روايات

رواية خسوف الفصل الثامن 8 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الثامن 8 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء الثامن

رواية خسوف البارت الثامن

رواية خسوف الحلقة الثامنة

في نهاية الأمر لا يضع الله الحب في قلبين عبثا
&&&&&&&&&
فتحت حليمة الباب ونظرت اللى بدر بارهاق تحاول التبسم فى وجهه مردفة بتعبٍ واضح _ اهلين حبيبي … والله متل ما انت بدر …. اتفضل فوت .
نظر للسيدة حليمة بتعجب !!! نعم هى جارتهم ولكنها تبدو متعبة وقد كبرت فوق عمرها عمراً آخر … دلف المنزل بخطى متمهلة وقلبه يدق بعنف يكاد يفتك بعظام قفصه الصدرى … لف نظره فى المكان فتجمدت عينه على ما رآه … تلاقت الأعين بذهول وسكون تام … لا يصدق انه يرى زوجته بعد ١٠ سنوات بعدما ظنها ميتة ..
انخفض نظره للأسفل حيث قدماها الغير موجودين فصعق وادمعت عيناه لا ارادياً .
اقترب منها وهى بنفس حالته من الذهول والصدمة وهى ترى زوجها بعد كل تلك السنوات التى ابتعدت عنه بإرادتها .
ابتلع الغصة المريرة التى تكونت بحلقه واردف وهو يقف امامها بصوت باكى متحشرج _ ريحانة ! .
بكت ريحانة بشدة واخفضت رأسها بتألم لا تستطيع تحمل رؤيته لها هكذا … اما حليمة فخطت بعدما اغلقت الباب وجلست بتعب على الاريكة تبكى لاجلهما ..
وقف بدر امامها ثم نزل ارضاً يطالعها بألم ودموع وقهر وصدمة تمكنت منه لدقائق حتى افاق مردفاً _ ريحاااانة !!! … كيف صاااار ! .
رفعت نظرها اليه تنظر له بقهر وحرقة ثم اردفت وهى تومئ بدموع _ ايه بدر … ايه ابن عمى … متل ما انك شايف … طلعت من تحت الانقاض بس خسرت اجريّا التنتين … ما بعرف شو حكمة الله انى اعيش هيك يا بدر !!! .. بس اللى بعرفه انه كان مستحيل وقتها تشوفنى بهيك حالة … لهيك كان الاحسن تعتقد انى متت مع اللى ماتوا .
حاول تهدأة تقلص حنجرته ودموعه الساقطة بغزارة وهو يراها هكذا … اردف متسائلاً بلوم _ ليييه !! … ليه ريحانة ؟! … بتعرفي انا مت كام مرة بهديك اليوم !! … ليش ما حكيتيني وكنت اجيت لعندك وما كنت تركتك ابدااا … ليه بعدتى كل هالسنين وانتى عايشة !!.
لم تجيبه بل ظلت تبكى وتنتحب بصمت بينما اردفت السيدة حليمة بتعب واجهاد _ تعى يا بدر … تعى اعد هون وانا بحكيلك كل اشى صار ..
التفت يتطلع على السيدة حليمة بوجه يكسوه الحزن والألم … وقف يتحرك باتجاهها بينما عادت ريحانة الى غرفتها بانكسار امام عينه المتألمة لاجلها … لا تقوى على الصمود امامه الآن .
اردفت حليمة بحزن _ اتركها بدر … اتركها تضل لحالها يا ابنى … ما تقلق عليها … ريحانة قوية ورح تكون منيحة .
جلس امام السيدة يحاول استجماع نفسه قليلاً … اخرج منديلاً ورقياً من جيبه ومسح به وجهه المحتقن بالدموع ونظر لها يردف بنبرة متألمة وقهر _ احكيلي امى شو صار … كيف اجيتوا لهون … وكيف صار هيك مع ريحانة ؟! … وليش اخفت عنى انها عايشة انا ماعم بفهم !!!
اومات حليمة ووضعت كفها على خصرها لتهدئ من الألم الحاد التى تشعر به ثم اردفت بهدوء _ بتعرف انو بيتي كان بعيد عن بيتكون بشوي … كنت قاعدة لحالي متل ما بتعرف … وفجأة نزلت الغارة علينا دمرت كل شى … كل شى فى ثانية انهار يا بدر وانا نص بيتي رااااح … ومن رحمة الله انو كنت قاعدة فى النص اللى ما انقذف … فقدت الوعي … وبعدها فقت لقيت حالى بالمشفى … سألت اذا حدا من جيرانى عايش ! … وللأسف قالولي ان كلون ماتوا … ما ضل غير بيت فايز العطار ونص بيتي من الحارة كلياتها …
سعلت قليلاً فناولها بدر كوب مياة موضوع بجانبه التقطته منه وارتشفت القليل ثم تابعت _ لقيت شباب اولاد حلال جمعوا لي الاغراض الباقية الي … واتفاجئنا قالوا ان فيه حدا نجا من تحت الانقاض … سألت مين قالولي انها ريحانة … وقتها حسيت حالي اديشنى محظوظة … انت بتعرف انو كنت بعتبر ريحانة بنتى اللى الله ما رزقنى بيها … بس للاسف فرحتى ما كملت وقت عرفت انها خسرت اجريها التنتين … بس وعدت حالى ما اتركها بنوب … ضليت حدها لحتى وعت عحالها … وخبرتها بالخبرية المشؤومة هاي … حزنت اكيد وبكت بس بالاخير رضت بقضاء رب العالمين … ما بيطلعلنا نعترض يا ابنى … قلتلها وقتها نحاكيك وبتجى تاخدها معك بس هى حلفتى بحياة الله ما بحاكيك ولا بتعرف انه هي عايشة … قالتلي ان وقتها الموت اهون الها من انك تشوفها بهاي الحالة … خلتنى اوعدها يا بَدِر .
ما كان بدها تكون عبء عليك … قالت رح تكمل بدونك لانو ما بدها تظلمك معها … حاولت يا بدر خليها تتراجع عن قرارها بس هى ما قبلت … ضلينا شهرين بالمشفى وانا ما تركتها لحتى قررنا نزحف ع تركيا مع باقي السوريين اللى معنا … كان الوضع صعب علي خصوصاً بحالة ريحانة هاي بس انا وعدت حالي ما اتركها … وصلنا تركيا لعند قريبيني … وهنن استقبلونا منيح … ومن هونيك جينا لهون مع باقي السوريين … هون المنطقة كلها سوريين … وانت بتعرف انى كنت متيسرة ومعى مساريي …. ونحمد الله انه يسرلنا كل شئ لحتى استقرينا هون … وهاي القصة يا بدر … كملنا حياتنا وناس من عنا هون اجو لعندك ع المطعم وخبرونا انك منيح بس طبعا ما قالولك عن ريحانة لانو هي هيك كان بدها … بس انا يا حبيبي هالايام حالتى الصحية مانها منيحة … حاسة حالي بدى اروح للغاليين … وما بقدر اترك ريحانة لحالها بهاي الدنيا وهى بهيك حالة … مشان هيك خلفت وعدى الها وحاكيتك .
كان بدر يستمع بذهول … عيناه تذرف دموع الصدمة والألم … اعتصر عيناه يردف _ حاسس حالي عم احلم … لااا … مو حلم هاد كابوس … يااااا الله .
تنهد بعمق وفتح عينه يطالع السيدة حليمة ذو الوجه البشوش المرهق يردف _ ما تعكلي هم ست حليمة … انتى وريحانة من اليوم مسئولين منى .
هزت حليمة رأسها واردفت _ لاااا حبيبي … شو الك فيني !! … انا بدبر حالي وهون الجيران حواليّ … انت بس اهتم بريحانة يا ابنى … دير بالك عليها منيح يا بدر … هى بتموت اذا حسستها انك شفقان عليها … بدك تحسسها انها طبيعية وما فيها شئ … وهى بتعرف تعمل كل شى هون بالبيت لحالا …. لهيك يا ابنى دير بالك منيح .
اومأ بحزن واردف _ تمام امى … بس انا ما رح اتركك هون … بدك تيجي معى انتى كمان … مو معقول بعد كل هاد تضلي لحالك … اذا بتقدرى حضري حالك وانا هتكلم مع ريحانة واجى .
اومأت حليمة بتعب بعدما انصاعت لاوامره ووقفت بصعوبة متجهة لغرفتها بينما وقف بدر وخطى باتجاه الغرفة التى دلفتها ريحانة .
وقف امامها يسحب شقيهاً قوياً اللى رئتيه ويزفره بضيق … طرق الباب بترقب فسمحت هى له بالدخول .
فتح ودلف يطالعها كانت تجلس ارضاً على سجادة الصلاة … يبدو انها انتهت للتو من صلاتها … عيناها مليئة بالدموع .
خطى اليها وجلس ارضاً بجوارها يطالعها بألم … ملامحها لم تعد مثل السابق … بالطبع تأثرت وتغيرت ..
اردف بتشتت _ ما بعرف شو بقول يا بنت عمى … لهلا مانى مصدق … لي ما حاكيتيني ريحانة !!! … شو هالتضحية الكبيرة هاي ! … بتظنى انك رح تكونى عبء عليا !!! … معقول ريحانة بتعرفي عنى هيك !!!
هزت رأسها بقوة تردف _ لاااا … والله ما بعرف عنك الا كل خير ابن عمى … كنت رح تضحى بسعادتك ووقتك لألي … كنت رح تتخلى عن اي شئ مشانى … اذا خبرتك انى عايشة وقتها كنت هتيجي لعندى بعد ما استقريت هون … ما فيني اكون انانية هالأد … كان لازم افكر فيك شوي … كان لازم اخليك تظن انى متت متل ما العيلة كلها راحت … ما كنت رح تعرف فيني بدر لولا امى حليمة ..
اومأ يغمض عينه بألم ثم اردف بهدوء يعكس تشتته _ تمام ريحانة … بدك تجمعى اغراضك وتيجي معى … رح اخدك ع بيتي انتى والست حليمة .
نظرت له بحزن واردفت باعتراض _ منشان الله بدر … لا تخرب حياتك بعد هالعمر مشانى … خليني هون وانا بعرف ادبر حالي .
نظر لها مطولاً ثم اردف متسائلاً _ تفتكرى رح اتركك ؟! .
نظرت له قليلاً ثم هزت رأسها بلا واردفت _ لاء ما بتترك حدا انت يا بدر .
اردف وهو يقف _ لكان بتجمعى اغراضك كلها لانه هنمشى هلا .
اومأت بهدوء مجبرة وخطى هو قاصداً الخارج ولكنها اوقفته متسائلة _ بدر !..
توقف يطالعها مستفهماً فتسائلت بترقب _ اتجوزت ؟!
نظر لها بصمت لثوانى ثم اومأ برأسه دون حديث فابتسمت له بهدوء برغم الالم الذى اعتصر قلبها لا ارادياً فهو حبيب طفولتها وصباها .
عادت تتسائله سؤال متتالي مردفة بترقب _ ومعك اولاد !
كلمة جميلة تمناها دوماً وحلم بها فى نومه وترجاها من رب العالمين خصوصاً إن رزقه الله بحبيبة قلبه واتم عليه نعمته بذرية صالحة منها ..
زفر بعمق يخرج من افكاره ثم اردف بهدوء وترقب _ لسة الله ما اراد .
اومأت له وغادر هو الغرفة الى الخارج ليساعدهما فى جمع الاغراض البسيطة مثل الملابس والمستلزمات الشخصية فقط .
وبالفعل بعد حوالي ساعتين نزل بدر ومعه السيدة حليمة وبالطبع ريحانة التى اصرت على النزول بمفردها بالطريقة التى اعتادتها ولم ترضى ابدااا ان يساعدها احد خصوصاً بدر الذى كان يطالعها بحزن والم داخلي وعدم تصديق واستنكار لما يراه … عقله ما زال رافضاً تماماً ما يحدث .
ودعتا حليمة وريحانة جيرانهما واستقلتا سيارة بدر عائدتان معه الى المنصورة .
&&&&&&&&&&
رواية خسوف حصري بأسمى آية العربي ويمنع نقلها او سرقتها والا سيتم اتخاذ اجراء قانونى
&&&&&&&&&
فى شقة قمر
تجلس القرفصاء تحتضن رأسها داخل قدميها بصمت وشرود …. ماذا يحدث لها … لما لم تسعد عندما علمت بأن زوجته ممكن ان تكون على قيد الحياة !! … لما الى الان لم تهدأ وتريد معرفة حقيقة الأمر حتى تشعر بالراحة … ماذا يحدث لها معه ؟! … لما عناقه يشعرها بالأمان والسكينة ! … ولما هي بالأساس عندما تحزن تعانقه ؟! … هذا هو نفسه بدر صديق والدها … هو نفسه الذى وافق على عقد الزواج هذا … كيف لها ان تفكر فيه بتلك الطريقة !! .
رن الهاتف بجوارها للمرة التى لا تعلم عددها … تأفأفت وقررت تناوله ورؤية ما به عل عقلها ينشغل قليلاً عن التفكير فى امر تلك الزوجة العائدة من الموت بعد كل تلك السنوات ..
فتحته لترى مابه فوجدتها رسائل عبر الواتساب من المدعو خالد ولكن ما لفت انتباهها هى تلك الجملة ( تم استلام ١٥ ملف من الصور ) .. تعجبت فهى المرة الاولي التى يرسل لها خالد صوراً … دب القلق بداخلها وقررت فتح المحادثة لتصعق مما رأته … كانت عبارة عن صور بذيئة لها … لاااا هذه ليست هي بالطبع ولكنها صممت بعناية لمن يراها يظنها هى بكل تأكيد … اوضاع مختلفة مشينة لها ان رآها احدهم ستدمر سمعتها هذه المرة بكل تأكيد .
ظلت تتطلع على الصور بعيون جاحظة وصدمة وهى تهز رأسها وتردف _ مش ممكن … مستحيل .
علم هذا الحق*ير انها رأتهم فابتسم بمكر وارسل مجدداً ( ايه رأيك فى صورك الجديدة ! )
ظلت تهز رأسها بعجز وضياع وتردف بهستيرية وكأنها تحاكيه _ مش ممكن … مستحيل … دى مش انااا .
جاءتها رسالة آخرى محتواها ( لو عايزة الميمورى اللى عليه الصور الحلوة دي انا معنديش مانع … بس تيجي تاخديه بنفسك … والا كمان ساعتين بالضبط وهينزلوا على نفس الجروبات اللى صورك نزلت عليها قبل كدة … ومش عايز اقولك بقى ان المرة دى لو حلفتى على مصحف محدش هيصدقك … وابوكى بدل ما تجيله ازمة هيروح فيها خالص … يعنى قدامك ساعتين يا تقابليني لوحدك يا اما متلومنيش على اللي هيحصل … والموبايل اللى معاكى هاتيه علشان يلزمنى )
قرأت محتوى الرسالة وهى فى حالة صدمة تامة لا تصدق ما تقرأه … اردفت بقوة وهى تهز رأسها _ لاااا … مش ممكن … مستحيييل .
رن هاتفها برقمه جعلها تنتفض مزعورة مما ادى الى سقوطه ارضاً وهى تطالعه بعيون مرعوبة … تناولته بيدٍ مرتعشة ثم فتحت الخط ووضعته على اذنها تتنصت بصمت فأردف ضاحكاً بخبث _ هههه واضح ياقلبي انك مصدومة ومعرفتيش تكتبي فأنا قولت اكلمك … شوفتى خليتك تردى عليا ازاي !! … بس ايه رأيك فى الصور ؟!
اردفت هى بصوت مهزوز وترقب _ خالد انت مش هتنزل صور زي دي صح ؟! … انت عارف ان دى مش صورى .
ضحك واردف بشر _ اكيد يا بيبي عارف … بس محدش تانى يعرف … وزى ما انتى عارفة العيار اللى ميصبش يدوش .. وانتى ليكي تاريخ والناس هتصدق متقلقيش … بس الحل فى ايدك .
سكتت تستوعب ما يتفوه به هذا الحق*ير … احقاً كانت عمياء لدرجة انها لم تلاحظ حقارته … اما هو فتابع حديثه يكمل بترقب _ ساعتين يا قمر … ساعتين وتبقى عندى لو عايزة الصور متنزلش … ولوحدك يا قمر … سامعة ! … زى ما كنتى هتهربي معايا بالضبط وزى ما كنتى بتخلعي من ابوكى وتجيلي … يعنى نفس الخطة مع تعديل بسيط … وزى ما قولتلك الموبايل تجبيه … سلام .
اغلق الهاتف الذى سقط من يدها ونظرت للا شئ تفكر في ماذا تفعل … يبتزها !!! … خالد الذى لطالما وثقت به واحبته وصدقت كلماته الحانية !! .. الهذه الدرجة كانت ساذجة وبلهاء لتقع فى شباكه القذرة !! ..
بعد دقائق من التفكير قررت الاتصال على بدر واخباره وليحدث ما يحدث فهو الوحيد الذى سيحلها …
التقطت هاتفها وقامت بالاتصال به ولكنها وجدت هاتفه مغلق … لعنت فى سرها وبدأت تبكى وتعيد الاتصال مرة تلو الاخرى ولكن دون جدوى … تعيد وتعيد مرات عدة ولكنه مغلق .
تنهدت بضيق وهى تشعر بالاختناق وكأن هناك ثعبان يلتف حول عنقها … بعد دقائق من الحيرة والضياع قررت مهاتفة والدها … لا تملك خياراً آخر … ولكن كيف لها ان تخبره بأمرٍ كهذا !!! … لاااا لن تفعل … لن تتسبب في ضياعه ووعكته مرةً أخرى .
لم يعد امامها خيار سوى نادر شقيقها وهذا خيارها الآخير … بالفعل طلبت رقمه وانتظرت ليرد عليها …
فتح الخط ايضاً واردفت هى بخوف وترقب _ نادر ! … انا قمر !
اردف الآخر بغضب بعد ثوانى وحدة _ انتى بتتصلى عليا ليه يا بنى ادمة انتى !! … انتى تنسي خالص ان ليكي اخ اسمه نادر ومتتصليش بيا تانى .
اغلق الخط بوجهها فضاقت سبلها وارتمت ارضاً تبكى بقوة وتجهش بألم يمزق روحها … يصرخ قلبها بقهر مطالباً بمنجده ( اين انت يا بدر ).
&&&&&&&&
اقترب بدر على الوصول من مدينة المنصورة … حالته لا تسر فهو في زحام فكرى وتشتت … عقله يعمل فى كل الاتجاهات … يفكر فى قمر وقلِق من اجلها … يريد ان يهاتفها ويطمئن عليها ولكنه يخشى شرح امر ريحانة عبر الهاتف … عليه ان يجلس معها ويتحدثا سوياً بهدوء لذلك اغلق هاتفه حتى لا يتحدث مع احد .
&&&&&&&&&&
رن هاتف قمر مجدداً برقم خالد … اعتدلت بوجه محتقن ملئ بالدموع الحارقة … انقباض في حلقها جعل شهقاتها تخرج متألمة … تناولته واجابت مجبرة تضع الهاتف فوق اذنها بتنصت
اردف الآخر بتهديد _ ساعتك الرملية قربت تخلص يا بيبي … فرصتك على المحك … انا عارف انتِ بتفكرى ازاى بس اي حركة منك كدة او كدة صدقيني صورك هتنزل فوراً .
كفكفت دموعها ونظرت للامام بقوة وهى تردف بجمود وكره _ اجيلك فين ؟! .
ضحك عالياً بشماتة واردف _ ايووة كدة يا قمرة … كدة تعجبيني … هقولك يا حلوة … دانا حجزلك مكان مخصوص بعيد عن الدوشة .
صرخت به مردفة بغضب وكره _ مش راحة بيوت يا زبا*لة يا ك*لب … هقابلك ف العربية والا مش جاية خالص .
غضب واردف بغل _ انتى بتهدديني !!! .. انتى ناسية ان رقبتك تحت رجلي ؟! .
تنفست بقوة واردفت بكره _ هقابلك ف العربية … وهتديلي الميمورى وهجبلك الموبايل وامشى علطول .
ابتسم بخبث واردف _ تمام يا بيبي .. زى ما تحبي … مستنيكي ع الضفة …. هتلاقيني واقف جنب ال***** اللى انتى عرفاه … ياما هربنا هناك بعيد عن العيون يا قلبي .
اردفت بكره واحتقار لذاتها قبله _ جاية … استنانى .
اغلقت معه ووقفت تتجه للمطبخ وقد اظلمت الدنيا امامها ولم تعد تعلم الصواب من الخطأ .
تناولت سكين حاد وتطلعت عليه بعيون سحب بريقها واردفت بصوت فقد الحياة _ لازم ادفع التمن … لازم انا وانت ندفع التمن يا خالد .
اخذتها وخرجت متجهة لغرفتها ثم ابدلت ثيابها ووضعت حجاب رأسها وتناولت حقيبتها واضعة بها الهاتف والسكين وغادرت المنزل وهى تتطلع عليه بنظرة أخيرة خالية تماماً من اي امل او حياة .
نزلت للأسفل ومنه الى الشارع الرئيسي حيث استقلت سيارة أجرة وغادرت .
&&&&&&&
فى سيارة بدر الذى قارب على الوصول .
نظر عبر المرآة ليرى وجه ريحانة زوجته نائمة فى الخلف بسلام … ضيق عيناه يطالعها وما زالت صدمته مستحوذة عليه … ماذا سيفعل الآن … كيف سيتعامل مع قمر … ابعد ان انتعش الأمل داخله فى امتلاكها بعدما حدث اليوم يأتى القدر ويقلب حياته رأساً على عقب !!
ماذا يخبئ له المستقبل يا ترى !! … هل ستتقبل قمر وجود آخرى في حياته !! … هو لن يتخلى لا عن ريحانة ولا عن قمر … فالاولي كانت زوجته العائدة منذ زمن وابنه عمه الذى يكن لها الاحترام والتقدير … بينما الثانية هى الوحيدة الذى سكنت خمائل قلبه … هى الوحيدة الذى معها يتوقف الزمن ويضيع المكان بالرغم من رؤيتها له كصديق والدها .
اغمض عينه لثوانى يتذكر عناقها له اليوم … عناقها الذى ضاعت لذته مع هذا الخبر الذى اتأه …
كانت بين يده يعانقها دون خوفٍ او قلق … عندما ارتمت فى حضنه وشددت من ضمه اليها بذراعيها الصغيرتين سامحة له باحتوائها شعر انه امتلك الدنيا وحلاوتها وامتلك الجنة ونعيمها … حبيبته كانت ققطعة المارشميلو بين يديه … عندما لف ذراعيه حولها واحتواها شعر بقلبه يقفز بسعادة ويصفق بصماميه فرحاً …. يضخ عشقه لها فى سائر جسده مما جعله لا ارادياً يخضع لرغبته بها أكثر ..
تنهد بعمق وبداخله قلقٍ من قرارها … مؤمن بقناعته انه سيحاول جاهداً اقناعها به وبحبه واكمال حياتهما سوياً يكفي ان تقبل … لن يظلمها معه ابداً ولكن يتركها ؟ … لااا مستحيل سيصبح انانى عندما يخصها الامر .
اما تلك النائمة فى الخلف فسيسعى لرعايتها وتلبية احتياجاتها ومعاملتها معاملة طيبة … واما عن قلبه فهو ليس عليه سلطان .
توقف بدر أخيراً امام منزله والتفت يتطلع على السيدتين النائمتين بترقب قبل ان يردف بهدوء _ ست حليمة … ريحانة !! .. يالا وصلنا .
تململتا الاثنتان بينما نظرت حليمة من النافذة بتعب جلى على وجهها وهى تردف متسائلة _ هيدا بيتك يا بدر ؟
اومأ بدر وترجل يتجه نحو خازنة السيارة … فتحها وانزل منها الكرسي المتحرك المطوى ثم قام بفتحه واتجه يفتح الباب الخاص بريحانة ليساعدها ولكنها رفضت وبطريقة ما هى تعلمها وتدربت عليها طيلة السنوات الفائتة قامت بالتنقل من السيارة الى الكرسي تحت انظاره المتألمة .
اما حليمة فترجلت من الجهة الاخرى بخطوات مرهقة وهى تلتفت لناحيتهما وتقف مردفة بتساؤل _ وين شقتك يا بدر … بأي دور هي !
اغلق بدر سيارته وطالعها مردفا بهدوء _ عندى شقة بالطابق الاول كنت تاركها للايجار … موجود بيها شوية اغراض فيكن تدبروا حالكن بيهن لليوم وانا بكرة الصبح بروح بشترى اي شئ بتحتاجوه .
اومأت حليمة بينما هو نظر لريحانة وابتسم بحنو مردفاً _ يالا ! .
ابتسمت له واومأت فاتجه يجر الكرسي المتحرك حتى وصل الى درجات السلم فقرر مناداة احد الجيران ليساعده فى حمل الكرسي من الجهة الآخرى حتى لا تتآذى .
بالفعل لبى طلبه أحدى جيرانه الذين يكنون له كل الحب والتقدير وحمل بدر الكرسي من الامام بينما الجار من الخلف وصعدا بها حيث الطابق الاول .
اوقفاها امام باب الشقة المنشودة وشكر بدر الرجل ونزل بينما فتح بدر باب الشقة بمفتاحه ودلف يشعل الضوء .
نظر للشقة المعبأة بالاتربة ثم تنهد وخطى يسحب الكرسي للداخل وتتبعه حليمة تتطلع على المكان بترقب وتردف بارهاق وتعب _ هاد بدو شهر نظافة .
اومأ بدر مردفاً _ ما تحملي هم … الصبح ببعت اجيب واحدة او تنتين بيهتموا بالامر … هلأ رح انزل اجيب الاغراض من السيارة واجى .
اومأت له ريحانة وغادر للاسفل يحمل اغراضهما ويصعد بهما مجدداً … دلف ووضع الاغراض فى الارض مردفاً بهدوء وهو يشير الى الغرف _ هونيك فيه غرفة نوم مرتبة وهون فيه كمان واحدة بس محتاجة تتضبط شوي .
اومأت ريحانة مردفة بعد صمت طال _ ما تهكل همنا بدر … لحد هون وكتر الف خيرك … فيك انت تروح شقتك ونحن بندبر حالنا .
نظر لها بدر مبتسماً بحنو يردف بهدوء _ شو ريحانة … بهالسرعة ضجرتي منى ! … يابنت نحن ما التقينا من ١٠ سنوات .
ابتسمت واخفضت رأسها ثم نظرت له واردفت بألم خفي _ عم احكى هيك منشان مرتك ما بدنا نوتر الاجواء .
تنهدت بضيق ثم اردف بهدوء _ ريحانة بدى منك تعرفي شى واحد … من هاللحظة وانتى هون كمان زوجتى … وهاد امر مفروغ منه … يعنى ما تفكرى بهالطريقة مرة تانية .
نظرت له قليلاً ثم اومأت بضيق بينما هو اردف بترقب _ طيب انا بروح اجيبلكن أكل وبجى علطول .
جلست حليمة على احدى المقاعد التى ازاحت من عليها الاتربة بكفها واردفت بارهاق _ مافي داعى حبيبي … نحن مانا جوعانين .
اردف بتصميم _ لاء ما بيصير … انا ما بطول عليكن … ثوانى هجيب أكل واجى .
نظر لريحانة مبتسماً واردف بحنو متسائلاً _ خبريني شو بتشتهى ؟! .
نظرت له ريحانة ببشاشة واردفت _ بشتهى اي شئ من يدك .
اومأ بقبول مردفاً _ ولو امرك سيدتى .
اتجه بخطوات متزنة للخارج وهو يتنهد بعمق ويستعد لرؤيتها … اشتاق لها جداا خلال تلك الساعات الفائتة .
صعد بحذر الى ان توقف امام الباب … سحب شهيقاً قوياً وزفره بقوة ليريح صدره ويستعد للحديث معها … طرق الباب بترقب ثم انتظر ولكن يبدو انها نائمة هكذا اعتقد .
اخرج مفتاحه من جيبه ووضعه فى فتحة الباب ثم لفه وفتح ودلف يتطلع الى المنزل الذى شعر انه مهجور وقد انقبض قلبه مردفاً بخوف جلى على معالم وجه _ قمر !
&&&&&&&
بينما على الجهة الآخرى كانت قد توقفت سيارة الأجرة ونزلت منها قمر بعدما دفعت للسائق وهى تحتضن حقيبتها بحماية وترى على الناحية الآخرى من الرصيف سيارة هذا الندل تصطف على ضفة النيل وهو يقف خارجها يلوح لها فى مكان خالي نوعاً ما من المارة الا من بعض السيارات التى تعد على الاصبع.
نظرت له بعيون باهتة فاقدة للبصيرة وهى تعبر الطريق لتذهب اليه ولتنهى هذا الامر الذى طال بينما هو ينتظرها بشغف مشمئز .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى