رواية قد انقلبت اللعبة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء السابع والأربعون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت السابع والأربعون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة السابعة والأربعون
| الوحيدةٍ القادرة علي سلب كُل شيءٍ يُحاوطني دون مَجهود، ليس عليها سوا بأن تُخبرني كُل ثوانٍ بأنها تُحبني، وقتها سأعطيها كُل ما أملُك حتي لو أعلم بأنها ستقوم بألقائي في بحور الوادي سأفعل من أجلها ، هذا ليس ضَعفًا مني لَكنني لَا أمتلك رفاهية الرفض بسبب قلبي اللعين الذي مُنذو رؤيتها وأصبح مُتيم بها. |
#بقلمي
* داخل سرايا العُمدة/ تحديدًا داخل غُرفة الأستقبال..
مع دخول الخدم وهُم يَجرون الطاولة القابع أعلاها الكعك دَخل أحد الحُراس يُنادي علي العُمدة وغريب والعم وهدان ومتولي بأن يوجد من يُريد رؤيتهُم جميعًا ليستأذنوا خارجين من الغُرفة..
وَقفت إيلا بعد خَروجهُم تَضع يدها علي فمها من الصدمة والمُفاجأة التي أكملت سعادتها بهذا اليوم مع تسارُع دقات قلبها لتقترب بَخطوات بَطيئة من طاولة الكعك وعيناها تَحوم حولها وعلي الرقم الذي يُعبر عن عُمرها إلي أن وَقفت أمام الكعكة لتهمس قائلة:
– د.. دي ليا أنا ؟!
التفتت برأسها تنظُر إليه قائلة حتي تتأكد مما تري:
– ق.. قاسم التورتة دي بتاعتي أنا مش كده
ضَم شفته بمُحاولة كَتم إبتسامته ليردُف قائلًا:
– لا مش بتاعتك
عبس وجهها لتلتفت تنظُر إلي الكعك بنظرة حزينة لتعود تنظُر إليه بعيون ذابلة وَاضعه يدها بخصرها هامسة بنبرتها الرقيقة الطفولية بصوت حزين:
– لو مش ليا هتكون لمين يعني ؟!
أنتشل القلادة والأقراط من العلبة ودفعها علي الأريكة ليتحرك إليها إلي أن وقف مُقابلها و وَضع القلادة والقيراط علي الطاولة لينحني برأسه قليلًا إلي أن وَصل لمُستواه رأسها كان القيراط الأخر بيده مَد يده علي أُذنيها يلبسه إياها كانت شفته بجانب أُذنيها ليهمس إليها قائلًا:
– بس عارفه أحبك وأنتِ بتسمعي كلامي من غير ما تسألي ليه..
توسعت إبتسامتها مُتذكرة مَطلبه عندما طَلب منها أن لا ترتدي إي شيء من الزينة سوي الخاتم الذي أعطاه إياها حتي القلادتين الذي يوجد عليها عيون تشبه عيناها الذي أعطاها إليها مُسبقًا بأعياد ميلادها لا ترتديهُم لتُنقذ له مَطلبه دون الأستفسار لتعرف الأن لما طلب هذا..
أردفت قائلة بَهمس وهو يلبسها القيراط الأخر:
– مَكُونتش أعرف أنك لسه بتعرف تعمل مُفاجأت حلوة كده ، افتكرتك نسيت عيد ميلادي
هَمس إليها قائلًا تَحت صَمت الجميع منهُم ينظُر بنظرات حَقد والبعض سّعيد بهم كان مَشهدهُم غير مُلفت لَم يَكونوا يستمعون إلي حديثهُم بسبب إنخفاض صوتهُم وبالتأكيد غادر الخدم من الغُرفة وأغلقوا خلفهُم الباب..
– صحيح مَعرفتش أحتفل بعيد ميلادك بسبب غيابك الناتج عن غباءك بس دلوقتي دي فُرصة حلوة علشان نحتفل بيه دلوقتي
رَفعت يدها تَضربه علي صدره باعتراض بسبب نعتها بالغباء قائلة:
– أنا مش غبية
أبتعد يَسحب القلادة ليهمس إليها قبل أن تِلامس القلادة بشرتها قائلًا :
– سيبك بس بقي ينفع رَقبة الملبن تَكون فاضية كده مش لازم نَرُش عليها شوية مَكسرات كده علشان تبقي أسم علي مُسمي يا ملبن غزو ثقافي
مَد يده يَمسك شعرها ويضعه بجانب واحد للأمام ثُم وضع القلادة علي عُنقها ليقُرب رأسه من عُنقها أما جسده كان بعيدًا عنها بمسافة، حتي يَستطيع النظر إلي القفل ويغلقه وكأنه يحتضنها لَكنه لَم يفعل كان يوجد مسافة مَسك أطراف القلادة من الطرفان وشبكهُم ببعض ليسمع دقات قلبها السريعة أثر كلماته عليها إبتسم وهو يَضغط علي أسنانه قائلًا لنفسه أنها ما زالت تخجل منه ومن حديثه ليُكرر اللعب بأعصابها كانت شفته بالقُرب من عُنقها ليَهمس إليها:
– واثق أنِ لو رفعت عيني دلوقتي هلاقي وشك عُبارة عن فراولاية ناضجة صالحة للمضغ يا ملبن
كانت أنفاسه الساخنة تَحرق بشرتها لتبتعد برأسها للخلف بعد أن أغلق القلادة تُخفض بصرها تنظُر إليها بسعادة لتردُف قائلة:
– الله دي شَكلها حلوة اوي..
رَفعت مقلتيها تنظُر إليه قائلة بصدمة:
– قاسم ده نفس الطقم اللي عجبني في المول قبل ما نَدخُل المحل فاكر ؟
غَمز إليها بعينه ساحبًا كفوف يدها طابعًا عليها أرق قُبلة وجدت علي الإطلاق قائلًا:
– طَب ما أنا فاكر وعارف كمان أن عينيك الحلوة دي كانت هتطلع عليه
تحسست القلادة المُحاوطه عُنقها لتردُف قائلة بندم:
– بس ده غالي أوي
ضيق حاجبيه قائلًا بإعتراض وهو يَضه كفوف يده علي كتفيها من الخلف يوجه جسدها إلي طاولة الكعك:
– هو أنا ليا مين غيرك علشان أجِيبلوا الغالي يا ملبن الغالي يرخصلك يا روح قلبي
عضت شفتها بخجل بعدما رأت نظرات فارس وأصالة وصفاء الواقفين مُقابلهُم ليبدأ الجميع يُحاوطهُم حول الطاولة ليأتي صوت فارس قائلًا بإعتراض:
– أنا صورت كُل حاجة زي ما طلبتي يا لولو بس مَسمعتش الباشا الغيور كان بيقولك إيه وهو بيلبسك الشبكة
رَفع قاسم حاجبه قائلًا بإعتراض ونفي:
– بعيد عن لولو حسابك معايا بعدين يا قلب الباشا.. بس دي مش الشبكة دي هديت عيد ميلاد القمر
ألتفت إليها قائلًا بنبرة حُب:
– مَحبتش الدبل علشان عايز نختارهُم سوا.. الدبلة اللي هتدخُل في صابعي هتكون بأختيارك أنتِ والدبلة اللي هتدخُل صابعك بإختياري أنا زي ما أنا أختارتك وأنتِ أختارتيني هنختار كُل حاجة لبعض موافقة
لَمعت عيونها لتبرز جمال عيونها المُختلف بزرقاوتها وعسليتها لتتوسع إبتسامتها تخفض وجهها لأسفل وهي تأومأ إليه بالموافقة ليأتي صوت جلال قائلًا:
– طَب نادي العُمدة والباقي علشان نحتفل بعيد ميلاد حبيبه أبوها
قال أخر حديثه بتمديد بالحروف يُريد التأكيد للجميع بأنه والدها حتي لو الأوراق الرسمية تُثبت عَكس ذالك سَتظل إبنته هو من تَعب من أجلها ورباها طيلة سنين عُمرها لَقد عاناه في صغرها عندما كانت قَطعة لحمة صَغيرة ومرضت كان يأخُذها علي صدره ليبعث الدفيء بجسدها إلي أن أصبحت شابه يافعة الجمال ف هي أبنته ومن صُلبه هو من يستحق لقب الوالد بجدارة..
تعالت ضَحكات فارس وأصالة وهُم ينظرون إلي بعضهُم بمُشاغبة تَحت نظرات الجميع كانوا ينظرُون إليهُم بعدم فهم لما يَضحكون إلي أن جاء صوت فارس قائلًا:
– أنا وأصالة باعتنا رَجالة البيت في مشوار علشان نَعرف نَصور وأعرف اخليك تلبسها السلسلة والحلج.. اومال أنت فاكر إيه ده لو جدي وأبوي وعمي معاهُم غريب كانوا شافوك وأنت بتجرب منها بس كانوا رَفصوك زي العجل اللي بيترفص تحت الخيل
قال فارس حديثه بعد أن رأي نظرات الصدمة المُتوجهه من قاسم وجلال.. استشاط قاسم بعد أن سَمع حديث فارس ليقترب إليه بخطوات رَزينه بعينيه مُشتعلة من الغضب إلي أن وَقف أمامه، ينتشله من ياقة سُترته هامسًا إليه بصوت مَسموع قائلًا:
– رجالة البيت !، مش تقول كده علشان أعمل حسابي في طرحة طالما مَعتبر نفسك من حريم البيت، إلا قولي أسمك إيه يا وزة
تعالت ضحكات إيلا وبنات أعمامها أما زينب كانت تُحاول كَتم ضحكتها لترفع كف يدها علي فمها، ليستكمل قاسم حديثه وهو يَشد علي ياقة فارس قائلًا:
– وبالنسبة للعجل مَفيش عجل هنا غيرك قاسم الجارح يُرفص ميترفصش عُمرك شوفت فارس خيال يترفص من عَجل !!
تعالت ضحكات الجميع لينكمش وجه فارس من الإحراج ولَم يعرف بما عليه أن يَنطق مع دَخول العُمدة وخلفه الباقي كان يَضرب كف علي الأخر قائلًا بعدم أستياعب لمًا حدث بالخارج:
– مَعُوتش فاهم أيدتُها حاجَّة منين جاي رئيس الغفر بيجول أن مُرسي وعباس ماسكين بعض في الأرض مَجطعين بعض بالضرب والأجلام ولما روحنا لاقيناهُم بيتعشوا
ضَحك غريب قائلًا:
– ولما جيت تسألهُم يا عُمدة يجولولك أنهُم أتصافوا
نَفخ وهدان بضيق قائلًا:
– نجفل علي السيرة الهباب دي ضَيعنا وجتنا علي الفاضي
إبتسامة حالت علي شفاه قاسم ينظُر إلي فارس بتلاعُب وهو يَمد ذراعه حول كتف فارس قائلًا:
– أكيد يا عُمدة في حد ورا اللي حصل حد عايزك متحضرش عيد ميلاد إيلا
نَفخ العُمدة وهو يَقترب من إيلا ليطبع قُبلة علي جبهتها قائلًا:
– حجك عليًا يا بنت الغالي، جريت طوالي من غيرك ما أعيد عليكي.. كُل سنة وأنتي طيبة يا حبيبه جدك
كان حديث العُمدة يَخرُج تلقائي لَكن هُناك من كان يَقُف يشتعل من الغضب أثر كلمة واحدة كانت قادرة علي إحراق قلبه “جلال” عندما سَمع كلمة بنت الغالي وكأن شياطين الأنس والجن حَضرت وتلبست به بَلمح البصر كان يَقُف بجانب إيلا يَسحبها إلي أحضانه قائلًا:
– بمُناسبة اليوم الجميل ده أبوكي حبيبك محضرلك أحلا مُفاجأة لما نرجع بس
بأخر حديثه طَبع قُبله علي خديها الإثنين كأنه يُأكد إليه أنها أبنته هو فقط ليس أبنة الغالي..
صَك العُمدة علي أسنانه بعدما فَهم حديث جلال ليسحب أيلا من بين ذراع جلال يحتضنها قائلًا:
– إيلا حبيبه جدها بنت الغالي هتفضل إهنيه في السرايا ومش هتطلع منه غير علي بيت جوزها، الكلام ده إذا عَجبني البيت اللي هيسكنها في المحروس ولدك
ظَل جلال والعُمدة يتحدثون وكُل منهُم يُعارض قرار الأخر تحت غضب وأنفاس جلال أقسم بأنه يُريد الأمر أخذها والهروب ف ما يفعله أبيه والعُمدة سيخربون تلك الزيجة، نَفخ قاسم بضيق قائلًا من بين أسنانه:
– أحنا مش عايزين نتعب حد فيكُم احنا زي ما أختارنا بعض هنختار كُل حاجة علي ذوقنا أحنا مش ذوق حد تاني وبالنسبة لموضوع قعده إيلا ف السرايا ولا في الفيلا ده برا عني أنا أقل من شهر هكون أخدها في بيتي وبالنسبة لكتب الكتاب أنا عايز أكتب يوم الاتنين
فَتحت إيلا فمها داخل عقلها تُعد كَم مُتبقي من الأيام علي يوم الإثنين بسبب حديث قاسم لتردف قائلة بإعتراض:
– إتنين إيه يا قاسم !، مش نلحق طبعًا أحضر نفسي في تلات أيام، ثُم أنِ طول عُمري بحلم أنِ أكتب كتب كتابي في الفرح علشان أكون في قاعه مش في مكتب مأذون
تحدث قاسم قائلًا:
– طَب مُمكن نطفي الشمع ونخلص من العيد كلام ونأجل كلام في الموضوع ده
نَفخت أيلا بضيق وهي تقترب من الطاولة خائفه من أن يُصر قاسم علي قراره حينها سَيُهدم حلمها ف هي تحلم بأن يتم كتب كتابها بقاعه كما يَحدُث بالمُسلسلات التُركي..
ألتفت الجميع حول الطاولة ليبدأو بالغناء للإحتفال بعيد ميلادها الذي سَبق تحت فرح الجميع عادا نعمات التي كانت غاضبة من إيلا بسبب ولدها سيف الذي مَنعه جده من الحضور للمنزل طيلة فترة قيامها لهذا كرهتها أصبحت عدو بالنسبة لها أما ثُريا لا تُزال حاقدة عليها كانت تُريد تزويجها من ولدها غريب الذي تزوج إعتماد وأنجب منها وما زالت تُريده أن يتزوج من إيلا من أجل ميراث والدها ..
أنتهي اليوم وغادر قاسم وعائلته ومعهُم إيلا بعدما أتفق جلال مع العُمدة بأنه لا زال له الحق بإيلا ليوافق العُمدة بعدما رأي نظرات الحُزم بأعيُن زينب ولمس حُبهُم الخاص إليها وأيقن أنهُم يَحبونها كإبنتهُم لَم ينسي أن بدون أخذهُم لها من الميتم لَم تُصبح إيلا هكذا، لَكنه لَم يجعلهُم يغادرون بعد أن تعشوا سويًا كانت الجلسة مليئة بالضحكات والأحاديث عن طفولة إيلا..
*مساءًا داخل قصر مُختار الديب
وَصلت مي إلي القصر وعبرت البوابة بعدما فَتح الحارس لها لتُخبره بأنها تُريد رؤية مُختار رَفع الحارس الهاتف حتي يُخبره ف الديب يَمنع دَخول الحرس داخل القصر بتاتًا إذا كانت رَغد بالداخل وهذا من أجل حُريتها إذا تُريد فعل إي شيء أنتهزت مي أنشغال الحارس لتركُض إلي بوابة القصر تَطرُق عليها بقوة لتفتح الخادمة إليها لتندفع مي للداخل تَحت رَكض الحُراس خلفها لّكن بمُجرد دخولها وَقفوا مكانهُم، ف هو يُحذرهُم مهما حدث قدمهُم إذا تعدت الباب الداخلي بوجود رغد ستُقطع..
كان الديب يَجلس علي الأريكة وبين فخذيه رغد مُمده يُشاهدون التلفاز سويًا بأجواء رومانسية وبين يده الشيشة الإلكترونية يُدخن ويداه الأُخري تُحاوط جسد رغد بحميمة، إلي أن قاطع خَلوتهُم دَخول مي كانت هائجة مُندفعه وكأنها غير مُتزنه نفسيًا..
وَقفت أمامهُم بوجه شاحب لتنتفض رغد لَكنها لَم تتحرك من مجلسها تنظُر إليها قائلة بإنفعال:
– أنتي مين وأزاي تدخُلي كده ؟!
كانت مي تنظُر إليه بدموع حارقة علي وجنته أما هو كان يُتابع التلفاز ببرود ويُنفث دُخان الشيشة ليُحرك رأسه للأمام يَدفن رأسه بعُنق رغد طابعًا قُبلة علي عُنقها هامسًا إليها بصوت جدي لا يقبل النقاش:
– هدي روحك يا حياتي، وأطلعي استنيني فوق علي ما أخلص كلامي مع الضيفة
حركت رغد رأسها تنظُر إلي عينيه وهي تنهض من بين ذراعيه لَكن قبل أن تُغادر أنحنت تَحتضنه هامسة إليه بجانب أذنه بنبرة مُرتجفة:
– حاضر، بحبك ومستنياك فوق
قالت حديثها بصوت مُرتجف خائفة من علاقته بهذه البنت لا تعرف من هي لَكن طريقة دَخولها عليهُم جعلت قلب رغد ينتفض تُخاف علي مكانتها، تعرف أن الديب لا يُحبها لَكنها علي أكل أن يُحبها بالمُستقبل ويتزوجها وبسبب خوفها أصبحت تُخاف من جميع النساء الذين يقتربون منه، تُهاب من أن يأتي اليوم ويقع بغرام فتاه أُخري أو تمتلك قلبه لَكنها دائمًا كانت تُطمئن نفسها بأنه ليس لديه قلب ليعشق فما حدث معه بالسابق لَم يجعل قلبه يَدق مرةً أُخري..
بعد صعود رغد ليتأكد أنها دَلفت الغُرفة ولَم تَقُف بأعلي أنزل قدميه للأرضية لَكنه لا يُزال جالسًا علي الأريكة ليُربط بكف يده علي الأريكة يُحسها بأن تأني وتجلس بجانبه لتتحرك مي وتجلس بجانبه..
ألتفت إليها برأسه ينظُر إلي وجهها الذابل وعيونها رَفع يده علي وجنتها يَمسح دموعها قائلًا:
– إيه اللي جابك خالد قالي أنُه وصلك القصر من شوية
صَكت علي أسنانها مُحاولة كَتم شهقاتها لتردُف قائلة بنبرة هادئة وضعيفة:
– جيتلك علشان أعرف هتعمل إيه في موضوعنا، لما لقيتك مجتش مع خالد وعز خوفت
أومأ براسه ليردُف قائلًا:
– أنتِ عايزاني أتجوزك يا مي ؟!
حركت رأسها بإيماء قائلة:
– ده المفروض اللي يتم بعد اللي حصل بنا !، هو أنت نسيت كلامك ليا ؟!
ضيق عين والأُخري مَفتوحه كذلك الحاجبين ليردُف قائلًا بعدم فهم:
– كلام إيه ؟، هو أنت فهمتي إيه من كلامي !
فركت يدها بتوتر قائلة بخوف نابع منها:
– أنت مش قولت أنك هتحل الأمر، يعني هنتجوز
تعالت ضحكاته لتُجلجل جُدران القصر ليستدير إليها بجسده ينظُر إليها بشراسة قائلًا من بين أسنانه التي تُزمجر غاضبة من حديثها:
– جواز !، ده اللي فهمتيه طَب أسمعي واحد غيري كان قالك أنتِ اللي سلمتيلي نفسك وطُز روحي أخبطي دماغك في الحيطة
قاطعت حديثه قائلة بشرارة غضب:
– ولو قولتلك أنِ حامل
تعالت ضحكاته لينهض يَقُف أمامها يُثني جسده أمامها وجهه أمام وجهها قائلًا بشراسة وغضب كلماته تَخرُج تُحرق قلبها كانت أنفاسه ساخنة من الغضب:
– أنا مبعاشرش واحده غير وأنا واخد أحتياطاتي قبل ما ألمسك حطتلك حباية علشان أضمن أن مَفيش حمل، يعني لو ف حمل مش مني
أردفت قائلة بسُرعه تُنفي حديثها:
– لا لا أنا بفرض مش أكتر، أطمن أنا مش حامل
نَظر إليها ببرود قائلًا وهو يستدير:
– مجنونة !، أنا هقلق من إيه !
أستدار مرة اُخري إليها يُنفث دُخانه أمام وجهها قائلًا:
– أنتِ وأبوكِ صراصير بدوس عليهُم ببوز جزمتي، وعلشان أنا راجل شهم موافق أشيل الليلة مع أن الذنب مش ذنبِ لوحدي بس علشان لو جيتي تتجوزي يكون معاكي ورقة تثبت أنك شريفة
قال أخر حديثه بنبرة ساخرة لتنهض مي تتمسك بكفوفها بمعصميه قائلة بفرحة:
– هتتجوزني
غرز أسنانه بلحم فمه من الداخل ليُحرره بعد ثوان وهو يسحب يده يُثبتها علي كتفيها يضغط عليهُم بقوة قائلًا بغضب:
– أتجوز !، مش بقولك متعرفنيش الديب مابيتجوزش
تحدثت قائلة بضعف ودموعها تنساب من جديد علي وجنتها:
– علشان لمستني
حرك رأسه بالنفي قائلًا ببرود:
– مابتجوزش نهائي لا بنت بنوت ولا غيروا.. لو كُنت عايز أتجوز كُنت أتجوزت اللي شوفتيها من شوية دي اللي تستحق
أردفت قائلة من بين اسنانها ودموعها تنساب:
– طب طالما مش هتتجوزني هتشيل الليلة إزاي ؟!
تركها ليبتعد عنها يَسحب نفس قوي من الشيشة الإلكترونية قائلًا والدُخان يَخرُج من فمه:
– ها جوزك حد تبعي كتب كتاب وتاخدي ورقة طلاقك في اكتر من كده شيله
أنسابت دموعها علي وجنته قائلة بصُراخ:
– أنت بتقول إيه ؟!، أنا سلمتك نفسي علشان بحبك فااهم علشان إيه ؟!
زَفر بضيق ليتحرك إليها يَمسكها من معصمها يسير بها خارج القصر تَحت صُراخها وأعتراضها لَكن أتِ إليها صوته الغاضب يُسكتها وَقف أمام بوابة القصر ينظُر إلي أحد الحُراس ليفهم مقصده تَحرك إليه ليأتي صوت الديب قائلًا:
– خُد مي هانم وصلها القصر بتاعها، أهو قُدامنا مَيتوهش
نَظرت إليه بغضب ليُبادلها النظرة لَكن نظرته جعلتها جسدها يرتجف ليردف قائلًا:
– سامعه يا هانم، رجلك متخطيش بوابة القصر بتاعي غير لمًا أنا أطلُبك مفهوم
قال أخر حديثه بصوت صارم جعلها تُأومأ إليه بالإيجاب لتتحرك مع الحارس إلي قصرها دون أن تنبِث بكلمة واحده، أما الديب تحرك للداخل وهو يُحرك أنامله بشعره ببرود إلي أن صَعد جناحه ليري رَغد تَحوك بالغُرفة والغضب يعتري معالمها تحرك ببرود إلي الفراش يُلقي جسده عليه وقبل أن تتحدث أخرسها بكلماته جعلتها تَصمُت وتتحرك إلي أقرب مقعد تَجلس عليه..
– كلمة واحده تنطقيها وأعتبري نفسك برا بس للأبد برا حياتي كُلها.. لو مُستعده أنطقي يا رغد
* داخل سيارة قاسم
تَجلس حَبيبه عَُمره الماضي والحاضر والمُستقبل بجانبه وهو يَقود السيارة أما جلال وزينب صَعدوا بسيارة الحرس..
كان يَضع كف يده علي لوحة القيادة واليد الأُخري يَشبكها مع كف إيلا كانت أنامله بدواخل أناملها تتشبت بها كالاصق يسَندوها علي بجانب فرامل اليد وإذا أحتاج تَحريك إي شيء بالسيارة باليد الأُخري يُحركها لَكن دون الابتعاد عن يدها..
كانت تنظُر إليه بنظرات حُب صادق غير مُصدق أنهُم ساروا في طريق البداية لَحُبهُم الذي سوف ينتهي بزواجهُم سيصبحون مع بعضهُم ما لا نهاية تلك الخطوة هي بداية إلي ملحمه عَشقهُم الأتي، مع لَحن الأُغنيه الصاعد من السيارة جَعل الأجواء غاية في الرومانتيكية..
كلمات اللحن المُتصاعد من مُسجل السيارة:
– يا حبيب امبارح وحبيب دلوقتِي، يا حبيبي لبُكرة ولآخر وقتي.. إحكي لي قول لي، إيه من الأماني ناقصني ثاني وأنا بين إيديك.. عُمري ما ذقت حنان في حياتي زي حنانك، ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك..
طيلة الطريق كانت تنظُر إليه أما هو كان كُلما أُتيحت إليه فُرصة إختلاس بعض النظرات إلي وجهها المُحبب إليه يَفعل هذا إلي أن وَصلوا مَكان غير الفيلا وهذا جعلها تُصطدم أما سيارة زينب وجلال لَم تَقُف أستكمل الحارس السير إلي الفيلا تلك الحفلة كانت شبابيه خاصة به وبها، نَظرت علي واجهة المقهي بصدمة كان هذا المقهي فَخم للغاية مَعروف بالتميُز من الخارج والداخل حركت رأسها جانبًا تنظُر إليه بدون فهم قائلة:
– أحنا إيه اللي جابنا هنا ؟!، وبابي و مامي مَوقفوش معانا ليه ؟
سَحب يداه من بين يدها ومَد يده ساحبًا من درج السيارة قُماشة ليردُف قائلًا وهو يَضعها علي عيناها ليربُطها من الخلف:
– بابي و مامي روحوا الفيلا ، ودقيقة وهشيلها من علي عيونك
وَضعت يدها علي يده تَمنعه من أسترسال ما يفعل قائلة:
– طب فهمني إيه اللي بيحصل ؟!
اردف قائلًا وهو يُبعد يدها ليُكمل عمله:
– كُل اللي مَطلوب منك دلوقتي أنك تَسكُتي وهتعرفي كُل حاجة بعد دقيقة دقيقتين
تنهدت برفق تَجعله يفعل ما يُريده، هَبط السيارة بعد أن قام بربط القُماشة علي عيناها ليسير إلي أن وصل نحو باب السيارة الأخر ليفتحه ويقوم بإسنادها حتي تهبط السيارة ليسير بها داخل المكان وهو يَمسك كف يدها بين راحة يده وذراعه الأخر علي ظهرها حتي لا تَسقُط، ساروا بالداخل إلي أن وَصلوا داخل المقهي ليخرُج بها من الباب الأخر المقهي الذي يُدخلك علي ساحة كبيرة تَطُل علي النيل لَقد حجز قاسم المقهي بساحة الجلوس المُطلة أيضًا علي البحر اليوم وأحدهُم من قام بتزينها بالكامل من أنوار إلي شموع دائر مَيدور للعديد من الزينة التي جعلت المكان غاية في الجمال سنعرف من قام بتزينها..
وَقف بها بمُنتصف المكان المُزين ليبدأ بمُحاوطتها جَميع من قام بعزميتهُم اليوم من أجلها وهُم من زينوا المكان، أبتعد عنها ليردُف قائلًا قبل أن يختفي:
– فَتحي عينك
مَدت يدها تَفُك رُباط القُماشة من علي عيناها تَفتحها بَبُطء لتصطدُم عندما رأت سارة ومايا وأمجد يَقُفان أمامها ثَبتت قدميها أسفلها وكأنها لا تعرف كَيف تسير إليهُم مرت لحظاتهُم أمام مرآها هُم ليسوا أصدقاءها فقط بل أنهُم أخوه أنسابت دموعها علي وجنتها كما حدث مع سارة ومايا أما أمجد كان ينظُر إليها بأشتياق إلي أن قالت سارة بنبرة ضعيفة يملؤها البُكاء:
– و.. وحشتيني يا صاحبتي يا أُختي يا عشرة عُمري.. يا نادله
تلك كانت أخر كلمة نَطقت بها سارة لتبتلع حديثها داخل فوها بعد أن هَجمت إيلا عليها تَحتضنها هي ومايا بين ذراعيها لتنفجر كُلًا منهُم ببُكاء مرير من فرط الأشتياق..
تَحدثت مايا من بين دموعها قائلة وهي تَشد علي عناقها:
– م.. مش طيقاكي م.. مضايقة من.. منك أوي أزاي تَحرميني منك فجأة أزاي قَدرتي يا إيلا تبعدي ؟!، ليه مشاركتناش همك مش أحنا أخوات طول العُمر
زادت شهقات إيلا بسبب عتاب مايا ف هي لديها حق كيف تصرفت بتهور ونست أمر أصدقاءها لتردف قائلة بصوت مبحوح:
– م.. مش عارفة أأ.. أقول إيه !، كُل اللي أنا عارفاه أنِ كُنت عايشة من غير روحي وبُلقاءنا أنا رجعتلي روحي.. خلونا نَفرح باللحظة ونأجل العتاب لبعدين
قالت حديثها ودست وجهها بين أكتاف سارة ومايا لتستكمل حديثها بنبرة باكية:
– و.. وحشتوني اوي م.. مش مت.. متصورة أنِ شايفاكُم قُصادي
رَفعت حدقتيها ولا زالت بين أحضانهُم تنظُر إلي أمجد بأشتياق هامسة إليه بكلمات كان يَقُف أمام ناظريها:
– أ.. أمجد وحشتني اوي.. وحشتوني اوي بجد أأ.. أنا بحبكُم أوي يا أصحابي يا عزوتي في الدُنيا
قالت حديثها تشد علي أحضانهُم لتمد ذراعها تَمسك كف يده بين راحه يدها، طال عناقهُم مع همساتهُم لبعض بأشتياقهُم، إلي أن أبتعدوا أقتربت من أمجد تَقُف أمامه وبجانبها تَقُف سارة وبالجانب الأخر مايا..
لتردف إيلا قائلة هامسة إلي أمجد بنبرة اشتياق أخوي:
– عارف نفسي في إيه دلوقتي ؟، نفسي أحضُنك اوي أنت حقيقي أخويا بس أنت عارف أبو الهول هيعمل فينا إيه لو عملت اللي نفسي فيه مش كده !
مَد يده يَمحي دموعها من علي وجهها قائلًا بنبرة مُتحشرجة أثر دموعه المُجتمعه داخل حدقتيه:
– أنا كمان نفسي أحضُنك لأنك عندي زيك زي سارة، وعلي فكرة أنا مُمكن أعملها مَبقتش أخاف من أبو الهول بس حاطط نفسي في مكانه لو لقيت حد مقرب من مايا مش هسمي عليه ولا عليها
قال أخر حديثه وهو ينظُر إلي مايا يَغمز إليها بطرف عينيه، كان يُريد أن يري النظرة تُبادله مشاعره لَكنها وكأنها سَمعت بخبر مَقتل أحدهُم أرتجف جسدها وحركت عيناها بعيدًا عن ناظرية تُغير النقاش قائلة وهي تَحتضن إيلا من الخلف:
– وحشتيني يا ملبن غزو ثقافي
ضَحكت إيلا بنبرة صوت قوية وهي تتذكر أول مرة أخبرتهُم بسعادة بلقبها الجديد الذي أطلقه عليها أبيه قاسم في الماضي والحاضر قاسم حبيبها عَشقها الأبدي لتتوسع إبتسامتها بمُجرد أن تَذكرته ألتفتت برأسها تَطبع قُبلة طويلة علي وجنت مايا قائلة بدلع:
– قلب الملبن الغزو الثقافي
عَبست سارة وجهها بغيرة تندفع بحُضن إيلا من الأمام تُطوقها بين ذراعيها قائلة:
– والله!، وأنا مليش في الحُب جانب لو هيا القلب يا إيلا أنا أكون إيه الكبدة ؟!
ضَحكت إيلا وهي تشد علي عُناقهُم لتُصبح حاضنة سارة من الأمام ومايا هي من تحضنها من الخلف لتردُف قائلة بنبرة ضاحكة:
– الطُحال.. أنتي الطُحال يا بيبي، ههه
نَظرت سارة إليها بغضب وهي تَضربها بخفه بقبضتها قائلة بزعل مُصطنع:
– رخمه وغلسه وباردة
ضَحكت إيلا وأمجد لتردُف مايا قائلة وهش تُشدد علي عناقها:
– وحشتيني اوي يا إيلا، مُفتقداكي جدًا
أردفت إيلا بعدما همست مايا إليها بأنها أفتقدتها كثيرًا:
– وأنا كمان يا مايا أفتقدك، وأفتقدكُم كلكُم مش متصورة جمعتنا من جديد مش هنتفرق تاني أبدًا
تحدثت سارة قائلة:
– كفاية كلام عندنا العُمر كُله نتكلم فيه سوا، ودلوقتي بُصي علي المكان كويس وقوليلي رأيك إيه ؟، أحنا تعبنا اوي علشان نعمل ديكور يعجبك
ألتفت إيلا حول نفسها تنظُر إلي ديكور المكان بأكمله كانت مُنبهرة حقًا بما فعلوا من أجلها لتردف قائلة وهي تُكمل النظر:
– إنتوا عملتوا كُل ده علشاني !، الديكور حلو اوي بجد مش مصدقة
قالت حديثها مع دَخول ياسر وأميرة وحُسام بجانبه سلمي شقيقته معهُم جاسر كانوا يَقفون بالخارج حتي تستقبل إيلا أصدقاءها ويُعبرون عن شُوقهُم لبعض دون خجل من أحد..
صَدمت إيلا لترفع كفوف يدها علي ثغرها قائلة بصدمة:
– هو قاسم اللي عزمكُم ولا إنتوا اللي عازمينا ؟!
قَبلت مايا وجنتها لتفعل سارة الأمر لتردف مايا قائلة:
– أنا وسارة وأمجد اللي عملنا الديكور
لتردف سارة قائلة:
– والباشا حبيب القلب اللي جهز كُل حاجة خطط ورتب وعزم الكُل زي ما أنتي شايفه.. بيموت فيكي يا ملبن
إبتسمت بسعادة وهي تتوجه نَحوهُم ليسيروا معها، إلي أن توقفت أمام ياسر لتردف قائلة:
– كُنت هزعل اوي لو مَشوفتكش في يوم زي دي
ضيق حاجبيه قائلًا بنبرة أستفزاز يُريد أغضابها كما كان يَفعل مُسبقًا:
– وليه ده إن شاء الله
توسعت إبتسامتها قائلة بمُشاغبة وحاجب مَرفوع:
– علشان أعرفك أنُه بقي بتاعي أنا خطيبي وقريبًا جوزي، يعني مش هتقدر تشاركني في حُبي ليه
ضَحكوا جميعًا ليردُف ياسر قائلًا بإعتراض:
– لا يا ماما أنتي فاهمة غلط خالص، قاسم البرو يعني هفضل أنا نمبر وان في قلبُه وأنتي تيجي بعدي
قال حديثه بأستفزاز قاصدًا أن يُضايقها كما يفعل دائمًا، رَفعت حاجبها قائلة بإعتراض تُحرك أصبع السبابة يمينًا ويسارًا تنفي حديثه:
– تؤ تؤ ده كان زمان ولا كان زمان كمان أنا طول عُمري نمبر وان في قلبه، بزمتك ينفع أحُط البيض في الطاسة قبل السمنة يا أبيه ياسر
قالت حديثها وبأخر كلمات مَطت بالحروف وكأنها تُنفي أنها قامت بوصفه بالبيضة..
هُنا وأنفجر الجميع بالضحك ليردُف ياسر قائلًا برفعه حاجب:
– والله ! يعني تُقصدي أنِ البيض وأنتي السمنة تمام أوي يا إيلا.. والله كويس أنك لسه فاكرة كلمة أبيه وملِغتهاش زي ما لغيتي أبيه قاسم
قال حديثه بحاجب مرفوع وبنهايته غَمز إليها حتي يُذكرها بالماضي، تَهجمت ملامحها ليكسوها الاحمرار من الخجل تَلتفت حولها لتقع عيناها علي سلمي رَكضت إليها تُريد الخروج من المأزق التي وضعت نفسها به..
ركضت إلي سلمي وعانقتها بَحُب و ود قائلة بنبرة مرح:
– وحشتيني يا كرستينا
ضَحكت سلمي تُشد علي عناقها قائلة بضحكات مُتفرقة:
– أنتي لسه فاكرة
كان ما زال الجميع يَضحك علي ملامح وجهها ليردُف ياسر قائلًا بنبرة مُرتفعة حتي يضمن أن حديثه سيصل إليها:
– سمنه سايحة بتهربي ده كده فُل اوي، الباشا يجي بس علشان يشوف تربيته
التفتت إليه تنظُر بضيق قائلة بنبرة غضب:
– سمنه وسايحة !، تمام اوي طب يا أميرة لَمي جوزك
توسعت حدقتي ياسر قائلًا وهو يتقدم منها:
– لَمي وجوزك !، بت أنتي أظاهر نسيتي أيدي علي قفاكي اللي كانت بطرقع
نَظرت إليه وهو يتوجه إليها لتركُض إلي حُسام تَقُف خلفه هامسة إليه:
– حُسام في المُستقبل هنكون دكاترة زي بعض أحميني أحميك في المُستقبل
ضَحك حُسام وهو يري ياسر مُتوجه إليهُم ليردُف قائلًا بنبرة يملؤها الضحك:
– أحنا كده عايزين جيش يحمينا من الدبابة اللي داخله علينا
تَقدم ياسر منهُم وانتشل إيلا من خلف حُسام مَسك كفوف يدها بين يده قائلًا بنبرة هادئة يملؤها الحُب الأخوي:
– بجد فرحان ليكُم جدًا مش مصدق أنِ أخيرًا شايفكُم بتبنوا حياة جديدة، قاسم يستاهل كُل حاجة حلوة يا إيلا حافظي عليه هو صحيح عصبي بس قلبه أبيض مش هتلاقي أحن عليه منك وقت زعلك
توسعت إبتسامتها وهي تري سعادته لهُم تقفز من عيناه لتردُف قائلة بنبرة حُب:
– أقولك حاجة صحيح خايفة شوية ومتوترة من كُل حاجة حوالينا من ديما وسيف غير قبول جدي بالسُرعه دي بس واثقة أن قاسم هيفضل جمبي مهما حصل وهيحميني.. وأنت كمان طبعًا
سَحبت يدها من بين يده لتضربه بخفه بقبضتها علي معدته وهي تُنهي حديثها ، رَفع ياسر حاجبه قائلًا وهو يَشد أُذنيها برفق:
– أيدك طولت أوي دي شجاعه ولا ضمان أنِ مش هقدر أعملك حاجة لأجل عيون الباشا
ضَحكت بخفه لتضُم يدها توجهها أمام ناظريه حتي يري الخاتم المُحاوط أصبعها بتملُك قائلة بدلال وغرور:
– ضمان يابني أنا خطيبة الباشا صقر الداخلية بنفسه بيحميني هعوز أكتر من كده إيه بس !
غمز ياسر بطرف عينيه قائلًا:
– عندك حق هتعوزي إيه أكتر من أن قاسم عبرك أصلًا
عضت علي شفتها بغضب قائلة بعناد:
– مَلكش فيه هو يجري أنا أجري المُهم أننا بنحب بعض، بس باردو أنت عارف أن قاسم هو اللي بيحبني من الأول
ضَحك ياسر ينظُر إليها وما زال يَمسك كف يدها الأخر بين يده ليردُف قائلًا:
– عارف وعلشان كده بقولك متخافيش أطمني طول ما أنتي مع قاسم
قاطع حديثهُم دَخول جاسر وسارة عليهُم وكلمات جاسر الموجهه إلي إيلا:
– ست الطبيبة اللي بتتصرف من دماغها وهاتك يا سحب أوراق من الجامعات
التفتت إيلا صارخه بوجه جاسر غير مُصدقة أنها تراه أمامها لتردُف قائلة بعجلة:
– دُكتور جاسر، والله وحشتني بقي ينفع أسمع خبر جوازكُم زي زي الغريب كده، عملتوها من غيري بقي كده يا دُكتور بقي كده يا صاحبي
قالت حديثها الأخير تنظُر إلي سارة، لتردُف سارة قائلة ببعضًا من الضيق من إيلا:
– حد قالك تبعدي عننا !، تستاهلي
ضَحك جاسر ليردف قائلًا بمزاح كعادته:
– مَقدرناش الحُب ولع في الدُرة
ضَحكت إيلا قائلة وهي تتذكر لقب جاسر الذي قالته سارة إليها:
– عندك حق واحد و واحده أتقابلوا في دِيسكو لازم يتجوزوا بُسرعه
غمزت إلي سارة بنهاية حديثها لتتغير ملامح سارة تَبتلع ريقها بتوتر، أما جاسر نَظر إلي سارة بشك ليُعيد نظره لإيلا قائلًا:
– دِيسكو !
حاولت إيلا كَتم ضحكتها لتردف قائلة وهي تُحرك ذراعيها وجسدها يمينًا ويسارًا كالرقص:
– دِيسكو ولا نقول كباريه يا دُكتور الك..
كادت أن تنطقها لولا صُراخ سارة وهي تَمسك كاحلها، ألتفت جاسر يسألها ما حدث أما إيلا كانت تعرف أنها فعلا هذا الأمر لتجعلها تَصمُت..
– مالك يا سارة حصلك إيه يا حبيبتي ؟
أبتلعت سارة لُعابها تَرُد علي جاسر قائلة:
– أظاهر في حاجة قرصتني
لتردُف إيلا قائلة وهي تبتعد عنهُم تُحرك ذراعيها وجسدها كما فعلت مُسبقًا:
– ناموسة !، أكيد ناموسة اللي قرصتك دي ناموسة وحشة أوي
أبتعدت عنهُم مُتجهه نَحو ياسر الذي عاد إلي أميرة قائلة وعيناها تَدور علي قاسم بكُل مكان:
– أبيه ياسر هو قاسم فين ؟!
مَد يده إلي وجهها ليقرُص خدها قائلًا:
– ثواني وهيدخُل، و أتقلي شوية يا بت ليفتكرك واقعه
تأفأفت قائلة بملل من غيابه:
– أنا واقعه و اوي كمان قولي بقي هو فين ؟!
نَظر ياسر إلي أميرة ضاربًا كف علي الأخر قائلًا وهو ينظُر إلي إيلا بنظرات إستحقار مُصطنع:
– عاجبك كده يا أميرة البت مدلوقه خالص أنا النظام ده مايعجبنيش وأنا اللي بقول عليها تقيلة وهتوريه النجوم في عز الضُهر
قلبت إيلا عيناها بملل لتردف قائلة قبل أن تتحرك حتي تبحث عنه:
– حاضر هتقل و اوريه النجوم في عز الضُهر.. بس لما تَظهر يا غباء أفندي
قالت حديثها وأبتعدت عنه كاد أن يَركُض خلفها بسبب سبها إليه لولا يد أميرة التي وضعت علي معصمه ليلتفت يُريد أن يشتكي إليها من تصرُفات إيلا ليراها غارقة بالضحك عليه، صَك علي أسنانه بغضب وهو يتوعد إليها وإلي تلك المُشاعبة الصغيرة إيلا..
ظَلت تبحث عنه بكُل مكان إلي ان وَقفت مكانها تَنفُخ بضيق كانت قريبة من بوابة الدخول إلي المكان، فجأة حل الظلام بعد أن أنقطعت الأنوار لتتحرك خطوة للأمام وهي تَصرُخ لترتطم رأسها بشيء صلب كادت ان تُكمل صُراخها لتشتعل الأنوار وأحد يَقوم بتحريكها للخلف فَتحت عيناها لتري بانر كَبير يتوسط أحد جُدران الساحة كان هذا البانر مَطبوع عليه صورة إليها وهي صَغيرة تَحركت عيناها علي تلك الصورة تتذكرها هو من ألتقط إليها هذه الصورة عند عودته من السفر كان وقتها قَد أنتهي من الحياة الجامعية كانت سعيدة لعودته إليهُم مرة أُخري..
التفتت خلفها تبحث عنه لتري مشهد زلزل كُل قيود قلبها التي كانت تتمسك بها دائمًا عندما تراه رأته يَجلس علي أحد رُكبتيه أمامها علي الأرض وبين يديه علبه قَطيفة مَفتوحه يتوسطها خاتم من السوليتير من الالماس مُرصع بحجر في المُنتصف مُزين بأحجار أصغر مصنوعة من الذهب الأبيض لَكنها لَم تَكُن تنظُر إلي الخاتم ما خطف قلبها هو و ركوعه أمامها كما يَحدُث في الخيال..
بعد أن لاحظ صدمتها تنظُر إليه فَقط بصدمة ليردُف قائلًا بنبرة لعوبه بصوت رجولي:
– للدرجادي حلاوتي مش مخلياكي قادرة تبعدي عينك عني !، بُصي شوية للخاتم
خفضت رأسها بعدما فاقت من شرُودها لتختفي إبتسامتها خجلًا من كلماتُه، إلي أن جاء صوته جعلها تَرفع رأسها بَبُطء عندما قال بنبرة هادئة يملؤها الحنان بصوت الرجولي:
– بحبك يا إيلا، عايزك تشاركيني حياتي الجاية ل طول العُمر عايز أطلُبك قُدام الكُل صحيح أنا أخد الموافقة من جدك بس عايز أسمعها تاني وقُدام الكُل
إلي هُنا دَخل جلال وزينب معهُم الجد مُعتصم والجده شادية يُرافقهُم حمزة شقيق زينب وزوجته ناريمان لَم ينتهوا بل دَلفوا أهل سارة أيضًا..
تَوسعت حدقتيها من الصدمة لتخفض بصرها مرة أُخري تنظُر إليه بدهشة قائلة:
– أنت كده بتكسفني
نَظر إليها قائلًا:
– مش هقوم غير لما أسمعها وألبسك الخاتم بنفسي
رَفعت عيناها تنظُر إلي الجميع لتستقر نظراتها علي زينب وجلال تنظُر إليهُم بحُب لتخفض عيناها تنظُر إليه وهي تُحرك رأسها بإيماء:
– موافقة أشاركك عُمري اللي جاي كُله
مَدت إليه يدها بسعادة ليخرج الخاتم يَضعه بإصبعها البنصر قائلًا:
– ده مش مُجرد خاتم، ده خاتم الوقوع في الحُب زي ما أنا وقعت فيكي
عضت علي شفتها بإحراج تّخفض عيناها للأرض لا تنظُر إليه ليردُف قائلًا:
– مش هقوم غير لما ترفعي وشك
رَفعت وجهها بخجل هي لَم تَكُن مُخجله منه هي تَخجل من الحشد المُجمع حولهُم ليأتي إليها صوته بعدما نَهض هامسًا إليها بصوت لَم يسمعه سواها:
– هتصدقي لو قولتلك أنِ عامل كُل ده علشان أشوف لَمعه اللؤلؤتين اللي جابوني علي بوزي
إرتسمت إبتسامة علي شفتها ليرفع يدها القابع بها الخاتم يَطبع قُبله عليها قائلا:
– بحبك
بمُجرد أن قالها وكأن ياسر عرف أن هذا الوقت وقت فقرة الرقص ليتحرك داخل المقهي يخبرهُم بأن يَشعلوا الموسيقي لتنخفض الأضواء ويتبقي اللون الأصفر والأزرق ينيرون المكان، تَحرك ياسر وأميرة سارة وجاسر يليهُم حُسام وسلمي يرقصون علي ألحان الموسيقي معهُم..
كانت كلمات الأغنية تَلعب علي أوتار عشقهُم كانت تلك الأُغنية من أختيار قاسم..
” زي الهواء يا حبيبي زي الهوى .. واه من الهوى يا حبيبي اه من الهوى، وخدتني من ايدي .. يا حبيبي ومشينا، تحت القمر غنينا .. وسهرنا وحكينا، وف عز الكلام .. سكت الكلام .. واتاريني، ماسك الهوا بايديٌ ماسك الهوا .”
كانت تَضع كفوف يدها علي كتفيه بخجل ملحوظ أما هو يَضع كفوف يده علي خصرها بخفه يَتمايلان برقص هادئ للغاية علي الألحان كانوا بالمُنتصف والباقي يُحاوطونهُم مع الأضاءات الخافتة..
علي إحدي الطاولات نَهض جلال قائلًا:
– قومي يا زوزو نُرقص
فَتحت فوها بصدمة قائلة وهي تَبعد يده عنها:
– رقص إيه بس يا جلال أُقعد ماتكسفناش
نَظر إلي عبد الرحمن وفوزية المُقتربين من ساحة الرقص قائلًا:
– كسوف إيه يا زينب اللي بتتكلمي عنه !، قومي بقي ده عبده وفوزية قاموا قومي بقي مَتبوخيش الليلة
لتنهض زينب معه مُتجهين إلي ساحة الرقص، ليتشجعوا حمزة وناريمان ليتجهوا خلفهُم، لينهض مُعتصم ينظُر إلي شادية يَغمز إليها قائلًا:
– مهما كبرنا هتفضلي صغيرة في نظري والصُغنن لازم يُرقص علشان نَضُخَّ في جسمه الدَّم اللي بيخلينا نعيش
ضَحكت برقة وهي تَمد يدها تتشابك بيده الممدُده أمامها مُتجهين سويًا إلي ساحة الرقص لَم يتبقي أحد جالسًا سوا أمجد ومايا الذي كان ينظُر إليها بتردُد يُريد عرض الرقص معها لَكنه خائفًا من رفضها خصيصًا أن تلك الأيام دائمًا مُتوترة تَغضب علي إي سبب، ليظل ينظُر إليها دون أن ينطق بشيء..
كانت إيلا مُتوترة للغاية تنظُر إلي جميع الأتجاهات عاده عيناه إلي أن جاء صوته بعد أن رأي خجلها الظاهر بعيناها قائلًا بصوته الرجولي الذي يُحرك كل أنش بها:
– بموت مَبقدرش أسيطر علي نفسي لما بشوفك في الوضع ده
حركت عيناها لتستقر علي عينيه تنظُر إليه بخجل لتردف قائلة بهدوء:
– وضع إيه ؟!
رَفع أحد ذراعيه ليضع كف يده علي وجنتها يُحركها بَبُطء بجانب عيناها الزرقاء قائلًا بنبرة خرجت جاشة أثر المشاعر والحُب:
– خجلك نظراتك البريئة لَامعت عينك أنا بشوف السماء في عينك والعسل في العين التانية
قبل أن يَقول أخر حديثه رَفع ذراعه يتحسس وجنتها بجانب عيناها العسلي ليضيف علي حديثه قائلًا:
– لو بأيدي كُنت أفضل معاكِ اليوم كُلُه علشان أشوف خجلك اللي بيورد خدودك زي التُفاح الأحمر، أنا واقع فيكي بشكل خطير أنا كُل جُزء فيا بينادي بيكي عيني دايما عايزة تَشوفك مناخيري مش عايزة تَشم غير ريحتك حواليها حتي صدري مبقاش عايز يدخُل أُكسجين خلاص أكتفي بيكي أنتِ أُكسجيني أنا حياتي واقفه عليكي ده بجد أنا مبقتش قادر أعيش لحظة غير معاكي.
قال حديثه مع كلمات الأُغنيه المُشتعلة..
” قلت لك يا حبيبي، لانا قد الفرحة دِيّة .. وحلاوة الفرحة دِيّة، خايف لفي يوم وليلة .. مالاقكش بين ايديَّ .”
عضت علي شفتها بخجل كان يُتابع حركتها ليُحرك يديه يُحرر شفتها من أسنانها، لتردُف قائلة بعد أن شجعت ذاتها علي الحديث:
– بس أنا بإيدي أفضل معاك العُمر كُلُه مش يوم وبس، حتي لو كُنت هتعب، عارف ليه ؟..
إبتلعت لُعابها استكمل حديثها بأنفاس مُلتهبه قائلة:
– علشان أنت تستاهل، تستاهل إني أتعبلك العُمر كُلوا يا حبيب الروح والقلب .
قالت حديثها غير مُصدقة ما قالته دون إرادة دَست وجهها بعُنقه ليرفع رأسها مرةً أُخري ينظُر إلي وجهها كان الخجل يَكسوه حاوط رأسها بكفوف يُقربها إليه ليطبع قُبله علي جبهتها ليأتي إليه صوتها الهامس إليه بقول:
– مش معني أختارت الصورة دي ؟!
أبعد رأسها ليُرجع ذراعيه علي خصرها يُكملان رقصتهُم ليردف قائلًا بهدوء:
– عادي عجباني
حركت رأسها بالنفي قائلة بنبرة جادة:
– قاسم اللي أنا أعرفه مَيختارش حاجة إلا ويكون في سبب ورآها.. ها قولي السبب
حالت إبتسامة مُرتسمه علي شفته بسبب حديثها الذي يَدُل علي أنها تَحفظة صَم، تَحدث قائلًا بهدوء:
– أول شهر ليا في الكُلية مَكونتيش بتفارقي خيالي لحد ما قررت أنِ مَفكرش فيكي، تفكيري فيكي كان بيأثر علي دراستي وبالفعل حاولت ونجحت سيطرت علي نفسي طول اليوم بس كُنت بمُجرد ما برجع أوضتي ورأسي تتحط علي المخدة وتفكيري فيكي ما بينتهيش، أنا كُنت بحلم بيكي عينيكِ مبتفارقنيش من وقت ما شوفتهُم وأنتِ صغيرة وأنا بحلم أتجوز واحده بنفس عيونك.. صحيح في الأول كُنت بفكر في كده علشان أنهُم حلوين بس بعد ما بدأت أتعرف علي بنات أشكال وألوان مَحبتش ولا وحده فيهُم مَلقتش اللي تخطف قلبي دخلت الكلية أربع سنين أكدولي أنك مش أُختي كان كُل الدُفعات مُرتبطين كُل واحد جمبي بيتكلم مع اللي بيحبها أما أنا كُنت بكتفي أنِ أنام، عارفه ليه ؟!..
تجمعت الدموع داخل حدقتي كُلًا منهُم ليستكمل حديثه قائلًا:
– علشان أحلم بيكي أشوفك في الحلم أربع سنين بحلم بيكي بالفُستان الأبيض وأنا واقف بَبُص عليكي من بعيد، كُنتِ مَلاك وَسط الزحمة لما شوفتك دخلتي قلبي.. من نظرتين وقعت فيكي حبيتك وتاه مني الكلام كُنت أفضل باصص ليكي طول الحلم مش قادر أقرب خايف عارف أن مَينفعش أحس تجاهك بكده، أنا مش عارف ليه فكرت فيكي أنتي دون عن بنات الكون ليه حبيتك أنتي.. طول الأربع سنين كُنت كُل أجازة بنزل لازم أصورك علي تلفوني علشان صورتك تفضل معايا ودي كانت أخر صورة صورتهالك وأنا راجع من السفر بعد ما خلصت كُليه نهائي، أ.. أنا حطيت الصورة دي خصوصًا علشان ده الوقت اللي كُنت مُتأكد فيه أنِ بحبك بس مش ك أُختي وقتها أنهرت تعبت كُنت أول مرة أشرب فيها السجاير بطلع غضبي كُل ما بشوفك بتكبري قُصادي وبيبدأ مُعجبينك بيزيدوا حواليكي أمجد طول عُمره عملي هاجس دايما حاسس أنه هيخطفك مني هيتجوزك نظراته كانت بتحرقني وأنا حاسس بأعجابه بيكي في عيونه، أنا عيشت أسوء أربع سنين في الكُلية هتجنن مش عارف عنك حاجة.. أنا تفكيري كان بيقتلني كُل يوم عرفتي ليه أخترت الصورة دي عرفتي السبب !!
قال حديثه وهو يُكافح بعدم هبوط دموعه أمامها لينجح بالأمر لَكنه لَم يمنع تَجمُع دموعه داخل مقلتيه التي فَضحت آمره أمامها، رَفعت كف يدها من علي كتفه تتحسس عيونه المُمتلئين بالدموع بمُجرد أن لامست يدها الصغيرة وجهه أغمض عيناه يستكمل باقي حديثه يُريد إخراج كُل مشاعره..
ليردف قائلًا بنبرة مُتحشرجة يملؤها المشاعر:
– لَفيت كتير ومشيت اكتر حاولت أنساكي مَحدش عرف يعوضني ولو بنظرة، أنا أختارتك من زمان وبقيت أسير عينك وأسير حُبي ليكِ.. وفالأخر هتبقي ليا يا عُمري يا روحي يا حبيبه قلبي أنتِ وحيده قلبي أنتِ مالكه قلبي..
رَفع يده من علي خصرها يُحركها علي عينيها قائلًا:
– أول ما شُفت عيونك حسيت بحاجة غريبة حاولت أتجاهل الأمر لحد ما عرفت أنهُم الراحة والأمان ل قلبي حلفت وقتها أنك مسؤلة مني من صُغري وأنا راجل علشانك، أنا من زمان وأنا أسير عينك كأنها كانت حالفة أنِ كُل ما أبُص لحد غيرك أبعدها فورًا كُنت بحس أنِ بخونك.. في مرة قولت ل ياسر جُملة عُمري ما نسيتها وأنا واقف دلوقتي مُستعد أقولها بعلو صوتي قُدام الكُل
أنسابت دموعها وهي تَسمعه يرفع صوته بتلك الجُملة..
– لا أتخلي أبدًا عن أحلامي وأنتِ حلمي الذي يجعلني الأن علي قيد الحياة عافرت وسأُعافر عُمري المُتبقي من أجلك
كان مُمسك كفوف يدها بين يده بقوة ينظُر إلي عيونها وهو يَقول كلماته ليستكمل قائلًا بنبرة مُرتفعة مُتحشرجة والدموع مُتجمعه داخل حدقتيه..
– أنا بحبك وأوعدك أنِ هعيش علشان أخلي ضحكتك علطول مرسومة علي وشك، حتي لو زعلتك ف يوم هاجي وأصالحك الزعل هيكون لحظات بس اللي هيخلينا نكمل الخيط اللي بيكملنا اللي عُمره ما هيتقطع أبدًا..
قال حديثه مع أنسياب دموعها علي وجنتها لا تعرف ما تقول ف هو بارع وبشده عنها في الحديث يَعرف كَيف يُعبر عن حُبه دون خجل أمام الجميع عَكسها لا تعرف التحدُث بكلمات تِلامس القلب مثله لَكنها تُحبه وهذا يُكفي لَكنها تُريد إسعاده كما يفعل لهذا أقسمت أنها سَتُذيقه الحُب بكُل معانيه بعد أن يُغلق عليهُم باب واحد بالحلال أينعم لا أحد سيستمع إلي حديثها لَكنها تعرف أن هذه مَقدُرتها وبنفس الوقت سَيسعده الأمر بكُل تأكيد، أكتفت بالنظر إليه نظراتها وصلت إليه كانت مليئة بالحُب والمشاعر والعشق رابط الحُب كان يتصل بينهُم كأن قلوبهُم تتصل بخيط مُتشابك ببعضهُم لا ينقطع أبدًا بل يزداد متانه كُلما حدث بينهُم خلافات، حركت شفتها بكلمات قرآها علي شفتها كانت تلك الكلمات قَطعت أنفاسه مع أشتعال أُغنيه أُخري..
– ب..ح..ب..ك
” سهرنا يا ليل للصُبح يا ليل، وأمانه ما تمشي يا قمر اليل أه يا محلى اليل ويا حبيبي دي حياتي معاه.. ”
طالت سَهرتهُم وانتهت ولَم ينتهي عَشقهُم كان مُشتعل إلي أن حلق بالسماء ك النسائم اللينة . ♡
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)