روايات

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت الثالث عشر

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء الثالث عشر

رواية أجنبية بقبضة صعيدي
رواية أجنبية بقبضة صعيدي

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الثالثة عشر

خرج “عاصم” من المرحاض مُرتديًا عباءته بعد أن أخذ حمام دافيء وتوضأ لصلاة الفجر، ألتف قبل أن يُغادر ناظرًا على الفراش حيث “حلا” النائمة كملاكه البريء الذي يزين فراشه، سار نحوها ليلأأخذ هاتفه من فوق الكمودينو وتتطلع بوجهها وهى نائمة فجذب الغطاء جيدًا على ذراعيها العاريين جيدًا ثم غادر غرفته، على عكس عقله الذي لم يستوعب حتى الآن ما حدث بعد أن قرار الخلاص منها أتمم زواجه شرعيًا منها، كان “مازن” جالسًا بالحديقة مع “فريدة” بهذه الليلة حتى أذان الفجر لتصعد “فريدة” إلى غرفتها وقابلت “عاصم” على الدرج ، نظر “مازن” إليه وذهبوا معًا لصلاة الفجر بالمسجد ،ظل “مازن” ينظر إليه بهدوء مُنتظر أن يتحدث أو يفسر إليه ما حدث وهروبه من الفندق رغم أنتظار المأذون له لكن “عاصم” كان صامتًا وشاردًا بما حدث بينه وبين زوجته ليسأل “مازن” بهدوء قائلًا:-
-هتفضل ساكت أكدة، أتكلم فهمنى روحت فين وأختفيت من الخطوبة أكدة فجأة وأنت خابر زين أن الشيخ كان مستنيك
رفع “عاصم” رأسه بهدوء ثم قال:-
-كنت تعبان هبابة
رفع “مازن” حاجبه بأندهاش من هذا العذر ثم قال بسخرية:-
-سلامتك وماله…. حلا مشيت وياك مش أكدة؟

 

 

أومأ إليه بنعم ثم دلفوا معا للمسجد وعاد “مازن” بعد الصلاة للمنزل بينما ذهب “عاصم” إلى الأرض الزراعية وهو يفكر كيف يطلقها وهو لم يتحمل رؤيتها أمس مع رجل غيره تحدثه مجرد تفاهات وهراء فماذا إذا طلقها وأعطاها الحرية وجاءت إليه تخبره بأنها ستتزوج غيره؟ هل سيتحمل رؤية ذلك؟ هز رأسه بجنون بعد أن أدرك أن الحب معه سيضعفه خصيصًا بعد ما حدث أمس فحسم أمره بأن يطلقها اليوم مهما حدث ….
______________________________
بمنزل موجودًا بنهاية البلد بعيدًا كان منزل متهلك جدًا، دلف رجل ملثم يلف وجهه بوشاح أبيض ويرتدي عباءة سوداء، تنهد بأختناق شديد وهو يغلق باب المنزل ونزع عن وجهه الوشاح وقال “ليام” بضيق:-
-بكرة تدفع ثمن اللى عملته دا كبير يا عاصم
نظر إلى الهاتف وأتصل بأحدًا حاسمًا أمره بالأنتقام من “عاصم” أشد الأنتقام ……
______________________________
أستيقظت “حلا” من نومها فى الساعة التاسعة صباحًا فأخذت نفسًا عميق وهى تتذكر ما حدث لتبتسم بعفوية خجلًا مما حدث وتتشبث بالغطاء جيدًا وشردت فى ضربات قلبها التى تسارعت لمجرد التذكر، رفعت سبابتها بلطف إلى شفتيها تلمسهم بدلال ليدق باب الغرفة لتفزع بخجل شديد وهى تقول:-
-لحظة ما تدخل
أخذت الغطاء حول جسدها وركضت إلى المرحاض، فُتح الباب ودلفت “تحية” للغرفة باحثة عن “عاصم” وتناديه بضيق:-
-عاصم
دلفت إلى غرفة النوم وكان الفراش فارغ ولا يوجد احد بالغرفة لكنها دُهشت عندما نظرت للفراش مُطولًا وملابسهم المنثورة على الأرض لتغادر الغرفة مُسرعة وبخجل شديد مُبتسمة بسعادة من اجل “عاصم” ثم دلفت إلى غرفتها وهى لا تستوعب أن “عاصم” وأخيرًا قبل بهذه الفتاة التى تصغره بالكثير زوجة إليه ومن سعادتها صلت ركتين شكر للرب وتمنت أن يزرق بطفل فى القريب العاجل ويكن لها حفيدًا لتتنسي تمامًا غضبها من مغادرته إلى القاعة وتركها هى وابنتها وحيدتين وهو بمثابة رجلهم الوحيد وسندهم…….

 

جهزت الفطار بنفسها من أجل “حلا” وذهبت ترتب السفرة ليدخل “عاصم” للمنزل بضيق وكانت “تحية” والفتيات كعادتهم بأجازة الجامعة الأسبوعية يساعدون فى البيت، نظر حوله ولم يجد “حلا” ليسأل بضيق:-
-فين حلا
تبسمت “سارة” بعفوية وهى تقول:-
-بالجيم بتاعك
تأفف بضيق شديد ثم صعد إلى غرفته وأرتدي تي شيرت رمادي وبنطلون أسود ثم نزل للأسفل حيث غرفته الرياضية ودُهش عندما رأها بالداخل ترتدي شورت أسود قصير وبدي بحمالة قصير يظهر خصرها وترفع شعرها للأعلي على هيئة ديل حصان، سار نحوها مُندهشًا ثم قال:-
-أنتِ جيتي لهنا أكدة
نزلت عن الجهاز وسارت نحوه وهى تسرق أنفاسها بتعب شديد من الرياضة ووقف أمامه بدلال وهى تقول:-
-كدة أزاى ؟
مسك ذراعها بقوة مصدومًا من فعلتها وعينيه تكاد تقتلها فى الحال من الغيرة وقلبه مُلتهبًا من الغيرة وضرباته، مجرد تخيله أن رجالة نظره إليها وهى بملابسها الشبه عارية هذا تفقده عقله، قال بصدمة ألجمته:-
-بخلجاتك دى، مشيتي فى الجنينة جصاد كل الرجالة اللى برا أكدة
أخذت خطوة نحوه أكثر دلالًا، لا تبالي بغضبه وناره المُلتهبة بداخله وظاهرة فى عينيه الحاد وعروقه التى برزت من غضبه، حدقت “حلا” بعينيه ثم قالت:-
-تفتكر عملتها
زادت من غضبه بنبرتها المُستفزة أكثر ليقول وهو يضغط على ذراعها بقبضته أكثر بتهديد شديد:-
-حلا
رفعت عينيها الخضراء به وكانت ترمقه بنظرات عاشقة تدل على ضربات قلبها المجنونًا به ثم سألته بهمس شديد:-
-بتغار؟!
ضحك بسخرية لا يستوعب كلمتها ثم قال بعناد شديد وكبرياء:-
-مستحيل أني أغار يا حلا
تبسمت بعفوية وهى ترفع يدها إلى صدره تداعبه بدلال وكأنها واثقة من كلماتها وتشعر بضربات قلبه أسفل راحة يدها وهذا القلب على وشك الركض إليها وشق صدره من ضرباته الجنونية، أبتلع “عاصم” ريقه بتوتر شديد من نظراتها الساحرة إليه ولمستها الدافئة المُدللة فقالت بخفوت شديد وهي مُستمعة بنبضاته:-
-معناه أنك بتغار يا عاصم

 

تنحنح بأرتباك شديد وهو يبعدها عنه بتوتر وقال بكبرياء وشموخ:-
-دى مش الغيرة اللى فى دماغك، أنا بزعج عشان أنتِ مرتي، رجولتى ونخوتى تحتم عليا أن مخليش راجل يشوف ضفرك لكن تعالي نشوف بس أطلجك و…..
قاطعته بضيق شديد من كلماته فما تشعر به من الأمس لن تتنازل عنه وستتشبث بحبها بكل طاقتها وإرادتها لتصرخ بضيق شديد قائلة:-
-مستحيل يا عاصم على جثتي الطلاق دا يتم، إذا الجواز تم برغبتك فالطلاق مستحيل يتم ودا برغبتي أنا
رفع حاجبه بذهول من معارضتها بعد أن كانت أمس مُستسلمة ووافقت على الطلاق ليتذكر حديثها مع “هيام” عن حبها إليه فربما هو لم يعترف بهذا الحب بعد لكنه سمعه بأذنيه وبكل وضوح أنها تحبه وربما تكن هذه نقطة أنتقامه منها ليقول بكبرياء وغرور شديد:-
-ليه معارضة ورافضة، معاوزش تعيشي حياتك مع شاب من سنك وتحبي وتتحبي…. لحظة لتكوني حبتينى يا حلا
أبتعدت عنه بغرور شديد وعناد حاد كعادتها لتقول بغضب مُصطنع وحرجًا من الأعتراف بحبها أمامه رغم أنها أخبرت الجميع بهذا الحب لكن أمامه لا تملك الجراءة على فعل ذلك:-
-مستحيل أن احب وحش مثلك يا عاصم، أنا بس مش حابة أحس أنى لعبة فى أيد الكل وكله بيقرر نيابة عنى لحياتي
ألتفت لتغادر من أمامه مُسرعة هاربة منه بعد أن حاصرها فى زواية بحديثه ليتشبث بخصرها وجذبها إليه من الخلف حتى ألتصق ظهرها بصدره وأنحني لمستواها ثم همس:-
-عينيك بتجول غير كدة يا حلوتي
أبتلعت ريقها بتوتر شديد والقشعريرة تسير فى أطرافها من قربه ودلاله خصيصًا بهذا اللقب الذي لم تسمعه من قبل ليترك أسرها ببسمة خبيثة بعد أن ترك قبلة على عنقها كختمًا على ملكيته إليه وكأنه حقق مراده من ربكتها وصمتها حرجًا منه ثم ذهب ليصعد على أحد الأجهزة ليراها ما زالت مكانها مُندهشة من فلعته ولم يتحرك لها ساكنًا فقال بجدية:-
-فكرى زين قبل ما يحل الليل لأنى جررت أعطيكي حريتك الليلة
رفعت نظرها بصدمة ألجمتها إليه، كانت تستشيط غيظًا منه لتسير نحوه غاضبة ثم قالت:-
-يكون أحسن لأن أنا قررت أنا هتخطب لغيرك عنده قلب ويحبنى وبأخر يوم فى العدة هتجوزه
ألتفت لتغادر غاضبة منه لكنه أستوقفها بكلماته الحادة وهو يقول:-
-فكرى تعمليها يا حلا وأنا أخليكي أرملة من جبل ما تتجوزى
ألتفت إليه بذعر شديد من كلماته ليقول بجدية مُهددًا إياها بجبروته:-
-أنا بعدي مفيش وإذا فكرتي يا حلا مهتلاجيش غير الطوفان
لم تتحمل جبروته أكثر لتصرخ غاضبة منه ونبرتها هزت أرجاء الغرفة كاملة قائلة:-
-أنت عديم القلب ياعاصم، تخلينى معاك لا أروح لغيرك لا قولي إذا كان موتي اللى عايزه، أو يمكن موتي كمان لا طيب مسموح ليا أتنفس ولا لا، أنت أناني يا عاصم وأنا كان لازم أسمع من الكل لما قالوا أنك وحش وما عندك قلب، ما بتفكر غير فى حالك، طيب قولي مرة فكرة فيا ولا سألت حالك أنا عايزة أيه…. ما تقول

 

لم يجيب عليعا لتكمل صراخها وهذه المرة ذرفت دموعها على وجنتيها قائلة:-
-لا أنت ما بتعمل غير اللى فى رأسك وبس واللى أنت عايزاه وبس، عمرك سألتنى أنا عايزة أيه، سألتنى إذا كنت عايزة أتجوزك ولا لا، سألتنى إذا كنت حابة تلمسنى ولا لا، طلقنى يا عاصم وإذا حابب أتصل أنا بالمأذون حالًا ووالله أنى هتجوز غيرك وما هتشوفنى مرة تانية أبدًا، أصلًا أنا بكرهك يا عاصم بكرهك
غادرت الغرفة باكية منه بعد أن ألتقطت العباءة الموجودة على المقعد لترتدي ليدرك بأنها لم تأتى بهذه الملابس لهنا، دومًا ما كانت تهتم بما يريده ويحبه لكن هو مثل الجميع لم يسألها أحد بما تفضله أو تريده…
رأتها “تحية” وهى تدخل من الباب الخلفي للمنزل باكية بضعف شديد ولم تستطيع السيطرة على دموعها وشهقاتها، أسرعت “تحية” خلفها وكانت خطوات “حلا” مُسرعة وكأنها تريد الدخول لغرفتها حتى تبكي بحرية دون ان يراها أحد، دلفت للغرفة خلفها ودهشت عندما رأت “حلا” تفتح حقيبة سفر بحزن شديد وتجمع أغراضها فسألت “تحية” بقلق:-
-أنتِ بتعملي ايه؟
أجابتها “حلا” بحزن شديد وقلبها يفتك به الوجع قائلة:-
-هرجع أوضتى اللى تحت السلم، خليه يطلقنى وأخلص منه، بيكفينى وجع منه ومن جحوده
حاولت “تحية” منعها عن جمع الأغراض فمسكت ذراعها بهدوء وهى تقول:-
-أهدئي يا بنتي، عاصم عصبي بس جلبه طيب
جهشت “حلا” باكية بأنهيار شديد وهى تقول:-
-هو أصلًا ما عنده قلبه لا طيب ولا غيره، عاصم ما بيعرف غير القسوة وأزاى يوجع اللى قدامه، أنا عملت أيه عشان يأذينى كدة، عملت أيه عشان يقرر يتجوزنى وشهر وقرر يطلقنى، أنا لو لعبة عنده كان خليها عنده أكثر من كدة شوية، أصلًا أول ما أخلص أمتحاناتي هرجع كاليفورنيا وأخليه يرتاح منى، خلاص هو خلص من ليام وما في خطر فى كاليفورنيا
ضمتها “تحية” بحزن شديد على حالها وبدأت تربت على ظهرها ليأتيهم صوته من الخلف وهو يقول:-
-همليها يا خالة
أبتعدت “تحية” عنها وهى تلتف بضيق شديد من فعلته لتستدير “حلا” غاضبة منه وجففت دموعها وهى تقول:-
-أن شاء الله يكون المأذون وصل
أشار لـ “تحية” بأن تغادر فنظرت إلى “حلا” بحيرة ثم غادرت الغرفة ليسير نحوها وهو يقول بجدية:-
-أعرف بس مين عرفك موضوع العدة دا عشان تجررى انك هتجوزي بعدي
لم تجيبه واغلقت سحاب حقيبتها وأنزلها عن الفراش وقبل أن تتحرك أصطدمت بصدره من الخلف لتجفف دموعها بحزن شديد وألتفت غاضبة منه فقال:-
-خلاص لمتي حاجاتك طب أستنى هبابة لما أطلجك رسمي

 

علمت بأنه يغيظها بإرادته لتقول بتذمر شديد وتجذب حقيبتها فى يدها:-
-متهزرش معايا، أنا المرة دى مش هرجع لك يا عاصم زى كل مرة وكفاية أنى أرمي نفسك عليك، أنت عندك حق أنا أروح اشوف ليا حد من سنى ويحبنى
أوقفها وهو يمسك يدها وهى بجواره ونظر إليها بهدوء ثم سأل بفضول:-
-هتحبيه؟!!
نظرت إليه بعينيها الباكية فشعر بوخز فى قلبه قوية من عيونها وهو سبب بكاءها وتساقط دموعها فقالت بضيق:-
-طلقنى يا عاصم
نفضت ذراعها من يده بحزن ثم غادرت الغرفة هذه المرة بلا رجعة باكية منه، تنهد بهدوء شديد ثم بدل ملابسه وذهب للعمل….
أنتظره “مازن” فى المساء مع المأذون حتى يتم الطلاق لكنه لم يعود من العمل وتحجج بأنشغاله ……
_______________________________
خرجت “هيام” من المدرج بعد أن أبلغهم الأمان بألغاء المحاضرة بسبب غياب “أدهم” رغم أنها رأته صباحًا فى الجامعة، ذهبت إلى مكتبه بحيرة لكنها لم تتجرأ على طرق الباب فغادرت بقلق إلى حيث يجلس اصدقائها لتجلس بوجه عابس معهم، قال “تامر”:-
-مالك يا جميل؟
هزت رأسها بالنفي وهى تضع رأسها على الطاولة فوق ذراعيها، سألت “جاسمين” بقلق على صديقتها:-
-أنتِ تعبانة طيب؟
هزت رأسها بخمول فى جسدها مُفتقدة حيويتها ونشاطها لتأفف بضيق شديد ثم سمعت صوت “حلا” من الخلف تقول:-
-هيام
رفعت رأسها بقلق بعد أن سمعت صوت أختها الصغري بنبرة واهنة ووقفت مُسرعة إليها بقلق ثم قالت:-
-حلا، مالك؟
هزت رأسها بالنفي وقالت بحيرة:-
-مفيش، أنا عايز أتكلم معاكي فى حاجة
أومأت إليها بنعم ثم جلست معهم لتنهد “حلا” بخفوت ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-أنا بفكر أرجع كاليفورنيا تاني

 

أتسعت عيني “هيام” على مصراعيها بذهول تام من قرارها المفاجيْ ثم سألت بقلق:-
-ليه؟ عشان يعنى خصامك مع عاصم، حلا معجول عشان اتخانجتي معه تهاجرى وتهملينا كلنا
تنحنحت “حلا” بضيق شديد ثم قالت:-
-مش خصام يا هيام، إحنا أتفقنا نتطلق بس هو مبيطلقش
تبسمت “هيام” وهى تأخذ يدها فى راحتى يديها ثم قالت بعفوية:-
-ودا مبيفهمكش حاجة، معجول لو عاصم حابب يطلج هيتحجج بالحجج اللى بنسمعها كل يوم وأنه بيتأخر فى الشغل، مازن أخوكي ومعاه فى نفس الشركة وبيرجع فى وجته عادى ومعندهمش شغل كتير كيف ما عاصم بيجول، باين جوى أنه بيهرب من الرجوع عشان ميطلجش يا حلا
تذمرت “حلا” بضيق شديد ثم قالت بضعف:-
-وهفضل كدة كتير يعنى، أنا همشي وإذا عايز يطلجنى يطلجنى
ضحكت “هيام” بعفوية على براءة هذه الفتاة التى تعتقد بأنها تستطيع الهرب منه بسهولة ثم قالت:-
-معجول أنتِ مصدجة أنك تجدري تخرجي من الدار من غير أذن من عاصم، حلا انتِ بتيجى جامعتك لأنه أذن بدا كيف هتخرجي من البلد وكمان وأنتِ مرته مستحيل
تذمرت “حلا” بضيق شديد وهى تقوس شفتيها ليغمز “تامر” إليها بلطف وقال:-
-خليه يطلجك وأنا بكرة الصبح أكتب عليكي من غير ما تهاجر يا جميل
تبسمت “حلا” بعفوية إليه ويا ليتها لم تبتسم وليت “تامر” لم يمزح حتى تبتسم لو كان يعلم بأنه فى الخلف يستمع لهذه الكلمة، أشتعل “عاصم” غضبًا من كلمة هذا الشاب وهو يتغزل بها ويرغب بالزواج منها ليتذكر حديثها عن الزواج من أخر مما جعله يستشيط غضبًا فتحدث بجدية حادة:-
-أجيبلكم أتنين ليمون
فزعت “هيام” من صوته ووقفت بذعر وهكذا “تامر” الذي أنتفض ذراعًا وهو مثل بقية البلد يعرف جيدًا من هو “عاصم الشرقاوي”، أقترب نحو تامر” بغضب سافر لتقف “حلا” بذعر من مكانها وهى تعلم جيدًا أن “تامر” يمزح ولم يقصد كلماته ووقفت أمامه ليقف “عاصم” حادقًا بها وهى تحمي هذا الشاب من غضبه، رمقته “حلا” بخوف من غضبه ونظراته التى تتطاير من عينيه ليقول:-
-بعدي يا حلا
أجابته بتحدي سافر خوفًا منه غضبه فربما يقتل “تامر” فى الحال:-
-لا، تامر بيهزر ميقصدش حاجة من اللى سمعته
تأفف بضيق شديد غاضبًا ليضع يديه فى عبائته لتتشبث “حلا” بيده قبل أن يخرجها وهى تعلم بانه سيخرج سلاحه وقالت:-
-عاصم والله هزار
تمتم بنبرة مُخيفة أرعبتها قائلًا:-
-بعدي يا حلا بلاش غضبي يطولك
هزت رأسها بلا ويديها ترتجف ذعرًا ثم قالت:-
-لا أمشي يا عاصم

 

لم يُجيب عليها لتأخذه من يده الأخرى وتسير لكنه كان كالجبل صامدًا بالأرض لم تقوى على زحزحته لتقول بهدوء:-
-عاصم يلا
لم تفهم غضبه وأن ما يحرقه فى الحال سببه هذا العشق الكامن بداخله ليرمق “تامر” بنظرة وداع تحمل رسالة أنهم سليتقوا قريبًا، ذهب معها لتنهد “تامر” بأرتياح وهو يقول:-
-أنا عايش … أنا حي
تبسمت “هيام” ناظرة علي “حلا” وهى تسير بعيدًا وتسحبه من يده خلفه ثم قالت:-
-متجلجش هتعيش
ضحك وهو يأخذ أغراضه من فوق الطاولة وقال:-
-أنا هروح أسلم البحث قبل ما أموت
ألتفت إليه بحماس وقالت:-
-بحث!!
أومأ إليها بنعم لتبتسم بعفوية ثم قالت بمكر:-
-تامر
نظر إلى عينيها ونبرتها ليقول بخوف مُصطنع :-
-فى ايه؟ أنتِ هتسمينى ولا أيه
أومأت إليه بنعم ثم ذهبت معه إلى مكتب “أدهم” بحجة تسليم البحث وقفت بالخارج ليدخل “تامر” بالبحث وقتلها الفضول عن سبب تغيبه ففتحت الباب بحجة أستعجال “تامر” قائلة:-
-أنجزى يا تيمو
نظرت إلى “أدهم” وهو جالسًا على المكتب ينظر بالبحث ورفع رأسه مُسرعًا بعد أن سمع صوتها مصدومًا من كلمتها لتتقابل أعينهم فى نظرة صامتة، عاد بنظره غلي الورق غاضبًا لكنه يكبح هذا الغضب منها ليشير لها “تامر” بأن تنتظر، وقفت محلها مُنتظرة وتراقب “أدهم” عن كثب حتى أومأ برأسه له وقال بسخرية:-
-ماشي يا تيمو
تبسم “تامر” بعفوية ثم وقف ليغادر، خرج من المكتب لتقف “هيام” بهدوء ثم قالت:-
-أسبجنى أنت يا تامر
ذهب أولًا لتلتف وهى تنظر إلى “أدهم” ليرفع نظره إليها بصمت مُنتظر أن تتحدث أولًا لتقول بحرج:-
-شكرًا
نظر “أدهم” إليها بعدم فهم عن أى سبب تشكره فماذا فعل لتقول:-
-على اللى عملته وأنا تعبانة

 

نظر للورق بلا مبالاة غاضبًا منها وقلبه يحترق عندما يراها تتحدث مع “تامر” بهذه الأريحية ومعه دومًا غاضبة وعنيدة فقال:-
-أى حد مكاني كان عمل اللى عملته وبعدين أنا طلبت الداكتورة مش أكتر
أومأت إليه بنعم وألتفت لكى تغادر، مسكت مقبض الباب لتتأفف بضيق شديد ثم عادت للدخول ووقفت أما المكتب بأنفعال شديد قائلة:-
-أنت زعلان منى فى حاجة؟ عملت حاجة؟
ترك الورق على المكتب بضيق وتنهد بأختناق ثم قال وهو يقف من محله:-
-أنتِ عايزة أيه يا هُيام؟، أبعد عن طريجك وألتزم حدودي ولا أجرب وأتكلم وياكي، حيرتينى وياكي
أبتلعت ريقيها بأندهاش من كلماته ثم قالت:-
-أيه المفاجأة دى، أنت بتزعجلي ليه؟ ليك أيه عندي عشان تزعج وتتعصب عليا، أنا بسأل بس لأنك متغير متزعجليش
تأفف بضيق شديد من هذه الفتاة الغاضبة منه دومًا على عكس هدوئها مع غيره وقال:-
-مش بجولك حيرتني، متزعليش يا أنسة هيام مجصديش أزعج، أتفضلي بجي أنا ورايا شغل
ضربت المقعد بقدمها وهى تغادر غاضبة من طرده إليها وتمتمت بضيق شديد كالحمقاء:-
-أنا اللى غلطانة أنى جلجانة عليك
غادرت من المكتب غاضبة منه وتضرب الأرض بقدميها ليرفع رأسه بصدمة ألجمته بعد أن سمع كلماتها وأعترافها بالقلق عليه، وقف من مكانه مُسرعًا ليذهب خلفها لكنه عندما خرج من المكتب كانت قد غادرت فعلًا ليتأفف بضيق شديد وعاد للمكتب…..
____________________________
صرخت “حلا” بضيق شديد منه قائلة:-
-أنت أيه اللى جابك الجامعة أصلًا
صاح بها وهو يقود سيارته مُنفعلًا مما حدث قائلًا:-

 

-جيت أدفع مصاريفك، وبعدين دا اللى فارج وياكي لكن اللى سمعته وشوفته عادي مش أكدة
تأففت بضيق شديد من الغضب وقالت بعناد:-
-أنت مالك يا عاصم، لتكون فاكر أنى مراتك بجد؟ أنا وأنت عارفين كويس أننا أتفقنا على الطلاق، أنا ما فاهمة نهائيًا أنت متأخر ليه ما تقولها ونرتاح إحنا الأتنين
نظر إليها وهو يقود السيارة بصدمة الجمته من برودها وتقبلها للأمر ثم قال:-
-أنا يا حلا اللى أجول أمتى مش أنتِ
ضحكت ساخرة ورأسها تنظر للنافذة قائلة:-
-اللى يشوفك كدة يقول أنك رجعت فى كلامك زى العيال اللى بترجع فى كلامها
لتفزع عندما ألتف بالسيارة بمنتصف الطريق غاضبًا من كلمتها وسار معاكسًا للطريق فأبتلعت ريقها بخوف من السيارات القادمة وقالت:-
-أنت بتعمل أيه؟
لم يتفوه بكلمة واحدة حتى أوقف سيارته أمام منزل مكتب عليه لافتة “مأذون” لتبتلع ريقها بخوف وهى تراه يترجل من السيارة بغضب سافر لتدرك بأنها أغضبته حتى حسم الأمر فى الحال، فتح باب السيارة إليها وقال بغضب حاد:-
-أنزلي
تمتمت بخفوت ولهجة واهنة وضربات قلبها تتبطيء خوفًا من الفراق والهجر حتى أوشكت دقاتها تتوقف نهائيًا:-
-عاصم!!
نظر إليها بغضب شديد قائلًا:-
-أنزلى يا حلا، مش عايز تتطلجي هطلجك
دمعت عينيها بحزن شديد وهى تترجل من السيارة خائفة، أغلق باب السيارة بقوة جعلتها تنتفض وصعد بها مُمسكًا بيدها ودلفوا للمأذون وعندما رأته تساقطت دموعها بذعر وحزن شديد فقال المأذون:-
-يا مدام حلا أن أبغض الحلال عند الله الطلاق ….
توقف عن الحديث عندما وقفت “حلا” من مكانها وسارت نحوه لتتشبث بعبائته وهو يعطيها ظهره وتمتمت بخفوت:-
-عاصم
ألتف لينظر إليها بصمت فرأى دموعها تبلل وجنتيها بحزن شديد وتُحدثه بأنكسار شديد ليقول:-
-مش دا اللى أنتِ عايزاه
هزت رأسها بالنفي بحزن شديد وهى تقول:-
-لا أنا مش عايزة أطلق يا عاصم متطلقنيش

 

ألتفت للمأذون ببكاء هسترية وقالت بترجي خائفة كطفلة صغيرة:-
-عمه قوله مش يطلقنى
نظر المأذون إليه بهدوء وقبل أن يتحدث بدأت تصرخ بهلع شديد وهى تنظر إلى “عاصم”:-
-مش تطلقني يا عاصم، أنا ………..
توقفت عن الحديث بل توقف قلبها عن النبض ورئتيها عن التنفس بسبب صدمتها وعقلها لا يستوعب ما يحدث ولا يتحمل الفراق لتفقد الوعي ليهرع “عاصم” إليها لتسقط بين ذراعيه فربت على وجنتيها بذعر وهو يناديها قائلًا:-
-حلا………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى