رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو
رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت العاشر
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء العاشر
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة العاشرة
دمعت عيني “فريدة” وهى تستمع لحديث “مُفيدة” فتابعت بقسوة جاحدة:-
-أنا أصلًا مكنتش عايزها الجوازة دى غمة وأنشلت
صعدت “فريدة” للأعلي بأنكسار شديد فتبسمت “مُفيدة” وهى تلتف للخلف لكنها صُدمت عندما رأت “عاصم” أمامها واقفًا، أزدردت لعابها بأرتباك ليقول:-
-على فين يا مرت عمي؟
كادت ان تتحدث ليتابع حديثه بنبرة غليظة مُخيفة يقول:-
-همي فوتي على جوى
تحدثت “مُفيدة” بضيق شديد قائلة:-
-أنا فى ناس مستنييني
صاح بها بأنفعال شديد قائلًا:-
-فوتي على جوا يا مرت عمي وأياكِ من الخبائث بتاعتك دى، متصطديش فى المياه العكر لأن محدش هيجفلك غيري
أبتلعت ريقها بخوف شديد ليصعد هو الأخر إلى الأعلي، دلف إلى غرفته وكانت “حلا” نائمة بفراشها فنظر إلى ساعة يده وكانت الحادية عشر، شعر بقلق شديد من ان يكن أصابها شيء من سُكر أمس فهى لم تتأخر على جامعتها من قبل، جلس على حافة الفراش بهدوء وبدأ يقظها بخفوت قائلًا:-
-حلا .. حلا يلا فوجي
فتحت عينيها بتعب شديد ورأسها ثقيلة من أثر الخمر، تطلعت بوجهه بعبوس شديد ثم قالت:-
-خلينى أنام شوية كمان يا عاصم
تحدث بجدية صارمة فما زال لا ينسي عقابها على شرب الخمر قائلًا:-
-مفيش شوية فوجي
تنهدت بضيق شديد وهى تجلس فى فراشها مُتذمرة من يقظتها لتقول:-
-أدينى صحيت أهو
كانت جالسة رغم ميل رأسها وعينيها المغمضتين ليقول:-
-جولتلك فوجي يا حلا
أنتفضت ذعرًا من نبرته الأكثر حدة وقالت بضيق:-
-حصل أيه يا عاصم
حدق بها وهو يتذكر جيدًا ما حدث أمس على عكسها فيبدو أنها لم تتذكر شيئًا مما فعلته أمس ليقول بحزم شديد:-
-حصل أيه يا عاصم!! دا انا هفلج رأسك نصين على اللى عملتيه، خمر يا حلا وفى دارى
فتحت عينيها بضيق شديد وهى تنزل من فراش غاضبة بعد ان تذكرت قساوة والدتها وتحريضها على سرقة المال منه لتقول بأستياء:-
-خليها عليك المرة دى يا عاصم، المرة الجاية …..
قاطع حديثها عندما مسك معصمها بقوة يُديرها إليه وهو يقول بتهديد واضح:-
-المرة الجاية هضربك عيارين وأخلص منك، أنا هفوتها المرة دى لأنك عيلة وأول مرة لكنها برضو هتكون الأخيرة يا حلا سوى رضيتي أو لا، وبعدين أنا مفهماش ليه خمر من الأساس
تطلعت بعينيه وما زال عقلها لا يستوعب أفعال والدتها وجشعها اللانهائي للمال فقالت بضيق:-
-عشان بتنسي الوجع، بتنسي أن أقرب الناس ليك بيبوعك كأنك لعبة فى أيدهم، بتنسي الوحدة والحزن وأنك عايش لوحدك مالكش حد، بتنسي الوجع وتخليك تنام سكرًا بس على الأقل مبتفكرش، بتخلينى مفتكرش حاجات بتوجع بس وأن محدش فى الدنيا دى كلها عايزين وكل اللى حواليا مجبورين عليا زي مازن اللى مجبور على أخت هو ميعرفش عنها حاجة وزيك برضو مجبور على العيشة معايا وحاجات تانية كتير عرفت ليه الخمر
ما زال مُمسكًا بيدها ويسمع حديثها ودموعها التى أنهمرت على وجنتيها مع كلماتها توحي بقدر الألم المكبوح بداخلها، جذبها إليه بقوة لترتطم بصدره فطوقها بذراعيه وهو يربت على ظهرها ويمسح بيده الأخرى على رأسها من الخلف ويقول:-
-أنا هنا يا حلا، معاكي وجارك ومهملكيش واصل، مش جولتلك أكدة
أومأت إليه بنعم وهى تلف ذراعيها حول خصره بحزن شديد وتذرف دموعها وجعًا ليتابع حديثه وهو يشعر بأنتفاضة جسدها وشهقاتها:-
-ولازم تعرفي أن كل اللى هنا بيحبوكي او على الأجل أخواتك، أنت مبتشوفيش خوفهم عليكي لما بيحسوا أنك فى خطر
وضع سبابته أسفل ذقنها بلطف ليرفع رأسها للأعلى كي تنظر إليه فقال بنبرة دافئة:-
-وأنا مش مجبور عليكي يا حلا، أنا أتجوزتك بكيفي ولاز تعرفي أن عاصم الشرقاوي متخلجش اللى يجبره على حاجة
أومأت إليه بنعم وتبسمت بلطف وسط دموعها، لأول مرة تراه يرسم بسمة خافتة على شفتيه تشبه فلق الصباح الذي ينير عتمة السماء، تطلعت لبسمته الساحرة بينما تبتعد عن ذراعيه وتخرج من بين ذراعيه لتقف أمامه وهو يقول:-
-إياكِ يا حلا تعمليها تاني، الحاجات المباح عندكم فى الغرب ومُحرمة أهنا وفى ديننا، إياكِ تعمليها فاهمة
ظلت تحدق به بحزن شديد ثم قالت بأستياء قائلة:-
-كنت متعصبة ومضايقة
تمتم بنبرة خافتة بينما يحدق بها قائلًا:-
-مضايجك تسكري؟!، طب فكرى تسمعي قرآن ولا تصلي مش تعمل اللى يغضب ربنا، أنا مُتفهم زين أنك عايشة عمرك كله برا فى الغرب لكن حاولي تغيري دا فيكي ومن غير أجبار لأن الدين مش بالأكراه يا حلا
طأطأت رأسها للأسفل بحرج شديد ثم قالت بصوت مبحوح:-
-يا عاصم أنا حتى معرفش اصلي، كل اللى أتعلمت نطق الشهادة
كانت تتحاشي النظر له بحرج منه وهى تخبره بنسيانها لدينها وسط بلاد الغرب ووالدتها المقامرة فكيف لأم مثلها بأن تعلم ابنتها الدين، تنهد بلطف ثم أخذها من يدها برفق ودلف للمرحاض أمامها وبدأ يتوضيء أمامها لتفعل مثله تمامًا ثم خرج من المرحاض وتركها وحيدة فى الغرفة وعاد بعد قليل يحمل بيده إسدال صلاة خاصة بـ “تحية” وجعلها ترتديه ورغم كُبر عليها لكنه ساعدها، رمقها وهى بالحجاب تبدو أصغر بكثير عن عمرها وجميلة أكثر بل كانت تشبه حورية من الجنة فتبسم بخفة إليها، جعلها تجلس معه فى ركن مخصص للصلاة بغرفته ثم قال:-
-إياك وشرب الخمر يا حلا لأن بيفوت ثواب صلاتك لأربعين يوم، وغير أنه حرام وعقوبته فى الإسلام اربعون جلدة وعشان أكدة أوعاكِ يا حلا لو مضايجة تعالي لعندي اتفجنا
أومأت إليه بنعم، رفع سبابته إلى وجهها ليدخل خصلات شعرها أسفل الحجاب جيدًا وهو يقول:-
-وأنا كل يوم بعد ما أعاود من الشغل هجعد وياكي أحكيلك وأعلمك فى الدين ولو لاجيتك صلتي صلواتك كلتها هنفذلك طلب واحد مهما كان…. ماشي
تحمست لحديثه ثم قالت بعفوية:-
-موافقة
قرص وجنتها بلطف وهو يقول:-
-بس أهم حاجة وأنتِ بتصلي تبجي بتصلي لربنا وتكوني عارفة زينة أن دا فرض عليكي مش عشان تأخدي طلبك منى
هزت رأسها بنعم إليه فوقف أمامًا لها وبدأ يقيم الصلاة بها وهى تنظر عليه وبدأت تصلي الظهر معه بهدوء، ثم جلس يقصي الكثير من الأدعية وهى تردد وراءه ثم أستعد للرحيل من أجل عمله وقبل أن يخرج أستوقفته “حلا” بلطف وهى تمسك ذراعه ثم رفعت جسدها على أطراف أصابعها ووضعت قبلة على جبينه بلطف:-
-هات ليا حاجة حلوة وأنت جاي
أومأ إليها بنعم وبعثر غرة شعرها بعفوية ثم غادر الغرفة لتبتسم بسعادة عليه وقلبها على وشك الركض خلفه بضرباته الجنونية….
___________________________
صاح “مازن” بوالدته بضيق شديد بعد أن علم بما فعلته قائلًا:-
-ومين جالك تصرفي من دماغك
تأففت “مُفيدة” بضيق شديد وهى تقول:-
-يووووا أنت مش جولت أنك هتهملها تتجوز ابن الصديق، يبجى أشوفلك عروسة
نظر “مازن” للجهة الاخرى بضيق شديد ثم نظر إلى والدته بغضب وقال بتعناد:-
-أنا مهتجوزش غير فريدة يا أمى، كرههك ليها او كونك معايزاهاش دا يرجعلك لكن أنا مهتجوزش غير اللى أختارها جلبي وعجلي، وجولتها بدل المرة مليون حبيها وحاول تتجبليها لأنى مهحبهش غيرها وأنتِ مهيكونش ليك مرت أبن غيرها
غارد غرفة والدته غاضبة ليبحث عن “فريدة” فى أرجاء المنزل لكنه لم يجد لها أثرًا فعلم بأنها تختبيء بغرفتها ليرسل لها رسالة….
_______________________________
كانت “فريدة” بغرفتها تبكي بحزن شديد وهى تفكر فى حديث والدته وأنه سيذهب إلى أخري، وصلت رسالة لهاتفها فرفعت يدها تجفف دموعها بحزن شديد وبيد مُرتجفة فتحت الرسالة وكانت منه ومحتواها كلمات قليلة لكنها رسمت البسمة على شفتيها وهى تقرأها
(متعيطيش كيف الصغار أنا مهتجوزش غيرك يا هبلة لسبب بسيط جدًا أنى بحبك كيف روحي)
تبسمت بعفوية وسط دموعها ثم وقفت لكى تخرج لكنها عادت مُسرعة للمرآة لتنظر بوجهها العابس وأحمرار وجنتيا وأنفها من كثرة البكاء وأنتفاخ عينيها لتجفف دموعها جيدًا ثم فتحت باب الغرفة لتراه واقفًا أمامها، نظر للهاتف ثم لها وقال:-
-أتاخرتي المرة دى 3 دجايج
تنحنحت بحرج شديد منه ونظرت للجهة الأخرى فسار نحوها حتى وقف أمامها وقال:-
-طب لما هتموتي عليا أكدة ومجطعة حالك من العياط لازمتها أيه اللى عملته ورفضتي ومهتجوزكش ، وأنتِ أصلًا هبلة وبتحبنى أنا خابر دا زين
تطلعت به بغرور مصطنع ثم قالت:-
-ما الأخر ما صدجت محاولتش تاني
قهقه ضاحكًا بسخرية وهو يقول:-
-مش طلبت يدك رسمي يا بنت الناس
تذمرت وهى تقوس شفتيها بضيق شديد من تصرفه ثم قالت:-
-مطلبتش تاني ومحاولتش، أيه مستاهلش تزن أكتر عشاني وتفضل ورايا لحد ما أوافج
تطلع بها بغزل شديد ثم قال:-
-عليا النعمة تستاهل يا جمر أنت حتى وأنتِ غرجانة عياط
دفعته فى صدره بخفوت خجلًا من نظراته ثم قالت:-
-مازن أتلم
نظر حوله على الرواق ليجده فارغًا فقال بغزل أكثر وهو يقترب منها:-
-طب أيه مفيش حاجة كدة هالطاير، دا أنا غلبان
قرصته فى ذراعه بضيق شديد وهى تقول:-
-جولتلك مليون مرة لما تبجى جوزى وأتأدب بجي يا بابي عليك
غمز لها بعينيه وهو يشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه من قربهما ليقول:-
-عليا النعمة انا نفسي تبجى مرتى عشان أشوف كيف هتجوليلي أتلم بس أنتِ مصعباها عليا يا حتة من جلبي
تبسمت “فريدة” بعفوية ليصرخ بخفوت هائمًا بجمالها الذي يسحر قلبه ويخطفه قائلًا:-
-ياأبويا على جمال أمك
أخذ خطوة أخر نحوها ولم يعد يفصل بينهما شيئًا لتشعر “فريدة” بأرتباك شديد وتزدرد لعابها بتوتر وهى تحدق بعنيه البنية الهائمة بالعشق ونظراتها التى تقتل قلب “فريدة” محله، كاد أن يقترب أكثر لكن أستوقفه صوت “حلا” تتنحنح بخجل فأبتعد عن “فريدة” غاضبًا من أخته ونظر نحوها، ألتفت “حلا” مُسرعة كى تعود للغرفة بخوف من “مازن” فعلاقتها معه لم تكن أفضل شيء وقالت:-
-أنا أسفة!!
ضربته “فريدة” بقوة فى ذراعه وهى تشير له على “حلا” ليتأفف بضيق شديد ثم قال بخفوت:-
-حلا
ألتفت “حلا” إليه بتوتر شديد ثم قالت:-
-أنا
ظلت تنظر حولها بتوتر شديد من صدمتها فلأول مرة يُحدثها مُنذ أن جاءت إلى هذا البيت ليقول “مازن” بجدية:-
-أنتِ خارجة؟
أومأت إليه بنعم وهى تحمل كتابها على ذراعها ثم قالت:-
-عندي جامعة
أشار إليها بنعم ثم قال بنبرة أكثر هدوءً وعدوانية:-
-تعالي أوصلك فى طريجى
تطلعت “حلا” به بصدمة ألجمتها ونظرت خلفها ربما يكن يُحدث أحد خلفها لكن حديثه كان موجه إليها حقًا لتشير على نفسها بأرتباك شديد ثم قالت:-
-قصدك أنا، هتوصلنى أنا …..لا لا شكرًا
نظر إلى “فريدة” بأرتياح وهو يقول بهمس:-
-رفضت عملت اللى عليا
قرصت ذراعه مرة أخرى بضيق من نفاد صبره وأستسلامه من أول محاولة ليقول بغضب من ألم ذراعه من قرصتها:-
-تعالي أوصلك
أومأت إليه بنعم ثم سارت خلفه لتبتسم “فريدة” لها ثم أشارت على فمها بأن تبتسم وتهدأ فهو أخاها وليس غريبًا عنها، أومأت “حلا” بنعم وهى تسير خلفه مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون وفوقه جاكيت أزرق بكم وتسدل شعرها على ظهرها بحرية، أخذها “مازن” فى سيارته وكان يقود صامتًا وهى تنكمش فى ذاتها بحرج منه وتنظر من النافذة، وصل رسالة على هاتفه وكانت من “عاصم” بعد أن أخبره رجاله بأنها خرجت للجامعة مع “مازن” وتركت “حمدي” وكانت رسالة صوتية، وضع “مازن” سماعة الأذن وسمع “عاصم” يقصي له ما فعلته أمها وحزن “حلا” من وحدتها لينظر “مازن” إليها بإشفاق وقال:-
-أنتِ فطرتي؟
شعرت بحرج منه ثم أومأت إليه بنعم كذبًا ليبتسم “مازن” بعفوية على برائتها ثم قال:-
-متحاوليش تكذبي يا حلا، لأنك مفضوحة
أوقف سيارته جانبًا وترجل من السيارة ثم فتح لها الباب لتترجل معه بعد أن تركت كُتبها بالسيارة……
_______________________________
جمعت “هُيام” كل الكتب والمصادر من مكتبة الكلية وجلست على طاولة وحدها وبدأت فى بحثها وقد أستغرق الأمر منها ساعات، قطع تركيزها كوب من القهوة الساخنة يُضع أمامها، رفعت نظرها لترى “أدهم” واقفًا خلفها لإتأففت بضيق شديد ثم بدأت تجمع أغراضها الكثير ودفعت المقعد بقدميها وهى تقف لتغادر لكنها فقدت توازنها من كثرة الكتب التى سقطت أرضًا، أنحني معها يجمع الكتب وهو يقول:-
-لو بطلتي عصبية هبابة مكنش حصل أكدة
رفعت نظرها به بضيق شديد ثم قالت:-
-ولو بطلت أنت فضول مكنش حصل دا، أصلًا أنا بهرب من محاضراتك عشان مشوفكش تيجي ورايا لحد هنا، أنا جربت أهرب من الجامعة كلتها بسببك
وقف معها وهو يضع الكتب على الطاولة بضيق من حديثها ليقول:-
-لدرجة دى كرهاني
نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وأكتر من كدة يا دكتور، حضرتك مش بس مكرهني فى المادة لا وكمان الجامعة كلتها، أصلًا مش مكفيك أنك مصعباها عليا فى الدراسة لا وكمان بتخصم درجاتي لما أجعد مع صحابي، خليتنى كارهة الصبح لما يطلع عشان بجي الجامعة
أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول تام من كلماتها ثم أخذ خطوة نحوها بجدية وقال حادقًا بعينيها مُباشرة:-
-عشان أيه كل دا….
وضعت الكتب عن ذراعها بضيق ونزعت نظارة النظر عن عينيها ثم قالت:-
-يكفي أنك بتتخطي كل الحدود من غير سبب وأنا متعودتش حد يتخطي الحدود معايا وأسكت واللى مسكتني بس لأنك دكتوري وممكن تسقطني وبصراحة مش شايفة سبب لكل دا، سورى بس دى رخامة يا دكتور
لم يتمالك أعصابه أكثر أمام كلماتها فقال بدون وعي:-
-رخامة وكرهاني عشان خايف عليكي….
صمت بضيق بينما أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلمته وهو مثلها لم يصدق ما تفوه به ليغادر من أمامها غاضبًا فظلت تحدق به وهو يغادر من ظهره وتذكرت رسالة “حلا” لتُصدم مما أستوعبه عقلها فى التو…..
________________________________
أنهي “مازن” و”حلا” طعامهم ليطلب مشروب غازي بارد وسار بجانبها ثم قال:-
-تحبي تتمشي شوية ولا وراكي جامعة
رفعت “حلا” نظرها إليه بتوتر شديد ثم قالت:-
-عاصم هيزعل عشان مش قولتله انى خارجة معاك، أنا قولتله رايحة الجامعة وممكن يحرمني منها
لأول مرة يشعر “مازن” بالغيرة من “عاصم” فرغم كونه أخاها إلا أنه حذرها على غضبه جعله يشعر بأنه يملك الحق الأكبر فى “حلا” هذه الفتاة الصغيرة التى زوجها إليه ليتخلص من مسئوليتها ويلقي بها على عاتق “عاصم” تحدث “مازن” بجدية صارمة:-
-على فكرة أنا أخوكي، خليه كدة يفكر يتكلم وأنا أطلجك منه النهاردة
صاحت “حلا” بضيق شديد مُنفعلة على كلمته قائلة:-
-لا مين طلب منك تطلقنى، أنا جيت أشتكي لك
ضحك “مازن” بعفوية وهو يضع ذراعه على كتفها ويسير بها ثم قال:-
-من شهر واحد يا حلا لما جيتي بعد أول يومين جواز جيتى جرى تجولي خليه يطلجنى دلوجت بجيتى خلاص معاوزش غير عاصم
سارت معه بضيق شديد من كلماته وتلعب بهاتفها بلا مبالاة وتجيبه:-
-من غير طلاق أنا هفضل معاك أهو
تبسم بعفوية وهو يقول:-
-أيوة كدة
نظر إليها بسعادة مُعتقدًا بأنها وافقت على البقاء معه لكنه رأها تراسل “عاصم” وأخبرته ببقاءها مع “مازن” وهو وافق، ليعلم “مازن” بأن هذه الفتاة لن تفعل شيء قبل أن تفكر برد فعل “عاصم” كأنه مالكها الوحيد بهذا العالم، تجاهل ما رأه وقرر أن يحصل على مكانته كأخ بداخل قلبها وحينها ستعطيه حقوقه كما تعطيها إلى “عاصم”، أخذها إلى محل مثلجات وحلويات ليشتري لها ما تفضله ثم ساروا معًا وبدأت تقصي له عن جامعتها وحياتها بالخارج مع والدتها التى تقتصر على الدراسة والعمل بدوام جزئي من أجل مصاريف الدراسة ومصاريف والدتها، كان يستمع إليها برحب شديد وهى تستمع بالسير معه والحديث……
____________________________
دق باب منزل ” ليام” لتفتح المساعدة فدفعه الرجال بقوة لتعود للخلف بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ونزل “ليام” من الأعلي غاضبًا وهو يقول:-
-في أيه؟ أنتوا مين؟
أفصحوا الرجالة الطريق ليدخل “عاصم” بغرور وشموخ ويضرب نبوته بالأرض مع خطواته بينما يحدق “ليام” بنظراته بكبرياء شديد ثم جلس على المقعد قائلًا:-
– دا أنا، عاصم بيه الشرقاوي
تأفف “ليام” بضيق شديد وهو يسير نحوه ثم جلس على المقعد المقابل لـ “عاصم” فقال بأختناق:-
-وعايز ايه يا سي زفت بيه
لم يكمل كلمته بل أبتلع بقية حديثه عندما وجد بندقية فى رأسه و”قادر” يقول بغضب سافر:-
-أتحدد زين ويا الكبير ولا ما هتلحجش تنطج حرف كمان
نظر “ليام” للبندقية بخوف شديد وهو يعلم بأن هؤلاء الرجالة لم يمزحوا معه وأسهل شيء لهم وهو الضغط على الزناد، تبسم “عاصم” بسخرية وهو يرى الخوف فى عيني “ليام” ثم قال:-
-روج يا جادر متخوفهوش أكدة مننا، عيل وغلط نأدبه بس بكيفي أنا
رفع “قادر” البندقية عن “ليام” فنظر “عاصم” إليه بغرور شديد قائلًا:-
-تحذير أخير ليك والفرصة بتجي للواحد مرة واحدة ، همل البلد وأرجع كيف ما جيت
تبسم “ليام” ببرود ثم قال:-
-أنا قاعد بفلوسي هو أنا قاعد فى بيتك
أشار “عاصم” بسخرية وهو يلقي ورقة على الطاولة بأستهزاز شديد وقال:-
-هو أنا مجولتلكيش، شوف يا راجل لما تكون الكبير مشاغلك بتكتر وبتنسي ، مش أنا صاحب البيت دا يعنى انت دلوجت جاعد فى دارى وملكي
حمل “ليام” الورقة من فوق الطاولة ليجدها عبارة عن عقد ملكية بتاريخ سابق للمنزل بأسم “عاصم” فتأفف بضيق شديد قائلًا:-
-أنت فاكر أني هسكت
ضحك “عاصم” وهو يقف ويهندم عبائته بكبرياء شديد ثم قال بسخرية:-
-مش دا طلع عليكي نهار، عشان برضو أنا نسيت أجولك أن الفرصة خلصت فى الثلاث دجايج اللى فاته
تبسم بسخرية من عقل “ليام” الذي أوحى له بأنه سيلمس زوجته ويرتجع عن معاقبته، كيف له أن يغفر ما تسبب فى بكائها أو خوفها، فهذه الفتاة أصبحت له وحده ومن يتجرأ على لمسها سيلقي حتفه فقط لا غير، غادر المنزل بعد أن هجم رجاله علي “ليام” ومساعدته وقيدهم فى العمود الرخامي بمنتصف المنزل ثم جاء “قادر” من المطبخ بحمل أنبوب الغاز وفتحته ليصرخ “ليام” بذعر فوضع الرجال لاصقة على فمه يمنعه من الصراخ ثم تبسم “قادر” إليه بسخرية وقال:-
-غبي كان لازم تسأل عن عاصم بيه الشرقاوي جبل ما تلمس مرته ….
غادر الجميع المنزل ليشعل “قادر” القداحة ويلقي بها فى المنزل و”ليام” يحاول الصراخ ومقاومة الحبل ليفك قيده لكن لا جدوي من المحاولة……
__________________________
دلفت “حلا” للمنزل مُبتسمة لتراه واقفًا يخرج من المكتب فأسرعت إليه تعانقه بحماس وأشتياق شديد فنظر “كمازن” إليها بدهشة وغيرة شديد من هذا الرجل الذي أمتلكها وهكذا “سارة” التى أتسعت عينيها على مصراعيها ولا تستوعب أن هذا الرجل هو “عاصم” و”حلا” فتاته المتمردة بقربه هكذا وهو يرحب بها، تبسم “عاصم” إليها وهو يطوقها بذراعيه فقالت بخفوت فى أذنه وهى ترفع جسدها على أطراف أصابعها:-
-مازن خرجني
نظر “عاصم” إلى “مازن” بوجه عابس، تنحنح “مازن” بحرج وهو يقول بتمتمة:-
-وربنا ما زعلتها !!
سألها “عاصم” بخفوت قائلًا:-
-المهم جابلك اللى عايزاه
أومأت إليه بنعم ليبتسم إليها ثم قال:-
-أطلعي أرتاحي عشان العشاء
أومأت إليه بنعم وصعدت إلى الأعلي ثم عادت الدرجات بحرج ووقفت أمام “مازن” ثم قالت بلطف:-
-ممكن!!
لم يفهم كلماتها لتشير إليه أن ينحنى لها ليبتسم “عاصم” سرعان ما ادرك ما ستفعله، أنحنى “مازن” قليلًا بأستغراب شديد وهو لا يفهم شيء وأعطاها أذنه لتخبره بما تريد لكنه صُدم عندما وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بعفوية:-
-شكرًا على الفسحة
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من فعلتها، تبسم “عاصم” بخفوت على فعلها وقد حفظ طريقة شكرها الأستثنائية فكم يحب هذا الشكر عندما تُشكره، شعر “مازن” بجزءًا بداخله يتحرك إليها لينظر إليها بكانت مُبتسمة بعفوية وبراءة ليجذبها من مؤخرة رأسها ثم وضع قبلة على جبينها بحنان وقال:-
-عفوًا يا صغيرتي الجميلة
ضحكت بحب شديد ثم ركضت للأعلي وقد وصلت لأقصى درجات السعادة اليوم لكن سرعان ما تلاشت بسمتها وسعادتها عندما سمعت حديث “تحية” مع “فريدة” وسقطت الكتب من يدها بذعر وأنتفضت رعبًا ……..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)