رواية خسوف الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آية العربي
رواية خسوف الجزء الخامس والعشرون
رواية خسوف البارت الخامس والعشرون
رواية خسوف الحلقة الخامسة والعشرون
الحب
يجعلك اقوى الاقوياء
ثم وبلحظة تتحول بفضلهِ الى اضعف مخلوق
&&&&&&&&&&
في اليوم التالي حيث قضى بدر امس كاملاً يفكر في حديثها ..
استيقظ وولج للخارج بعدما ادى روتينه الصباحى .
كانت هى تستعد للذهاب لجامعتها وقبل ان تصل للباب اوقفها قائلاً _ قمر !.
توقفت تخفض نظرها ارضاً وهى تواليه ظهرها … تقدم منها حتى توقف خلفها مباشرةً يتنهد بعمق ثم اردف بقلبٍ معذب _ من هلا لحتى اضبط امورى بوعدك ما بقى ازعجك بالحكى … بس لا تكبري هالحاجز بيناتنا … انتِ كمان افهمى علي .
تنهدت بقوة تغلق عيناها ثم اردفت التفتت تطالعه بعيون محبة وقلبٍ عاشقٍ _ تمام يا بدر .
&&&&&&&&&
بعد مرور اسبوعين
استطاعت فيهما ريحانة ان تنشغل بعملها الجديد حيث استقبلت زبائن اعجبوا واشادوا جداً بتفصيلها منبهرين بما تفعله هذه الشابة وبهذا الوضع .
كانت الجارة ام محمد تذهب اليها باستمرار خلال الاسبوعين وتأخذ معها سيدرا ابنة شقيقها التى احبت ريحانة كثيراً وكذلك ريحانة التى تعلقت بها بشكلٍ كبير .
تم رفع دعوة الخلع من بثينة على زوجها الذى وصله اشعار بالقضية مما جعله يثور ويدور ولكن ياسر وبدر وقفا له بالمرصاد فانكمش وتراجع متوعداً في نفسه بإتلاف جمعتهما.
قمر اودعت كل طاقتها في الجامعة او هكذا ادعت لتقنع بدر انها تنحّت جانباً مثلما اخبرته خصوصاً بعد ما حدث مؤخراً في قضية هذا الجبان التى انتشرت في الجامعة فتشجعن بعض الطالبات للأدلاء بشهادتهن وتجربتهن مع الابتزاز سواء من خالد او اعوانه ومساعدة قمر في استرداد حقها المسلوب خصوصاً بعد رؤيتهن لفيديو الاعتداء على زوجها الذى اغضب الكثيرين مطالبين القضاء المصرى العادل برد الحقوق الى اصحابها فى اسرع وقت .
بدر الذى قرر اعطاء بعض الهدنة لنفسه ولقمر كي يفكر بشكل سليم ولتستعيد نشاطها وشغفها معه وابتعد مجبراً بقلبٍ ملوّع سامحاً لنفسه ان ينشغل في امورٍ عدة ابرزها أمر تركيب اطراف صناعية لريحانة حيث تواصل مع مركز مختص ومعروف في المنصورة وتم اصطحاب ريحانة اليه وبعد الكشف عليها تم اختيار الاطراف الانسب لها مع مراعاة سنها وحالتها كما حرص هو على اقتناء الافضل لها ولذلك ستستغرق بعض الوقت نظراً لتكلفتها العالية ولصناعة الاطراف هذه خصيصاً في الخارج لكونها (اطراف صناعية ثورية ) .
ها هو اليوم يحضر لاسعد آيام حياته
يستعد لليوم الذى انتظره طوال عمره … يوم اجتماعه مع حبيبته … يوم امتلاكها … يوم الحصول عليها بقناعة تامة .
فغداً عيد ميلاد قمر الواحد والعشرون ،،، ليلته المنتظرة ،،، فرحته التى يدخرها منذ زمن .
عاد من عمله عصراً وصعد شقته ليراها فقد غادرت صباحاً الى جامعتها دون رؤيته … فتح ودلف ينادى بترقب _ قمر !
خرجت من غرفة المعيشة تطالعه بعمق وترقب مردفة بهدوء _ بدر ! … حصل حاجة ؟!
تقدم منها بخطى متمهلة حتى توقف امامها يطالعها باشتياق مردفاً بحب وعيون لامعة _ كل عام وانتِ سالمة … بكرة بيكون عيد ميلادك … ورح تتمى ال ٢١ اخيراً يا عذابي الحلو .
ابتسمت حتى سطعت اسنانها واردفت بحب واشتياق وهى تطالعه بعمق _ وانت طيب يا حبيبي .
انشرح فؤاده من كلمتها ونبرتها الحنونة واردف يهدئ من مشاعره _ عملتلّك مفاجأة اتمنى تعجبك بس رح وصلك بكرة الصبح ع بيت ياسر وهو رح يجيبك لعندى ف المسا ع مكان الحفلة .
ضيقت عيناها متسائلة بتعجب _ اشمعنى يا بدر ! … خلينا نمشى سوا من هنا !.
مد يده يعيد خصلات شعرها الى الوراء مردفاً وهو يطالع ملامحها بعشق _ رح اطلب منك شغلة … بدك تساوى يللي بئِلك عليه من هون لبكرة … اتفقنا قمرى ؟!
اومأت بقبول بينما هو ابتعد يخرج من جيبه عملات ورقية ثم ناولها اياها مردفاً بترقب _ وهلا بدى منك تدقي لناهد لحتى تطلعوا سوا المسا .
تعجبت ليده الممدودة بالنقود وتطلعت عليه متسائلة وهى تلتقطها من يده _ هعمل ايه بالفلوس دي يا بدر ! .
طالعها بعمق وعيون بها بريقٌ خاص مردفاً بترقب _ هدول المصارى لحتى تشترى اغراض … يعنى اواعى وهيك شغلات .
تعجبت مردفة بتساؤل _ اواعي ايه !! … فستان يعنى وكدة !
هز رأسه يردف بتمعن _ لا بنوب … الفستان واغراضه رح يوصلوكي الصبح ع بيت ياسر … مو هيك بقصد … اما عم اقصد اغراض حريم مدرى شو اسمهن هدول لانجيري بانجيري .
ضحكت بخفوت واحمرت وجنتيها تومئ مردفة _ تمام فهمت … بس خد الفلوس انا معايا فلوس كتير .
تنهد يردف بحب وتمهل _ ما إلي باللّي معك … هدول المصارى خاصة فيكي بتصرفيهن بشو ما بدك … هلأ خدي لي هالمصارى وحاكى ناهد لحتى تطلعوا ع السوق وما تتأخروا ..
اومأت بتفهم تتنهد بعمق ثم نظرت ارضاً بحيرة .
اما هو فتحمحم واردف بترقب _ انا رح افوت ع اوضتى أغير اواعيّ واطلع .
اومأت له فإلتفت لغرفته وكذلك هى اتجهت لتهاتف ناهد ولكنه اوقفها بنداؤه مردفاً _ قمر !
التفتت تطالعه بعيون متسائلة فأردف قبل ان يسرع الى غرفته _ كتري اللون الاحمر .
قالها ودلف غرفته بينما هى انقبض داخلها بشعور ممتع وقلق في آنٍ واحد .
اتجهت لغرفتها واغلقت الباب خلفها ثم خطت تتوقف امام المرآة وتنظر لانعكاس صورتها مردفة بترقب وقلق _ ياترى مستعدة يا قمر ! … مستعدة تبدأي حياتك مع حبيبك وانتوا في الوضع ده !
وضعت وجهها بين كفيها تغلق عيناها بقوة مردفة بقلبٍ معذب وحلقٍ منقبض بمرارة _ مش عارفة … مش عارفة اتصرف ازاي او اعمل ايه !
هزت رأسها بعنف تطرد حيرتها ثم توقفت لتهاتف ناهد وتترك هذا الامر يسير كما يريد القدر .
&&&&&&&&&
فى المطعم حيث يقف نادر وياسر .
دلف عليهما نادل من العاملين بتقديم الطعام يردف بترقب _ شيف ياسر فيه شاب برّا عايز يقابلك .
تعجب ياسر ونظر لابنه مردفاً _ شاب مين ده يا شريف !
اردف شريف بقلة معرفة _ معرفش يا شيف … بس بيقول انه عايزك في خدمة .
تنهد ياسر واردف بترقب _ طيب هخرجله .
غادر النادل يخبره بينما اردف ياسر لابنه _ كمل انت يا نادر لما اخرج اشوف مين ده .
اومأ نادر بتفهم بينما خرج ياسر ليرى الشاب الذى لم يتعدى عمره ال ٢٢ عاماً .
اتجه اليه وجلس امامه يردف بترقب _ خير يابنى قالوا انك عايزنى !!
نظر له الشاب بتعمن واردف _ايوة يا شيف ياسر … انا اسمى على وكنت بدور على شغل وناس اولاد حلال دلونى على حضرتك .
نظر له ياسر بترقب ثم اردف _ طلبك على راسي بس انا عندى العدد مكتمل … انا ممكن اكلم لك حد تبعي تشتغل عنده .
توتر الشاب واردف بإستعطاف خبيث _ حاولت يا شيف ياسر … انا بقالي اسبوع بلف على شغل وما ارتحتش ساعة واحدة … وجاي عشمان في كرمك انك متردنيش … انا ظروفي ما يعلم بيها الا ربنا وامى ست مريضة ولولا تعبها انا مكنتش حطيت نفسي في موقف زي ده .
تنهد ياسر يطالعه بترقب لدقائق قبل ان يردف _ طيب انت بتعرف تعمل ايه !
انفرجت اساريره مردفاً _ اي حاجة يا باشا … اغسل مواعين .. اقدم طلبات … اقشر خضار … اي حاجة .
اومأ ياسر مردفاً بطيبة _ تمام يابنى … هجربك لاسبوع كدة معايا ونشوف هنعمل ايه .
اردف الشاب بسعادة _ متقلقش يا شيف ياسر انا مش هخيب ظنك .
&&&&&&&&&&
في اليوم التالى صباحاً استعد بدر ليصطحب قمر الى منزل والدها واثناء نزولهما فتحت ريحانة باب شقتها واردفت تنادى على قمر التى التفتت لها بينما نزل بدر فتابعت _ كل عام وانتِ سالمة حبيبتى .
ابتسمت لها قمر بحنو ودنت تعانقها مردفة _ وانتِ طيبة وبخير يا ريحانة … متشكرة جداً .
بادلتها ريحانة بينما ابتعدت قمر فتابعت ريحانة بترقب _ بتعرفي ما رح اقدر اجى ع الحفلة ..
اومأت بتفهم واردفت _ ولا يهمك … اخبار شغلك ايه !
اومات ريحانة مبتسمة تردف _ كتير منيح … واليوم جاي لعندى ناس رح اتعاقد معهن ع شغل جديد .
اومأت قمر بتفهم مردفة _ كويس جدااا … ربنا يكتبلك الخير يارب .
كان بدر قد اخرج سيارته ولحقته هى عندما انتهت من حديثها .
استقلت السيارة بجواره وانطلق يوصلها لمنزل ياسر ثم اتجه مكان الحفل ليباشر بنفسه على التنظيمات .
بعد قليل جاءت سلوى وبناتها الى منزل ياسر بناءاً على طلبه ليحتفلن مع ابنته .
اردفت سلوى وهى تطالع قمر بحنو _ بصي بقى يا قمرة … انتِ متوصى عليكي جامد … من بدر ومن باباكى علشان كدة بقى البنات هيروقوكى .
ابتسمت بهدوء مردفة _ على فكرة يا طنط سلوى ده عيد ميلادى مش فرحي .
اومأت سلوى تضحك مردفة بحنو _ بس شيف بدر اعتبره فرحك يا حبيبتى وعامل ومسوى .
نظرت قمر لناهد بترقب بينما الآخرى تبتسم بخبث مردفة لتبتعد عن نظرات قمر _ يالا يا بوسي شغللنا الكاست .
صدعت الاغانى وبدأن تندمجن مع بعضهن وتناست قمر أمرها مؤقتاً وتوقفت ترقص مع بثينة وتضحكن بسعادة وقد حضر بعض الجارات لتهنئن قمر بناءاً على دعوة ياسر .
عصراً عاد ياسر ونادر وطرقا الباب فهدأت الفتيات وجلسن بينما اتجهت قمر تفتح الباب وهى تتطلع على والدها بسعادة .
بادلها بحب وعانقها يردف بحنو _ كل سنة وانتِ طيبة يا قمرى .
اردفت وهى تعانقه _ وانت طيب يا بابا .
دلف نادر يحمل في يده صندوق مردفاً _ كل سنة وانت طيبة يا مرمر وعقبال ١٠٠ سنة … ودى هديتى .
ابتعدت عن والدها ونظرت له بتعجب واردفت وهى تلتقط منه الصندوق _ وانت طيب يا حبيبي بس ايه ده يا نادر !
كادت ان تفتحه فقاطعها يردف بمرح _ لاء استنى بهزر معاكى … دى حاجة بدر باعتهالك … انما هديتك منى هتوصلك بليل .
ابتسمت بحب وعانقت الصندوق ثم نظرت للجميع واردفت _ طيب عن اذنكوا .
دلفت غرفتها وتركت ياسر ونادر يرحبوا بالبقية … اتجهت لفراشها تضع عليه الصندوق التى قامت بفتحه بترقب بينما اتسعت عيناها بذهول وشهقت وهى ترى فستاناً ابيض رائع ذو تفصيلة رائعة برغم بساطته وهدوءه الا انها انبهرت به .
ضحكت بسعادة ونزلت عبرة من عيناها وهى تعانق الفستان بحب وعشق لهذا البدر الذى اغرقها بالحب وحاوط قلبها الصغير بحنانه .
تنهدت تنظر مجدداً داخل الصندوق فوجدت كيس ورقي راقي به حذاء كحذاء سندريلا الرائع .
شردت تفكر في امرها … افعاله تجبرها على السير للامام والوثوق به .
زفرت بقوة ثم وضعت الاغراض مجدداً داخل الصندوق وتعجبت مردفة _ اوبس … تقريباً نسي الحجاب !
اتجهت تنادى لصديقتها ناهد التى جاءت متسائلة _ ايوة يا قمر !
اردفت قمر بترقب _ بدر بعتلي الدريس والشوز يا نودا بس تقريباً نسى الحجاب ! … اعمل ايه اكلمه ولا انزل اشترى !.
تنهدت ناهد ثم اردفت _ كلميه يا قمر عادى .
اومأت وعادت لغرفتها تغلق بابها ثم تناولت هاتفها وقامت بالاتصال عليه تنتظر اجابته .
فتح الخط واردف بنبرة عاشقة وقلبٍ متراقص _ قمرى ! .
سحبت شهيقاً قوياً واردفت بعشق _ نعم يا حبيبي !
تنهد بعمق يردف بسعادة _ اشتقت لصوتك ولعيونك ولكل شى فيكي .
تعالت وتيرة انفاسها وتراقص قلبها مردفة _ وانا كمان .
صمت قليلاً الا انفاسه العالية بينما اردف بترقب _ شو عجبك الفستان !
اردفت بحب _ جدااا يا بدر … عجبنى جدااا … بس هو انا ملقتش حجاب معاه !
اردف مطمئناً _ ما تعتلى هم حبيبتى رح تجيبهولك الميكب ارتست هلا .
اتسعت عيناها واردفت بترقب _ هو انت باعتلي ميكب ارتست !
اردف بثقة وحب _ لكان شو يا صبية ! … بدك يوم متل هاد وما تتزينى يا ست الصبايا ! هلا انا بالاساس ما بحب هيك شغلات لانو انتِ مو بحاجتها بس هاي العادات وانا رح اتبعها .
ابتسمت بسعادة واردفت بحب _ انا بحبك اوووى .
اردف بحب ولهفة _ مو اكتر منى .
اغلقت معه ونظرت للامام بشرود … كلماته وافعاله ترمم جروحها … عضت على شفتيها بخجل وهى تفكر في هذه الليلة .
هزت رأسها تنفض الافكار ووقفت تتجه للخارج حيث غادر ياسر مع ابنه للاعلى ليعطى لهن بعض الراحة .
&&&&&&&
فى القاعة
يقف بدر يشرف على كل شئ بنفسه … تناول هاتفه وهاتف ريحانة ليطمئن عليها .
اجابته مردفة بترقب _ بدِر … كيفك !
اردف وهو يجلس على احد المقاعد بهدوء _ تمام ريحانة … انتِ كيفك ! … صار معك شى !
اردفت وهى تجلس خلف مكينتها _ ايه هلأ كنت عم اشتغل .
تذكرت امراً فاردفت _ ايه بدر كنت رح انسى … اليوم جاي لعندى زلمة ومرته بدهن افصلهن ملابس صبايا للمحل تبعهن اللى رح يفتحوه هون … لانهن شافوا شغلى ع موقع التسويق وعجبهن كتير وطلبوا منى احدد موعد وانا قولتهن فيهن ييجوا اليوم .
ضيق عيناه يتسائل مردفاً _ مين هدول العالم !! … وليه ما خبرتيني قبل !
تعجبت واردفت _ عادى بدر انت بتعرف ان بييجي لعندى زباين كتير … شو الجديد هلأ !
اردف بقلق ومسئولية _ هلاأ دقيلهن وقوليلهن بييجوا بكرة مو اليوم .
اردفت بتروى _ مافيني بدر … انا عطيتلهن موعد وما فيني اخلفه … لشو عم ترفض هلأ !!
تنهد بقوة ثم اردف _ لانوا بدى اتعرف عليهون ريحانة ما بيصير ييجوا وانتِ بالبيت لحالك .
اردفت بتفهم _ ما تقلق علي … هلأ الخالة ام محمد رح تيجي وتضل معى لحتى يفلوا .
شرد يفكر قليلاً ثم اومأ يردف بقلق _ ايه تمام ريحانة … متل ما بدك … بس دقيلي اول ما بيوصلوا .
اردفت بهدوء _ ايه تمام بدر ما تعتل هم …. هدول العالم موثوق منهم والكل بيعرفهون هون ما تقلق … واذا فيك اسأل الخالة ام محمد هى بتعرفهن .
اغلق معها بعدما انتهى ووقف يكمل تنظيم بشرود .
&&&&&&&&&
اتى المساء سريعاً .
تقف قمر امام مرآتها تتطلع على هيأتها بانبهار … حتى هي لا تصدق ما تراه … كالقمر في تمامه .
اردفت الميكب ارتست بترقب _ ايه رأيك يا قمر ! … عجبك الميكب ؟
نظرت لها قمر باعجاب مردفة _ عجبنى جدااا تسلم ايدك .
اردفت ناهد التى تقف تتابع _ روووعة يا قمر … ماشاء الله .
ابتسمت لها بحب بينما جمعت السيدة اغراضها لتغادر اما سلوى وبثينة فإرتدين لباس مناسب للحفل وكذلك ناهد واستعدن جميعاً للذهاب للقاعة التى حجزها بدر لهذا اليوم .
اما تلك الحورية التى نزل اليها والدها بعدما ارتدى ملابسه هو ونادر ف الاعلى .
تطلع عليها بحب وعيون لامعة ثم قبل رأسها واردف _ بسم الله ماشاء الله … ايه القمر ده يا قمرى .
ابتسمت لوالدها بحنو بينما هو تابع _ يالا علشان منتأخرش على بدر .
اصطحبها في يده ونزل بها الدرج يتبعه نادر وسلوى وبناتها يطلقن الزغاريط من خلفها ونادر يتطلع على بثينة بتعجب من امرها .
استقلت السيارة وجلست في الكرسي الامامى بترقب وفى الخلف جلسن سلوى وناهد وبثينة .

استقل ياسر مكان القيادة وبدأ يقود الى مكان الحفل بينما تلك القابعة بجواره بدأت نبضاتها تعلو وتهبط بشكلٍ ملحوظ .
فى القاعة التى تجمّع بها الاحباب من المعارف والمقربون والجيران والزبائن المقربون و المترددون على المطعم والعاملين به وزوجاتهن واطفالهن جميعاً قام بدر وياسر ونادر بدعوتهم لحفل عيد ميلاد ابنته بينما حقيقة الامر هو حفل زفافها الذى أجله بدر لهذا اليوم .
زينت القاعة بطريقة مبهرة والوان زاهية بينما صفت على جميع الجوانب طاولات مرصوص عليها ورود بديعة وكاسات شمعٍ ذو ورائح طيبة وحولها مقاعد معدنية رائعة يتوسطها احزمة من قماش الدانتيل الابيض .
كان المكان يليق بحفل اسطورى تم تجهيزه بعناية من قبل بدر .
وصلت سيارة ياسر وتعالت نبضات قمر حتى اصبح صدرها يعلو ويهبط بقوة .
نظر لها والدها الذى مبتسماً يردف بترقب _ وصلنا يا قمرى .
ابتسمت لوالدها بهدوء بينما ملامحها يعلوها التوتر .
ترجلن الفتايات وسبقوهن للداخل بينما ترجل ياسر يلتفت اليها ويساعدها ف النزول .
ترجلت تتمسك بيده تشعر انها ستسقط من فرحتها المفرطة .
وضعت كفها على صدرها تسحب شهيقاً قوياً تهدئ به لوعة قلبها العاشق فتطلع عليها ياسر بحنو وربت على كفها يردف باطمئنان _ انا معاكى يا حبيبتى .
ابتسمت له بهدوء وخطى الاثنان للداخل بترقب .
دلفت هى من باب القاعة فتسلطت الانوار والعيون عليها وصدعت الموسيقى التى جعلت القلوب تتراقص .
ناظرة ارضاً بخجل وتوتر تتمسك في يد والدها بحماية حتى لا تسقط .
امال والدها عليها يردف هامساً _ ارفعى وشك وبصي كدة لبعيد !
رفعت نظرها تطيعه وتنظر لآخر المسار فلتقت عيناها بالعين التى شغلت عقلها واحتلت قلبها وسكنت روحها .

يقف بهيبته ووسامته وطلته يطالعها بعشق وقلبٍ يصرخ سعادة … تخطو مع والدها بتيه وهى تطالعه وكأن العالم خلى من حولهما … حتى انها كادت ان تترك يد والدها وتركض لعنده تعانقه للابد ولكنها حاولت تمالك نفسها .
اما هو فينتظرها بفارغ الصبر … مالِ هذا المسار يبدو طويلاً جدااا !!
وصلت اليه آخيراً … انظارها مسلطة عليه دون غيره وهو كذلك .
تركت يد والدها ووقفت امامه ترفع انظارها وتتعمق في عينه بينما هو مد يده يحاوط رأسها ويقبل مقدمتها بحب وعيون مغلقة وتنهيدة دالة على عذابه واشتياقه .
اغمضت عيناها ايضاً تستمتع برائحته بينما ابتعد ياسر قليلاً عنهما .
ظلا يتطلعان على بعضهما بصمت حتى تحدث منظم الحفل مردفاً _ نهنى كلنا مدام قمر ونقولها كل سنة وانتِ طيبة وعقبال مليون سنة .
نظرت حولها فانتبهت لجميع الحضور وافاقت تنظر لبدر بذهول ثم ابتسمت بينما هو مال عليها يردف هامساً _ كل عام وانتِ سالمة … والف مبروك يا نصيبي الحلو .
ابتسمت له واردفت بحب _ بحبك .
انتعش فؤاده واردف _ وانا ما حبيت ولا رح حب غيرك يا قمر زمانى .
بدأت الحفلة مع رقصة رومانسية لهما جعلتهما في عالمٍ آخر … كانا يعانقها كالفراشة بين يديه بحنو .. بحب .. بسعادة .
انتهت الرقصة وحملها هو يدور بها حول محوره وهى تبيت برأسها في عنقه بسعادة … صفق الحضور لهما … انزلها بحنو يتمسك بها حتى لا تسقط … تطلعت عليه بعيون لامعة وقلبٍ يكاد يتوقف من فرط سعادته … رن هاتفه فجأة معلناً عن اتصال فتنهد يخرجه من جيب سترته ويتطلع له بصمت ثم طالعها يردف بترقب _ ثوانى وبرجعلك !
اومأت بتعجب اما هو ابتعد قليلاً عنها بينما عيناها تراقبه وهو يضع الهاتف على اذنه ويتحدث الى احدهم .
بعد دقائق جاء قالب الحلوى الكبير الذى كانت تحتل منتصفه صورتها وهى تضحك بعفوية وتم تقطيعه بيدها ويده وتم توزيعه وتوزيع المشروبات على المعازيم من قبل النوادل .
كان ياسر بين فترة واخرى يتطلع على ابنته تارة وعلى نادر تارة وعلى سلوى تارة آخرى ويفكر بينما هى تلاحظ نظراته وتبادلها بتوتر .
اما نادر فكان يتطلع على بثينة بعدما علم من شقيقته عن امر قضيتها وقصتها كاملة … تساؤلات تدور في رأسه عنها وكيف لرجلٍ ان يتعامل مع زوجته بهذه الطريقة القاسية خصوصاً ان كانت امرأة مثلها تحمل في عيناها الحنو والحزن معاً .
اما زياد فكان يجلس بجوار ناهد ويتحدث معها عن يوم زفافهما بحب وهى تومئ بحرج بينما والدته تنشغل مع سلوى في حديثٍ آخر .
بعد ذلك تم تقديم الهدايا التى كانت عبارة عن قطع ذهبية ومصوغات الا هدية ياسر الذى اهداها مفتاح سيارة تفاجئت هى به وشكرته بشدة .
كان بدر كل بضع دقائق يستأذن منها ويتجه للبعيد يتحدث مع احدهم عبر الهاتف لدقائق آخرى ثم يعود وكل هذا تحت انظارها المتفحصة .
بعد ساعتين او يزيد انتهى الحفل الاكثر من رائع واستقل بدر سيارته بعدما ساعد قمر في الجلوس .
ودعا الجميع وغادرا في طريقهما الى المنزل .
كان يسترق النظرات اليها بحب ونبضات قلب عالية وهى تنظر للامام بشرود ملحوظ … رن هاتفه معلناً عن اتصال من احدهم .
التقطه وتنهد يجيب مردفاً _ ايه ريحانة ! … مشيوا ! … وعلى شو اتفقتوا ! … ايه يالا هلا بجي لعندك .
نظر لقمر بترقب بينما هى كانت تستمع الى حديثه بصمت دون النظر اليه .
اغلق معها ف لفت نظرها اليه واردفت متسائلة بهدوء _ فيه حاجة يا بدر !… يعنى طول الحفلة وانت قلقان وبتبعد تتكلم وترجع !
نظر لها بعمق ثم اردف بتروى وهدوء _ ايه حبيبتى اليوم اجا لعند ريحانة رجّال ومرته عم يفتحوا فرع ملابس جديد هون وبدهن يتعاقدوا معها لحتى تصمملهن بعد ما شافوا شغلها … بتعرفي ما كان فيني اكون هونيك … لهيك كنت عم اطمن شو ساوت معهن … وحكيت مع الخالة ام محمد لتضل معها لحتى نرجع بس هي هلأ غادرت وهنن كمان .
نظرت له بعمق قليلاً ثم اومأت بهدوء تردف وهى تتطلع للامام _ تمام .
نظر لها بترقب يردف وكأنه يعلم ما بها _ شو صار قمر ! .
تحمحمت واردفت بهدوء مبتسمة بتكلف _ ابداً يا حبيبي … بس مافيش داعى تقلق دى حاجة كويسة علشان ريحانة … ودعاية حلوة ليها خصوصاً ان شغلها يستاهل .
اومأ مبتسماً يردف بصدق وهو ينعطف يميناً _ ايه والله معك حق شغلها مافي منه … كله متل الورد .
اومأت بصمت وهو يكمل طريقه الى وجهته بشرود .
&&&&&&&&
عادا سويّاً الى منزلهما وصل بدر للطابق الثانى ونظر لقمر نظرة عشق وسعادة يردف بترقب _ قمرى ! …اسبقيني هلا بطمن ع ريحانة وبجي لعندك .
نظرت له بعمق وقلبها ينغزها … افعاله تجبرها على اتخاذ موقف … اومأت له وخطت تصعد امام انظاره المترقبة بينما هو طرق الباب الخاص بريحانة ثم ولج الى الداخل ليطمئن عليها .
ناداها فخرجت من غرفتها على كرسيها تردف بتعجب وضيق _ بدِر ! … لشو اجيت هلا ! … مو طمنتك ع الهاتف وقلتلك بدى انام !.
تنهد يطالعها بترقب مردفاً وهو يجلس امامها _ لانو اصرار هدول العالم قلقنى عن جد … قولتهن ييجوا بيوم تانى لشو صمموا هلا ؟!
تنهدت تردف بهدوء وتروى _ يا بدر هنن متحمسين للموضوع وعم يتواصلوا معى من اسبوع وانا يللي عطيتن المعاد ونسيت ان هاليوم بيكون حفلة قمر … ما تقلق هنن ناس موثوق فيهن .
اومأ يردف بهدوء _ ومن وين عرفتيهن ريحانة !
اردفت بصدق _ من كروب ع الفيس … كروب تفصيلات وهنن متعاقدين مع اكتر من حدا مو انا لحالي كمان بحثت عن اسمهن ولقيت الهن اكتر من محل هون والعالم عم تمدح فيهن .
اردف بترقب وحذر _ لكان ورجيني هالموئع تبعهن .
تنهد واردفت برجاء _ بدِر … اطلع انت هلأ والصبح بفرجيك اياه .
اردف باصرار وقلق _ ما ح اهدى لحتى اتحقق من هدول العالم … انتِ ما بتعرفي نوايا الخلق .
زفرت بضيق بينما هو توقف يبحث بعيناه مردفاً _ وينه اللابتوب تبعك !
اشارت برأسها مردفة بضيق وقلة حيلة _ هونيك بالغرفة .
خطى للغرفة يحمله وعاد به الى المقعد يجلس ويبحث بتمعن عن هوية هذان الزوجان ..
بعد فترة ليست بالقليلة من بحثه اومأ بهدوء واردف بطمئنان _ ايه تمام بس هاد ما بيمنع انك تكونى حاذرة وبدك تاخدى منهن مصارى عربون بالاول .
تنهدت بعمق تردف بضيق وحدة _ بدر ! مافي داعى تعتل همى عن جد … انا بعرف كيف دبر حالي … اتركنى اعتمد ع حالي ابن عمى … وما تخاف انا إلى نظرة بالناس مانى جدبة لحتى اوقع حالي مع اي عالم … وهلا اطلع ع بيتك لعند مرتك .
نظر لها قليلا بترقب ثم اومأ ووقف يردف بإيماءة وهدوء بعدما اراح ضميره _ تمام ريحانة … تصبحى علي خير .
اما فى الاعلى فتجلس قمر تنتظره … ظهرت عبراتها وتحدثت الى نفسها عن سبب تأخيره في مثل هذا اليوم بألم حاد في هذا الايسر الملعون .
وضعت كفها على صدرها تملسه … تشعر بالاختناق والتشتت … ليتها تستطيع اخباره بهذا الصراع الذى يدور داخلها … ولكن كيف وهو محوره !! .
بعد دقائق عدة من عذابها وتشتتها فُتح باب شقتها ودلف هو فانتفضت تطالعه بتوتر ووقفت لتخطى ولكن قدماها تيبست ارضاً بينما هو يتقدم منها يطالعها بنظرات عشقٍ يتنهد بارتياح … آخيراً سيوَقع معاهدته معها … آتى اليوم الذى انتظره وتمناه وحلم به حتى في يقظته ..
وقف امامها ونظر لعيناها فوجد بهما التوتر والخوف والحيرة … ابتسم لها وهو يضم وجهها بكفيه مردفاً بنبرة عاشقة _ ما عم صدق حالي … معقول هاد اليوم اللى كنت عم اتمناه ! … حاسس قلبي رح يوقف … كأن هاللحظة طولت كتيير .
صمتت تطالعه بخوف .. بتوتر … بسكون وهو يتابع بسعادة _ بتعرفي شو ! … كنت عم خطت لنطلع رحلة لحالنا … بس اطمن ع ريحانة رح اخدك ونطلع شهر عسل ع مكان بياخد العقل .
ولكن ها هو يذكرها بحقيقة الأمر الذى يجهد عقلها مؤخراً ويجعلها تائهة في بحرٍ لا يعرف له شاطئ ولا مرسى …
تطلع عليها بعمق ثم دنا برأسه ليطبع قبلة على شفتيها ولكنها تمللت من بين يده … ابتعد يرفع رأسه اليها ويطالعها بتعجب مردفاً _ شو في قمر !
هزت رأسها وهى تبتعد للخلف وتردف بقلبٍ ممزق وعيون لامعة وجسد مرتعش بخوف _ مش هينفع يا بدر .
ضيق عيناه وتأهب جسده مردفاً بثقل _ شو يللي ما بينفع !
هزت رأسها ونزلت عبرة حارقة من عيناها مردفة بألم كنصلٍ حاد يقطع روحها وروحه _ مش هعرف يا بدر … خلينا نستنى شوية … انا مش هقدر دلوقتى .
التوى قلبه يحاول بلع مراره حلقه مردفاً باستنكار ورجاء وتوسل _ قمر ! … لا تساوى هيك ! … تعى حبيبتى .
هزت رأسها بألم واردفت بدموع وصراحة وهى تتراجع للخلف _ مش هقدر يا بدر … انا خايفة دلوقتى … حاولت علشانك بس مش قادرة … مش هعرف ابدأ حياتى معاك على انى زوجة تانية … مش هعرف ابدأ حياتى معاك وانا مش عارفة مصيري ايه .
قالتها والتفتت راكضة الى غرفتها واغلقت عليها ثم ارتمت على فراشها تبكي بقهر .
اما هو فوقف يسلط عينه على الباب الذى اغلقته … روحه تسقط منه كأنها قطراتٌ من الجحيم … هل هذا كابوس لعين ام واقع مميت !!!
اغمض عينه بقوة وانكمشت ملامحه يكور قبضته لدقائق يستوعب ويعيد حديثها قبل ان يقرر مغادرة الشقة والمنزل بأكمله .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)