روايات

رواية سفير العبث الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء الخامس والخمسون

رواية سفير العبث البارت الخامس والخمسون

رواية سفير العبث الحلقة الخامسة والخمسون

° التنهيدة الخامسة والخمسون ° تم تقسيم الخاتمة- ليست الأخيرة
| لاهث أنا، قطعت مسافات في الكُرة الأرضية.. ومُفترقات طُرق، صدقيني حتى مياه المطر لم ترويني، وحدها شفتيك الناديتين.. تذوقتهُما فـ إرتويت.. إرتوى قلبي من الهجران وكثرة الركض، وإرتخت يدي المُتشنجة عندما لامست جسدك الناعم.. كـ مُح|ترق في الج|حيم لسنوات واليوم هو يومه الأول داخل ممرات النعيم |
#بقلمي
*الوقت الحالي
وصلت سيليا للبيت.. بيت في منطقة مُتطرفة في أميريكا… والحرس فضلوا برة
سحبت إيد سيلا وصوت الأشجار والزرع من حواليهُم وهو بيحركُه الهواء زي سيمفونية إسترخاء
شعرها كان بيطير وسكن على أكتافها أول ما وقفت قُصاد الباب
ضربت الجرس وإستنت شوية.. لحد ما ظهر إبن عزيز وهو بيبُص من ورا شباك الباب وبيقول: Who are u?
” من أنتِ؟ “

 

مكانش شايف كويس ولا عارف يميز شكل أخته على الحقيقة
إبتسمت سيليا وهي شيفاه كِبر، لحد ما جت چايدا وطبطبت على راسه وهي بتقوله حاجة بالإنجلش.. مشي وسابها فـ فتحت چايدا الباب وهي بتضُم الروب الشتوي بتاعها لجسمها وبتبتسم وبتقول: حمدالله على سلامتك إنتِ والأمورة الصُغيرة، إتفضلوا من البرد.
جت سيليا تقلع البوت بتاعها فـ قالتلها چايدا: نو، خليكِ بيه متقلقيش هتيجي عاصفة ثلجية بالليل وهضطر أنظف تاني
سيليا وهي بتقلعه وبتقلع لسيلا البوت بتاعها: معلش عشان مش متعودة.
قلعتهُم وحطتهُم عند الباب، كانت چايدا مشغلة الفُرن وحاطة طاسة فيها ستيك بالزبدة والأعشاب.. وعلى الرُخام كاسة واين مشروب منها ومتعلم على طرفها بالروچ، وسيجارة متو|لعة مركونة
ضحكت چايدا بتوتُر وقالت: طبعًا زمانك بتقولي في سرك دي مش بيئة مُناسبة لأطفال، بس أنا إبني مُتفهم وعاقل.. لو مش هيناسب سيلا أنا مش هشربهُم
سيليا وهي بتعدل خُصلات شعرها الهايشة: أنا مبدئيًا مش عارفة أشكُرك إزاي على إستقبالك لينا، يومين بالظبط وهنشوف شقة مُناسبة ليا ولبنتي متقلقيش بابي سايبلي فلوس في الحساب بتاعي.
سحبت چايدا السيجار وشربت منُه وهي بتقول: إيه الكلام دا؟ أنا ما صدقت إنكُم جيتوا ووالدك بلغني رسالة عزيز عن إستقبالكُم، الإخوات لازم ياخدوا على بعض.
قعدت چايدا ومددت رجليها على الترابيزة وهي بتقول: وبعدين هتروحوا فين يعني؟ أنا ما صدقت إنك جيتي عشان تونسي وحدتي.

 

إبتسمت سيليا وقالت: حقيقي مش عارفة أقولك إيه.
طفت چايدا السيجارة وقالت: متقوليش حاجة، لو مش هتعبك تابعي اللحمة لغاية ما أدي الحرس مُفتاح الكوخ القُريب من هنا عشان يرتاحوا من السفر، بعدها نتغدا سوا وأوري الأمورة الصُغيرة أوضتها.. البيت خمس غُرف.. هتتبسطوا هنا أوي
وقفت سيليا وهي بتقلع الچاكيت بتاعها وبتقلب اللحمة بينما خرجت چايدا عشان تدي الحرس المُفتاح.
* في فيلا بدر الكابر
سيا بتوتُر: تفتكر أتصل على بنتك ڤايبر أو فيس بوك فيديو كول؟
بدر وهو بيتصفح الإنترنت: لا.. مش دلوقتي وبطلي قلق
سيا: أنا مش مرتاحة يا بدر حاسة إننا مكانش لازم نخالف القانون
بدر بسُخرية: قانون! قانون إيه يا أم قانون ما تفوقي، القانون اللي حبس أبويا ظُلم رغم إن قضيتُه كانت دفاع عن الشرف، إدوله مؤبد رغم إنه كان بيدافع عن شرفه.
سيا بهدوء: يا حبيبي زمان غير دلوقتي
بدر بضيق: أنا إتصرفت صح، لو كُنت سيبتُه كان زمانُه محبوس برضو لكن في مُستشفى، بنتك حامل ومعاها سيلا.. حفيدتك جالها إكت|ئاب من اللي حصل، خليهُم يعيشوا بسعادة بعيد عن العك دا.
سيا: ربنا يستُر، وربنا مينتقمش منهُم بسبب اللي عملوه
بدر: لا إنتِ بجد مش عاجبك حاجة ومبتثقيش فيا، يا حبيبة بدر.. يا روح قلبي

 

سحب إيديها وباسها وهو بيقول: إتطمني خاالص دي بنتي وحفيدتي يعني أغلى إتنين في حياتي أكيد مش هعمل غير كُل الخير ليهُم، بطلي قلق يا بابا وتفائلي.
حطت سيا راسها على صدره وهي بتقول: يارب سامحنا، سامحنا وإسترها مع ولادي.
بدر وهو بيبوس راس سيا: مش واخدة بالك من حاجة؟
سيا بتعب: حاجة إيه؟
بدر: البيت فضي علينا من تاني.
بعدت سيا عن صدره وهي بتقول: دا وقتُه!
* داخل سيارة السُفراء
عيسى كان سايق وعزيز جنبُه، وأمير والرايق قاعدين ورا.
عزيز لـ عيسى: مُتأكِد إن الطريق دا مفيهوش كماين؟
عيسى وهو مركز: بُص هو مفيش حاجة إسمها مُتأكد أوي، لإن إنهاردة حتى الطريق الفاضي هيملوه كماين عشان اللي حصل.
عزيز: أيوة بس قُدامنا وقت!
عيسى: مش عارف، بس خير..
أمير بتعب: أنا عطشان، ما نوقف عند أي دُكان نشتري مياه.
حط عزيز إيدُه في جيبُه بعدها قال: تصدق نسينا حوار الفلوس دا! دول ساحبين مننا كُل حاجة.
الرايق بتركيز: تؤ! دور عندك في التابلوه ممكن يكون في فلوس ولا حاجة

 

بدأ القائد يفتح في العربية من جوة ويدور ملقاش حاجة
راح رازع التابلوه وهو بيقول بعصبية: أصلًا مينفعش نوقف عشان مش أمان.
أمير: تمام إطلع على البحر اللي بدر الكابر قال عليه
عيسى: كُل اللي مخوفني بجد العربية دي اللي هنسافر بيها من مُحافظة لمُحافظة وهي أصلًا مسروقة!
الرايق بضحك: مسروقة ولا مقلية ههه
مسك عزيز الدركسيون اللي سايق بيه عيسى وهو بيقول: إركن يا عيسى هننزل الرايق هنا
عيسى بضحك: خلاص ياعم عديها أديك قولتها، رايق
الرايق وهو بيتعدل في قعدتُه: الحق عليا عاوز أفرفشكُم!
ضغط عزيز على سنانُه وهو بيقول: ليه يا حبيبي هو إحنا هربانين من الشُغل؟؟ ما تقوله حاجة يا عيسى! قوله حاجة عشان متفقعش
أمير بدوخة: أوقف على جنب أنا لازم أشرب!
عزيز بتوتُر: إوعى توقف هيتقبض علينا!!
الرايق وهو باصصلهُم واحد واحد: أنا عندي إقتراح
عزيز غمض عينُه وهو بيتنفس وبيقول: إسكُت

 

الرايق: مش فاهم خايفين من إيه؟ ما كدة كدة لو لاقونا مش هيسجنونا، التقرير قال إننا مرضى نفسيين وعقليين يعني هُما هدفهُم يلاقوننا عشان منأذيش المُجتمع، أكتر حاجة هيعملوها إنهُم يحطونا في مُستشفى الأمراض العقلية
عيسى وهو باصص للطريق قال بصوت حزين: إنت فاكر إن دي حاجة حلوة يعني؟ ما كُله سجن.. كُلها حجات هتمنعنا نعيش، وتحبسنا بين أسوار.. يمكن معندكش حاجة جامدة تخليك حابب الهروب والحياة الخارجية، بس أنا مراتي حامل.. وعزيز عاوز يشوف بنته وإبنه.. وأمير عاوز يشوف مراته وأمه وإبنه.
الرايق بضحكة: أهو أمير دا أول واحد عاوز يودع، إحنا مُتمسكين بالحياة بس هي مش متمسكة بينا، فاهم حاجة!
أمير إبتدى يميل وراسه وقعت على رجل الرايق، داخ وأغمى عليه
بصلُه الرايق بخضة وقال: دا مش بيتدلع يا جدعان، شوفوا أي حِتة نجيبله منها مياه.
عيسى: أجيب منين إحنا في طريق صحراوي!
عزيز بسُخرية: تِف في وشه هيقوم، وأهي كُلها مياه
الرايق بقرف: ياخي يـ *****

 

أمير إتعدل بدوخة وهو بيمسك رقبة عزيز وبيحاول يخن|قُه
عزيز بخنقه: أنا أسسف أسف
عيسى بعصبية: ياجدعان بس بقى!!! البنزين قرب يخلص
بعد أمير إيدُه عن رقبة عزيز وهو بيقول بدوخة: نعم!!
عزيز بلع ريقُه وبص على علامة البنزين وقال: بتهزر صح؟
عيسى بتكشيرة: ليه هو أنا رايق زيكُم عشان أهزر في الوضع دا؟
الرايق: لا مسمحلكش، مفيش رايق في العربية دي غيري
عيسى مسك الدريكسيون جامد وهو بيقول: حد يسكتُه بدل أقسم بالله هركن على جنب وأمسك فيه ومش هيهمني يتقبض علينا ولا لا!
عزيز بتضييق عين وهو باصص بعيد: هو إحنا وصلنا المحافظة ولا إيه؟
الرايق: وصلنا إزاي يعني مش في بوابات!

 

عيسى بخضة: البوابات! أنا إزاي فاتني الحوار دا؟؟
عزيز: أصل في أنوار وصوان تقريبًا في حفلة
عيسى بتركيز: أو يمكن فرح!
الرايق بجدية أخيرًا: طب إركن على جنب
عيسى بعصبية: أركن فين بقول مش معايا زفت بنزين! إنت دماغك متركبة غلط؟
الرايق بعصبية أكبر: ياعم كدة كدة مش هينفع نكمل بـ أم العربية عشان حوار بوابات المُحافظة! إركن الواد أغمى عليه نشوفله مياه في الفرح تفوقه، ويكون فات وقت وأي كماين تتشال!
ركن عيسى على جنب ورا الصوان عشان العربية متبانش
رجع عيسى راسُه لورا وهو بيفتح الشباك عشان ياخُد نفسُه وغمض عينيه بـ تعب
فاق على حد بيخبط العربية من فوق فـ إتنفض
واحد سك|ران من الفرح: حكومة ولا إيه؟
بلع عيسى ريقُه وقال: دا منظر حكومة؟ لا يا أبو الصُحاب عربيتنا فضيت بنزين بس ومعانا واحد تعبان
خرج الشاب سيجار محشي من جيبُه وول|عه وهو بيقول: طب إنزلوا نعمل معاكُم الإنسانية
عزيز بهدوء: عشان بس شكلكُم عيلة منكُم فيكُم منعملش إزعاج
الشاب: عليا الطلاق من البت نوسة مراتي لا تنزلوا تبلبعوا إزازتين بي|رة وتهيبروا معانا
قال الرايق بسُرعة: هننزل حاضر بس إدينا فُرصة نواكب الجو
مشي الشاب بعيد فـ قال عيسى: ننزل فين ياعم دا الناس مش لابسة جوا ومعاهُم سوا|طير
الرايق بتقزُز: إنت مالك بقيت مايع ليه يا عقرب شحال ما كُنت مص|في الدهبي بإيدك!
عزيز: مثلًا

 

الرايق: إقلعوا
فاق أمير على اللي الرايق قالُه ورد: نعم يا حبيبي؟
الرايق وهو بيقلع التيشيرت: إقلعوا التيشيرتات عشان ندخُل الفرح ونعمل واجب
عزيز: طب ما ننزل كِدا!
الرايق: ياعم دي باين إنها هدوم سجن! بس البنطلون لوحده مش باين فـ إقلعوا اللي فوق وإنزلوا
قلعوا التيشيرتات وفتحوا ابواب العربية ونزلوا منها
مسك الشاب المايك وهو شايفهُم داخلين راح قايل: أحلى مسا على الصُحبة الكويسة اللي هتشاركنا فرحة المعضم يا رجااااالة
الناس صفرت وبدأت تهلهل راح عزيز قال من بين سنانُه: هيسلمنا تسليم أهالي إبن الوارمة
الرايق بتركيز: ثانية واحدة بس هو قال فرحة المعضم ولا أنا بيتهيألي؟
أمير كان ماشي وراهُم دايخ حس بإيد بتسحبُه وبتقعدُه على الكُرسي
الست وهي بتلمس أكتافُه: يخرااابي إيه النضافة دي، لقيتك بتتمطوح زي السمكة اللي تايهه من أمها، شكلك مصطبح من قبل ما تيجي
أمير بـ تعب حقيقي: عاوز مياه، عطشاان
الست بـ ضحكة رقيعة: عينياااا، إفتحلي إزازة يولااا

 

حطت في بوقه إزازة البيرة فـ قعد يشرب مُضطر لحد ما بدأ يكُح
خبطت هي على ضهره وهي بتقول: يالهوي الراجل هيروح مني، بقولك إيه شكلك تعبان.. ما تيجي تريح عندي في الـ.
مكملتش كلامها راح قام أمير وسايبها وهو بيدور على الباقي
قعدوا على ترابيزة وأول ما أمير شافهُم راح قعد معاهُم، الأغاني إشتغلت تاني بعد ما حيوا الناس ونقطوا
” سيدي يامدلعنا، يا جدع يا أصيل.. روق جمعنا يا كبير يا كبير ”
قام الرايق وهو بيسحب مط|واه من واحد وبيرقُص على الإستيدچ
رجع عيسى شعرُه لورا وهو بيقول: هنتأخر، أنا مرعوب ودا رايق.. يخربيت إسمه على صفاتُه اللي هتودينا ورا الشمس
عزيز وهو بيبُص حواليه: أنا مش عارف أفكر هي النسوان دي بتبُصلنا كدا ليه!
أمير بدوخة: بمُناسبة النسوان، الولية اللي هناك دي أنا فلتت منها بالعافية
بصلها عزيز لقاها بتغمزلُه فـ رجع بص قُدامه وقال: لا دي شكلها ليلة مش فايتة
رجع الرايق قعد معاهُم على الترابيزة وهو بيسحب إزازة بيفتحها وبيشرب بعدها قال: شوية فرفشة، حفلة توديع مصر
بصلُه عزيز بـ طرف عينُه وقال: لا وإنت في الحفلات والهيافة متتوصاش!

 

* في منزل الرايق
إبن عم نوح: جهزنالك الباسبور عشان تيجي معانا أميريكا، لازم نسافر قبل الصُبح
بلعت رفيف ريقها وقالت: أيوة بس مقدرش أسافر من غير أختي و..
التاني: جهزنا ورقها برضو، ياريت تغيري هدومك عشان فاضلنا ساعة ونكون في المطار
بلت رفيف شفايفها بلسانها وقالت: ونوح هيوصل بالسلامة؟
إبن عم نوح: أيوة.. دا اللي السيد بدر الكابر بلغ الحرس بيه، من فضلك بسُرعة مفيش وقت.
جريت رفيف على فوق عشان تصحي اختها وتغيرلها وتغير هي كمان هدومها
قعد إبن عم نوح وقال لأخوه: تفتكر نوح هيسامحنا ويعرف إننا بالفعل عاوزين نصلح الأمور البايظة اللي إتسببوا فيها أهلنا؟
أخوه: ولا ميسامحناش، المُهم عملنا الصح وهنجمعُه بالبنت اللي بيحبها.
* في منزل العقرب
كانت مياسة في الحمام وباصة للمرايا وهي رافعة التيشيرت، بتلمس بصوابعها بطنها كإنها أول مرة تكون حامل!
خبطت عليها أماندا وهي بتقول: إنتِ كويسة؟
نزلت مياسة التيشيرت وهي بتاخُد نفسها وبتفتح المياه وبتقول: أيوة خارجة أهو
أماندا: حضرتلك شنطتك وحاجتك، مُتأكدة هتكوني بخير على الطيارة؟
بلت مياسة شفايفها بلسانها وهي بتغسل وشها بالمياه وردت: أيوة، خارجة أهو.
عدلت شعرها وخرجت من الحمام، سلمتها أماندا جواز السفر وقالت: صِبا وإبنها زمانهُم على الطيارة دلوقتي.. مفاضلش غيرك يارب تلحقي قبل ما يطلعوا قرار منع السفر
بصت مياسة لأماندا بتعب وقالت: مش مُهم إحنا نسافر أو لا، المُهم مُتأكدين إن جوزي وصحابُه مش هيحصلهُم حاجة في البحر؟

 

أماندا بهدوء: يارب، هنقول إيه يعني الله أعلم، بس إنتِ خلي بالك من نفسك على الطيارة وخليكِ ثابتة مش مهزوزة، يلا ننزل؟
خدت مياسة تفس عميق وقالت: يلا.
قفلوا الشقة والحاجة وشالت أماندا الشنطة عشان مترهقش مياسة ونزلوا مُتجهين للمطار.
وصلوا المطار وقدمت مياسة أوراقها وهي باصة للظابط وهو بيفحص الباسبور بتاعها
عينيها باين عليها الرُعب، لكنها إفتكرت كلام أماندا وتماسكِت
الظابط وهو بيبُص لصورة الباسبور ولـ وشها: مدام مياسة؟
قلبها بدأ يدُق لإن الزوج عيسى الغُريبي، ولو طلع قرار منع سفر الأقارب للمُسجون هتتحط في مُشكِلة، لكنها تماسكت وقالت: أيوة
الظابط سكِت شوية بعدها ختم جوازها وقال: رحلة سعيدة
أخدت أوراقها وعدِت وهي بتتنفس بسُرعة مش مصدقة، سحبت شنطتها وهي حاسة بدوخة
خلصت الإجراءات ووقفت عند مقاعد الإنتظار وهي ساندة على شنطتها.. شافت سِت كبيرة ماسكة مُصحف وبتقرأ فيه فـ قربتلها مياسة بتعب وهي بتقول: مساء الخير ، عندك فِكرة التويليت فين؟
السيدة وقفت قراءة ورفعت راسها وقالت لمياسة: وراكي الجهه اليمين في ممر إدخُليه هتلاقي الحمامات، شكلك تعبانة معاكِ حد؟
حطت مياسة إيديها على راسها لإنها حاسة بـ دوخة وقالت بصوت خافت للست: أنا لو رجعت هرتاح، مش معايا حد أنا مسافرة لجوزي
حطت السيدة المُصحف في شنطتها وقامت وهي بتقول: وأنا رايحة لولادي في أمريكا، تعالي يابنتي أساعدك الطيارة لسه فاضل عليها شوية
مياسة بتعب: هتعبك معايا
طبطبت عليها السيدة وقالت: ولا تتعبيني ولا حاجة إنتِ زي بنتي
دخلت الحمام وقفلت مياسة عليها الباب وبدأت ترجع بتعب، ولما خلصت خرجت وغسلت وشها فـ السيدة قالتلها: أحسن دلوقتي؟

 

مياسة بإمتنان: أه بـ كتير، حقيقي شُكرًا
السيدة: شكلك حامل، هتفاجئي جوزك لما تروحي؟
بصت مياسة لنفسها في المرايا وقالت: هو عارف إني حامل، ومستنينا.
* في قصر عاصم التُركي
عاصم بهدوء: تتفلق
عمتُه بغضب: يعني إيه تتفلق!! هي دي اللي تناسبك بنت نسب وأصول مش حتة المُحامية اللي ملهاش أصل ولا نسب يشرف اللي عاوز تبلينا بيها، إوعى تفتكر إنك بتلوي دراعي لما تتكلم قُدام الناس في خِطاب إنها تخصك والشو الغريب اللي عملتُه دا
عاصم قعد ورا مكتبُه، خرج سيجار وشربُه دون إحترام لوجود عمتُه وقال: الفرح بعد بُكرة، أنا إستأذنت أختها في المُستشفى ووافقت وهتكون بـ وضع يسمحلها تحضر فرح أختها
عمتُه: إنت إتجننت!!
عُلا بصدمة: بعد بُكرة إزاي يا أبيه دا فرح الوريث يعني لازم يكون حاجة تشرف، التجهيزات لسه..
عاصم بمُقاطعة لكلامها: كُل حاجة هتكون أحسن من المتوقع كمان.
عمتُه: وفين أبوها وأهلها!! يعني إيه تروح تطلُبها من أختها؟

 

عاصم: يعني هو كِدا، هتحضري الفرح أهلًا وسهلًا مش هتحضري متوجعيش دماغي، أنا تعبت من صِلة القرابة اللي مخلية مناخيرك في تفاصيل حياتي!
عمة عاصم: ولد!
عاصم بحزم: عندي شُغل، إخرجوا وإقفلوا الباب وراكُم!
قامت عمة عاصم وقالت: الله لا يسامحك من ولد على اللي هتعنله في إسم عيلتنا
خرجت عمتُه ومعاها عُلا وقفلوا الباب.. مسم عاصم الفون بتاعُه وإتصل على رهف اللي كانت واخدة شاور من التعب وممددة على سريرها
كانت بتلعب في خصلة من شعرها لما ردت وقالت: أكيد طبعًا إستغربوا، قولتلك يا عاصم إستنى شوية
عاصم بجدية: سيبك منهُم! أنا إختارتك وخلاص قفلت معايا هتجوزك غصبًا عن عين أي حد
إبتسمت هي فـ قال عاصم في الفون: عشان تعرفي إني مش جبان زي ما كُنتِ بتقولي عني
رهف بضحكة خفيفة: ماعاش اللي يقول عنك كدة
عاصم: بعد الشر عنك يا حبيبتي
ضحكت تاني وقالت: مااشي ماشي، بس أنا خايفة مش عارفة ليه
عاصم: متخافيش طول ما إنتِ معايا، إنتِ القرار الصح الوحيد اللي خدتُه عن طيب خاطر.. خدتُه عشان عايزُه مش عشان مفروض عليا، واجهت العالم وخرجت من قوقعة المفروض، لتحقيق المُستحيل.. إنتِ أحلى مُستحيل حققتُه يا رهف وكسرت عين النصيب المرة دي لو هيحرمني منك
رهف بمشاعر صادقة: أنا بحبك

 

عاصم: وأنا بعشق كُل تفصيلة فيكِ، يومين بس.. وتبقي رسميًا حرم عاصم التُركي ♡
عضت على شفِتها بسعادة وكملت كلام معاه، لساعات بدون ملل أو نُعاس.
* في الفرح
الرايق لصاحب عربية نُص نقل: فـ يعني لو تعدينا البوابات وهنتصرف بعد كدة يبقى كويس أوي
الراجل: طب إركبوا ورزقي ورزقكُم على الله
ركبوا ورا وإتحركت العربية بيهُم
عزيز بهمس: لأول مرة في حياتي أحس بالخوف لو حصل مُشكلة على البوابات، عشان مش هشوف عيلتي تاني
الرايق بإستسلام: متقلقش.. جايز نعدي وميحصلش حاجة
أمير: بس على فكرة حماك المفروض كان يأمن الحوار دا
عزيز بعصبية: ليه هو أنا حمايا عفريت علاء الدين؟
عيسى: يجدعان ماخلاص ما تبطلوا خناق، وإنت ياعم الرايق إيه لازمة فقرة الفرح الهبلة اللي إنت عملتها دي؟
الرايق وهو بيعدل شعرُه: لولا فقرة الفرح الهبلة اللي بتقول عنها مكانش زماننا راكبين والراجل هيعدينا، الناس في الفرح شافوا إننا فرحانين لفرحهُم وبنوجب معاهُم فـ طبيعي لما نقصدهُم في خدمة مش هيرفضوها، دي أخلاق ولاد البلد طالما كلت من طبقي تبقى أخويا حبيبي.. عدوك مبيفرحلكش ولا بياكُل من لُقمتك.

 

عزيز: أتفق
الرايق بخضة: البوابااات
بصوا كلهُم قدامهُم وغمضوا عينيهُم برُعب
وقفت العربية وفضلت خمس دقايق في الأخر إتحركت
إتعدل الرايق وهو بياخُد نفسُه وبيبُص بصدمة
الرايق بسعادة: جدعاان إحنا عدينااا، محصلش حاااجة
إتعدلوا كلهُم وهُما بيخبطوا كفوف بعض بإنتصار
أمير بيأس: تخيلوا لو لقينا كمين في المحافظة نفسها
عزيز: إسسسكُت.. إسكُت بقى
وصلوا للبحر وأخيرًا، ولقوا المركب المنشودة.. قبل ما يركبوا في عربية ركنت ونزل منها شاب طويل
ضيقوا عينيهُم وهُما بيحاولوا يشوفوا ملامح وشه اللي مش باينه من نور العربية، لحد ما قربلهُم.. بصلهُم بضيق وقال وهو بيمد إيدُه بـ شنطة: والدي معرفش ييجي عشان ليث الصفتي حاطط مُراقبة عليه.. الشنطة دي فيها أكل ومياه وعصير هتكفيكُم، ودا ورقكُم تستخدموه هناك في أضيق الحدود يعني بلاش سنكحة في الكافيهات والمطاعم هناك الفترة دي.. وطبعًا الحرس بتوعكُم قاموا بالتحويل البنكي من فترة لهناك يعني هيكون معاكُم فلوس تصرفوا
عزيز بإبتسامة: شُكرًا يا كادر، صدقني مقدر اللي عملتُه رغم إنها مش طباعك
كادر: كويس إنك عارف، أنا ضد الهروب ومخالفة القوانين وعملت دا إرضاء لأمي وأبويا مش أكتر، يلا الراجل هيتحرك بيكُم عشان تلحقوا
ركبوا المركب ومعاهُم الشنطة وبدأوا يتحركوا..
خد كادر نفس عميق وهو بيشوف المركب بتبعد لبعيد

 

رن فونه فـ خرجه من جيبُه وهو بيرُد بجدية: أيوة
ميرا بتعب: هات معاك بامبرز وإنت جاي عشان خلص، ونعناع مجفف ليا
رفع عينه وقال: تعرفي يا حبيبتي مكالمتك دي هي اللي رجعتني لهزلية أرض الواقع.. هجيبلك حاضر
ركب كادر عربيتُه وإتحرك بيها.
* في المُستشفى
راغب: أخر معلقة إخلصي
منال بقرف: مش عاوزة هرجع أكلت كتير
راغب بتصميم: رجعي المُهم تاكلي، يلا بس
منال بصتلُه بإمتنان وقالت: تعبتك معايا بجد، إنت حرفيًا سايب اللي وراك واللي قُدامك عشان تاخُد بالك مني.. خلاص هبقى كويسة
راغب بعصبية: ما إنتِ جربتي تخرُجي وتعبتي ورجعناكِ تاني، مفيش خروج بقى غير لما تتعافي
منال بتعب: إزاي بقى، إنت ناسي فرح رهف أختي.. دا عاصم طلبها مني
ميل راغب عليها وقال: طب وبالنسبة لفرحنا عشان أنا خلااص على رأي المسلسل.. لا أطيق الإنتظار
ضحكت منال وقالت: لا إستنى لما أتعافى بقى
راغب: قولي والله؟
ضحكت منال وحست بألم من كُتر الضحك
قطع مُحادثتهُم وضحكهُم دخول والدها بعلبة شوكولاتة وهو بيقول: ألف سلامة، معقول أعرف إن بنتي حصلها كدة من برا؟
برقت منال وهي باصة لأبوها بصدمة.. راح راغب مسك آيديها عشان تهدى شوية.
* أميريكا.. منزل چايدا / بعد يوم
قربت سيليا معلقة الزبادي من سيلا وهي بتقول: يلا يا ماما زبادي فراولة اللي بتحبيه أهو

 

بعدت سيلا وشها وكشرت وهي بتقول: إنتِ وجدة بتكذبوا عليا وقولتوا هشوف بابا، وهو مش موجود.. إحنا سيبناه عند تيتة وجينا هنا.. او بابا راح لربنا
عينيها إتملت دموع وبوزت بطفولية فـ قالت سيليا بسُرعة: لا لا، بعد الشر عنُه صدقيني بابا كويس هو بس مسافر وهييجي بسُرعة
خبطت سيلا إيد مامتها ووقعت المعلقة وهي بتعيط وبتقول: إنتِ كذابة، مش هصدقك تاني
سيليا بعصبية: إنتِ قليلة الأدب روحي أوضتك!!
جريت سيلا على أوضتها وشافت چايدا اللي حصل راحت قربت من سيليا وهي بتقول: مش تدخُل مني في تربيتك لكن البنت كدا هتكرهك، صاحبيها دي طفلة
سيليا رجعت شعرها لورا وقالت: مش قادرة اتحمل دلعها، مش قادرة اااه
حطت سيليا إيديها على بطنها فـ بصتلها چايدا وقالت: ربنا يقومك بالسلامة
رجعت سيليا شعرها ورا ودانها وقالت: يارب، تسلمي
چايدا: تحبي أعملك حاجة تاكليها، بتعاتبي سيلا إنها مبتاكلش كويس والحقيقة إنك إنتِ اللي مش بتاكلي كويس
سيليا: ماليش نفس، ينفع تتكلمي مع سيلا وتفهميها عشان تعبانة ومش عاوزة أزعقلها تاني؟ وأنا هقوم أعمل حاجة أكُلها أنا وهي

 

چايدا: عيوني حاضر، عاوزين نشوف حوار الحضانة بتاعتها هنا.. أنا إبني مدخلاه مدرسة ممتازة
سيليا بتعب: أه أكيد
قامت چايدا وراحت لأوضة سيلا، وقفت سيليا بـ فُستانها القُصير الكت وعليه توب نُص مايل من ناحية كتف واحدة
وشعىها الطويل محاوط دراعاتها.. وقفت قُدام البوتوجاز وهي بتسخن مياه عشان تعمل مكرونة
حست بحد ضر|بها من ورا، إتفزعت.. لقت حد بيسحبها من بطنها بيلزق ظهرها في صدره وهو بيقول بهمس في ودانها: وحشني الملبن
لفت سيليا عشان تتأكد من أنها فعلًا سامعة صوت عزيز
لكنُه مدهاش فُرصة تنطق إسمه من الدهشة
كتم الحروف جواها وهو بياخُد منها قُبلة عميقة
بعد عنها شوية فـ فتحت بوقها بصدمة وهي ساندة بإيديها الإتنين على صدره وبتقول بحنين: عزيز
حضنها عزيز ورفعها عن الأرض بإيد واحدة وهو بيمسح دقنه في شعرها وبيقول: يخربيت حلاوته الإسم من بين شفايفك
حضنته سيليا جامد وهي بتعيط وبتقول: مش مصدقة، مش مصدقة إنك هنا يارب مكونش بحلم

 

سندها عزيز على الرُخامة وهو بيديها قُبلة تانية وبعد عنها بعدين قال: مُجرد ما إرتويت منك نسيت، كُل لحظة وحشة عديت بيها، شفايفك فيها مفعول سحر مشوفتش منُه
فتح دراعاتُه وقال: تعالي، تعالي في حُضني عشان أحاول أشبع منك
حضنها بإيد واحدة تاني وهو بيبوس كُل جُزء في وشها.
وهو ماشي بيها ناحية الأوض طلعت سيلا وهي ماسكة لعبة عشان تعتذر لمامتها زي ما چايدا طلبت
لقت أبوها في وشها فـ وقعت اللعبة وطلع منها صوت طفولي مبحوح من العياط وقالت وهي بتغمض عينيها وبتعيط جامد: باباااا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

‫20 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى