رواية نبع الغرام الفصل العاشر 10 بقلم رحمة سيد
رواية نبع الغرام الجزء العاشر
رواية نبع الغرام البارت العاشر
رواية نبع الغرام الحلقة العاشرة
عادت “غرام” للمنزل من الخارج مُنهكة مُستنزفة تعاني الأمرين؛ التحقير الذاتي الذي يجرف كيانها كله جرفًا، والخوف الذي ينهشها حال معرفة “أيوب” بما تفعل، ناهيك عن قلقها حيال تلك القضية العالقة التي تورطت بها.
تنهدت بقوة وهي تنهض لتفتح الأكياس التي بها الملابس الجديدة التي أتت بها من عامل التوصيل لتواصل عملها و تصويرها، ولكن إتسعت حدقتاها وبقيت متجمدة مكانها تحاول استيعاب ما تبصره عيناها، لقد كانت الملابس عبارة عن “قمصان نوم” !
هرعت تفتش الأكياس جميعها بعدم تصديق فوجدتهم جميعهم كذلك، انتشلت هاتفها مسرعة لتتصل بصاحب العمل الذي كانت تتواصل معه، أجابها بعد قليل:
-ايوه.
ابتلعت ريقها تحاول تنظيم أنفاسها المبعثرة بفعل الصدمة لتكون جملة مفيدة، ثم غمغمت:
-استاذ محمود، واضح إن في لخبطة حصلت.
سألها بهدوء تام:
-لخبطة إيه؟
-المندوب چايبلي آآ….
تمتمت بصوت شديد الخفوت والحرج وعجزت عن الإكمال، تستحي حتى نطقها فكيف التخيل أن ترتديهم وتصور نفسها بهم !
تابع هو ببساطة مُغيظة:
-لانجري ؟
اومأت وكأنه يراها، ثم أضافت ولا زال عدم التصديق يلفحها:
-ايوه، واضح إنه اتلخبط فـ ياريت حضرتك تكلمه وتجوله يچي ياخدهم وآآ……
قاطعها بابتسامة ساخرة استشعرتها من حديثه:
-لا هو ماتلخبطش ولا حاجة، فعلًا هي دي الحاجة اللي المفروض تصوريها.
أجفلت ملامحها مرددة بذهول :
-نعم! أصورها ؟! أصور إيه؟ أنت بتجول إيه؟
رد ببرود لم يقل شعرة لصدمتها:
-بقول إن دي الحاجة اللي المفروض تصوريها حاليًا، أحنا ماتفقناش على حاجات معينة.
برقت عيناها بغضب يندد بمطلبه الأحمق:
-وماتفجناش إني أصور حاچات عريانة كدا، أنا مش كدا و مستحيل أعمل كدا.
سألها بنفس النبرة الباردة التي ألهبت غضبها أكثر تجاهه وتجاه نفسها:
-إيه الفرق بين اللي صورتيهم قبل كدا ودلوقتي؟ كدا كدا وشك مش باين.
هدرت من بين أسنانها بحرقة مُميتة عذبتها:
-وشي مش باين بس چسمي باين، وأنا لحمي مش رخيص.
قال ببساطة سحقت كرامتها سحقًا، وتجلى مذاق الإهانة المريرة في حلقها:
-الموضوع بسيط، أنتي اللي مدياه أكبر من حجمه، كام صورة وهتاخدي مقابلهم، ويمكن لو عجبوني أدفع أكتر.
فكادت تغلق الخط دون أن تجادله أكثر، ولكنه سارع بالقول قبل أن تغلق:
-اوعي تقفلي عشان ماتندميش واسمعيني للأخر.
أرهفت السمع بأنفاس ثقيلة.. غاضبة، فأضاف وقد تحولت نغمة صوته لأخرى بشعة مُهددة شيطانية:
-افتحي شوفي اللي بعتهولك دلوقتي.
فتحت هاتفها والتوجس يكاد يفتك بها، إلى أن وقعت عيناها على الصورة التي أرسلها والتي كانت صورتها، ولكن لم تكن مجرد صورة عادية، بل كان وجهها مُركب على جسد آخر يرتدي ملابس خليعة، ولكنه يشبه جسدها في وزنه وهيئته بدرجة لا تُصدق، فبدت الصورة أقرب جدًا للواقع !
شهقت وكأنها تغرق.. لا بل هي تغرق بالفعل، تغرق في وحل لزج عفن ظنته سيكون طريقها نحو النجاة !
ثم صارت تهز رأسها نافية بهلع مرددة:
-دي مش أنا، أنا ماتصورتش كدا، مش أنا.
-ما أنا عارف طبعًا إن مش أنتي، بس اللي هيشوف الصورة مش هيعرف.
صرخت فيه بأعصاب على حافة الجنون:
-إيه عايز مني؟ بتعمل كدا ليه يا مريض؟
هتف بصوت أجش حاد:
-أنا قولتلك أنا عايز إيه، نفذي من غير كلام كتير وإلا الصورة الحلوة دي هتلف البلد كلها عندكوا.
ثم أغلق الخط دون اضافة المزيد بعدما أغلق بكماشتيه الضاريتين عليها، سقط الهاتف من بين أصابعها التي ارتخت في حالة تبلد دامت للحظات قبل أن تبدأ غرام بلطم خديها بهيستيرية وهي تغمغم بما شابه الهذيان:
-يا مصيبتي، يا مصيبتي، أنا اتفضحت، روحت في داهية.
لم ينقصها سوى “أيوب” الذي فتح الباب في تلك اللحظات تحديدًا، ودلف دون أن تشعر به ليُصدم بحالتها وهي ساقطة ارضًا تندب حظها العثر..
تحرك نحوها مسرعًا بعدما انتفض كليته بقلق حقيقي مر دهر على الشعور به، وراح يسألها بنبرة ملتاعة:
-مالك يا غرام؟ إيه في ؟
رفعت له عينيها النازفتين حزنًا وألمًا، وقد كانت مذهولة مرتعبة من تواجده.. ثم أخذت تهمهم بإسمه بحروف مشردة كحالها:
-أيوب، أنا في مصيبة يا أيوب.
سألها بقلب ينبض فزعًا ضاري:
-مصيبة إيه؟ إيه حصل؟
لم تستطع أن تجيبه، ودت أن تنطق بالفعل ولكن الحروف وكأنها صارت جمرات تحرقها حرقًا دون أن تجد القدرة على إخراجها، فهزها أيوب مكررًا سؤاله بلهجة أشد:
-بجولك إيه في ؟ انطجي إيه حصل ؟
وقعت عيناه على الهاتف المُضيء الساقط أرضًا، فأمسكه يتفحصه عله يصل لشيء، وهاله ما رآه، لم يصدق عينيه في الوهلة الاولى وهو يحدق في تلك الصورة، ثم رفع لها عيناه التي ازدادت ظلامًا، تنذر بعواصف مُهلكة:
-إيه دا ؟
ارتجفت شفتيها وهي تتلفظ بكلمات غير مفهومة من فرط هلعها:
-دي آآ… أنا مش آآ…..
فزمجر بنبرة راعدة مُخيف:
-دي إيه ؟ ردي إيه الصورة دي ؟
هزت رأسها نافية بسرعة تنفي عنها تهمة رأتها تُرسم لها ببطء في عينيه:
-مش أنا، والله مش أنا.
هدر فيها بصوت شابه طنين مُرعب جعل جسدها يقشعر:
-امال مين؟ مش دا وشك؟ وجسمك؟ ازاي مش أنتي.
-أنا هجولك كل حاچة هحكيلك والله.
سارعت تخبره وهي تبتلع ريقها بصعوبة، ليصرخ فيها بأعصاب محترقة لا تحتمل الانتظار:
-تجوليلي إيه؟ چابوا صورتك ازاي لو دي مش أنتي؟ انطجي.
سارعت تحكي له كل ما حدث مسرعة وسط شهقاتها التي لم تستطع ايقافها، ومع كل كلمة تخبره بها كانت عيناه تتوسعان وتحترقان أكثر بغضب ناري أسود حتى صارتا كحفرة من النار، إلى أن خرج صوته مبهوتًا مطعونًا رغم خشونته:
-أنتي كنتي بتخونيني؟ بتخونيني أنا ؟ بعد كل اللي عملته ؟
هزت رأسها نافية على الفور وقد أجفلت ملامحها بصدمة أمام بشاعة اتهامه:
-لأ طبعًا، جولتلك دي مش أنا، أنا مش بخونك ولا عمري هخونك.
بعينين محترقتين بالغضب ولهجة قاطعة حادة كالسيف كان يهدر:
-اللي عملتيه دا خيانة، فاهمة؟ خيانة يا محترمة.
-ماسمحلكش تجول عني كدا.
صاحت فيه في المقابل بانفعال لحظي تلقائي، فلم تجد ردًا سوى صفعة عنيفة سقطت على وجنتها لتلهبها.
فأمسكت وجهها متجمدة مكانها بأنفاس لاهثة متحشرجة كخرير مَن يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما واصل أيوب هديره القارص:
-حتى لو دي مش أنتي، خروچك من غير اذني خيانة، الصور اللي كنتي بتبعتيها لرچالة غريبة خيانة، إنك تخبي عليا حتى لو شغل عادي فـ دا كمان خيانة، الخيانة مش بس بچسمك.
ثم جذبها من ذراعيها عاصرًا لحمها بين يديه بعنف وهو يقول من بين أسنانه بنبرة تملكية متوحشة:
-ولو إنك كمان خونتيني بيه، الخيانة مش بتكون على السرير بس، چسمك دا ملكي، حجي أنا بس أشوفه، روحتي أنتي بكل حقارة تعرضيه جدام اللي يسوى واللي مايسواش.
حاولت جذب ذراعيها من قبضته العنيفة وهي تسترسل بلهجة منتفضة دفاعًا وامتهانًا:
-مش من حجك تصور الموضوع بالصورة القذرة دي، دي كانت صور عادية بهدوم بكم، مش صور ليا وأنا عريانة !
لوى شفتيه بسخرية صريحة مريرة، وشملتها نظرته المُظلمة بتعبير صريح بالازدراء أوجعها بحق:
-إيه الفرج؟ خلتيهم يتفرچوا في چسمك لدرجة إنهم حفظوه و عرفوا يچيبوا صورة زي چسمك بالظبط، وكل دا عشان إيه ؟ عشان كامل الكلب هددك عشان خمس آلاف جنية.
ثم أضاف بنبرة فجة ممتهنة:
-دا أنتي لو جومتي بواچبك كزوچة كنت اديتك أكتر منهم بما إنك بتستخدمي چسمك كسلعة بتچيب فلوس.
ثم تركها دافعًا إياها بعيدًا عنه كأنها وباء مُعدي، متابعًا بازدراء أحسته كافة خلاياه في تلك اللحظات:
-بس أنا جرفان منك، مش طايج أشوف وشك حتى.
انفجرت صارخة فيه بانهيار بعد أن طال ضغطه على بؤرة كتمانها:
-كنت عايزني أعمل إيه؟ واحد بيهددني والتاني أنا مش فارجة معاه أصلًا هو بيتحدى بيا أبوه بس ومش مهم الحشرة اللي ما بينكم، ولما سألتك هتعمل إيه كانت النتيچة إنك مش في إيدك تعمل حاچة، حط نفسك مكاني يا أخي.
أشهر إصبعه في وجهها محذرًا بشراسة:
-أنا عمري ما هكون مكانك عشان أنا مش خاين، أنا وثجت فيكي مع إنك أنتي اللي محتاچاني مش أنا، وأنتي….
أطلق ضحكة قصيرة مفعمة بالتهكم قبل أن يضيف:
-وأنتي ماوثجتيش فيا، فـ ماتحاوليش لتبرري لنفسك الجرف اللي عملتيه.
ثم استدار ليغادر المنزل دون أن ينتظر ردها الذي ربما لن يأتِ أصلًا، فتتهاوى هي على الأريكة بوجهٍ شاحب مُلطخ بدموعها وجسد لا يُشعرها هذه اللحظة سوى بالرخص!
****
وصلت “ليلى” إلى المستشفى التي يرقد بها “سالم” لتطمئن عليه والقلق مصاحبًا تأنيب الضمير كان يسكن قلبها، توجهت نحو الطبيب المشرف على حالته لتستفسر منه عن حالته التي لم يجد جديد بها مع الأسف، وحين خرجت قابلت “ظافر” الذي وقف أمامها بجمود، به شيء غريب… عينيه باردتين خاويتين من المشاعر التي كانت تحلق فيهما، وتستطيع الشعور بحفيف الغضب البطيء فيهما.
خرج صوته أجش وهو يسألها:
-بتعملي إيه هنا ؟
بللت شفتيها التي جفت وهي تجيبه بهدوء مغلق:
-بطمن على چدي سالم.
بنوازع سخرية دفينة كان يردف:
-بتطمني عليه ولا چايه تشوفي أنا قررت هعاقبك ولا لأ ؟!
عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم:
-تعاقبني؟ بناءًا على إيه؟
سحبها من ذراعها برفق مخلوط بالحزم نحو الخارج، فحاولت التملص من قبضته وهي تقول من بين أسنانه بانفعال بدأ يهدد بطرق أبوابها:
-سيبني أنت واخدني على فين؟
أخبرها دون أن يتوقف او يلتفت لها حتى، ولا زال حديث والدتها يتردد بأذنيه منتشرًا في خلاياه كـ سم بطيء المفعول:
-هنروح نتكلم في حتة بعيد عن الناس.
ثم لوى شفتيه بتهكم قاسي:
-ولا أنتي أصلًا عايزاهم يعرفوا صح ؟
لم تدرك مقصده ولكن حدسها أنبأها أن هنالك عاصفة كبيرة على وشك الهبوب !
بينما هو كان اعتقاد مترسخ داخله أنها على علم بكل ما قالته والدتها، فهي مَن أعطت لها رقم هاتفه وأخبرتها بما حدث، لذا بالتأكيد هي تفكر بنفس الطريقة المُثيرة لأعتى الشكوك.
وصل بها لمنزلهم الذي لم يكن يبتعد كثيرًا عن المستشفى، ترجلا من السيارة، وكانت ليلى تُقدم قدم وتؤخر الاخرى بتردد ملحوظ، فسحبها ظافر من ذراعها ليلتهم الخطوات نحو غرفته، قابلت بعض العاملين بالبيت في طريقهما، ومعهم “راوية” التي رفعت حاجبها الأيسر باستنكار وتعجب، وقرأت بسهولة نظرات الشك تحوم بحدقتي الموجودين، فقالت بلهجة قاطعة وهي تسير خلفه:
-أنا مرته.
لم تسنح لها الفرصة لترجمة الصدمة المتوقعة على وجوههم، إذ لم يتوقف ظافر ولو لحظة لنفي او تأكيد ما قالت، رغم أنها تكاد تجزم أنها استشعرت الهزة اللحظية التي أصابت جسده كصاعقة كهربائية بعدما سمع ما صرحت به.
وما أن وصلا غرفته حتى أفلتت ليلى ذراعها من قبضته الغليظة وهي تهدر فيه بغيظ:
-مش من حجك تشدني وراك زي الچاموسة بالطريجة دي.
رفع ظافر حاجبه الأيسر باستهجان:
-مش من حجي؟ امال من حج مين؟
تجاهلت سؤاله وهي تجابهه بقولها المتصلب تزامنًا مع بُنيتيها الأبيتين:
-أنت لسه مجتنع إن أنا السبب في اللي چدك فيه صح؟ وأظن إني جولتلك لو ثبت إني السبب أنا هتحمل النتيچة، وهعرف أتصرف.
-هتتصرفي ازاي؟
سألها بتأهب والشك ينخر عقله نخرًا خاصةً بعد تصريحها للعاملين بالبيت أنها زوجته هكذا بلا مقدمات، وكأنها تؤكد بطريقة غير مباشرة أنها ستسير في خطة والدتها الدنيئة لإجباره على عدم عقابها.
ردت دون تردد بإباء:
-مايخصكش.
اقترب منها وهو يسألها بطريقة غريبة جعلتها تتراجع للخلف تلقائيًا بريبة:
-لو أنا فكرت إني حالًا أروح للبوليس وأجول إنك المسؤولة عن حالة جدي و اللي چدي وصله، هتعملي إيه؟
كان يوخز باطن مخاوفها عن عمد ليرى إلى أي حد من الخبث ستصل محاولاتها في حماية نفسها ؟ او ربما إلى أي حد هي مرتعبة من انكشاف ما فعلته ؟!
كان له ما أراد، أصاب الفزع عقر قلبها المخضب بالقلق، ولكنها أبت أن تظهر ذلك فهزت كتفيها بلا مبالاة بالية:
-براحتك، كدا كدا أنا مش متضررة لوحدي.
إلتقط عقله المشحون بأفكارٍ مسمومة جملتها العادية على نحوٍ آخر.. على نحو مؤكد للمنحدر الذي يردم عقله بشكوك شتى.
فاقترب منها أكثر وهو يهز رأسه مسهزئًا بابتسامة ثعلبية، يردد عليها ما سمعه من والدتها وكأنه تأكد من ظنونه:
-طبعًا مش متضررة لوحدك، ما أنتي عرفتيهم إنك مرتي وبكره كل البلد تعرف، ويجولوا دا متفج معاها يخلصوا من چده عشان يورثه.
انبلجت الصدمة في عينيها وإتسعت حدقتاها وهي تتفوه:
-إيه! أنت ازاي بتفكر كدا ؟!
ولكنه بدا وكأنه لم يسمع ما قالت، واقترب منها أكثر حتى صار أمامها مباشرةً لا يفصلهما سوى إنشات قليلة، أحاط خصرها بيده بحركة مباغتة وألصقها به، فصفعتها أنفاسه الهادرة بعنف، حاولت بشدة الفكاك من قبضتيه وهي تصيح فيه باهتياج:
-اوعى سيبني.
ولكنه لم يفلتها ولم تهتز عضلة من فكه، بل واصل بخشونة أمام شفتيها بذهنٍ غائب وقلب يتلظى بشكوكه:
-بس بما إنك هتستفادي من الچوازة دي، من حجي أنا كمان أستفاد منها.
ثم هبط بوجهه مستهدفًا شفتاها ولكنها كانت الأسرع فأدارت وجهها بعيدًا عنها وهي تزمجر بكلمات غاضبة محتقنة لم تصل لظافر الذي كان في عالم آخر ضبابي، مال يلثم رقبتها بقسوة تخلو من العاطفة الدافئة لم تروقها أبدًا بعد أن ازاح عنها حجابها بحركة مباغتة من يده، وظلت ليلى تقاومه محاولة الابتعاد عنه وهي تغمغم بصوت مبحوح على حافة البكاء:
-ظافر سيبني، سيبني بالله عليك اوعى.
ولكنه كان في وادٍ آخر، وادٍ مُظلم لا يرى فيه ما الصواب وما الخطأ، كان يتخبط فيه دون وعي والشكوك التي أكدتها دون قصد تطعنه في مقتل، فأراد إيلامها كما تؤلمه هي دومًا منذ عرفها.
شعرت بمقاومتها على حافة الانهيار وهو لا يتوقف، تشعر بشفتيه توشم بقسوة كل ما تطاله منها، فرددت بكلمات لم تزنها بعقلها من بين شهقاتها الباكية بنبرة مُستنزفة مُنهكة.. بل مذبوحة:
-بلاش كدا بالله عليك، أنت جولت إنك بتحبني، أنا ليلى.
ولكنها شعرت أن عقله بعيد إلى الدرجة التي تجعل كلماتها تتناثر في مهب الريح، فبدأت أعصابها ترتخي مستسلمة إلى ذبح وشيك…….
****
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نبع الغرام)