روايات

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء السابع

رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت السابع

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة السابعة

سيف اتفاجئ بيها هتقرب منه تبوس رقبته فبعد عنها تماما قبل ماتلمسه وبصلها باستغراب لجرأتها وهي يدوب هتنطق موبايله رن فرد بسرعة : أيوة يا مروان خير ؟
بيسمع ويرد بدهشة مصطنعة : ايه ؟ امتى الكلام ده ؟
مروان بتعجب لردوده : ايه هو اللي امتى؟ هو أنا لسه قلت حاجة أصلا ؟
سيف تجاهله وكمل كلامه بحزن مزيف: طيب هجيلك بسرعة المهم طمني عليك انت كويس ؟
مروان بيضرب كف بكف : هكون مش كويس ليه ؟ مالك يا سيف ؟
بص لشذى وهو بيتحرك لبرا بهروب : مش مهم العربية المهم انت سليم ، أجيب شذى معايا ولا أخليها تبعتلك إسعاف ؟ ولا ايه ؟
مروان جاوبه بذهول : هي وصلت للإسعاف كمان ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، طيب تعال قبل ما تدفني وانت عندك
سيف كان هيضحك بس كشر وبص لشذى بصدمة مصطنعة : مروان عمل حادثة بالعربية ولازم أروحله سلام .
نازل بسرعة وهي وراه : سيف ابقى طمني عليه ولو احتجت تنقله مستشفى كلمني
شاورلها وخرج بسرعة ومامتها بصتلها : مين ده اللي ينقله مستشفى ؟ في ايه ؟
حكتلها اللي حصل و بعدها طلعت لأوضتها .
سيف ماكانش متحمل الوضع ده أكتر من كده وقاعد في عربيته مش عارف يعمل ايه؟ أو يتصرف ازاي ؟ هو عارف كويس ان كل حاجة بتحصل حواليه غلط بس مش عارف يتصرف ازاي وحاسس انه متربط ، جاله تليفون من كريم بيطمن عليه وساعتها راح قابله وقعدوا مع بعض
كريم مستنيه يتكلم وسيف قاعد وساكت بس أفكاره كلها بتتصارع في عقله .
أخيرا كريم قطع الصمت بهدوء: كل ده حصل ؟

 

 

سيف بصله باستغراب وبعدها اتنهد بتعب : مابقيتش متحمل الوضع ده يا كريم ، بحب همس وخاطب شذى والمفروض أقطع علاقتي بهمس وأكمل مع شذى وولا أنا قادر أبعد عن همس ولا عارف أقطع علاقتي بشذى .
بصله باهتمام : ليه ؟ احنا سبق واتكلمنا بس ماقلتش ليه مش عارف تنهي خطوبتك دي ؟ مين رابط ايديك؟ واوعى تقولي الشغل والشركة لان مالهمش تمن جنب سعادتك .
سيف دعك دماغه بتعب وبص لكريم كتير بعدها قرر يحكيله كل المشاكل اللي الشركة مرت بيها وانتهت بخطوبته هو لشذى وهو بيسمعه باهتمام .
كريم بتساؤل: مين أبوها اللي رابطكم كدا؟
سيف بتنهيدة : عصام المحلاوي أكيد تعرفه .
كريم اتصدم من الاسم وردد بذهول : عصام المحلاوي ؟ اللي معروف بالحوت؟!
……………………………………
عند حازم كان نايم وصحى على مكالمة من نفس الشخص المجهول رد بسرعة: أيوة ياباشا في حاجة حصلت؟
وصله الصوت بغضب : ده ايه البرود ده؟ المفروض أنا اللي أسالك في جديد عندك؟
فرك حازم جبينه بتوتر ورد: ماتقلقش أنا مش ساكت وبحاول أعرف سيف ناوي على ايه ؟ ماكنتش متوقع دخول كريم المرشدي في النص
– الكلام ده مايلزمنيش قلتلك موضوع أخته لو اتكشف هتترمي برا الشركة وبعدها اتصرفت بغباء لحد ماكريم المرشدي اتدخل وده فاهم لو عرف حاجة هنروح في داهية ( سكت وبعدها زمجر بغضب وكمل بتهديد ) اسمع لو ماعرفتليش سيف وصل لايه مع كريم اعتبر نفسك كارت محروق ، عصام المحلاوي مابيحبش لعب العيال سامعني؟
ردد حازم بسرعة : طبعا ياباشا أنا فاهم وماتقلقش هعرفلك بطريقتي هما ناويين على ايه ؟
قفل عصام في وشه والتاني بص قدامه بغيظ من الورطة اللي حط نفسه فيها ؛ عصام المحلاوي فرصته لتحقيق الثروة اللي بيتمناها بس سيف ضيع عليه كل حاجة ودلوقتي كريم المرشدي ؟ لازم يتصرف ويكسب ود عصام من تاني
……………..
سيف بص لكريم باستغراب: أيوة هو في حاجة ولا ايه؟
كريم بصله بصمت وربط الأحداث ببعض وبعدها قام من مكتبه وقعد قصاده وسأله : يعني انت دلوقتي خاطب بنت عصام المحلاوي علشان هو اللي مانع شركتك من الإفلاس وحجز البنك ؟ امممممم
بصله باهتمام : ايه اممم دي ؟
كريم قرب منه بعتاب: ليه باباك شارك واحد زي عصام المحلاوي ؟ وازاي شاركه أصلا ؟ يعني اللي أعرفه ان عز الصياد مش الفريسة السهلة أو سوري يعني المتهور في شغله وأكيد طالما عمل شركة بالحجم ده يبقى لازم يكون عنده ذكاء كفاية انه يبعد عن واحد زي ده .

 

 

سيف انتبه وكرر بحيرة : واحد زي ده تقصد ايه ؟ ماله عصام ؟ وبعدين شركته من أكبر الشركات وراجل محترم وله اسمه وله وزنه كمان .
أخد نفس طويل وافتكر خناقة نادر وملك لما نادر كان عايز يشاركه وكلهم رفضوا وبعدها بص لسيف اللي مستني إجابة فرد بجدية: مشكلتك انك بقالك كتير برا مصر يا سيف؛ هو كشخصية بصراحة ماأعرفهوش بشكل شخصي لكن كشركة فأمرها مشبوه شوية .
استغرب أكتر : مشبوه ازاي ؟ فهمني أكتر تقصد ايه ؟
وقف وبعد عنه بتردد : ده حماك ومش عايز
قاطعه بضيق : اوعى تدخل للقصة دي بلا حمايا بلا بتاع انت عارف اني عايز أخلص منه النهارده قبل بكرا فقول تقصد ايه بان شركته أمرها مشبوه ؟
التفتله وبيحاول يختار كلماته بعناية : أقصد ان شركته اه ضخمة بس ازاي بقت ضخمة يا سيف ؟ هو بيشارك شركات كبيرة ليها وضعها وليها وزنها بس بعد فترة بتلاقي الشركة دي انتهت وهو بيكبر وده اللي وصله للضخامة دي انه بيتغذى على أي شركة قصاده ، الأول مشاكل بعدها ديون بعدها مساعدة بعدها دمج وهوب الشركة كلها اتضمت لمجموعته ، ده حوت وبيبلع أي حد قصاده فهنا ازاي أبوك شاركه أصلا ؟
سيف بيفكر في اللي بيسمعه وجزء منه رافض يصدق ده وبيكابر : طيب ليه ما بلعناش لحد النهارده؟ انت عارف بابا معاه من كام سنة ؟
كريم بيفكر بصوت عالي معاه : يا ابني أبوك مش الشخصية السهلة أو اللي ممكن يتضحك عليها بسهولة وشركته ليها وضعها وليها وزنها ومحتاجة تكتيك كتير ونفس طويل وبعدين هو لف حوالين أبوك من كل النواحي ولانه خصم مش سهل كملها بارتباط بنته بيك بحيث يضمن يا الشركة في جيبه يا انتوا كلكم بشركتكم في جيبه برضه عن طريق جوازك ببنته .
سيف قعد مكانه وبيفكر هل ده ممكن يكون الوضع فعلا ؟
كريم لاحظ توهانه وقرب منه بحيرة : سيف أنا كل اللي بقوله ده افتراضات مالهاش أساس ، كلها مجرد تكهنات .
بصله وكمل بعقلانية: بس كلها منطقية يا كريم ، كل حاجة منطقية ، أبويا مش الشخصية اللي يتضحك عليها بسهولة والشركة مش اللي ممكن تقع بسهولة ، بس كل ده محتاج لدليل ، محتاج أحط ايدي على حاجة ملموسة مش مجرد تخمينات زي كده ، محتاج أعرف ازاي الشركة وقعت ومين وقعها؟ لان واحد زيه مش بيشتغل لوحده وده معناه ان في ناس في الشركة عندي ساعدوه !
بصوا لبعض وكريم نبهه : يبقى ترجع لشركتك وتدرس كل المشاريع اللي وقعت وتعرف مين دراعه اليمين عندك وأعتقد مش هيكون شخص واحد أبدا واحد زيه مش هيعتمد على شخص ده لو هو فعلا اللي تعمد يوقع الشركة ؟

 

 

هز راسه بتأييد لأفكاره وسابه وقام راح شركته وأول ما دخل مكتبه لحقه مروان بمرح: هي وصلت للمستشفى كمان يا سيف ؟ المفروض دلوقتي تديني إجازة أنا راجل لسه خارج من حادثة ومستشفى وحالتي خطيرة .
بصله وهو بيداري ابتسامته وبيحاول يظهر جاد : أعملك ايه يعني ؟ اللي طلع في دماغي ساعتها لما اتصلت .
بصله شوية بيفكر يقوله ايه وخصوصا وهو بيتكلم ببرود كده وبعدها خبط على المكتب قدامه يمكن يفزعه بس هو بصله بمنتهى البرود : عايز ايه ؟
كشر لأنه مش بيتهز بسهولة : يا برودك يا أخي ، تاني مرة لما تستخدمني عرفني قبلها أو اعملي إشارة .
سيف بصله بغيظ ورفع ايده يشاور بيها بسخرية: هشاورلك كدهون!
مروان ضم ايده بغيظ وسابه وخرج مع ابتسامة سيف اللي فضل متابعه لحد ما اختفى بعدها موبايله رن كانت همس اللي رد عليها بسرعة : خير يا همس ؟
سألته بلهفة وهي خايفة من الإجابة : انت فين دلوقتي ؟ روحت ؟
جاوبها : لا لسه أنا ….
قاطعته وهي بتزعق بجنون : بجد لسه معاها ؟ انت بتعمل كده ليه ؟ عجبتك القعدة معاها أوي للدرجة دي ؟ حرام عليك يا سيف بجد حرام .
قفلت السكة بعدها وهو بص للموبايل في ايده بذهول وشك انها اتصلت أصلا ، ده لسه ما اتكلمش ده يادوب نطق كلمة ونص ، اتصل بيها تاني وهي ردت بصوت مهزوز من البكاء فقال بدهشة : يا بنتي انتي ايه ؟ ما تسمعي الجملة للآخر ده أنا يادوب ….
قاطعته باندفاع: أسمع ايه ها ؟ ما انت بتقول لسه! وبعدين بتكلمني ليه؟ مش خايف تسمعك ؟ ولا قمت من جنبها ؟
اتنهد وحاول يتماسك لأنه مقدر ضيقها وخنقتها فرد بهدوء : يا حبيبتي سيبيني أكمل جملة لآخرها .
ربعت ايديها أو هو تخيلها بتعمل كده وهي بتتكلم وسمعها بترد بتذمر : اتفضل كمل جملتك لما نشوف هتقول ايه ؟
قدر غضبها وغيرتها واتكلم بهدوء : أنا لسه ما روحتش لأني في الشركة وبروح آخر النهار مش لأني معاها .
استنكرت بضيق وهي بتخبط رجليها على الأرض : انت بجد رخم ليه ما قلتش من الأول ؟ يعني لازم تحرق دمي ؟
رفع حاجبه باستغراب لتحولها وانها ازاي برضه مصممة تطلعه غلطان : يا بنتي انتي سؤالك روّحت ولا لا؟ قلتلك لا لكن لو سألتيني انت معاها أو لا كنت هقولك لا مش معاها .
فضلت مصممة ان هو اللي غلطان مش هي وردت بعناد طفولي: انت فاهم أنا أقصد ايه واتعمدت تتوهني بإجابتك ، زعلانة منك على فكرة .
ضحك على أسلوبها وطريقتها ورد بمشاكسة: انتي بتنصبي على فكرة، المهم خلصتي مادة بكرا ولا لسه ؟ وعاملة فيها ايه ؟
سكتت فاستغرب وسألها : انتي مش بتردي ليه ؟
ردت بحنق : مش بقولك زعلانة ؟ الله ؟
فكر شوية يقولها ايه أو يعمل ايه وبعدها قرر يسألها بقلة حيلة: المفروض اني أعمل ايه دلوقتي يعني ؟ أقفل ولا ايه ؟
اتغاظت أكتر منه فهاجمته : انت بجد بتقولي أقفل ؟ انت حر على فكرة .
حس انها اتضايقت أكتر وبقى محتار : همس يا حبيبي أنا بجد ماليش في الحوارات دي فقولي انتي عايزة ايه؟ أو قولي أصالحك ازاي وكده؟ لكن أخمن أنا دي مش لعبتي ، اهدي كده واتكلمي معايا فهميني زعلانة ليه وأصالحك ازاي ؟
فكرت شوية تقوله ايه وبعدها قررت تحيره أكتر فرسمت ملامح غضبانة على وشها كأنه شايفها وردت بجنون: هقولك زي ما بيقولوا على الفيس ، لو مهتم كنت عرفت لوحدك بااااي .
قفلت بدون ما تديله فرصة يرد وهو اتنهد بإرهاق مش عارف يعمل ايه ؟

 

 

كان عايز يطمن عليها ويشتغل شوية وبعدها يروح يرتاح شوية بس الراحة بقت مطلب بعيد أوي عنه ، فكر كتير يعمل ايه وأخيرا قام واتحرك من الشركة .
وصل عندها وفضل باصص للمدينة من بعيد ومش عارف ياخد قرار ، عندها امتحان بكرا بس وهي متضايقة مش هتعرف تذاكر فيعمل ايه ؟
قرر يكلمها تنزل دقايق يصالحها وتطلع على طول ، اتصل بيها وهي شافت اتصاله كشرت وما ردتش وهالة بصتلها باستغراب : ما تردي عليه !
رفعت كتفها بعناد : لا مش هرد ، كلميه انتي و ….
قاطعتها بحزم : لا مش هتكلم عايزة تردي ردي مش عايزة انتي حرة .
أخيرا مهانش عليها تسيبه يرن فردت بتذمر : نعم ؟ لسه فاكر أصلا ان ليك حد تكلمه ؟ ما انت سايبني أحرق دمي من زمان!
بص لساعته وعلق باستغراب لنصبها : يا سوسة هي ساعة عملتيها زمان ؟ المهم انزلي أنا تحت .
ابتسمت وبتتنطط ولسه هتوافق بس افتكرت انها المفروض زعلانة فكشرت تاني وردت بجمود مزيف : لا ورايا مذاكرة .
علق بنفاد صبر وهو بيحاول يكون هادي : أنا تحت انزلي دقايق واطلعي أو هاتي كتابك معاكي اسأليني في حاجة وبكده مش هتكوني بتضيعي وقت .
مسكت كتابها وبعدها اتراجعت وردت بتلقائية : انت هتضحك عليا وتصالحني بسؤال ؟ ده ايه الصلح ده إن شاء الله ؟
نفخ بضيق وزعق : يا بنتي انزلي ونتكلم لما تتنيلي تنزلي يلا مستنيكي وإياك تتأخري .
قفل قبل ما ترد وهي فضلت واقفة مكانها بتفكر ما تنزلش وبعدها بتغير رأيها وبتلم حاجتها وترجع تمسك موبايلها تفكر تكلمه تعتذر وفضلت محتارة شوية لحد ما أخدت كتابها ونزلتله هي عندها كذا سؤال وهتستفاد منه .
راقبها وهي جاية عليه وابتسم غصب عنه ، لأي درجة بيعشقها وبيحبها ؟
ركبت جنبه وهي مكشرة ومربعة ايديها وباصة قدامها رافضة تبصله وهو ساق بصمت تام هي مش عايزة تقطعه وهو مش بيتكلم لحد مابقتش قادرة تستحمل الصمت أكتر من كده فسألته باقتضاب : ممكن تقولي رايحين فين سيادتك ؟
جاوبها بهدوء: اصبري وهتعرفي .
ندمت انها سألت أصلا وفضلت باصة قدامها لحد ما وقف ونزل فتحلها الباب ، رفضت ايده الممدودة ليها وقررت هتساعد نفسها ، بصلها بغيظ وسكت.
وصلت معاه واتفاجئت بالمنظر اللي شافته .
لقت انها قدام النيل وقدامها يخت كبير و ضخم ، بصتله باستفسار مش فاهمة جايين هنا ليه ؟
شاورلها تمشي معاه بس اتفاجئ بيها مكانها فرجع الخطوة اللي مشيها بتعجب : في ايه مالك ؟ يلا ؟
بصتله وهي مش فاهمة أي حاجة وبصت لليخت وراه باستنكار : انت مستوعب اني عندي امتحان الصبح ؟
استغرب تعليقها فرد بجدية : اه عارف ليه ؟

 

 

بصتله وهي حاضنة كتبها ومكشرة : سيف أنا ورايا مذاكرة و مش فاضية أ ….
قاطعها بهدوء : حبيبتي أنا عارف ان عندك امتحان الصبح وعارف ان وراكي مذاكرة ومش جايبك هنا تضييع وقت بس قعدتنا المرة اللي فاتت في العربية مش لطيفة و ….
بصتله باستنكار ان العربية مش لطيفة واليخت اللي لطيف يعني؟ فين الفرق ؟
لاحظ نظرتها دي فوضح بسرعة : ما أقصدش ده أبدا ، اللي أقصده ان هنا هنكون براحتنا وأريح من قعدة العربية وهتعرفي تراجعي أفضل و …..
كشرت أكتر انه فاهم تفكيرها بالشكل ده وهو ماكانش عارف يقول ايه أو يبرر هو ليه جابها في يخت هيتحرك بيهم وسط النيل ؟
بص لعينيها شوية وبعدها مسك ايدها بهدوء : تعالي بس خلينا ما نضيعش وقت ونلحق نراجع مادتك وأروحك بعدها يلا .
حس انها مش عايزة تتحرك معاه فرجع قصادها تاني بحيرة : مالك بس ؟ فهميني معترضة ليه ؟ هنذاكر شوية، ساعتين ولا حاجة وهروحك بعدها فين مشكلتك ؟
كانت متضايقة من تجاهله لزعلها وضيقها منه ، بصت لعينيه بحنق : مشكلتي انت عارفها وبتتجاهلها وده اللي مضايقني وبعدين انت متخيل اني هعرف أذاكر وأنا معاك في يخت وسط الميا ؟
أخد نفس طويل وهو جزء منه موافق على كلامها ؛ ان المكان ده للحب وبس وجزء منه بيقنعه انه هيذاكرلها بالفعل!
اتنهد ورد بهدوء : أنا مش متجاهل أي حاجة بس اديني فرصة أصالحك واديني فرصة أراجع معاكي ، اصبري عليا واطلعي وبطلي تضيعي وقت علشان خاطري.
واقفة مكانها مش عارفة تاخد قرار ومحتارة لان هي كمان جزء منها عايز يفضل معاه وما يفارقهوش أبدا وجزء تاني بيحاول يفوقها ويقولها امتحانك الصبح ومش هتعرفي تركزي وهو معاكي بس يرجع يقولها هو بيذاكرلك بالفعل بشكل كويس .
سيف مستنيها تاخد قرار وهو ملاحظ حيرتها وترددها ومش عايز يضغط عليها لان هو نفسه مش مقتنع بقراراته معاها نهائي بس لما الصمت طال طمنها بابتسامة : يلا نقعد مع بعض شوية وأوعدك هنذاكر فيهم وبس كده مطمنة ؟
بصتله بشك واتنهدت : بس ما نتحركش ، اليخت يفضل في مكانه ثابت اتفقنا ؟
ابتسم بتأكيد: أكيد موافق يلا .
مسك ايدها وأخدها معاه وهي ماشية في ايده بتحاول تفهم قراراتها بتاخدها بناء على ايه؟ لان ده مش عقل أبدا !
سألته وهي طالعة : في حد في اليخت ؟
رد وهو بيساعدها تطلع : أكيد في وكتير طبعا ، عندك كابتن اليخت والشغالين هنا يعني في أكتر من خمس أشخاص هنا بيشتغلوا وكلهم متواجدين .

 

 

