رواية حكاية قديمة الفصل الثاني 2 بقلم مارينا عطية
رواية حكاية قديمة البارت الثاني
رواية حكاية قديمة الجزء الثاني
رواية حكاية قديمة الحلقة الثانية
حضنت إيدها وفضلت قريبة مني وهي بتترعش، قولنا بصوت مرتعش أحنا الاتنين في وقت واحد. “- مين؟”
“- أنا”
اتنفسنا براحة لما سمعنا صوت مروان هو اللي برة
بصينا لبعض وأنا بطبطب عليها.
_ متخافيش، متخافيش ده مروان.
‘ورغم إني عارفة أنه مروان بعد ما سمعنا صوته ألا وكانت لسه رعشة قلبي موجودة ولسه إيدي بتترعش وهي بتتمد لقدام علشان تفتح الباب، ولسه صوابعي بتخبط في بعض.
فتحت الباب وكنا باصين عليه ومتنحيين من أثر الخضة، دخل لجوه جري في حُضن أمل وهو بيصرخ عليها لأنه مشفهاش اليوم كله يُعتبر.
“- أموله”
دخل شبك في رجلها لصغر حجمه، ولف إيده عليها على أمل أنها ترفعه لحضنها.
ولكن كانت واقفة متنحة زيي، وأنا واقفة مكاني ولسه الباب مفتوح ما اتقفلش.
لما لقينا ساكتين، رفع راسه وبص علينا
“- في أيه يا أموله؟”
مردتش عليه فجه قرب مني.
“- في أيه يا جوجو ؟”
فضلت منزله عيني وباصه ليه، كان بيلف راسه عليا وعليها علشان يفهم بس كان في حيرة شديدة!
قطعت صوت الصمت وقفلت الباب وشديته من إيده لجوه.
_ مفيش يا حبيبي!
‘ دخل قعد في الصالة ولمحت أمل بتتحرك وداخله أوضتها.
“- مال أموله ؟”
_ مفيش هي تعبانة شوية.
أتخض.
“- تعبانة مالها، أدخل اشوفها؟”
مسكت إيده وقعدته مكانه.
_ لا يا حبيبي هي محتاجة ترتاح شوية، هدخل أديها مسكن عشان تنام وترتاح.
مش عايزين دوشة ها!
‘هز راسه بالمواقفة، طبطب على راسه وبوسته وسبته ودخلت لجوه عند أمل.
خبطت عليها.
_ أنتِ متأكدة أنك شوفتيه؟
° زي ما أنا شيفاكِ دلوقتي!
‘قربت منها وقعدت جمبها.
_ طب وبعدين ؟ هنعمل أيه؟
سرحت وبصت بعيد.
° لا متسألنيش مش عارفة.
كنت حاسة أحساس غريب أوي، حاسة أن سقف البيت قريب أوي من قلبي، كأنه هيقع فوق قلبي ويكسره ويقضي عليه كأنه فوق دماغي بالظبط وهينزل عليها يديها كسره محترمة من بعدها مش هعرف أقوم تاني هبقى مدف..ونة تحت الأرض والسقف فوقيا، يعني مهما صرخت ورفصت إني أخرج محدش هيسمعني ولا هينقذني.
قعدت جمبها سرحانين فاقت من شرودها لما تليفونها رن، مسكته بسرعة ولافته على وشه كأني علشان مشفش مين اللي بيتصل!
_ مين بيرن عليكِ.
° ها ! لا دي نمرة غريبة.
_ طب ما ترُدي..
° نمرة غريبة ماعرفهاش.
سكت لما لاقيتها قامت من مكانها وأنا فضلت قاعدة في الأوضة سبتها براحتها، ولما خرجت لقيتها واقفة في البلكونة ومروان لسه قاعد مكانه.
لا دي مش عادتي أني أتسحب وأتصنت عليها وأشوفها بتعمل أيه، هي لو عاوزة تحكي هتيجي تحكي من غير ما أضغط عليها وأخليها تحكي غصب عنها،
بس كنت مراقبة ملامحها وهي غضبانة وهي بتتكلم.
خلصت مكالمة وجت بتسحب شنطتها فمسكت إيدها.
_ رايحة فين ؟
‘بصت ليا ورفعت حواجبها.
° هودي الاوردر ده.
_ هاجي معاكِ.
° لا خليكِ مكانك.
