رواية كن لي أبا الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم رميساء نصر
رواية كن لي أبا البارت الحادي والأربعون
رواية كن لي أبا الجزء الحادي والأربعون
رواية كن لي أبا الحلقة الحادية والأربعون
لم تقدر علي منعه من ما يفعله الذي زود ألم رأسها وشعورها بالدوران فأهملها أخيراً ووضعها أرضاً تترنح بوقفتها
إنتبه علي عدم إتزانها ووجهها الذي شحب فتسائل بقلق وذراعيه تحاوطها بحماية:
سهيلة انتِ كويسه
نظرت له بعينانٍ زائغة غير واعيه لما يقوله فهمهمت بقلة وعي:
ها!!
تابع حديثه القلق علي حالتها الغير واعيه وإرتخاء جسدها بين يده:
في حاجه وجعاكي
تمتمت بضعف ويداها تقبض علي ذراعيه بقوه تمتد القوة منهم حتي تقدر علي صلب طولها:
انا عاوزه اروح
أومأ لها بتحريك رأسه بخفه وما زالت علامات القلق والخوف علي صفحة وجهه إنحني يحمل جسدها الهزيل
فهتفت بنبرة خائفة عندما لم تقدر علي التشبس به حتي لا تقع:
نزلني يا مالك هقع
أمسكها بعناية وهو يهدئ من خطواته حتي لا يثير خوفها:
متقلقيش امسكي فيا علي اما نخرج
لم تساعدها أوتارها علي التمسك بشئ تشعر بأن عظامها كالهلام رمت بثقل رأسها بعنقه وألقت ذراعها خلف ظهره أحكم هو قيضه عليها كأنها أحد الجواهر النادرة يسير ببطئ وحظر يتمني أن لا تنتهي المسافة حتي يتنعم بقربها المهلك الذي أهلك حصون قلبه
وضعها بالسيارة برفق من الامام وانحني بجزعه يُأمن جلستها بربط حزام الامان إنتهي بقبلة طبعها علي جبهتها بينما عيناها الشبه مغلقه من شدة الالم تتابعه وتتابع كل حركاته التي تغفر له عن ما فعله مسبقاً
أسندت رأسها علي الزجاج وعقلها يفكر بما يربطها به وماذا سيفعل إذا علم بأن موتها قريب وأنها لن تحيا إلا فترة قليله لم تبالي بتلك العبارات التي سقطت من عيونها
أخذ يختلس بعينيه نظرات نحوها وقلبه يتالم علي آلامها إلتقط كفها الممتد بجانبها خلل أنامله به فإنتبهت له ونظرت إليه وآثار الدموع ما زالت متعلقه بأهدابها قبل ظهر كفها بحنان ثم ترك يدها وأخذ يعبث بحزام الامان حتي فك قيدها منه وقربها برفق منه حتي لامست رأسها صدره حاوطها بحمايه مقبلاً رأسها ثم تابع قيادته حتي وصلا للمنزل أعدل جسدها ثم ترجل من السيارة وتوجه إليها يساندها ممسكاً بخصرها فأسندت رأسها علي صدره تحاوطه بتملك حتي وصلا إلي فراشها وضعها به
فمدت يدها نحو الكومود وأخذت أحد الشرائط الموضوعه وكوب الماء الذي بجوارها وتناولتها ثم أسندت رأسها للخلف تغمض عيناها حتي تريح جسدها قليلاً
فتسائل مالك:
حبوب ايه دي يا سهيلة
تابعت بوهن دون ان تتحرك أهدابها:
فيتامينات
إلتقط تلك الشرائط التي جميعها مستعملة وقرأ الكلام المدون عليهم فإنعقدت ملامحه متمتماً:
دا مسكن يا سهيله وقوي كمان مش فيتامين
أجابت بتلعثم بعدما إنتبهت لما قاله وظهر إرتباكها:
هاه ما ما هو دا ال كان الدكتور كاتبهولي
أجاب بمكر حتي يدفعها للإعتراف له:
بس انا ال كنت جايب العلاج ومكتبلكيش علي الانواع دي انا فاكر كويس
صمتت قليلاً حتي تفكر كيف تخرج نفسها من ذلك المأزق فهتفت بنفي:
لا انا اقصد الدكتور ال انا كنت عنده انهارده
فتابع هو حتي يحاصر تفكيرها الذي يحاول الهروب:
طب ازاي كنتِ عنده انهارده وجايبه الكميه دي كلها ومخلصاها
صمتت ولم تتحدث بعدما نفذت أفكارها وإكتفت بطأطأة رأسها للأسفل
فهتف هو يحفذها علي التحدث:
ردي عليا يا سهيله انتِ فيكِ ايه
صاحت به من شدة الضغط.عليها تحتمي ببكاؤها الذي لم يتبقي إلا هو حتي تهرب من أسئلته:
انا مش قادره اتكلم ومش طايقه صوت حد جانبي وعاوزه انام عشان دماغي بتوجعني
تراجع عن فكرته عندما رأي حالتها يتابع بهمس حتي يهدئها:
خلاص إهدي و نتكلم بكرا تكوني هديتي شويه
قبل راسها وغادر الغرفة وتركها ببحر أفكارها تآني وتصرخ وتتألم وتصيح بداخلها:
ايه ال غيرك بقيت ليه عامل كدا مش قادره استحمل خلاص ومش قادره اعيش معاك انا بحبك بس مش عايزه اوجعك لما اسيبك مش عايزه اعيشك في وهم… يا رب خدني يا رب خدني انا كرهت الدنيا دي كرهتها مبقيتش عايزه اعيش فيها مش عايزه احس بالذنب تجاه حد مش عايزه احب حد ولا حد يحبني ومش قادره اقوله اني مريضه كانسر واحتمال اموت ولا قادره اشوف نظرته ليا وهو خايف عليا اموت او اروح منه في اي لحظه بس وانا معاه ببقا خلاص عايزه اقوله علي كل حاجه واشيل الحمل من علي قلبي بس مبقدرش….. يا رب ارحمني بقا ارحمني
قاطع أفكارها دلوف مالك الذي كان يحمل كوب به حليب:
جيبتلك بقا كوباية لبن سخنه قبل ما تنامي
إنكمش جلد وجهها وأحست برعشه بجسدها من شدة إشمئزازها:
لا…. لا…. لا….. مش عاوزه
تابع هو بإصرار بعدما جلس بجوارها:
لا لازم تشربيها هي دي ال فيها الفايده كلها
تمتمت بهدوء :
مالك لو سمحت انا مبحبوش ومش عايزه اشربه وعايزه انام دلوقت ممكن
جحظت عيناه من صدمته بها ومن طريقة حديثها التي تغيرت يعاتب نفسه بداخله:
يااااه يا سهيله اتغيرتي اوي مش شايف روحك ال بتبقا منوره البيت ولا شايف ضحكتك ال دموعك دفنتها والا هزارك وشقاوتك وطفولتك معقول اكون انا عملت فيكِ كدا حولتك بالطريقه البشعه دي من ورده مشرقة ل وردة باهته وعلي حافة الدبلان
وضع تلك الكاسه علي الكومود وواجهها بجسده ثم إلتقط يدها طبع عليها قبلة طويلة شعرت هي بملمس سائل رطب علي يدها بجانب ملمس شفتاه فتمتم بعدما رفع عيناه المليئة بالندم والحب نحوها:
انا اسف سامحيني
إتسعت عيناها عندما رأته عيناها بتلك الحالة فإنهارت حصونها تبكي مرتمية بين أضلاعه تتشبس به وتتمتم بكلمات من بين إنتحابها: متسبنيش متسبنيش يا مالك انا تعبانه اوي ماتسبنيش مش هقدر اعيش من غيرك محتجاك جانبي مش قادره استحمل لوحدي…… حاولت حاولت ومقدرتش مقدرتش استحمل….. كنت محتجالك اوي اوي ويا خساره مش لقيتك جانبي في اعز ما كنت بحاجتك…. كسرتني وكسرت قلبي وحطمته
أخذت تضربه بقبضتها علي ظهره وهي ما زالت بأحضانه تآني وتبكي وتخرج كل ما بقلبها:
ليه ليه جرحتني كدا ليه اهملتني ليه كنت محتجالك ومش قادره اقولك اني محتجاك ومحتاجه حضنك اترمي فيه واستخبي فيه من الدنيا كان نفسي اترمي فيه احضنك واشكيلك همي بس مكنتش جانبي في الوقت دا…. كنت عاوزه اجي اقولك بس كانت كرامتي بتمنعني اني اجيلك والجألك وكنت بتحمل الوجع….. كنت خايفه لا تجرحني زي ما عملت في اول مره تعبت فيها من بعدها وانا بقيت اخاف منك بقيت اخاف اقربلك واشكيلك همي والا اقولك تعبانه بس العيب مش عليك ولا عليا العيب علي قلبي……العيب علي قلبي ال حبك ولسه بيحبك ومحتاجك لحد الوقتي العيب عليه لانه بينبض عشانك وبينبض باسمك…… انا مكنتش اعرف ان الحب بيوجع وبيتعب كدا مكنتش اعرف ان الحب مزله بالشكل دا مكنتش اعرف اني أنا احتاج حضنك هروح واطلبه كنت مفكره انك انت ال هتيجي وتاخدني في حضنك لانك هتحس بيا بس يا خساره يا خساره انا حبيتك لكن انت لا عمرك ما حسيت بيا
إنفطر قلبه آلماً علي كلماتها التي قطعت نياط قلبه ومزقتها ونهشت بقلبه كالطير الجارح الذي ينهش فريسته حيه بكي علي حديثها وظل يجرح بنفسه علي كبريائه وغروره الذي أعلنهم عليها ولم يتخازل ولو للحظة وينصت لقلبه تحدث بنبرة أجشه:
سهيلة انا عارف اني غلطان في كل حاجه عملتها بس انا مش هسيبك ومش هتحتاجي انك تطلبي حضني تاني لان دا هيكون ملجئك وبيتك خلاص انا فهمت غلطي خلاص وعمري ما هجرحك تاني انا كنت غلطان وندمان علي دا بس ارجوكي تنسي كل ال حصل ونبدأ تاني حياتنا من اول وجديد من اللحظه دي نبدأ حياه جديده مع بعض وننسى كل خلافتنا انا بحبك وعمري ما حبيت حد زيك بس انا حبي ليكِ للاسف دمرك بس اوعدك انك هترجعي تاني زي الاول واحسن
إبتعدت عنه تزيل تلك الدموع تنظر له بتردد ومن ثم أخفضت عيناها تهرب من نظراته التي لا تقدر علي البوح أمامهم بهذا الآمر المفجع:
ااانا انا انا عند عن عندي ورم في المخ
لم تشعر بشئ سوي بعظامها التي سحقت بين أضلاعه وصوت بكاؤه ونحيبه من شدة الألم النفسي الذي يشعر به ومقارنته بها هي التي عانت لوقت طويل مع آلام مرضها تحدث بآسف من بين بكاؤه المنفعل كأنه والدته توفت:
انا اسف سامحيني وبإذن الله هتخفي وترجعي زي الاول واحسن كمان
شعر بجسدها الذي تصلب فجأة بين يده فإبتعد عنها بقلق وهو ما زال يحاوطها تشنج جسدها يتبع هذا التشنج رعشات قوية جعلت جسدها ينتفض ك من يعرضها ل صاعق كهربائي تخرج من فمها تآوهات عاليه تدل عن مدي وجعها وعدم إستحمال جسدها كل هذا الالم
لم يقدر علي فعل شئ من ما تفعله جعله ينصعق خوفاً ولكنه فاق يحاصرها يقبض علي جسدها ويثبته بقوه حتي تهدأ فهدأت رويدا رويدا وانتهت من تلك النوبة بإنقطاع أنفاسها
*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!*!!
فتح ذلك الظرف المغلق وأخرج منه ورقة كان محتواها:
مراتك بتخونك ودي صورها مع حبيب قلبها وكمان عشان تتاكد من كلامي روح وهتلاقي في اوضتك وفي دولابك ورق ليها بتاع مدرسه حاول تدور فيه كدا هتلاقي ان الورق دا ورق تنازل كانت عايزه تمضيك عليه وتاخد الورق وتهرب مع عشيقها وانا فاعل خير كنت متورط معاهم بس باعوني فقولت لنفسي ادام انا مش هاخد حاجه من المصلحه دي يبقا لا انا والا هما بقا معلش اباشا البت عرفت تلعبها عليك صح وانت كنت زي العيل الاهبل برياله وماشي وراها زي الاهبل بس عندك حق الصراحه البت حلوه وتستاهل المبلغ ال انت دفعته فيها سلام يا باشا وخلي بالك بعد كدا لا حد يضحك عليك تاني لان مش كل مره هاجي انبهك بقا
إشتعل غضباً وغيظاً من أسلوب هذا الرجل البغيض الذي يطعن بزوجته لكنه إنتبه لتلك الصور الفاضحه التي بها زوجته مع أحد الرجال الذي لا يعرفهم بالفراش
توقف عقله لبرهه من الزمن لم يستعب ما بيده من إثبات عليها شعر بغليان الدماء بأوردته فهجم علي مكتبة يزيل كل ما عليه بغضب مخيف ومن بعدها إنطلق كالثور الهائج وكلمات الرجل التي بالورقة تتردد علي مسامعه أخذ يضحك بهيسرتية وهو يقود السيارة بسرعة شديده يضحك علي غباؤه وسزاجته حتي تفعل به هي كل هذا وهو قد عشقها أكثر من حياته تأتي هي وتفعل به هكذا تحولت تلك الضحكات إلي بكاء من وجع قلبه الذي سحق من حقيقتها القذرة فصرخ بآلم يضرب رأسه بالمقوض الذي أمامه حتي يهدئ من تزاحم أفكاره وقلبه الذي ما زال يحن لها بعد كل ما فعلته ولكنه اقسم بداخله بان يقتل قلبه ويقتلها معه
وصل إلي المنزل وتوجه إلي جناحه ومن ثم إلي خزانته يلقي ما أمامه ارضاً بأسلوب هائج حتي وقعت يده علي تلك الأوراق بالفعل الذي تفحصها جيداً وبالفعل صدق كلام الرجل وقع ارضاً من شدة صدمته وآلمه وأخذ يضرب كل ما أمامه بقدمه من شدة غيظه وغضبه وقهرته
وصلت إلي الجناح إبتسامة جميلة تزين ثغرها ويدها تحاوط بطنها بحب وقفت مكانها منصدمة من شكل الغرفة التي إنقلبت رآساً علي عقب والزجاج المنكسر والمبعثر بكل مكان وذلك الجالس أمامها جسده يهتز بعنف من شدة غضبه وغليان دماؤه بداخله وعيناه الذي رفعهم يصوبهم نحوها جعلها تنتفض رعباً من وحشيتهم وسوادهم القاتم يلقيها بنظرات شرسه كالوحش المتأهب ل فريسته
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كن لي أبا)