رواية نادرة قلبي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم دعاء أحمد
رواية نادرة قلبي الجزء الثاني والثلاثون
رواية نادرة قلبي البارت الثاني والثلاثون
رواية نادرة قلبي الحلقة الثانية والثلاثون
في قسم البوليس
العسكر دخل و معه حسن اللي مش فاهم في ايه لكن وقف مستغرب و هو بيبص لعامر اللي واقف في آخر الممر أدام مكتب الظابط… وصلوا لحد عنده و حسن بصله بحدة
=في ايه يا عامر و ليه جايبينك هنا؟
عامر بذعر: أنت كنت فين يا حسن .. انا اتصلت عليك كتير و موبيلك مقفول انا و انت في مصيبة
حسن بعدم فهم:مصيبة ايه فهمني حصل ايه؟
عامر: لقوا مادة بيضاء في الورشة و الظابط بيقول انها بودرة و دلوقتي انا و أنت بالنسبة ليهم تجار صنف فادعي ربنا نعدي منها على خير
حسن بسرعة:صنف ايه و بودرة ايه؟!
أنت اتهبلت يا عامر دا انا كبيري لما اتعصب اشرب سجاره تقولي بودرة…. ازاي و ازاي الحاجة دي كانت موجوده في الورشة و مين حطها
عامر :مش عارف يا حسن مش عارف أنت لما مشيت انا قلت اكمل شغل و بعدين لقيت البوليس جاين و بيقولوا في أمر بتفتيش و فتشوا بيتي و لقوا الحاجة دي في الورشة و اقبضوا عليا
حسن : لا أكيد في حاجة غلط… أكيد
استر يارب… استر
عامر : أحنا لازم نعرف مين اللي حطهالنا و كمان مين اللي بلغ البوليس شكل في حد حطنا في دماغه و المرة دي مش سهلة يا حسن
حسن بصله و متكلمش و رجع قعد على الأرض و هو بيمرر ايده في شعره و بيحاول يستوعب اللي هو قاله
*****************
في بيت موسى
نادرة كانت قاعدة جانب جليلة و مش فاهمة في ايه و لا المفروض تعمل ايه
نادرة؛ لا انا مش هفضل قاعدة. كدا و أنا مش عارفه في ايه و لا حسن فين…. أنا لازم اسأل، لازم القيه
جليلة :اهدي يا نادرة اهدي يا حبيبتي دا غلط عليكي و على اللي في بطنك و بعدين تسالي فين تدوري في أقسام البوليس… ابوكي هيعرف و يجي يقولنا في ايه و بعدين اهدي كدا أنتي مش شايفه أمه
حالتها عاملة ازاي دي من ساعة ما عرفت و هي هتتجن عليه فاهدي كدا
نادرة مقدرتش تتكلم، حطت ايديها على وشها، جليلة بصت لها بحزن و حضنتها
=غمه و هتنزاح يا نادرة… غمه و هتنزاح
بحر خرجت من اوضتة نادرة القديمة و راحت قعدت جانبها و هي بتمسح وشها و عيونها حمرا
=هو حسن هيتاخر يا ماما…. الناس اللي اخدوه دول شكلهم يخوف اوي… انا خايفة عليه… هو كويس صح؟
نادرة سابت جليلة و حضنت بحر و غصب عنها عيطت بقوة و هي حاسة ان المرة دي صعبة… قلبها المقبوض طول الفترة اللي فاتت كان بيقولها ان اللي جاي مش سهل و هي كانت بتحاول تتجاهل لكن!
بحر كانت بتعيط لكن افتكر كلام حسن ليها لما كان دايما يوصيها تخلي بالها على نادرة و متخليهاش تعيط لان قلبه بيوجعه لما يحس أنها زعلانة
بعدت عنها و مدت كف ايدها تمسح دموع نادرة و ببراءة
=متعيطيش يا نادرة… حسن بيزعل هو قالي اخلي بالي عليكي و مخلكيش تعيطي و هو زمانه جاي
نادرة مسحت دموعها و هزت رأسها
=هو زمانه جاي هو اكيد مش هيتاخر
*********************
عدي ساعة وراء التانية و التالتة
و حسن و عامر في القسم
موسى و عبد الرحمن والد عامر كانوا موجودين و هم مش مصدقين اللي عامر حكاه و سكوت حسن و صدمته
موسى جاب محامي لحسن علشان يفهم حيثيات الموضوع
العسكر اخد حسن و دخل لمكتب وكيل النيابة
وكيل النيابة:
ها يا حسن مش ناوي تتكلم و تقول الكوكاين اللي لقيته في الورشة بتاعتك دا جيبته منين
حسن : أنا أصلا معرفش ازاي فيه حاجة زي دي في الورشة…. انا متأكد ان في حد دس لينا الزفت دا
وكيل النيابة:
=مين ممكن يعمل كدا فيك يا حسن… الكمية اللي لقيناها في الورشة تجيبلك خمسه و عشرين سنة سجن او مؤبد… مين ممكن يكون بيكرهك للدرجة دي علشان يحطلك الكمية دي كلها؟
حسن انت موقفك اسوء من عامر لان الورشة مكتوبة باسمك أنت و عامر كتيره هيخرج بكفاله و انت اللي هتشيل الليلة،
رغم ان سمعتك و كلام الناس كله في صفك و كلهم قالوا ان مستحيل انك تكون بتاجر في الكوكاين…. ساعدني علشان نعرف مين اللي عمل كدا لان أنت اللي هتروح في الرجلين، حتى لو عامر هو اللي بيتاجر.. قولنا بيجيب الحاجة دي من مين و كان ناوي يوديها لمين و صدقني أنت هتخرج منها
حسن قعد على الكرسي و هو حاسس الدنيا بتلف بيه و مش قادر يتنفس
=أنا معرفش مين اللي ممكن يعمل معايا كدا بس اللي انا متأكد منه ان عامر مالوش علاقة بالموضوع دا كله…. و بعدين فكر فيها
انا و عامر بنشتغل في الميكانيكا و دخلنا المادي بيكفي مصاريفنا
هنجيب منين الفلوس اللي تخلينا نشتري كمية زي اللي حضرتك بتقول عليها دي، دا احنا عايشين في الدنيا دي بنقول يارب كملها بالستر
كل الشباب اللي زينا مطحونين علشان يعرفوا يعيشوا بالحلال
و بعدين دا أنا لو معايا فلوس كتير كدا
كنت حجزت في المستشفى لمراتي اللي قربت تولد و مستني الجمعية اللي بعملها علشان اقبضها
وكيل النيابة بجدية و حدة:
=للأسف يا حسن كلامك دا مش هيفيد بحاجة… لان ممكن برضو تكون واخد البضاعة دي تصرفها لصاحبها الحقيقي و لو قلت لنا مين هو هيفرق معاك و الا صدقني ابنك اللي أنت مستنية دا هيخرج مش هيلقيك…
حسن :
=بس أنا معنديش حاجه تاني اقولها…. انا قولت كل اللي عندي الحاجة دي مش بتاعتي و متأكد ان في حد دسها في الورشة لان عامر لايمكن مستحيل يعمل اي حاجه
وكيل النيابة طلب من العسكري يدخل عامر و بدا يستجوبه هو كمان و مكنش عنده اي معلومة تفيد مين اللي عمل كدا
و كيل النيابة حاول يستدرجه و يخليه يقول ان حسن هو اللي بيتاجر في الحاجة دي او بيصرفها لمالكها الأصلي
حاول يغريه انه هيخرج لو اعترف ان حسن هو صاحب الحاجة دي و خصوصاً لان عقد ملكية الورشة باسم حسن
لكن عامر نفي علاقة حسن بالمخدرات دي و انه مستحيل يكون له علاقة و أكد ان اكيد في شخص هو اللي دسها ليهم
عدي وقت طويل في التحقيق
وكيل النيابة بضيق:
=يعني دا آخر كلام عندكم…. اكتب يا ابني أمرنا نحن وكيل نيابة….. بحبس المتهمين حسن محمود الصياد و عامر عبد الرحمن نجاتي اربع أيام على ذمة التحقيق…. خدهم يا عسكري
اخدوهم الاتنين للحجز و هم مش مستوعبين
حسن دخل الحجز و قعد في أول مكان فاضي و هو حاسس ان رجليه مش شايله…
الساعة دخلت على اتناشر بليل و هم مش فاهمين
نادرة راحت لهم بعد ما عرفت من جليلة مكانهم
موسى اول ما شافها اتضايق ان بنته تدخل مكان زي دا
نادرة راحت ناحيته بلهفة
=حسن فين يا بابا؟
موسى بحدة :ايه اللي جابك هنا يا نادرة انا مش قايلة متجيش
نادرة بتعب: مجيش ازاي بس ؟!
بابا فهمني بس في ايه و هو حسن عمل حاجة لحد علشان يشتكيه احنا ممكن ندفع اي غرامة بس يخرج و…..
موسى بحدة :غرامة ايه بس
حسن متهم انه بيتاجر في البودرة و المخدرات و اتنقل من القسم للنيابة و جابوه هنا في الاخر….
نادرة هزت رأسها بنفي و صدمة
=لا لا حسن لا يمكن يعمل حاجة زي دي…. ايه الهبل دا اكيد في حاجه غلط…. حسن فين يا بابا
موسى بصلها بحنان و مسك ايدها علشان يمشوا لكن هي شدت ايدها منه بسرعة
=أنا مش همشي غير لما اشوفه بالله عليك يا بابا اعمل اي حاجة
موسى بحنان:يا حبيبتي الوقت اتأخر و انتي تعبانة و بعدين هتيجي الصبح بدري و المحامي هيتابع معه بس خلينا نروح دلوقتي و انا اوعدك هجيبك الصبح بدري
نادرة بذعر :هي دعاء فين مش كانت معاك الصبح
موسى بص في الأرض باسف
=والدته مستحملتش الخبر و وقعت من طولها و ناقلنها على المستشفى بس حسن ميعرفش حاجه
نادرة حطت ايدها على صدرها و هي بتعيط و مش مصدقه
=أنا عايزاه اشوفه يا بابا ارجوك
موسى :مش بيدي يا نادرة صدقني ممنوع الزيارة او الدخول…. حسن واقع في مصيبة كبيرة و لازم نهدا و نفكر ازاي نخرجه من هنا
بس دلوقتي لازم نمشي لان وجودنا هنا مالوش لازمة
انا هروح البيت و اروح المستشفى اطمن على الست دعاء هي مش معها حد غير تبارك و مينفعش يكونوا لوحدهم ياله بينا يا بنتي ياله بينا الله يرضا عليك الوقت اتأخر اوي و انتي شكلك تعبانة
نادرة مشيت معه و قلبها متعلق مع الشاب اللي وراء الجدران و مش قادرة تشوفه…..
……….. تاني يوم………..
في شركة الخواجة نيكولاس
مينا كان مع المحاسب المالي و هم بيتكلموا و بيرن على حسن و عامر علشان يتفقوا على المعاد اللي هيستلموا فيه عمولتهم لكن موبيلاتهم مقفولة
مينا بجدية:
=شوف يا معتز عايزاك تخلص كل المعاملات المالية الخاصة بينا و تقفل دفاتر السنة دي و تشوف الديون المعدومة لينا و كمان لازم توزع الأرباح بتاع السنة و أعمل مكافات للعمال بتوع المصنع هم الفترة الأخيرة بذلوا مجهود كبير و لسه الفترة الجاية في شغل كتير
دي أوامر نيكولاس بيه….
معتز:حاضر…. بس مالك واضح انك مشغول
مينا: بحاول اتواصل مع حسن أو عامر و الاتنين موبيلاتهم مقفولة و مش عارف اوصل لهم… بقولك اعرفلي عنوانهم و أنا هخلص شغلي و اروح لحسن
معتز:اوكي…..
******************
في القسم على العصر تقريلا
حسن مكنش نام و لسه صاحي و هو بيفكر مين اللي عمل فيه كدا، شكله متبهدل و باين عليه الارهاق
العسكري فتح باب الحجز و نادي على اسمه
حسن :ايوة
العسكري:تعالي وكيل النيابة عايزاك
حسن خرج معه و مشي لحد مكتب وكيل النيابة، دخل لقى نادرة و تبارك قاعدين
نادرة اول ما شافته قامت و راحت ناحيته بسرعة و حضنته بدون ما تهتم للموجودين
وكيل النيابة خرج و ساب لهم مساحتهم
نادرة بخوف و بسرعة جدا
=في ايه يا حسن ليه كل دا بيحصل في ايه…. أنت مش هتخرج معايا انا و بحر مستنينك… ايه موضوع المخدرات دا و انت… أنت كويس شكلك تعبان حصل لك ايه حد عملك حاجة
حسن كان غمض عنيه بتعب و هو حضنها و مش عايز يتكلم لكن مجبر لان الوقت بدا يفوت و يعدي
=ظلم يا نادرة ظلم يعلم ربنا ان مفيش قرش حرام دخل جيبي و الله العظيم ظلم انا عمري ما هاكلك من فلوس حرام
نادرة بدموع:
=مش محتاج تبرر دا انا لو شفتك بنفسك معاك المخدرات هقول لا يمكن يعملها برضو يا حسن بس لازم تعرف مين اللي بيعمل فينا كدا و عامر كمان
تفتكر فريد و لا الراجل اللي انت كنت ماسك عليه صور اللي اسمه عرفة و لا مين يا حسن
حسن حس انها تعبانة و ماكلتش خالص و ملامحها باهته
مسك ايدها و قعدها على الكرسي
=انتى ليه ماكلتش و شكلك كمان منمتيش و ازاي تيجي لحد هنا… أنتي هتخرجي دلوقتي و هتروحي مع ابوكي و انا هتصرف متقلقيش يا نادرة
نادرة بغضب و صوت عالي:
=متقلقش ايه بس يا حسن دا انا بموت من الخوف اكل ايه و شرب ايه دلوقتي
دا بيقولوا فيها حبس و حاجات كتير
حسن ابتسم غصب عنه علشان يهديها
=صلي على النبي و اهدي و ان شاء الله خير
خير يا نادرة محنة و هتعدي بس ادعيلي
المهم ماما كويسة عملت ايه لما عرفت و هي فين؟
نادرة بلعت ريقها بتوتر و بكدب
=موجودة بس اصرينا عليها متجيش و هي في البيت و بابا جاب محامي كويس و….
حسن بحدة و خوف
=انتي بتكدبي صح… امي انا عارفها كويس لا يمكن تفضل في البيت و انا هنا…. امي فين يا نادرة حصلها حاجة؟
نادرة مقدرتش ترد و عيطت
حسن بحدة و رعب
=امي فين يا نادرة انطقي هي كويسة صح؟
نادرة بخوف عليه
=اهدي يا حسن هي كويسة بس لما عرفت الخبر مستحملتش و وقعت اغمى عليها و ناقلها المستشفى الدكتور قال إنها كويسة بس الضغط و السكر مش متظبطين و يومين و هتبقى كويسة المهم فكر في نفسك دلوقتي يا حسن
حسن قعد و غصب عنه دموعه نزلت على والدته
نادرة حضنته بهدوء
=و الله هتكون كويسة صدقني يا حسن
حسن مسح دموعه بسرعة و هو بيحاول يتماسك
=نادرة خليكي معها و مع تبارك هم مالهمش غيري و قوليلهم اني كويس و ان شاء الله هخرج من هنا
نادرة :حاضر حاضر يا حسن بس بالله عليك هون على نفسك كدا ممكن يجرالك حاجه
حسن :انا كويس…. كويس بصي فين موبيلي
نادرة :مش عارفه تقريبا في البيت
حسن :طب بصي افتحيه و خلي ابوكي يكلم واحد اسمه مينا
هو محامي شاطر و هيقدر يساعدنا و ان شاء الله عامر يخرج هو كذا كذا الورشة مش باسمه
نادرة :يعني ايه؟
يعني هو يخرج و انت تلبسها؟!
حسن بتعب:نادرة ابوس ايدك انا مش قادر اناقشك دلوقتي بس اعملي اللي قولتلك عليه….
نادرة :حاضر يا حسن بس خليك فاكر انا مش هسمح انك تبعد عننا و هترجع تاني و هتروح معانا صدقني
حسن :ان شاء الله… إن شاء الله يا نادرة
نادرة خرجت و وكيل النيابة دخل و كمل تحقيقه مع حسن لكن مفيش اي نتيجة جديدة
بعد شهر و نص
مينا قدر يخرج عامر من الموضوع لأنه مش مالك المكان اللي تواجد فيه المخدرات
لكن مقدرش يعمل اي حاجه لحسن لانه مالك المكان و هو اللي بيكون في الورشة اغلب وقته
و لان مفيش اي حاجة تدين اي شخص تاني غيره
والدته خرجت من المستشفى و الكل حزين و متضايق
حتى أهل الحارة و المنطقة اللي هو ساكن فيها و كل اللي يعرفوه
في المحكمة العليا
معاد الجلسة التانية لحسن و اللي هيتحكم فيها عليه
العسكري دخل بحسن قاعة المحكمة و في ايده الكلبشات
كلهم راحوا ناحيته و هو بصلهم بلهفة، نادرة بقيت في آخر شهر في الحمل
كان نفسه يبقى جانبها، بحر يمكن طولت شوية
كلهم موجودين
“والدته و تبارك و جوزها و جليلة و اختها و نوال و نادرة و بحر و مرجانة و مينا المحامي بتاعه
موسى و عامر و عبود صاحب القهوة كلهم موجودين حتى اسلام
الشاب اللي ساعده يلقى شغل و سمارة و برا القاعة في ناس كتير جايين”
بصلهم و بلع ريقه بصعوبه و هو شايف البدلة الزرقاء اللي لبسها
دخل وراء الحديد
دعاء بلهفة :متخفش يا حسن انت ابن حلال و عمرك ما اذيت حد و ربنا شاهد و هيبراك منها”
نادرة بتصميم و تعب و دموع:
=حسن أنت هتخرج صدقني و بعدين الدكتورة قالت اني حامل في ولد و خالص كلها كم يوم انا عايزاك تكون معايا مش هقدر يا حسن صدقني
حسن خرج ايده و مسح دموعها بحب
=سامحيني و الله العظيم لو كنت أعرف اني هاذيكي معايا كدا مكنتش حبيتك اتجوزتك بس الغلبان في البلد دي بيجوا عليه اوي يا نادرة اوي… و احنا مالناش ضهر
فظلموني و انا بظلمك معايا و بظلم الطفل دا معانا
بس وعد عليا لو ليا عمر و خرجت المرة دي الحساب تقل اوي اوي يا نادرة و لو بكوا بدل الدموع د”م مش هرحمهم
مينا باسف :
=حسن مفيش اي دليل على فريد او طه و لما جبتهم المحكمه في الجلسه اللي فاتت انكروا اي حاجه و هم اكيد مش يتكلموا بس انا هحاول باي طريقة تانية متقلقش
الخواجة بنفسه بيقولك اطمن هو هيتولي الموضوع
عامر بحزن:
انا اسف يا حسن و الله ما عارف ازاي الحاجة دي دخلت الورشة
اسلام بجدية :
=متقلقش يا جدع دا انت ساعدتني و انت متعرفنيش و ربك كريم اوي و ان شاء الله هتخرج النهارده
حسن ابتسم و نزل على ركبته و مد ايد لبحر اللي بتعيط
=بتعيطي ليه دلوقتي
بحر بدموع:
=علشان أنت سبتني يا ابو علي و انت وحشتني اوي و خايفه تسبني و كمان نادرة كل يوم تعيط و انا مش عارفة امسح دموعها و انا وعدتك مش هخليها تعيط بس انا خلفت وعدي ليك و مش عارفه اخليها تبطل عياط و كمان انت زعلان
حسن ابتسم علي برائتها
= انا مش زعلان يا ست بحر… أنا معايا ربنا و مش خايف، بصيلي كدا و ارفعي راسك
ايوة كدا…. اوعي توطي راسك و لو مخرجتش معاكم النهاردة لازم تخلي بالك عليها و على النونو الصغير لحد ما انا ارجع له ماشي
نادرة عيطت و بعدت عنهم و اديتهم ضهرها و هي مش قادرة تستحمل
حسن بصلها و بص لوالدتها بتعب
=انا كويس متقلقيش عليا
القضاه دخلوا القاعة و كل واحد قعد مكانه و بدا القاضي يقول مقدمته
لحد الجملة اللي سرقت منهم أنفسهم
“حكمت المحكمه حضوريا على المتهم حسن محمود عبد التواب الصياد بالحبس
خمسه و عشرين سنة مع الشغل و النفاذ… رفعت الجلسة”
كلهم اتصدموا و حسن بقا حاسس بروحه بتخرج من جسمه و العسكري بيشده و بيحاول يخرج، وسط صرخات والدته و أخته
نادرة فضلت قاعدة مكانها و دموعها بتنزل و لسه صدى الصوت بيتردد في ودانها
يعني ايه خمسه عشرين سنة…. يعني ايه يضيع شبابه وراء القضبان ظلم
جليلة قعدت جانبها و حضنتها و بتعيط هي كمان و مرجانة مسكت ايدها
نادرة بانهيار
=يعني ايه خمسه و عشرين سنة؟
يعني ايه…. ليه الظلم دا كله…. ليه هو ميستاهلش كل دا و لا اللي زينا ينداس عليهم بالجزمة…. هو يارب مكنش طمعان
كان نفسه بس يربي ابنه معايا و يعمل عيله كبيرة…. ليه كل حاجة تتهدا كدا
منهم لله منهم لله اللي كانوا السبب يارب يارب
مرجانة :اهدي يا نادرة اهدي و ان شاء الله هيعملوا استئناف و هيطلع منها
بعد عدة ساعات
نادرة كانت قاعدة في اوضتها و هي ساكته و مش قادرة تعيط من الصدمة مش فاهمة اي حاجه لكن وجعها دلوقتي اقل من ان الدموع توصفه
في صرخة مكتومة جواها مش قادرة تصرخها…
في عربية الترحيلات
حسن كان بيبص للطريق من الفتحة الصغيرة في العربية
مستغرب الحياة و انه في النهاية في المكان دا رغم انه مكنش طمعان في حاجة
كان نفسه بس يكبر بتعبه لكن مش مكتوب له
كل الطرق اتقفلت عليه…..
حسن لنفسه:يارب أنا تعبت اوي
انا شيلتي تقيله اوي اوي يارب…. امي و اختي و مراتي و ابني اللي لسه مشافش النور
يارب أنت العدل و عارف اني مظلمتش حد انصفني يارب…. انصفني مش علشاني علشان اللي في رقبتي… علشان ابني يارب ابني اللي اتحكم عليه يبقى يتيم قبل ما يتولد
بس يارب انا صبري نفذ و انت عالم يارب عالم انا شقيت اد ايه
و لو اخر نفس فيا يا فريد نهايتك انت و ابوك على أيدي هخليكم تبكوا و تتوسلوا علشان ارحكمكم و بينا الأيام…….
و بيننا الايام كما تدين تدان……….
قال تعالي
﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
[ الأنبياء: 87]
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نادرة قلبي)