روايات

رواية ضحايا الماضي الفصل السابع 7 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الفصل السابع 7 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الجزء السابع

رواية ضحايا الماضي البارت السابع

رواية ضحايا الماضي الحلقة السابعة

بقصر الجارحي بحديقته الكبيرة حيث يقام حفل زفاف أدهم الجارحي و هنا كان الحفل جميل جدا يليق بعائلة كبيرة مثل عائلة الجارحي كل شيء مثالي بالزفاف و كاميرات الصحافة لم تتوقف عن التقاط الصور
كان أدهم يرسم على شفتيه ابتسامة مزيفة بينما هي لم تستطيع بداخلها حزن كبير لا تستطيع ان تخفيه و تظهر ابتسامة كاذبة سعيدة على شفتيها ربما لو كان الزفاف حقيقي و هو يريدها بأرادته و يحبها لكانت اسعد الفتيات على وجه الأرض لكن يشاء القدر ان يكون اليوم التي تتمناه و تحلم به منذ سنوات يوم تعيس كليها
لاحظ ضيقها و شرودها ليميل عليها قائلاً بخفوت و تهديد و هو يرسم ابتسامة على شفتيه :
افردي وشك لا يقولوا غاصبينك
ابتسمت بسخرية قائلة :
مش هي دي الحقيقة
أدهم بنفس الهمس و تهديد :
طب افردي وشك و اتعدلي عشان ما تزعليش من اللي هعمله يا حلوه
ارغمت نفسها على رسم ابتسامة على شفتيها بينما هو حاله لا يختلف عنها بكثير فهو ايضًا يشعر بما تشعر به ليتها تعلم كم كانت صدمته بها لو تعلم كم يحبها قلبه الأحمق الذي رغم كل شئ لايزال يعشقها و ينبض لها فقط
توسعت عيناه بصدمة و هو يرى سمر تدخل للحفل الغضب و الشر يرتسم على وجهها يبدو انها لا تنوي على خير ابدا بدون ان يلاحظ احد توجه لها يسحبها خلفه لداخل القصر قائلاً بتوتر :
ايه اللي جابك
سمر بغضب كبير :
بقى سبتني عشان تتجوز دي بعد كل ده تسيبني يا ادهم و انا اللي حبيتك و وثقت فيك تخدعني كده
كاد ان يعنفها فهو ادرى الناس بها لكنه عندما لمح بعيناه هنا التي تدخل من باب القصر أراد أن يجعلها تشعر بالاهانة و الالم حاوط وجه سمر قائلاً بحب واهي :
صدقيني غصب عني يا حبيبتي جدي اللي غصبني اتجوزها انا اصلا مش بطيقها و انتي عارفة بس كنت مجبور و الا كنت هضطر اسيب الشركة
سمر بدموع و حزن واهي :
طب و انا ازاي متقوليش يا ادهم
ادهم بحزن و هو يرى هنا بطرف عيناه تكاد تبكي ليتابع و هو يقبل يد سمر :
غصب عني يا حبيبتي سامحيني انا هصلح كل حاجة كام شهر و هطلقها و نرجع لبعض الجواز اصلا هيكون على ورق
سمر بمكر و هي لازالت تتصنع الحزن :
بس اوعى تلمسها و انا هستناك بس متسبنيش يا ادهم انت عارف اني بحبك و بموت فيك
ابتسم قائلا بحب واهي :
انا كمان بموت فيكي يا حبيبتي
اختتم كلامه بقبلة على شفتيها لتتحرر تلك الدموع من اعين تلك التي تتابع كل ما يحدث و تحطم قلبها لأشلاء و ألم رهيب اصاب قلبها العاشق له
مسحت دموعها ثم عادت للزفاف لتلتقي بوالدتها قبل ان تتدخل للزفاف و السعادة مرتسمة على وجهها تنهدت بحزن ثم ذهبت و جلست مكانها بينما أدهم اتفق مع سمر على شئ قبل أن يعود للزفاف
ترى ما هو !!!!
…………
لقد تأخرت كثيراً و لم تستطيع أن تتجهز على الميعاد لذا طلبت من اخوانها الذهاب و هي ستلحق بهم و ما ان علم بدر هذا قرر استغلال تلك الفرصة فذهب ليأتي بها للحفل بعد موافقة سليم الذي أصبح يعلم الان ان العشق الذي يبحث عنه بدر قد وجده و اخيراً لكن هو لا يعلم حفيدته فمن الصعب أن يعرف احد فيما تفكر او ماذا تريد ؟؟

 

 

نظرت لآخر مرة على هيئتها المرآة فستان من اللون الأزرق الداكن بأكمام من الشيفون شفافه و ينزل بانسياب على جسدها و مفتوح من الجانب الأيمن إلى فوق ركبتها بقليل و رفعت خصلات شعرها بكعكة منمقة اكتفت بوضع القليل من المكياج لتظهر بصورة جميلة فاتنة كان ذلك الثوب من اختيار زينة رفيقتها نزلت للأسفل بخطوات هادئة لبدر الذي أخبرها جدها بأنه سيوصلها للزفاف
حتى لا تأتي بمفردها
……
بالأسفل كان يدخل من باب القصر بخطواته الواثقة بعدما فتحت له الخادمة الباب كان الجميع وقتها يجلسون ببهو القصر كلاً منهم شارد بعالم اخر
بدر بهدوء ما ان تقابل معهم :
مساء الخير
ردد الجميع بوقت واحد و هم ينظرون له
بتعجب و عدم معرفة بهويته :
مساء النور
نزلت حياة بذلك الوقت بخطواتها الهادئة و ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلمع اعين اثنان من الموجودين تناظرها بحب و هيام لتشتعل أعين سارة بالغيرة و الحقد و هي ترى نظرات إلياس نحوها و هي التي ظلت لسنوات تحاول ان تحصل على قلبه لكن دون جدوى كل محاولتها تنتهي بالفشل بينما يوسف كان ينظر لها بشرود يرى فيها ليلى تمتلك نفس جمالها الذي سحره منذ اول مرة التقى بها
حياة باعتذار لبدر :
بدر معلش هتعبك معايا و اسفة لو اتأخرت عليك
بدر بابتسامة جذابة :
ولا يهمك انا لسه واصل حالا يلا بقى عشان اتأخرنا
اومأت له و كادت ان تذهب برفقته ليوقفهما صوت إلياس الغاضب و الذي يشتعل غيرة :
رايحة فين معاه بالمنظر ده و في وقت زي ده
بدر برفعة حاجب و هو يرى نظرات غاضبة و غيرة باعين الاخر :
نعم و انت يخصك في ايه
إلياس بتحدي :
إلياس العمري ابن عمها
بدر بتحدي و هو يتقدم ليجعل حياة نقف خلفه :
بدر عثمان الجارحي ابن خالها
إلياس بسخرية :
عشان ابن خالها يديك الحق تخرج معاها في وقت زي ده و لوحدكم
بدر بسخرية مماثلة :
قولنا ما يخصكش و مش عشان ابن عمها ده يديك الحق انك تتدخل في حياتها
إلياس بتحدي و هو يتقدم خطوة للأمام اتخذها بدر هو الاخر و كلاهما متأهب لحدوث شجار :
حياة مش هتخرج من هنا
بدر بتحدي :
حياة هتخرج و وريني هتعمل ايه
حياة بغضب :

 

 

بس انتوا الاتنين في ايه
تدخلت سارة بالحديث قائلة بغل :
اكيد فرحانة بلمة الرجالة حواليها طالعة لأمها
كانت سترد حياة لكن كان الرد الأسبق عليها نظرات احتقار من بدر و غضب و هو يرى هيئتها المثيرة للاشمئزاز فكانت ترتدي فستان قصير يصل لقبل ركبتها بقليل و بدون اكتاف :
قسما بالله لولا انك بنت لكنت وريتك بس الظاهر اوي مين اللي بيحب لمة الرجالة حواليه اصل اللي بيحب نظراتهم مش هيلبس بالمنظر ده بصي لنفسك في المراية الأول

التقط يد حياة بين يديه و كاد ان يغادر ليوقفه صوت إلياس الغاضب :
قولت مش هتخرج من هنا
حياك بنفاذ صبر و حدة :
انت زودتها اوي انت مالك اصلا كنت ولي أمري
إلياس بتصميم و عيناه تلمع بالغيرة :
مش هتروحي معاه يا حياة
بدر بتحدي :
لا هتروح
دفعه إلياس بيده في صدره ليرتد الاخر للخلف :
لو مرحتش هتعمل ايه يعني
رد له بدر الدفعه بغضب :
اع…..
لكن قاطعه صوت حياة الغاضب :
بس بقى انتوا الاتنين بدر خلينا نمشي يلا
كاد ان يعترض إلياس فبداخله نيران مشتعلة مجرد تخيلها انها ستذهب مع رجل و مفردها لكن اوقفه صوت والده الصارم :
إلياس كفاية لحد كده
– بس….

 

جمال بصرامة و هو يشير بيده لحياة و بدر لكي يذهبوا :
من غير بس اتفضلوا شوفوا رايحين فين
غادروا بدر بعدما تبادل نظرات التحدي و التوعد مع إلياس و سارة التي قررت انها لن تصمت على تلك الإهانة و تتوعد لحياة بالكثير !!!!
………
بعد وقت كانت حياة تدخل للزفاف برفقة بدر الذي لم يبعد عنياه عنها لحظة واحدة توجهت هي لشقيقها تقف بجانبه و هو توجه لاصدقائه الموجودين بالقاهرة و الذي لم يراهم من سنوات
مر وقت قصير و دخلت فرح الزفاف برفقة مهرة اللتان قام بدعوتهما امير و هما يطالعان كل شئ بالمكان بانبهار و إعجاب و خاصة مهرة التي كانت تتابع ما حولها بأعين واسعة كالاطفال ابتسم أوس بسعادة ما ان رأها و اخذت عيناه تتأملها بأعحاب بفستانها السماوي الجميل الذي ينزل بانسياب على جسدها بحمالات عريضة بينما خصلات شعرها تركتها طليقة ابتسم مقترباً منها بعدما تركتها فرح التي جذبها امير مباشرة ما ان دخلت لترقص معه
أوس بابتسامة :
ازيك يا مهرة
نظرت له قائلة بدون مقدمات بذلك السؤال الذي جاء على بالها و هي ترى ما حولها :
هما البنات دول لابسين ازاي الفساتين قليلة الادب دي مش كده عيب بردو
ضحك بخفوت قائلاً :
اه عيب بس انتي شطورة و لابسة محترم و طالعة زي القمر
مهرة بسعادة و هي تلمس ثوبها بسعادة فهي لأول مرة ترتدي فستان كهذا فهي استعارته من فرح :
بجد يعني حلو عليا….طالعة حلوة
اجابها بابتسامة صادقة و هيام :
احلى واحدة في الحفلة….جميلة اوي يا مهرة
ابتسمت بخجل قائلة :
انت كمان….جميل
ابتسم ثم اخذ يفتح معها عدة مواضيع و هي تتجاوب معه بسعادة و عفوية
……….
بينما أمير كان يراقص فرح بسعادة و لم يتوقف عن إلقاء كلمات الغزل عليها تحت خجلها الشديد
……….

 

 

كانت حياة تقف بجانب شقيقها الذي يبدو عليه الارتباك سألته بتعجب :
في ايه يا آدم مالك مش على بعضك ليه
ادم بنفي :
مفيش
حياة بتصميم :
لا فيه حصل حاجة و انت مخبي
ادم بتوتر و احراج :
بقولك ايه هو يعني انا كنت…..كنت عاوز أعرض الجواز على زينة انهاردة ايه رايك في الفرح و لا بيني انا و هي بعد ما يخلص
ابتسمت حياة بسعادة قائلة :
اقولك تعمل ايه بس الاول جبت خاتم صح
اومأ له بنعم لتتابع هي قائلة :
روح و اركع على رجليك و قولها تتجوزيني
ادم بحرج :
مفيش طريقة غير كده يعني…..
حياة بتشجيع :
مفيهاش حاجة يا ابيه صدقني هتفرح اوي لو عملت كده يعني اي بنت بتبقى نفسها كد يركع على رجليه و يقولها تتجوزيني و خصوصا لو كان اللي بتحبه اتشجع كده و مفيش داعي للحرج
تنهد بعمق ثم توجه بعيناه نحوها كانت تقف بجانب والديها ترسم على شفتيها ابتسامة صغيرة تخفي بها ألم قلبها و حزنها الشديد اقترب من المكان الخاص بعازفين الموسيقى ثم اخذ منهم الميكروفون تنهد بعمق قبل أن يقول :
زينة
التفتت جميع الاعين نحوه و كانت هي اولهم ليتابع ادم و هو ينظر نحوهها بابتسامة و عشق :
بحبك
توسعت عيناها بصدمة بينما حياة ابتسمت بتوسع اقترب ادم منها و هو لا يزال يمسك المايك بيده قائلاً بعدما توقف امامها :
والله العظيم بحبك يا زينة قلبي و حياتي تتجوزيني !!!!
ابتسمت بسعادة و اخذت تتساقط الدموع من عيناها ليلتفت هو لخاله قاسم قائلاً بابتسامة :
تقبل تجوزني بنتك يا خالي و وعد مني لحد اخر نفس فيا هحافظ عليها و احبها طول العمر
ابتسم قاسم بسعادة ثم نظر لابنته التي تظهر السعادة بوضوح عليها ثم اومأ له بموافقة و كيف له ان لا يوافق ان يزوج ابنته لابن شقيقته الرحلة الذي لن يجد من يحافظ على ابنته اكثر منه ابتسم سليم بسعادة و كذلك فاطمة بينما امير اطلق صفيراً عالياً عندما انحنى ادم على ركبتيه مخرجاً ذلك الخاتم الألماسي من جيب سترته قائلاً بابتسامة و حب :
تقبلي تتجوزيني يا زينة

 

 

وضعت يدها على وجهها بسعادة ثم اومأت له بنعم و الدموع تغرق وجهها البسها الخاتم ثم اعتدل ليتعالى التصفيق الحار بالمكان بينما اخوته يبتسمون بسعادة مصفقين له بسعادة كبيرة لأجل شقيقهم غافلة عن بدر الذي يتأمل ابتسامتها الجميلة بهيام
………..
كانت تقف وحدها بعدما تركها ريان ليرد على مكالمة هامة على هاتفه بينما الباقين كلاً منهم مشغول بحبيبته حتى أوس يبدو انه وجد العشق اخيراً
عيناها تتأملها بهيام و كلما حاول أن يبعدها هنا لا يستطيع يبدو أن و اخيرا وجد ما يبحث عنه منذ سنوات ” العشق ”
اقترب منها قائلاً بغزل :
ايه الجمال ده
ابتسمت بخفة قائلة :
انت بتعاكس
اومأ لها قائلاً بضحك و صدق :
بصراحة اه في حد يشوف الجمال ده و ما يعاكسش ده يبقى معندوش نظر يعني
تنحنحت بخجل ليتابع هو بمرح :
بما اني معرفش حد هنا و انتي مش غريبة و احنا قرايب و ستر و غطا على بعض ينوبك ثواب فيا و تعلميني الرقصة دي
ضحكت قائلة بصدمة :
ما بتعرفش ترقص
اومأ لها بآسى و حزن واهي قائلاً :
اكسبي فيا ثواب بقى
ضحكت بخفوت و بعد إلحاح كبير منه وافقت بخجل و احراج كانت تمسك يده تضعها على خصرها ثم وضعت يدها على كتفه و اليد الأخرى امسكها هو بيده ينظر لداخل عيناها
لسنوات طوال كان يبحث عن شيء ينقصه لا يعرف ما هو لكن بتلك اللحظة شعر بالكمال لقد وجد ضالته و بتلك اللحظة خصيصاً أدرك انه عاشق من النظرة الأولى و قد وجد من سرقت قلبه من اول وهلة رآها بها
تمايل معها على أنغام الموسيقى بحرفية شديدة كان هو المتحكم بتلك الرقصة و يحركها بين يديه بسلاسة ادهشتها سألته بصدمة :

 

 

انت ما بتعرفش ترقص اومال انا ايه
ضحك بخفوت قائلاً :
ما انا بتعلم بسرعة شوفتي
ضحكت مرة أخرى حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتسرق قلبه مرة اخرى ليردد باعجاب :
ضحكتك حلوة اوي
بخجل و احراج ابتعدت عنه قائلة :
احم بما انك اتعلمت كفاية رقص لحد كده
قطب جبينه قائلاً بعبوس :
ليه في خطوات تانية لسه متعلمتهاش
ابتسمت قائلة قبل أن تغادر :
ابقى اتفرج عليهم و هما بيرقصوا مش انت بتعلم بسرعة بردو
تنهد بدر واضعاً بده يجيب بنطاله مرددًا بحب :
والله و جت اللي توقعك اخيرا يا بدر !!!
………
انتهى الزفاف و ذهب امير لتوصيل فرح و كذلك فعل أوس الذي تحجج لمهرة بأنه يريد ان يقضي فرح و امير بعض الوقت سوياً و لك يخلوا الطريق من حديثه معها و نظرات الإعجاب التي ينظر لها بها
………..
بعد تهنئة من الجميع صعد لغرفته و هو يحملها بين يديه و ما ان دخل لغرفتهم ألقاها بعنف على الفراش لتعتدل هي ثم توجهت المرحاض بصمت تام و تجاهلته بعد وقت خرجت من المرحاض ترتدي ثوب نومها الطويل الفضفاض المحتشم التي كانت معتادة على النوم به لتجده ابدل ثيابه و استلقى على الفراش يعبث بهاتفه تجاهلته و كادت ان تنام على الفراش بجانبه بعدما تضع وسادة بينهم فالاريكة الموجودة بالغرفة صغيرة جدا لكن اوقفها هو قائلاً بتساؤل :
انتي بتعملي ايه
– هنام

 

 

أدهم ببرود :
نامي بس مش جنبي انا بقرف من الزبالة
نظرت له هنا بنفاذ صبر و لم تستطيع أن تصمت بعدما اهانها قائلة :
انا كمان بقرف من الزبالة بس مضطرة استحملها اعصر على نفسك لمونة زي ما انا هعمل بالظبط
أدهم بغضب و حدة :
مش هتنامي هنا
هنا بتحدي :
لا هنام هنا يا أدهم و لو مش عاجبك روح نام الكنبة او الأرض مش هقولك لا
بغضب جذبها من خصلات شعرها بقسوة قائلاً بتهديد :
غوري من وشي اتزفتي في اي حتة و عدى ليلتك عشان انا على اخري
ثم دفعها بقسوة على الاريكة لتنفجر هي في بكاء مرير مزق قلبه كاد ان يقترب منها لكن توقف عندما تذكر هيئتها و هي عارية بالفراش اغمض عينيه ينفض تلك الذكرى بعيداً ثم أطفأ الأنوار و القى بجسده على الفراش يحاول ان ينام لكن لم يستطيع من صوت بكاءها الذي يمزقه من الداخل يريدها ان تتوقف عن البكاء حتى لا يضعف و يحن لها ليصرخ عليها قائلاً :
بطلي زفت عياط عايز انام….اتخمدي يلا
انتفضت مكانها بخوف من صوته الغاضب ثم بأيدي مرتعشة التقطت تلك الوسادة التي القاها لها تنام على الاريكة التي لم تكن مريحة ابداً دقائق سقطت في النوم ليعتدل هو ثم توجه نحوها يجذب ذلك المفرش يضعه عليها و هو يتأمل وجهها بحب و حزن مردداً :
اللي عملتيه كسرني يا هنا اتصدمت فيكي صدمة عمري صعب انسى اللي شوفته و اكمل عادي اليوم ده حاجة اتكسرت جوايا و انتي كنت السبب حتى حبك اللي شايفه في عينك مش قادر اصدقه
كل حاجة حلوة كانت جوايا ليكي اختفت يومها و انتي السبب يا هنا
تمللت بنومها ليذهب هو سريعًا للفراش يتصنع النوم قبل أن تراه اذا فتحت عيناها
………..
بسيارة امير كان السائق يقود و ذلك لانه يده لازالت مجبرة و كان يفصل بينهم زجاج اغلقه هو ليعرف يتحدث معها و كان عازل للصوت ايضًا
الصمت يعم المكان ليقرر الاثنان قطعه ليردد
الاثنان معاً بوقت واحد :
امير / فرح
ابتسمت قائلة بتوتر :
اتكلم انت الاول
ضحك قائلاً بمرح :
لا اتكلمي انتي الأول السيدات اولا
اومأت له قائلة بتوتر و خجل :
انت بجد….بتحبني

 

 

التفت لها مردداً بصدق و عشق :
من يوم ما عيني شافتك و هي وقعت في حبك يا فرح غصب عني بعدك بس كنت خايف
التمعت عيناها بالدموع قائلة :
كنت خايف من كلام الناس ازاي تتجوز واحدة اقل منك و كمان……..
قاطعها واضعاً يده على شفتيها قائلاً بحدة :
مين قالك كده انا اتشرف بيكي في اي مكان كل الحكاية اني كنت خايف عليكي من نفسي
قطبت جبينها تسأله بعدم فهم :
مش فاهمة خايف عليا منك ليه انت ممكن تأذيني يا امير طالما بتحبني هتأذيني ليه
ابتسم بحزن قائلاً و هو يحاوط وجهها بيديه :
خليكي مصدقة دايمًا اني بحبك و لما اقدر اتكلم و احكي هقولك على كل حاجة بس محتاج وقت
وضعت يدها على يده التي تحاوط وجنتها قائلة بابتسامة و حب :
انا هفضل مستنياك علطول يا امير
ابتسم ثم سألها :
بتحبيني
اخفضت وجهها مرددة بخجل و حب صادق :
عمري ما قدرت احب غيرك و لا عيني شافت حد غيرك من يوم ما عرفت يعني ايه حب
رفعت وجهها تنظر لداخل عيناه قائلة بحب :
بحبك يا اميري
ابتسم بسعادة مردداً :
وانا بموت فيكي يا فرحتي
ثم اقترب منها ببطئ يود تقبيلها لتعود هي للخلف قائلة بخجل و هي تتهرب من النظر لعيناه :
ااا…الوقت…اتأخر و ماما زمانها قلقانة عليا يلا خلينا نروح بقى
ضحك بخفوت قائلاً بمشاكسة :
على فكرة ممكن تقوليلي مش عايزاك تبوسني و مكنتش هزعل
اشتعلت وجنتها بحمرة قانية و اكتفت بالصمت ليضحك هو بخفوت و ظل يدندن لها طوال الطريق بصوت العذب الذي ورثه عن والدته الراحلة هو و شقيقته حياة و هي بدورها تبتسم بخجل
………….
في صباح اليوم التالي سافر أدهم و هنا على شرم الشيخ لقضاء شهر العسل بناءاً على طلب سليم لا احد منهما يعلم ما ينتظره هناك !!!!
…………

 

 

كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام التي تضم سليم و فاطمة و قاسم و زوجته و ابنتهم زينة و ادم و أخوته الذين قضوا الليلة هنا بعدما اصر سليم على هذا و بدر الذي لم يتوقف للان عن اختلاس النظرات لحياة التي لاحظت هذا و لكنها تجاهلت
أوس بتساؤل :
انت هتسافر امتى يا بدر
ضحك بدر قائلاً :
هو انا مقولتلكش
– لا مقولتليش
بدر بابتسامة :
مطول معاكم المرة دي قاعد فترة كده و هبقى اتابع الشغل من هنا
ابتسم سليم و لم يعقب فهو توقع شيء كهذا فهو لم يخفى عليه نظرات سليم المصوبة لحياة و حتى أمس بالزفاف رأى رقص الاثنان معا و كيف كان يناظرها بحب
أوس بسخرية :
ايه اللي جد يعني ده انت كل مرة بتيجي هنا ما بتصدق تخلص اللي وراك و تسافر علطول
بدر بهيام و هو ينظر لحياة بحب لكنها تعمدت التجاهل و تصنعت انشغالها بالهاتف :
اصلي حبيبت مصر و حلاوة مصر و جمال مصر و نفسي اتجوز مصر
ادم بحدة و هو يلاحظ نظراته نحو شقيقته :
بدررر
نظر له بدر بغيظ بينما حياة وقفت قائلة لادم :
اتأخرت و عندي محاضرات هخلص الساعة ١٢
بعدين اطلع الشركة
ثم غادرت و لن تنظر له عازمة على أن تتحدث مع بدر فيما بعد !!!!
……..
كانت تجلس ببهو القصر تتواصل مع ادم عبر الهاتف على احد مواقع التواصل الاجتماعي
فيما يعرف ” whatsapp ” مر وقت و ما ان انتهت من محادثته احتضنت الهاتف بسعادة كبيرة لم يسبق لها أن شعرت بها ليأتي صوت بدر من خلفها قائلاً بتساؤل :
زينة عايز رقم حياة
نظرت له بمكر قائلة :
طب انت عايز رقم حياة ليه !!!

 

 

– ما يخصكيش
نظرت له بغيظ قائلة :
خلاص خده من حد تاني
نظرت لها بغيظ مماثل قائلاً بكذب :
عايزها في شغل
شاكسته قائلة بمكر :
شغل بس
نظر لها بغيظ قائلاً :
انجزي با بت هاتي الرقم
أعطته اياه على مضض و ما ان املته عليه نظر لها قائلاً بسخرية :
حشرية اوي انا عارف هو حابب فيكي ايه !!
نظرت له بصدمة ثم ألقت عليه الوسادة الصغيرة التي بجانبها قائلة بغضب و غيظ :
انا حشرية يا رخم يا غلس
لم يلتفت لها ثم خرج من القصر بأكمله
………
كانت تخرج من المبنى الخاص بالمدرجات و ما ان خرجت تفاجأت بإلياس يقف أمامها سألته :
إلياس !!! بتعمل ايه هنا
تفاجأ هو الاخر من وجودها قائلاً :
صاحبي دكتور في الجامعة هنا و جاي اشوفه
ثم تابع بتساؤل :
انتي تعملي ايه هنا
اجابته ببرود و هي تتخطاه لكي تذهب فهي لم تنسى ما فعله امس :
بدرس هنا
لكنه اوقفها قائلاً بتوتر :
ينفع اتكلم معاكي شوية
قطبت جبينها تسأله :
بخصوص ايه
تنحنح قائلاً بتوتر اخفاه :
احم حابب اعتذر عن اللي حصل مني امبارح….بس سؤال هو في حاجة بينك و بينه
اجابتها ببرود :

 

 

اعتذارك وصل خلاص و لو في حاجة بيني و بينه اظن ده مش من حقك تعرفه
اوقفها مرة أخرى قائلاً :
حياة انا……
لكن قاطعه صوت يعرف صاحبه قائلاً :
حياة
التفت ليجد ذلك السمج من وجهة نظره و الذي تشاجر معه بالأمس وقف الاثنان أمام بعضهم بتحدي كلاهما متأهب لشجار اخر…..و لا ينكر الاثنان استشعارهم بالخطر تجاه بعضهم كلاهما يشعر بالخوف ان يفوز الاخر بما ظل يبحث عنه لسنوات
لاحظت حياة حرب النظرات بينهم كادت ان تتحدث ليسبقها بدر قائلاً بتساؤل :
بتعمل ايه هنا
إلياس بتحدي :
ما يخصكش
ابتسم بدر ساخراً….بينما حياة لاحظت حرب النظرات بين الأثنان و الجو المشتعل بينهم لتقول بتوتر محاولة جعل أحدهم يذهب من أمام الاخر حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه :
اتفضل امشي انت يا إلياس روح لصاحبك و اعتذارك وصل خلاص
لم يتحرك من مكانه لتزفر هي بضيق فهي لم يكن ينقصها الأثنان لتسأل بدر :
في ايه يا بدر بتعمل ايه هنا
القى نظرات سخرية على إلياس قائلاً :
كنت جايلك لو خلصتي خيلنا نمشي و نبقى نتكلم في الطريق
التمعت أعين الاخر بغضب و غيرة رأتها حياة جيداً بينما بدر نظر له بتحدي متأهب لشجار يريده ان يحدث لتتدخل حياة قائلة :
طب يلا خلينا نمشي
اوقفها إلياس قائلاً بحدة حاول أن يخفيها :
هتمشي معاه
بدر بتحدي :

 

اه هتمشي معايا في حاجة
حياة بحدة و بنفاذ صبر :
كفاية بقى مش عايزة خناق هنا كمان لو سمحتوا انا بجد مش ناقصة و اللي فيا مكفيني انت و هو مش عيال صغيرين عشان تتصرفوا كده و واقفين لبعض ع الواحدة
كان رد الاثنان على حديثها نظرات سخرية من إلياس لبدر كان نصيبه مثلها من الاخر لتحرك هي رأسها بنفاذ صبر و يأس قائلة :
يلا يا بدر خلينا نمشي
ابتسم لها و أشار بيده لها لكي تسير هي بالمقدمة ما ان خطت خطوة و اعطت الاثنان ظهرها القى بدر نظرات انتصار و ساخرة حيث إلياس الذي يكور قبضة يده بغضب و غيرة ساحقة لم يسبق له ان شعر بها تجاه احد
………
في سيارة بدر التي كان يستخدمها كلما سافر للقاهرة كان يقود و يصب كامل تركيزه على القيادة فهو معتاد على القيادة بالخارج حيث يكون المقود على الجهة الاخرى تنهدت بعمق قبل ان تسأله :
بدر كنت عايز تتكلم معايا في ايه
توقف على جانب الطريق ثم اخذ نفس عميق قائلاً بتوتر اخفاه ببراعة و هو يلتفت ينظر لها :
حياة…انا مليش في اللف و الدوران بصراحة كده انا بحبك و عايز اتجوزك و هكون مبسوط لو وافقتي
ابتسمت بحزن فهي كانت تتوقع ما سيقول بينما هو كان ينتظر ردها على ما قال بلهفة كبيرة :
نظرت له قائلة :
انا كمان بحبك يا بدر
ابتسم بتوسع و سعادة كبيرة احتلت قلبه سرعان ما تبددت عندما قالت هي :
بس حب صديق و اخ اتعرفت عليه و مش عايزة اخسره
صمت دقائق لم يجد ما يقول اشاح بوجهه ينظر للجهة الاخرى و اكتفت هي الاخرى بالصمت ليقطعه هو قائلاً :
في حد في حياتك…..إلياس بتحبيه !!!
تنهدت قائلة بهدوء :

 

 

خلي موضوع إلياس على جنب…..مفيش حد في حياتي و صدقني يا بدر انا ما انفعكش
رد عليها ببعض الحدة :
مش انتي اللي تحددي ايه اللي ينفعني و ايه اللي مينفعنيش انا بحبك يا حياة و طالما مفيش حد في حياتك خليكي عارفة دايمًا اني هفضل وراكي لحد ما املك قلبك
ابتسمت بحزن قائلة :
يبقى هتتعب نفسك ع الفاضي و هتتضيع وقتك خلينا اخوات و اصحاب احسن
بدر بجدية و تصميم :
بس انا مش عاوز صحوبية انا عاوز حبك و بس و يا ستي لو ع التعب انا غاوي تعب
– بدر
ابتسم قائلاً بغزل :
يا حلاوة اسم بدر و هو طالع منك
نظرت له بصدمة ألم يكن الان يتحدث بحزن و جدية فجأة أصبح يغازلها حركت رأسها بيأس قائلة :
مجنون
ابتسم قائلاً بابتسامة و حب صادق :
انا مجنون بيكي
نظرت للجهة الأخرى قائلة بجدية تخفي بها خجلها :
انا اتأخرت ع الشركة بسببك على فكرة وصلني هناك يلا
اومأ لها بابتسامة و بداخله تصميم و عزيمة على امتلاك قلبها مهما كان فهو بعد أن وجد ما كان ينقصه و يبحث عنه بتركهه بتلك البساطة لكن شعور الخوف بداخله كبير تجاه ذلك المدعو إلياس فهو يرى حب بعيناه نحوها لكن ترى سيكون هو الفائز بها ام هو او سيأتي ما يأخذها من الاثنان لتصبح له !!!!

 

 

………
كانت ثريا تتمشى برفقة محسن بالنادي يفكرون كيف يتخلصوا من تلك الكارثة التي حلت عليهم
ثريا بغل :
ما ابقاش ثريا اما وريتهم و كل واحد منهم عاملي روميو لازم احسرهم عليهم
محسن بشر و قد جاءت فكرة خبيثة مثله تمامًا على باله الآن :
يا نقتلهم بنفسنا يا نوقعهم في بعض !!!
ثريا بعدم فهم :
قصدك ايه
محسن بخبث :
هنعيد اللي حصل زمان بس المرة دي على كبير
ثريا بابتسامة خبيثة :
قصدك…..
قاطعها قائلاً بمكر :
ايوه اللي فكرتي فيه و هما بقى يبقوا يخلصوا على بعض و احنا بره الموضوع !!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى