رواية سفينة القدر الفصل الثاني 2 بقلم شمس العمراوي
رواية سفينة القدر البارت الثاني
رواية سفينة القدر الجزء الثاني
رواية سفينة القدر الحلقة الثانية
نظر طاقم الإنتاج مع طاقم العمل إلي الماء وهم يبحثون عن الفتاة التي قفزت وكأنها اختفت لم يعد لها أي أثر، كان البعض يبحثون داخل الماء و الآخرين يبحثون خلف السفينة التي كانت تقف.
شاور المنتج إلي مارتن بالخروج ثم قال المنتج إلي مارتن :-
-إن لم تكن تصورها الكاميرا لعتقد أنها من وهم.
سأل أحد الممثلين قائلاً:هل تعرفت عليها ،كانت تعطى ظهرها إلي الكاميرا؟
نظر مارتن إلي سطح الماء بضيق منه علي ابتلاع تلك الفاتنة صاحبة العيون الزمردية الغربية: –
-أشعر و كأنها حورية من حوريات المحيط.
وهكذا شعر الجميع،و عندما رأي المخرج فتاة تجلس علي سور السفينه بـ رشاقة رغم أن السفينة تسير علي الماء و من الممكن أن يقع من يجلس بنفس وضعيتها،منع المخرج أن يتم قطع التصوير و شاور إلي الممثل أن يكمل و يسترجل في الحوار القادم ،ف نفز في خنوع؛ وفاجأت الجمع عندما قفزت في الماء عندما وقع كتابها.
اقترب الجميع من كاميرا التصوير وهم يعيدون مشهد الفتاة وهي تقفز في الماء وهم لا يصدقون انها رمت نفسها في الماء بدون تردد ولم تخف من التيارات المائية أو تخف من أرتفاع السفينة.
-لم يجد لها أي أثر في المكان ،كيف لها أن تختفي هكذا؟
سألت بيلا بتعجب وهي تنظر إلي مارتن بفضول.
وكيف يجيب عليها وهو بنفسة لا يعلم الإجابة ،كان الجميع ينظر إليه وهم ينتظرون تفسير منه بحكم أنه من كان يتحدث معها.
فجأة تذكر أنها خلعت عنها حقيبتها ووضعتها خلفها فوقف و إتجه يبحث عنها في مكان وضعها .
سأل المخرج قائلاً:-
-عن ماذا تبحث؟
-حقيبتها …لقد رأيتم كيف أنها وضعتها خلفها عندما قفزت في الماء!
كانت الحقيبة بجوار السور فاقترب منها مارتن ثم فتحها بهدوء وجد بها لعبة مناديل و بعض المأكولات
السريعة و هاتف و مقلمة بها أقلام مذكرة و بعض الكتب الروائية مختلفة اللغات ،فعلم واحدة منها التي كتبت باللغة الفرنسية.
أمسكت بيلا إحدي الروايات و همهمت باستخفاف:-
-يبدوا أن حورية البحر مثقفة!
-اخذ مارتن الكتاب منها ثم قال بتحذير :-
-لا دخل لكِ بها.
ثم أخرج وثائقها ونظر إلي قطعة البلاستك التي طبع عليها صورتها ثم وضعها في جيبه و سأل بعض عنها فأخبروه أن لا أثر لها في المحيط.
قال المخرج بهدوء:-
-يمكنك الذهاب إلي غرفتك و استبدال ملابسك.
هز مارتن رأسه ثم أتجه إلي غرفته وهو يحمل في يده حقيبتها وكان من الحين و الآخر كان يلقي عليها نظرت بفضول لمعرفة ما حصل للفتاة ولما ألقت نفسها بالماء عندما وقع الكتاب.
وصل إلي غرفة ثم بدأ في تغير ملابسه جلس علي السرير ثم امسك في يده بطاقتها الشخصية وهو ينظر الي ملامحها.
ضم حاجه بتعجب عندما استمع الي عطس رقيق شبيه بعطس القطه الصغيرة.
هب واقفاً من مجلسه ثم سار بتروٍ متجه إلي مكان الصوت،فتح عينه بندهاش من الفتاة المختبئة بجوار السرير فنظر حوله ثم نظر إليها و سألها بتعجب:-
– كيف .. كيف أتيتِ إلي هنا؟!
رفعت عينها الزمردية تنظر إليه ببراءة و همهمت بصوت منخفض يشبه لحن القيروان من عذبيته :-
-انا مش فاهمه أنت بتقول إيه.
-ماذا؟!
رامقها بنظرةً متعجبة منها ثم سارت بتمهل حول ملامحها العربية الجميلة وهو يتلزز بالنظر إليها ،كانت تمتلك ملامح رقيقه مع عيون زمردية
وقفت نظرته علي ملابسه التي كانت ترتديها الفتاة
فهم بالتحدث لكن اغلق فمه مرةٌ آخر.
شاور إليها وقال بصوت لطيف لكن جاء بسرعة من استعجاله:-
– ابقي هنا …. حسناً لا تخرجي من الغرفة.
نظرت مودة إلي الشاب الذي خرج باستغراب من ركضه فهمت بهدوء:-
-ماله دا كمان!
نظرت إلي الغرفة و عندما وقع نظرها علي حقيبتها ابتهجت ثم أخرجت من ملابسها الكتاب الذي وقع ثم فتحته ونظرت إليه بحزن و تنهدت :-
-مش مشكلة هـ أعيد كتابتها مرة تانية ،الاهم اني لقيت هدية ماما.
فتحت الكتاب علي صفحة و أخرجت من بينها سلسلة فضية علي شكل فرشة صغيرة مع خاتم و بينهم رسالة مشبوكَ في زوايا الكتاب .
بعد أن انتهت من التأكد من اغراضها اقتربت من حقيبتها ثم أخرجت الهاتف و نظرت إليه لم تجد أي إشارة في الهاتف حتي تتصل علي والدتها.
نظرت إلي ملابسها ثم جلست بجوارهم طبقتهم لطف ثم وضعتهم في حقيبة بلاستيكية صغيرة ووضعتها في حقيبتها . لفت علي رأسها شال الذي وجدته مع الملابس ثم خرجت من الغرفة تحث علي هاتف حتي تكلم والدها وكانت وجهتها إلي وحدة القيادة.
ركض مارتن إلي طاقم الإنتاج و أخبر طاقم أن الفتاة في غرفة و أنها بخير.
فجاء الطاقم إلي غرفته ثم نظروا داخلها ولم يجدوا شيء.
نظرت بيلا إلي مارتن بفضول وسألته قائلة :-
-اين هي؟
أغمض مارتن عينه بغضب ثم بحث بعينه في أرجاء الغرفه وهمهم قائلاً بتروٍ:-
-تركتها هنا.
قال المنتج بهدوء وهو ينظر إلي طاقم العمل :-
– حسناً يا شباب ابحثوا عنها.
هز الجميع رأسهم ثم رحلوا.
بحث مارتن علي حقيبتها فلم يجدها فتنهد بضيق منها ،ثم رحل بتمشي.
في الميناء خرج صابر يبحث عن مودة وهو يسأل كل من في الميناء عنها.
قابل أحد الشباب وسأله قائلاً:-
-حامد شفت مودة ؟
قال حامد بهدوء :-
-أيوا كانت قعده علي السفينة…. بس السفينة مشت من ساعتين تقريباً.
هز صابر رأسه ثم قال وهو يشعر بالقلق:-
-ماشي لو شفتها ابقي قولي عشان عايزها.
هز حامد رأسه ثم أكمل ما كان يفعله.
اتجه صابر إلي مكان عمله فوقف في منتصف الطريق عندما وقعت عينه علي مصلحي الذي فكك الماطور .
ارتفعت درجات الغضب لدي صابر فلم ينتظر حتي يتحدث معه بل خلع حذائه ثم القاه علي مصلحي وهو يقول بغضب :-
-يا متخلف …. انا مش قولت لك ماتلمسش حاجه يا حمار.
غبط الحذاء في رأس مصلحي الذي تأوه بوجع ثم نظر إلي صابر وقال بضيق:-
-هو في إيه يا عمي صابر هو حد قلك اني مش بعرف اصلح.
أنحني صابر إلي الارض ثم أمسك ميفك كبير ثم صرخ قائلاً:-
-نهيتك علي ايدي يا مصلحي الكلب.
ركض مصلحي وهو يصرخ بصوت مرتفع :-
-اهدي يا عمي صابر والله كنت بساعد.
صرخ صابر بغضب وقال وهو يركض خلف مصلحي:-
– وانا طلبت منك مساعدة يا حيوان،كنت لسه يدوب مخلص تصليح الماطور تقوم تفككه يا متخلف ،انا مش قولت إياك تلمسه ولا أنا بكلم حمار مش بيفهم.
قال مصلحي وهو يركض يحاول أن يبتعد عن مسار صابر :-
– بقولك أي يا عم صابر بلاش شتيمه ، ماشي هااه ماشي.
صرخ عليه صابر بنفاذ صبر :-
-انا لسه شتمت ولا عملت حاجه .
لم يدوم الركض طويلاً حتي شعر مصلحي أن أحداً امسكه من ملابسه من الخلف فنظر إلي من وجده حامد فقال له بضيق :-
-أنت مسكني كدا ليه يا حامد سبني عمك صابر هيموتني أوعا يا ع…آه!
صرخ بألم عندما شعر بكف من الفولاذ تسقط علي رقبته من الخلف و استمع إلي صوت صابر الغاضب وهو يقول :-
-امشي أنت يا حامد.
صرخ مصلحي بخوف وهو يمسك في يد حامد :-
-لا متمشيش يا حامد ،عمك صابر هيموتني ياحامد.
قهقه حامد وهو يبتعد عن المكان ثم قال وهو يحاول أن يأخذ انفاسه:-
– اي خدمه يا عم صابر ، عشان لما اطلب منك ايد مودة تبقا توافق.
فجأة خلع صابر فردة حذائه الأخري و رماها في وجه حامد وهو يقول بنفاذ صبر :-
-غور من وشي يا حامد بدل ما تجي مكان مصلحي.
قهقه مُصلحي علي حامد عندما خبط الحذاء في وجهه وكذلك ضحك كل من في المكان عليهم.
فتحت مروة فمها بلطف وهي تتثايب بنعاس وهي تتجه الي غرفة القيادة، وصلت أمام الغرفة ف دقت علي الباب ثم قالت بنعومة:-
– لو سمحت ممكن ادخل؟
مر بعض الوقت ثم نظرت إلي الباب وهي تنتظر السماح لها بالدخول فلم تجد أي رد ،شعرت بالضيق ففتحت الباب بتمهل ثم نظرت إلي القبطان مع طاقم العمل.
رمشت بعينها ثم رسمت علي شفتيها افضل بابتسامة لديها وقالت بهدوء وباللغه الانجليزيه:-
هل يمكنني أن اتصل علي القيادة في الميناء في بلدي.
-هل أنتِ الفتاة التي قفزت في الماء منذ قليل؟
سألها القائد مستفسراً وهو ينظر إليها بفضول.
ضغطت مودة علي ابتسامتها ثم فتحت فمها قائلة بتروٍ:-
-امم حسناً ،أجل وقع كتابي فنزلت حتي أحضره.
-تلقين نفسك في الماء و السفينة تتحرك مع تلك التيارات المائية من أجل كتاب!!هل تمزحين معنا؟
صرخ بها القائد بغضب وهو ينظر إليها، وكان يحرك يده وهو يتحدث؛ فجعل ذلك مودة تتجمع الدموع في عينها من الخجل فنظرت الي الارض و قطرة عينها الدموع، فـ همهمت قائلة بحزن:-
-أنا… أنا أسفه.
كانت مودة مثل الزهرة التي في بلورة من الزجاج،
فلم تتعود علي التحدث مع أحد اخر غير والدها ومن يعمل معها وكان التحدث مع العمال بحدود وكان الجميع يحدثها بلطف ولم يرتفع صوت أحد أمامها ،بحكم انها الطفلة الوحيده التي كانت بينهم ، ولم تحتك بأي زائر أو أحد خارج طاقم العامل الذي عمل معه والدها وادي ذلك أي جعلها انطوائية ووحده فلم تكون أي صدقات وعندما حاولت فشلت، ففضلت أن تبقي وحده بدون أي صديق.
نظر إليها القائد وعندما وجد عينها تغربت بالدموع حمحم بهدوء وقال بلطف :-
– حسناً يا طفلة ،لا تكررِ ما فعلتي مرة أخرى فقد قلقنا عليك كثيراً.
هزت مودة رأسها ثم قالت بهدوء:-
-حسنا هل ممكن أن تعيدني إلي الميناء ،لقد تحركت السفينة وانا بها ولم اخذ بالي.
أثناء ذلك دخل المخرج و استمع إلي حديثها فنظر إلي القائد ثم قال بهدوء:-
-لا يمكنك.
نظرت إليه مودة بخوف و سألت مُستفسرةً :-
– ليه طيب؟
نظر إليها المخرج بضيق وقال:-
-تحدثي معي بالانجليزي.
همهمت بهدوء وهي تنظر إلي الارض:-
– لماذا ؟
نظر إليها المخرج و سألها قائلاً بفضول:-
– كيف عدتي إلي السفينة .
نظرت إليه ثم قالت بتلقائية:-
-من ورى السفينة.
نظر إليها المخرج بضيق وقال:-
– أخبرتك أن تتحدثي معي بالانجليزيه.
نظرت إليه بضيق وهمهمت بهدوء :-
– مش مشكلتي.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفينة القدر)