رواية كارمن الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت الثامن عشر
رواية كارمن الجزء الثامن عشر
رواية كارمن الحلقة الثامنة عشر
– كارمن بنتها تبقى مرات رشيد صاحب خالد يا ماما.
عقدت والدتها ما بين حجابيها بدهشة قائلة:
– رشيد صاحب خالد جوزك؟!
أومأت نهى برأسها بتآكيد:
– اه يا ماما هي.. انا وخالد زورناهم في شقتهم اول لما اتجوزوا.
نظرت والدتها الي سهير بشمئزاز وهمست:
– ازاي اللوا نور الدين الجبالي يسمح ان حفيده يتجوز بنت سهير سالم!
*****
صباح اليوم التالي.
بداخل منزل الهوارى.
بدأ الجميع بداخل المنزل يستعدون لحفل زفاف فراج علي ابنة عمه صادق والذي سيقام بمساء الغد.
التزمت ازهار المكوث بداخل غرفتها ممتنعه عن تناول الطعام وعن المشاركة بأي شئ.
التزمت كارمن هي الأخرى غرفتها بعد ان منع الجد خروجها من المنزل، لا تصدق ان جدها قرر زواجها من حفيده المتزوج دون الاستماع لموافقتها، صدمتها بما فعلته بها والدتها حطمت قلبها، جعلتها تنتظر ما سيحدث بجسد خالي من الروح.
كان فراج يستعد للزواج وكأنه يتزوج للمرة الأولى، كان سعيد بالزواج من الفتاة التي اسرت قلبه من النظرة الأولى بجمالها. كان يحلم بامتلاكها في كل لحظة، وينتظر عقد القران بفارغ الصبر، متجاهلاً تحطم قلب زوجته ازهار وحزنها الشديد بسبب زواجه عليها.
اتفقت وداد مع محامي العائلة ان يعد لها اوراق التنازل في سريه تامه ولا يخبر والدها بشئ، واخذتها منه لكي توقع كارمن علي الاوراق وتساعدها على الهرب من العرس وهكذا تعود لها ارض صادق التي تركها بالماضي وتخلص ابنتها ازهار من زواج فراج عليها.
*****
بشقة الرائد خالد صديق رشيد.
وقف خالد ينتهي من ارتداء ثيابه لكي يذهب الي عمله، استيقظت نهى زوجته وتحدثت اليه بصوت ناعس:
– صباح الخير يا حبيبي.
التفت اليها بابتسامة:
– صباح الفل يا حبيبتي.
جلست فوق الفراش وهي تداعب شعرها بنعاس، ابتسم خالد وتحدث بنبرة مارحة:
– اتبسطي في حفلة امبارح؟
اجابته نهى بملل:
– الحفلة كانت ممله جدا.
ضحك خالد بمرح:
– دا الطبيعي بتاع الحفلات دي.
صمتت نهى قليلاً ثم استرسل لها عقلها ما حدث بالحفل أمس:
– عارف شوفت مين في الحفلة امبارح!
تحدث خالد دون اهتمام:
– مين؟
تحدثت نهى بحماس:
– مامت كارمن مرات رشيد.
التفت اليها خالد بصدمة قائلا:
– مامت كارمن مرات رشيد انتي متأكدة؟!
اجابته بثقة:
– اه طبعا متأكده.. انا مشوفتهاش قبل كده، بس متأكدة انها هي.. مش مامت كارمن اسمها سهير سالم؟
اجابها خالد باهتمام:
– اه هي!.. طب وكارمن.. شوفتي كارمن معاها؟!
تحدثت نهي بدهشة من رد فعل زوجها الغريب:
– لا كارمن مكانتش موجودة! بس سمعت مامتها قالت حاجة غريبة كده في الحفله! مش متأكدة من اللي انا سمعته ده هو صح ولا ايه!
تحدث خالد بنفاذ صبر:
– سمعتي ايه يا نهى، قولي على طول!
تحدثت نهي بتردد:
– متهيألي اني سمعتها بتقول ان كارمن اتجوزت وسافرت مع جوزها!
حدق بها خالد بصدمة وذهول، اضافة نهى بحيرة:
– مش عارفه اللي انا سمعته ده صح ولا انا سمعت غلط..
لم يستوعب خالد ما قالته زوجته، همس بصدمة:
– دا لو طلع صح هتبقى مصيبه!
نظرت اليه نهى بدهشة:
– ممكن اكون سمعت غلط! مش معقول يعني كارمن هتتجوز ازاي يا خالد وهي لسه مرات رشيد؟!
لم يجيب عليها خالد، كان شاردًا بافكار كثيرة، عقله رافض الاستعاب حتى الان؛ ماذا سيحدث لو تزوجت كارمن حقًا من رجل اخر! ماذا سيفعل رشيد؟!
استغربت نهى شروده وصمته وتحدثت اليه بقلق:
– في ايه يا خالد قلقتني! هو رشيد طلق كارمن؟!
اجابها خالد بصدمة:
– لا مطلقهاش.. بس هي فاكرة انه طلقها.
شهقت نهي وكتمت فمها بيديها، نظر اليها خالد وتحدث بصدمة:
– هتبقى كارثة لو كارمن اتجوزت فعلا.
تحدثت نهى بصدمة:
– وهنعمل ايه دلوقتي يا خالد.. انا مش متأكده من اللي انا سمعته ده صح ولا غلط! يمكن اكون سمعتها غلط لاني مكنتش مركزة في كلامها غير لما سمعت اسم كارمن.
وضع خالد يديه فوق رأسه بتفكير عميق ثم اردف بتردد:
– مش قادر افكر.. مش عارف اعمل ايه.. اقول لـ رشيد ولا نستنا لحد ما نتأكد؟!
فكرت نهى معه بحيرة وتحدثت بقلق:
– انا بقول اننا لازم نتأكد الأول.
نظر اليها خالد باهتمام قائلا:
– وهنتأكد ازاي؟!
فكرت قليلاً ثم اجابته:
– نروح لمامت كارمن ونسألها.
تحدث خالد:
– واحنا هنعرف عنوانها ازاي وهي اصلا غيرت عنوانها وانا ورشيد دورنا عليها ومقدرناش نعرف مكانها!
اجابة نهى بثقة:
– موضوع عنوانها ده سهل جدا نوصله.. انا هكلم ماما تسأل صحباتها اللي ليهم علاقة قوية بـ سهير سالم وقريبين منها واكيد هي قالتلهم على عنوانها او حتى رقم تليفونها ونقدر بالطريقه دي نوصلها.
ابتسم خالد وتحدث الي زوجته بنبرة مرحة:
– مطلعتيش قليلة يا نهى!
ضحكت برقه واجابت عليه بثقة:
– مراتك يا سيادة الرائد.
ابتسم خالد وهو يتأملها بحب، اهتز هاتفه واعلن عن اتصال، نظر الي الهاتف بصدمة وتحدث اليها بقلق:
– ده رشيد اللي بيتصل.
نظرت اليه بقلق، حدق بالهاتف وضغط على زر الرد، ليقابله صوت رشيد يتحدث اليه:
– خالد انا لقيت سهير مامت كارمن وعرفت عنوانها.
حدق خالد بزوجته وهو يستمع الي حديث رشيد، ثم تحدث بتوتر:
– لقيتها وعرفت عنوانها ازاي؟!
اجاب رشيد وهو يقود سيارته في طريقه الي منزل سهير الجديد:
– كانت سهرانه في حفلة امبارح وناس اعرفهم شافوها وقدرت اعرف عنوانها الجديد.
تحدث خالد بفضول:
– وكارمن معاها؟!
اجاب رشيد بثقة:
– اكيد يعني يا خالد كارمن معاها في نفس البيت.. عموما انا لسه عارف عنوانها حالا وانا دلوقتي في طريقي لبيتها الجديد.
تحدث خالد بقلق:
– بلاش تروح لوحدك يا رشيد.. ابعتلي العنوان وانا هجيلك على هناك.
رفض رشيد بشدة:
– متقلقش يا خالد انا هتكلم معاهم بهدوء.
اصر خالد بقوة:
– لو سمحت يا رشيد ابعتلي العنوان.
استغرب رشيد من اصراره وتحدث بدهشة:
– تمام يا خالد انا هبعتلك العنوان دلوقتي.
اغلق خالد الهاتف وتحدث الي زوجته سريعا:
– انا لازم انزل بسرعه اروح لـ رشيد على بيت مامت كارمن.. ربنا يستر واللي انتي سمعتيه ده ميكونش حقيقي.
أومأت زوجته بالايجاب وتحدثت بقلق:
– ان شاء الله يا حبيبي ميطلعش حقيقي.. متنساش تطمني.
أومأ برأسه وهو يخرج من المنزل مسرعًا.
****
بمنزل الهوارى.
كارمن بداخل غرفتها تبكي بخوف، كلما نظرت الي الخارج عبر النافذه، شهقت بصدمة وهي ترى الكثير من الرجال يقومون بحراسة المنزل.
طرقت وداد على باب الغرفة ودلفت وهي تحمل بيديها ثوب الزفاف. شهقت كارمن بصدمة عندما رآت ثوب الزفاف بيد عمتها. اغلقت وداد باب الغرفة وتقدمت من كارمن وهي تبتسم وتحدثت اليها بهدوء:
– فستانك اللي هتلبسيه في فرحك بكره يا عروسة؟
حدقت بها كارمن بصدمة قائلة:
– فرحي ايه؟! مش حضرتك اتفقتي معايا تهربيني من هنا؟
ابتسمت وداد بثقة واجابة عليها:
– انا قولت يمكن غيرتي رأيك ولا حاجة؟
تحدثت كارمن بقلق:
– لا طبعا انا مغيرتش رآيي! انا مستغربه انهم فعلا بيجهزوا لفرح من غير ما ياخدوا رأيي.. ومستنياكي من الصبح ومش قادرة اخرج من هنا.
شردت وداد في الماضي وتذكرت عندما زوجها والدها من رجل يكبرها بسنوات كثيرة بنفس الطريقه دون ان يأخذ رآيها. كانت تقف بداخل غرفتها لا تصدق ان هذا الاحتفال من اجلها، همست بحزن وهي تجيب عليها:
– من كام سنه عملوا معايا نفس اللي عايزين يعملوه معاكي.. جوزوني لراجل كبير من غير ما ياخدوا رآيي.. وابوكي كان السبب في كل ده.
شهقت كارمن بصدمة:
– بابا!!
اجابتها وداد وهي تتذكر الماضي بقلب تحطم منذ سنوات علي يد من احبه:
– ابوكي رفض يتجوزني وساب البلد كلها يوم فرحنا.. كانت فضيحه كبيرة لما عريس يسيب عروسته يوم فرحها..
حدقت بها كارمن بصدمة، تابعت وداد حديثها بحزن:
– يومها اتنازل عن ارضه لابويا ومحدش فيهم اهتم بالصدمة اللي كنت فيها، ابويا جوزني لراجل اكبر مني بـ ٣٠ سنه.. ومات بعد ما خلفت ازهار بنتي بسنه واحدة وبقيت ارملة وانا لسه بنت ٢٠ سنه.
ادمعت اعين كارمن وهي تستمع الي قصتها الحزينه، نظرت اليها وداد بقوة واضافة باصرار:
– الارض اللي انتي وامك جيتوا تاخدوها دي! هي الارض اللي اتنازل عنها ابوكي عشان ميتجوزنيش.. انا دفعت تمن الارض دي من عمري وحياتي.. الارض دي مش من حق اي حد غيري.
بكت كارمن من اجلها وتحدثت بصوت مبحوح من شدة البكاء:
– انا مش عايزة ارض صدقيني ومستعدة اتنازلك عن اي حق ليا فيها دلوقتي حالا.. بس ارجوكي..
انهارت كارمن وهي تضيف:
– ارجوكي ساعديني.. انا مش عايزة اعيش اللي انتي عيشتيه.
نظرت اليها وداد بقسوة وهتفت بقوة:
– صدقيني يا بنت صادق لو بإيدي كنت دوقتك المر اللي ابوكي دوقهولي وعيشتك نفس اللي عيشته واكتر.. بس حظك ان ابويا ملقاش حد يجوزك ليه غير فراج جوز بنتي! يعني لو الجوازة دي تمت.. هكسر قلب بنتي قبل ما اكسرك.
شحب وجه كارمن بخوف وارتجف جسدها وهتفت بتلعثم:
– يعني حضرتك هتساعديني اهرب من هنا؟!
نظرت اليها وداد بتفكير ثم اخرجت اوارق التنازل من ثيابها واشارة لها قائلة:
– خدي امضي على التنازل.
اخذت كارمن الاوراق بيد ترتجف ووقعت عليهم بسرعه ودموعها تتساقط فوق الورق من الخوف ان لا تساعدها عمتها. اعطتها الورق بيد ترتجف وتحدثت بخوف:
– ارجوكي ساعديني.
القت وداد ثوب الزفاف فوق الفراش واشارة برأسها اتجاه ثوب الزفاف:
– هتلاقي في قلب الفستان ده عباية سوده.. تلبسيها وتحطي الطرحه السوده على شعرك وعلى وشك ومتخليش حاجة تبان منك..
اخذت كارمن ثوب الزفاف وبحثت بداخله واخذت الثياب الاسود منه وامسكت بيدها وهي ترتجف من شدة التوتر وتحدثت بخوف:
– البسهم دلوقتي؟
تحدثت وداد بقوة:
– مش دلوقتي.. لما الليل ينزل ستايره.. هنحاول نشغل فراج وابويا والرجاله اللي بيحرسوا الدوار واهربك.
تحدثت كارمن بخوف:
– ولما اخرج من هنا هروح فين؟!
هتفت وداد بغضب:
– تطلعي علي الطريق يا بنت صادق وتهربي في اي عربية زي ما عمل ابوكي زمان.
خفضت كارمن وجهها بخوف وتحدثت بصوت منخفض:
– يعني مش ممكن حد يشوفني؟
رمقتها وداد بغضب واجابة بنبرة حادة:
– الليل ستار ومحدش هيشوفك ولو طلعتي من نحيت الاراضي الزراعية ومنها على الطريق على طول مفيش حد هيحس بيكي.. ومش عايزة اشوف وشك او وش امك بعد ما تغوري من هنا.
بكت كارمن وهي تخفض وجهها، تشعر انها لم تستطيع مواجهة كل ما تمر به بمفردها، تنادي رشيد من قلبها ان يأتي اليها ويأخذها ويخلصها من كل هذا الخوف الذي تشعر به. بكت وهي تتساءل بداخلها؛ كيف ستذهب في الليل وهي تخشى الظلام! اين ستذهب ولمن ستذهب! من المؤكد انها لن تذهب الي والدتها مرة أخرى ولا يمكنها الذهاب الي رشيد بعد ما فعلته به! اغمضت عيناها وهي تبكي وتشعر بالضيق، قلبها كان يبكي وجسدها يرتجف خوفًا من القادم، همست تنادي الله بقلبها: يارب ساعدني.
*****
توقف رشيد بسيارته امام واحد من الابراج الهائلة الذي يضم عددً كبير من اصحاب الطبقة المخملية، بداخل حي سكني للأثرياء.
لحق به خالد وتوقف بسيارته بجوار سيارة رشيد، خرج رشيد من سيارته وخرج خالد هو الاخر واقترب من رشيد وتحدث اليه:
– هو ده العنوان انت متأكد؟
اجابه رشيد بثقة وهو ينظر الي البرج السكني:
– هو.
نظر اليه خالد بقلق:
– رشيد اهم حاجة قبل ما ندخل انك تحاول تمسك اعصابك على قد ما تقدر.
نظر اليه رشيد بدهشة قائلا:
– انا مش عايز اعرف منها غير الحقيقه بس يا خالد!
أومأ خالد برأسه بالايجاب وتقدم معه الي داخل البرج السكني وهو يدعوا من قلبه ان يجدوا كارمن بالأعلى وما استمعت اليه نهى يكون خاطئ.
توقف المصعد بالطابق الحادي عشر. خرج منه رشيد وخالد واقترب رشيد من شقتها وهو يشعر بالتوتر الشديد. توقفا امام باب الشقة واخذ رشيد نفسً عميق قبل ان يضغط علي زر الجرس.
انتظر هو وخالد امام الباب بضع دقائق حتى فتحت لهما الخادمة. نظر اليها رشيد بدهشة وتحدث بهدوء:
– مدام كارمن موجودة؟
نظرت اليه الخادمة بستغراب قائلة:
– لا يا فندم مفيش حد هنا بالاسم ده!
نظر اليها رشيد بصدمة ثم نظر الي خالد، توتر خالد وتحدث الي الخادمة:
– ده بيت مدام سهير سالم؟
اجابته الخادمة بالايجاب:
– اه يا فندم هو.
حدق بها رشيد بصدمة قائلا:
– هي فين مدام سهير؟!
اجابة بهدوء:
– هي لسه نايمه.. اقولها مين حضرتك؟!
تحدث رشيد بعصبيه:
– قوليلها رشيد جوز بنتك.
نظرت اليه الخادمة بستغراب ورحبت به باحترام. توتر خالد وهو يشعر ان ما استمعت اليه زوجته ربما يكون صحيح! امسك بيد رشيد وهمس اليه بهدوء:
– حاول تهدا شويه يا رشيد.
رحبت بهما الخادمة وسمحت لهما بالدخول حتى تخبر سهير.
دخل رشيد وهو ينظر الي المنزل وتحدث الي خالد بستغراب:
– جابت فلوس لكل ده منين وهما المفروض خسروا كل فلوسهم من زمان!
توتر خالد وتحدث اليه بقلق:
– هنعرف كل حاجة دلوقتي.
تحدث رشيد بستغراب:
– انا مستغرب ازاي اللي بتشتغل عندهم متعرفش كارمن! معقول كارمن تكون مش عايشه مع مامتها هنا؟!
نظر اليه خالد بتوتر وهمس بداخله:
– ربنا يستر!
طال انتظارهما لها اكثر من نصف ساعه، بدأ رشيد يفقد السيطرة على اعصابه وتحدث الي خالد بعصبيه:
– معقول اللي هما بيعملوه ده!
حاول خالد تهدأته حتى اتت سهير وهي تسير بتكبر ونظرت الي رشيد ببرود:
– مفيش مرة تستأذن قبل ما تزورني في بيتي!
وقف رشيد وتحدث بغضب:
– انا مش جاي ازورك! انا جاي اقابل كارمن.
جلست بتكبر واسترخاء. اتت اليها الخادمة وهي تحمل فنجان واحد من القهوة وقدمته لها باحترام، اخذت سهير فنجان القهوة وتناولت اول رشفه بتلذذ ثم تحدثت ببرود:
– وكارمن مش موجودة هنا.
نجحت في استفزازه كما تفعل كلما التقت به، استغرب خالد من قدرتها الكبيرة على الاستفزاز وحاول تهدأت صديقه، هتف رشيد بصوت غاضب:
– وهي فين دلوقتي؟!
ارتشفت من القهوة مرة أخرى ببرود واجابته وهي تنظر الي فنجان القهوة:
– في بيت جوزها.
انتفض من مكانه بصدمة وصدح صوته عاليا:
– في بيت ميــــن؟!
وقف خالد بجواره وحاول تهدأته لكنه فشل عندما اقترب رشيد من سهير واخذ فنجان القهوة من يديها والقاه ارضً حتى صدح صوت تحطم الفنجان بقوة، تحدث اليها رشيد بصراخ:
– جوز مين انتي اتجننتي!
انتفضت سهير من مكانها وتحدثت اليه بغضب:
– انت اللي اتجننت! انت بتتهجم عليا في بيتي دا انا هوديك في داهية!
ارتفع صوته اكثر بجنون:
– دا انا اللي هوديكي في داهية انتي وبنتك واللي اتجوزته.. ازاي تتجوز وهي مراتي ولسه على ذمتي!
حاول خالد الوقوف بينه وبين سهير حتى لا يفقد رشيد اعصابه اكثر ويفعل بها شئ يندم عليه. حدقت به سهير بصدمة وتحدثت بذهول:
– مراتك ازاي مش انت طلقتها؟!
اجابها بصراخ:
– انا مطلقتهاش.. انتوا شوفتوا ورقة طلاق عشان تقولوا طلقتها! ازاي اصلا تتجوز وهي معهاش ورقة طلاق؟!
وقفت سهير تهمس الي نفسها بصدمة:
– ازاي مطلقتهاش!
ثم ارتفع صوتها وتحدثت اليه بذهول:
– ازاي مطلقتهاش وجدك جالنا وقالنا انك طلقتها؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)