشغل
ضحكت فاطمة وقالت:ولا تزعل نفسك هعملك واحد غيره وأحلى منه كمان
عكص شفتيه بتهكم ليقول:أبقي أقفلي الشفاط والشبابيك وكل حاجه توصلها ريحته عشان المرة دي انا مش هخرجها سليمة وعندًا فيها هاكله قدامها وأغيظها المفجوعة دي
ضحكت فاطمة أكثر وهي تلتفت لهُ حاملة طبق الفطائر بيدها لتضعه على الطاولة التي تتوسط المطبخ قائلة:انا مش عارفه أقول ايه والله غير أنكوا ناقر ونقير
لؤي بتوعد:أشوف جوزها بس وانا مش هحلّه هو كمان بس الصبر
وضعت الصحون على الطاولة لتقول بأبتسامه:أقعد كُل لحد ما أروح أنادي الولاد من عندها واجي
تركته فاطمة وخرجت من المنزل وهي تضع حجابها على رأسها تحسبًا لوجود سمير دون علمها، دقت على باب منزلها المقابل لباب منزلها لتنتظر لحظات قبل أن يُفتح الباب ويظهر عزيز أمامها ليقول بأبتسامه:تعالي يا خالتو فاطمة أتفضلي
أبتسمت فاطمة وقالت:ناديلي كامل ونورسين يا عزيز ممكن
عزيز:طب أتفضلي
فاطمة:معلش أصل عمو لؤي جه وانا عايزه كامل ونورسين عشان يتغدوا مع باباهم
عزيز:حاضر هناديهم ثواني
تركها تقف على الباب ليغيب عزيز في الداخل للحظات ثم عاد ومعه كامل ونورسين لتأخذهما فاطمة وهي تقول بأبتسامه:شكرًا يا عزيز
أخذتهما وأتجهت إلى المنزل مره أخرى ليدلفوا وتغلق فاطمة الباب خلفها لتركض نورسين تجاه لؤي الذي أبتسم لها وضمها لأحضانه بحب وهو يُقبل خدها بحنو ومعها كامل الذي عانق والده أيضًا ليُقبلهما بحب وهو يقول:سألت عليكوا ملقتكوش
نظر لهُ كامل وقال بأبتسامه:كنا عند عزيز وفاتن بنلعب مع بعض
أبتسم لؤي لهما وقال:طب يلا أغسلوا أيديكوا بسرعه وتعالوا عشان انا جعان أوي ومش عايز أكل من غيركوا
تركهما لؤي ليُسارعا في الذهاب إلى المرحاض كي يغسلى أيديهم تحت نظرات لؤي الذي كان ينظر لهما بأبتسامه حنونة، حرك رأسه برفق ونظر لـ فاطمة التي جلست بجانبه ليقول:جعفر راجع النهاردة الحاره
نظرت لهُ فاطمة لتقول بأبتسامه سعيده:بجد .. مين اللي قالك
لؤي:سراج راح يرجعهم ما هو مشي الصبح
فاطمة بأبتسامه:طب دا خبر كويس أوي بيلا وحشتني والله وكانت لسه على بالي … أزهار لما تعرف هتفرح أوي هي وكايلا وكمان هنا ومها وشيرين مرات مُنصف وجنة
لؤي:حزب المرأة هيرجع تاني انا عارف إن الأيام اللي جايه سوده
ضحكت فاطمة ليقترب الصغيران ويجلسان معهما ليتحدثوا في أمور عديدة وكانت ضحكاتهم تملئ المكان من الحين للآخر
_____________________
عدة طرقات قوية على الباب تتبعها صوت كايلا وهي تقول بنبرة عالية:فراس .. زُبيدة أفتحوا يا حبايبي انا طنط كايلا
لحظات من الصمت والهدوء قطعها صوت فتح الباب لتظهر زُبيدة أمامها تنظر لها بعينان متورمتان من كثرة البكاء والخوف يحتل معالم وجهها لترتمي بأحضانها بخوف وتضمها كايلا وهي تُمسدّ على رأسها بحنان قائلة:متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجه .. ماما فين
أشارت لها زُبيدة نحو المطبخ لتدلف معها سريعًا لتصعق مكانها فكما أخبرها صلاح هي حقًا تنزُف لتجحظ عيناها بعدم تصديق لتنظر إلى فراس الذي نظر لها بمعالم وجهه الطفولية والحزينة وهو يضم رأس أزهار لأحضانه
أقتربت سريعًا وجلست على رُكبتيها أمامه وهي تقول بنبرة حنونة:متخافش يا فراس بابا جاي حالًا يا حبيبي وهيخلي ماما تصحى دلوقتي صدقني
نظر لها فراس وقال بطفولة ودموع:ماما ماتت
حركت كايلا رأسها سريعًا تنفي ما تفوه بهِ لتقول:لا يا حبيبي ماما أغمى عليها عادي وهتفوق حالًا متخافش
نقلت نظرها لأزهار وهي تشعر بالعجز فلا تستطيع فعل شيء لوحدها ولا تستطيع أيضًا ترك الطفلان وحدهما في المنزل، قاطع سيل أفكارها دلوف صلاح المُفاجئ لتركض زُبيدة إليه ترتمي بأحضانه وهي تبكي ليميل هو بجذعه ويضمها إليه وهو يقول بنبرة هادئة:متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجه
أنهى حديثه وهو يطبع قُبلة على رأسها ليقترب من أزهار سريعًا ليترك زُبيدة مع كايلا ويجلس خلف أزهار وهو يجذبها من أحضان صغيره ليرى بقعة دماء كبيرة أسفلها بالفعل كما أخبرته زُبيدة لينظر إلى كايلا ليقول:خلّي زُبيدة وفراس معاكي يا كايلا ميغيبوش عن عينك لحظة واحدة
حمل أزهار على ذراعيه وخرج بها سريعًا لتلحق بهِ كايلا ومعها الطفلان وهي تتحدث مع هاشم وتُخبره ما حدث حتى يلحق بها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى