رواية أولاد الجبالي الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الخامس
رواية أولاد الجبالي البارت الخامس
رواية أولاد الجبالي الحلقة الخامسة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لا تشتكي للناس هماً أنت صاحبه ..
فالجرح لايؤلم الا من كان به الالم.
وأرفع أكفكَ لخالق الأكوان مبدعها ..🖤
وقل يا رب تعلمُ ولا أعلمُ.🖤
&&&&&
أخذت إلهام تتذكر اليوم الذى كان به خطيبها محفوظ يغازلها وهى تقف أمامه هائمة بحب وكأنها فى عالم آخر لا تشعر بمن حولها .
ومنصور يطالعها من بعيد وعينيه لا تفارقها .
وضع منصور يده على شاربه وهندمه مردفا بتوعد ….مبجاش انا منصور يا واد يا محفوظ .
الا ودوقت جبليك المهلبية دى ، وبعدين أچوزهالك زى بعضه .
عشان أنا جلبى حنين بس ، ومرضاش أفرق چوز الزغاليل دول عن بعض .
بس عخدها عندى الليلة أتوصى بيها وكمان عشان أوصيها عليك يا ولا .
بس لزمن الأول أبعده عن إهنه اليوم ، عشان تاخد راحتها وميلزجش فيها إكده .
وأعرف انا اشوف شغلى ، عشان لو شافها طالعة ممكن تخده الحمية عليها ومش ناجص شوشرة.
فقام منصور بالنداء …انت يا واد يا محفوظ ، تعال إهنه عايزك .
فارتجفت إلهام مردفة …يا عيب الشوم ، شكل البيه أخد باله منينا يا محفوظ .
وليلتنا شكلها غابرة منيه ، جولتلك بلاش كتر حديت إهنه ، ده مكان شغل مصدجتنيش .
استلجا بجا وعدم منيه .
فاصطنع محفوظ الثبات رغم الخوف الذى ملؤه …بس يا بت .
ايه اللى عتجوليه ده ؟
مش شايفانى راچل جدامك ولا ايه !
وعادى يعنى يشوفنا ولا ميشوفناش .
أنتِ خطيبتى عاد والكل عارف ، ويلا امشى من جدامى ، خشى چوه وشوفى شغلك .
وانا هروح له أشوفه عايز ايه ؟
………….
مازلنا فى شرود نهلة أيضا حين كانت تتذكر الحوار الذى دار بينها وبين أختها ناهد .
حيث كانت ناهد تشتكى إليها خوفها من نظرات منصور الجبالى لها وأن تلك النظرات توترها وتخيفها .
فسئلتها نهلة مستفسرة …كيف يعنى مش فاهمة ؟
وعتجولى شكله مش عفش .
يبجا عتخافى منيه ليه عاد ؟.
أتكلمى وجولى معتخفيش يا بت ، ماله الراجل ده .؟
ناهد بخفوت …جربى منى وانا عجولك كل حاچة بس عشان محدش يسمعنا .
فأقتربت منها نهلة لتستمع إلى حديثها مترقبة .
ناهد ..ده راچل عينه زيغة على كل حريم الجصر ومش عامل اعتبار لسنه ولا مجامه.
وعنيه دى عتفضل تبوظ وتطلع منيه ، لو لمحنى ماشية جدامه .
فتبدلت ملامح نهلة للعبوس مردفة ….أما راجل جليل الحيا صوح ، أخص عليه واكل ناسه ده .
اسمعى يا بت يا ناهد ، حرصى منيه زين .
واتجبنى تكونى أنتِ وهو لحالكم ، متضمنيش بدال هو عفش إكده .
ولو طلب منيكى حاچة ، خلى غيرك يوصلها ، لكن أنتِ لع .
واعية يا بت ؟
ناهد …ايوه ، ربنا يكفينا شره .
تذكرت نهلة هذا الحوار الذى دار بينها وبين اختها ناهد ، وأحست أن ما وراء اغتصاب و مقتل ناهد هو ذلك الظالم الذى لا يكف عن النظر إلى حرمات الله ..
لذا حدثت نفسها بتوعد ….هو أكيد انت يا بوز الأخص منصور يا شايب يا عايب اللى عملت إكده فى ناهد عشان طيبة وغلبانة .
لكن أنا مهسبش تار اختى واصل ، وعهرفك كيف مين هى نهلة يا واكل ناسك ؟
بس الصبر عليه عشان أعرف كيف بس ألعبك زين .
……………..
بسطويسى أحد اثرياء الكفر ولكنه أقل شأنا من منصور .
بسطويسى لزوجته ( هانم ) …بجولك يا ام عزة .
ترقبت هانم حديثه بقولها …جول يا بسطويسى .
بسطويسى ….منصور الچبالى ، كلمنى وعايز ابنه الدكتور باسم لبتك عزة .
فتجهم وجه هانم ، لأنها تدرك أن ابنتها ، تعشق زميل لها فى العمل وهو من القاهرة .
وكان على وشك التقدم لها قريبا .
حمحمت هانم وأخرجت كلماتها بصعوبة …بس يا بسطويسى ، فيه عريس تانى رايدها ، دكتور محى معاها فى الوحدة الصحية وهو مصرواى .
والبت مياله ليه .
فوقف بسطويسى وعلامات الغضب على وجهه مردفا بهدر …كيف يعنى مياله ليه ، يعنى عتشجه ويعشجها .
هو احنا لينا فى الحديت الماسخ ده عاد !.
وكمان مصراوى مش من توبنا ، لع عاد .
سُكى على الواد ده وهى هتاخد الدكتور باسم من توبنا وطبعنا وحالنا .
وهيفتح عليا انا وابوه مصالح كتير جوى
غضبت هانم بقولها …يعنى المصلحة اهم من سعادة بتك يا بسطويسى ؟
لا بلاها منها الچوازة دى .
انفعل بسطويسى ورفع يده عليها وكاد أن يصفعها ، لولا تدخل عزة التى استمعت لحوارهم بينما كانت فى المطبخ ، فأتت مسرعة مردفة بصراخ ….حرام عليك يا بوى ، بعد يدك عنها .
وأرجوك يا بوى مهتغصبش عليا أچوز واحد مش ريداه .
وانا متأكدة لو شوفت دكتور محى ، عتحبه كتير لانه راجل كويس جوى .
أشار لها بسطويسى برفض مردفا …..لا انا عايز اشوفه ولا اعرفه وهى كلمة واحدة مفيش غيرها كتب كتابك هيكون على دكتور باسم الچمعة الچاية .
ومعدتيش خلاص عتروحى الوحدة الصحية ، مش محتاجين عاد لشغل الحكومة ، لما تچوزى باسم هعملك انا وابوه مستشفى كبيرة جوى .
فانهارت عزة وبكت مردفة …لا يستحيل ده يحصل .
فدفعها بسطويسى بقوة للداخل واغلق عليها غرفتها ، هادرا بصوت عالى إلى والدتها …بنتك لو عتبت برا الدار ، يمين تلاتة لتكونى طالج بالتلاتة ، وهى هكون دابحها .
ثم خرج غاضبا ، وتركهم .
فأردفت هانم بحزن …منك لله يا بعيد ، طول عمرك اهم حاچة عنديك الجرش ، لكن إحنا ، عجول ايه بس يارب .
اتولانا برحمتك .
………….
جلست قمر تفكر ما ستقول لـ براء الذى كان يتألم كثيرا بعد أن بعث لها تلك الرسالة وكان ينتظر ردة فعلها الغاضبة أن تنعته بعدم الرجولة أو ما شابه من ذلك .
ولكنه فوجىء تبعث له
( لا اوعاك تهملنى يا براء ، انا أحبك ويستحيل اكون لغيرك ، ولو هملتنى هموت نفسى ، انت فاهم ) .
فذعر براء واتصل بها سريعا ، فنظرت لأسمه بمكر ثم إجابته بصوت خافت متصنع من الحزن …براء .
براء بلهفة ….حبيبة جلب براء ، اياكِ تعملى إكده ، لان لو حوصلك حاچة انا هموت بعديكى ،ويعلم ربنا انى رضيت بالجوازة دى عشان أفديكى بنفسى .
ومفيش مفر غير أن أچوز بنت عمتى ، عشان إكده .
لازم تنسينى وتشوفى حالك وأنتِ الف مين يتمناكى يا قمر .
قمر متصنعة الحب ….بس انا معيزاش غيرك يا براء وانت خابر إكده زين .
ولو على چوازك من بنت عمتك ، ماشى أچوزها عشان ترضى أبوك .
لكن بردك تكون ليا يا جلب قمر ، فأنا عتحمل ضرة غصب عنى على إنى أتحمل بعدك خالص عنى .
كادت عين براء أن تخرج من مقلتيه غير مصدق انها ممكن أن ترضى بزواجه من أخرى وايضا تكون له بهذه السهولة .
فأردف بفرحة…يعنى مهتزعليش يا جلب براء ؟
تنهدت قمر بحزن مصطنع …اكيد هغير واحزن بس اعمل ايه عاد !
أدى ألله وادى حكمته ، المهم احنا كمان نتچوز فى اى وقت وأى مكان .
فشرد براء ، فكيف له حتى أن تزوج من زاد أن يقنع والداه بالزواج مرة أخرى ، فهو سيرفض ذلك تماما .
اذا فليس امامه سوى الزواج منها سرا مؤقتا حتى يبدل الله الحال ويجعل له مخرج .
ولكن هل سترضى بذلك ؟
فتابع قوله بحرج…انا أتمنى تكونى مرتى اليوم جبل بكرة يا قمر .
لكن فى الظروف دى مينفعش غير أننا نعملها فى السر يا بنت الناس ، بس أوعدك الحال يروق وأعلن جدام الناس كلاتها انك مرتى على سنة الله ورسوله.
تصنعت قمر الذهول بقولها …وه ، فى السر كيف وأجول ايه لابوى بس عاد ؟
براء …انا اسف والله ،مكنتش اتمنى ده ، بس مقدمناش غيره ، بس انا هعذرك لو رفضتى .
بس لو وفقتى مستعد اشترى ليكى الدنيا بحالها يا جلب براء .
قمر بتروى …يكفينى جلبك اللى يحبنى يا براء ، وانا لولا حبك مكنتش أجدر أوافق على حاجة زى دى بس اعمل ايه ؟
خلاص ماشى موافقة طول ما انت هتعلن ده جريب ، بس برده لازم تدينى حجى كيف ما هتدى بت عمتك .
ولا أنا أجل منيها ؟
فرقص قلب براء فرحا لموافقتها فأردف قائلا …لا انتِ ليكى كل حاچة ، لانك الجلب وما يريد لكن هى كيف اختى وعهد عليا منى ما أمسهاش عشان تصدجى أنك وحدك اللى عتكونى مرتى وبس .
فضحكت قمر بمكر ، للوصول إلى مبتغاها ، لتنول رضا حبيب القلب حمدى .
ليتفقا على الزواج بالفعل بعد يومين ، وسيمتلك لها شقة فى المدينة نفسها لتأمن بها على حالها معه .
…………
ولج صلاح الى براء فى مكتبه ورأى على وجهه الفرحة فأردف قائلا …ايه وشك منور يا سيادة المقدم!
ايه شكل الكتكوتة راضية عنيك خالص .
وعجبالى يارب ، وها جولى هجدر امتى أچى أتجدم لحبيبة الروح زاد ؟
توتر براء عند رؤيته وغضب من كلمته عن زاد ( حبيبة الروح ) فهى ستصبح زوجته حتى وإن لم يكن يحبها ولكن ستكون على اسمه وهذا كفيل أن يشعره بالغيرة .
ولكن كتم ذلك واحتار فى كيفية أخباره بالأمر .
وما نتيجة ردة فعله ، فهو يعلم بالفعل شعور إنكسار القلب بعد أن جربه للحظة شعر فيها أن سيفقد قمر .
فما بال صلاح وهو سيخسرها للأبد.
تجهم وجه براء وفرك فى إصابعه فى خجل وشعر أن الكلمات تكاد تقف فى عنقه وحاول إخراجها بصعوبة مردفا بتلعثم ….صلاح .
أجعد عايز اتكلم معاك فى موضوع إكده .
بس ياريت تتقبله وتتأكد أنه غصب عنى مش برضايا .
صلاح بترقب …ايه جول يا براء ، قلقتنى ؟
براء ..انت خابر اكيد ابوى وطبعه وتحكماته فينا .
صلاح …ايه ، الله يكون فى العون .
براء …انا جولت لابوى انى رايد أچوز قمر ، فغضب وثار ورفض .
ومش بس رفض ده كمان جال كلمته اللى ملهاش رچعة ، انى هتچوز _ ثم أمسك لسانه قبل أن ينطق بتردد …..زاد .
وإلا ممكن يعمل حاچة فى قمر وهددنى عشان يغصبنى اچوز زاد .
وقعت الصدمة على صلاح بشدة وتيبس جسده وخارت قواه فتراچع للوراء ليستند بظهر المقعد .
فأشفق براء عليه وحاول أن يربت على كتفه بحنو ليهون عليه الأمر .
ولكن صلاح ابعد عنده يده قائلا بمرارة …يعنى كنت عتغفلنى يا براء وانت عينك منها وهتچوزها .
وعتضحك عليا صوح ؟
وقمر كانت مجرد لعبة ، لكن يوم ما هتچوز هتكون بنت عمتك .
بردك إكده يا صاحبى وعشرة عمرى ، تخون ثقتى فيك .
وتاخد جلبى منى .
حرام عليك والله .
دى زاد دى روحى ، وكنت عتمناها تكون حبيبتى ومرتى.
لكن إكده موتنى بسكين باردة .
شعر براء ببرودة فى جسده بعد أن تأثر بلوعة صلاح وحزنه وحكمه عليه بالخيانة رغم أنه مغلوب على أمره .
وفى نفس الوقت الغيرة على من ستكون زوجته كيف يقول عليها حبيبته.
ولكنه لم يجد كلمات ليثبت برائته امامه سوى قوله ….بينى وبينك ربنا يا صلاح .
انى هچوزها غصب صدجنى ، مش حب او رايدها .
وانت خابر زين انى مش بالوصف اللى عتجول عليه ده .
وانى عمرى ما كنت معاك وحش إكده .
وانا رضيت بنصيبى وانت كمان ربنا يعوضك بغيرها .
فوقف صلاح متصلبا مردفا بإنفعال …لا مش هسبهالك واصل يا براء ، انت جولت ريدانى كيف منا رايدها .
فهخدها منيكوا و غصب عنكوا ، ومش هسيبكوا تكسروا فرحتنا .
فانفجرت الدماء فى عروق براء ووقف هو الأخر وأظهر غضبه بقوله …ايه عتخطفها اياك يا صلاح ؟
وتخلى الخلق يكلموا علينا ونتجرس ، وتنسى انا ابن مين وعيلتى ايه وتحط راسنا فى التراب .
حرك صلاح رأسه بإنكسار قائلا بمرارة ….انت اللى نسيت نفسك يا براء وهدمت كل اللى بينا فى لحظة وطمعت فى حاجة مش من حقك وهى اكيد مغصوبة على كده وعتحبنى وانا يستحيل استغنى عنها .
انفعل براء بقوله ….وبعدهالك عاد؟
ومتنساش اللى عتكلم عليها دى عتكون مرتى ، فخلى بالك من كلامك لو سمحت .
فابتسم صلاح بسخرية مردفا بشىء من الوعيد ….ده لو حصل !
ثم طالعه بعتاب وتركه وغادر .
فضرب براء يده بيده الأخرى مردفا …الراچل شكله اتچنن .
ثم شرد فى تلك الملاك زاد متسائلا …يا ترى هو شايف فيها ايه عنى ، انا مش شايفه ؟
وليه عيحبها اوى إكده ؟
يا ترى فيكى ايه زايد عن البنات يا زاد ؟.
ثم ابتسم عندما تذكر تلك الحورية قمر التى ستكون بين يديه بعد يومين .
غير مصدق أن أحلامه ستتحقق بتلك الصورة سريعا .
………
كانت زاد فى غرفتها ليلا كما تعودت قبل النوم تتلو بعض آيات من الذكر الحكيم وصادف ذلك عودة براء من عمله .
حيث استمع لصوتها الشجى وهى تتلو قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) .
لتغلق بعدها زاد كتاب الله ثم تدعوا الله عزو جل أن يريح قلبها ويطمئنه فى أمر زواجها من براء الذى يعشق غيرها .
وكيف ستستطيع أن تعيش معه وهناك من تشاركها فيه .
بل تأخذه كله فهى فى عقله وقلبه ، فماذا ستترك لها إذا ؟
حدث نفسه براء ….صراحة زاد بنت مثالية جوى ، وصلاح عنده حق يزعل عليها جوى ، ويمكن چوزاى منيها يقربنى منها واشوف اللى مكنتش شايفه قبل إكده فيها .
بس برده خايف أظلمها عشان جلبى مع قمر وبس .
وخصوصا انى وعدتها انى مش هلمسها .
فإزاى فعلا هتاخد حقها كزوجة ، انا أحترت والله مش عارف اعمل ايه ؟
ثم استمع براء الى رنين هاتف زاد ، فقرر اى يغادر لغرفته ليستريح ، ولكن شيئا ما استوقفه ، وأراد أن يعلم من الذى يتصل بها فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
ثم استمع لقولها عبر الهاتف …السلام عليكم.
صلاح والشوق يغمره…زاد ، صوتك جميل جوى زى صورتك تمام .
فقطبت زاد جبينها مردفة بغضب …ايه اللى عتجوله ده ومين حضرتك ؟
صلاح بتنهيدة عشق ….مش خابره مين ؟.
طيب ممكن جلبك يدلك .
زفرت زاد بنفور …لا شكل النمرة غلط حضرتك .
وكادت أن تغلق الخط ، لولا أنه استوقفها بقوله …..
انا صلاح يا زاد أو تجدرى تجولى عاشقك المتيم .
وانا طلبت يدك وأنتِ وفجتى وساعتها حسيت إن الدنيا كلها ضحكتلى والسعادة عترفرف چوه جلبى ، لكن كل ده ضاع فى ثانية وزى ما يكون چبل واتهد فوج دماغى .
لما عرفت اللى حوصل النهاردة ، وعشان كده بتصل بيكى عشان أجولك انى مش هسيبك واصل ابدا تتجوزى براء غصب عنيكى ، وهحارب العالم كلاته عشانك وعشان أوصلك يا لبة الجلب .
شعرت زاد بالحرج ، والألم لكسر قلب هذا المحب ، بعد أن بالفعل وافقت عليه ولكن القدر شاء بأن تتزوج بمن تحبه رغم رفضها لفكرة الزواج بالإكراه .
فأردفت زاد بتروى ….سيادة المقدم صلاح ، انا مش خابرة أجولك ايه ؟
وكادت أن تقول له كل شىء قسمة ونصيب ولكنها لمحت طرف براء خارج غرفتها لأنها لم تحكم إغلاق الباب وتركته مفتوح بعض الشيء .
لذا أرادت أن تثير غيظه ، فحدثت صلاح بقولها …اه والله هچوز براء غصب عنى ، بس ما باليد حيلة ، ومش هجدر أقف جصاد خالى منصور وأجوله لأ.
فصك براء على أسنانه بغيظ قائلا…للدرجاتى انتِ مش طيجانى يا زاد .
ماشى حلال فيكى انا على كده .
ابتلع صلاح مرارة جوفه بصعوبة مردفا ….لا يستحيل أسيبك تجوزى غيرى .
ومفيش غير حل واحد قبل ما تجوزيه ، هو أننا نهرب مع بعض.
فحضرى حالك وانتظرى اللحظة اللى الكل يكون فيها نايم و الجصر هادى وهنتظرك تحت ونهرب ونچوز بعيد عنيهم .
وساعتها محدش هيجدر يكلم ، طول ما انتِ فى عصمتى .
زاد بذهول ….أهرب كيف يعنى ؟
لا مجدرش ، اعمل أكده واصل .
لو عايزنى تعال اتجدم وحاول مع عمى منصور تانى ، لكن أهرب لا مينفعش .
اعجب براء بموقفها ولكنه شعر بشىء فى قلبه وتسائل …هو انتِ كنتى عتحبيه بچد !
امال ليه كنتِ عترفضيه فى الاول ؟
وازاى انا أتچوز وحدة فى جلبها واحد تانى .
ليجيب على نفسه بقوله ”
ما انا فى جلبى واحدة تانية بردك .
لا بس انا راجل وهى ست مينفعش أكده .
وأفرض اتكلمت معاه بعد الجواز أو حتى فكرت انا اكتلها وأدفنها بيدى دى .
وفى تلك اللحظة لم يستطع براء تحمل حديثها مع صلاح أكثر من هذا .
فاقتحم عليها الغرفة دون استئذان كالطور الهائج ، للتتفاجىء زاد به أمامها ، فارتجفت ثم وجدته يخطف منها الهاتف عنوة.
وحدث صلاح بنبرة غاضبة مردفا بهدر…انا كنت عامل حساب لآخر وقت العيش والملح اللى بينا .
لكان لغاية قلة الأصل اللى هتعملها دى ، لا يا صلاح .
وخلاص انتهى كل شىء بنتنا وانا هقدم طلب نقل من المركز وهبعد عنيك خالص ، عشان لو شوفتك جصادى مش خابر ممكن أعمل فيك ايه عاد ؟.
وبنبهك أهو يا صلاح ، لو حولت تجرب من مرتى تانى ولا تكلمها ما هيحصلك طيب ، ومش بعيد هخليهم ينفوك لآخر بلاد المسلمين .
ثم اغلق الخط ولم ينتظر منه تعليق على حديثه .
ثم نظر لتلك المرتجفة بجانبه التى تحاول تغطية شعرها الذى تهدل منه بعض الخصلات على وجهها المستدير .
فاختلس لها النظر براء وحدث نفسه ..مش عارف ليه حاسس كأنى أول مرة أشوفها .
كيف احلوت إكده !
ولكنه تكبر بقوله …بس لا بردك متجيش جمب حلاوة قمر حاچة .
ثم هدر فى وجهها بغلظة قائلا ….عايزك تتصلى بيه جدامى وتجوليله ، انك مش عايزاه وهتجوزينى برضاكى عشان يجفل على الخبر ده وميكلمش فيه تانى .
فطالعته زاد بغيظ وأردفت بإنفعال ..هو غصب ولا ايه ؟
انا عايزاه هو .
فغضب براء وأمسك بذراعها مردفا …أنتِ عتكونى مرتى انا برضاكى أو بغصب فاهمة.
وانسى صلاح ده خلاص .
وآدى التلفون ، عشان ميتصلش ولا يعرف عنيكى حاجة .
فوضعه تحت قدمه ودعسه بقدمه حتى حطمه .
طالعته زاد بذهول مردفة بغضب …انت كيف تسمح لنفسك تعمل إكده معايا ؟
ولا فاكر نفسك ولى عليا ولا ايه ؟
وانا بجولها فى وشك يا سيادة المقدم اهو ، انا مش موافجة على الچواز منك .
فابتسم براء بسخرية واقترب منها ينظر لعينيها بعمق ، فارتجفت زاد وحاولت ابعاد عينيها عنها حتى لا يفتضح أمرها ويعلم أنها تحبه .
ليتحداها براء بقوله ….هچوزك يعنى هچوزك ومفيش حد يقدر يجف جصادى .
حدثت نفسها زاد ..كنت هفرح بالكلام ده اوى ، قبل ما اعرف ان جلبك مع غيرى يا ابن الچبالى .
بس ماشى ، ودينى لأعلمك الحب ما أول وچديد .
……………..
جاء الليل الذى لا يخلو من هفوات منصور الجبالى ، وتأتيه كل ليلة واحدة من الخادمات .
ليلهو ويقضى وتره دون رادع أو خشية من الله عز وجل .
وتلك الليلة كانت معه الخادمة هيام وهى فتاة لعوب وتأتيه برضاها ، من أجل المال التى تحظى به بعد كل ليلة معه .
ولكن منصور بعد قضاء وتره منها طالعها بنفور مردفا ….يلا جومى يا بت أمشى ،انا خلاص زهجت منك.
هيام بدلال مصطنع …ليه إكده يا سى منصور ، ده انا الوحيدة اللى عحبك وبعمل كل ده برضايا واتمنى لك الرضا ترضى .
منصور بمكر … يا سلام يا بت !
جولى إنك هتتمنى فلوسى ، اللى مغرقاكى يا بت .
ومع كل الفلوس دى ، بردك بت معفنة ، ريحتك جبر .
مش جادر أستحملك اكتر من إكده .
مش خابر ليه مهتسبحيش زى خلق الله .
جومى ،جومى جرفتينى ، جبر يلمك يا حزينة .
فأجابته هيام بإندهاش ….ليه عتجول أكده يا سى منصور ؟
ده انا وكتاب الله المجيد ، استحميت عشية العيد اللى فات .
وغيرت خلجاتى كمان .
بس دلوك الجو برد واخاف يجيلى الكحة .
يرضيك إكده ؟
فزفر منصور بضيق …ده يارب يجيلك القضا المستعچل واخلص منك يا بت مش الكحة بس .
ثم هدر بها مردفا بصوت عالى ”
جولت جومى فزى يا بت ومتورنيش وشك تانى .
فقطبت هيام جبينها وأردفت بعبوس ….إكده ، طيب جايمة اهو .
وبعد أن غادرت هيام زفر منصور بقوله …وبعدين انا زهجت من كل الصنف اللى تحت ده .
وعايز أغيرهم وياريت تيچى وحدة كيف البت ناهد كده ، كانت لوز الله يرحمها بقا .
&&&
ليأتى بعد ذلك الصباح محملا برائحة الورود وزقزقة العصافير
ليتأهب كل من فى القصر استعدادا ليوم جديد وعمل شاق .
الا باسم الذى ألتزم غرفته وقرر عدم مغادرتها ، فنفسه أصبحت لا تُطيق شىء .
لتتجمع الأسرة كعادتهم كل صباح على مائدة الإفطار .
فلاحظ براء عدم تواجد باسم ، فحدث والدته …ايه باسم مصحهاش لغاية دلوك ؟
زهيرة…… انا دخلتله قبل ما انزل واطمنت عليه بس بيجول أنه مش رايح اليوم المستشفى وعايز ينام وملهوش نفس للفطار .
فحزن براء لحزن أخيه ونظر لوالده بخيبة أمل .
الذى لم ينتبه إلى حديثه ، ورآه ينهم الطعام بشغف وكأنه أخر زاده ، غير مبالى لأحدا منهم .
حتى جاءت فتاة شابة مازالت مقتبل العمر ، ذات جمال ظاهرى جذاب .
ووضعت الفطير أمام منصور مردفة….أتفضل يا منصور بيه .
الفطير ده من عمايل يدى ، الف هنا يا بيه .
انتبه منصور لذلك الصوت الناعم الذى يخاطبه وتلك اليد البيضاء التى وضعت له الفطير أمامه .
ليطالعها بشغف ..ليجدها حورية من الحوريات ، بارعة الجمال .
حركت جسده كله وخطفت قلبه بصوتها الناعم .
( صوتها شتوى اتعلموا منه هههههه)
ليلهث مردفا …أنتِ مين يا بت وأسمك ايه ؟
واشتغلتى ميتى هنا ؟
طالعته نهلة بمكر …..جيت من بدرى يا بيه .
اشتغل مكان اختى الله يرحمها ناهد ، عشان أساعد ابوى الغلبان .
فتبدل لون منصور وفجاءته شرقة ، فطالعه الجميع بترقب ، فزعين من هيئته .
فسارعت نهلة بإحضار كوبا من الماء وناولته إياه ، وودت أن لو وضعت به سُما لتتخلص منه ولكن أقسمت لتفعل هذا بالبطىء .
فما جاءت لتعمل لديه إلا لتنتقم منه وتأخذ بتار أختها .
نهلة بتودد مصطنع …سلامتك يا سيدى البيه .
فأخذ منها منصور كوب الماء ، ومع كل نقطة يشربها ، يختلس النظر إليها .
ونهلة تدرك نظراته تلك وتطالعه بعين الشر مردفة بخبث …اشرب ، ده انا هشربك المر فى جزايز.
أما زهيرة فأخذت تستغفر الله على أفعال هذا الرجل ، التى تعلم مخزاها ولكنها مازالت تصبر من أجل ابنائها.
اختلس النظر أيضا براء إلى تلك العنيدة التى ترفض الزواج منه .
فأخذ يشاكسها بقوله …كلى يا زاد ، مهتكليش ليه يا بنت عمتى ؟
ده انتِ عروسة ، وعايزك تتجوى إكده .
فطالعته زاد بغيظ لأنها شعرت فى نغمة صوته بالسخرية .
فأردفت بقولها ….كل انت يا واد خالى .
عشان عيد الضحية جرب .
ثم ابتسمت بمكر .
ليصك هو أسنانه بغيظ .
ثم قام غاضبا .
فحدثته زهيرة …اجعد يا ولدى كمل وكلك .
براء بنفور ..شبعت ، هروح أطمن على باسم جبل ما امشى .
ثم غادر بين ضحكات زاد عليه ،أما بانة فكانت فى عالم اخر ، تفكر فى أمرها وكيف ستتزوج من هذا الشخص الذى لا تعرفه وأقل من مستواها التعليمى بكثير ؟
فما سيحدث لأبطالنا بعد ذلك ولكل واحد منهم له قصة مختلفة ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)