رواية سفينة القدر الفصل الثالث 3 بقلم شمس العمراوي
رواية سفينة القدر البارت الثالث
رواية سفينة القدر الجزء الثالث
رواية سفينة القدر الحلقة الثالثة
مشاعري مثل البحار …….لا يعلم مكنونهَ إلا الله”
كتبت في مذكراتها وهي تجلس علي سور السفينة مرةٌ أخري وهي تنظر لؤلؤ المياه وهي تبتسم فقد تحدثت مع والدها و أخبرته أنها بخير وانها ستعود في أقرب وقت.
ابتسمت بنعومة ثم أغمضت عينها وهي تسترسل في استكمال كتابة روايتها ،فـ غاسط في بحرها الخاص بحرٌ ملئ بـ الاوهام التي تتجمع وتصبح في نهاية المطاف رواية أدبية من فنها.
لكن فتحت عينها مرة أخري بتفاجئ ووقع منها الكتاب مرةٌ أخري عندما استمعت إلي حديث أحدهم.
كان يقف مع أحد المخرجين وهو يشرح له أحد المشاهد ثم وقع نظره عليها وهي تجلس في مكانها المعتاد.
شاور له الكاتب بهدوء و أخبره أن يذهب إليها و شاور إلي طاقم الإنتاج بـ بدأ التصوير.
اقترب مارتن إلي مودة بهدوء ثم سألها مستفسراً بفضول ؛نظر إليها وهي تغمض عينها وتبتسم
فارتفعت زوايا شفتيها بابتسامة كلاسيكيه و سارت عينه ببطء علي ملامحها الفاتنة ،بدء من عينها المغمضة فتذكر زمردتها :-
– ألن تخبرني كيف عدتي إلي السفينة ؟
صرخت مودة بتفاجئ ثم نظرت إلي الكتاب الذي وقع ثم نظرت إلي مارتن بغضب وصرخت به قائلة :-
– أنت … أنت… امشي من هنا .
أغمض مارتن عينه وهو يضغط علي شفتيه ثم فتح فمه و همهم بهدوء:-
– أعتذر لم اقصد أن أفزعك.
لم تجيب عليه مودة بل أخرجت من جيبها خيط من البلاستيك ثم بدأت في ضمه علي كف يدها؛ كانت تُتمتم بضيق وهي تحاول أن تتذكر المشهد الذي كانت تفكر به قبل قدومه.
نظر اليها وهي تُجامع الخيط علي يدها البيضاء ثم نظر إلي وجنتيها الممتلئة التي تشبه بتلات الورد.
جاء لاقتراب منها فصرخت به بغضب وهي تنقل نظرها له ،وكانت عينها تشع غضب جعله يتبسم فقد بدت مثل غضب الاطفال بسبب ملامحها الطفولية:-
– أنت عارف لو قربت أكثر من كدا انا هرميك في البحر دا.
ضم حاجبه ثم فتح فمه و أغلقُ مرة أخري ،فتنهد بهدوء ثم نقل نظره إلي المخرج فأشار له أن يقف الاقتراب ثم شاور إلي بيلا أن تذهب إليها و تتحدث معها.
نظر مارتن إلي مودة وهمهم بهدوء يسترسل الحديث معها ولم يعطى بال بحديث المخرج:-
-لماذا لا تريدين التحدث معى هل فعلت لكى شيئًا؟
-لا احب التحدث مع الاغراب فمن فضلك أبتعد من هنا ،او أترك لك المكان بأسره.
همهمت قائلة وهي تمسك الكتب و تفتحه مرةٌ أخري.
أثناء ذلك اقتربت منهم بيلا وعلي شفتيها إبتسامة كلاسيكيه وبرقة قالت إلي مودة:-
– مرحباً بكِ.
نظرت إليها مودة ثم ابتسمت بلطف وردت عليها قائلة :-
– أهلا وسهلا.
ابتسمت بيلا إليها وتشدقت قائلة بنعومة:-
-لماذا تجلسين وحيده؟
ردت عليها بهدوء وهي تنظر إلي لؤلؤ المياه:-
-مش عرفه حد هنا عشان اقعد معكم.
ضغطت بيلا علي سماعة الأذن التي تترجم لها ما تقوله مودة، ثم ابتسمت بلطف وهمهمت قائلة:-
– إذًا تعرفي علينا حتي لا تجلسين وحيدة.
نظرت إليها مودة بخجل وهمهمت بهمس وهي تنظر إلي الماء :-
-أنا… أنا مش عرفه ازي اتعرف علي حد.
-ماذا؟! .. ك كيف!…؛ ألم تصادقي أحداً من قبل؟
سألتها بتفاجئ وهي تنظر إليها بترقب تنتظر ردها.
هزت مودة رأسها بالايجاب ثم صمتت ولم تعرف ماذا تقول.
كان يقف بجوارهم وهو يستمع بصمت الحوار الدائر بينهم ؛ وما فهمه من حديثهم انها لم تكن صديقة أحداً من قبل.
لكن شعر بالضيق عندما تحدثت مع بيلا ولم تجيب علي أي سؤال طرحه لها.
لم يدوم صمته طويلاً فهمهم بتروٍ وهو ينظر إليها:-
-دعونا نذهب إلي البقية.
نظرت بيلا إلي مارتن ثم نقلت نظرها إلي مودة ثم ضربتها بهزل علي كتفيها وقالت بمرح:-
-هيا يا فتاة لا تكوني مُملة.
نظرت مودة إلي ذراعها ثم نقلت نظرها إلي بيلا بتعجب فلم يسبق لها أن تجرب هزل الأصدقاء أو أن يتحدث معها أحد أكثر من نصف دقيقه.
تنهدت بهدوء ثم اتسعت ابتسامتها و نزلت من علي السور ثم اقترب من بيلا و سألتها مستفسرةٌ :-
-انتم بتعملوا أي هنا؟
نظرت بيلا إلي المخرج الذي انهي التصوير و قالت بهدوء:- نحن نمثل فيلم علي متن هذه السفينة ..ألا تعلمين من نحن؟
نظرت إليها مودة وهزت رأسها وقالت بهدوء:-
-انا مش بحب اسمع افلام.
-وما السبب؟
سألتها وهي تنظر إليها.
اجابتها بتلقائية وهي تبتسم:-
– بحب اضيع وقتي في الكتابة أو القراءة.
كانوا قريبين من طاقم التمثيل فـ استمع إلي حديثها الكاتب يدعي ديف ،الذي كان يرتدي جهاز الترجمه.
نظر إليها ديف بهدوء ثم سألها مستفسراً بفضول:-
-عن ماذا تكتبين؟
انتبهت إليه ثم ابتسمت بلطف وهمهمت:-
– حاليًا عن الملك امنحتب الثالث و زوجته الملكة تي
يعني رواية مقتبسة عن حياتهم بس مش بنفس التشكيل.
التمعت عين الكاتب واقترب منها وقال وهو يبتسم:-
-هل من الممكن أن أطلع علي ما كتبتي؟
ردت عليه بكلاسكية:-
-اعتقد انك مش هـ تفهم منها حاجه عشان هي باللغه العربية.
هز ديف رأسه ثم قال بهدوء:-
– أتصبحين ممثلة؟
-مش عوزه.
قالتها بتلقائية بدون حتي التفكير فى الاقتراح
جفل ديف وسألها باندهاش من رفضها التلقائي:-
-لماذا؟.. انها فرصة لا تعوض.
رمشت بعينها بلطف وتشدقت قائلة بنعومة:-
-انا مش بحب التمثيل بفضل الكتابة.
قال المخرج بهدوء وهو ينظر إليها:-
-يمكنك التجربة و إذا أعجبك الأمر يمكنك التمثيل معنا و سوف يكون لكي دور في أفلام المنتجه من شركتي؟
نظرت مودة إلي بيلا ثم نظرت إلي المخرج وقالت بهدوء:- ممكن اعرف ليه مُصرين عليا رغم أن في غيري كثير؟…. و بعدين انا مش بعرف أمثل ولا عمري جربت.
ابتسم المخرج وقال بتلقائية:- لانك تلقائية غير مبزله ،و وجه لطيف يضيف ميزةٌ في الفيلم ،غير أن هناك مشهد تم تصويره بالفعل وأنت ظهرتي بها.
نظرت إليه مودة بتفاجئ وسألت قائلة:-
-نعم؟!! …. أمتي دا.
تحدث بيلا بهدوء :- عندما كنتِ تجلسين علي السور أول مرة، كنا نصور مشهد من الفيلم و ظهرتي في الكاميرات و عندما قفزتِ في الماء أحدثت مشهد مميز.
نظرت إليهم مودة و فتحت فمها قائلة بتروٍ:-
– وبعدين بقى؟
نظر إليها الكاتب وقال بهدوء :-
– حسناً يا فتاة لا تضيع فرصتك ،فيمكنك الإطلاع على السيناريو .
نظرت مودة إلي الاوراق التي أمامها ثم اخذتها منه و قرأة اول صفحة بتروٍ.
ضمت حاجبها باستغراب وقالت:-
– أكون لعنة ؟!
هز الكاتب رأسه وقال بحماس:-
-بما انكِ مصرية ستكون مناسب لكِ هذا الدور كثير،
ومع ملامح وجهك التي بها من شكل الملكات المصريات ،بذلك أنتِ افضل من غيرك.
نظرت مودة إليه ثم اخرجت من جيب ملابسها التي ارتدتها مسبقاً و بدأت في تعديل بعض المشاهد و الكلمات ثم أعطت الاوراق إلي الكاتب وقالت بهدوء:-
– ماشي ممكن أوافق لو وفقت علي التعديلات دي مع مراعاة المسافة الممكن،غير اني مش هـ أتنازل عن حجابي و لبسي.
قرأ ديف ما كتبته في الوراق فلم يجد غير بعض الكلمات التي كتبت بخط انيق “انا لست بلعنة بل أنا فتاة مصرية انطوائية مرتبطة بتمثال الملك مثل حبل الوريد”
في حفل كبير علي متن السفينه كانت تتمشى علي سطحها وهي تنظر إلي الانوار التي تضيء المياه مع أصوات الموسيقي العالية.
كانت تقف وهي تنظر إلي رقص الأزواج فوقع عينها علي مارتن وهو يرقص مع بيلا ،فنظرت إليهم ثم رمشت بعض الوقت و أخرجت كتابها ثم بدأت في كتابة مشهد خطر علي عقلها ؛لم تكن تعلم أنها عندما تخرج كتابها وتكتب أن المخرج و الكاتب يستغلون ذلك المشهد بأنها تكتب لعنة سوف تحدث في الحفل.
بعد أن انتهت من الكتابة شعرت أن السفينة تهتز ف نظرت حولها بتفاجئ فأشار لها المخرج أنها من فعلهم.
نظرت إلي الجميع وهم يهرعون من الخوف ثم ابتسمت علي إتقان تمثيلهم و أثناء ذلك جاء كلاً من مارتن و بيلا إليها وهم يسألون باستفسار:-
-لماذا لعنتي السفينة؟!
لم تتحدث بشيء بل نظرت بتعجب ثم أعطاهم ظهرها وسارت مبتعدا بتوازن رغم أن السفينة تهتز.
انتهي المشهد عند هذا الحد لكن مودة لم تتوقف بل لفت نظرها شيء في الماء فـ اقتربت منه وعلي وجهها إبتسامة لطيفة بلطف قطرات الندي.
نظرت إلي الدلافين و اتسعت ابتسامتها
لكن أثناء ذلك تدحرجت السفينة فوقعت من عليها في الماء.
“””””””””””””””
دخل والدها إلي المنزل بحزن ثم تنهد بضيق علي بعد مودة عنه
خلع معطفه ثم دخل إلي المطبخ حتي يطهو
وبعد أن انتهى وجد باب المنزل يدق فغسل يده ثم اتجه إلي الباب وفتحه بهدوء .
نظر إلي الطارق وهو يرفع حاجبه وسأل مستفسراً:-
– خير منك له؟
قال مصلحي وعلي وجهه ابتسامة بلهاء:-
– كل خير يا عمي صابر .
قال حامد وهو ينظر داخل الشقه:
-ما توسع كدا يا عم صابر خلينا ندخل.
وضع صابر يده علي الباب يمنعهم من الدخول ثم قال بهدوء:- ايوا خير برضوا ،اي سر الزيارة دي مش عوايدكم؟
قهقه مصلحي وهو يمسك يد صابر و يدخل إلي المنزل:- اصل بعيد عنك يا عم صابر ابويا كرشني من البيت، و حلف يمين طلاق ما أنا بيت فيها الليلة دي، ملقتش حد غيرك عشان يتوني عنده للصبح.
قال صابر بضيق هزلي :- أتويك . وأنت مرحتش عند صحبك ليه ؟
قال حامد وهو يلف يده حول كتف صابر :- إيسكوت متعرفش؟
هز صابر رأسه ثم قال بهدوء وهو ينظر إليه:- لا معرفش؟
بدل حامد ملامحه إلي الحزن وقال :- مش جه عندي و لعبنا دور ضمنوا و دبينا خناقه و في الاخر الحج حلف يمين طلاق ما احنا بيتين فيها و قفل الباب في وشنا.
نظر إليهم صابر ببرود وقال بجفاء وحدة:- وانتم بقى ملقتوش غير بيتي و تناموا فيه؟
هز كلا من حامد و مصلحي رأسهم بالايجاب وعلي وجههم ابتسامة بلهاء.
ابتسم مصلحي وقال بهدوء :- انا جعان عندك عشي اي يا عم صابر ؟
نظر إليهم العم صابر ثم قال ببرود:- ليه حد قال لكم اني فتحها فندق ولا أي.
ـ الله يا عم صابر مش إكرام الضيف وجب ولا اي؟
قالها حامد وهو ينظر إليه.
قال صابر بتلقائية وهو ينظر إليهم :- مش لما تكونوا ضيوف يا روح امك.
اتسعت ابتسامتهم ثم قبل كل واحد بهم خد صابر وقالوا :- حبيبي يا عم صابر فين المطبخ بقى ؟
نظر إليهم صابر ثم هز رأسه وقال بهدوء:- استنوا هنا .
مال مصلحي علي حامد وقال بهمس :- ماله عمك صابر شكله كدا مش متقبل وجودنا ؟
نظر إليها حامد وهو يغمض عين و يفتح الأخري :-مش اي؟
-متقبل وجودنا؟
قالها مصلحي بتلقائية.
نظر إليه حامد بتعجب وقال :- و من أمتي الكلمة دي في قاموسك؟
أزاح مصلحي بعض الغبار الوهمي من علي كتفه ثم قال بتفاخر:- أنا لا اتوقع؟
رفع حامد حاجبه وقال بهدوء:- يا سلام ؟
ـ وحياة عبد السلام .
قالها مصلحي بتلقائية ثم نظر علي صابر الذي يحمل في يده ادوات تنظيف ثم اعطاهم الادوات وقال بابتسامة عريضة:- عوز الشقه بتلمع و الغرفة دي ممنوع حد منكم يقرب منها.
شاور علي غرفة مودة ثم دخل إلي غرفته .
نظروا إلي بعضهم ثم قالوا بضيق :- احنا اي اللِ جبنا هنا .
قال حامد وهو يتنهد بضيق:- بختنا الاسود.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفينة القدر)