رواية كارمن الفصل السادس 6 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت السادس
رواية كارمن الجزء السادس
رواية كارمن الحلقة السادسة
ابتعدت كارمن عن والدتها وجسدها يرتجف بشدة، اخذت والدتها الهاتف وتحدثت الي احدى صديقاتها واخبرتها ان زوجها الجديد ارسل والده وابنه واتفقوا معها على الطلاق مقابل اعطاءها مبلغ مليون جنيه. ستمعت كارمن الي حديث والدتها بحزن، لقد سئمت من افعال والدتها، تعلم انها تتزوج كثيراً ويتم الطلاق مقابل المال. تنهدت بتعب وذهبت الي غرفتها.
*******
في المساء..
دخلت والدة كارمن الي غرفة ابنتها واخبرتها انها ستذهب الي المحامي. أومأت كارمن برأسها بالايجاب وهي تعلم ان والدتها ذاهبه لكي تنهي إجراءات الطلاق، لم تهتم كارمن كثيراً بالامر، لقد اعتادت على افعال والدتها.
ذهبت والدة كارمن الي مكتب محامي عائلة زوجها، كان رشيد ووالده وجده في انتظارها، تم الطلاق مقابل المبلغ المالي(مليون جنيه) تنازلت والدة كارمن عن كل حقوقها مقابل النقود. كان الجد يضع النقود بداخل حقيبه وقام بتسليمها الي طليقة ابنه بعد انتهاء كل شئ. اخذت والدة كارمن الحقيبه بسعادة وتركتهم وذهبت الي منزلها. نظر الجد الي حفيده وأومأ برأسه، كانت هذه هي الاشارة لكي يتحرك رشيد ويفعل ما اتفق عليه مع جده، ابتسم رشيد بثقة وذهب.
كانت كارمن بداخل غرفتها، تفكر في رشيد، لا تعلم اين ذهب ولا تعلم اين تجده الان ، تتمنى بداخلها ان يبحث هو عنها ويجدها ويأتي اليها.
عادت والدة كارمن الي المنزل واتجهت الي غرفتها واغلقت الباب عليها وقامت بفتح الحقيبه فوق الفراش ووضعت النقود امام عيناها وابتسمت بسعادة وانتصار.
وصل رشيد ومعه قوة من رجال الشرطة الي منزل سهير سالم طليقة والده، بعد ان قدم جده اللواء نور الدين الجبالي بلاغ يتهمها فيه بسرقة مبلغ مالي كبير وحدد مواصفات الحقيبة والنقود التي اخذتها منهم. رتب اللواء نور الدين للقبض عليها ومعاقبتها على وقاحتها معهم وجراءتها علي الزواج من ابنه، ويكون هذا درسً قاسيًا لها لكي تعلم حدودها مع هذه العائلة ولم تتجرأ على فعل شئ بعد الطلاق.
تولى رشيد قيادة مهمة القبض عليها من داخل منزلها بكل ترحاب، حتى يثأر منها بعد وقاحتها معه هو وجده.
وقف رشيد امام المنزل وطرق بقوة، وقف خلفه مجموعة من رجال الشرطة ينتظرون اشارته بالقبض علي المتهمة.
خرجت كارمن من غرفتها بقلق عقب استماعها الي صوت طرق عاليًا على باب المنزل بطريقه حادة وقويه، اتجهت مسرعة الي الباب وفتحت الباب بقلق. شهقت بصدمة عندما رأته يقف امامها، ابتسمت تلقائيًا وهمست اسمه بسعادة:
– رشيد!
حدق بها بصدمة، توقف عقله عن الاستيعاب، رافض تصديق سبب وجودها بهذا المنزل، تمنى لو ما يفكر به الان غير صحيح. ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بشغف:
– انا كنت بفكر فيك دلوقتي.. انا مش مصدقه انك جيت عشاني.. انا روحت المستشفى أسأل عليك وقالولي انك خرجت!
هز رأسه بالرفض وتحدث اليها بصدمة:
– انتي بتعملي ايه هنا؟
عقدت ما بين حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بشغف واجابت عليه:
– انت عرفت عنوان بيتي ازاي؟
اغمض عيناه بصدمة عقب استماعه لتأكيدها ان هذا المنزل لها وبالطبع لوالدتها! تلك المرأة التي جاء الان ومعه قوة من رجال الشرطة للقبض عليها.
استغربت صمته واعتقدت انه جاء من اجلها ومن اجل ان يستمع الي ردها على اعترافه بمشاعره اتجاهها، لم تنتبه لوجود مجموعه من رجال الشرطة يقفون خلفه ينتظرون اشارته. فقط عيناها تراه هو فقط، ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بخجل:
– على فكرة انا روحت المستشفى اسأل عليك عشان في عندي اعتراف مهم كان لازم اعترفلك بيه زي ما أنت اعترفتلي..
تأملها بصدمة، صدح صوت احد الضباط وسأله بفضول:
– نقتحم البيت يا فندم؟
التفت ينظر اليه بصدمة، توقف عقله عن التفكير، لم يستطيع الاجابة على السؤال، عاد ببصره اليها، كانت تنظر اليه بصدمة وذهول عقب استماعها الي صوت شخص اخر لم تنتبه انه يقف قريبً منهما.
خرجت والدتها من الغرفه، صدح صوت والدتها تسأل بفضول:
– مين عندك يا كارمن؟
توترت كثيراً ثم اجابت على والدتها بارتباك:
– مفيش حد يا ماما.
ثم انخفضت نبرة صوتها وتحدثت اليه بهمس:
– انت لازم تمشي دلوقتي.. مينفعش ماما تشوفك هنا.
وقف في حيرة من امره، لقد جاء الي هنا لكي يعتقل طليقة والده بتهمة السرقة لكي يسترد الاموال التي اخذتها منهم مقابل الطلاق من والده، كيف سيلقي القبض عليها بعد ان اكتشف انها والدة الفتاة التي احبها!
اقتربت والدة كارمن من باب المنزل واستغربت من وجود رشيد ابن طليقها، اندفعت الي الباب وتحدثت اليه بحده:
– انت ايه اللي جابك هنا! احنا مش خلاص فضناها وباباك طلقني وخلصنا!
حدقت به كارمن بصدمة، نظر الي والدة كارمن بغضب ثم تحدث اليها بنبرة حادة:
– انا كنت جاي عشان اديكي درس عمرك، يمكن ترجعي عن طريق النصب على الرجاله اللي انتي ماشيه فيه!
شهقت كارمن بصدمة بعد استماعها لحديثه مع والدتها، ثم نظرت الي والدتها وهي تحاول استعاب ما قاله رشيد. هدأت نبرة صوته قليلاً وهو يتطلع الي كارمن واضاف:
– بس للاسف مش هقدر اعمل كده دلوقتي.
رمقته والدة كارمن بدهشة، تابعت نظراته الي ابنتها بترقب. انسالت دموع كارمن وهي تتطلع الي والدتها وتحدثت اليها ببكاء:
– الكلام اللي رشيد بيقوله ده صح يا ماما! انتي فعلا بتنصبي على الرجاله؟
رمقتها والدتها بغضب واجابت عليها بحدة:
– انا مبنصبش على حد! انا بتجوز على سنة الله ورسوله.. ولما بيحصل الطلاق باخد حقي منهم!
اغمضت كارمن عيناها بصدمة وهي تبكي بانهيار، ما قالته والدتها كان عار لها امام حبيبها، نظرت اليه وتحدثت اليه بصوتها الباكي وشهقاتها المتقطعه:
– انا اسفه.. اسفه على كل حاجة ماما عملتها.. بس ارجوك بلاش تسجنها.. انا مليش غيرها في الدنيا.. انا لوحدي وهي معايا.. مش عارفه لو بعدت عني هقدر اعيش ازاي من غيرها.
لم يتحمل رشيد رؤيتها تبكي بهذه الحالة، يعلم انها لا تشبه والدتها، بكاءها قطع نياط قلبه، أومأ لها بالايجاب والتفت ينظر الي رجال الشرطة وتحدث اليهم بقوة:
– ارجعوا انتوا على العربيات وانا جاي وراكم.
ذهبوا من خلفه ووقف هو بمفرده، اقترب منها خطوتين ورفع يديه الي وجهها وجفف دموعها بأنامله، تابعت والدتها ما يفعله رشيد مع ابنتها بستغراب، لا تعلم متى تعرفت ابنتها عليه وما هي العلاقه التي تربطهما!
ارتجف جسد كارمن وابتعدت عنه قليلاً وهي تخفض وجهها ارضًا. ابتسمت والدتها بمكر وتحدثت اليه ببرود:
– خير يا حضرة الظابط! لسه ليك حاجة عندنا؟
رمقها بغضب ثم عاد ببصره الي كارمن واجاب بثقة:
– طبعًا ليا..
رفعت كارمن عيناها ونظرت اليه بقلق، ابتسم اليها بحنان ثم رمق والدتها بغضب واضاف مؤكدًا:
– واللي ليا هنا هاخده.
رمقته والدة كارمن بغضب، شعرت ان حديثه المقصود بأبنتها. أومأ برأسه بثقه ثم ذهب من امامهما، بكت كارمن اكثر وهي تتابع ابتعاده عنها، اعتقدت انه يقصد النقود بحديثه ولم تنتبه انه يقصدها هي.
تابعت والدتها بكاءها بترقب ثم اقتربت من باب المنزل واغلقته بحده، وقفت كارمن تبكي وهي تنظر الي باب المنزل وتتمنى عودة رشيد اليها، وقفت والدتها امامها وتحدثت اليها بحدة:
– انتي تعرفي رشيد من امتى وازاي؟
نظرت الي والدتها بحزن وارتفعت شهقاتها وهي ترى والدتها تتسبب لها في كل حزن وألم تشعر به. اشتدت حدة صوت والدتها واعادة سؤالها:
– ردي يا كارمن.. انتي تعرفيه من امتى وازاي عرفتيه؟!
انتفض جسد كارمن من صراخ والدتها واجابت عليها بصوت متقطع من شدة البكاء:
– عرفته في المستشفى.. هو الظابط اللي انقذنا لما الباص اتخطف.
عقدت والدتها ما بين حاجبيها بدهشة وهمست بداخلها ” معقول قدر يتعلق بيها في الفترة البسيطة دي! ” فكرت قليلاً ثم ابتسمت بثقة وتحدثت الي ابنتها بثقة:
– براڨو عليكي يا كارمن.. اهو انتي كده اثبتي انك بنتي صحيح.
نظرت كارمن الي والدتها بدهشة، ربتت والدتها علي ظهرها واضافة ببرود:
– بس انا عايزاكي من اللحظة دي تنسي رشيد ده خالص.
حدقت بوالدتها بصدمة، أومأت والدتها برأسها بالايجاب واضافة:
– احنا مش هينفع ندخل عيليتهم تاني بعد ما انا اطلقت من باباه النهاردة.
اغمضت كارمن عيناها وهي تبكي بحزن، اضافة والدتها بنبرة حماسية صدمت كارمن:
– بس متقلقيش انا هشوفلك واحد تاني تقدري توقعيه ونطلع منه بمبلغ كويس.
حدقت بوالدتها بصدمة، تراجعت الي الخلف بزهول واردفت قائلة:
– ايه اللي بتقوليه ده يا ماما! انتي سامعه بتقوليلي ايه؟!
رمقتها والدتها ببرود واجابت عليها بصرامة:
– انتي مش هتعملي حاجة عيب ولا حرام.. ده جواز شرعي وبعد فترة تطلقي وتطلعي من الجوازة بمبلغ كويس.
انهارت كارمن في البكاء وابتعدت عن والدتها وهي تترنح بزهول، صرخت وعقلها لا يستوعب حديث والدتها:
– انا مش مصدقه اللي بسمعه ده! ازاي تطلبي مني حاجة زي كده.. انتي عايزة تدمري حياتي اكتر ما دمرتيها!
اقتربت منها والدتها وامسكتها من ذراعيها بقوة وتحدثت اليها بقوة وغضب:
– مين اللي دمرت حياتك! فوقي.. بصي حواليكي ، شوفي المستوى اللي انتي عايشه فيه.. كنتي عايزة تعيشي في المستوى ده ازاي ومنين وباباكي مات واحنا علينا ديون.. انا ضيعت عمري عليكي.. دخلتك احسن مدارس ولبستك من أغلى الماركات.. ضيعت عمري وانا بفكر فيكي وفي مستقبلك.
انهارت اكثر بين يدي والدتها، هزتها والدتها بقوة بين يديها واضافة بقوة:
– بعد كل اللي عملته ده عشانك وجايه تقوليلي اني دمرت حياتك!
ابتعدت عن والدتها وصرخة بانهيار:
– انتي معملتيش حاجة عشاني.. كل اللي عملتيه عشانك انتي.. انتي اللي عايزة تعيشي في المستوى ده مش انا! انا عمري ما طلبت منك ادخل احسن المدارس ولا البس أغلى الماركات، انا مكنتش محتاجة منك غير اهتمامك بيا وانك تكوني جنبي.. انتي وفرتيلي كل حاجة بس حرمتيني منك انتي.
تابعت والدتها انهيارها بصدمة، جلست كارمن على الارض بضعف واضافة بحزن:
– ودلوقتي عايزة تحرميني من الانسان الوحيد اللي حبيته.
اشتد غضب والدتها واقتربت منها تتحدث بصرامة:
– مفيش حاجة اسمها حب فوقي لنفسك يا كارمن.. مش لازم تحبي حد غير نفسك.
رفعت عيناها تنظر الي والدتها بحزن واجابت عليها:
– انا لو حبيت نفسي بس يبقى هكرهك انتي يا ماما!
ارتجف جسد والدتها قليلاً، حاولت التماسك واظهار القوة واللا مبالاة، رسمت البرود على ملامحها وتحدثت لاخر مرة قبل ان تتركها وتذهب:
– كلامي مش هعيده تاني.. رشيد ده تنسيه خالص.
بكت كارمن بانهيار، تركتها والدتها واتجهت الي غرفتها، هتفت كارمن بحزن:
– اكيد هو اللي هينساني بعد اللي عرفه النهاردة… ✋.
عادت من ذكرياتها عندما توقفت امام محل عملها، اتجهت الي داخل المطعم، ركضت اليها احدى الفتيات وتحدثت اليها بقلق:
– كارمن المدير عايزك في مكتبه حالا.
شعرت بالقلق الشديد وهمست بقلق:
– خير ايه اللي حصل! معقول عشان اتأخرت خمس دقايق؟
هتفت الفتاة بحيرة:
– بصراحة مش عارفه!
استغربت مودة وتحدثت بقلق:
– وعايزني انا كمان؟
اجابتها الفتاة بثقة:
– هو قال كارمن بس!
اغمضت كارمن عيناها بتعب ثم أومأت بالايجاب واتجهت الي غرفة المدير وطرقت على الباب بهدوء.
سمح لها بالدخول، فتحت الباب وتفاجأت بوجود رشيد يجلس مع صاحب المطعم ويتبادلون الحديث، ارتجف جسدها وخفق قلبها بشدة عند رؤيتها له، أشار اليها صاحب المطعم وطلب منها ان تتقدم الي الداخل، تقدمت بخطوات مطباطأة وهي تخفض وجهها ارضً، لم تستطيع رفع عينيها والنظر اليه.
كان يتابع خطواتها باهتمام، يعلم بماذا تشعر الان، يستمع صوت خفقات قلبها بوضوح.
اقتربت منهما وجلست امامه، بدأ صاحب المطعم بالحديث موضحًا سبب استدعائها الي غرفة مكتبه:
– الاستاذ رشيد يا كارمن كان هو والمدام في حفلة امبارح وعجبهم جدا شغلك والتزامك بخدمة الضيوف، وجاي النهاردة يتفق على حفلة عيد ميلاد ابنه وعايزك تكوني المسؤولة عن ضيافة المدعوين.
شهقت بصدمة وصدح صوتها عاليًا دون ان تشعر:
– نعم.. مدام مين وابن مين؟!
استغرب المدير من رد فعلها الغريب ونظر الي رشيد بحرج واعتذر منه باحترام، ثم رمق كارمن بغضب وتحدث اليها بصرامة:
– في ايه يا كارمن انتي اتجننتي! ازاي تتكلمي بالاسلوب ده!
شعرت بتجاوزها وخفضت وجهها بصمت، لا تصدق انه تزوج وانجب ولد! رفعت عيناها ونظرت اليه بلوم، تلألأت عيناها بالدموع، كيف له ان يتزوج من غيرها! كيف ينجب ابن من امرأة اخرى! كانت على وشك الانفجار بالبكاء والصراخ، كيف يفعل بها ذالك!
كان يتابع صدمتها وغضبها بصمت، يعلم بما تشعر به الان، ما فعله بها الان كان جزء من خطته في الانتقام منها، لكنها لم ترى شئٍ بعد، الانتقام الاكبر سيكون من نصيبها في الحفل.
وقف بهدوء وتحدث الي مدير المطعم:
– اظن احنا كده اتفقنا على كل حاجة والعنوان مع حضرتك.
وقف مدير المطعم وابتسم اليه واجابه باحترام:
– تمام يا فندم كل شئ هيكون جاهز زي ما اتفقنا.
أومأ رشيد برأسه بالايجاب ثم نظر اليها بقسوة وخرج من الغرفة. لا يعلم ما فعله بقلبها بتلك النظره، شعرت وكأن نظرته القاسية سهمً مسموم اخترق قلبها واراد القضاء على حياتها. وقفت بصمت شاردة تستمع الي توبيخ مديرها على اسلوبها الفظ مع العميل، انتهى المدير من حديثه وهو يعطيها العنوان ويأكد عليها سرعة الذهاب إلى عنوان منزله في الصباح الباكر وبدء العمل به. اخذت منه العنوان وخرجت من غرفة المكتب وهي بداخل دوامة من الأفكار والذكريات… ✋.
تذكرت ما حدث معها بعد مرور شهر. بعدما علم رشيد ان سهير سالم طليقة والده هي ام حبيبته، وبعد تحذير سهير لابنتها ان لا تفكر به مجددًا… قضت كارمن بالمنزل شهرً كاملاً لم تخرج من المنزل ولم تتحدث الي احد، حتى انتهت الاجازة الصيفيه وبدأ العام الدراسي. وكان عليها الذهاب إلى الجامعه.
استيقظت اليوم باكرًا في يومها الاول وسنتها الاولى الدراسيه في الجامعه.
ذهبت إلى الجامعه بوجه شاحب حزين، كانت فاقدة للشغف والحياة، كانت ترتدي ثوب غامق وترفع شعرها بطريقه عشوائيه، غير مباليه بشئ، اقتربت منها سما صديقتها وهي تركض اليها بحماس، توقفت امامها وتحدثت اليها باشتياق:
– كارمن وحشتيني اوي.. انا اسفه يا كارمن مقدرتش اتواصل معاكي طول الفترة اللي فاتت لاني كنت مسافره.
عانقتها كارمن وتحدثت اليها بهدوء:
– متعتذريش يا سما.. انا اصلا مش زعلانه.
حدقت بها سما بدهشة وتحدثت اليها بقلق:
– كارمن انتي كويسه؟!
نظرت امامها الي الفراغ واكتفت بأمأة بسيطه. استمعت إلى صوت مميز يأتي من خلفها:
– لو سمحتي عايز اسأل عن زميله لكم في الجامعه.
صوته كان مألوفًا لها، تعرفت عليه بسهوله دون ان تراه، خفق قلبها بقوة، التفتت تنظر اليه لكي تتأكد من وجوده حقًا خلفها، ابتسمت بسعادة عندما وجدته يقف خلفها وينظر اليها، لا يعلم كم اشتاقت اليه. حدقت به سما صديقتها، شعرت وكأنها رأت هذا الشاب من قبل! لكن اين ومتى لا تتذكر!
نجح في رسم الجدية على ملامحه وأعاد سؤاله بنبرة جادة:
– ممكن تساعدوني اوصلها؟
حدقت به كارمن بصدمة وتحدثت اليه بذهول:
– رشيد انت بتسأل عن مين؟!
ابتسم بداخله وحاول الثبات على رسم الجدية، نظرت اليهما سما بدهشة وهي تحاول ان تتذكر اين رأته من قبل! نظر رشيد الي كارمن راسماً الدهشة على ملامحه وتحدث اليها:
– حضرتك تعرفيني؟!
بهتت ملامحها بحزن بعد ان شعرت انه يتجاهلها ولا يريد ان يتذكرها، تلألأت عيناها بالدموع سريعًا واجابته بحزن:
– لا معرفكش.. انا اسفه.
كادت ان تذهب من امامه لكنه امسك بيديها سريعًا وتحدث اليها بشغف:
– خلاص انا بهزر معاكي والله عشان وحشتيني اوي.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)