رواية فارس النار الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيماء سعيد
رواية فارس النار الجزء الثالث عشر
رواية فارس النار البارت الثالث عشر
رواية فارس النار الحلقة الثالثة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
تكاتف حراس ملك الجان ليهجموا على فارس ، فكبلوه عنوة ولم تجدى صرخاته أو توسلاته لهم أن يتركوه ، ليأخذوه فى غمضة عين إلى أسفل الأرض .
ولج سريعا حسام الى مكتب فارس ، فلم يجده فصرخ بفزع …فاااارس .
انت فين ؟معقول يكون اتخطف ، بس اللى خطفه دخل منين وخرج بيه ازاى ؟
ده حتى الشباك مقفول .
ثم ردد بخوف ..بسم الله الرحمن الرحيم .
يا ترى حصل ايه ، استر يارب .
طيب اعمل ايه ؟ وأبلغ اقول ايه ؟
ثم سمع رنين هاتفه الذى تركه على سطح المكتب فكان من عميل يعرفه حسام ، فاستجاب له ..
العميل…فارس بيه اخبارك ؟
حسام. ..انا مدير مكتبه يا فندم .
العميل ..طيب انا محتاج أكلمه ضرورى .
حسام …اوغل ما اشوفه هبلغه حاضر .
ثم اغلق الخط وجلس واضعا يده على رأسه مردفا بخوف …هو اللى بيحصل هنا ده ؟ واختفى فين وازاى ؟
….
فقد فارس الوعى أثناء نزوله إلى عالم الجان ، وعندما عاد إليه الوعى وفتح عينيه ببطىء رأى أمامه خيالات غير واضحة .
فأردف ببطىء انا فين وانتم مين ؟
هكتش بضحك هيسترى …انت هنا بين اهلك وعشيرتك يا فارس .
اهلك اللى بيحبوك بجد وعايزينك معاهم ، مش أهل الأرض وعالم الأنس اللى بيكرهوك وبيقولوا عليك شيطان .
ومع ذلك كنت بتحبهم عننا ، بس خلاص رجعت لينا وفى لحظة واحدة هتكون زينا فى كل حاجة وهنجوز ونعيش حياتنا سعداء ونخلف قطاطيط صغيرين.
متصورش انا فرحانة قد ايه يا فارس ..
لتتضح لفارس الرؤية شيئا فشيئا ، فيفزع قلبه من هول ما رأى ، مما لا يستوعبه عقل ولا حتى ما تراه فى احلامك ..
فقد رأى حول رجال ونساء الجن بمختلف طوائفهم والوانهم وأجسامهم .
منهم باللون الأحمر والأخضر والأسود ويتشكلون على اشكال حيوانات وعقارب وحيات ومنهم بدون أمعاء خاوية لا يأكلون ولا يشربون وهم الجان الضوئى ومنهن الجان الترابى وهم قزماء قصيرى القامة ليستطيعوا الاختباء فى كل مكان بين الحجور والانفاق وهم من يستخدمهم السحرة فى إيذاء الأنس .
ومنهم الذى يوجد فى الحمام وهو أضعفهم ولا يؤذى الا إذا أذاه الإنسان ..
ووجد من الجن من يسبح فى الماء ومنهم من يطير. ومنهم من يعيش فى التراب وكلهم بأشكال مخيفة دبت فى قلبه الرعب ..ليصبح بصوت عالى …لا ، لا ، يستحيل اكون منكم واتحول بالشكل ده .
انا بكرهكم ومش عايزكم ، انا عايز ارجع الأرض مع الناس اللى اعرفهم ويعرفونى ، حتى لو فيهم حد بيكرهنى ، انا راضى .
بس رجعونى ..
هكتش… …لا خلاص جرى عليك الحكم وادى كتاب ملك الجان انك هتتحول وهنجوز .
فارس بهيسترية ……..لا ااا
هكتش ……مش من حقك فى عرف الجان ترفض ، الجنية هى بس اللى من حقها تختار والجنى ينفذ .
فارس …..بس انا مش جنى عشان أنفذ .
هكتش. ….هتتحول فى غمضة عين .
وملك الجان مستنينا فى الملكوت بتاعه ،عشان ينفذ تحويلك .
يلا بينا يا فارس .
حرك فارس رأسه بنفى …..لا مش قايم يا هكتش ، أنتِ ايه لزقة مهتحسيش ، انا بكرهك ومش بطيجك .
هكتش ببرود .. …بكرة بعد الجواز تحبنى .
ولا حتى متحبنيش ، المهم انا بحبك .
استمع شكين ذلك المحب لـهشتك كلامتها فأكلت الغيرة قلبه .
وحدث نفسه …كده يا هكتش تفضلى الإنسى الحقير ده عنى انا المساعد الأول للوزير .
لا انا لا يمكن اسكت واسيبك تجوزيه ، ولازم أتصرف .
ثم بحث عن سفروت والد فارس .
وعندما وجده ، رحب به سفروت .
سفروت …اهلا يا شكين ، اخبارك ايه ؟
شكين ..بخير يا عمى سفروت ، انا جايلك وقاصد متكسفنيش .
سفروت مترقبا حديثه .. ..خير يا ابنى ، عايز ايه ؟
هكتش يا عمى ، جابت ابنك الإنسى هنا وهتجوزه بالغصب بعد ما تحوله جنى .
يرضيك تسبنى انا وتجوز الإنسى اللى بيكرهها اصلا .
سفروت …والله عندك حق ، دى بت دماغها فاضية وانا عارف ابنى ودماغه برده .
بس بدال هيتحول يعنى ملك الجن موافق ومش فى ايدى حاجة أنا اعملها ، عشان كده هتعرض لغضب ملك الجان وممكن اتحبس .
شكين …..متخفش يا عمى ، انا هحميك من بطشه بس ساعدنى ،نهرب فارس ونرجعه للعالم بتاعه .
سفروت بخوف ….بس انا خايف من الملك وإزاى هتحمينى منه يا شكين ؟
شكين بثقة ……انت عارف انى المساعد الأول للوزير ،فهكلمه يتوسطلى عنده والحجة بدافع الحب .
سفروت ….بس قانون مملكتنا الجنية هى اللى بتختار وهكتش مش عايزاك .
شكين ..عارف بس لما تلاقى فارس خلاص مشى واللى يخرج من المملكة فى قانونا ميرجعش ليها تانى ، ساعتها هتفقد الامل فى أنها تجوزه وساعتها مش هتلاقى غيرى قدامها .
ابتسم سفروت بقوله …..والله دماغك عالية يا شكين.
تمام ، هساعدك وربنا يستر ويحصل اللى قولت عليه .
ليتحدث بعدها سفروت إلى أحد أعوانه ليأتوا له ببودرة فى أرض مجاورة لهم من شأنها التأثير على رؤية الجن ، فيستطيع حينها خطف فارس دون أن ينتبهوا لذلك ..
وما هى لحظات حتى أتوا بها ، لياخذها سفروت فى الحال ثم توجه بها مع شكين إلى هشتك ، فنثر البودرة فعميت أعينهم مؤقتا .
ما عدا فارس لانه إنسى ولا تؤثر به تلك البودرة .
وعندما رأى فارس سفروت زفر بضيق …انت جيت يا ابوى تشمت فيا عاد .
سفروت …لا طبعا يا ابنى ، انت صعبان عليا وجيت أحررك واعمل فيك واجب اللى مقدرتش اعمله من زمان .
تهلل وجه فارس فرحا مردفا بسعادة …تشكر يا ابوى وانا مش هنسالك اللى عملته ده واصل وهدعيلك لما تموت .
فضحك سكروت ..قصدك لما تموت انت هدعيلك ، لأن اعمارنا فوق اعماركم بمراحل يا ابنى .
فارس …..احنا ربنا بيرحمنا من هموم الدنيا أو يخلص الدنيا من شرنا.
سفروت ….طيب غمض عينيك يا فارس وفى ثوانى هتلاقى نفسك رجعت مطرح ما كنت .
ومتقلقش هكتش مش هتقدر تجيبك تانى ، لأن ده قانون عندنا اللى يخرج ميرجعش .
فارس بفرحة …..الحمد لله ، ثم أغمض عينيه ، لياخذه سفروت على مهب الريح ففى لحظة كان فى مكتبه .
ليرى حسام جالس فى مكتبه يضع يده على رأسه حزينا والدموع فى عينيه مرددا بأسمه ..يا ترى روحت فين يا فارس وازى اختفيت فجأة ومين اللى عمل كده ؟
ويا ترى هشوفك تانى يا غالى ؟
فابتسم فارس لمحبة حسام الصادقة له ، فأردف …ايوه ، هتروح منى فين انا قدرك يا حسام .
سمع حسام صوت فارس ، ليرفع بصره إليه ويراه امامه ، فقفز من الفرحة واسرع إليه يحتضنه بحب .
حسام …..اخويا وحبيبى يا فارس ، انا كنت هتجنن ومعرفش ايه حصل ولا انت فين وازاى هقدر اوصلك ؟
بس قولى انت كنت فين وإزاى رجعت ؟
تنهد فارس بألم مردفا ..خايف أحكيلك يا صاحبى ،تخاف منى زيهم وتهملنى وانا مبقاش ليه فى الدنيا دى غيرك ..
ابتسم حسام ..وانت كمان غالى عندى اوى يا فارس بيه.
واتكلم انا سمعك ومهما تقول صدقنى مش هتخلى ابدا عنك .
ده وعد.
ابتلع فارس لعابه بمرارة مردفا بتوجس …طيب أجعد جارى يا حسام وانا هحكيلك على كل حاچة .
فجلس حسام بجانبه ، ليبدء فارس فى قص عليه حياته من يوم ما والدته حملت به من نطفة چنى وماحدث معه طيلة حياته وكيف كرهه الناس ولقبوه بالشيطان وما فعله هو عند الغضب من حرق الناس ثم تنهد بحب ولمعت عينيه ودق قلبه عند ذكر سهيلة وكيف أنه متعلق بها ولكنه لا يستطيع الزواج منها خوفا عليها من هكتش وما فعلته هكتش معه وهروبه بواسطة والده وها هو امامه الان ، ليصمت بعدها فارس محدثا فى وجهه حسام يتفرس معلامه التى بدئت. تتغير ولمعت فى عينيه الدموع وسرى فى جسده الخوف أيضا وهذا طبيعى ولن ينكره فارس عليه ولكنه الآن فى انتظار رده اما بالأستمرار معه أو البعد عنه كما فعل الكثيرين .
ولكنه تفاجىء به يربت على يديه بحنو مردفا بتروى …..هو انا مش هنكر انى خوفت وقولت فى سرى اغعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله الرحمن الرحيم.
بس انا شوفت فعلا فى عينيك الصدق يا فارس وحاسس أن جواك فعلا انسان طيب وانك مش بتستخدم نارك غير على اللى يستاهل كده بجد بس للاسف ده مينفعش لأننا مش المفروض نحاسب الناس ولو كانوا يستهلوا لكن الحساب على ولى الأمر واكيد فى الاخرة على الله عز وجل .
نكس فارس رأسه بندم …خابر ده زين لكن صدجنى الأمر غصب عنى ، لما اغضب مش بحس بنفسى والاجى شرارة النار خرجت من عينى تحرق اللى جصادى ..
حسام بضحك …طيب مش كنت تقولى عشان ألم نفسى وأمسك لسانى قدامك عشان معصبكش .
فضحك فارس …لا متخافش عاد ، انا بعمل أكده مع اللى هكرهم بس لكن لو انسان هحبه زيك وزى سهيلة اللى ديما عتكر دمى بلسانها الحامى لكن مجدرش أذيكم واصل .
حسام …وربنا يعلم انا بحبك قد ايه وكل إلى قولته مش هيغير مكانتك عندى وبرده شايف فيك الراجل الصعيدى الشهم الكريم .
ليحتضنه فارس بحب مردفا …انت كيف اخوى اللى مولدتهوش امى .
ابتعد حسام عنه مردفا بحب …طبعا اخويا ولأخر العمر هتكون كده باللنسبالى.
بس انت صعبان عليه انت وسهيلة ، هتفضل تعذب نفسك كده لامتى وهى هيجوزوها غصبا عنها وهى بتحبك .
تنهد فارس بألم …مش بيدى حاجة ، منا جولتلك اللى فيها .
حسام …بس لازم يكون فيه حل .
انا اسمع فيه كتير من العلماء الروحاني اللى بيعالجوا من السحر والمس بكتاب الله مش دجل وشعوذة .
ايه رئيك نكلم حد فيهم ؟
فارس ..ياريت بس خايف على سهيلة يمكن اكتر منى .
لان لسه فيه نص الچنى وخايف حتى لو اتجوزتها عيالى يطلعوا كيفى إكده والناس عتكرههم .
وضع حسام يده على رأسه مردفا …..تصور كانت غايبة عن بالى فين دى ؟
بس دى برده يمكن ليها علاج .
فارس مندهشا …..كيف ده ؟
حسام …..أقصد يمكن حد يجدر يسحب منه دم الچنى الى فى جسمك وترجع انسان زينا كامل طبيعى .
فتنهد فارس بإرتياح …ياريت متصورش نفسى جوى أكون إنسى كامل بجد وانسى اللى حوصلى كله واعيش حياة طبيعية مع الإنسانة اللى حبتها .
حسام ..بإذن الله .
بس انا شايف بدال سهيلة بتحبك ، فأكيد لو حكتلها حكايتك هتتفهمك بدل ما هى حاسه انك اتخليت عنها .
وكمان موضوع جوازها ده ، لازم نمنعه بإى طريقة .
فارس …خايف أنها تخاف منى وتكرهنى يا حسام لو جولتلها الحقيقة .
حسام …لا صدقنى لو بتحبك بجد هتتقبلك فى اى صورة .
فارس …ياريت عشان أنا محبش حد جدها .
حسام بمداعبة .. شوف الراجل مش كنت بتحبنى من شوية ، جت ست سهيلة وغطت عليا .
فضحك فارس مردفا ..انت حب مفيش زيه ،حب اخ وسند .
وهى حب روح اتمنى تطيبها عشان انا تعبت جوى جوى فى حياتى واتحرمت من حنان الاب والأب ونفسى هى تكون ليا كل ده .
حسام …..إن شاء الله يا خويا ، ربنا هيعوضك عن كل اللى اتحرمت منه .
بس عايز اقولك حاجة ، أن سلطة الجن بتكون ضعيفة اوى على الإنسان القريب من ربنا .
فارس …كيف يعنى ؟
حسام …..
يعنى اى حد ملتزم بتعاليم دينه وعنده يقين فى الله ومحافظ على صلاته وأذكاره بيكون محاط بعناية ربنا وحفظه وميقدرش اى جنى يأثر عليه .
وعشان كده لازم تقرب من ربنا يا فارس ، عشان محدش منهم يقدر يأذيك بعد كده .
فارس بحزن وندم …كيف ده ؟
وانا محدش علمنى حاجة واصل ،ولا عمرى صليت ولا قرئت قران ولا عارف ايه الأذكار اللى عتجول عليها دى .
بس انا يعنى اعرف اقرء واكتب عشان كنت هتصنط على العيال فى المدرسة وأقلدهم .
وساعات كنت أسمع قرآن من الإمام اللى بيصلى بالناس فى الچامع .
ابتسم له حسام ثم عرض عليه أن يقوم هو بتعليمه كل شىء.
لينال أجره .
فارس …ياريت والله يا خوى ، انا اصلا لما كنت عاد امشى جدام مسجد واسمع القرآن كان جلبى عيستريح .
حسام …خلاص من النهاردة هعلمك ازاى تتوضا وتصلى وهننزل سوا فى أوقات الصلاة نصلى فى المسجد وهنتفق على ورد قرآنى نقرئه احنا الاتنين .
وهبعتلك أذكار الصباح واذكار المساء على موبايلك تقرئهم لأن دول حسن منيع من الشيطان .
فارس ….وانا موافج يا شيخ حسام .
فضحك حسام وحمد الله أن وضعه فى طريق فارس ليكون سبب فى هدايته. .
حسام …ودلوقتى عايزك ، تتصل بـسهيلة ..
اتسعت عين فارس مردفا بتوتر …انا ، لا أجولها ايه ؟
انى مش إنسى كامل وفيا حتة أكده بتولع خلق الله .
يا بوى دى ممكن تچنن يا حسام .
وغير هكتش ولى ممكن تعمله فيها .
لا خليها بعيد عن حياتى أحسن .
حسام …احنا قولنا ايه ؟
لو بتحبك هتقدر حالتك وتتقبلك .
فارس بتردد …واعرة جوى يا بوى .
حسام بضحك …مش واعرة يا بوى ،وكله بالحب بيمشى .
ثم ناوله الهاتف ليحدثها ، فأخذه فارس بيد مرتعشة وقلب مرتجف.
حسام ..أجمد يا فارس ، ده انت حتى صعيدى وبقولك اديها الصدمة اول ما اتكلمها على طول عشان الباقى يكون سهل .
فارس …يعنى ايه ؟
حسام ..يعنى أول متكلمها قولها تجوزينى ؟
اتسعت عين فارس عن آخرهم مرددا …..وه .
إكده على طول ؟
حسام بضحك …ايون ،اضرب على الحديد وهو سخن .
ابتسم فارس وهم بالفعل بالاتصال بها ولكنه توقف وظهر على وجهه الغضب وحسام لا يدرك ما يحدث .
حيث ظهرت امامه هكتش بعين حمراء تنذر بالشر لتتطاول إليه بقولها الجارح ….بقا كده يا فارس ، قدرت تهرب منى بسبب ابوك الفاجر العاصى لجماعة الچن .
بس هو خد جزائه ودلوقتى محبوس فى سرداب عميق تحت الارض وبيتعذب أشد العذاب .
عشان عصى أوامر ملك الجان ومشفعش ليه شفاعة شكين .
فاعتصر قلب فارس على أبيه رغم كرهه له لأنه السبب فيما حدث له منذ صغره .
فصرخ جذعا …..ابوى سفروت ،.
حرام عليكى ، انتِ السبب فى اللى حصله ده .
وياما جولتلك ما ننيش فايدة ، ويستحيل أحبك أو اتجوزك وانى مش منكم وميال لعالم الإنس اكتر بس أنتِ يا بعيدة مهتفهميش .
فبكت هكتش …اعمل ايه عشان بحبك ، والحب زى ما انت عارف وحاسس سلطان ملهوش حدود .
أشفق عليها فارس بقوله …خابر بس غصب عنى انا كمان ، مش بيدى صدجينى يا هكتش .
هكتش …وانا ذنبى ايه أتعذب بحبك ومش تكون ليا يا فارس .
فارس بتروى ….حولى تنسينى وصدجينى واحد من جنسك هيسعدك اكتر .
ظهر الخوف على ملامح حسام بعدما شعر أن فارس يحدث الجنية فبدء يتلو من كتاب الله ايات لصرف الجن .
آية الكرسى وخواتيم البقرة واول الصافات .
لتصرخ هكتش وتضع يدها على أذنها وتنصرف فى الحال ولكنها توعدت الانتقام من سهيلة لتفصيل فارس عليها .
ألقى فارس بنفسه على المقعد الذى ورائه متمتما …دلوك اعمل ايه يا حسام فى المصيبة دى وابوى اللى حررنى محبوس وعيتعذب بسببى .
حسام ……مش عارف صراحة بس هو حب يساعدك زى اى اب بيفدى عياله بيه ، فمعلش يمكن فترة كده ويطلعوه ..
فارس .ولو مطلعش مش عجدر اسامح نفسى واصل ، ده انا بجول خلاص اوافق أتجوز هكتش عشان ابوى يطلع .
بس كيف وهما قانونهم مينفعش ارجع هناك ..
حرك حسام رأسه بنفى مردفا ..لا تجوز مين ؟
وتهدم سعادتك ، لا انت هتجوز اللى بتحبها .
ويلا كلمها .
فارس مستفهما بغرابة ……وابوى ؟
حسام …ان شاء الله ربنا هيفرجها .
فارس …مش جادر .
لا انا هجوز هكتش .
ليظهر له فى الحال شكين ويفتح له نافذة على عالم الجان ، ليره والده يأكل ويشرب بين أولاده بعد أن حصل على شفاعة شكين وليس كما تزعم هكتش لتستميله إليها .
تنهد فارس بإرتياح مرددا ..طيب الحمد لله تشكر يا ريس شكين .
ومن عينيك شكلك عتحبها صوح ؟
شكين بحزن ..ايوه بس هى بتحبك انت ورفضانى ومش عارف اتصرف معاها ازاى ؟.
فارس …مع انك شكلك واد بن حلال ، بس هى معندناش نظر .
شكين …فعلا .
فارس …ربنا يحببها فيك ، عشان تهدى عليا واخلص منيها .
فضحك شكين …ياريت .
ثم اختفى فى لحظة عين .
وطالع حسام بفرح …دلوك اتصل بـ سهيلة بعد ما اطمنت على ابوى .
أنارت شاشة سهيلة برقم غريب لا تعرفه ، فترددت فى بادىء الأمر أن تجيب ولكنها فى النهاية إجابت بقولها …السلام عليكم.
داعبها فارس بقوله ……وعليكم السلام يا ام لسان طويل .
بس عحبك كيف ما عتحبينى واكتر ، ورايد اتچوزك .
ها جولتى ايه ؟
فصرخت بعدم تصديق …فااااارس ، ثم اغشى عليها من الفرحة .
فارس بفزع مناديا عليها ….سهيلة ، سهيلة .
من دلوك عتروحى فيها ،امال لما تعرفى الحقيقة عتعملى ايه عاد ، يا خوفى منيكى .
ثم قام بالنداء…يا سهيلة يا بت ،جومى .
لتستفيق سهيلة وتمسك بالهاتف مردفة ….قول كده تانى اللى قولته .
فارس بضحك …خايف يحصلك حاجة تانى .
سهيلة …لا متخفش بس عشان أتأكد انى سمعت صح .
فارس …عحبك يا بت وعايز أچوزك يا سهيلة .
سهيلة …وده بيطلع امتى ان شاء الله ؟
انت متأكد انك مش شارب حاجة !
وفى وعيك ..
ثم تابعت بقولها ”
انا مش كنت لسه خدامة وطردتنى يا فارس ..
لا طلبك مرفوض مع ا إنى اه بحبك وعايزة اجوزك بس كرامتى متسمحش .
فارس بحزن ….إكده يا جلب فارس .
ترددت سهيلة ولكنها قالت ….طلبك مرفوض غير لما تتحايل عليه شوية .
فارس …….وحياة الغالى عندك يا شيخة ..
تنهدت سهيلة بحب …خلاص قول ورب فارس لأن مينفعش حلفان بغير الله .
فارس …ورب فارس بس خايف انك ترفضى بعد ما أحكيلك ، انا ليه كنت ععملك وحش وكنت عايز ابعد عنيكى مع أن جلبى معاكى يا جلب فارس .
سهيلة …خير يا فارس ، ولو انى حاسه انك عندك انفصام شخصية خايفة توعدنى دلوقتى بالجواز وبعد شوية ترجع ريمة لعادتها القديمة .
فضحك فارس …لا ، وانتِ هتحكمى بنفسك ..
ثم بدء يقص لها حكايته منذ الولادة إلى اللحظة التى هو عليها .
لتردد سهيلة بخوف …بسم الله الرحمن الرحيم.
يعنى انت اللى حرقت الناس بتاعة العربية إياها ..
كان جلبى حاسس بس كنت بكذب نفسى يا فارس ، لانى حبيتك بجد والحب ميعرفش انت ايه وبتعمل ايه ومهما عملت قلبى مسامحك ..
فابتسم فارس بحب …جلبى يا سهيلة ، انا من بكرة عاد هاچى اتجدملك .
فضربت سهيلة ظهر يديها بجبينها مردفة …يا خراشى ،طيب صح والحاج محمد إلى قارى فاتحتى .
فارس بغيرة …..عادى تجوليله كل شىء نصيب يأما أحرجه .
سهيلة بخوف … ..لاااا ده راجل كبير وعنده عيال ،حرام ..
وأثناء حديث سهيلة مع فارس شعرت بحرارة حولها ..
فابتسمت محدثة نفسها …هو الحب كده بيسخن انا عارفة .
ولكن الحرارة تزداد ثم لمحت طيف اسود يظهر ملامحه شئيا فشيئا أمامها .
فصرخت …اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
لتظهر لها هكتش …قولى زى ما أنتِ عايزة ، انا مش هخرج من عندها غير لما أحرقك يا خطافة الرجالة .
لتقوم بالقاء شرار النار ف كل أنحاء الغرفة .
لتمس النار كل محتوياتها ، فتعالت صرخات سهيلة ، فيسمعها فارس ، لينتفض خوفا .
فارس …سهيلة ، سهيلة ، هى وصلت ليكى الملعونة !
مش قولتلك يا حسام مش هتسبها فى حالها ولو جرالها حاجة أنا مش هسامح نفسى النوبادى واصل وهموت وراها .
حسام بتأكيد .. …لا لا ربنا هينجيها ، انا عارف سهيلة قريبة من ربنا واكيد هينجيها.
لينتقل إليها فارس فى لمحة البصر ليحاول أن ينقذها .
ليظهر أمام هكتش قائلا …مفيش فايدة فيكى يا هكتش ، ليه مش عايزة تهملينى لحالى .
طالعته هكتش بنظرة توعد …..لازم تشوفها بتموت قدام عينيك عشان تتحسر عليها .
فالتفت فارس ليجد النار حول سهيلة وهى بينها تردد بصوت عالى .
( وجعلنا بيننا وبينهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) .
وتصرخ بالدعاء وتستنجد بالله عز وجل بتلاوة ( وقلنا كونى يا نار بردا وسلاما على ابراهيم ) .
ليقتحم فارس تلك النيران غير عابئا بنفسه ، لأن الحياة بدون سهيلة مستحيلة ، ونفسه فداءا لنفسها ..
فصرخت هكتش …النار يا فارس ، لا يا حبيبى .
فارس …هنموت سوا عشان ترتاحى وارتاح منك يا هكتش .
لتبدء النار فى التهام جسد فارس وسهيلة تتعالى صرخاتها .
فماذا سيحدث بعد ذلك ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس النار)