رواية رحيل العاصي الفصل الرابع 4 بقلم ميار خالد
رواية رحيل العاصي البارت الرابع
رواية رحيل العاصي الجزء الرابع
رواية رحيل العاصي الحلقة الرابعة
وصلت رحيل إلى بيتها وعقلها مشوش، كانت تائهة تماماً في كلمات هذا الغاضب، دلفت إلى بيتها وضغطت على زر جرس الباب وما إلا دقائق حتى فتحت لها أمينه ولكنها لم تنتبه لها وتحركت من مكانها واتجهت إلى الداخل دون أن تتحدث، وعندما لاحظ بدر وصولها أتجه إليها وقال:
– حبيبتي طمنيني عملتي إيه
نظرت له رحيل بتوتر وابتسمت بصمت وقبل أن تتكلم ظهرت داليا أمامها وهي عاقده ذراعيها أمام صدرها وقالت:
– ساكته ليه ما تحكي لينا إيه اللي حصل .. ده لو مكنتيش بوظتي كل حاجه
صاح بها بدر:
– داليا!! اتكلمي بأسلوب كويس
صمتت داليا وظلت تطالع رحيل بحقد والآخرة تقف بصمت لا تعرف ماذا تقول، وبعد لحظات فتحت فمها أخيراً لتقول:
– بابا أنت بتثق فيا صح؟
– طبعًا يا حبيبتي .. وإلا مكنتش خليتك تمسكي صفقة مهمه كده
– وأنا مش عايزه أكتر من كده
نظرت رحيل إلى داليا وقالت:
– النهاردة كل حاجه مشت تمام يا داليا والصفقة لسه في أيدينا حتى صاحب الشركة ذوق جدًّا ومن كتر ما هو ذوق خلاني أنا اللي ماسكة كل حاجه بخصوص الصفقة دي يعني أنا اللي هكون متابعه كل حاجه معاه وعشان كده هروح الفترة اللي جايه الشركة عنده لحد ما كل حاجه تتم
نظرت لها داليا بصدمة وفرهت فمها وطالعها بدر بضحكة واسعه هو وأمينه وركض نحوها بسرعه وأخذها في أحضانه وقال:
– كنت متأكد إنك هتكوني قد الثقة اللي أنا اديتهالك .. أنتِ مش متخيله فرحتي بيكي أد إيه جدعه يا حبيبتي
نظرت رحيل إلى داليا وهي في أحضان ابيها فطالعتها داليا بغضب ثم تحركت من مكانها بسرعه، وبعد لحظات ابتعدت رحيل عن بدر قليلاً وابتسمت له بتوتر ثم اتجهت إلى غرفتها وطالعها هو بتساؤل، وعندما لاحظت أمينه تغير ملامحه هكذا قالت:
– في إيه يا بدر مالك
– مش عارف بس حاسس إن في حاجه تانية حصلت معاها
– ليه بتقول كده تلاقيها بس تعبانة عشان كده دخلت ترتاح
– أتمنى
في شركة عاصي..
وما أن خرج رامز من مكتبه حتى دلف إليه هذا الطبيب اليائس الذي يدعى شادي، فتلك ليست المرة الأولى التي يزوره فيها وعندما وقع بصر عاصي عليه عرف الموضوع الذي سوف يحدثه عنه، دخل شادي إلى المكتب وجلس أمام عاصي فترك الآخر عمله وجلس يطالعه بتساؤل حتى قال:
– أخبارك إيه
– أنا الحمدلله .. بس أكيد أنا مش جاي عشان اطمنك على أحوالي
– أتكلم
– سلمي..
– مالها سلمي
– مش شايف أنه كفاية بقى لحد كده .. دي بقالها خمس سنين في السجن ده
– أنت أكتر واحد عارف حالتها إيه .. أنا مش هخرجها من هناك غير وهي متعافية تماماً
– بس السجن ده مش هيخليها تتعافي .. إزاي كل السنين دي محدش من أهلها جه يسأل عليها حتى هي متعرفش غيرك في الدنيا
– مش دايمًا الأهل بيكونوا سند يا شادي .. أنا عارف ان سلمي بتتألم جدًّا بس الألم ده هو اللي هيفوقها
– وممكن هو اللي يقتلها برضو .. الألم لما بيزيد عن حده بيقتل!
– والمطلوب دلوقتي
– إنك تسمحلها تخرج
– وأنا مش شايف أنها جاهزة عشان تخرج وتقابل العالم .. أنا عايزك تفهم إن سلمي أضعف من أنها تواجه كل الحاجات اللي مستنياها بره
تنهد شادي بضيق ثم قال:
– طب أسمح لها أنها تشوف مريم أختك حتى لو مره واحده .. ده هيفرق معاها جدًّا متنساش أن الاتنين كانوا أقرب من الأخوات في يوم من الأيام
– مستحيل مريم ترجع مصر الفترة دي
– أنت ليه قاسي أوي كده!! حرام عليك أنت بتأذي نفسك وبتأذي كل اللي حواليك
– لو خلصت كلامك ياريت تتفضل
نظر له شادي بدهشه ثم قال:
– عاصي ياريت متنساش إني قبل ما أكون دكتور سلمي أنا صاحبك! ولما طلبت مني أكون الدكتور بتاعها وحكيتلي وضعها أنا مرفضتش أبدًا بالعكس حبيت أساعدك بأي طريقة واعوض بيها السنين اللي كنت مسافر فيهم وبعيد عن مصر
– صدقني كل اللي أنا بعمله ده لمصلحتها
– طب على الأقل خليها تكلم مريم مره بجد ده هيفرق معاها صدقني
تنهد عاصي بضيق ثم قال:
الكاتبة ميار خالد
– حاضر هبقى أشوف الموضوع ده أوعدك
– تمام أنا كده خلصت اللي عندي .. عن أذنك
قال تلك الجملة ثم خرج من مكتبه فوراً وزفر الآخر بضيق وكأن هناك جبل ضخم من الهموم فوق صدره، عاد بكرسيه إلى الخلف وسرح في ذكريات طفولته مع أثمن أشخاص بحياته وهم مريم وسلمي، فالثلاثة كانوا أصدقاء منذ نعومة اظافرهم وظلوا سويًا مهما كان يحدث في العالم، ولكن هناك شعور واحد قادر على جمع وتفرقه الناس، ألا وهو الحب..
لقد جمع الحب بين مريم وذلك الخائن الذي سلب كل معاني الحياة من قلبها وتمكن من انتزاع ابتسامتها المميزة لتقع في نفس المؤامرة التي وقعت بها أمها ولكن تلك المرة كانت اقسى؛ ليتركها هذا الخائن بعد أن سلب منها شرفها وكانت تحمل ببطنها ابنتها ليلي و كانت هي الضحية الوحيدة لكل ما حدث، استطاع الحب أن يفرق بين مريم وعاصي بسبب ما حدث واستطاع أن يفرق بين سلمي ومريم الذي نصحت مريم مراراً وتكراراً أن تبتعد عن هذا الخائن، كانت على يقين أنه يخدعها وفي النهاية كان جزائها هو تخلي الأخرى عنها كما أنها قد خسرت عملها وحياتها بسبب هذا الشخص و بسبب كل تلك الاحداث وفي النهاية وصل بها الحال في تلك المستشفى، وكان عقاب عاصي لمريم هو نفيها إلى كندا بعيدا عنهم..
فلاش باك..
– مريم ابعدي عنه أنتِ متخيلة لو عاصي عرف الهبل اللي بتعمليه ده هيعمل فيكي إيه .. سيبك من عاصي اللي بينك وبينه حرام ربنا مش هيسامحك
– أنا عارفه بعمل إيه كويس غير كده أنا بثق في أحمد وعارفه أنه مش هيتخلي عني هو قالي أنه هيروح يطلب أيدي من ماما أصلا
– طب وعاصي؟
– ماما هتقنعه هو أصلاً كل ده لسه ميعرفش عاصي
– بس أنتِ عارفه أنه عاصي هيرفضه عشان مستواه أقل مننا بكتير وأنتِ عارفه عقدة عاصي من العلاقات دي
– أحمد غير بابا هو حاجه تانية
– وهتفضلي مخبيه اللي في بطنك ده لحد امتي
لحد ما…
وقبل أن تكمل جملتها نظرت الى المرآة التي كانت في غرفتها لترى انعكاس عاصي بها وهو يطالعها بغضب مكتوم بعد أن استمع لكل كلماتها تلك، وما حدث بعدها وكأن فيضان قد ضرب هذا المنزل..
باك
نفض عاصي تلك الذكريات عن رأسه وأنهى عمله وعاد إلى منزله بصمت وبمجرد أن دلف إليه حتى ركضت نحوه ليلي بفرحه كبيرة وارتمت في احضانه، أبتسم الآخر وضمها إليه ثم نهض من مكانه وهي مازالت في أحضانه، ابتسامه صغيرة من تلك الطفلة قادرة على اقتلاع تلك العتمة التي تحيط بقلبه، أنه يعترف أنه معها بالتحديد يكون شخصاً آخر أكثر مرحاً وفرحه عن شخصيته الكئيبة المعتادة، قالت ليلي بحزن:
– ليلي زعلانه منك جدًّا .. أنت وعدتني أنك هتفسحني امبارح بس أنت معملتش كده .. أنت علطول مش فاكرني
– أنا آسف حقك عليا أنا فاكرك وعمري ما أقدر انساكي .. بس خالوا مشغول جدًّا في حاجه معينه في الشغل واوعدك أول ما اظبط كل حاجه ليكي عندي فسحه عمرك ما هتنسيها
نظرت له ليلي وقطبت حاجبيها بضيق، تنهد الآخر وقال:
– إيه اللي يرضيكي دلوقتي طيب
– أني أقضي وقت كبير معاك .. أنا عايزه أشوفك كتير أنا عايزه أفضل جمبك علطول مش أشوفك مره كل يومين
ابتسم عاصي وقال:
– إيه رأيك بكره نتغدى برا طيب؟
نظرت له ليلي وعرفت الفرحة طريقها إلى وجهها فضحكت بسعادة وعانقته بحماس ثم قالت:
– موافقة جدًّا
ابتسم عاصي ثم قال:
– خلاص يبقى روحي نامي بدري
– حاضر
قالت تلك الكلمة ثم ركضت بسرعه نحو غرفتها لتنام وكانت والدته في غرفتها هي الأخرى فلم يرغب في ازعاجها فذهب إلى غرفته بهدوء وأخذ دش دافئ ثم خرج ووقف أمام مرآته ليجفف شعره، وفي تلك الأثناء ظهرت أمام عينيه صورة تلك المجنونة التي اقتحمت مكتبه اليوم، كان لديه الفرصة في تلك الدقائق حتى يتذكر كل حركاتها العفوية والغير مدروسة بالمرة، وتعجب للحظات من تلك الفتاة وسأل نفسه
الكاتبة ميار خالد
أيعقل أن يوجد في زمننا هذا فتاة بكل تلك العفوية والبراءة ؟
ولكن تلك العفوية كانت سوف تكون سبباً في خسارة كبيرة له؛ لذلك نفض عن رأسه تلك المشاهد وذهب إلى فراشه ونام على الفور..
ولكن في جهة أخرى كان هناك عيون لم تقدر على النوم للحظات، وكانت وتلك العيون هي عيون رحيل التي كانت تجوب غرفتها بتوتر وخوف، لا تعرف ماذا يخبئ لها اليوم التالي، ولكنها حاولت أن تسترخي وأخيراً فنامت وحاولت أن تتناسى كل هذا التعقيد، فالحياة دوما كانت في غاية البساطة بالنسبة لها..
في الصباح التالي..
استيقظت رحيل قبل ميعادها بساعات فهي لم تقدر على النوم براحه؛ لذلك قررت أن تحضر الفطور لهم جميعاً في هذا اليوم وبالفعل قبل أن يستيقظ بدر بلحظات كانت انتهت من تحضير كل شيء، سار نحوها الأخر بدهشه وهي ترتب أطباق الطعام على السفرة وقال:
– أنتِ اللي حضرتي الفطار النهاردة ولا ايه؟
– أيوة .. صحيت قبل ميعادي فقولت أحضر الفطار النهاردة
– إيه الجمال ده جدعه
جاءت أمينه خلفه وقالت:
– الله يسعدك يا بنتي والله صاحية جسمي مكسر مش قادرة أعمل حاجه
– أنا مش عايزه أتأخر فهاخد أكل من امبارح معايا في العلبة زي ما متعودة ماشي
قال بدر:
– اللي يريحك يا حبيبتي بس بلاش تنسي الأدوية بتاعتك
– حاضر
ابتسمت رحيل ثم تحركت من مكانها وذهبت إلى غرفة داليا حتى تتحدث معها قليلاً مع أنها تعرف أنها في هذا الوقت تكون في سبات عميق، وبعد أن ذهبت نظر بدر إلى أمينه وقال:
– مش قولتلك أنا هحل كل حاجه .. شوفتي التغيير اللي حصل من أول يوم بس أنا كنت واثق فيها
– بلاش تحكم على الحاجه بسرعه طيب لما نشوف اخرتها .. التغيير مش بيحصل من تحضير فطار ولا صحيان بدري يا بدر
– يا ستي أنتِ ليه مصممه تكسري فرحتي خليني كده
ابتسمت أمينة ثم تحركت من مكانها، دلفت رحيل إلى غرفة داليا وتركت الباب مفتوح وتفاجئت كثيرًا عندما وجدتها تجلس على سريرها وتمسك هاتفها بملل، دلفت إليها وقالت:
– أنتِ لسه صاحيه كل ده!
نظرت لها داليا بعدم اهتمام ثم أعادت بصرها إلى الهاتف، اقتربت منها رحيل وجلست أمامها على السرير وقالت:
– أنتِ ليه بقيتي بتعامليني كده أنا عمري ما كنت وحشه معاكي يا داليا
– عارفه
– طب ليه كل ده .. ليه بتعملي مسافات بينا
– مش أنا اللي عملت .. حتى لو بدون قصد بس أنتِ كل يوم بتجرحيني يا رحيل وأنتِ مش بتحسي
– كل ده بسبب معاملة أهلك ليا
نظرت لها داليا بعدم فهم وتركت الهاتف من يدها وقالت:
– أهلك؟!
– أيوة أهلك يا داليا دي حقيقة مش هنقدر ننكرها .. أنتِ مينفعش تغيري مني لأني مجرد صورة لكن أنتِ الأصل أنا عمري ما هكون زيك .. أنا بس كفاية عليا إني أعيش وسط ناس بتحبني وأحس أن ليا أهل
الكاتبة ميار خالد
– بس هما مش بيعتبروا كده .. أنتِ الصورة والأصل الوحيد في البيت لكن أنا مجرد هامش
نظرت لها رحيل للحظات ثم تنهدت وامسكت يد داليا وقالت:
– يمكن دي أول مره احكيلك الكلام اللي هقوله بس أعتقد أنتِ بقيتي كبيره كفاية عشان تفهميني
ثم تنهدت بضيق وبدأت في الكلام:
– من يوم ما اتولدت وأنا حياتي مش مستقرة .. كل شوية أنا وأهلي نتنقل من مكان لمكان على حسب حالتنا المادية .. لما كبرت شوية بدأت استوعب كل اللي بيحصل حواليا وفهمت أن المشكلة كلها كانت على ورث جدي .. فاكره الموضوع ده؟
– أيوه
– بعدها حصل خلاف كبير بين بابا وعمي بسبب أن جدي كان كاتب كل حاجه لعمي عشان هو عارف إن بابا متسرع وكان ممكن يرمي فلوسه في أي حاجه بس برضو وصى عمي أنه يكون كويس مع بابا ويديله حقه كمان .. بس للأسف بابا مفهمش ده وبعد عنه واخدني أنا وماما معاه وسافرنا القاهرة وأنتم كنتم في البلد .. كان عندي تمن سنين وحالتنا المادية اتدهورت جدًّا .. اتدهورت لدرجه إن الناس كانت بتعطف علينا .. لدرجه إن هدومي كلها مكانتش بتاعتي
نظرت لها داليا بعيون متسعه وقد مالت إلى التعاطف نوعاً ما، تنهدت رحيل وقالت:
– شوفت فتره وحشه جدًّا .. عمرك ما هتتخيلي إحساس إنك نفسك في حاجه ومش عارفه تجبيها بس كان عندي قناعة ومبسوطة إني على الأقل وسط عيلتي مع إني عيشت حياة الفقر بطريقة بشعة جدًّا .. ولما كملت ال ١٥ سنه كل حاجه بين أبويا وأبوكي بدأت تتصلح وترجع تاني ولما كُنا راجعين البلد عشان نتجمع كلنا تاني وخصوصاً وأنا قاعده في العربية كنت مبسوطة أوي .. لحد ما سمعت صريخ أمي ولحد دلوقتي صريخها مش عايز يخرج من دماغي ولا بيخليني أعرف أنام في سلام .. صرختها وهي بتترمي عليا عشان تحميني من الازاز اللي اترمي علينا والعربية بتتقلب بينا وبعدها محستش بأي حاجه ..
صمتت رحيل وقد تكونت بعض الدموع في عينيها فقالت داليا بدموع:
– وبعدين ؟
كشفت رحيل عن معصمها ليتبين جرح كبير على طول معصمها، أكملت:
– بعدين خسرت كل حاجه .. حتى حياتي البسيطة اللي كنت عايشاها اتحرمت منها .. لما فوقت أول حد شوفته كانت ماما أمينه وهي عمالة تعيط مكنتش عارفه هتقولي الخبر إزاي ولما فوقت كان عمي أستلم جثة بابا وماما ودفنهم كمان .. بيقولي أن يومهم كل حاجه فيه كانت متيسره اتغسلوا بسرعه حتى العربيات في ثانية حضرت .. مع أن المسافة كبيره بين المستشفى والترب بس قالي أنهم وصلوا بسرعه وده اللي صبرني على فراقهم..
صمت رحيل للحظات ثم قالت:
الكاتبة ميار خالد
– بعدها عمي اتكفل بيا وقال إن حق بابا كله هيكون ليا وأنه مش هيحرمني من جو العيلة وهيخليني واحدة منكم .. وربنا يعلم إني بعتبركم عيلتي وأغلى ناس في حياتي .. فجأة حياتي اتقلبت تاني فجأة لقيت نفسي في عالم غير اللي كنت عايشه فيه .. تفتكري كل ده سهل على البني آدم
– لا .. أنا أول مره أعرف الحكاية كاملة منك
ضغطت رحيل على يد الأخرى وقالت:
– داليا أنا عانيت وجوايا جروح والله بحاول اشفي نفسي منها من غير ما حد ما يعرف .. مش معني إني بضحك وإني اخده كل حاجه بهزار إني كويسة من جوه .. أنا من جوايا تعبانه لدرجه إن النفس اللي بتنفسه تقيل على قلبي .. قلبي بقى مش مستحمل حاجه ولا مستحمل نظرة الكُره اللي في عينك ليا
نظرت لها داليا بعيون نادمة فتابعت الأخرى:
– أنا بس عايزه أقولك أن حتي لو أنتِ حاسة أن بابا وماما بيعاملوني بطريقة مختلفة ده مجرد عطف منهم عليا .. وأنا عارفه أنهم بيحبوني جدًّا لكن دي الحقيقة يا داليا .. أنتِ مينفعش تغيري مني لأني عمري ما أتمني إنك تشوفي اللي أنا شوفته .. أنا شوفت أهلي وهما بيموتوا قدام عيني أنا جت عليا فتره كنت بقول يارب طب ليه اخدتهم هما وخليتني أنا
قالت داليا بسرعه :
– بعد الشر عنك بلاش تقولي كده
ابتسمت رحيل وقالت:
– أنتِ مش وحشه يا داليا حتى قلبك طول عمره كان أبيض بلاش تخلي الشيطان يخش ما بينا .. أنتِ أختي أنا مليش غيرك في الدنيا اتسند عليه .. أرجوكِ ارجعي زي ما كنتِ ارجعي زي زمان لما كُنا بنشارك كل حاجه مع بعض .. ارجعي صدعيني بالشباب اللي كل شوية تعجبي بيهم
ضحكت داليا بخفه ومسحت دموعها ثم قالت وهي تنظر الى رحيل بحزن:
– أنا أسفه لو جرحتك بكلامي في يوم بس أنا كان جوايا غضب كبير أوي إهمال بابا وماما ليا جرحني أوي وكنت حاطه عليكِ الذنب كله
– ده مش إهمال يا حبيبتي هما بيحبوكي جدًّا بس لو اهتمامهم بيا كان زايد شوية عشان كل اللي أنا شوفته
– ليه مقولتليش كل ده قبل كده
– عشان مكنتش عايزه افتكر ولا أحكي كنت عايزه أفضل ناسية
– أنا أسفه اني فكرتك
ابتسمت رحيل ثم قالت:
– يعني خلاص هنبدأ صفحة جديده وننسى كل اللي فات
ابتسمت داليا ثم عانقت رحيل بحب ولأول مره منذ وقت طويل، ابتسمت رحيل بفرحه كبيرة وشددت ذراعيها حولها وقالت:
– يعني كده هتسمحيلي أعمل مقالب فيكي تاني
انتفضت داليا من مكانها وقالت:
– لا بالله عليكِ بلاش مقالبك دي
ضحكت رحيل بصوت عالي وعانقت داليا مجدداً، وهنا ظهر بدر وأمينه الواقفين عند باب الغرفة وعيونهم قد اغرقتها الدموع ولكنهم لم يرغبون في ازعاجهم أو قطع تلك اللحظة عليهم..
وبعدها خرجت من المنزل واتجهت إلى شركة القاضي لتبدأ يومها الأول في إقناع هذا الغاضب بالموافقة على الصفقة ..
ولكن ترا ما الذي سوف يحدث لها وهل سيمر اول يوم بسلام ام به الكثير من الأحداث
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل العاصي)