بصت حواليها بإعجاب : شكله أحلى من بتاع الغردقة .
ابتسم وقرب منها وهمس : أحلى بمراحل أصلا مفيش وجه مقارنة ، وبعدين ده خاص مش شغل وأكيد الخاص بيكون الاهتمام بيه أكتر .
سألته فجأة بعفوية: اوعى يكون بتاعك ؟
بصلها وهو مبتسم وبيشدها وراه وبيسألها : ندخل جوا و في تكييف ولا نطلع فوق في الهواء الطلق ؟
بصت للمكان المقفول قدامها وهي في غنى تام عن أي مكان مغلق معاه فردت بحسم: فوق طبعا يلا .
طلعوا فوق وقعدوا جنب بعض وهي بتحط كتبها اللي معاها جنبها وسيف بيراقبها باهتمام : ليه بتسألي بتاعي ولا لا؟
بصتله باستغراب لسؤاله : عادي يعني! فضول مش أكتر ، هو بتاعك ؟
هز راسه بنفي وعينيه ثابتة على عينيها وسألها بحب: مش بتاعي بس تحبي يكون عندنا واحد ؟
عجبها استخدامه لصيغة الجمع وكلمة عندنا مش عندي وللحظة نسيت سؤاله ولقت نفسها بتردد الكلمة بحب : عندنا ؟
رد بشغف وهو قريب منها: أيوة عندنا ، يكون ليا أنا وانتي وبس .
كملت بشرود وهي بتتخيل : ونهرب بيه من كل اللي حوالينا ونستخبى من العالم كله فيه .
ابتسم لتخيلاتها : مثلا .
عينيه الثابتة على عينيها وقربهم من بعض ناقوس خطر فاقت من خيالها فبعدت ومسكت كتابها وهي بتحمحم بتوتر : قلتلي هنذاكر ؟
ابتسم بتفهم و وقف : هنذاكر بس اديني خمس دقايق ، لحظة وراجع .
وقفته بتعجب : انت سايبني ورايح فين كده ؟
بصلها من فوق كتفه بابتسامة: لحظة وراجع اصبري .
استنته وهي بتحاول تخمن هيعمل ايه؟ أو بيفكر ازاي ؟ بس مفيش أي أفكار في دماغها نهائي ، اتفاجئت بيه راجع في ايده تورتة شوكولاتة و حطها قدامها وسط ذهولها : ايه دي ؟ بمناسبة ايه ؟ عيد ميلادك ؟
نفى براسه وقعد جنبها : بدون مناسبة .
لاحظت ان عليها كلام مكتوب فقربت تشوفه وقرأت ( Forgive me )
كلمة سامحيني قدامها ، بصتله بدهشة وهو مسك ايدها وبص لعينيها واعتذر بندم: ماقصدتش أضايقك أبدا النهارده بس فكرت ان ده التصرف الصح؛ اني أمنع شكوك دكتور ممدوح ودي الطريقة الوحيدة اللي فكرت فيها ، ممكن تسامحيني ؟
ضيقها اتبخر ومش بتفكر غير في قد ايه هي بتموت فيه وبس! الحب مسيطر عليها بس الحزن كمان فرض نفسه مع حبها وافتكرت انه حبيب مع وقف التنفيذ ، حب محكوم عليه بالإعدام ، حب مش هيقدر يعيش ويكبر .
سيف مستنيها تتكلم أو تعبر أو تنطق بس بيلاحظ تعبيرات وشها اللي بتتغير من حب لفرح لحزن ولشرود بالشكل ده! مسك ايدها التانية بحنان: همس كلميني .
رفعت راسها بصتله بتيه : وآخر الحب ده ايه و …
حط صباعه على شفايفها منعها تتكلم بتوسل: طلبتي مني نستعبط ونخرج آخر يوم مع بعض فاوعي دلوقتي تفكري أو تغيري رأيك أنا مستني بكرا بفارغ الصبر ، بكرا يوم هيصبرني على كل اللي جاي وهكتفي معاكي بالذكرى .
حركت راسها برفض ودموع بتلمع : بس أنا مش عايزة الذكرى ، أنا عايزة الحاضر والمستقبل معاك ، أنا عايزة حياتي كلها في حضنك .

 

 

حاول يبتسم أو يطمنها أو يقول أي حاجة بس ده اللي بيتمناه هو كمان فيقولها ايه ؟
بص للتورتة قدامه وقاطعه وصول جرسون : الحاجة الساقعة يا فندم والأطباق .
حط قدامهم الحاجات اللي جابها بهدوء وانسحب وسيف استغل الفرصة دي يغير الموضوع فمسك السكينة بيديها لهمس بمرح مصطنع : اتفضلي قطعيها يلا علشان جعان .
ابتسمت بحزن واتقبلت تغييره للموضوع : طيب اطلب أكل الأول طالما جعان .
رفض بهدوء : لو أكلت مش هقدر آكل دي فخلينا في دي دلوقتي ، قطعيها علشان نذاكر بعدها يلا .
قطعتله قطعة كبيرة ولسه هتقطع تاني بس مسك ايدها : بس؛ هناكل أنا وانتي في دي الأول .
مسك الشوكة وأخد من التورتة حطها قدام شفايفها بابتسامة ففتحت فمها بتلقائية وأكلتها، بعدها سألها باهتمام: لسه زعلانة مني ؟ أنا يادوب وصلتها بيتها وروحت على الشركة بعدها على طول ، وبرضه ماقصدتش أتوهك في الكلام أنا بس جاوبت على سؤالك بشكل مباشر ، ما تزعليش مني .
اتعلقت بعينيه بتساؤل : بيهمك زعلي ؟
أكد بعشق: بموت من زعلك وصدقيني لو بايدي لا يمكن أخلي الحزن أو الزعل يقرب منك بس غصب عني يا همس ، والله غصب عني .
ابتسمت بحب وحركت راسها تنفي وهمست بتفهم : مش زعلانة منك وعارفة ان غصب عنك .
ابتسم ومسك الشوكة تاني يأكلها فاعترضت وأخدتها من ايده: دورك انت جعان .
ابتسم وأكل من ايدها من نفس الشوكة وعيونه بتحكي بقصص حب ليها لوحدها ، لحد ما خلصوا أكل بعدها بص لكتابها : هاتي الكتاب بقى ويلا نبدأ بسم الله .
بدأ يراجع معاها وغرقوا الاتنين في المذاكرة لحد ماهو خلص وسابها تراجع وتحل بنفسها وبيراقبها بانبهار وبيعترف لنفسه انه كل يوم إعجابه كمان بيها كطالبة بيزيد .
لاحظت نظراته وتفحصه ليها وبدون ما ترفع عينيها من كتابها اتكلمت بتذمر: بطل تبصلي كده بتوترني .
سألها بمشاغبة وهو مبتسم : ببصلك ازاي ؟
رفعت عينيها بصتله وجاوبت بعفوية: بالطريقة دي بالظبط ، بتعريني بعينيك وبحس اني قدامك مكشوفة ، مشاعري مكشوفة ، حبي مكشوف ، تفكيري مكشوف، كل حاجة انت بتشوفها مني ، ساعات كتيرة بحس انك قاريني أكتر من نفسي – سكتت لوهلة وكملت بحيرة – بحسك بتفهمني في الوقت اللي بكون فيه أنا مش فاهمة نفسي ، صح ولا بيتهيألي ؟
قد ايه هو اتمناها في اللحظة دي مراته مش بس حبيبته ؟ حس انه ممكن يتخلى عن العالم كله علشان تفضل في حضنه .
همس مستنياه يتكلم بس فضل باصصلها وعينيه مليانة حب هي حاساه جدا ، فضلت متعلقة بعينيه وبعدها همست بضياع: بطل تبصلي بالطريقة دي يا سيف .
أخد نفس طويل وبص لبعيد واتكلم بصدق: وأبصلك ازاي وأنا بعشقك وبعشق كل حاجة فيكي ؟ بتمنى حاجات مش عارف هل ممكن تحصل في يوم من الأيام؟ ولا دي هتفضل مجرد أحلام وأمنيات ؟

 

 

بص ناحيتها وتحديدا لعينيها وكمل بشغف : بعشق كل لحظة بقضيها معاكي وببصلك بالطريقة دي علشان تفضل صورتك قدام عيني طول ما انتي بعيدة عني ، وبكره كل لحظة انتي بعيدة عني فيها ، وبكره عجزي وفقداني للسيطرة على كل اللي حواليا واني مجبور أبعد عنك – اتنهد وسألها بحزن- قوليلي واحد بظروفي وبحالتي دي ممكن يبص لحبيبته ازاي وهو عارف انها هتبعد عنه بعد شوية ؟
سكتوا الاتنين بس عيونهم بتتكلم
ردت بوجع : بطل تخليني أحبك بالشكل ده ، بطل تعلقني بيك .
بص قدامه وهو موجوع زيها: بكرا آخر يوم وهتسافري بعدها والله أعلم هنتقابل تاني ولا خلاص كده ؟
قلبها وجعها لدرجة انها حطت ايدها عليه تحاول تسيطر على دقاته العنيفة .
قاطع صمتهم وصول شخص و نادى على سيف اللي قام ورسم ابتسامة على وشه : باسم باشا ازيك ؟
باسم قرب باشتياق: سيف الصياد! ما صدقتش نفسي وانت بتكلمني النهارده ، فينك؟ وايه الغيبة الطويلة دي ؟
سلموا على بعض واتكلموا شوية وبعدها بص ناحية همس بابتسامة: دي خطيبتك أكيد ؟
سيف وهمس بصوا لبعض وسيف مد ايده لهمس اللي وقفت وقربت منهم فعرفه بيها بابتسامة: دي باشمهندسة همس – بص لهمس وكمل – وده من أصدقائي القليلين القريبين باسم صدّيق صاحب اليخت الجميل ده ومفسد نص دفعتنا .
ضحك باسم بمرح ورفع ايديه باستسلام : أنا ؟ وأنا مالي بقى ؟
سيف علق بضحك وهو باصص لهمس : كان بيعمل أحلى رحلات على اليخت ده وكنا بنخربها على حق .
باسم بص لهمس بإنكار مرح: ما تصدقيهوش ، أنا اه كنت بطلع رحلات باليخت بس باصحابي المقربين يعني الفساد مشترك مش أنا لوحدي .
هزروا شوية وبعدها قبل ما ينسحب اتكلم بابتسامة : اتحرك براحتك يا سيف وخلي الباشمهندسة تتفرج على اليخت براحتها ولو تحب نتحرك ناخد لفة كده نتحرك ؟
ابتسم سيف وهو بيشكره : متشكر يا باسم هفرجها عليه بس تخلص بس مراجعتها، و ماتتحركش لا خليه ثابت .
باسم استغرب وردد : مراجعتها ؟ مراجعة ايه معلش؟
ابتسم وهو بيوضحله : همس لسه مااتخرجتش وبكرا عندها آخر امتحان فاحنا بنراجع في مكان هادي مش أكتر .
باسم بصلهم بذهول وبعدها بص لهمس بمرح : الله معك ، بس الواد ده هينفعك ، كان بينشن كده معانا ومعظم اللي بيقوله بيجي في الامتحان فركزي معاه .
سيف رد بفخر بيها: همس الأولى على دفعتها وبتعرف تنشن زيي ويمكن أحسن مني كمان .
باسم ابتسم: امممم قلتلي بقى ، علشان كده اتلميتوا على بعض ؟ المهم ربنا يوفقك يا باشمهندسة ، سيف لو احتجتوا أي حاجة بلغني .
انسحب وسابهم وهمس قعدت مكانها سألته بفضول : ليه ما وضحتش اني مش خطيبتك ؟
فكر في إجابة لسؤالها بس هو مش عارفله إجابة فهز كتفه بحيرة : مش عارف ، حبيت افتراضه يمكن ؟ أو اتمنيته ؟مش عارف الصراحة ، بس ما تقلقيش باسم شخصية لطيفة وراجل مؤتمن ، المهم كملي حل أسئلتك دي علشان أفرجك على المكان قبل ما أروحك .
بدر مع ابنه اللي يادوب مخلص امتحانات وكان حماسه فوق العادة ، أبوه دخل عنده أوضته هيكلمه بس اتفاجئ بيه مطلع شنطة السفر وبيحط هدومه فيها ، قلبه وجعه من المفاجأة وحس انه بيخسر ابنه الوحيد فسأله بقلق : انت بتعمل ايه بالظبط ؟

 

 

أنس بص لأبوه وهو مبتسم بسعادة : بجهز شنطتي ، مش قلت أول ما أخلص أقدر أسافر مع ماما ؟ اديني خلصت اهو وهي هتيجي تاخدني .
بالرغم من انه عارف ومستني اليوم ده من بدري بس معايشته لليوم ده تختلف عن تخيلاته ، حاول يهديه أو يخليه معاه : خليك لبعد الفرح يا أنس .
رفض بغيظ : لا يا بابا مش هخليني وبعدين مش عايز أحضر أنا الفرح ده، مش عايز أشوفك بتتجوز واحدة غير ماما أصلا و ….
قاطعه بدر بضيق : مش هنعيده كل شوية يا أنس ، احضر الفرح وامشي .
أنس كتف ايديه قدامه وبص لأبوه بتهكم : انت امتى هتبطل كدب عليا وتكون قد كلامك ؟
بدر اتصدم من جملة ابنه : كدب عليك ؟ أنا عمري ما كدبت عليك يا متخلف انت ، اه خبيت عنك لكن مش بكدب عليك .
أنس قرب منه بحنق: ولما قلتلي انها ميتة ده ماكانش كدب ؟
بدر قرب منه أكتر واتكلم بغضب: امتى قلتلك انها ميتة ؟ انت افترضت وأنا سيبتك مع افتراضك ده لكن عمري ما قلتلك صراحة انها ميتة يا أنس اه ممكن أكون قلت انها ميتة بالنسبة ليا أو انت سمعت الجملة دي لكن انا عمري ما قلتلك ان أمك ميتة .
أنس بيحاول يفتكر أي مرة أبوه قال فيها ان رشا ميتة بس مش فاكر فاتكلم بمكابرة : لا قلت وكتير كمان .
بدر ابتسم بتهكم : مين فينا اللي بيكدب دلوقتي ؟ بعدين أي حد بيسألني بقول اني مطلق عمرك سمعتني قلت اني أرمل ؟ مش هو ده اللقب اللي بيتقال للي مراته ميتة ؟ عمرك سمعت اللقب ده عني قبل كده ؟
أنس مش عايز يصدق أبوه ومش عايز يفكر أصلا فلف وشه بعيد بتذمر: أنا عايز أروح معاها بعد إذنك ، سيبني أمشي ، خليني أكلمها تيجي تاخدني .
بدر بصله و بيفكر يوافق أو لا وأخيرا ابتسمله بحزن : اجهز وهوصلك لحد عندها ، كده كده ورايا كام مشوار هناك لازم أقضيهم ، اجهز يا أنس .
خرج وسابه كلم هند بلغها انه مسافر يوصل أنس ويعزم حبايبه على الفرح ويرجع وقبل ما يقفل سألته : بدر ؟ هو أنس مش هيحضر الفرح ؟
اتنهد باستسلام وإرهاق : مش عايز يحضره يا هند ومش هجبره ، يمكن يكون ده أفضل لكل الأطراف، المهم أنا هتحرك دلوقتي ولما نوصل هكلمك .
قفل واستعد للسفر واتحرك هو وابنه يوصله عند أمه.
سيف أخد همس يفرجها على كل مكان في اليخت وهي كانت مبهورة من حجمه وفرشه والقعدات اللي فيه وعجبها المطبخ وبعدها فتح أوضة كانت أوضة نوم ، اتفرجت عليها وشاورت على باب جواها بفضول فابتسم : حمام داخلي .
ابتسمت وردت بعفوية : حلو ان يكون في حمام في أوضة النوم خاص .
الجو كان متوتر بينهم واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة بعدها سيف حمحم واتراجع بتوتر : يلا نطلع من هنا علشان السرير بيدي أفكار غريبة .
ما فهمتهوش فعلقت بغباء: ايه بيفكرك بالنوم ولا ايه ؟ آسفة لو عطلتك وما نمتش النهارده شوية .
استغرب تفكيرها وابتسم على براءتها وسألها بمشاكسة : هو السرير مش بيفكرك غير بالنوم بس يا همس ؟
حيرتها زادت ورفعت كتفها وهي بترد ببراءة : وهو لازمته ايه غير للنوم ؟ أيوة مش بيفكرني غير بالنوم وبس .
ضحك بخفوت واتحرك يخرج برا وهو بيتمتم بعبث : طيب يلا بينا من هنا علشان بس ما أوركيش استخدماته التانية ، يلا يا همس .
خرجت وراه وهي بتسأله بفضول : ايه استخدماته التانية ؟ مالهوش أي فايدة غير دي وبس .
ضحك وماردش عليها ودخلوا غرفة التحكم فاتكلم بابتسامة : هنا بقى الكنترول على اليخت كله .
باسم بصلهم وابتسم : لو تحب تشرحلها عملي اتفضل ؟

