رواية يا ليت كنت لي الفصل الثالث 3 بقلم هدير محمد
رواية يا ليت كنت لي الجزء الثالث
رواية يا ليت كنت لي البارت الثالث
رواية يا ليت كنت لي الحلقة الثالثة
” يوسف ابراهيم محمد ما*ت و اتدفن تحت التراب… و اتولد ياسين اسلام محمد… اقوى و اخطر مُهر*ب أسلحة في كندا… المُلَقب بالهلال الأسود الكَندي !!
” يوسف الضعيف اللي اتداس على وشه بالجز*مة ما*ت اخيرا… و اهلا ب ياسين اسلام محمد… الهلال الأسود… الوجه الخفي اللي كندا كلها هتمو*ت و تعرفه !!
ضحك بِشر كمل بقية كاس البير*ة و راح ناحية الباب فتحه… قال من فوق السلم
” حسااام… يا حسااام
قام حسام بسرعة و قال
• نعم يا هلال
” كمل حفلتك دي و تعالالي على السطح…
• حاضر يا هلال…
بعد شوية….
• نعم يا هلال ؟
إلتفتله ياسين اللي كان قاعد على سور المبنى و بيشرب سيجارته
” بقولك… في مصلحة مهمة لازم اعملها… احجز تذكرتين طيران على مصر…
• و بقية الرجالة معانا ؟
” اكيد طبعا…
• أوامرك يا هلال…
مشي حسام… أما ياسين كان متكيف بجو النهاردة… اخد نفس عميق و قاا
” شهر واحد بس… هتوحشيني جدااا يا كندا…
بعد يومين….
‘ تحب تشرب ايه يا فندم ؟
– تلاتة قهوة سادة على الترابيزة دي لو سمحتي…
‘ حاضر…
اللي كانت بتتكلم دي أنا… اشتغلت في كافيه في قلب المحافظة… كافيه محترم كده و راقي و مشهور أوي… و مرتبي كويس و بيكفيني الحمد لله…
‘ الترابيزة رقم 7 عايزين تلاتة قهوة سادة…
– تمام… و انتي مش هتشربي حاجة يا رنا ؟
‘ ليه بتسأل ؟ أنا شغالة هنا مش زبون…
– ما أنا عارف… قصدي انتي واقفة رايحة جاية من الصبح… مشوفتكيش اكلتي او شربتي حاجة…
‘ لا أنا زي الفُل
– براحتك…
‘ بطل رغي يا سيف و يلا هات القهوة…
– هو بمزاجي يعني… ما أنا مستني المكنة تخلص…
‘ اه نسيت… من أول ما اشتغلت هنا و أنا مش مقتنعة إن فيه مكنة بتعمل القهوة… مالها القهوة اللي كنا بنعملها بنفسنا…
ضحك و قال
– اهو بنحاول نتعود على التكنولوجيا بتاعت الأيام دي…
سندت ضهري على الرخام و حطيت ايدي على خدي و قولت
‘ والله أنا شايفة إن التكنولوجيا دخلت كل الدول و خلتها في القمة… ما عدا مصر… تلاقي أثر التكنولوجيا في ماكينة الكوفي و القهوة بس…
ضحك و اداني الصنية
– طب يلا شوفي شغلك…
‘ حاضر…
* يا اسراء… يا اسراااء !
* فينك يا بنتي… لازم اقعد انحر في صوتي عشان تظهري ؟
* يا اسراء تعالي مش وقت هزارك البا….
قبل ما يكمل جملته… لقي بنته في نص الصالون متكتفة و مربوطة على الكرسي و فيه شريط على بوقها و الرجالة محاوطينها… اتخض و لسه هيجري عليها… منعوه اتنين رجالة و اخده قعدوه على الكرسي و ربطوه….
* انتوا مين ؟ و عايزين مني ايه !!
• اصبر بس و هتعرف🤌
فضل ياسر يزعق فيهم و عايز يعرف هم مين… كانوا بيضحكوا عليه و ساكتين… فجأة ياسر سمع صوت خطوات حد جاية من بره… صوت جز*مته واضحة على الأرض لدرجة إن الكل انتبه لصوت خطواته… ظهر ياسين قدام ياسر و اسراء… كان طقم اسود و بالطو اسود و كاب سودة… الكاب كانت مغطية نص وشه… ياسر معرفهوش
* أنت مين ؟
ضحك ياسين و سحب كرسي قعد عليه قدامهم… شال الكاب من على رأسه… اسراء هي و ابوها اتخضوا لما شافوه
* يوسف ؟!!
