رواية موج البحر الفصل الحادي عشر 11 بقلم سلمى السيد
رواية موج البحر البارت الحادي عشر
رواية موج البحر الجزء الحادي عشر
رواية موج البحر الحلقة الحادية عشر
_ بس بحر مات ، بحر أستشهد يا سيادة العميد .
فلاش باك قبل تلت ساعة .
بحر خد باله علي أخر لحظة إن العربية خلاص هتقع من فوق الهاوية ، ف ساب السواق بسرعة و فتح الباب و نط منها في نفس اللحظة الي هي بتقع فيها ، وقع واقعة جامدة علي مسافة كبيرة و أتخبط في دماغه جامد ، و العربية لما وقعت بعد كام ثانية أتفج*رت ، و بعد خمس دقايق من الي حصل جت مجموعة إرها*بية و نزلت لمكان العربية و شافوا بحر واقع بعيد عنها شوية ، شالوه و خدوه و راحوا بيه علي المكان الي أعلي من بدر صفوان ، و كان ” أمير النجار ” خدوه علي هناك و بعديها بعشر دقايق الفريق جه لمكان العربية و بالتالي ملقاش بحر و كل إعتقادهم إنه مات .
العميد و تسارعت أنفاسه بدموع : أنت بتقول اي يا إسلام !!!! ، ب…بحر مات ازاي ؟؟؟ .
إسلام بعياط جامد : و الله حاولنا ، حاولنا نلحقه بس مقدرناش ، العربية الي كان فيها وقعت و أتفج*رت .
العميد قعد علي الكرسي و حط إيده عينه و قال و دموعه نازلة : إسلام أنتو متأكدين ؟؟؟ ، ما ممكن يكون نط من العربية قبل ما تقع .
إسلام بعياط : دورنا كويس ، مسبناش حته إلا و دورنا فيها ، بس ملقنهوش .
العميد بكتم عياطه و قال بصوت مهزوز : جمعوا كل الأشلا*ء الي موجودة ، و تحاليل ال DNA هتثبت أنهي جسم بحر ، بحر لازم يتدفن جنب صحابه و كل الشهداء .
إسلام هز راسه بالإيجاب و دموعه نازلة : ……………….. .
بعد تلت ساعات في المقر و الفريق رجع ، و العميد و القائد الأعلى للقوات الخاصة و بعض العساكر كانوا واقفين علي الباب .
الكل : …………….. .
العميد و بص لكيس الجثث بدموع و قهرة و سكت : ………………….(ثم قال بصوت مهزوز ) يا عسكري ، الفريق العسكري الطبي هياخد الأشلا*ء دي علي المعمل ، روح معاهم بصفتك أعلاهم ، القيادة معاك .
العسكري بدموع : حاضر أمرك .
جوا المقر .
العميد قال بقهرة و دموع و شدة في كلامه : أنتو مش عاملين حساب للزي العسكري الي أنتو لابسينه دا ، شوفتوا الي بيتصرف من دماغه بيبقي أخرته اي ؟؟؟؟؟؟ ، راجعين بأشلا*ءه ، راجعين ب بعض أعضاء أخوكوا حتي مش لامين جسمه كامل لأنه مش موجود أصلاً ، في الأول يوسف ، و بعديها سيف و بعديها أحمد و دلوقتي بحر ، أخواتكوا و ولادي ، هنقول لأهله اي ؟؟؟ ، (وجه نظرته لإسلام) هتقول لأروي اي يا إسلام !!!! ، هتديها خبر موت أخوها ازاي ؟؟؟ ، (وجه نظراته للفريق كله) هنقول لأبوه و أمه و مراته و أخوه ازاي ؟؟؟ ، و كل دا بسبب اي ؟؟؟ ؛ إنه أتصرف من دماغه .
الكل بدموع نازلة : …………….. .
العميد بدموع : زين عامل اي دلوقتي ؟؟؟ .
مازن بدموع و صوت مهزوز : إصابته مش خطيرة هيفوق إن شاء الله .
العميد بدموع : ماشي ، جهزوا نفسكوا عشان هنروح بيت بحر ، و هنعدي علي ” علي ” الأول عشان هيجي معانا .
الكل : أمرك .
في المستشفي عند علي .
الدكتور بفرحة : الحمد لله يا حضرة الظابط ، لاقينا قلب مناسب لقلب عائشة ، و العملية هتتعمل بكرة إن شاء الله .
علي بفرحة كبيرة و دموع : الحمد لله يارب الحمد لله ، يعني هي هتبقي كويسة صح ؟؟؟ .
الدكتور بإبتسامة : أيوه إن شاء الله .
عند أمير النجار .
الدكتور بتنهد و خرج برا الأوضة : …………… .
أمير ببرود : بحر مات و لا لسه عايش ؟؟ .
الدكتور : الظابط عايش يا أمير ، لاكن فقد الذاكرة ، مش هيفتكر أي حاجة قبل الحادثة .
أمير بملامح فرحة : يعني هو لما يفوق مش هيفتكر إنه ظابط ؟؟؟ .
الدكتور : و لا هيفتكر اسمه حتي ، لما يفوق كأنه أتولد من جديد ميعرفش أي حاجة عن نفسه .
أمير بملامح فرحة : طيب تمام ، أمشي أنت دلوقتي (الدكتور مشي) .
فهد : هنعمل اي ؟؟ .
أمير بإبتسامة شر : فقدان ذاكرة بحر جه في مصلحتنا ، لما يفوق هيلاقينا أحنا جانبه ، طبعاً أحنا هنقوم بدور أهله ، لما يفوق هنحط في دماغه السيناريو الي أحنا عاوزينه يعرفه ، (كمل بتفكير) امممممم ، زي مثلاً يا سليم أنت مننا ، و سليم دا هيبقي اسم بحر الجديد الي هنندهله بيه ، و هنقول إن العساكر و الظباط قت*لولك أهلك كلهم ، و روحت أنا و أنت و فهد و بقيت رجالتنا عشان ناخد حقهم لاكن أنت عملت حادثة و فقدت الذاكرة ، يعني بالبلدي كده هخلي بحر قا*تل ، طبعآ هو فاقد الذاكرة و مش عارف حاجة ، و لما يلاقينا أحنا حنينيين عليه و خايفين عليه هيصدقنا ، و هنفبرك شوية صور ليه معانا و ساعتها هيصدق إنه مننا ، (كمل بنبرة شر ) هخليه من بحر الظابط الي بيدافع عن بلده و شعبه لبحر القا*تل الي فاكر إن الظباط و العساكر هما الي قتلوا أهله .
فهد : طب ما بحر ممكن الذاكرة ترجعله في أي لحظة .
أمير بإبتسامة خبث : ساعتها هنبقي عملنا فيه الي أسوء من الموت ، و هو إن لما الذاكرة ترجعله و يشوف كمية الجرا*يم الي عملها و كمية القت*ل الي قت*له ، لاء و كمان واجه العساكر و الظباط و رفع سلاحه عليهم الي هما أصلاً صحابه و أخواته ، ساعتها بحر مش هيعرف يعيش بكمية الذنوب دي و إحساسه بالذنب و ألم ضميره الي مش هينيمه .
فهد بإبتسامة خبث : دماغك دي س*م .
أمير بإبتسامة خبث : و لسه ، بس يفوق بس .
في المستشفي عند علي .
علي بخضة : في اي يا إسلام ؟؟؟ ، مالك ؟؟ .
إسلام و بيحضن علي بعياط : بح….بحر مات يا علي .
علي بصدمة و خضة : ما…مات !!! ، (كمل بعياط) مات اي يا إسلام بصلي !!! ، مات ازاي يا إسلام ؟؟؟ .
إسلام بعياط : العربية أتفج*رت بيه ، و زين متصاب بس إصابته مش خطيرة و لسه ميعرفش لحد دلوقتي إن بحر مات ، و هنروح دلوقتي نقول لأهل بحر .
علي و قعد علي الكرسي و راسه بين كفوف إيده و قال بعياط و قهرة : هنفضل لحد أمتي كده ، لحد أمتي .
في بيت بحر و الباب خبط .
مليكة و بتجري بلهفة : أكيد دا بحر .
مليكة فتحت و قالت : إسلام !!!! ، هو بحر مجاش معاكوا ؟؟؟ .
العميد بدموع : كلكوا جوا يا مليكة ؟؟؟ .
مليكة بخوف : أي…أيوه جوا ، أتفضلوا .
دخلوا كلهم .
محمد والد بحر بقلق : خير يا سيادة العميد ؟؟؟ .
أروي جت بخوف و مسكت في كوم چاكت إسلام و قالت بتوتر و قلق : في اي يا إسلام ؟؟ ، كلكوا جيتوا ليه و العميد كمان جه ليه ؟؟؟ .
إسلام بصلها بدموع و سكت : ………….. .
العميد بدموع و تماسك : أستاذ محمد ، أنت راجل مؤمن بالله ، و هتعيش طول عمرك فخور ب ابنك و الي كان بيعمله ، و هو دلوقتي في مكان أحسن من هنا بكت…………….. .
قبل ما يكمل كلامه مليكة صرخت بإنهيار ، و أروي أغمي عليها في نفس اللحظة ، و إسلام عيط و نزل علي ركبته يفوق أروي ، و فاطمة إنهارت من العياط و مبتقولش غير كلمة ابني و أبوها عبد الرحيم بيعيط في صمت ، و محمد والد بحر مكنش قادر يقف على رجله قعد علي الكنبة و فضل يعيط ، و عمر أخو بحر دموعه نازلة علي خده و طلع في صمت علي أوضة بحر و قفل الباب و قعد علي الأرض و ضم ركبته علي صدره و حط وشه في ركبته و فضل يعيط بقهرة ، و العميد و بقيت الفريق مش عارفين ينطقوا بحرف من الموقف ، بعد مدة صغيرة من نفس الوضع دا عقل مليكة كان رافض الواقع ، و الصدمة كانت جاية عليها بالنوم ، طلعت نامت و هي مش عاوزة تصدق الي أتقال ، و كل تفكيرها إنها لو نامت هتصحي تلاقيه ، و محمد و فاطمة و عبد الرحيم كانوا متماسكين و عندهم صبر رغم حر*قة القلب الي هما فيها ، و عمر مخرجش من أوضة بحر من ساعتها ، و العميد قعد فترة و بعديها مشي ، أما إسلام و بقيت الفريق فضلوا موجودين معاهم ، محمد و علي و مازن و عمرو و مراد كانوا قاعدين جوا مع أهل بحر ، أما إسلام خد أروي و قعد بيها في جنينة البيت .
أروي بدموع نازلة في صمت و قالت بعدم إستيعاب مؤقت : إسلام ، عاوزة أعمل الأكل الي بحر بيحبه عشان لما يجي ياكل .
إسلام بخوف عليها و دموع : أروي ، عشان خاطري متوجعيش قلبي عليكي أكتر من كده ، خلي إيمانك ب ربنا كبير .
أروي قامت من جانبه بدموع : لاء يا إسلام أنا لازم أقوم أعمل الأكل .
إسلام و دموعه نزلت : يا أروي عشان خاطري حاولي ته…….. .
قاطعه نزول أروي علي ركبتها بإنهيار بين إيديه و قالت بعياط جامد : أخويا يا إسلام ، أنا بحبه أوي و هو كان بيحب ياكل الحلويات من إيدي ، ليه يا إسلام يحصل فيه كده ليه .
إسلام مكنش عارف يعمل اي ، لا عارف يحضنها و يطمنها بحضنه و وجوده و لا عارف يقول كلام يريحها لإن في اللحظة دي مفيش كلام بيجيب نتيجة مع حد ، إسلام مسك إيديها بدموع و سابها تطلع الي جواها و بعديها قال بدموع و تماسك : أنا معاكي و أخوكي عمر معاكي ، و أنا موجود أهو و مش هسيبك أبدآ ، هفضل جانبك و الله و هنتجاوز المحنة دي سوي ، مش هسيبك لحظة و الله .
أروي بعياط و بتبصله : أوعي تمشي أنت كمان يا إسلام ، أوعي تموت أنت كمان عشان خاطري ، إسلام سيب الشغل ، سيب الشغل أرجوك يا إسلام سيبه .
إسلام بدموع : مش إني أسيب الشغل يبقي هعيش يا أروي ، كلنا لينا ميعاد يا حبيبتي ، سواء ظابط أو محامي أو دكتور أو مهندس أو صنايعي أو أو أو كلنا لينا ميعاد ، ما يمكن الي مش ظابط دا يموت قبل الظابط مين عارف ، أهدي يا حبيبتي عشان خاطري ، هندعيله ، و هناخد حقه ، و مش هننساه .
أروي بعياط : ………………. .
إسلام قومها و قال : تعالي ندخل جوا يله .
و الوضع كما هو ، عمر مخرجش من أوضة بحر ، و مليكة لسه نايمة ، و إسلام و الفريق مش سايبنهم ، و المعمل شغال مبيريحش عشان يعمل تحاليل ال DNA كاملة و يشوف أنهي فيهم بحر ، و طبعآ مش هيلاقوه لأن بحر عايش ، و بحر مكنش لسه فاق و مازال نايم في الغيبوبة الي دخلها ، القصة مستمرة و الآلام مستمرة بل بالأصعب .
تاني يوم .
زين بحزن و دموع : أنا هقدم إستقالتي .
إسلام : زين متخرفش بالكلام ، أنت ذنبك اي إن أبوك طلع إرها*بي ؟؟؟!! .
زين بعياط : هبص في وشكوا ازاي يا إسلام ؟! ، هبص في وش العميد ازاي و الي قدامه دا أبوه إرها*بي و قت*ال قت*لة ، هروح عند قبر بحر ازاي و موته دا سبب من أسبابه هو بابا ، الناس هتبصلي ازاي و هما عارفين إن دا أبوه راجل إرها*بي ، عارف يا إسلام أي الي هيجي في دماغ الناس ؟؟؟ ، إني واحد خا*ين لوطنه زي أبوه و مسيره هينكشف قريب ، الناس هتستحقرني .
محمد : يا زين الناس مش هبلة عشان تقول عليك كده ، كل الناس عارفاك و عارفة مين هو زين نور الدين محمود ، الكل شاهد علي تضحياتك ، الكل شاف محاربتك في سبيل بلدك ، ف متقولش الكلام الفارغ دا .
العميد دخل عليهم الأوضة و قال : في اي ؟؟ .
زين قام وقف بإنتباه هو و كل الي موجودين .
العميد بهدوء : أرتاحوا في الوقفة .
زين بدموع : سيادة العميد أنا هقدم إستقالتي .
العميد بثبات : و دا ليه ؟؟؟ .
زين بدموع : ميشرفكوش إني أبقي معاكوا و أنا أبويا إرها*بي و خا*ين لوطنه ، مش عاوز أكون السبب في تلطيخ سمعة القوات الخاصة ، مش عاوز أشوف نظرة الشفقة في عيون حد ، لما نكون قاعدين في إجتماع و نجيب سيرة بابا ك إرها*بي نظرة الي قاعدين هتبقي عامله ازاي ليا و هما عارفين إنه أبويا !!! ، أنا ذات نفسي هيتشك فيا إني زيه .
العميد بشدة و صوت عالي : هو أنت ليه بتقول كلام مش هيحصل ؟؟؟!!!! ، أنت جيت هنا علي إيدي يا زين ، شوفت منك كل الصدق و الشجاعة و كل حاجة كويسة ، ليه هنقول عليك كده ، أحنا مش عيال صغيرة عشان نصدق أي حاجة هتتقال ، هتبقي مرتاح و صحابك بيحاريوا و بيجاهدوا هنا و أنت قاعد في البيت ؟؟؟ .
زين بكتم عياطه : معلش يا سيادة العميد أنا أسف بس أنا خدت قراري و هقدم إستقالتي دلوقتي ، عن إذنكوا ، (مشي و قبل ما يوصل لباب الأوضة وقف من جملة العميد الي قالها ) .
العميد و من غير ما يبص ل زين : لو خرجت من الباب دا يا زين أنت مش هتدخله تاني ، و مش هدخلك من باب المقر أبدآ .
زين دموعه نزلت في صمت و قال : تمام يا سيادة العميد ، أتمني أقابلكوا تاني في ظروف كويسة (خرج و سابهم) .
مازن بص ل عمرو و مراد بدموع و سكت ، و علي أتنهد بحزن و دموع و بص لمحمد ، و إسلام أفكاره كلها متشتتة و عيونه مدمعة جامد ، و العميد بصلهم كلهم واحد واحد في هدوء تام من الكل و سابهم و خرج من غير ما ينطق .
” لا حياة تخلو من السعادة و الحزن ، قد يعيش البعض بحياة مليئة بالسعادة مع قطرات الحزن و البعض الأخر قد يعيشوا الحزن مع قطرات السعادة ، فلكل منا حياته لا يعلم عنها الأخر ، و لاكن سيأتي الفرج بعد صبر ، قد يأتي متأخراً و لاكن سيأتي ، قد يأتي بعد عدة خسائر و لاكن في النهاية سيأتي ” .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية موج البحر)