رواية راضية الفصل الأول 1 بقلم روان محمد صقر
رواية راضية الجزء الأول
رواية راضية البارت الأول
رواية راضية الحلقة الأولى
: خاطية يا أبوى ؟!
عايز تجوزنى واحدة معيوبة؟!
زينة شباب الصعيد يتجوز خاطية ؟!
لم يجد سوى صفعة قوية ومؤلمة أطاحت به أرضًا وكأن قوة العوالم أجتمعت بتلك الصفعة الاتيه من أبيه ليهتف بضيق : اللى اجولك عليه تسمعه يا ولد فاهم ولا لع
أكمل حديثه وهو يلتقط ياقة عباءة ذلك الواقع على الأرض ويضع يديه على وجنتاه من قوة الصفعة ليردف بغل مضاعف : اسمع الكلام أحسن يا هارون وإلا وربى وما أعبد اسحلك جدام أهل الصعيد كلاته فاهم ولا لع يا ولد المحروج أنت…. علي مجئ أمه وهى تدافع عن ولدها هارون الذى كاد أن يفتك به أبيه لتهتف بصوت مسموع : بِعد عن الولد يا حاج أبعد هيم**وت فى يدك نجحت فى أن تفض ذلك الشباك الغير مبرر من ذلك الأب على إبنه ليقوم ذلك الهارون على قدمه بخوف وهو ينظم ياقة عباءته بغيظ وبتنهد بخوف : الحجى يا أمه أبوى ناوى يجوزنى من خاطية عايزنى ألمس حرمه اتلمست جبل أكده ….
تنهدت الأم بقلة حيلة وردفت بصوت متقطع وهى تنظر إلى ذلك المقام والهيبة الواقفة بجوارها : معلش يا ولدى وافج لأجل أمك يا جلب أمك عشان خاطرى وغلاوتى عندك وافج البنية زينة وشكلها مليح أنا شوفتها جمر اربعتاشر ..
جلس الأب ومدد قدميه على الأريكة المقابلة له وهتف لذلك الواقف بضيق : جهز نفسك يا هارون كتب كتابك ودخلتك الليلة يا ولد ..
نظر له الآخر بضيق وتنفس بعمق وبلع ريقة بتوتر : حاضر يا أبوى أعمل اللى يريحك بس ما تلومنيش على اللى هعمله فيها زين يا أبوى ولا لع ..
نظر له الآخر بضيق وهتف بلا مبالاة : أعمل اللى يحلالك فيها المهم من غير د…م يا ولدى فاهم …
خرج هارون من الغرفة بعصبية وعروقه باتت بارزة من شدة العصبية والتوتر فكيف لهارون أن يتزوج هكذا ومِن مَن ..
من تلك المرأة الذى سُلب منها شرفها وعِفتها ليصرخ بقوة وصوت جهورى وهو يقر بأنه سيجعلها خادمة أو يعاملها معاملة أحقر من الحيوانات ….
: أجهزى يا راضية كتب كتابك الليلة يا حبيبة ماما
تنهدت راضية بضيق وأخذت تستنشق بعد الهواء لأنها أحست بألاختناق جرًا فتح حديث الزوج وهتفت بغيظ : أى اللى أنتى بتقوله ده يا ماما أنا مش هتجوز مش عايزه اتجوز افهموا بقى ….
تقربت منها الأخرى بشك والتقطت يديها: وليه بقى يا بنت بطنى مش رايده الجواز
نظرت راضية فى عيون أمها فهى أصبحت تعلم أن أمها عندما تتحدث بلكنة أهل الصعيد يصبح الأمر غاية فى الخطورة والأهمية بلعت راضية ريقها بقلق وتوتر : لا يا أمى بس ليه السرعة دى ….
تركت أمها يديها وهتفت بهدوء عكس الشك الذى نهش قلبها منذ برهة : حدتونى من البلد وجالولى أن فى شاب حدنا من البلد رايدك للجواز راجل ملاوى هدومه مش رجالة شبه اللى بنشوفهم هنيه فى البندر …
نظرت الأخرى إلى العدم لتتنهد بضيق : حاضر يا أمه بس أنا خايفه قوى يا ماما أنا معرفهمش ولا أعرفه ولا حتى فيه فترة خطوبة عشان اتعرف عليه كويس هتفت الأم بصوت مسموع : مش مهم فترة خطوبة دى شكليات اهم حاجه أنه يكون راجل مليح وده هتتاكدى منه بالعشرة
اخذت تلك الرضية تجهز نفسها بتوهان وهى تائهة فى بحور الحيرة التى باتت فيها منذ ذلك اليوم وذلك الحين لتستعد للذهاب إلى قدرها الحتمي الذى بات كالخيال بالنسبة لها وغادرت المنزل هى وأمها للذهاب إلى الصعيد حيث يوجد ذلك الهارون وبمجرد أن وصلوا حتى وجدوا الزينة والطبول والدفوف تقرع بفرحة لتعلن عن قدومها إلى منزلها الجديد ليستقبلها ذلك الهارون وأبيه وبعض الرجال من أقاربه حتى لمحها هارون وهى ترتدى فستان رفيق من الحرير اللامع وتوارى شعرها بحجاب من التُل الذى لا يليق إلا بالأميرات أمثالها وبمجرد أن أتت عيونه عليها ونظر له وتلاقت عيونهما حتى توردت وجنتاها بحياء ولامعت عيناها ليرشدهما هارون وأبوه إلى الداخل فى الجزء المخصص للنساء ليجلسان حتى يتم عقد القرآن مضى وقت ليس بقصير حتى أتت إحدى الفتيات وأخذت راضية وراحت بها إلى السطح لترى هارون وهو يشدد من اللجم الخاص بفرسه ويرقص به كالفرسان لم تعجب به بل اعجبتها الأجواء كثيرًا نادت ام هارون على الفتيات ليأتوا بالعروس حتى تتم مراسم عقد القرآن كانت تتقدم لتجلس بحانبه وكأنها سيحكم عليها بالأعدام شنقًا كانت ترتجف وتفرك فى يديها بتوتر لدرجة أنها احمرت من شدة التوتر والخوف حتى استيقظت على كلمة كانت بمثابة الرمي فى أعماق الجحيم بالنسبة لها
: بارك الله لكمًا وبارك عليكمًا وجمع بينكمًا في خير
أعلنها المأذون بعد اتمام مراسم عقد القرآن وبمجرد أن انتهت تلك الشعائر حتى احتضنت الام أبنتها وبكت فى أحضانها بشدة وشوق ليقطع تلك الوصلة من المشاعر هو صوت والد هارون : أنت هتبيتى عندنا الليلادى يا ست هانم وبعد إلحاح طويل وافقت الأم وخرجوا كل من بالغرفة وانفض المنزل عليهم ليهتف والد هارون بقوة : خد عروستك واطلع يا ولدى الف مبروك ….وبمجرد أن نطق بتلك الجملة حتى التقط هارون يديها بقوة وشهوة وتنهد بجانب أذنها بصوت يشبه فحيح الافاعي : يلا يا عروستى نظرت فى عيونه لبرهة أقسمت أنه يشبهه كثيرًا كان يشبه القلب والحب والغرام الغائب عنها ….
فى غرفة هارون وراضية غلق الباب بسرعة أما هى أخذت تتفحص الغرفة بعناية فائقة وهتفت بطيبة : هارون
تاه فى عبق إسمه من فمها نظر لها بحدة وحنان ليتقرب منها بهدوء : أى يا عيون هارون ابتعدت عنه بقوة وغضب وتنهدت بخوف : أبعد يا هارون ما تقربش منى لو سمحت فاق هارون من غفوته على كلماتها اللعينة تلك حتى عاد لواعيه والتقط يديها بغل وشر ليهتف بضيق وهو يصك على أسنانه : طبعاً ما تلاجى الباشا اللى كنت نايمه فى حضنه مشبعك حنان يا خاط**ية تقربت إليه بشر وصكت على أسنانها بغيظ وردفت أمام وجهه بجبروت: خلى بالك من كلامك معايا أحسن لك عشان ما اقلبش البيت ده عليها وطيها فاهم ولا لا يا هارون …. هخلى البيت ده بركة د**م لو فضلت كده فاهم …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية راضية)