” كده الحوار هيطول… بقولك يا حسام… هاتلي سيجارة…
• حاضر…
جابله حسام السيجارة… اخدها ياسين منه و ولع*ها و بدأ يشد نفس و يطلعه في وشه ياسر و بنته…
” تحب اعرفك على نفسي ازاي… ابدأ ازاي لأني محتار أوي… قولي أنت ايه رأيك ؟
قال ياسر بخوف وهو جسمه بيرتعش
* أنت مو*ت… و ادفنت… ازاي لسه عايش ؟
” فعلا أنا مو*ت و ادفنت… بس اللي ما*ت ده يوسف مش أنا… اسم يوسف و شخصيته ما*توا و بقوا تحت التراب… لكن روحه لسه عايشة و بتشرب سجاير قدامك اهو…
* ازاي ؟
” اسمي ياسين اسلام محمد… يعني ببساطه… يوسف ما*ت فعلا في الحادث اللي دبرته له عشان تقت*له انتقا*ما منه لانه طلق بنتك… بس لسوء حظك أنا نجوت من الحادث ده… بالاصح يعني… اتولدت من جديد… فوقت لنفسي و عرفت إن لازم ادوس على كل اللي كسر*ني و حسسني إني قليل… و أولهم أنت و بنتك الخنفسة دي…
* هتعمل ايه ؟
” هوريك… اصبر بس…
” حسام… قولهم يجيبوا الصندوق…
شاوله حسام بالايجاب… دخل الڤيلا حوالي 4 رجالة ماسكين صندوق خشب كبير… حطوه على الأرض… فتحه ياسين و طلع منه رشا*ش آلي كبير…
” هعرض عليك 3 عروض… الأول هو إني اقت*لك أنت و بنتك بالرشا*ش ده و او*لع فيكم و ادفنكم هنا و مفيش مخلوق يعرف… التاني هو إني ابلغ عنك و اسجنك أنت و بنتك لأنك حاولت تق*تلني و قت*لتني بالفعل… أما التالت بقا… سمعت إن شركتك يعني بسم الله ما شاء الله لسه في ازدهار و تقدم… كمان عرفت حجم السيولة اللي عندك… 100 مليون ولا 200 يا حسام ؟
• 300 مليون دولار يا هلال…
” كمااان… ايه يا استاذ ياسر… ايه الشركة اللي بترتفع دايما دي… اللي درسته في القسم اللي كنت فيه… ان كل الشركات ليها سمهين… سهم طالع… و التاني نازل… و انت السهمين بتوعك طالعين على طول لغاية ما وصلوا للسماء… خمسة في عين اللي يحسدك… أنا مش بحسد على فكرة…
* يعني عايز ايه ؟
” عايز 300 مليون دولار يبقوا بإسمي + الڤيلا بتاعت حضرتك اللي عند 6 أكتوبر… و ده العرض التالت…
* نعم !! أنت اتجننت !! تاخدهم ليه اصلا !
” اخدهم عشان مزاجي يروق… عشان روح يوسف ترتاح…( بَص لإسراء بغضب ) طبعا أنت كنت عارف ان الاميرة الخنفسة بتاعك كانت مقشطاني أول بأول…
* يعني انت عايز تاخد السيولة اللي عندي كلها مقابل اللي صرفته على اسراء لما كنتوا متجوزين ؟
” لا لا لا… ما أنا لو هحسب كل اللي صرفته عليها… هكون عايز اكتر… اصل اللي يعيش معاها يوم واحد بينت*حر… أنا استحملتها سنتين كاملين… يعني ربنا بيحبني لأني عيشت معاها كل ده و طلعت سليم في الآخر…
* انسى أنك تاخد جنيه واحد مني… و افتكر كويس أنت بتلعب على مين… ده أنا ياسر… و اقدر اعمل فيك اكتر من الفيلم اللي بتعمله ده…
مشي ياسين وقف جمب اسراء… شال الشريط من على بوقها و قال بإبتسامة اصطناعية
” شايفة بابا يا اسراء… مستخسر فيا 300 مليون دولار و ڤيلا… بابا طلع بخيل أوي يا إسراء… ينفع كده يا سرسور ؟
– يوسف… لِم رجالتك دول و امشي من هنا… أنت عارف كويس دادي يقدر يعمله فيك ايه…
” دادي برضو ؟ يا اسراء أنا بحلفك من اول يوم عشته معاكي و اقولك اقسم بالله دور الكياتة ده مش لايق عليكي ابدا… بتفكريني بالخنفسة لما بتتكلمي كده… بتخليني اضحك و أنا مش عايز…
ضحك ياسين و رجع بصلها
” الآه… مش ده خاتم السولتير اللي جبتيه بفلوسي ؟ يا وا*طية لسه لابساه لغاية دلوقتي ؟
مسك ياسين ايديها و اخد الخاتم من صباعها…
” اكيد السولتير غِلي… يجيله بكام ده دلوقتي يا حسام ؟
• 120 الف يا هلال…
” واااو… سعر تحفة… ايه رأيك ابيعه يا حسام ؟
• اللي تشوفه يا هلال…
” والله اللي أنا شايفه إن شكله حلو و سعره أحلى… بس للاسف حلاوته راحت لما حطته في ايدها… حاسة بقا مُقرف زيها و زي ابوها…
رمى ياسين الخاتم على الأرض و داس عليه بجز*مته لغاية ما فتته لحتت صغيرة على الآخر…
” شايفة يا اسراء لما بتلبسي خواتم بيحصل فيها ايه ؟ والله لو مكنتيش لبسيته كنت بعته و اخدت فلوسه لنفسي… بس للأسف لبستيه و خلتيني اكر*هه زي ما بكر*هك كده… ضاع الخاتم يا بو*مة…
” هااا يا عمو… هاخد السيولة ولا ايه ؟
* مش هتطول جنيه واحد منها حتى… انسى !!
ضحك ياسين بسخرية و وجه الر*شاش على رأس إسراء
” نقول البقاء لله على روح المروحة إسراء الخنفسة… ياسين بدأ يِعد تنازلي…
” 3
” 2
” 1
” صفر !!
شَد ياسين الزناد… لسه هيقت*لها بجد راح صرخ ابوها و قال
* اهدى يا يوسف ارجوك…
زعق ياسين و قال بصوت عالي
” قولتك مسميش يوسف… أنا اسمي ياسين… يوسف ما*ت من سنة و قصته انتهت خلاص… اللي قدامك ده ياسين… ياسين اللي أنت عملته بإيدك و زرعت الكُره جوه قلبه… هردلك كل الذُل اللي اتذليته بسببك… كل كلمة غلط قولتها في حقي… و الكَف اللي ضرب*تهولي ساعتها… عمري ما نسيته… كل ما بفتكر أنك مديت ايدك عليا… بَغلي من جويا و بكون عايز ادب ايدي جواك و اطلع قلبك في ايدي و اقت*لك !!
* طب اهدى و نتكلم…
” هتديني السيولة ولا لا ؟
* اسمعني يا يوسف… السيولة دي لو اخدتها… شركتي هتعلن افلاسها… و هبقى على الحديدة… و الضرايب مش هتسيبني في حالي…
” ما تعلن شركتك افلاسها… أنا مالي… الكلام ده ميخصنيش يا ياسر باشا… السيولة و الڤيلا هيبقوا مِلكي…
* مقدرش اديك المبلغ ده !!
ضر*ب ياسين طلقتين في الهوا و رجع وجه الرشا*ش على اسراء
” قدامك اختيارين… يا تنفذ اللي بقوله… يا اقت*ل بنتك قدام عينك و بعد ما تتعذ*ب و أنت شايفها بتطلع الروح قدامك و أنت عا*جز و مش قادر تتحرك هقت*لك وراها… و عشان عصبتني و أنا مش بكره اد اللي يعصبني… لو هتنفذ كلامي… فأنا عايز السيولة كاش مش على ورق !!
* اللي بتطلبه ده مني صعب…
” صعب ليه ؟ هو أنت مفكر إني نايم على ودني ؟ أنا عارف ان السيولة كلها معاك في الخزنة اللي في البنك الشرقي… أنا بقا عايز الفلوس دي تطلع من الخزنة و تيجي هنا قدام عيني… أو نشوف أنا و الرجالة على التلفزيون ” خبر مقت*ل رجل الأعمال الشهير ياسر الدمنهوري و ابنته “… ها ايه رأيك ؟
فضل ياسر ساكت شوية و متكلمش… ضحك ياسين و قال
” كنت عارف إنك ك*لب فلوس… خلاص سكوتك ده وصلني لإجابتك… يلا بقا يا إسراء قولي ل بابا سلام يا دادي…
إسراء كانت بتعيط و بتترجاه ميق*تلهاش بس هو كل نظراته ليها شَر و خُبث… كأنه كان قطة و بقا أسد بمخالب… مفيش ذرة رحمة جواه… جموده و شموخه واقف زي السور مش بيتهز… مستعد يعمل اي حاجة عشان يرد حقه و كرامته… حتى لو ده هيكلفه أنه يبقا قا*تل !!
لسه ياسين هيضر*ب بجد… صرخ ياسر و قال
* خلاص خلاص يا يوسف… هعملك اللي أنت عايزه…
” ما كان من الأول يا باشا… موافق يعني ؟
رد بك*سرة
* موافق…
ياسين فك رباط ايده و حط تليفونه في ايده و قال
” يلا اعمل تليفوناتك و حاجاتك دي… عايز ال 300 مليون دولار يبقوا كاش و و في شنط سودة… دلوقتي !!
نفذ ياسر كلامه و اتصل على البنك و طلب بخروج المبلغ كاش… و وصل على ڤيلته و ياسين استلمه
” مظبوط المبلغ يا حسام ؟
• ناقص دولار…
” مسامحه فيه عشان أنا طيب…
ضحكوا رجالة ياسين… ياسين ضحك معاهم و بص على ياسر اللي عيونه دمعت لانه شايف إن كل اللي بناه اتهدم في لحظة قدامه
” لا اوعي تعيط… اجمد يا عم… والله صعبت عليا… خلاص مش عايز الڤيلا بتاعت 6 أكتوبر… خليهالك… مش بقول كده عشانك… بقولك كده عشان لما تعلن افلاسك و تبقى على الحديدة… خلي بتوع الضرايب يلاقوا حاجة يحجزوها عليها قصاد السيولة ولا أنت ايه رأيك ؟
بصله ياسر بغضب شديد… ياسين ابتسم بطريقة مستفزة و قال
” يلا يا رجالة خدوا الشنط الجميلة دي على العربية… شيلوها بالراحة…
اخدوا رجالة ياسين الشنط و طلعوا بره…
” قبل ما امشي بس… أحب اقولك إن الر*شاش ده… الطلقات اللي فيه فِستك من الآخر… يعني مش حقيقي… لعبة بتاع العيد يعني !
اتعصب ياسر اكتر و حاول يقوم بس معرفش لأنه مربوط… ضحك ياسين بإنتصار و لبس الكاب السودة بتاعته خرج…. ركب عربية ال Geep و مشي…
• هنروح فين بعد كده يا هلال ؟
” الأول توزع مليون دولار على كل واحد من رجالتي و تشيل بقية المبلغ مع اخواته… و ارجعوا على المكان بتاعنا
• أوامرك يا هلال…
” انزل من العربية يا حسام و اركب مع بقية الرجالة في العربيات التانية لاني رايح مشوار كده و عايز العربية دي…
• حاضر…
ركن حسام على جمب… نزل منها و راح ركب في العربيات التانية… قعد ياسين على كُرسي السواقة و ساق العربية… طلع على المقابر… راح يزور نفسه القديمة… شافها… شاف رنا و هي قاعدة جمب قبره… قلبه نبض و اتحرك… كأنه رجع لنقطة الصفر لما شافها… وقف وراها مش قادر يتحرك ولا يتكلم و قبله بيدق بعنف… حاول يرجع رواء رجله داست على جزع شجرة و عمل صوت لفت رنا تبص وراها لكن بسرعة البرق ياسين استخبى وراء السور… خاف جدا ل تشوفه… عمره ما اتوقع إن رنا تيجي تزوره… عمره ما اتوقع إن بعد كل الوقت ده تفضل فكراه… هنا سأل نفسه سؤال واحد… هل لو رنا عرفت أنه حي هتقبله على هيئته الجديدة دي ؟ وصلت اجابة سؤال لما قال لنفسه مستحيل تقبله بعد التغيير ده… ولو هي بتحبه… فهي بتحب يوسف مش ياسين !
بص عليها لقيها مشيت… دخل عند القبر و اتفاجىء لما لقي كوم ورد لاڤندر بنفسجي حوالين قبره…
” هي ازاي عرفت إن بحب الورد البنفسجي ؟
قعد ياسين على الأرض… ضميره بدأ يتكلم… بدأ يحس إن الطريق اللي بيمشي فيه ده آخرته وحشة… أول مرة يقول كده لنفسه… لمح على القبر حاجات مكتوبة عليه… رنا كانت حافرة بالحجارة على قبره و كاتبة كلام كتير
‘ 2022/9/14 ده مش تاريخ وفاتك لوحدك… ده تاريخ وفاتي أنا كمان…
‘ الحياة وحشة أوي من غير وجودك فيها…
‘ طب ارجع و أنا مش هتكسف و هقولك إني بحبك…
‘ يوسف… حد قالك قبل كده إن عيونك جميلة ؟ حد قالك قبل كده إن انياب سنانك اللي بتظهر و انت بتضحك شكلها لطيف أوي ؟
هنا ياسين اتأكد انها بتحبه زي ما لاحظ عليها قبل كده بس كذب شعوره و مصدقهوش… قام و مشي…
– معلش بس يا رنا ممكن تشوفي الترابيزة رقم 11 عايزين يشربوا ايه….
‘ ماشي…
لبست رنا هدوم الشغل و خرجت تشوفهم مع ان ده معاد استراحتها… راحت رنا عند الترابيزة و قدمتلهم منيو المشروبات… كان فيه شاب قاعد ضمن الشلة اللي قاعدة على الترابيزة… أول ما شاف رنا تنحلها و سرح فيها… اخدت رنا طلباتهم و مشيت… زميله ضر*به على كتفه
* ايه مالك ؟
– الجرسونة…
* مالها ؟
– صااااروخ… جامدة أوي
* عندك حق… البنت قمر فعلا
– لا بقولك ايه… الطلعة دي بتاعتي أنا… ملكش دعوة بيها
* ده على أساس هتعرف تثبتها اصلا ؟
– اه هعرف… و هتشوف بنفسك !
‘ سيف في حاجة تاني اساعدك فيها ؟
– لا مفيش… معلش تعبتك النهاردة… شكرا ليكي… تقدري تروحي و تستريحي… أنا اخلص بس اغسل الكوبايات و هقفل الكافيه و امشي…
‘ تمام
خرجت من الكافيه و مشيت… شقتي قريبة من مكان الكافيه… بمشي حوالي 4 شوارع… كان الوقت متأخر حبة… و الشوارع هادية و الهواء جميل أوي… فجأة لقيت عربية جات ناحيتي… نزل منها واحد… كأني شوفته قبل كده…
– بقولك يا حلوة… متعرفيش مكان فندق هنا ؟
مشيت من قدامه و اتجاهلته… اتفاجئت بيه لما لقيته قرب مني و مسك ايدي و رمى شنطتي على الأرض
– خدي هنا… مش بكلمك ؟؟
‘ أنت بتعمل ايه… سيب ايدي !!
– مش هقدر والله… لو سيبتك ابقا غبي… بقولك ايه… شكلك هادية و هتفهمي… تعالي معايا… و كل اللي انتي عيزاه هعملهولك…
‘ بطل قذ*ارة و سيب ايدي بقولك !!
– لا لا مينفعش… تعالي معايا بس…
حاول يشدني جوه عربيته و كنت بحاول أفلت منه… فجأة حط ايده على ضهري… اتنرفزت أوي… افتكرت حاجة قالهالي يوسف قبل كده لما كان بيحكي معاها
” بصي… لما تتعرضي للتحر*ش يا رنا… قدامك حالين… الأول إنك تستسلمي و متقاوميش و تخسري نفسك… أما التاني هو إنك تجمعي كل قوتك و تثبتي كده و تضر*بي المتحر*ش ده تحت الحز*ام… الحركة دي فيها نهاية مستقبله و ده درس عشان يعرف يبص لأي وحدة بصة مش تمام…
مجرد ما افتكرت كده… مسكت نفسي و مخوفتش… و بكل قوتي ضر*بته برجلي تحت الحزا*م… وقع على الأرض و فضل يتأ*لم… أخدت شنطتي من الأرض و جريت على البيت…
ياسين كان واقف عند الشجرة ساند ضهره عليها و شافها لما ضر*بته… ابتسم و قال
” تربيتي البنت دي…
المتحر*ش قام بالعافية و اخد عربيته و مشي… ياسين لاحظ إن شال رنا وقع منها على الأرض و هي بتضر*به و مشيت من غير ما تاخده… اخده ياسين شَمه و قال
” ريحتها جميلة أوي…
ضحك ياسين مع نفسه و لف الشال بتاعها على رقبته و مشي….
حضرت عشاء خفيف لنفسي و فتحت التليفزيون اتفرج على اي مسلسل… بدأت أكل و اتفرج على المسلسل… فجأة المسلسل قطع و جه خبر عاجل مكانه…
• خبر عاجل… تم تهر*يب 500 قطعة سلاح غير مرخصة في امريكا الشمالية داخل دولة كندا من ثلاثة أيام… الحكومة الكَندية تُصرّح بأن هذه ليست أول عملية تهر*يب أسلحة تقوم في داخلها في هذا الشهر… بل تُصرّح قائلة إن من ستة أشهر الماضية تشهد دولة كندا عمليات تهر*يب و تجارة أسلحة بطريقة غريبة و غامضة… و حتى الآن لم يتم اكتشاف المسؤول عن هذا… و لكن جاري البحث و التحقيق •
ياسين كان بيلعب ضغط و التليفزيون جمبه شغال برامج الإذاعة كلها مقلوبة على عمليات التهر*يب اللي بتحصل… جه حسام دخل اوضته و قال
• يا هلال… سمعت عن ال….
” اه سمعت… بقينا مشهورين يا حسام…
ضحك ياسين و حسام في صوت واحد
• والله لولا دماغك دي كان زمانا اتقفشنا من بدري…
” طول ما أنت و الرجالة ورايا محدش يخاف…
• حصل يا هلال… طب أنا رايح انام… محتاج حاجة ؟
” هديك نمرة عربية… تجمع العربية و صحابها…
• و بعد كده ؟
” تديه عَلقة محترمة… و تركز الضر*ب على ايده اليمين بالذات… عايزك تك*سرها !!
• ليه ؟
” عشان بإيده دي مسك حاجة متخصهوش…
• ماشي…
كتبله ياسين نمرة العربية في ورقة… حسام أخد الورقة و مشي… و ياسين اترمى على السرير و نام…
تاني يوم……
‘ شكلك تعبان يا سيف… طب خلاص روح بيتك و أنا همسح الترابيزات و اقفل الكافيه…
– مش هتقدري تعملي كل ده لوحدك…
‘ لا هقدر… يلا وريني عرض اكتافك و اشوفك بكره الصبح هنا… روح دلوقتي نام شوية
– بجد اشكرك… يلا سلام…
‘ سلام
لبست الهاند فري و شغلت اغنية بحبها و بدأت انضف الكافيه… كنت رايقة أوي في اليوم ده لدرجة إني بقيت بدندن مع الأغنية… مكست المكنسة كأنها مكرفون و بغني بيها و برقص كمان… فجأة دخل واحد لابس اسود في اسود و كاب سودة… و قعد على ترابيزة… خلعت السماعة و روحت قولتله
‘ الكافيه مقفول دلوقتي…
” والله ؟
‘ اه والله… الساعة 12 الليل و احنا بنقفل في الوقت ده…
قام وقف بس ممشيش… الكاب اللي لابسها مغية عيونه و مش شيفاه كويس منها… لسه هتكلم قام شال الكاب من على رأسه… و طلع يوسف !! لا بجد ده اكيد حلم… وقفت متسمرة مكاني و مش عارفة انطق…
‘ كنت شاكة إن الكافيه ده ملبو*س !!
ضحك… أنياب سنانه ظهرت… معقولة هو بجد ؟… طب ازاي… لا الكافيه ده ملبو*س فعلا حتى سيف قالي كده… لسه هصرخ بلعو صوتي قام حط ايده على بوقي و قال
” شششش… بس هتلمي الناس علينا !!
ده صوته فعلا… أنا أكيد بحلم !!
” هشيل ايدي من على بوقك بس اوعي تصرخي… تمام ؟
هزيت رأسي ب آه… شال ايده من على بوقي… كنت بصاله بخوف… ده عفريت بجد والله… وجهت المكنسة ناحيته و قولت بتهديد
‘ بقولك ايه يا عم العفريت هتتهو*ر معايا هعور*ك… أنا مش سهلة على فكرة !! ارحل في سلام…
ضحك ياسين و أخد المكنسة مني رماها على الارض
‘ كنت بهزر على فكرة مش هعور*ك… بس و النبي سيبني اعيش ده أنا غلبانة والله…
كان واقف ساكت و باصصلي… كأن عيونه هي اللي بتتكلم… قولت لا طالما مبرقلي كده يبقى ده جِن مش عفريت… رجعت لورا و لزقت في الحيطة و بدأت اتسحب ناحية الباب عشان اهرب… وصلت للباب… لسه هفتحه قام منعني و قفله بالمفتاح…
‘ بقولك ايه أنا جبانة أوي و قلبي هيقع من مكانه… و النبي ما تأذ*يني و ارحل في سلام…
ضحك تاني و قال وهو بيسمح التراب اللي على وشي بإيده
” انتي لسه مصدقة إني عفريت ؟
‘ اومال أنت ايه بالظبط… جِن صح ؟ كل ده بسبب رواية العفاريت اللي قرأتها امبارح… والله ما اقصد احضر جِن أنا قرأتها فضول مش أكتر و حتى أنا….
” وحشتيني…
‘ أنت بتقول ايه… بُص أنا عارفة إنك جِن… و الظاهر كده انت جِن عاشق كمان و متجسد في صورة واحد بحبه عشان توصل لهدفك… أرجوك ارحل في سلام لا تأ*ذيني ولا أذ*يك…
” عندك حق… أنا فعلا عاشق !!
خوفت من طريقته و هو بيقولها… عيونه متشالتش من عليا و سرحان… استغليت سرحانه ده ولسه هتسحب… لقيته شدني لصدره و حضني جامد… قلبي دق بعنف و بخوف… حسيت بدفى حضنه… حسيت بإيده و هي بتقفل عليل عشان مهربش من حضنه… بصتله في عيونه و قولت
‘ هو انت حقيقي بجد ؟؟
ابتسم و هزلي رأسه بالايجاب…
‘ مستحيل… بجد مستحيل… أنت عايش ازاي ؟ اومال مين اللي أنا بزوره في المقابر ده ؟
” الكلام ده مش مهم دلوقتي… المهم إنك عرفتي إني عايش و بتنفس… لما عرفت إنك بتحبيني قولت لازم تعرفي إني عايش… عشان كده جيتلك…
دموعي نزلت تلقائيا و مش عارفة اقول ايه… مسح دموعي بإيده و قال
” رنا… أنا بحبك…
اتفاجئت أوي و بصتله بإستغراب
‘ يوسف أنت…
و قبل ما اكمل جملتي… خطفني ب بو*سة رقيقة لطيفة… حاولت ابعد بس رفض و ضمني له أكتر… هديت و اندمجت معاه و بادلته الحضن… فجأة بِعِد عني و قال بتفاجىء
” مينفعش… مينفعش !
‘ هو ايه اللي مينفعش ؟
” مينفعش ادخل حياتك… والله مش هينفع… أنا آسف يا رنا…
فتح الباب و خرج… جريت وراه و فضلت انادي عليه… لكن تجاهلني و ركب عربيته و شغالها و مشي بسرعة… اختفى !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يا ليت كنت لي)