سبتها بمزاجي تنزل وآثر الخوف اللي جوايا متهدش غير وأنا بسحب العباية وبحطها عليا وبنزل وراها من غير ماتحس.
نزلت وراها بسرعة لقيتها تحت البيت!
أستخبيت ورا العمارة الكبيرة ولمحتها وهي واقفة مع..
معاه !!
يلهوي يا أمل ! يلهوي
كنت مصدومة وأنا واقفة حاسه قلبي هيقع مع الخضة يخربيتك يا أمل ! يلهوي عليكِ
كنت واقفة مفزوعة مش مصدقة اللي أنا شيفاه! معقولة
كان باين عليها النرفزة كنت سامعة صوتها وهي واقفة بتكلمه.
“- قولت لك متبعتليش حد على البيت تاني، وقولت لك مترنش تاني وأنا في البيت، أختي أبتدت تاخد بالها”
لقيته بيقرب عليها بشكل اللي ميطمنش أبدًا من زمان.
“- وحشتيني أعمل أيه!”
تأففت وهي بتتكلم وحسيت نبرة صوتها هديت شويه، معقولة يا أمل معقولة لسه بتحني!
كنت واقفة متدارية ورا العمارة وهي واقفة قصادي هي وهو..
لسه بمد رجلي علشان أتحرك حاجة شدتني لورا.
بصيت ورايا..
_ أيه ده مروان !!
أيه اللي نزلك !
“- لقيت الباب مفتوح وأنتوا الاتنين مش موجودين”
كان بيغمض عين وبيفتح التانية كأنه تعبان.
مسكت وشه.
_ مالك أنت تعبان؟
“- مش عارف حاسس أن بطني وجعاني أوي”
‘شيلته على إيدي بسرعة لامحت أمل لسه واقفة فرفعته على إيدي ومشيت.
طلعت بيه الشقة كان سخن أوي وبيترعش، مكنتش عارفة أعمل أيه.
مسكت التليفون علشان أرن على أمل لقيتها شغالة تكنسل!
حاولت أتصرف أنا وأجيب له برشام للسخونة اللي نزلت عليه فجأه..ولسه قاعدة جمبه وبحاول أخليه ينام قام مفزوع وراح جاب كل اللي في بطنه في الأرض.
لطمت لما شوفت كده.
_ مروان أنت أكلت ايه !!
“- ما أك..لت..تش”
مكنش عارف يتكلم، كان بياخد نفسه بالعافية قمت بسرعة عملت له حاجة سخنة وجبت له برشام تاني، مسحت له العرق اللي كان بينزل عليه رغم كده كنت حاسه برعشة جسمه كلها!
كنت قاعدة مخضوضة مكنتش قادرة اقاوم اللي شوفته ودماغي بتودي وتجيب ولا تعب مروان اللي جه فجأة كده، كان كويس! كان لسه كويس من شوية بسيطة!
حطيته على رجلي وحاولت أغنيله
لغاية ما راح في النوم فعلًا!
أخيرًا.
سندت راسه على المخدة بشويش وروحت أرن عليها تاني، وقفت في البلكونة لامتحها وهي بتدخل البيت فكنسلت الرن لغاية ما تيجي.
دخلت من باب الشقة بالمفتاح كنت واقفة لها في الصالة وباصة ليها بإستغراب.
أتفزعت علشان أتخضت.
° أنتِ واقفة بتعملي أيه هنا!
رفعت حواجبي ليها
_ مروان تعبان.
أتخضت وجريت على الأوضة جوه.
° تعبان ! تعبان ماله
جريت لجوه تبص عليه وهو نايم، سحبتها من إيدها بالراحة.
_ سبيه نايم.
° حصله أيه ؟
سحبتها.
_ أخرجي بس دلوقتي.
خرجنا وقفلنا الباب عليه، قعدت جمبها شرحتلها اللي حصله بعد ما هديت أنه بقى كويس وأنا قاعدة جمبها ببص عليها.
° مالك بصالي كده لية ؟
مردتش عليها أول مرة فكررت السؤال مرة تانية.
_ لسه بتقابليه ؟
كانت مخضوضة وهي بترد.
° هو مين ؟
وقفت وقربت عليها.
_ كرم يا أمل كرم.
° أنا…أنا…
_ متحاوليش تبرري، أنا شوفتك بعينا.
° أنتِ بتمشي ورايا ؟
_ أنا مبامشيش وراكِ أنا خايفة عليكِ.
° وأنا مش صغيرة أنا مش عيلة.
مسكتها من إيدها..
_ وأنا أختك سرك، وضهرك وغطاكِ وبيرك و…
قعدت على الكرسي بضعف.
° بحبه..
أتصدمت من ردها عليا.
_ بتحبيه!
° هو حرام ؟ حرام احبه.
_ مش حرام بس ده ! كرم يا أمل كرم !!
كانت بتبص ليا كأنها بتلومني، أمل مبتعرفش تدافع عن نفسها حتى لو معاها الحق حتى لو كلامها كل صح حتى مشاعرها مبتعرفش تعبر عنها
حطيت إيدي على كتفها.
_ أنتِ نسيتِ أحنا جينا هنا لية ؟
قامت وهي بتتحرك بعيد عني.
° لا منستش، منستش يا جميلة.
قعدت وحطت إيدها على راسها بحزن، كنت حاسه بنفسها اللي بتاخده بصعوبة وحاسه بدقات قلبها اللي مسكتتش من وقت
ما وجهتها كنت حاسه بيها أوي.
قعدت جمبها وحاولت اهديها، رفعت راسها وكنت شايفة الدموع بتنزل من عينها.
_ في أيه يا أمل.
ضربت بإيدها على التربيزة.
° في أني تعبت، تعبت يا جميلة.
_ تعبتي من أيه ؟
قامت من مكانها واتحركت ناحية الشباك كانت بتحاول تبعد وشها عني.
° غسل ومسح، وكوي وتنضيف…أعملي الاكل يا أمل..حاضر، نضفي يا أمل..حاضر..
هاتي الفلوس يا أمل..حاضر وصلي أخوكِ يا أمل حاضر، نامي يا أمل اصحي يا أمل.
كله أمر! أمر..وفي النهاية تحويشة عُمري كلها أتاخدت في غمضة عين وضيعها أبوكِ على الزفت اللي بيشربه..
مرار امك قبل ما تموت اتنقل منها ليا، والحزن اللي كانت شرباه أنا شربت قصاده أضعاف بعد موتها وكله ده لوحدي، أوعي تفتكري أننا جينا هنا و مفيش ورانا ديوون برضه ! لا الديون دي أنا بسد فيها واحدة واحدة، وأنتِ متعرفيش
مش عايزة أحسسك بأي نقص وأنتِ لسة بتدريسي، عايزة أوفر لكم كل حاجة أتحرمتوا منها من أبوكِ
وبعد كل ده بتلوميني أني عاوزة أحب! وأتحب.
كنت سامعها وهي بتتكلم، وشايفه إيدها وهي بتترعش وكلامها اللي بتنطقه بالعافية ولجلجاتها ولغبطتها في الكلام، أمل طول عمرها لسانها تقيل وقت العتاب والخناق، لا بتعرف تعاتب ولا تتخانق طول الوقت بتكون ساكتة وبتعدي كل المواضيع بمزاجها.
° وأنا تعبت، تعبت ومورثتش من أمك غير الإهانة والتعب بعديها وأنتِ كنتِ طول اليوم في كليتك يا ما في كورساتك أو مع صحابك وأنا شيقانة لوحدي في البيت.
_ وعمري ما ساعدتك يا أمل ! كنت كل مرة بقرب من أي حاجة بتعمليها بتبعديني.
قربت عليا والدموع في عينها.
مسكت إيدي ومسحت بيها على شعرها وإيدها.
° شايفة شعري بقى أزاي ! شايفة شكل إيدي من التنضيف ووقفة النار طول اليوم، والتنضيف!
شايفة بقوا جافين أزاي !
شعرها كانت متقصف، إيدها بقيت ناشفة شوية وفيها نقط بسيطة من آثار طرطشة الزيت.
° ده غير خياطة الهدوم اللي قطمت وسطي.
مكنتش لاقية كلام اقوله لها، حسيت فجأة إني شخص أناني شخص مستحملش ربع اللي أستحملته.
° أحنا مسبناش ابوكِ وطفشنا علشاني يا جميلة، لا علشانك..علشانك أنتِ ومروان، عيزاكم تكونوا أحسن مني عايزة لما عريسك يجي يتشرف بيكِ وباللي أحنا فيه مش يسأل عنك ويلاقي سمعتك وحشة من غير ما تعملي أي حاجة في حياتك !
_ أمل أنتِ بتقولي كدة ليه يا أمل !!
° تفتكري في حد هيرضى يتجوزني !
بصيت ليها وضربتها في كتفها.
_ أمل متسهتريش بنفسك
مدت إيدها ليا، شوفت كفة إيدها صباعها المكسور اللي في النص اللي مخليها حاسة بأن في حاجة نقصها، وحاسه أنها عار دايمًا على أي حد هتاخده رجلها اللي فيها حرق من أيام خناقة بين أبويا وامي وجت فيها هي.
كل ده مسبب ليها عُقد، كانت دايمًا هي اللي تقف في وش الريح، قزازة تاخدها هي في راسها، ضر ..بة قلم، ضر .بة بوك..س، علشان تبعدنا أحنا عن أذي..ة ابويا وقتها.
قعدت على الأرض بفقدان أمل.
° أنا كبرت ومن حقي أعيش حياتي، من حقي القي اللي يحبني أنتِ ليه بتكرهي كرم !
اتكلمت بعصبية.
_ علشان شبهه، شبه أبوكِ اللي لسه بتحكي عنه بألم، مش فاكرة لما مد إيده عليكِ في وسط الحارة لما كنتِ لسه لابسة دبلته ووقتها قلعتيها ورميتها في وشه وأبدًا ما يخطي باب عتبة بيتنا ! أيه اللي حصل لك ! رجعتي له تاني لية ؟ وليه عرفتيله مكانا يا أمل ده لا يؤتمن.
ردت بك.سرة أوي
° ملقتش حد يحبني!
ملقتش حد يتقبلني يا جميلة ملقتش حد يدور عليا زيه، ملقتش حد يحسسني أني موجودة وليا لازمة ملقتش حد يوافق أنكم تعيشوا معايا غيره.
وعيطت عيطت أوي، كنت اول مرة أشوف عياطها بالشكل ده.
خدتها في حضني وكل اللي عملته أني طبطبت على قلبها ووشوشتها وأنا بقولها.
_ حقك على قلبي..
جايز الجملة دي تشفي نا..ر قلبها وجايز متشفهوش، بس كل اللي مصدقاه بجد أن تأثير الجملة دي عظيم بشكل كبير.
جرس الباب رن.
مسحت دموعي وأنا باصة ناحيته.
قامت علشان تفتح فمسكت إيدها.
_ استني.
° متخفيش، ده تلاقيه أوردر.
_ اوردر أيه ؟
° كنت طالبة أوردر قماش وأتأخر تلاقيه هو.
وهي بصالي وبتفتح الباب وبتضحك ليا، وأنا عيني عليها.
وأول ما فتحت الباب قلبي صرخ من جوه وأنا بجري عليها.
_ الحقي يا أمل.
كان هو أبونا رجع تاني قام من قب..ره اللي قولنا للناس كلها أنها ما..ت ! رجع من تاني علشان يعيشينا في فقر من بُخله وياخد فلوسنا يروح يتمتع بيها هو ويرمينا من غير ولا لقمة.
زقينا الباب بسرعة ناحيته، كان بيقاوم أنه يزقه علينا ويفتح بس قوتنا كانت اكبر.
قفلنا الباب وتربسناه مسكتش!
كان شغال يخبط بقوة ويشت..منا كعادته وزي ما كان بيعمل مع أمنا، كنا مرعوبين منه ومرعوبين من الجيران.
مروان صحي وهو مخضوض.
“- في أيه ؟”
امل جريت عليه وحضنته.
° مفيش يا حبيبي.
كان لسه موجود بيرزع في الباب بشكل قاسي.
“- أفتحوا..افتحوا اشوف مروان”
مروان اول ما سمع صوته صرخ من البُكى وفضل يترعش وهو بيشاور على الباب
“- باب..با..”
قربت منه وأنا بهديه.
_ هيمشي، هيمشي يا حبيبي.
التخبيط سكت والجو هدي، قربت من الباب أبص من العين السحرية لقيته قاعد على السلم !
قربت من أمل اللي نعست وهي ماسكة مروان وصحتها بشويش.
_ ده لسه قاعد.
قالت بصوت نعسان.
° طب هنعمل أيه؟
بصيت عليها وأنا مش عارفة أرد، معنديش غير حل واحد!
_ مفيش غير حل واحد يا أمل.
° أيه هو؟
_ هقولك.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية قديمة)