 

 

ابتسم : لا لا مفيش وقت للعملي دلوقتي ، المرة دي جولة سريعة .
همس بصت حواليها كان باسم موجود ومعاه اتنين كمان شغالين في اليخت وفكرت ان المطبخ كان فيه اتنين كمان وفجأة اتوترت وخافت وسيطرت عليها فكرة انهم لو اتهجموا عليها مثلا وضربوا سيف هل هي لوحدها هتقدر تدافع عن نفسها قصادهم ؟
بصت لسيف اللي بيتكلم مع صاحبه وفكرت هل هيقدر يحميها منهم ؟
رجعت خطوة لورا بتوتر وهي بتفكر ازاي بقت متهورة كده ؟ وليه بتحط نفسها في موقف زي ده ؟ يعني هي في المكان ده لو قتلوها ولا حد هيحس بيها أصلا ده غير ان مفيش مخلوق يعرف مكانها أصلا !
اتحول التوتر لرعب وبصت لسيف وقالتله بصوت مهزوز: سيف أنا اتأخرت .
بصلها ولاحظ تغييرها واستغربه ، بص لساعته بس لسه بدري ما اتأخرتش للدرجة دي طيب مالها وليه حاسس انها خايفة ؟
اعتذر من باسم وطلع معاها وكانت شبه بتجري عايزة تخرج برا اليخت كله ، سيف وقفها بدهشة بعد ما بعدوا : استني في ايه مالك ؟
بصتله واتكلمت بخنقة : عايزة أخرج من هنا بسرعة لو سمحت ، يلا .
بدون ما تديله فرصة يرد عليها كانت طلعت لفوق وبتتحرك ناحية الجسر بس وقفها باستغراب : يا بنتي اهدي ، بعدين كتبك وشنطتك فوق ولا ناسياهم ؟
بالفعل كانت ناسياهم ، بصت ناحية السلم اللي بيطلع فوق وبعدها بصت لسيف بتوسل : ينفع تطلع انت تجيبهم ؟ أنا عايزة أخرج برا اليخت ده يا سيف .
بص لعينيها وشاف الخوف فيهم فوافقها بدون تردد وطلع مفتاح عربيته اداهولها : استنيني في العربية طيب هجيبهم وأحصلك بسرعة .
أخدت المفاتيح وشبه جريت وهو مراقبها مستغرب مالها؟ وجرالها ايه ! حاول يخمن بس ما وصلش لأي حاجة ممكن تكون رعبتها بالشكل ده !
جاب كل حاجاتها وحصلها بسرعة وركب العربية قعد مكانه، مد ايده ليها وهي استغربت بيمد ايده ليه ؟
استغرب حالتها ووضحلها : هاتي المفاتيح يا بنتي علشان نتحرك من المكان اللي راعبك ده!
افتكرت وادتله المفاتيح اللي كانت ناسياهم معاها وهو دور عربيته واتحرك وبعدها بشوية ركن على جنب وبصلها وقبل ما يتكلم هي بصت حواليها بتعجب وسألته : وقفت هنا ليه ؟ مفيش حاجة هنا .
استناها تبصله لأنها بتتلفت حواليها لحد ما أخدت بالها من سكوته فبصتله بحيرة : وقفت ليه يا سيف ؟
اتكلم بهدوء : ايه اللي حصل ده ؟ وليه جريتي بالشكل ده ؟
عملت نفسها مش فاهمة قصده وحاولت تظهر طبيعية : ايه اللي حصل ؟ مفيش حاجة حصلت بس خفت أتأخر على المدينة مش أكتر .
كشر لأنه عارف كويس انها بتمثل انها طبيعية فرد بحزم: همس انتي لسه من شوية صغيرين قلتي اني فاهمك وفاهمك أكتر من نفسك فازاي متخيلة ان اللي قلتيه ده هيخيل عليا ؟
سكتت وبصت بعيد مش عارفة ازاي تقوله مخاوفها وأفكارها ؟
راقب انفعالاتها فقالها بحنان: حبيبتي لو حد ضايقك عرفيني علشان أقدر أتعامل معاه و..
قاطعته بسرعة : محدش ضايقني .

 

 

حيرته زادت : طيب كويس ايه بقى اللي خوفك طيب ؟ فهميني ايه اللي حصل؟ أو فكرتي في ايه خوفك ؟
كانت بتفرك ايديها بتوتر ومش عارفة تقوله ايه؟ وحست ان الموضوع تافه؛ هو أكيد مش هيوديها مكان فيه ضرر ليها أو يتسبب في ده ولا يمكن يسمح لحد يأذيها أبدا فابتسمت لغباء أفكارها : فكرة غبية وراحت لحالها
– بصتله وابتسمت- هتوديني فين بكرا ؟
بصلها شوية وبيفكر هل يتقبل تغييرها للحوار؟ ولا يصمم يعرف هي مالها ؟
اتنهد باستسلام ودور عربيته : المكان اللي يريحك أو اللي عايزة تروحيه ، المهم تكوني مبسوطة .
ابتسمت وحاولت تكون طبيعية وشاورت على التابلوه قدامها بطفولة : ممكن أفتح ده ؟ بابا ماليه أوراق وحاجات كده مالهاش معنى انت يا ترى حاطط فيه ايه ؟
شبح ابتسامة ظهرت ورد بتأكيد: افتحيه وشوفي بنفسك .
فتحته وبتقلب جواه وطلعت إزازة برفان فيها اكتر من النص فرشت شوية عليها بسعادة: قد ايه بعشق البرفان بتاعك ؟ أصلا بعرف انت في الكلية أو لا من برفانك.
بصلها باستنكار : مش للدرجة دي يا همس .
شهقت وبصتله بتعجب: نعم ؟ دي الدفعة كلها بتعرف وصولك من ريحته مش أنا بس .
كملت تقليب وشافت فرشاة للشعر وشاحن موبايله ولفت انتباهها علبة سجاير و ولاعة فبصتله بذهول : سجاير ؟ ليه ؟
حرك كتفه بلامبالاة : عادي يعني .
كشرت وبصتله بتذمر : ايه ده اللي عادي ؟ أنا ما شفتكش ولا مرة بتدخن فمعاك سجاير ليه ؟
ماردش عليها ومركز في الطريق وغير الموضوع : في مكان هنا بيعمل ساندوتشات حلوة وبتطلبي وانتي في العربية وأنا الصراحة واقع من الجوع ، التورتة ما سدتش معايا ايه رأيك لو أكلنا ؟
رفعت حواجبها باستغراب من تغييره للموضوع بالشكل ده وهي مصممة تعرف ليه شايل سجاير معاه؟ أو بيدخن ولا لا؟ فجاوبته بإصرار: ماشي ناكل بس رد عليا الأول انت بتدخن ؟
بصلها بهدوء : يفرق معاكي في ايه ؟ بدخن أو لا؟
بصتله بذهول وهي مستغرباه وردت بخوف عليه: يفرق طبعا ، صحتك ، صدرك ، أنا اللي هقولك أضرار التدخين يا سيف ؟
ابتسم وأخد من ايدها العلبة حدفها قدامه على التابلوه : مش بدخن بمعنى بدخن يا همس فما تخافيش .
ردت باعتراض : يا بتدخن يا مش بتدخن يا سيف ؟
ركن على جنب وبصلها بتوضيح: مش بدخن بس ممكن من وقت للتاني أشرب سيجارة ، يعني بمزاجي مش مجبر ، مش مدمنها ، بس في أوقات ببقى عايز أحرق أي حاجة، فبحرقها هي مش أكتر ولا أقل جاوبتك كده ؟
حركت راسها بعدم اقتناع : لا مش مقتنعة .
سألها باستغراب : مش مقتنعة ليه ؟ انتي نفسك ماعرفتيش إذا كنت بدخن أو لا فده معناه اني مش بشربها كتير أو مش بشربها أصلا .
علقت بضيق: أو بتشربها بعد ما تمشي وتسيبني أو وانت مش قدامي أو ….
قاطعها بهدوء : حبيبي اللي بيدخن بيبان عليه وبتبان على ريحته وبمجرد ما تقربي منه بتعرفي .

 

 

كشرت وتمتمت بغيظ : انت بتغرق نفسك برفان وده هيداري أي ريحة للسجاير ولبانة أو أي معطر مش هيسيبلها أثر .
رد بغيظ منها : مين ضحك عليكي وقالك ان البرفان بيغطي على ريحة السجاير ؟
ما ردتش وبصت قدامها بعناد وهو اتغاظ منها فأخد العلبة فبصتله باستغراب بدون ما تتكلم وقبل ما ينزل قالها : هنزل أطلب ساندوتشات ، ناوليني البرفان اللي قدامك.
استغربت وناولتهوله وهو غرق نفسه منه وبعدها خرج وأول ما نزل ولع سيجارة وهي مراقباه وكانت هتنزل تشدها منه وترميها بس لقته اتحرك بعيد يجيب الساندوتشات .
راقبته واستغربت كل حاجة بتحصل ، ما اتأخرش ورجع سند على عربيته من قدام وهي نزلت و وقفت جنبه فبصلها بهدوء : لو ريحتها بتضايقك خليكي في العربية.
بصتله كتير قبل ما تنطق بتردد : انت متضايق دلوقتي مني؟
اتقابلت عيونهم وسألها بحيرة : ليه بتسألي سؤال زي ده ؟
شاورت بعينيها على السيجارة اللي في ايده وجاوبته بعفوية : قلت وانت عايز تحرق حاجة بتولعها .
ابتسم وبص للسيجارة في ايده وطلع الدخان عليها وبيراقبها وهو بيتكلم : لا؛ ولعتها بس علشان أثبتلك ان ريحتها مش بتروح بالسهولة اللي انتي متخيلاها دي .
سكت ورجع كمل بجدية : أنا مش بشرب سجاير يا همس ولو بشربها مش هكدب عليكي ، فدي فور فن مش أكتر ، حاجة لحظية وعادية .
بصتلها في ايده ورفعت عينيها له بتوسل: طيب ممكن تطفيها بقى ؟
بدون ما يعلق رماها تحت رجله وبصلها بتهكم: برفاني غطى على ريحتها ولا لسه ؟ – ماردتش وكشرت بغيظ فكمل – ده مش بعيد تلاقي ريحتك انتي كمان سجاير مش بس أنا ، اطمني يا همستي مش بشربها .
قاطعهم وصول الجرسون بصينية عليها الساندوتشات فأخدها منه وبصلها : نقعد في العربية ؟
بصت على ترابيزة قدامها وشاورت عليها بابتسامة : تعال نقعد عليها .
قعدوا وجم ياكلوا بس همس بصت في الأكل وشهقت ، سيف اتخض وبصلها : ايه حصل ايه؟
ردت بحنق : أنا نسيت! فين البيبسي ياسيف؟
بصلها بعدم فهم لوهلة بعدها استوعب وردد بغيظ: يعني الشهقة دي علشان البيبسي ؟ أنا قلت الأكل فيه قنبلة ولا حاجة .
بصتله بعناد: مابعرفش آكل الحاجات دي من غيره .
بصلها بحنق وقام وهو بيردد: صبرني يارب هروح أجيبلك البيبسي حاضر
لسه هيتحرك وقفته بسرعة: سيف
بصلها بتساؤل فكملت بابتسامة واسعة: اعمل حسابك انت كمان علشان نبقى زي بعض
بصلها وحس انه هينفجر من الغيظ فابتسمتله بمشاغبة وهي بتقوله : يلا قبل ما الأكل يبرد
مشي وهو بيردد باستسلام: ادي آخرة اللي يحب عيلة

 

 

راح جاب زي ما هي طلبت ورجعلها وقعد جنبها وبدأوا ياكلوا في هدوء وابتسامة متبادلة بينهم، وبعدها بص لساعته : قربتي تتأخري .
مسكت ايده بصت لساعته وابتسمت وهي بترد بتلقائية: انت مش هتوصلني بسرعة ؟ ما بقيتش بقلق وأنا معاك أصلا .
ابتسم لجملتها دي وقبل ما يعلق هي كلمته بتردد : هو أنا ينفع أطلب منك طلب غريب ؟
وافق بهزة من راسه وعلق : شاوري.
ابتسمت بخجل : لو قلتلك عايزة آخد إزازة البرفان بتاعتك دي هتقولي ايه ؟
استغرب طلبها ورد ببساطة: خديها بس ليه ؟ دي رجالي و واضح أوي انها رجالي فهتعملي بيها ايه ؟
بصت على الطبق اللي قدامها بشرود لفترة وحاولت تبتسم : عادي عايزاها – رفعت عينيها له وكملت بشجن- عايزة كل ما أشتاقلك أشمها .
ما توقعش أبدا إجابتها دي ، مد ايده يبعد شعرها عن وشها وسألها بألم : انتي ليه مصممة تعذبي نفسك وتعذبيني معاكي ؟ احنا قلنا الإجازة دي هنحاول نبعد فيها عن بعض.
حركت راسها برفض وضيق : احنا كده كده هنبعد ، سيف لو عايزها خليها وانسى اني طلبتها أصلا .
وقف بحزن: قومي اتأخرتي كده يدوب ألحق أوصلك .
وقفت بس مسكت دراعه بحيرة: انت حاسبت ولا هنمشي وخلاص ؟
ابتسم و وضحلها : أكيد مش هاكل وأجري ، حاسبت لما روحت طلبت الساندوتشات أصلا ، يلا يا حبيبتي يلا.
ركبت وقبل ما يتحرك فتح التابلوه حط السجاير اللي معاه وأخد البرفان بيديهولها بابتسامة: خليها معاكي براحتك .
أخدتها منه وحطتها في شنطتها وسكتوا الاتنين لحد ما سألها : برضه مش هتقوليلي ايه اللي خوفك وجراكي بالشكل ده وانتي مرعوبة ؟
ما جاوبتش وفضلت ساكتة وهو احترم سكوتها لحد ما فجأة اتكلمت : هتصدقني لو قلتلك مش عارفة ايه اللي جرالي ؟ مش عارفة ازاي أشرحلك بس لقيتني مرة واحدة في يخت مليان رجالة غريبة وأنا وسطهم وخطر في بالي فجأة سؤال لو الرجالة دي قربت مني أو ضايقوني هعمل ايه ؟ طيب هقدر عليهم ؟ طيب أنا ليه حاطة نفسي في وضع زي ده ؟
سيف بصلها بذهول وأخد فرامل وبصلها باستنكار: على أساس ايه يا همس التفكير ده ؟ وأنا فين في تفكيرك ده ؟ هشارك معاهم مثلا ولا ايه ؟
غمضت عينيها بتعب لأنها كانت واثقة انه مش هيفهمها وهو كرر بإصرار : جاوبيني أنا كنت فين في تخيلك ده ؟ ازاي هسمح لحد يلمس شعرة واحدة منك ؟ وازاي ….
بصتله وحطت ايدها على شفايفه بهدوء: انت سألت يبقى تسمع للآخر ، بس الأول اتحرك من نص الطريق بدل ما كل عربية بتعدي من جنبنا بكلمة .
حرك عربيته ومستنيها تكمل وهي سألته : سيف كان في كام واحد في اليخت النهارده غيرك ؟
نفخ بضيق : همس أنا ….

 

 

قاطعته بإصرار : كان في كام واحد ؟ جاوبني الأول .
فكر لحظات بتذكر : تقريبا خمسة أو ستة وصاحبي .
كملت بجدية: وانت تعرف من الخمسة أو الستة دول كام واحد معرفة شخصية ؟
بصلها بذهول : ولا واحد طبعا ، همس دول شغالين على اليخت ده وبعدين انتي عايزة توصلي لايه بالظبط ؟ هاتي من الآخر .
اتنهدت وكملت بجدية: ان لو الرجالة دي حاولت تعمل حاجة – حاول يقاطعها بس هي كملت بإصرار – خمسة على واحد مش هينفع يا سيف الكترة بتغلب الشجاعة ، أنا واثقة فيك وبشكل منتهي وعارفة كويس انك لا يمكن تسمح لواحد فيهم يضايقني حتى بكلمة ، بس لو النهارده قبل ما صاحبك يجي حد فيهم أو كلهم قرروا يحركوا اليخت وياخدوني وضربوك أو بلاش افرض خدروك ، ماهم جابولنا أكل وشرب فلو خدرونا كنا هنعمل ايه ؟ أنا كنت هعمل ايه ؟ طيب هفسر لبابا وماما وجودي في يخت وسط الرجالة دي بايه ؟ سيف في ألف فكرة جت في دماغي لما دخلنا الأوضة اللي هم فيها ، خفت واترعبت وحسيت انهم هيهجموا علينا ، هياخدوني منك وكل اللي فكرت فيه أهرب وأخرج .
بيسمعها وبعد ما كان هيعترض بس كلامها منطقي ، صاحبه ده كان من سنين وبقالهم فترة كبيرة ما اتقابلوش والناس اللي شغالة دي ما يعرفش فعلا حد فيهم فلو عملوا زي اللي هي قالته كان هيحميها ازاي ؟ هو فعلا مش هيسمح لحد يلمسها بس لو خدروهم زي ما هي فكرت وصحي مالقهاش معاه أو لقاها مغتصبة أو مقتولة أو أي فكرة غبية كان هيعمل ايه هو ؟ ازاي اتصرف بالشكل ده وبعدم مسئولية كده ؟ ازاي أخدها لمكان خاص وهو ما يعرفش كل متر وكل شخص في المكان ده ؟
انتبه عليها بتكمل بتردد: مش قلتلك انها أفكار غبية ؟
بصلها بضيق : بس دي مش أفكار غبية يا همس ، وعندك حق في خوفك ده وتفكيرك ده بس باسم ده شخصية محترمة جدا مش من النوعية اللي ممكن يشغل عنده حد بالشكل اللي وصفتيه ده ، ولأني عارفه كويس فكرت فيه بس الصراحة مافكرتش في الأفكار دي كلها وفي الناس اللي شغالة عنده طباعهم ايه؟ بس خلي عندك ثقة يا همس اني لا يمكن أسمح لحد يضايقك مش يلمسك طول ما أنا عايش .
ابتسمت بثقة : عارفة يا سيف ، عارفة .
ركن عربيته وبصلها بحب: أوعدك بكرا مش هاخدك أي مكان خاص ، هنفضل في أماكن عامة مليانة ناس علشان تكوني مطمنة ، المهم دلوقتي شيلي كل الأفكار دي من دماغك وركزي بس في امتحان بكرا ، راجعي النقط اللي حلتها معاكي وركزي كويس .
وافقت بهزة من راسها وبعدها علقت بحيرة : انت وقفت تاني ليه ؟ مش قلت هتأخر ؟
ابتسملها ببساطة: حبيبي احنا وصلنا .
بصت حواليها وابتسمت : ايه ده بجد وصلنا ؟ مش قلتلك انت هتوصلني بسرعة ؟

 

 

قبل ما تنزل مسك دراعها فبصتله فوصاها بحب : خلي بالك من نفسك ومن مذاكرتك .
ابتسمتله ونزلت وهو استنى لحد ما دخلت واطمن عليها بعدها اتحرك .
بدر وصل بابنه واداله الموبايل بتاعه وطلب منه يكلم مامته يبلغها انه وصل ، أنس أخد تليفونه بلهفة واتصل بسرعة وبمجرد ما ردت عليه : ماما أنا تحت وأخيرا أخدت الإجازة وجيتلك اهو افتحيلي .
رشا اتصدمت وسألته : جيت ؟ جيت فين؟ وتحت فين ؟
حاول ما يظهرش لأبوه ضيقه من لهجتها وفضل محافظ على ابتسامته : تحت البيت بتاعك يا ماما مش أنا قلتلك اني هخلص في التوقيت ده ؟ نسيتي ولا ايه ؟
بدر حرك راسه بضيق من غباء ابنه بس بدون ما يعلق وسابه يتكلم براحته .
ردت بغيظ : طيب مش كنت اتصلت بيا قبل ما تيجي يا أنس ؟ أصلا أنا مش في البيت وبعدين مين وصلك؟
جاوبها بسرعة : بابا طبعا وهو معايا دلوقتي .
طلبت منه يدي أبوه الموبايل وهو مد ايده لأبوه : عايزة تكلمك هي مش في البيت .
أخد منه الموبايل ورد ببرود : أيوة
رشا ابتسمت وكأنه شايفها وبتلعب في شعرها بدلع : وحشتني يا حبيبي .
كشر واتنهد بغيظ: انتي فين علشان تاخدي ابنك؟ انجزي .
اتضايقت من رده وزعقت : في الشغل يعني هكون في أنهي مصيبة ؟
بدر نسي تماما موضوع شغلها وبص لابنه بضيق وبيفكر ابنه هيفضل النهار كله لوحده مستنيها؟ ولا هيعمل ايه ؟
انتبه على سؤالها : هتعمل ايه ؟
جاوبها : هجيبه عندك أصلا ورايا مشاوير مهمة .

 

 

قفل واتحرك بابنه وبصله كان سرحان فقاله بجدية: أنس انت ممكن ترجع معايا و ….
قاطعه بسرعة : لا هقعد مع ماما .
علق بنرفزة : يا ابني هي بتشتغل وبتفضل النهار كله برا هتفضل قاعد لوحدك طول اليوم ؟ ولما ترجع هتنام فسيادتك هتعمل ايه بقى ؟ ومين هيفضل معاك ؟ طيب مين هيأكلك ؟ ما فكرتش في كل الحوارات دي؟
بصله بضيق : اديها فلوس وهي ما تنزلش تشتغل .
زعق قصاده : أنا مش ملزم بيها علشان أديها فلوس واقفل الحوار ده والقصة دي تماما .
أنس هو كمان زعق : مش ملزم بيها بس ملزم بيا ولا ايه ؟
بصله بضيق : وسيادتك عايز تروحلها وده اختيارك انت مش أنا فما تلومنيش عليه .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى الجزء الثاني)

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى