رواية خسوف الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية العربي
رواية خسوف الجزء الخامس عشر
رواية خسوف البارت الخامس عشر
رواية خسوف الحلقة الخامسة عشر
هل يفترض ان اغار عليك حتى من هذه اارموش التى تحجب عيناك عنى عند النوم !
هل يحق لي ان اغار من ظلك الذى يرافقك طول اليوم !
&&&&&&&&&&
ابتعد عنها مجبراً يلتقط انفاسه عيناه مغلقة ويستند بجبهته على خاصتها .
كانت هى في عالمٍ آخر …فراشات متزاحمة تدغدغ معدتها …. لأول مرة تجرب شعوراً هكذا … لأول مرة تتعرض شفتيها لهذا الغزو الجميل …. نبضات قلبها متسارعة بشكلٍ ملحوظ .
اما هو فشعوره معها ليس له مثيل … لم يعيشه من قبل ابدااا ..
ابتعد قليلاً عنها ثم فتح عينه يطالعها بترقب وجدها ساكنة تماماً الا قلبها النابض .
اردف بحنو وحب _ قمري !
فتحت عيناها ببطءٍ تتطلع عليه بوجهٍ بلون حبات الرمان من شدة خجلها ثم اخفضت بصرها وحاولت التملل من بين يده تردف بتلعثم _ ان … انا … هروح الحمام .
افلتها بصعوبة من بين يده فركضت هى تتجه للمرحاض وتغلق عليها وهو يتابعها بنظراته ووجهُ المبتسم بسعادة على صغيرته …
دلفت ووضعت كفها على يسارها تهدأ من نبضاتها الصاخبة مردفة بهمس _ اهدى يا قمر … ده بدر جوزك وحبيبك ! … مش انتى كنتى بتتمنى اللحظة دي من زمان !!! .. اهدى بقى .
حفزت حالها ثم اتجهت للحوّضِ تغتسل وتلقي بقطرات المياة على وجهها ثم تطلعت لهيأتها فى المرآة ووضعت اصبعها مكان قبلته تتلمس شفتيها بابتسامة هادئة دالة على سعادتها .
اما هو فتجه يجلس على الاريكة ويتنهد بعمق شارداً فى امرها …. كيف لتلك الصغيرة المشاغبة والمتمردة ان تتربع بسهولة هكذا على عرش قلبه !! … كيف امكنها ان تجعل من رجلٍ مثله طفلٍ صغير يعيش مشاعر جديدة تماماً عليه !! … كيف استطاعت ان تغزو جسده وتجعله ملكاً لها وحدها بصدرٍ رحب !!.
بعد دقائق التفت يطالعها وهى تخرج من المرحاض بوجه خجول ثم اردف ليخرجها من خجلها _ يالا قمري جهزى حالك لحتى نروح للمحامى .
نظرت له بترقب واردفت _ دلوقتى !
اومأ يطالعها بعيون عاشقة _ اي انا حكيته هلا وهو بمكتبه عم ينطرنا .
اومأت بتفهم ثم اتجهت لغرفتها لتبدل ثيابها بآخرى مناسبة .
&&&&&&&&&
فى مكتب راقي وهادئ
تجلس قمر يقابلها بدر وراء مكتب المحامى عبدالله القاضي المعروف في المدينة بنزاهته .
كان يستمع للتسجيلات الموجودة فى سجل مكالمات هاتف قمر بترقب بينما تجلس قمر تريد اغلاق اذنيها ولكن يد بدر التى تحتوى كفيها كانت داعم كبير لها .
اغلق المحامى التسجيل ونظر لبدر مردفاً بعملية _ اكيد ده دليل كافي بادانته … وكمان الصور اللى انا هطالب بالكشف عنها وهثبت انها مفبركة علشان نأكد الابتزاز … وزى ما قولتلك قبل كدة ياريت يكون فيه اكتر من بنت هو حاول يبتزهم يشهدوا عليه … لان شريف الوزير مش سهل لا هو ولا سناء محفوظ مراته .
