رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الأول 1 بقلم أية محمد
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الجزء الأول
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) البارت الأول
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الأولى
…بأيطاليا…..
زُينت صالة الأجتماعات بحرافية فاليوم ستشهد على حضوراً هام “لياسين الجارحي” وعدد هام من رجال الأعمال ، جلسوا جميعاً على الطاولة العملاقة بأعين تتراقب وصول أسطورة الجارحي فالجميع يستمع بأنجازته ولكن لم تسنح للبعض فرصة اللقاء به ….
جمعت الطاولة كبار رجال الأعمال فمنهم من ود اللقاء “بياسين” ومنهم من يكن العداء الشديد له رغم أنها المرة الأولى التي سيلتقون به ! ..ولكن يكفي بأنه حرص على الدوام بأن تكون لشركاته الرئاسة …
خرج صوته بحذر من عدم سماع الرئيس الخاص قائلاٍ بغضب مصاحب له :_ماذا ينتظر سيدك بعد ؟ ..
تراقب الرجل نظرات الرئيس الجالس على مقدمة الطاولة العملاقه بتفحص فأطمئن قلبه حينما رأه منشغل بالحديث ليخرج صوته بهدوء:_ينتظر أنضمام رجل الأعمال المصري الشهير “ياسين الجارحي”..
تلونت عيناه بعداء كنه على الدوام له قائلاٍ بحقد :_سيبقينا هنا لقدومه ..هو لم يحترم الموعد المحدد لذا عليه ببدأ الأجتماع
:_ربما ساعتك لا تعمل سيد جون …
صوتٍ أتى من خلفه جعله يستدير بأستغراب ليجد أمامه رجلاٍ في العقد الرابع من عمره ،عيناه تحمل نبع من الثقة ؛فجعلته يعلم من هو ؟ ..
رفع “ياسين” يديه يقربها من عيناه ثم اشار له بنظرات ساخرة :_مازالت هناك دقيقة على الموعد المحدد
ورمقه بنظرته الأخيرة ثم توجه لمقعده بخطاه الثابت الذي لفت أنتباه الجميع فخطف أنظارهم ذاك الوسيم الذي لم يفقد سحره بعد ! …
لحق به “يحيي” بأبتسامة أعجاب حينما وجد “جون” يحترق غضباً وأزدادت النيران بعيناه حينما أستقباله الرئيس بكافة الترحبيات ثم لحق به ليشير له على مقعده بنفسه! …
فتح أزار بذلته السوداء بحركة سريعة ثم جلس بثقة يتأمل الجميع بنظرات ثابتة ،يقرأ الذهول الحافل بأعينهم من مظاهره المفاجئ للبعض …نعم فرغم عمره الا أنه يهتم لمظاهره للغاية ،جلس “يحيي” جواره يحاول جاهداً لكبت كلماته فشعر به رفيق الدرب ليقطعه قائلاٍ وعيناه تفترس عدوه اللدود بعدما سنح له هذا الأجتماع اللقاء به :_ قول اللي وقف على لسانك وخلصني ..
إبتسم “يحيي” قائلاٍ بسخرية :_ طول عمرك فاهمني وأكيد كمان فاهم اللي حابب أقوله ..
رُسمت البسمة على وجهه فتطلع له بنظرات تحمل المرح :_عارف بس حابب أسمعها منك ..
تعالت ضحكات “يحيي” بخبث :_هتفضل زي مأنت يا “ياسين” مغرور
أعاد تلك الخصلة المتمردة علي عيناه قائلاٍ بجدية :_بعد العمر اللي قضيته مع “آية” مبقاش عندي غرور يا “يحيي” ..دا كبرياء وبعرف أزاي أستعمله مع أعدائي كويس ..
ثم تطلع بشرارة من جحيم لمن يجلس مقابل له على مسافة بعيدة بعض الشيء :_أنا أتغضيت عن تصرفات الحيوان دا لحد ما يشوف بنفسه من هو “ياسين الجارحي” لكن لو صدر منه جديد بعد مقابلتنا دي أعتبره فى قايمة ضحايا الجارحي ..
إبتسم “يحيي” قائلاٍ بمكر :_الشقاوة فينا بس ربنا يهدينا ..
شاركه البسمة بثبات ليعلو الصمت القاعة حينما وقف رئيسهم المزعوم يباشر التحدث عن الأسهم والشركات بأيطاليا والعالم بأكمله ،لم يخلو حديثه من أبدائه بالأعجاب عن نشاط شركات الجارحي مما زاد غضب جون للغاية ..
***************
بقصر “الجارحي” بالقاهرة وبالاخص بغرفة المكتب الخاصة “بعز الجارحي”..
زفر بملل بعد أن أنقطعت أنفاسه فى محاولات عابرة لمعرفة ما يود قوله:_يا والدي بقالك ساعة بتشرحلي وجهة نظرك اللي أنا مش شايفلها ملامح أزاي عايز تعمل حفلة كبيرة وميحضرهاش حد من العيلة ! ..
رمقه “عز” بنظرة ساخرة :_طول عمري بقول أنك مش طالعلي .. غبي ..
كبت “معتز” ضحكاته قائلاٍ بهدوء مصطنع :_أفهم منك طيب ..
رفع يديه يعدل من جرفاته بغرور :_أكيد طبعاً هتلاقي حد تتعلم منه غيري ! …
أجابه بنفاذ صبر :_أخلص يا والدي الله يكرمك عندي أجتماع كمان نص ساعة ..
ترك مقعده ليقترب منه بغضب :_يتأجل مش مشكلة هي …
أبتلع ريقه ببعض الخوف فأسرع بالحديث :_أعتبره حصل يا كبير ،ثم جذب المقعد قائلاٍ بأهتمام :_سامع حضرتك ..
إبتسم قائلاٍ بهيام :_زي ما قولتلك بكرا عيد ميلاد “يارا” وكنت عايز أعملها حاجه مختلفة …
كاد “معتز” الحديث فقطعه “عز” بأشارة يديه :_بمعني حفلة من أفخم ما يكون بس مش عايز حد فيها غيري أنا وهي معرفش أزاي أتصرف أنت ..بكرا الصبح يكون كل شيء جاهز فهمت ؟ ..
كبت غضبه قائلاٍ بصوتٍ منخفض يحمل السخرية بين طياته :_ هو يعمل المفاجأة وأنا اللي أتدبس ..
:_بتقول أيه يا حيوان ؟
قالها “عز” بصوتٍ حاد جعله ينتفض قائلاٍ بأبتسامة مصطنعه بعدما توجه للخروج :_بقول لحضرتك كل شيء هيكون جاهز وهتشوف بنفسك أنك مخلف رجل عن أذنك بقا عشان متأخرش على “ياسين” و”رائد” …
وغادر “معتز” سريعاً لشركات “الجارحي” بينما توجه “عز” لخزانته بأبتسامة ممزوجه بشرود الماضي لعشقه المتوج على نثرات التحدى والجنون ….نعم هو العاشق الذي جرح قلبه لأعوام ظناً بأن معشوقته ملكة لقلب أخيه ولكن شاء القدر أن يعلم بحقيقة الأمر فأزداد عشقها ليصل للأعناق لتمر الأعوام ومعه تتربع القلوب ويزدهر برعم العشق حتى صار الأمر كالعهود! …
رائحه كالطيف أحاطت به ،أغلق عيناه بأبتسامة زادت من وسامته فأخترقت الذكريات قلبه ،جذب زجاجة العطر الخاص بها فهو يحتفظ بها بصندوقه الخاص مع مجمع الذكريات العتيقة ليقربها من أنفه بحرص كأنه يحمل قطعة ماس …
قُطعت لحظاته الثمينة طرقات باب الغرفة فأبتسم لعلمه من الطارق ؟ ،ليخرج صوته الرجولي العميق :_تعالي يا حبيبتي ..
دفشت الباب برفق بأصابعها الرقيقة ؛فولجت بأبتسامة رُسمت بخجل حينما تردد من بين شفتيه لقبه الدائم ،نعم مر العمر ومازالت حبيبته! …مرت الأعوام ومازالت معشوقته ! …مرت اللحظات وبها حقق وعوده لها بأن كان خير العون والسند ….خير الزوج وخير العاشق والأخير بالعشق ….
تنقلت عيناه عليها كأنه يطبع صورتها بأعناق قلبه ليقترب منها بأبتسامته الفتاكة :_أتأخرتي عليا
أجابته بتعجب :_لسه باعت الرسالة حالا فين التأخير ؟! ..
رفع يديه يقربها لصدره قائلاٍ بعشق ينثر من بين كلماته :_الدقايق دي كأنها ميت سنه يا “يارا” …
أغلقت عيناها بأستسلام قائلة بهمسٍ خافت :_هتفضل تحبني كدا كتير ؟ ..
أخرجها برفق من أحضانه كأنها عقداً ألماس يخشي أن ينتزع قائلاٍ بنظرات طالت بتأملها لتنتهي بجذبها لذاك الصندوق الموضوع على سطح مكتبه ،تطلعت إليه بأستغراب ؛ فأشارت بيدها بتعجب :_أيه دا ؟!
جذب المقعد لتجلس عليه ومن ثم أنحنى ليكون مقابل لها بعدما جذب الصندوق على قدميه فتأملته بأهتمام ،تابعها بصمت ألتزم به حتى يدعها تتأمل محتويات الصندوق قائلاٍ بعد برهة :_لسه فاكر كل ذكري عدت علينا يا “يارا” رغم أننا كلها كام شهر وهيكون عندنا أحفاد الا أن نظراتي ليكِ هى نفسها اللي كانت من عشرين سنه ! ..
بالعكس بحس أنك أصغر من كدا بحس أنك مش زوجة ليا لا أنتِ أقرب ليا من روحي …بحس أني مش عايش عشان جوايا قلب بينبض أنا عايش لأنك جانبي وساكنه جوا روحي ….أوقات وجعي قربك هو الشفا ليا مش الأدوية والعقار ..بسمتك هي البلسم لكل جرح أو خطوة أتكسرت من السلم اللي خطيته طول حياتي …كأنك بتشديني عشان أكمل …عشان أقف من جديد … بمحى وجعي عشان مشفش نظرة حزن فى عيونك ….نظرة الدفا اللي بلمحها أول ما عيوني بتتعلق بيكِ كافيلة أني أقف من جديد …عشقي ليكِ مكفهوش السنين دي كلها بالعكس محتاج الف سنة عشان أقدر أوصفلك أد أيه أنا بحبك ووقتها ممكن مقدرش أعبرلك ! …
أنتِ مش مجرد زوجة وأم لأولادي أنتِ حياة ! ….
لمعت عيناها بالدمع فلم تعد تعلم أتبكى أم ترقص فرحاً لما تستمع إليه ؟! …مثل العادة يروضها الدمع عند سماع كلماته وكالعادة أيضاً يجففها هو …أحتضنها بعشق فسمحت لذاتها بالأسترخاء بين أحضانه …..
****************
تمايل بين الأمواج كأنه بصراع وهو القائد الذي يراود المياه عنفاً فتتبعه خوفاً ! …
ظل لدقائق طالت وهو بأسفلها غير عابئ ببرودة المياه ولا لقطرات المطر بخارج المسبح ،فربما هو بحاجة تلك البرودة القاتلة لعلها تقتل جزءاً من قلبه اللعين ….
مرءت الكلمات على مسماعه كالقذفات المتتالية لتشعل الجمرات بذهنه فتجعل عيناه كاللهيب الحارق ..
(أنا أسف يا “عدي” بيه بس مضطر أصارح حضرتك بالحقيقة الحمل فيه خطورة على مدام رحمة وشرحت لحضرتك الأسباب وبالنهاية دا قرار حضرتك ) ..
(لا يا “عدي” مش هتخلى عن إبني لو مهما حصل ولو حاولت تمنعني هسيب البيت والدنيا كلها ) …
كلمات من نيران مزجت بقوة لتصدح بلا رحمة فتجعله مخيفاً للغاية ،سبح بمهارة ليطفو فوق سطح الماء يلتقط أنفاسه بقوة بعدما كاد بالأختناق أسفل المياه ، أستند بيديه على درج المسبح ليشدد على خصلات شعره بقوة وغضب عاصف كلما يتذكر بما وضعته به معشوقته …
أنتبه “عدي” لحركة طفيفة لجواره فأستدار ليجد أخيه يجلس على المقعد المقابل للمسبح ، يتأمله بنظرات تكن الحزن بين أطيافها ؛ فزفر بملل لعلمه بما سيقوله…
صعد للأعلي ؛فأقترب منه “عمر” بالمنشفة ملتزم الصمت فقط يتراقبه بأعين تفيض بالحديث …
جذب المنشفة بهدوء لا طالما لحق به ليقطعه بثبات وهو يجفف جسده المتناسق :_ مملتش من الكلام اللي حابب تقوله ؟ ..
زفر “عمر” بغضب :_ومش همل يا “عدي” طول مأنا شايفك غلط
إبتسم بسخرية :_والصح أني أشوفها بتموت ادام عيوني وأكون جانبها ؟! .
أقترب منه بضع خطوات قائلاٍ بهدوء :_يا “عدي” “رحمة” مدمرة من معاملتك ليها هى مأجرمتش أنها أختارت البيبي بالعكس هي أ…..
:_دا مش قرارها لوحدها هى متعرفش هي بتعمل فيا أيه ؟
قالها بصوتٍ مرتفع وعيناه تعلن بتحوله لوحشاً ثائر لطالما كان اللقب الأنسب إليه !
زفر “عمر” بمحاولات عديدة أن يظل ساكناً حتى لا يزداد غضبه :_أنا معاك بس بلاش تكون قاسي عليها كدا حاول تقرب منها وتتكلم معها مش يمكن تغير رأيها ؟..
ألقي المنشفة إليه ثم أرتدى روب الأستحمام وغادر لغرفته غير عابئ به ؛فألقاها أرضاً قائلاٍ بغصب :_هتفضل زي مأنت يا “عدي” مفيش فايدة فيك
وغادر الوحش الثائر ؛ فلربما لا يعلم “عمر” بأنه ينقذه من غضبه الهالك …
توجه لغرفته وقطرات المياه تتناثر من خصلات شعره البني بخفة على وجهه فتزيح الحاجز لتبدى الوسامة تاج “لعدي الجارحي” الطابق لملامح “ياسين” ، وضع يداه على باب غرفته فولج للداخل ليجدها أمام عيناه ،الخوف يسيطر على وجهها ،دموع الرهبة تشتعل بعيناها ،رجفة جسدها بادية من أنذاره لها سابقاً بعدم الدخول لغرفته وها هي تحطم أحدى قواعده ! ..
صاح بغضب :_أيه اللي دخلك هنا ؟
جاهدت للحديث ؛فأقتربت منه بدموع :_لأمته يا “عدي” هتعاملني كدا ؟
طافت عيناه بطنها المنتفخة فأججت النيران بقلبه من أقتراب الموعد لفقدانها ،فقدان معشوقة روحه وسُكنان النبض فما يزداده الأمر سوا سوءاً ليصيح بقوة وجنون :_قولتلك ألف مرة مش عايز أشوف وشك أبداً ..أخرجي من هنا حالا…
وأشار على باب الغرفة بغضب ، أبتلعت تلك الغصة المريرة قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع من شدة الألم :_أنا مغلطتش يا “عدي” أنا مش حاسه أني مريضة زي ما التحاليل بتقول أنا كويسة وقادرة أحافظ على إبني كويس صدقني ..
كلماتها كانت كالضربة التى أسقطته ببئر الذكريات بعدما أرتدى توب النسيان فزادت غضبه ليصيح بغضب :_قولتلك أخرجي قبل ما أفقد أعصابي عليكِ
تهوى الدمع على وجنتها ؛ فخطت مسرعة للخارج ودموعها رفيقتها منذ سابعة أشهر وهو يمنتع عن التحدث إليها نعم تذكر تلك الأيام التى قضتها معه بعشق وفرحة بعد علمه بخبر حملها ولكن منذ زيارتهم للطبيب الذي أخبرهم بحالتها وهو يمنتع عن الحديث معها لرغبتها بالأحتفاظ بالطفل ! …
ولجت للغرفة مسرعة حتى لا يرى أحد دموعها المعتادة وبالأخص خوفاً من أن تراها “آية” فتعود للجدال مع “عدي” من جديد …
ألقت بحجابها أرضاً ثم جلست على المقعد المقابل للشرفة بأهمال ،تبكى بقوة وعيناه تتأمل السماء قائلة بأسي :_ياررب مش قادرة أشوف معاملته ليا كدا أنا عارفة أنه بيتعذب بس أنا عندي ثقة أن كلام الدكتور دا غلط وحتى لو صح أنت مدتش سرك لحد أنا واثقة فيك يارب هقوم وهربي إبني وبنتي …
وأحتضنت بطنها المنتفخة بأبتسامة شُقت وسط الدمعات :_كان نفسي أقوله أنهم تؤام بس هو مش بيدني فرصة أتكلم معاه أو يسمعني …
وعادت للبكاء قائلة بألم :_يارب أرحمني من العذاب دا ….
نعم كانت تعتقد أن ما تشعر به عذاب !! لا تعلم بأن من يقاضيه هو !! ، فكان يكبت صرخاته من الآنين ،يضغط بقوة على موضع قلبه ،الآلآم تزداد تارة فتارة حتى أنه ود الركض إليها فيجفف دمعاتها حتى يكف القلب عن الأنين ولكنه توقف ؛ فكيف سيودى به الحال من دونها ؟! .. ذاك هو الأختبار الأصعب له ….
***************
بشركات “الجارحي” بالقاهرة …
ولج للداخل مسرعاً قائلاٍ وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة :_أوعوا تكونوا بدأتوا من غيري ..
رمقه “رائد” بنظرة غاضبة :_لسه فاكر أن عندك أجتماع !
“ياسين” بسخرية :_يكنش فاكر نفسه لسه عريس جديد وهيعيش الدور
“جاسم” بغضب :_الحيوان دا مصدق عمك وأبوك يخلعوا عشان يرجع لعادته القديمة أسمع مني ..
:_أييييه أنتوا مصدقتوا ..
صاح بها “معتز” بغضب ليسترسل حديثه :_أنا جاي على أخري ومش ناقص
“رائد” بأبتسامة مكر :_المشاكل الزوجية اليومية ولا حاجة جديدة ؟
زفر بغضب :_أبويا من الساعة ستة ونص صباحاً بيشرحلي أزاي أعمل عيد ميلاد لماما وفى نهاية الأمر بيقولي كل حاجة عليك ومتحضرش الحفلة تابع من بعيد لبعيد لا وأيه كمان بيقول لو حد حضر الحفلة هتعلق يعني مطلوب مني أحرصله القصر عشان محدش يزعج جنابه ! ..
عل الصمت القاعه ؛ فتطلع “جاسم” “لرائد” ثم “لياسين “لينفجروا ضاحكين جميعاً ..
“ياسين” بصعوبة بالحديث :_حقه ياعم وبعدين دي قعدة رومانسية أنت هتهبب فيها أيه ؟
“جاسم” بسخرية :_والله أعمامكم دول أفضل مننا بمراحل المفروض نتعلم منهم الجنتلة
“رائد” بمكر :_وأنت ناقص ! ..
رمقه بنظرة غضب :_تقصد أيه يا أبو “مريم” ..
كأنه تعمد ان يذكره بأبنته ليعيد النظر بما تفوه به فأسرع بالحديث :_مقصدش يا حبيبي ..
“ياسين” بجدية :_طب نتكلم فى الشغل بقا ولا أيه يا شباب ..
جلس كلا منهم بجدية ليتبادلوا الحديث عن الصفقات الأخيرة بالشركات بين مصر وأيطاليا …
“رائد” بهدوء :_ كدا الصفقة واقفه علي توقيع “ياسين الجارحي” ..
“ياسين” لجاسم :_أبعت الفاكس “لأحمد” بأيطاليا وخليه يمضي عمك وشوف هيرجعوا مصر أمته ؟
أشار له “جاسم” وخرج لينفذ ما طُلب منه ..
********
بشركات “الجارحي” بأيطاليا …
وبالأخص بمكتب “أحمد” ..
إبتسم وهو يراها أمامه على شاشة الحاسوب فلاطالما كانت تلك هى الرفيقة الصادقة بينهم …
قالت والحزن يسطر بأفواه عليها :_قولت هسافر يوم بس بقالك أسبوع يا “أحمد”
إبتسم بخبث :_هتفرق أيه يوم من أسبوع مش أنتِ زعلانه مني ومكنتيش حابة تشوفيني ؟ ..
رمقته بنظرة طفولية :_بتدلع عليك وأنت مصدقت وبعدت
تربع العشق بعيناه فلم يعد يرى سوى تلك العينان التى لاطالما وقع أسيراً لها فلم يفق سوى على خروج الكلمات :_وحشتيني ..
إبتسمت بخجل ليكمل هو بجدية :_أحنا فعلا كنا جاين يوم بس فى أجتماع مهم هنا لرجال الأعمال وكان لازم عمي “ياسين” يحضره ففضلنا أن نفضل هنا وهنرجع بكرا أن شاء الله ..
إبتسمت بسعادة :_بجد بكرا ؟
أستند بيديه على الطاولة ليقترب وجهه من الحاسوب قائلاٍ بمكر :_بتحاولي تداري حبك ليا بس بتفشلي دايماً ..
زفرت بضيق :_أنت ليه بتحب دايماً تحرجني بكلامك ؟ ..
تعالت ضحكاته الرجولية بتسلية :_عشان بعشقك أكتر لما بشوفك أحمر فى أبيض كدا ..
:_مش هنختلف على الألوان المهم نشوف شغلنا قبل ما “ياسين الجارحي” يعلقك ويعلقني …
أنتفض “أحمد” بزعر ليتفاجئ “بيحيي” مستنداً بذراعيه لجواره فأسرع بالوقوف قائلاٍ بصدمة :_عمي ! ..
إبتسم بسخرية وهو يشير للحاسوب :_دأنت اللي عمي وأبويا كمان معرفش عملتها أزاي دي ؟! ..أنا من يوم ما جيت هنا مش عارف أخد وقت أكلم “ملك” فيه وأنت قاعد كدا ولا على بالك ؟
أسرع بالحديث :_الجهاز تحت أمرك كلمها وأنا هغطي علي حضرتك ..
ضيق عيناه بغضب ليقف قليلاٍ قائلاٍ بتفكير :_هتعرف ؟
إبتسم “أحمد” بمرح :_عيب عليك دانا أ…
قاطعه بجدية مصطنعه :_هنهزر ولا أيه ؟
أستقام بوقفته سريعاً :_العفو يا عمي أتفضل وأنا بره ..
وبالفعل خرج سريعاً فأبتسم “يحيي” وهو يتراقب خوفه البادي على وجهه،جلس محله وجذب الحاسوب ليطلب عاشقة النبض والسكون …
***********
بقصر “الجارحي”…
أرتدى سروال أسود اللون وقميص أبيض يبرز عضلات جسده القوي ثم هبط للأسفل متوجهاً للخروج …
توقف “عدي” حينما أستمع لوالدته فتوجه إليها بالقاعة الخاصة ليرى ماذا هناك ؟ ..
كانت تجلس لجوار “شذا” و”دينا” “نور” و”تالين” والفتيات بأكملهم يجتمعن بتلك القاعة الا معشوقته ، تغمرهم بسمة واسعة بالحديث أما هى فلتزم الوحدة بعيدة عن الجميع …
أقترب من والدته بوقار :_أيوا يا ماما ..
إبتسمت “آية” بخفة :_خارج ؟
أكتفى بالأشارة لها فأكملت حديثها برفق :_ ربنا معاك يا حبيبي ، ثم أكملت بأستغراب :_ “رحمة” فين ؟ ..
ألتزم الجدية لوهلة ثم قال بصوتٍ خالى من التعبير :_فوق ..
وقبل أن تعلق توجه للمغادرة بمكر :_أنا أتاخرت عن أذن حضرتك ..
وغادر سريعاً ليحتل الحزن قلبها ؛ فتطلعت” لمليكة ” وللفتيات بنظرات متفحصة :_”عدي” لسه مكلمش “رحمة” صح أنتوا كنتوا بتكدبوا عليا ؟ ..
أرتبكت الفتيات فأسرعت “شروق” بالحديث :_ليه يا طنط هي عشان مخرجتش معاه يبقى لسه زعلانين ؟!
إبتسمت بألم:_دا إبني لو محستش بيه هحس بمين ؟! ..
تبدلت الوجوه بالحزن فعلمت “آية” بصدق حديثها ليلوح بها الدمع فأسرعت “دينا” بالحديث :_أنتِ عارفة أبنك يا “آيه” وبعدين كلها أيام وهتولد وهتقوم بألف سلامه وهو هيشوف بنفسه دا .
“شذا” بألم :_ البنت دي صعبانه عليا أوي بجد والله اللي بيحصل دا كتير عليها ..
“نور” بدموع تلحقها :_حاولت أنا و”رانيا” نتكلم مع عدي رفض يسمعني
“داليا” بحزن :_مسكينه “رحمة ” الدنيا على طول جاية عليها ..
“تالين” بأبتسامة هادئة :_دا من حب ربنا فيها على طول بيبتليها ..
أنقطع الحديث حينما تركت “آية” القاعه وصعدت” لرحمة ” …
*************
بغرفة “ملك” ..
حاولت تصنع الغضب قائلة :_وأيه اللي هيخليك تفضالي أكيد المكان بالبنات اللي فيه عاجبينك أكتر .
تعالت ضحكات “يحيي” بعدم تصديق لتصفن به لثواني طالت بالدقائق ؛ فقال بعدم تصديق :_هتفضلي زي مأنتِ يا “ملك” مش هتتغيري …
إبتسمت بجدية :_مش حابه أتغير بحبك يا “يحيي” .
:_وأنا مش عايزك تتغيري يا روح قلب “يحيي” ..
قالها بعشق طاف بنظرات مطولة ليعدها بالعودة غداً فطال حديثهم المزين بعشقهم الخالد …
***********
بالمنزل الخاص “بمازن”….
ولجت الخادمة لغرفة “مروج” قائلة وعيناها أرضاً :_الظرف دا عشانك يا هانم .
رفعت عيناها من الهاتف بأستغراب :_عشاني أنا ؟
أجابتها بتأكيد :_أيوا ..
وضعت القهوة على الطاولة بتعجب :_فى أيه !
أجابتها بهدوء :_معرفش ..
أشارت لها بتفهم :_طب روحي أنتِ ..
وبالفعل غادرت الخادمه فكادت بفتح الظرف المطوي بآنين سيكتسح حياتها ليحطم أقصوصة عشق خاصة بمعشوقها ولكن صوت الهاتف منعها من ذلك ليمنحها بعض الوقت لفراق سيحتم عليها ..رفعت هاتفها لتجده أخيها فأبتسمت وظلت تتحدث معه طويلا حتى نست ذاك الظرف المطوي …
************
حل المساء بضوءه الخافت فأصبح الليل بأخره وهى تنتظره بملل حتى شعرت بأن قلبها أنفطر لأجله …فلم تجد سوى طريقتها المفضلة للشعور بأمان بوجوده …
سحبت “نور” القماشة السوداء ثم وضعتها على عيناها بأبتسامة تزين وجهها لتخطو بالغرفة بيدها التى ترأس رؤياها لتعود لوجهها سعادة غريبة …
وقفت بلهفة وقلبٍ يكتسح بالدقات حينما تعثرت بخطاها لتجد من يقف أمامها ؛ فرفعت يدها تتحسس وجهه بأبتسامة تحمل بين العشق والخجل أفواه …
“عمر” بأبتسامة عذباء :_أول مرة أشوق حد بيحب يرجع للضلمة تاني ! ..
إبتسمت وهى تزيح القماشة :_أنا محبتش الضلمة دي غير عشان الأمان اللي كنت بحس فيه بوجودك يا عمر ..
رفع يديه على وجهها بعشق :_بس أنا عايزك تشوفي النور وتبصي حوليكي ..
تعلقت عيناها به كالمغيبة :_مش شايفة غيرك ..
عجز عن الحديث وهو يراها تتأمل عيناه بعيناها الساحرة ليردد بهمس :_ليه دايماً بتشوفيني بالطريقة دي يا نور ..
رفعت يدها تحتضن رقبته لتكمل بصدق :_عشان أنت العالم بالنسبالي حتى لو صغير فهو أجمل حاجة عندي ..
أحتضنها بقوة وسعادة :_ربنا يقدرني وأسعدك يا قلبي ..
وحملها بين ذراعيه ليعاونها على الجلوس بالشرفة ليبنضم لها فيصبح القمر مسجل لعشق زرع بالظلام وبدا للنور ..
*************
حديقة القصر …
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهم وخاصة بعد أنضمام “ياسين” إليهم ….
“جاسم” بصعوبة بالحديث :_والله الواد دا أول مرة يقول حاجه صح ..
“معتز” بغضب :_ما تلم نفسك يا حيوان الواد دا بيلعب معاك على الناصية ! …
“جاسم” بخبث :_يا عم روح أنت تطول تلعب معايا دأنت أخرك قرص هبل زيادة وهنجيبك من المريخ
“معتز” بسخربة :_تصدق أنت صح أنا فعلا أهبل أني سبت مراتي ونزلت أقعد مع إنسان تافه زيك …
“رائد” بغضب :_كان ماله بكى “آسر” وشقاوة “مريم” أفضل بكتير من لعب العيال دا …
وتوجه للصعود قائلاٍ بسخرية :_ومن غير تصبحوا على خير …
“ياسين” بنظرات نارية “لجاسم” و”معتز: :_ واضح أن أنا كمان غلطت أينعم هرمونات حمل مليكة صعبة وهتوصلني للجنون بس أفضل من أرتكاب جناية ، وأشار بيديه “لرائد” قائلا :_خدني معاك
وكادوا بالولوج للداخل ولكنهم توقفوا على صراخ من يقترب منهم مهرولا …
“حازم” بأبتسامة واسعة :_كويس أني لقيتكم متجمعين ..
“ياسين” بنفاذ صبر :_خير أنت كمان
“جاسم” بسخرية :_هو فى خير بيجي من ورا الزفت دا ! …
“معتز” بتأييد :_أكيد مصيبة جديدة من أحد أنجازته وما صدق أخوه يخلع عشان يستفرض بينا ..
صاح بغضب :_ أنتوا على طول كدا بتظنوا السوء …
:_طب ما تقول الخيرات وتلخص فى ليلتك دي
صاح بها “رائد” ليسرع بالحديث :_عايز أتجوز أه مش كل واحد فيكم يعيش حياته وأنا عامل زي المتعلق بين السما والأرض مكتوب كتابي وواقف على الفرح اللي محدش مهتم بيه كل ما أجي أكلم أبويا أو حد من أعمامك ألقيه مشغول بشهر العسل اللي مش بيخلص عندهم دا والله أنا ساعات بحس أننا أولياء أمورهم مش هما ..
“معتز” بصوتٍ منخفض :_ الواد دا تقريباً كلامه صح .
شدد “ياسين” من ضغطه على خصلات شعره لعله يتحكم بغضبه فقال بهدوء مخادع :_والمفروض أننا نعملك فرح من ورا أعمامك صح ؟
أقترب منه بأبتسامة واسعة :_صح الص
إبتسم “رائد” قائلاٍ بمكر :_ومش خايف من “ياسين الجارحي” ؟ ..
أجابه بغرور مصطنع وهو يطوف بذراعيه :_وهخاف ليه أني عاشق يابني والعاشق يتحدى الدنيا كلهاااااا وأ….
أنقطعت باقي كلماته بل بترت برجفة حينما وجد من يقف خلفه !!….نعم أنه ناقوس موته ….”ياسين الجارحي” بذاته ! ….
*******************
بأيطاليا …
أعدت الخطط برسالة أخيرة للخلاص من “ياسين الجارحي ” ولكن هل هناك مفر بالمواجهة ؟ …
…ما هو مجهول مروج وما المخطط لها ؟ .
أقدار شكلت لتعزز رابط الذكريات فيعود الماضي من جديد ليخترق عالمها لتصبح أسيرته من جديد فهل سيتمكن معشوقها تحرير قيدها القوي كما فعل بالسابق ؟!
ماذا لو سلكت الأختبارات درب “ياسين الجارحي” ومعشوقته من الجديد ؟ ……
ما المجهول لكلا من
نور ….أسيل ……..أحمد …..عمر …….
أختبارات قاسية خططت من قبل ياسين ويحيي ليرى هل أبنائهم جديرون بحمل أمبراطورية الجارحي فهل سيحظون بها ؟!!
وأخيراً ..
هل ستصمد أقصوصات عشق العمالقة جارحي أمام المجهول ؟ ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) )