رواية إنتقام ملغم بالحب الفصل الحاادي عشر 11 بقلم سارة الحلفاوي
رواية إنتقام ملغم بالحب الجزء الحادي عشر
رواية إنتقام ملغم بالحب البارت الحادي عشر
رواية إنتقام ملغم بالحب الحلقة الحادية عشر
– أبوكِ كان سبب في إن أبويا يد.بح أُمي!!!
كانت قاعده قدامُه بعد ما رجعوا من الشركة و بعد إلحاح كبير منها عشان تعرف ليه إتجوزها بالشكل ده، كانت دي الجملة اللي وقعت على ودنها زي الصاعقه!! قلبها إتنفض و هي بتقولُه بذهول حقيقي:
– إيـه؟ إنت قولت إيه؟ اللي سمعتُه ده .. بجد؟
بصلها بجمود رهيب و كإنه بيقاوم دموعه، و بيقاوم أي شعور حزين هيحس بيه، و إسترسل في الكلام و هو بيقول بسُخرية:
– تخيلي طفل صغير لسة مكملش عشَر سنين أمه بتجيب عاشِقها كل يوم و أبوه في شغله، كل يوم بيشوفهم طالعين الأوضة و هو لسانه مر.بوط و جسمه مشلول لا قادر يتكلم و يصَرخ فيها ولا قادر يضرب الراجل ده، بتمشي كل الخدامين عشان يخلالها الجو مع الو** ده، كانت عارفة إني مش هنطق ولا هقول كلمة لأبويا، كانت بتهددني إني لو قولتله حاجه، هـتخلي الراجل ده يعمل فيا حاجات مش كويسة و إنتِ فاهمة قَصدي!!!
جسمها كل إتشل و هي بتبُصله بصدمة تكَفي العالم كله، هي دي أم؟ دي تستحق اللقب العظيم ده؟ و .. و مين الراجل ده، معقول يكون أبوها!! ملقيتش نفسها غير و هي بتمسك في إيديه الساقعه على عكس العادي، و هي بتبُصلُه بعينيها اللي كلها دموع و بتقول:
– كمِل..
خد نفس عميق و بص لإيديها اللي حاضنه إيدُه، و رجع بصلها تاني و هو بيقول بإبتسامه مريرة، إبتسامه كلها وجع و قهر .. و ما أدراكم بـ قهر الرجال!:
– جِه اليوم اللي إتكشف فيه غطا سترها، و أبويا نزل الشغل من هنا و هي كالعاده إتصلت بيه ييجي و عشان هو صاحبه و ڤيلتُه جنب ڤيلتنا فـ كان بييجي في ثواني من باب من ورا في الڤيلا بعيد عن الحُراس، أبويا لسوء حظُه .. و حظي رِجع من الشغل اليوم ده بدري، و أنا كالعاده لما هي بتجيبه و يطلعوا على فوق بقعد أنا فـ ركن في ريسبشن الڤيلا و أفضل أعيط، أيوا فتح باب الڤيلا و دخل، و أنا جالي حالة ذهول، لاء مش ده اللي بيحصل كل يوم! أبويا جِه بدري .. و أمي مع صاحبُه في أوضة نومُه فوق!! أبويا إستغرب لما ملاقاش الخدامين، لما لاقاني شِبه منهار في العياط و دموعي على خدي جالي بسرعه و حضني و سألني بعيط ليه مقدرتش أرُد، و لقيت ضحكة أمي جاية من ورا و هي نازلة من على السلم بـ قميص ن.وم و ماسكه في ابن الو*** ده! و لما شافت أبويا قدامها إتصدمت و هو مقلتش صدمته عنها، أما أبويا فـ كان في حالة تخلي اللي يشوفه يشفق عليه، مراته ماسكه إيد صاحبه و جايين من جناحُه!! أيوا كان واقف مصدوم مش بينطق لحد ما الراجل ده جيه وقاله و صوته مليان رعب لحد دلوقتي بيرن في ودني ” صدقني هي اللي غويتني، هي اللي لعبت عليا يا صاحبي أنا عمري ما أضربك في ضهرك أبدًا!” أبويا بصلُه و هو مش بينطق، فـ إستغل الراجل ده الفرصه و طلع يجري برا الڤيلا، و أمي قالت بصوت بيترعش ” إستنى يا حبيبي أنا هفهمك كل حاجه الموضوع مش زي مـ إنت متخيل”!!!
عارفه أبويا عمل إيه وقتها يا تاليا؟
وشها إتملى دموع و هي بتقول بصوت مبحوح:
– عمل إيه!!
كمِل و هِنا بدأ قناع البرود ينزل من على وشُه، و إبتدت عينيه تتملي دموع و هو بيتفكر المشهد بكُل تفاصيلُه:
– أيوا دخل جاب سكينه من المطبخ، و د.ب.حها قدام عيني، د.ب.حها يا تاليا قدام طفل يادوبك سبَع سنين!! أمي إتد.بحت قدام عيني!! و بعدها طلع المسدس بتاعه من جيبه و حطه جوا بوءه و ق.تل نفسُه، طفل لسه سبَع سنين يشوف أبوه بيدب.ح أمُه وبيف.صل راسها عن ج.سمها و في الآخر يضرب طلقة في نفسُه!!!!
مقدرش يتحكم في نفسُه و عيط، عيط زي الطفل لأول مرة، خدتُه في حضنها بسرعه و فضلت تهدي فيه و هي نفشها مش عارفه تتلم على أعصابها، حضنتُه جامد و قلبها بي.تق.طع عليه!!! إزاي طفل يشوف المنظر ده، إزاي فضل عايش و مستحمل كل ده، غمضت عينيها و باست راسه و عينيها مش مبطلة دموع عليه، حضَن هو وس.طها بكل قوته لدرجة إن عضمها كان هي.تكس.ر في إيديه، عيط في حضنها .. صرَّخ .. إنهار!! فضلت منيماه في حضنها بتهديه و بتحاول تحتويه لحد ما نام فعلًا بعد ما تِعب!!!! هتعمل إيه، معقول هتقدر تسيبه و تطلق منه و هو في الحالة دي؟ طب تستنى لحد ما يبقى أحسن و تقوله على قرارها، طب تنسى كل حاجه و يبدأوا من جديد، بس هي مش عارفة تنسى .. مش قادرة!!!
بعد سبَع ساعات نايم في حضنها نوم منيق و كإنه منامش من سنين، صحي قبلها لاقاها لسه نايمة، مسح على شعرها و خدها هي في حضنه فـ صحيت بخضة، هدَّاها و هو بيهمس بحنان:
– دة أنا يا حبيبي إهدي!!
بصتلُه و إفتكرت الكلام اللي دار بينهم إمبارح و أد إيه عانَى في حياته، دخلت في حضنه و حاوطت وسطُه و هي بتطبطب على ضهره ببراءة، فـ إبتسم على برائتها و شدد على حضنها و هو بيقول بندم:
– أنا أسف على كل مرة زعلتك فيها، كل مرة كنت السبب في إنه تعيطي، حقك على راسي يا تاليا، أنا كنت غبي و بنتقم من أبوكِ فيكِ، سيبت الجاني و إنتقمت من المجني عليه، أنا وجعتك كتير أنا عارف، بس نفسي تسامحيني، نفسي في فرصة أخيرة منك يا تاليا عشان أعوضك عن كل الق.رف اللي عملتُه!
فضلت شاكته مش قادرة تتكلم، رفع وشها ليه .. و هو بيبُصلها و كإنه بيترجاها إنها تتكلم، و كإن اللي هتقوله كفيل يحييه من تاني!!
بصتله بحُزن و قالت:
– مش قادرة أنسى .. مش قادرة يا فهد!!!
غمض عينيه و رجّع راسُه لورا، فضل كدا ثواني، بعدت عنه بخوف و هي شايفه و شُه بقى أحمر يمكن من العصبية، إفتكرت إنه هيتعصب عليها و إحتمال يضربها فـ طلعت من حضنه و قعدت و هي بصالُه بخوف، بعد دقيقه، قام و قعد قُدامها و هي لسة كانت هترجع ورا بس حاوط هو كتفيها بحنان بدراعه و بإيده التانيه حاوط وشها و باس راسها بلُطف:
– حقِك يا حبيبتي، شوفي إنتِ عايزه إيه و أنا هعملهولِك..
بصتلُه بصدمة، و عينيها إتملت بالدموع، وفضلت تسأل نفسها إنه فعلًا هيسيبها؟ يعني ممكن يطلقها!!
بلعت ريقها و قالت و هي بتتمنى من كل قلبها إنه ميوافقش:
– أنا .. أنا عايزة أتطلق..
بصت لعيونه فـ لقتها مليانه حُزن و هو بيبُصلها كإنه بيقولها يعني أنا مصعبتش عليكِ؟ عينيه كلها خذلان و قهر حقيقي، مسك إيديها و فتحها و باس باطنها برفق وقال و صوته لأول مرة يخرج مهزوز بالشكل ده:
– تمام، هعملك اللي إنتِ عايزاه!!
بصتلُه بصدمة وقلبها إترج! لاء!! مين قال إن ده اللي هي عايزاه!، هي بس كانت عايزة تشوف ردة فعلُه إيه، مش عايزاه يمشي .. مينفعش يمشي!! كان نفسها تترمي في حضنه و تقوله ماتسبنيش أنا مش عايزة أبعد عنك مش عايزاك تبعد تاني مش هستحمل!! بس فضلت ساكته و رغم إن مظهرها كان ثابت .. بس كانت بتت.قطع من جواها، بصلها بهدوء، وقال:
– هتستحمليني بس هنا أسبوع بالكتير أكون نقلت شغلي من هنا لـ كندا، و بعدها مش هتشوفي وشي تاني!!!
جسمها سِقع و نفسها تِقل، بصلت لإيديه اللي ماسكة إيديها اللي تلِجت فجأة، و قالت بصوت مبحوح:
– أنا هبقى طليقتك .. ماليش الحق إني أقعد هنا أصلًا أنا هرجع لـ بابا و آآ!!
صرَّخ فيها لأول مرة بعد مـ رجع من سفرُه:
– إياكِ تاني مرة أسمع بتقولي الهبل دة!!! مافيش رجوع لـ أبوكِ هتفضلي قاعده هنا، قولتلك قبل كدا دة بيتك سواء و إنتِ على ذمتي أو لاء!
جسمها إترعش من صوته العالي و بعدت إيديها عن إيديه بحُزن و لسة هتقوم تمشي مسك دراعها و شدّها لحضنه فـ مسكت في قميصُه بتلقائية و هي بتمنع نفشها من العياط بصعوبة، ربّت على شعرها و ضهرها و هو بيقول بأسف:
– أسف إني زعقتلك، بس أنا عايزك تفهميني أنا عُمري مـ هآمن عليكِ هناك أبدًا، مينفعش أرجّعك ليهم تاني على جث.تي ده يحصل!!!
كتمت عياطها بصعوبة حقيقية و هي لسة مش مستوعبة بجد إنه هيطلقها و هيمشي، غمضت عبنبها و حاولت تتحلى بشوية قوة وبعدت عنه و هي بتقول:
– أنا فاهماك، بس بما إني الحمدلله إشتغلت و عملتلي إسم فـ أوعدك في أقرب وقت هجيب شقة و مش هشيلك همي أبدًا و كمان عشان تقدر تيجي هنا براحتك!
مسح على وشه بأسى، و بعدين بصلها و هو بيقول بهدوء:
– لسة مش فاهماني يا تاليا .. إنتِ مش هتطلعي من القصر ده طول مـ أنا فيا النفس و حتى بعد ما أموت هكتبُه بإسمك، فـ إنسي إنك تمشي من هنا، و بعدين إنتِ فاكرة إني هعرف أدخل القصر ده تاني و إنتِ مش فيه؟
بصت للأرض بحزن فـ رفع وشها ليه وقال بحزن أكبر:
– أنا عايزك .. و بحبك جدًا .. ربنا وحدُه اللي عالم باللي في قلبي ليكِ، و لو عليا عُمري مـ كنت هطلقك ولا هبعد عنك بس مادام إنتِ عايزه ده فـ حقك .. اللي عملتُه مكانش سهل يتنسي بالسهولة دي..
قرّب منها و باس راسها وقال بحنان:
– قومي نامي في الجناح فوق و أنا هروح شُغلي و هحاول على أد مـ أقدر أخليكِ متشوفنيش الأسبوع ده عشان مدايقكيش..!!!
و سابها و مشي بمنتهى السهولة، أول مـ خرج من القصر إنهارت في العياط، عياط هيستيري لدرجة إنها حست كإن قلبها هيُقف من الحزن و التعب، طلعت لـ جناحهم و هي مش عارفة تسيطر على عياطها و لا على جسمها اللي بيترعش من الحزن لحد مـ نامت بصعوبة والدموع مالية وشها..!!
• • • •
بعد يومين، مكانتش بتشوفُه أبدًا، مع إنها بتفضل بليل مستنياه في البلكونة لحد ما يرجع عشان تطمن إنه رجع، و تملي عينيها منُه و هو بينزل من عربيته وبيدخل القصر و غالبًا بينام في جناح تاني، بتستنى يومها كله عشان تشوفُه في الدقيقتين دول، ليه مبيجيش يطمن عليها؟ هي ليه مش فارقة معاه كدا؟
في اليوم التالت، تاليا كانت تعبانه جدًا، كل مـ الخدامه تدخلها أكل بترميه من وراها و بتفهمها إنها كلت مع إنه محطتش حاجه في بُقها من ساعة اليوم ده كانت بس بتشرب ماية عشان متموتش من الجفاف، جسمها مقدرش يستحمل في اليوم التالت و وقعت من طولها، أغمى عليها في نص الأوضة و وقت الغدا لما الخدامه خبطت عليها ومكانش بيوصلها فتحت الباب في هدوء و إتصدمت لما لاقتها مغمى عليها، جريت بسرعة على مكتب فهد اللي في القصر وفتحاه وهي بتقول بذُعر:
– فهد بيه، الدام واقعه من طول في الجناح ووشها مافيهوش نقطة دم!!
إتنفض فهد من فوق الكرسي و جري على الجناح بخطوات سريعة جدًا، و الخدامه وراه، دخل الجناح لاقاها فعلًا واقعه على الأرض شفايفها بيضة و وشها شاحب، نزل على ركبه قدامها و خد راسها في حضنه و هو بيضرب على وشها بحركات خفيفة يمكن تفوق و هو بيقول بقلق رهيب:
– تاليا .. حبيبتي سامعاني؟ تـاليـا!!!
بص للخدامه و صرّخ فيها بعصبية:
– واقفة عندك ليه روحي هاتي كُباية مايه بسرعه!!!
جريت البنت من قدامه برعب من غضبه، رجع بص لـ تاليا و هو حاسس بـ غصة في قلبه و هو شايفها بالمنظر ده، حط صباعه على نبض رقبتها لاقاه ضعيف، مسح على وشه بـ خوف عليها، الخدامه ناولته كُباية المايه فـ خد شوية على إيده و مسح بيهم وشها مرة ورا مرة لحد مـ فتحت عينيها، و أول مـ فتحت عينيها خدها في حضنه بقوة و هو مش قادر يوصف فرحته، الخدامه طلعت برا بكسوف وقفلت عليهم الباب، فضل حاضنها و هي بتت.آوه بوجع من كتر مـ هو ماسك في حسِت إن عضمها هيتسكر، بس كون إنها في حضنه دلوقتي خلّى روحها ترجعلها حقيقي، نادت إسمه بصوت ضعيف:
– فهد..!!
بعد وشها عنها و هو بيقول بحنان:
– روح فهد و قلبُه و نور عينيه!!!
بصتله و عينيها إتملت دموع و هي بتقول بحزن:
– كداب .. أنا هونت عليك و مسألتش عليا طول اليومين دول!!
قرّب منها و باس عينيها و قال بحنان:
– مين اللي قالك كدا! مش عشان مش نايم هنا و مش معاكِ في نفس الجناح أبقى معرفش عنك حاجه، أنا عارف بتاكلي إيه و بتشربي إيه و بتنامي إمتى عارف كل حاجه و بسأل عنك كل الخدامين كل ساعتين!!!
إتكلمت بتعب:
– و .. والخدم مقالولكش إني مكلتش من يومين!!
بصلها بصدمه و قال:
– إيــه!!! إزاي، دول بيدخلولك كل شوية أكل عشان مش بترضي تنزلي تاكلي تحت!!!
إبتسمت بسخريه وقالت:
– كنت برمي الأكل ربنا يسامحني..!!
غمض عينيه و هو بيحاول يتحكم في عصبيتُه، شالها بين إيديها و حطها على السرير بحذر، و نادى بأعلى صوته على إسم بنت من الخدم اللي مسئولة تدخلها الأكل و طلع كل عصبيته عليها و هو قاعد جنب تاليا:
– إنتِ إزاي متتأكديش إن الهانم بتاكل الأكل اللي بيدخلها فعلًا ولا لاء!!! حتى لو وصلت إنك تفضلي واقفة جنبها لحد ما تاكل!! إنتِ مطرودة إطلعي برا!!
مسكت تاليا إيديه بفزع و هي بتقول:
– لاء يا فهد حرام عليك و هي هتعرف منين إني برمي الأكل ولا باكلُه هي مالهاش ذنب في حاجه!!!
وقفت البنت حاطة راسها في الأرض بحُزن فـ تاليا قالتلها بحنان:
– إمشي إنتِ دلوقتي يا حبيبتي كملي شغلك متخافيش!!
قال فهد بضيق:
– إنزلي إعملي كل أصناف الأكل و في ظرف ساعه عايز كل الأكل يبقى هنا فاهمه و لا لاء!!
– فاهمه يا بيه!
قالت بسرعه و هي فرحانه إنها مطردتش و مشيت، بص فهد لـ تاليا بضيق فـ بعد عينيها عنه بتوتر و هي بتقول ببراءة:
– إنت بتبُصلي كدا ليه.. هتاكلني ولا إيه
في لحظة إتحولت نظراته المتعصبة لـ نظرا ت خبيثة و هو بيميل عليها و بيقولها بمكر:
– ياريت!! عايز أكلك فعلًا!!!
إتصدمت من قربه و ضربته في كتفه و هي بتقول بتوتر و خجل خلاه يضحك من قلبه:
– إنت قليل الأدب إبعد عني!!!
ضحك ضحكتُه الرجوليه اللي بتعشقها و إبتسمت غصب عنها، ياه .. بقالها كتير أوي مشافتوش بيضحك.. بصلها بعد م خلص ضحك و هو بيتأمل ملامحها اللي وحشاه و بيقول بشوق:
– وحشتيني!!!
سرحت في عينيه، و سرح هو أكتر في عينيها وملامحها و مقدرش يسيطر على نفسه و كل خليه جواه عايزاها، قرّب منها و لسه هـ يُلثم شفايفها حطت إيديها على صدره و قال بـ صوت حزين بيترعش:
– فهد .. متنساش إننا هنطلّق!!
بصلها بهدوء، و قال بثبات و هو بيحس.س على شعرها:
– مافيش الكلام ده!! طلاق إيه و هبل إيه إنتِ هتفضلي على ذمتي لحد ما أموت!!!
كل أنواع الصدمة إتشكلت على وشها وقالت و هي مش مصدقة كلامُه:
– يعني إيه!! مش إحنا كنا متفقين؟
قال بحُب:
– إنتِ هبلة يا تاليا! عمرنا ما هنبقى متفقين على طلاق أبدًا يا حبيبتي، مش هطلقك لو حطوا س.كينة على رقبتي، عُمري ما هبعد عنك و هحاول بكُل جُهدي و طاقتي أعوضك عن كل حاجه و ده وعد مني قدام اللي خلَقك وخلَقني!!
عينيها إتملت دموع و هي بتقول بحزن:
– يعني .. يعني مش هتسيبني؟
باس كل إنش في وشها و هو بيقول:
– عندي إستعداد أموت و أدِفن حي و مسبكيش!! أنا مش هعرف أكمل حياتي من غيرك أصلًا!! إنتِ حياتي كلها!!
حاوطت وشُه وقال بحُزن:
– و بابا و إنتقامك منُه؟ هتقدر تعيش مع بنت الشخص اللي بوظلكوا حياتكوا وإنت صغير؟
بصلها بهدوء، و قال:
– إنتِ مالكيش ذنب في حاجه، زي مـ دمر عيلتي زمان كان بيدمرك إنتِ كمان بعد وفاة والدتك بس ورحمة أبويا ما هخليه يلمس شعرة منك بعد كدا يا حبيبتي!!
و إتنهد و قال:
– أما بالنسبة للإنتقام، فـ ربنا كبير .. و أكيد حق أي حد إتظلم من الراحل ده هيتاخد و على حياة عيني!!! أنا هسيبُه لربنا!!
أهم حاجه عندي دلوقتِ إنتِ..!!
بصتلُه بإبتسامه خفيفه و عينيها مُرهقة، فـ قال بضيق:
– بس خلي بالك مش هسكتلك إنك كنتِ بتستغفليني و مبتاكليش طول اليومين دول، و الله لهحشيكي أكل النهاردة لحد ما تقولي حقي برقبتي..!!
بصتلُه ببراءة بصات خلِتُه يضعف، دفن راسُه في رقبتها و هو بيقول بحُب رهيب:
– وبعدين فيكِ بقى؟
إبتسمت تاليا و هي بتمسح على شعرُه و بتقول:
– أنا عملت إيه طيب؟
رفع راسه وبصلها و هو بيقول برجاء:
– سامحتيني يا تاليا .. صح؟
إصتنعت الحزن في الأول عشان تفهمه إنها لسة مسامحتوش، فـ إتنهد بحزن لما عرف الأجابة من تعابير وشها من غير مـ تتكلم، و لسة هيقوم من زعلُه، بس مسكت فيه بلهفة و هي بتقول بإبتسامة:
– إستنى بس والله بهزر، سامحتك يا فهد خلاص إهدى!
إتصدم و قال بفرحة:
– بجد؟ متأكدة ولا بتقوليلي كدا وخلاص!!
قالت بإبتسامة:
– لاء والله متأكده، بس ده بردو ميمنعش إنك هتتعب معايا شوية عشان أرضى عنك مش بالسهوله اللي إنت مُتخيلها دي!!
باس راسها وقال بحنان:
– مستعد أتعب معاكِ العمر كلُه يا حبيبي!
الباب خبط فـ قام و خَد من الخدامه الأكل و قفل الباب وبص لـ تاليا بـ شَر و هو بيقول:
– تعاليلي بقى، هزغَطك زي البطة!!!
• • • •
قاعدة بتتفرج على المسلسل التركي اللي بتموت فيه، حواليها أكل يكفي عشرين شخص، بتاكلُه بنهم غريب أول مرة تحِس بيه، و في نفس الوقت عايزه تخلصُه بسرعه قبل ما فهد ييجي ويقول عليها طفسه، و قد كان حصل اللي هي خايفه منه، دخل فهد بعد ما رجع من شغل للجناح، بس وقف مصدوم لما لَقى كل الأكل ده حواليها و هي محشورة وسطهم زي العيلة الصغيرة، بؤها كلُه شوكلاته و حاطه في حضنها جردل شوكلاته مش علبة أبدًا، و لأول مرة يضحك بالشكل ده، بس هي إتصدمت و إتكسفت جدًا، و إبتسمت بإحراج و هي بتقولُه:
– إحم إحم .. إنت جاي بدري يعني يا فهد؟!
خلص ضحك و بعد شوية الأكل اللي جنبها عشان يعرف يقعد و قال و هو ماسك الضحك بالعافيه:
– الله أكبر، بالهنا والشفا يا حبيبتي!!
إتحرجت و قالتله بخجل:
– أنا عارفة إني خار.بة بيتك بقالي كام يوم، بس والله مش عارفة مالي عايزه أكُل أي حاجه تيجي في طريقي، تفتكر أنا إتلبست من جن جعان؟
ضحك أكتر وخدها في حضنه و هو بيقول بمرح:
– تصدقي ممكن بردو، هجيبلك شيخ يطلع من عليكي الجن ابن المفجوعه ده متقلقيش، بس بردو بالهنا عليه و عليكِ أنا عايزك تتخني شوية أصلًا..!
قالت بسرعة:
– يلاهوي لاء أنا مش عايزه أتخن، خليني كدا سمباتيكه!!
بص لشفايفها اللي كلها شوكلاته فـ فهمت هو عايز يعمل إيه، جابت بسرعه منديل من جنبها عشان تنفي أفكارُه الوحشة دي و لسه هتمسح الشوكلاته مسك المنديل من إيديها و رماه جنبها و هو بيقول بخبث:
– تؤتؤتؤ .. منديل وأنا موجود، سيبيلي أنا المهمة دي!!!
شهقت بصدمه لما مسح كل الشوكلاته اللي على شفايفها بـشفايفه، لما خلّص بعد و هو مغمض عينيه بيستلذ طعم الشوكلاته من شفايفها و هو بيقول بمكر:
– أحلى شوكلاته كلتها في حياتي كلها، مِكس شفايفك بالشوكلاته رهيب!!!
ضربتُه على كتفه و هي بتقول بحرج:
– وبعدين بقى يا فهد في قلة أدبك دي..!!
– بعشقها!!
قال و هو بيغمز بخبث، و لسه هيقرب منها لاقاها حطت إيديها على بُقها و ميلت لقُدام كإنها هترجّع، قِلق عليها و بعد شعرها عن وشها و هو بيميل راسه عليها بيقول بتوجس:
– في إيه؟ حاسه بإيه؟
قامت بسرعه من قدامه و جريت على الحمام فـ عرف إنها هترجّع، راح وراها بسرعه و فعلًا لاقاها بترجع كل اللي كلته، قلق عليها جدًا و وقف جنبها و مسك شعرها بيبعدها عن وشها و بإيده التانيه فِضل يطبطب على ضهرها، لما خلصت فتح الحنفيه و غسل وشها كويس و بعدين جاب الفوطة بتاعته ونشفلها وشها، إتعدلت في وقفتها فـ خدها في حضنه و هو بيقول بحنان:
– نروح لدكتورة؟
هزت راسها بنفي وقالت بتعب:
– لاء يا حبيبي مش مهم أكيد من اللي كلتُه ده كلُه، أنا أسفه يا فهد لو قرَفتك!!
قال بضيق:
– مـ بلاش هبل بقى قرفيتيني إيه!!
حضنته بحُب و رفعت وشها ليه وقالت و هي بتبصلُه بحُب:
– أنا بحبك أوي والله..
باس راسها وقال بحنان:
– مش أكتر مني يا حبيبتي، قوليلي حاسه بإيه عشان لو كدا أجيبلك الدكتورة..
– أنا كويسة والله مافيش حاجه!
قالت و هي بتبوس دقنه اللي عرفت توصلها من قُصرها و طوله، مسح على شعرها بحنان و خدها في حضنه..
• • • •
طلعت من عند الدكتورة و هي مصدومة و قلبها هيقف من الفرحه، حامل!! حاسه إن الفرحه مش سايعاها هي كانت شاكة فعلًا عشان كدا كدبت على فهد و قالتله إنها هتروح تشتري حاجات من المول و بعد معاناه من إقناعه إنها هتبقى صاحبتها و صاحبتها عروسه جديده و هتجيب حاجات هو مينفعش يشوفها، و طبعًا دي حجة مجابتش معاه و قالها إنه هيستنى في العربيه بس حاولت تقنعه إن مينفعش لحد ما وافق، و ساعه كمان بتقنعه فيها إنها مش عايزه حراس وراها و الموضوع مش محتاج، المهم دلوقتي وكل اللي في دماغه هتقوله المفاجأه دي إزاي، كإنه قرأ أفكارها لما لقيت تليفونها بيرن، إبتسمت لما لاقته هو و ردت، لسه هتتكلم لقِت صوته عالي خلّاها تترعب و هو بيقول:
– سيادتك فين!!!
لسانه إتربط معرفتش ترُد، فـ صرَّخ فيها أكتر و قال بحدة:
– م تـــردي!!!!!
بلعت ريقها وقالت بصوت مرعوب:
– أنا خلاص هركب عربيتي وجايه أهو والله!!!
– متتحركيش من مكانك .. أنا جايلك..!!!
قال بحدة، لسه هتقولها لاء لقت الخط إتقفل، ركبت العربيه و جسمها كله بيتنفض من الخوف، صوته لوحده و هو بيزعقلها خلاها هتموت من الخضة، فضلت تسأل نفسها هو هييجي إزاي و هو عارف إنها في المول، طانت هتتصل بيه عشان تقوله ع الحقيقه و إنها مش في المول بس لقِت عربيته جايه عليها، شهقت برعب و هي بتهمس:
– يا نهار أسود، هو عرف إزاي إني هنا .. يووه هيبوظ كل حاجه!!!
نزل من العربيه و هي قاعده منكمشة و هي شايفاه جايلها و الشياطين بتتنطط قدام عينيه، مرضيتش تنزل من العربيه و جسمها كل إتخشب، فتح باب العربيه و مسكها من دراعها بعنف ونزلها من عربيتها وجرّها لعربيتُه و فتح الباب و رّكِبها و ركب جنبها، ضرب الدركسيون بعنف و هو بيبُص قدامه بعينين مليانه شرار:
– بس حلو أوي المول اللي إحنا واقفين قدامه ده، و صاحبتك فين الأرض إتشقت وبلعتها؟!!
بلعت ريقها وبصت للمستشفى اللي هما واقفين قدامها، مسك دراعها وقربها منه بعنف و هو بيقول بحدة:
– بتكدبي على ميتين أهلي ليه؟!! ردي عشان أنا على أخــري!!!
عينيها إتملت دموع و بصت لإيده اللي ماسكه دراعها بعنف وجعها فـ قالت و هي خلاص ثانيتين و تعيط:
– إيدي يا فهد!!!
ساب إيديها وضرب الدركسيون تلت ضربات ورا بعض بيطلع كل غضبه فيه و كإنه بينازع نفسه عشان ميإذيهاش، عيطت غصب عنها بصوت خافت و بصتله بخوف وهو بيتنفس بصعوبه، خوف منُه و عليه .. مدت إيديها بتردد و مسكت إيده اللي ضرب بيها الدركسيون و حضنتها بإيديها و هي شايفاها إحمرِت، باست إيده اللي شِبه إتكدمت بحنان، هدي شوية وبصلها و بص على دراعها اللي مش عارف يشوفه من هدومها، خد نفس و مسك راسها بحنان وحضنها و هو بيقول:
– دراعك واجعك؟
نفت براسها و هي بتبصله و الدموع على وشها فـ مسحها بحنان و خد إيديها باسها برقة، و بص للمستشفى و سألها بحنان:
– مالك يا تاليا؟ جايه هنا ليه لوحدك و إزاي متقوليليش وتعملي الفيلم الهندي ده عليا و مول وصاحبتي و كل الهبل ده، بان في عنيكي إنك كنتِ بتكدبي بش سيبتك بمزاجي عشان أعرف هتروحي فين، كدبتي عليا ليه يا تاليا؟
حضنتُه و هي بتقول بأسف:
– أنا أسفه، أنا بس كنت عايزه أعملهالك مفاجأه..
بصلها بإستغراب و بعدها عنده بلُطف و هو بيقول و هو مش فاهم:
– مُفاجأة إيه دي؟
وشها إبتهج و هي بتبُصله بفرحة، مسكت إيده و حطتها على بطنها و هي بتقول و عينيها كلها دموع:
– أنا حامل يا فهد!!!
إتصدم!! الدُنيا وقفت بيه في اللحظة دي!! حامل!! من غير مقدمات خدها في حضنه و هو بيقول بفرحه رهيبة:
– إحلفي، متأكده!!
ضحكت و هي بتحضنه من رقبتُه بفرحه:
– والله حامل يا حبيبي! و في الإسبوع التاني..!!!
دفن وشه في رقبتها و هو حاسس إنه قلبه هيقف من فرحته، حضنها بكل قوته لدرجة إنها كانت هتتكسر في إيديه فقالت بخوف ومرح:
– فهد الولد هيتفعص بالراحه!!!
خفف إيديها عنها بسرعه وقال بلهفة:
– أسف يا حبيبتي
بعدت بـ وشها عنه و باستُه من خدُه وقالت و عينيها بتطلع قلوب حرفيًا:
– مبسوطة أوي يا فهد، هنبقى تلاته تخيّل، أنا .. أنا بجد مبسوطة مش عارفة أوصفلك..
غمض عينيه و سند جبينه على جبينها وقال يحنان:
– فاهمك من غير ما توصفيلي، عشان أنا حاسس بنفس الفرحه دي دلوقتي، هيبقى عندي طفل منك يا تاليا، نسخه مصغرة منك..!!
إبتسمت و هي بتمرر صوابعها على دقنه بحنان:
– ربنا يخليك ليا..!!
حط إيده على بطنها و باس راسها و هو بيقول:
– ويخليكوا ليه يا نور عيني..♥
تمَّت بحمد الله♥
• • • • •
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إنتقام ملغم بالحب)
كملى من فضلك