اردف بدر بجدية ورتابة _ هحاول اوصل للبنات اللى ابتزهم واكيد هبلغك بأي حاجة وصلتلها … وياريت قمر متحضرش الجلسات الا للضرورة القصوى … انا هكون موجود معاك يا استاذ عبدالله في اي حاجة تطلبها .
نظر الاستاذ عبدالله لقمر واردف بترقب _ تمام مافيش اي مشكلة بس ممكن نحتاجها مرة بس ياخدوا اقوالها .
اومأت بتوتر تردف _ تمام … بس هو انا ممكن اتقابل معاه ؟!
اردف الاستاذ عبدالله بهدوء _ وراد جداً
لااء
خرجت من فم بدر الذى نظر لقمر باطمئنان يردف _ ما رح اخليه يشوفك او يقرب عليكي .
اومات له بثقة بينما اردف المحامى بعملية _ هعمل اقصى جهدى يا استاذ بدر علشان ينال عقابه هو وامثاله … اطمنوا .
وقف بدر يمد له يد السلام مردفاً _ متشكر جدا يا استاذ عبدالله .. انا واثق فى تحقيقك للعدالة … عن اذنك .
وقفت قمر تومئ للمحامى ثم خطت مع بدر للخارج حتى وصلوا امام المصعد .
فتح بابه ودلفا فتسائلت قمر بترقب واستفهام _ بدر هو انت ليه مسلمتش موبايله للمحامى !
تنهد بدر يردف بإبتسامة وترقب وهو يضيق عيناه ويطالعها _ شو رأيك تعطيني هون بوسة وانا بخبرك !
اتسعت عيناها واردفت باستنكار _ بدر ! … احنا فى الاسانسير !!
ابتسم يعتدل في وقفته ثم اردف يجيبها بحب _ مشان لو تلاعبوا بالأدلة وقتها انا بظهره … رح اساوى شو بيطلعلى لحتى ينال جزاؤه .
ابتسمت له قمر مردفة بفخر ودلال _ حبيبي اللى ما في متله .
مال عليها يردف بحب وعذاب _ شكلك رح تخربيلي عقلي يا صبية .
توقف المصعد وخرجا اثنانهما ثم استقلا سيارتهما وانطق بدر متجهاً الى المطعم ومعه قمر .
&&&&&&&&
فى المطعم
يقف نادر يعد الطلبات المدونة امامه بمهارة وسرعة بينما دلف ياسر بوجهٍ بشوش مبتسم يردف _ ازيك يا نادر .
تطلع نادر على والده ثم اردف متسائلاً _ الله يسلمك يا بابا … خير شكلك مبسوط .
اومأ ياسر وهو يخرج هاتفه ثم قام بالاتصال على احدهم مردفاً _ هتعرف دلوقتى .
فتح الخط واردفت ناهد بترقب _ اونكل ياسر ! … ازى حضرتك .
اردف ياسر بحنو وهو يجلس على احدى المقاعد _ ازيك يا ناهد … اخبارك ايه !
اردفت ناهد باحترام _ الحمد لله يا اونكل ياسر… انا بخير .
تنهد ياسر يتابع بفرحة _ بلغى الست سلوى تبل الشربات … وقوللها تبعت الموافقة … الولد زى الفل … مافيش عليه غبار … اخلاقه الناس كلها بتشكر فيها
خجلت ناهد واردفت بهدوء _ تمام يا اونكل … انا هبلغ ماما .
اردف ياسر بحنو _ ولو هى حابة انى ابلغه انا معنديش اي مانع … خليها تجبلي رقمه وانا هتواصل معاه … وشوفي المعاد اللى يناسبكوا ايه وانا هجيب بدر واجيلكوا .
اردفت ناهد بتفهم _ تمام يا اونكل ميرسي جداا.
اغلقت معه وخرجت تنادى على والدتها مردفة بترقب _ ماما عمو ياسر كلمنى … وبيقول انه سأل على الشاب وانه كويس جدا والناس كلها بتشكر فيه .
تهللت اساريرها واردفت بسعادة _ ياما انت كريم ياااارب … احمدك يارب واشكر فضلك … خلاص يا ناهد انا هكلم والدته ونحدد معاد ييجوا فيه وتعدى معاه يابنتى ولو عجبك نتوكل على الله .
اومأت ناهد بتفهم ورزانة _ ونعم بالله يا ماما .
اسرعت سلوى تلتقط هاتفها ثم قامت بالاتصال على والدة زياد مردفة بترقب وهدوء _ الو ! … سلام عليكم … ازيك يا ام زياد انا سلوى ام ناهد .
رحبت السيدة مردفة بترقب _ اهلا اهلا يا ام ناهد … اخبار ايه وعروستنا عاملة ايه !
اردفت سلوى بترقب _ بخير يا حبيبتى … بصي يا ام زياد احنا سألنا على الاستاذ زياد وبصراحة الناس كلها شكرت فيه … ف شوفي المعاد اللى يناسبكم ايه ونورونا علشان يشوفوا بعض ويتكلموا وربنا يقدم اللى فيه الخير .
اردفت والدة زياد بسعادة _ خلاص يا ست سلوى … انا هبلغ زياد وارجعلك علطول ..
اغلقت معها سلوى وتطلعت على ابنتها بسعادة داعية الله بقلب متلهف _ يااارب يا بنتى يسعد قلبك وحياتك يارب .
&&&&&&&&
وصل بدر امام المطعم ونظر لقمر مردفاً بحنو _ فوتى انت يا قمرى وانا بصف السيارة وبلحقك .
اومأت له وترجلت من السيارة متجهة لداخل المطعم حيث المكان المخصص للطبخ .
دلفت بحذر عندما وجدت شقيقها يجاور والدها … تطلعت عليه بحزن وسكون ولكن التفت ياسر فجأة فلاحظها مردفاً بسعادة عندما رآها _ قمر ! … تعالي يا حبيبتى .
اتجهت الى والدها بهدوء تعانقه مردفة _ ازيك يا بابا .
اردف بحنو _ الله يسلمك … اعدى يا حبيبتى هنا .
جلست تحت انظار شقيقها الذى حاول ان يبتعد عن عيناها وكذلك هي .
دلف بدر من الباب بهيبته المعهودة وطوله الفارع وجسده المشدود جعل من تلك الجالسة تتطلع عليه باعجاب وعيون عاشقة حينما اردف _ سلام عليكم .
ردوا السلام ونظر اليه ياسر مردفاً _ انتوا جايين سوا بقى ! … كنتوا فين كدة ؟
نظر بدر لقمر ثم عاد بنظره الى ياسر واردف _ هقولك اخى … بس دلوقتى قولي عملت ايه في موضوع ناهد ؟!
تعجب ياسر من طريقة كلامه الجديدة نسبياً واردف متسائلاً _ انت خلاص نويت تتكلم مصري !
نظر بدر لقمر نظرة ذات مغزى ثم عاد لياسر يردف مبتسماً بترقب _ هعمل ايه … حكم القوى .
تعجب ياسر ولكنه تجاهل الأمر يردف بترقب _ طيب انا سألت علي الشاب وطلع شخص محترم جدااا اخلاقه عالية وابن ناس … وبلغت ناهد تقول لمامتها … وهما هيتصلوا عليهم ولما يحددوا معاد هروح انا وانت نقابله ونتعرف عليه .
اومأ بدر وكاد ان يتحدث ولكن قاطعتهما قمر مردفة بعفوية _ هاجى معاكوا .
نظر الاثنان لها بينما اردف بدر بحنو _ تمام حبيبتى تعي .
نظر له ياسر باستنكار وعيون ضيقة فطالعه بدر مردفاً بتساؤل _ في ايه ؟!
تعجب ياسر من تغيير نمط لغته المفاجئ مردفاً بترقب _ انت بتكلمها سورى وبتكلمنى مصري ؟
ضحك بدر يتطلع على قمر التى تبتسم بخبث مردفاً _ مش قولتلك حكم القوى .
ابتسم ياسر عليهما بسعادة من اجل ابنته التى احبت صديقه … ومن أجل صديقه الذى يرى دائماً الحب في عيناه لابنته … داعياً الله ان يديم سعادتهما عليهما .
اما نادر فكان فى عمله يستمع الى حديثهما بترقب … بداخله بعد السعادة من اجل شقيقته واستقرار حياتها بعد تلك الفوضى التى تسببت بها ولكنه ليس على استعداد بالصلح معها الآن خصوصاً بعد خسارة طفله .
اتجه بدر يخلع جاكيته ويرتدى مريلته امام اعين قمر المتحمسة مردفاً _ ورانا طلبات ايه النهاردة !!
اردف ياسر وهو يتطلع على نادر بترقب _ شوف يا نادر ايه الاوردرات المطلوبة وقول لبدر .
نظر نادر لبدر بترقب بينما الآخر طالعه بعمق قبل ان يردف بهدوء _ يالا يا ابنى ورانا شغل كتير .
اومأ نادر وبالفعل اسرعا الاثنان يعدان الاطعمة المطلوبة وقد بادر بدر بتلك الخطوة معه لعلمه بان نادر يمتلك قلباً ابيض طيباً حتى وان صبغته بعض الوسوسات الخبيثة الا انه سيعود لصوابه يوماً .
اما قمر فكانت تتطلع بعيون عاشقة شغوفة على بدر ويده وحركته وتفاصيله كاملة واهتزازة اكتافه العريضة اثناء طهيهُ للطعام ولحيته وشواربه التى اضافت على وسامته الضعف … كل هذا وضعته بكفه في مقابل احتواؤه وحنانه وتفهمه الذى بالتأكيد سيرجح .
&&&&&&&
بعد يومين
تم تحديد موعد اللقاء في بيت ناهد .
يقف بدر امام مرآته يجهز حاله بعناية .
دلفت عليه تلك الحورية الصغيرة المتمردة الذى ارتدت ملابس منمقة تناسب هذا اللقاء مردفة بحنق وغيرة _ فيه ايه يا بدر ! … هو انت اللى رايح تتقدم ! .
لف اليها يتطلع عليها بعيون عاشقة واعجاب مردفاً يتجاهل حديثها _ شو هالحلا كله !!
ابتسمت له بخجل ثم تطلعت عليه بحنق كالمجنونة التى تتبدل حالاتها واقتربت منه قليلاً ورفعت نفسها اليه تنظر داخل عيناه مردفة بتوعد _ متفكرش انك هتخرج كدة !
ضيق عيناه يخفض رأسه قليلاً اليها مردفاً بترقب _ كيف يعنى شو بني !!
اردفت متأفأفة وهى تتطلع على ملامحه بعشق _ يا بدر انت قاصد تجننى صح ؟!
ضحك حتى ظهرت اسنانه فزادت وسامته امامها مردفاً باستنكار _ انا بدى اجننك !! … ع اساس انى مستلمك عاقلة !
غضبت منه مردفة بلوم ودلال _ اخص عليك يا بدر … ايه مستلمنى دي ! … وبعدين ايوة انا عاقلة جداا … بس لما الأمر بيخصك بكون اجن واحدة .
طالعها بحب وسعادة استحوزت عليه واردف بنبرة عاشقة _ بحبك قمر … بحبك وبحب جنانك هاد .
ابتسمت بخجل ثم طالعته واردفت باصرار _ وانا كمان بحبك وهتغير هدومك دى يا بدر !.
اومأ لها مسايراً يردف بحنو _ ايه حبيبتى … رح غيرهن … بس لحتى نرجع … هلا بدنا نمشي … لانه ما بنلحق المقابلة وانتى بتعرفي انه رفيقتك وثقت فيني واعتبرتنى اخ الها .
تنهدت تومئ بتفهم مردفة بهدوء _ تمام يا بدر … يالا … بس ابقى خف ذقنك دى شوية بجد … وشعرك كمان .
اومأ على مجنونته فإن كان حنقها عليه يجعلها مجنونة سابقاً فأهلاً وسهلاً بعشقها الاكثر جنوناً … دفعها برفق من ظهرها لتتحرك مردفاً _ ايه عيونى .. يالا يالا .
خرج من شقتهما ونزلا الدرج وأخرج بدر سيارته واستقلاها وغادرا بعدما اطمئن هو على ريحانة التى تجلس مع ام محمد كعادتها مؤخراً واخبرها بهذا اللقاء .
قاد بدر في طريقه الى ياسر لاصطحابه الي منزل ناهد وتجاوره قمر بحماس .
كان يسترق النظر اليها ويبتسم بحب كأنه يراها لاول مرة .
رن هاتفه فالتقطه يتطلع عليه بترقب فتسائلت قمر بفضول _ مين يا بدر .
تطلع على الطريق بشرود واردف _ ما بعرف هاد رقم غريب .
تعجبت هى ايضاً بينما هو فتح الخط والمكبر وضغط على زر تسجيل المكالمات مردفاً بترقب وهو ينظر امامه _ الو !
اردفت على الجهة الآخرى سناء بغرور _ الو ! … بدر الشامي معايا !
ترقبت قمر صوت تلك السيدة بتمعن بينما اردف بدر بثبات _ معاكى … مين انتى !
اردفت بمغزى _ انا سناء محفوظ … والدة خالد الوزير .
تطلع على قمر التى انكمشت ملامحها واردف بهدوء _ خير يا سناء هانم !
اردفت سناء بتعالي _ اكيد انت عارف سبب اتصالي بيك … هو القضية اللى اترفعت ضد ابنى … فأنا قولت اكلمك لو نحل الموضوع ودى وتشوف طلباتك ايه ومش هنختلف .
ابتسم بدر بتهكم ثم تطلع على قمر حزينة الوجه مردفاً بثبات _ حضرتك عايزانى اتنازل عن ابتزازه لمراتى وفبركته لصورها ! … ولا عيزانى اتنازل على محاولته للاعتداء عليها ؟! … يعنى ياريت تحددى انهى قضية بالضبط اللى عيزانى اتنازل عنها علشان يبقى عندى خلفية .
اردفت سناء بمكر _ الموضوع مش زي ما انت مفكر … وليه متقولش ان مراتك هى اللى راحتله بارادتها !!.
ارتعش جسد قمر بينما اردف بدر بثبات وثقة _ هو انا مقولتلكيش يا سناء هانم ان معايا دليل ! … وان المكالمة اللى هدد بيها زوجتى حاليا فى ملف القضية ! … وان الصور المحامى هيثبت انها مفبركة !!! … يعنى احب اطمنك ان ابنك هياخد عقابه والمرة دى مش هتقدرى تعمليله حاجة .
اردفت سناء ببرود حاد يعكس ثورانها _ تمام يا استاذ بدر … انا كنت عارفة انك مش هتوافق بس قولت نتفاهم … انما بما انك شايف ان ابنى غلطان يبقى تمام … نتقابل في المحكمة .
اغلقت الخط بينما هو تطلع على قمر التى ترتعش واردف مطمئناً _ قمرى روووقي ما في شي .
هزت رأسها تردف بخوف _ لاء يا بدر … شكلها وكلامها ميطمنش .
اومأ يهدأها مردفاً بتعقل _ ما رح تقدر تساوى شي … ما في دليل واحد في صالحه … رووقي وما تهكلي هم .
هزت رأسها مردفة باصرار _ لااا … لااا يا بدر صدقنى انا حاسة انها مش هتسكت … خلينا تننازل يا بدر .
ضغط بيده على طارة القيادة حتى ابيضت عروقه واردف بصوت هادئ مخيف _ ما بقى تحكى هالحكى قمر … هيك انتى عم تقللي منى .
اتسعت عيناها وهي تمد يدها تضعها على كفه المشدود مردفة _ لااا طبعا … انت كبير وقيمتك غالية عندى اوووى يا بدر … بس انا خايفة عليك .
لانت قبضته وهدأ من غضبه يطالعها بحب مردفاً _ لا تخافي قمرى … مابيصير الا اللى الله كتبه .
تنهد تومئ باستسلام ولكن بداخلها شعور بالضيق والاختناق من هذا الأمر الذى لا تعلم عواقبه يتآكلها الندم لما فعلته فى الماضي من حماقة وغباء قد يكلفها خسارة كبيرة لن يحتملها قلبها العاشق .
توقف بدر امام منزل ياسر وهاتفه يخبره انه بالأسفل وبالفعل نزل ياسر واستقل معهما السيارة وغادروا جميعاً الى منزل ناهد بينما قمر قد تعكر صفوها تماماً .
&&&&&&&&&
فى فيلا الوزير
تجلس سناء فى غرفتها تهاتف ابنها المدلل خالد مردفة بهدوء _ اهدى يا حبيبي … متقلقش مش هيقدر يعملك حاجة .
اردف خالد عبر الهاتف بخوف وقلق _ ازاااي يا ماما … بقولك معاه موبايلي وموبايل الزفتة دى اللى عليه كل الصور والتسجيلات.
تنهدت سناء تفكر ثم اردف بهدوء _ خلاص يا خالد انا هتصرف … المهم انت خليك بعيد لحد ما اشوف هعمل ايه … مش لازم باباك يوصله خبر .
اردف خالد بتوتر _ ماشي يا ماما … بس خلصيني بسرعة انا اتخنقت هنا .
اردفت سناء بحدة _ تتخنق عندك احسن ولا تتخنق فى السجن ! … اصبر بقى واهدى شوية واعرف ان دى آخر مرة يا خالد هتصرف فيها من روا باباك … لو عملت اي غلطة تانى انا بنفسي هقوله .
اغلق خالد الهاتف متعمداً بينما هى نظرت لهاتفها بتعجب ثم تنهدت تتطلع للامام مردفة _ اوكى يا خالد … آخر مرة هتصرف علشان بس شريف ميسمعنيش نفس الكلام .
&&&&&&&&&&&
فى منزل ناهد تقف والدتها تردف بتوتر _ فين يابنتى عمك ياسر وجوز بنته ! .. اتأخروا والناس زمانها جاية .
اردفت ناهد مطمأنة _ اهدى يا ماما زمانهم على وصول … عمى ياسر كلمنى وقال انهم قربوا .
اومأت سلوى بينما جاءت بثينة شقيقة ناهد تتطلع على شقيقتها بابتسامة باهتة وتردف _ ربنا يسعد قلبك يا ناهد ويجعله الراجل الصالح ليكي ..
ابتسمت ناهد لها بحب بينما اردفت سلوى داعية _ ويهديلك جوزك يابنتى يااارب .
اومأت بثينة تردف بحماس وهى تستمع الى صوت _ ماما صوت عربية برا .
اسرعت سلوى تنظر من النافذة لتردف بعدها بحماس _ ده عمك ياسر وبدر وقمر افتحيلهم .
اتجهت بثينة تفتح الباب وبالفعل دلف ياسر وبدر وقمر يتبادلون السلامات والترحاب .
اردفت سلوى بترقب _ اتفضلوا اعدوا … اتاخرتوا ليه ؟
طالعها ياسر بابتسامة مردفاً _ معلش يا ست سلوى … انا جاهز من بدرى التأخير كان عند قمر وبدر .
اومأت سلوى تبتسم بينما طرق باب شقتها فأسرعت تردف بتوتر _ زياد ومامته وصلوا … عن اذنكوا .
اتجهت سلوى تفتح الباب تتطلع على هذا الشاب ذو ال ٢٨ عام بشوش الوجه متناسق الجسد وسيم الملامح وتجاوره والدته . .
اردفت هى بترحاب وهى تفسح المجال _ اهلا وسهلاً نورتوا اتفضلوا .
اومأ لها زياد مرحباً ثم اردف وهو يناولها باقة زهور رائعة وعلبة مخملية من الشوكولا _ اهلا بحضرتك … اتفضلي .
تناولتهما منه بابتسامة وراحة نفسية لهذا الشاب ودلفا هو ووالدته بعدما رحبت بها سناء .
وصلا الى الصالون وسلموا على الجميع عادا ناهد التى اختفت حرجاً في غرفتها وتبعتها شقيقتها .
جلسوا جميعاً واردفت سلوى مرحبة _ اهلا اهلا يابنى … اهلا يا ست ام زياد منورة .
اردفت ام زياد بهدوء _ اهلا بيكي يا ست سلوى .. مش تعرفينا ؟!
قالتها وهى تنظر لياسر وبدر وقمر .
اردفت سلوى وهى تشير على ياسر _ ده الاستاذ ياسر الفوى وده بدر جوز بنته … اصحاب مطعم ( البيت السورى ) اكيد عرفاه … وهما فى مقام عم ناهد واخوها بالضبط … ودى قمر بنته صاحبة ناهد بنتى وحبيبتى .
اومأت والدة زياد بهدوء مردفة _ طبعا اصحاب مطعم ( البيت السورى ) اغنية عن التعريف … بس للاسف محصليش الشرف انى اتعرف عليهم شخصياً بس بأمانة اكلكوا راااائع … وانتى يا قمر اسم على مسمى .
ثم نظرت لبدر واردفت بفضول _ وانت حقيقي سورى يا استاذ بدر !
اوما بدر باحترام مردفاً _ ايوة سورى واتشرفت بمعرفتك .
اومأت مبتسمة ثم اردفت بترقب _ بس انت بتتكلم مصري حلو اوى … ما تكلمنا سورى شوية اصل انا بحب اللهجة بتاعتكم جداا … وكنت دايما بتفرج على المسلسلات التركية المدبلجة وافضل اقول زيهم طول النهار … ده حتى زياد ابنى كان يستغرب … مش كدة يا زيزو .
قالتها وهى تشير لابنها الذى اومأ بحرج فتابعت هى بفضول _ قولنا كدة حاجة سورى تحلي القاعدة .
ابتسم بدر ونظر لقمر التى تحذره بعيناها ثم التفتت يتطلع على السيدة مردفاً _ شو بدك احكى انا !! .. بالأساس القاعدة محلّايا بوجودكن .
ابتسمت السيدة تردف بدهشة _ الله جميل خالص … ايوة زي المسلسلات بالضبط .
نظر بدر لقمر التى تطالعه بغيظ ثم حاول جاهداً كبت ضحكته بينما اردفت سلوى بترقب _ ربنا يحرسك يابنى ..
اردف ياسر بترقب لينهى هذا الحوار _ وانت يا استاذ زياد اخبار شغلك ايه !
اردف زياد باحترام ورتابة _ الحمد لله يا استاذ ياسر … انا حاليا بشتغل فى شركة فى القاهرة لسة يا دوب بادئ من شهر بس … الأول كنت بشتغل هنا مندوب مبيعات بس ربنا رحمنى … بصراحة شغلانة صعبة جداا .
اردف بدر مؤيداً _ اكيد صعبة خصوصاً اقناع العملاء بالمنتج … بس واضح انك شاب مكافح .
ابتسم زياد بهدوء واردف _ تسلم .
نظر لوالدته نظرة ذات معزى فالتفتت تنظر لسلوى متسائلة _ اومال فين ناهد يا ست سلوى .
اردفت سلوى وهى تقف _ ثوانى هنادي عليها .
اتجهت الى غرفة ابنتها ودلفت تردف بترقب وسعادة _ يالا يا ناهد الناس مستنيينك ! .
اردفت ناهد بتوتر وحرج _ انا محروجة اوى يا ماما مش عارفة هطلع ازاي !
اردفت بثينة بترقب _ طيب يا ماما ما تنادى على عمى ياسر يجيلها !
اردفت سلوى بحرج _ لاء ملقليش عين … يالا يا ناهد تعالي وخلاص يابنتى .
اومأت ناهد وبالفعل استعدت بعد دقائق تحفز ذاتها وخرجت تتبع والدتها بتوتر .
دلفت سلوى تردف بسعادة _ اهى ناهد جت اهى .
تسلطت عين زياد على تلك الفتاة حسنة المظهر والخلق التى تمشي على استحياء يطالعها باعجاب وحبٍ مسبق منذ زمن .
دلفت تتجه الى والدة زياد ثم مدت يدها تردف بهدوء واحترام _ اهلا بحضرتك .
سلمت عليها ام زياد تردف باعجاب وحنو _ اهلاً يا حبيبتى ازيك يا ناهد … ماشاء الله عليكي .
اتجهت تتطلع بحرج على هذا الوسيم الذى لم يزح عينه من عليها بينما توقف هو وبادر يمد يده مردفاً بنبضات قلبٍ متسارعة _ ازيك يا آنسة ناهد !
تلاقت اعينهما ووضع الله الألفة فى قلوبهما فابتسمت واومات مردفة _ انا تمام وانت !
اردف بابتسامة واسعة _ زى الفل .
اتجهت تجلس بجوار قمر التى تتابع ما يحدث بأعين سعيدة لأجل صديقتها حزينة لأجلها يتآكلها الندم على ما فعلته بحق نفسها وقد اضاعت عليها اجمل ذكريات العمر .
جاءت بثينة ايضاً تسلم على الجميع بهدوء وتجلس بجانب والدتها بينما نظر زياد الى الاستاذ ياسر واردف برتابة وهدوء _ استاذ ياسر اكيد حضرتك عارف سبب الزيارة بس انا هكرر طلبي واقول انى طالب ايد الآنسة ناهد على سنة الله ورسوله وهكون فى قمة سعادتى اذا هى وافقت .
نظر ياسر لناهد بابتسامة حانية ثم عاد اليه يردف _ احنا سألنا عليك يابنى … وسمعنا عنك كل خير … وناهد زى قمر بنتى بالضبط … بنت زى الجوهرة ويابخته اللى هتكون من نصيبه … وانت كمان واضح انك شاب محترم وابن حلال ..
عاد ياسر ينظر الى ناهد مردفاً بترقب _ طيب يا ناهد يا حبيبتى قومى خدى زياد واعدوا سوا فى البرندا شوية اتكلموا وعرفوا نفسكوا على بعض اكتر .
اومأت ناهد بحرج بينما قاطع حديثهما رنين جرس الباب .
اتجهت بثينة تفتح الباب وكان زوجها الذى دلف مندفعاً واتجه لغرفة الضيوف يردف باستهجان _ سلاااام عليكوووو … اهلااا اهلااا منورييين .
اتجه يسلم على زياد مردفاً بطريقة عشوائية _ اهلا بأبو نسب .
سلم على الجميع بنفس طريقته تلك بينما نظر لناهد واردف بتهجم _ الف مبروووك يا نونا … اخيرااا هنرتاح منك .
التفت انظار الجميع عليه يطالعونه بضيق بينما شعرت ناهد بالبرودة تسرى فى جسدها حرجاً وقد تجمعت فى عيناها غيمة دموع وهى تتطلع على زياد .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)