رواية إكليل الحياة الفصل الثالث 3 بقلم دودو محمد
رواية إكليل الحياة الجزء الثالث
رواية إكليل الحياة البارت الثالث
رواية إكليل الحياة الحلقة الثالثة
اشرقت شمس صباح يوم جديد بنورها الساطع فى سماء القاهره استيقظت ولاء من نومها ونظرت بجوارها على السرير لم تجد ابرار موجوده نهضت سريعا وخرجت من غرفتها وقالت بتساؤل
-ماما مشوفتيش ابرار فين
حركت رأسها بعدم معرفه وقالت
-لا يا بنتى هى كانت قاعده معايا امبارح وقالت هتدخل تنام ودخلت اوضك وانا كمان دخلت اوضى طيب شوفيها فى الحمام
اتجهت سريعا إلى المرحاض ونظرت بداخله ولم تجدها عادت مره اخرى وقالت
-لا يا ماما مش موجوده
نظرت لها بحيره وقالت بقلق
-هتكون راحت فين بس شوفى اخوكى كده واسأليه يمكن شافها
اومأت رأسها بالموافقه وقالت
ولاء :- حاضر يا ماما
وركضت بأتجاه غرفة أخيها وطرقت على الباب عدة طرقات حتى فتح لها الباب وقال بتساؤل
معاذ:- فيه ايه يا بنتى بتخبطى كده ليه
تكلمت سريعا وقالت بتساؤل
ولاء :- مشوفتش ابرار
حرك رأسه بالنفى وقال
معاذ :- لا مشوفتهاش غير امبارح وصحيت ماما ليها ودخلت اوضى ليه فيه ايه
اجابته بحزن وقالت
ولاء :-صحيت من نومي ملاقتهاش جنبى على السرير ولا فى الشقه كلها أنا خايفه تكون مشيت ومنعرفش ليها طريق
حرك كتفيه بعدم علم وقال
معاذ :- معرفش هى من امبارح اصلا كانت عايزه تمشى
ثم سكت قليلا وقال
-استنى انا عرفت هتلاقوها فين
تكلمت سريعا وقالت
ولاء:-فين !؟
أجابها سريعا وقال
معاذ :- هتلاقيها فى المقابر هى من امبارح كانت عايزه تروح عند جدتها
نظرت له بحزن وقالت بصوت مختنق
ولاء :- يا قلبى عليها أنا هموت من القلق علشانها يارب برد قلبها وريحها
ثم تركت شقيقها وعادت إلى غرفتها حتى تبدل ملابسها وتذهب المقابر تبحث عن صديقاتها ابرار .
…………………………………………………..
استيقظ سراج من نومه على صوت شقيقه على وهو يهتف عليه بصوت مرتفع ويقول له
-سررررراج قوم يلا اتأخرت على الشغل
وضع الوساده على وجه وقال بنبره غاضبه
سراج :- على اصتبح على الصبح واطفى النور واطلع بره احسنلك
اخذ الوساده من على وجه وقال بأصرار
على :- لا مش هطلع بابا هو اللى قالى يعنى معايا أمر من الجهات العليا ومتقدرش تقرب منى
نظر له نظره صاخبه وقال بتوعد
سراج :- بلاش أنا احسنلك لو قومتلك هكسرك عضمك
نظر له بخوف وأعطاه الوساده وقال
على :- وعلى ايه الطيب احسن، خد مخدتك أهى محسسنى أنها عيل من عيالك
وخرج من الغرفه سريعا
نظر إلى أثره بغضب وزفر بضيق ونهض من على سريره دلف المرحاض وبعد وقت خرج اده فرضه وارتدى ملابسه وخرج من الغرفه وقال بصوت جاد
سراج :- صباح الخير
وجلس على مقعده المخصص على السفره وبدأ يتناول الطعام فى صمت
الجميع نظروا له بحزن واكمله طعامهم
بعد وقت انتهى من الطعام ونهض سريعا من على مقعده وقال
-انا ماشى
تكلمت سريعا وقالت
اعتماد :- اعمل حسابك ترجع النهارده بدرى
نظر لها بعدم فهم وقال بتساؤل
سراج :- ليه !؟
اجابته بسعاده وقالت
اعتماد :- لاقيتلك بنت زى القمر ادب ايه واخلاق ايه وعلى الصلاه والعباده وكمان تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك مجرد ما تبص فى وشها تلاقى الخير كله اتفتحلك
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر
سراج :- تانى يا ماما مش هنخلص من ام الموال الاسود ده قولتلك أنا مش هتجوز دلوقتى شيلى الفكره دى من دماغك بقى انا تعبت
وتركها وغادر البيت بغضب
نظر إبراهيم لها بضيق وقال بغضب
إبراهيم :- انتى جنس جبلتك ايه بس، انا مش قولتلك متتكلميش معاه فى الموضوع ده تانى
اومأت رأسها بالرفض وقالت
اعتماد :- أنا مش هسكت ولا يرتاح ليا بال غير لما اشوف ليه بنت الحلال اللى تسعده وتفرح قلبه ابنك مش صغير واللى فى سنه دلوقتى متجوزين وعياله طوله أنا أم ونفسها تفرح بأبنها
تكلم على سريعا وقال بنبره مرحه
-طيب ما ترمى على ابنك الغلبان، يعنى العروسه دى خساره فى ممس حبيبك، ولا عايزه تفرحى بسراج بس وعلى كخ
نظرت له بضيق وقالت
اعتماد :- انت مش بخاف عليك شايف نفسك كويس وعايش حياتك، إنما هو لو مفضلتش ازق فيه هيفضل طول عمره كده واقف مكانه
هدر بها بغضب وقال
إبراهيم :- طيب حسك عينك تتكلمى معاه فى الموضوع ده تانى أنا اللى هقف ليكى يا أعتماد
نظرت له بضيق وقالت
اعتماد :- مش هسكت يا إبراهيم غير لما اشوف سراج مع واحده تسعده وتفرح قلبه أنا أم ومن ابسط حقوقى أن اشوف ولادى فى بيوتهم و سعده
تكلمت سريعا وقالت بنبره هادئه
وسام :- يا حبيبتى احنا عارفين انك نفسك تفرحى بينا بس مش بالطريقه دى متنفعش بالذات مع سراج اولا ابنك مش بيحب اللى يفرض عليه حاجه وكمان ظروف سراج واللى مر بى صعب مش هيسلم لواحده بسهوله كده ثقته بالناس بقة منعدمه علشان كده لازم تهدى عليه وصدقينى نصيبه مكتوب عند ربنا ووقت ما ربنا يريد هيدبرها بحكمته، يبقى نعمل ايه نهدى كده يا ست الكل ومنفتحش الموضوع ده دلوقتى نهائى
نظرت لها بأقتناع وقالت
اعتماد :- انتى الوحيده اللى بتعرفى تقنعنى بسهوله من غير ما تعصبينى
ابتسمت لها بحب وقالت
وسام:- اى خدمه يا دودو انتى روحى من جوه
ونهضت سريعا من على مقعدها وقالت
-يا لهوتى اتأخرت على المحاضره الدكتور هيعلقنى
وركضت سريعا بأتجاه الباب وغادرت البيت
نظر إلى ابنه بأستغراب وقال بتساؤل
إبراهيم :- وانت معندكش شغل!؟
اومأ رأسه له وقال
على :- عندى طبعا يا حجوج بس خلاص اتعود على الخصومات كل يوم لحد ما المدير يأس منى وبطل يسأل عليا
ثم نهض ببطئ شديد وقال بطريقه مرحه
-ياااااه قد ايه احساس حلو اوى لما اكون حلوف ومبيأثرش شئ فيا
ونظر إلى والده وقال
-متنساش تبقى تسمعنى صوتك الحلو ده فى التليفون يا حجيجه
نظر له بغضب ونهض من على مقعده وقال
إبراهيم :- ما انت ضيعة الدقيقه اللى كانت معايا يا ابن ال
تدخل سريعا بالكلام وقال
على :- عيب اوعى تشتم بابى ده راجل كومن وبالنسبه لرصيد هبقى اشحنلك وامرى لله
تحرك إبراهيم بأتجاه ابنه لكنه ركض سريعا بأتجاه الباب وغادر قبل أن يمسك به.
…………………………………………………….
جلست على الأرض بحزن شديد وظلت تنظر إلى القبر وتبكى بحرقه وحركت يدها على قبر جدتها وقالت من بين شهقاتها
ابرار :- ليه موتى وسبتينى انا مليش حد غيرك فى الدنيا دى، أنا تايهه من غيرك من يوم ما فتحت عينى على الدنيا مشوفتش غيرك قصادى مبعدناش عن بعض كل الوقت ده كنت بتحسى بيا من غير ما اتكلم كنتى بتمسحى دموعى وتخدينى فى حضنك لحد ما أهدى وبعدين تطيبى قلبى بكلامك البلسم صوتك كان هو دوا جروحى عمرك ما قسيتى عليا رغم أن كنت اوقات كتير بزعلك منى بس كنتى بتنسى كل حاجه اول ما تشوفى ضحكتى انتى واعدينى هتفضلى جنبى على طول ومش هتسبينى ابدا عودينى استغنى عن الدنيا كلها بوجودك بس نسيتى تعودينى اعيش الدنيا بدونك
ووضعت رأسها على القبر وظلت تبكى بشده حتى شعرت بيد على كتفها التفت لها ونظرة إلى الأعلى وجدتها صديقتها ولاء جلست بجوارها على الأرض واحتضنتها بحزن شديد وظلت تربت على ظهرها بحنو وقالت
-عيطى براحتك خرجى كل اللى جواكى وانا هفضل جنبك لحد ما تخلصى وبعد كده نبقى نتكلم
أمسكت بها بقوه وظلت تصرخ وتبكى بشدة حتى تقطعت أنفاسها من شدة الصراخ
وبعد وقت هدأة قليلا وابتعدت عن حضن ولاء وقالت بصوت منكسر
ابرار :- أنا انكسرت بعدها يا ولاء الدنيا اسودت فى وشى مش هقدر اكمل حياتى من غيرها
تنهدت بحزن وقالت بصوت منكسر
ولاء :- حاسه بيكى لما بيموت حد غالى اوى عليكى بتحسى أن الزمن وقف على اللحظه دى بتحسى أن كل حاجه جواكى فاضيه الدنيا لون واحد بس اسود مش شايفه أشخاص قصادك تحسى أن النفس بيخرج ويدخل بصعوبه بتحسى انك طول الوقت بتصرخى بس صوتك مش طالع بيبقى مخك مش مستوعب اللى حصل بيبقى واقف ومقتنع أن ده مجرد كابوس وهيصحى منه وتفضلى على الحاله دى وقت طويل لحد ما شويه بشويه تنسى ومخك يبدأ يستوعب أن اللى حصل ده حقيقه هتبدأى تعيشى بين الناس جسد بس من غير روح بتتكلمى وبتاكلى وبتشربى وتضحكى كمان بس من جواكى ميته، مع الوقت مخك و قلبك هيفضلوا محتفظين بشوية ذكريات الماضي وعجلة الحياه هتستمر أنا بكلمك عن تجربه لما بابا مات وعيشت اصعب ايام عمرى ومازالت بعافر علشان اتقبل فكرة موته بس وجود ماما واخويا جنبى قوانى
ابتسمت بحزن وقالت
ابرار :- وصفتى اللى حاسه بى بالظبط دلوقتى بس انتى قولتيها وجود امك واخوكى جنبك قواكى أما انا مليش حد أسند ضهرى عليه تيته هى اللى كانت بتقوينى وقت ضعفى ولما ماتت ضهرى انكسر وظهر ضعفى
تكلمت بحب وقالت
ولاء :- وانا روحت فين؟ هو انا مش اختك ولا ايه!؟
اومأت رأسها بأنكسار وقالت
ابرار :- اختى طبعا ربنا ميحرمنيش منك
احتضنتها بحب وقالت
ولاء:- ولا منك يا حبيبتى قومى يلا ماما قلقانه عليكى وقالتلى ابقى اطمنها
نهضت معها من الأرض وتحركوا خارج المقابر ثم وقفت قليلا وقالت
ابرار :- انا قررت ادور على بابا واروح ليه
نظرت لها بأستغراب وقالت
ولاء :- وايه فكرك بى دلوقتى مش كنتى رافضه حتى تجيبى سيرته
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت
ابرار :- ايوه كنت رافضه اجيب سيرته بس محتاجه حد منهم بدل ما انا حاسه ان وحيده
نظرت لها بقلق وقالت
ولاء :- هى ماما قالتلك اللى حصل من أهل مامتك
ابتسمت بحزن وقالت
ابرار :- اه قالتلى وده الطبيعى بتاعهم مش هستغرب طول عمرهم بيكرهونى وتيته الله يرحمها كانت بتتخانق معاهم بسببى أنا هشوف بابا يمكن يطلع غير ما مفكره ويكون كويس
حركت رأسها بالرفض وقالت
ولاء :- أنا مش معاكى فى اللى هتعمليه ده بس لو هيريحك يبقى براحتك يلا امشى يا حبيبتى
أوقفوا سيارة أجرة وصعدوا بها وعادوا إلى البيت.
……………………………………………………
مر عدة أيام وظلت ابرار تبحث عن والدها حتى عثرت عليه وقررت أن تذهب إليه وبالفعل أوقفت سيارة أجرة وذهبت إلى البيت وبعد وقت وقف السائق امام العنوان المدون أمامه فى الورقه هبطت من السياره بساقين مرتعشه واعطته الاجره وتحركت ببطئ إلى المنزل وهى تنظر له بأستغراب وطلبت من الحرس أن تدخل ولكنهم رفضوا وعندما اخبرتهم أنها ابنة صاحب البيت أخذوا منها إثبات الشخصية واوقفوها امام الباب من الداخل وابلغوا ابيها بوجودها
خرج رجل بملامح غاضبه واقترب من ابرار وقال بصوت غاضب
اسامه :- انتى ايه اللى فكرك بيا وجابك عندى اه تلاقيها امك علشان تخرب حياتى وتفرح فيا
نظرت له بصدمه ولم تستطيع التكلم
هدر بها بغضب وقال
-انطقى جايه هنا عايزه منى ايه
اجابته بصوت مرتعش وقالت
ابرار :- م م محدش بعتنى ل ل ليك أنا اللى جبت عنوانك و و وجيت اشوفك
نظر لها بغضب وقال بنبره صارمه
اسامه :- وانا مش عايز اشوفك وحسك عينك تهوبى هنا تانى فاهمه
ونظر إلى الحرس وقال بأمر
-خرجوها بره ولو جات هنا تانى محدش يدخلها واضربوا عليها رصاص لو أصرت فاهمين
وتركهم ودلف إلى الداخل
ظلت تنظر إلى أثره بصدمه وجاء الحرس واخرجوها إلى الخارج والقوها بالأرض وعادوا إلى عملهم
ظلت جالسه على الأرض وانهمرت الدموع بغزاره وهى لا تصدق ما فعله والدها بها نهضت بصعوبه من على الأرض وظلت تسير بالشارع دون أن تشعر ولا تعلم اين توجد وبعد وقت طويل من السير وجدت نفسها أعلى الكوبرى ظلت تنظر له بصمت وملامح خالية من التعبير والدموع تنهمر على وجينتها تحركت ببطئ شديد اتجاه الكوبرى ونظرت إلى الأسفل وتصارعة أنفاسها بخوف صعدت أعلى الحاجز ونظرت حولها قليلا ثم أغلقت عينيها ومالت بجسدها إلى الأمام والقت جسدها إلى الأسفل و………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إكليل الحياة)