رواية تمرد عاشق الفصل السابع 7 بقلم زهرة الربيع
رواية تمرد عاشق الجزء السابع
رواية تمرد عاشق البارت السابع
رواية تمرد عاشق الحلقة السابعة
يا ليت قلبي، سجين بين أضلعه……
مع الوريد إلى الأهداب، أنتقل……
الأسوء من الفراق
أن تبقى قريبا ولڪنك غريبا
بعد اكثر من ساعة فتح عينيه عندما وجدها تملس على وجهه وتيقظه
-جواد قوم وصلنا.. لم يستمع لحديثها مازال في حلمه، أقترب منها للحد الغير مسموح وجذبها إليه… مما شعرت بتاقطع أنفاسها من نظراته وقربها منه لهذا الحد
رعشة قوية ضربت جسدها بالكامل، وارتجفت شفتيها ولم تقو على النطق
حاولت أن تهدأ من دقات قلبها ثم صوبت نظرها إليه واردفت بصوت متهدج مملوء بمشاعر تخصه
آبيه بقولك إحنا وصلنا، قاطعه صوت سيف الذي فتح الباب الأمامي وتحدث مازحا
حمدالله على السلامة ياغزولة، طول الطريق وانتِ نايمة مفكرة نفسك في اوضة نوم
– أخيرا فاق على نفسه.. شعر بصدمة تزلزل كيانه عندما تذكر حلمه
ابتلع ريقه الجاف عندما وجدها قريبة جدا من وجهه عندما جذبها .. لم يستطع تمالك نفسه اكثر من ذلك.. اعتدل وقام بفتح الباب سريعا.. ثم تحدث الى سيف
-خدها عند مليكة واياكم تخرج من غير علمي… ثم اتجه بنظره إليها
ادخلي جوا وخدي دواكي عشان رجلك متورمش اكتر من كدا
لم تنظر إليه.. كل مايشغل بالها حالته التي كان عليها من لحظات.. أمأت برأسها واتجهت للمنزل وقفت بجواره عندما وصلت إليه
– إنت رايح فين، مش هتدخل؟
-مالكيش دعوة إدخلي وبس، ثم نظر لها نظرة نارية
– إياكي تتمادي، قسم عظما ماحد هيرحمك مني.. ثم اتجه لمكان السائق
– انزل ياجمال انا هسوق
اتجهت سريعا إليه
– جواد رايح فين وهتسوق إزاي ودراعك كدا
أمسك يديها بعنف عندما أمسكت ذراعه
– إياكي تلمسيني تاني، وبعد كدا اسمعك بدون آبيه ماتلوميش غير نفسك
آتى صهيب ونظر لجواد بهدوء، وحالته التي تحولت مائة وثمانون درجة.. اتجه إليه عندما وجده يمسكها بعنف من ذراعيها
ولم يهمه جرحه
– جواد فيه ايه.. أهدى الموضوع مش مستاهل لدا كله
دفعها بعنف إليه
– خد البت دي من وشي مش عايز ألمح طيفها حتى، وانت اللي هتحاسب على أخطائها بعد كدا… ثم رفع إصبعه أمامهما
– مش هرحم بعد كدا اللي يغلط معايا ولو بحرف.. ثم ركب سيارته
❈-❈-❈
قاد السيارة بسرعة جنونية والغضب والغيرة يعمي بصره وبصيرته.. ولما لا والغيرة كالنار تلتهم كل خلاينا من دون الشعور.. كلما تذكر حلمه يشعر وكأن أحدهم يصفعه بقوة حتى يدمي
لم يرى أمامه في هذه الاثناء سوى حلمه فقط.. كاد ان يفعل حادثا مروعا، ولكن رحمة ربه اصطدم بالرصيف.. تجمع حوله بعض الاشخاص عندما اصطدمت السيارة واصدرت صريرا… وقف وحاول أن يهدأ من روعه.. نظر لبعض الاشخاص الذين اتوا إليه ليفحصوه
– انا كويس متشكر اردف بها عندما نزل من السيارة وقام بإغلاقها.. متجها للطريق نظر للسيارة وتنفس بغضب من أفعاله التي بدأت تخرج عن السيطرة
-اتصل به صديقه باسم الذي يعمل معه
– ابو الجود فينك وصلت ولا لسة يابني
تنهد بعمق- وصلت ياباسم وأنا خارج لو فاضي عايز أشوفك شوية
صمت باسم للحظات ثم اردف
– إنت كويس ياجواد، انت خارج لوحدك إزاي ودراعك يابني صوتك متغير فيه حاجة
– مش كويس خالص ياباسم مش كويس خالص
– طيب إهدى وانا جايلك هوصل المدام لعند والدتها، قولي نتقابل في مكانا
– ايوة هستناك هناك سلام
في فيلا ناجي
جلس ناجي بجوار بثينة وهي تتفحص هاتفها نظر لها واردف متسائلا
– مش ناوية تقوليلي مالك يابوسي، وايه حكاية الظابط
زفرت بضيق فهي لا تتحمل الحديث في الماضي حاليا، كل مايهمها أن تأخذ حقها من كل من ظلموها هذا ظنها
في فيلا الألفي
يجلس صهيب مع غزل
زفر بضيق شعر أن عقله تشتت حتى أنه لم يعرف ماهية نظرات آخيه، لدرجة وصل شكه أنه حبها كعاشق،، سحب نفسا عميقا ثم نظر إليها وهي تجلس بأحضان مليكة
برضو مش عايزة تحكي إيه اللي حصل ياغزل، ايه اللي وصل جواد يكون كدا، أول مرة أشوفه بالهمجية دي
وضعت يديها على عينيها وتحدثت
– والله مااعرف أنا متكلمتش معه في حاجة خالص، كل اللي حصل نمت في العربية، وبعدها بشوية قومت لقيته نايم جنبي، صحيته بعد ماوصلنا لقيته كدا
زفر صهيب بضيق، وشعر أن الموضوع أخذ منحنى آخر لا يعلم ماهو ولكن كل مايشعر به أن هناك خطب ما
دخل حازم في هذه الاثناء
عاملين ايه ياعيلة الألفي .. وقف صهيب واردف مقهقها
– اهلين حضرة المعيد الشاطر، أهي كدا أقدر اقول كمل مثلث برمودا
ضحك عليه حازم ثم قام باحتضانه
– وحشني مزحاتك ياولا ياصهيب
رفع حاجبه واردف ساخر
– ابتدينا شغل القلاشات أهو من دلوقتي هيقول ولا ، ولسة لما يوصل حضرة الضابط كمان… نظر حازم لغزل التي تنظر إليه بصمت… فتح ذراعيه إليها
– ايه يازوزو حزوم ماوحشكيش
هوت دمعة من عيناها فحازم يشبهها كثيرا
في الملامح والطباع ثم اردفت بصوتا حزين:
– وياترى حزوم لسة فاكر غزل بعد السنين دي كلها، دا حتى أنا نسيت ملامح وشك
وقف صامتا ولم يقو على الرد.. اتجه إليها بهدوء:-
– عارف عندك حق،ومهما تعملي إنتِ وجاسر مش هلمكم بس صدقيني غصب عني حبيبتي
إرتمت بأحضانه واردفت باكية
وحشتني أوي يازومي، وخالتو كمان وحشتني
أخرجها من أحضانه ومسح دموعها
عاملة ايه كبرتي يابت وبقيتي عروسة قمر،انا بقول زيتنا في دقيقنا ونعمل احلى فرح ونتجوز
ضحكت بصوتا صاخب عليه
– اه وانا بقول احط عليكم شوية لبن واعمل كيكاية يااخويا… هذا مااردف به جواد عندما وصل
حضنه حازم- عامل ايه ياصاحبي، ماشاء الله كبرت واحلوت ياض
قهقه جواد على مزاحته
– اه ماانا عارف، وكمان العرسان هيموتوا عليا ضحك الجميع
-كدا يالا استناك تلات ساعات وفي الاخر تقولي هنزل على القاهرة، والله عايز تنضرب
-سماح يابوص مكنش فيه طيران للفيوم فاضطريت اغير القاهرة وفي الآخر نزلت اسكندرية ههه
– ولايهمك حبيبي وحشتني والله
انت عامل ايه والبت الصغيرة ميرنا مجبتهاش ليه
صمت للحظات ثم نظر له
– كويسين ممكن ينزلوا شهرين كدا ولا حاجة عمو هاشم مسافر
❈-❈-❈
نظر اليه- المهم ياجواد سامع عنك كل خير وعامل رعب داخليا وخارجيا ياض
قهقه جواد عليه- ايوة فعلا حتى اسأل جاسر بقيت مطلوب حيا او ميتا
– طول عمرك وانت تستاهل النجاح حبيبي
تسلميلي ياحزومي وحشتني ايام الشقاوة فاكر.. ضحك الاثنين معا، اه انت وجاسر عاملين عصابة على الحرامية
– بالضبط زي مابتقول كدا، هم اللي بيدوروا علينا دلوقتي
نظر حازم لاصابته
انت متصاب ولا ايه
– لا دي حاجة تفاريح، عيدية العيد يعني
الف سلامة عليك ياصاحبي ان شاء الله محروس فاكره
نظرت مليكة لحازم
– اذيك ياحازم عامل ايه وحشتيني
هل شعر احدكم كيف يكون لعاشق الصمود بعد الالتقاء بحبيب غاب عن العين لمدة سنين ولكنه حاضر القلب
على الرغم إنه رآها عندما دخل، ولكنه حاول الصمود والا ينخرط خلف مشاعره
اتجه بنظره اخيرا اليها
نظر لعيونها السوداء التي مازالت تجذبه، كانت دائما لها ترانيم مقدسة في صمام قلبه ابتسم بخفوت
– عاملة ايه يامليكة.. انتِ كمان وحشتيني اوي اردف بها بخفوت
كان صهيب يتابع نظرات الجميع
جواد الذي يهرب بعيونه من غزل، وحازم الذي يضغط على يديه، وغزل التي تحتضن حازم وتنظر لجواد بصمت ومليكة التي تبتسم ببراءة للجميع تنهد بحزن، وانسحب بهدوء
خرج للشرفة يتنفس بهدوء وكأن لقاء حازم بمليكة اخرج فجوة قلبه التي يتدارى بها عن الجميع
اغمض عيناه وبدأت إحداث الماضي تلاحقه مرة أخرى بعد ان حاول نسيانها
فلاش باك
دخل مكتب جواد سريعا
اصطدم بأحدهم.. ايه ماتفتحي قطر معدي
وقفت تنظر له بغضب واردفت ساخرة
-لا والله انا برضو اللي افتح.. ماتشوف انت داخل اعمى ولا ايه
كانت تتحدث وشعرها يتطاير حولها ويغطي عيناها
نظر لها بتيه جميلة حقا وملامحها برئية كالأطفال.. خرج من شروده بها عندما اردفت
– والله نقول ايه على ناس بتستهبل وعاملة عامية
رفع يديه وازاح شعرها من عينيها
-خليها كدا احسن حتى تبين اد ايه انك قطة شرسة
دفعت يديه بعيدا عنها
– ايدك ياشاطر، ودا اسميه ايه ان شاء الله، انا ممكن اعمل بلاغ على فكرة فيك
رفع حاجبه متسليا
– اموت انا في القواضي دي، وياسلام لو كانت تحرش
-يخربيت دا انت اكيد مش طبيعي
وضع يديه في جيبيه
– الغزالة الحلوة دي اسمها ايه وشغالة هنا ولا زيارة لمجرم
دفعته بأجندتها
– وسع كدا هو انا ناقصة ناس مجانين
قاطعهم جواد عندما دخل مكتبه.. نظر اليهم
– صهيب ايه اللي جابك فيه حاجة ولا إيه
نظر صهيب له ثم للتي تقف بحركات تنم عن غيظها
– اتصلت بيك كتير وتليفونك مقفول فقولت اعدي عليك فيه مشكلة في مدرسة البنات واتصلوا شكل غزل عاملة مصيبة
ادتلهم رقمك، بس حضرتك تليفونك مقفول
“غزل “مالها.. طيب ياله
اتجه بانظاره لجنى:- جنى آسف هنأجل ميعادنا لبكرة
-ولايهمك يافندم، بكرة هاجي لحضرتك
خرج جواد من المكتب مردفا
– صهيب انا هروح لغزل ومليكة وانت عدي على الشركة انا مش رايح النهاردة هاخدهم ونخرج
بعد خروج جواد
اقترب منها- للاسف ياانسة” جنى”
مش جنى برضو بس انتِ نار مش جنى خالص كان نفسى امثل نفسي قدام حضرتك في قضية رأي عام… نظر لساعته ثم توجه بنظره- وقتي مشغول جدا زي ماسمعتي
ضربت كف على الاخر وضحكت ببراءة
– والله العظيم إنت مجنون
نظر إليها- هي بنات الحور نزلو الارض ولا إيه ياناس
ضيقت عيناها ونظرت له باستياء
– لا دا بجد انت عايز قضية تحرش، بس ازاي هو انت تقرب لحضرة الضابط
– ولا أعرفه دا دمه تقيل اه والله، اما انا دمي شربتات
– اه ماانا اخدت بالي دمك شربتات و شربات تتلبس في الرجلين… لو سمحت عديني عايزة اخرج
– والله ابدا لازم تاخدي رقم التليفون ممكن تحتاجيني في اي حاجة كدا ولا كدا
أمسكه جواد من قميصه… يخربيتك انا مستنيك برة وانت هنا، يابني هفضل ألمك من كل مكان
نظر لجنى وتحدث مستفزا
-الله وانا أعمل فيها ايه، هي اللي وقفتني، وعمال تسأل فيا، حتى أسألها مش راضية تعديني إلا لما تاخد رقم تليفوني
جحظت عيناها ونظرت له بصدمة ثم اتجهت بنظرها لجواد
-والله ابدا دا شكله انسان مش طبيعي يافندم
-خلاص ياجنى روحي انتِ، وانت قدامي.. اردف بها بهدوء مرعب
خرج صهيب وهو يهندم ملابسه
– بس لو متحلفوش
اخرجه من ذكرياته غزل عندما وقفت بجانبه ووضعت رأسها على كتفه
– سرحان في ايه، ومش حاسس بحاجة
توجه بنظره إليها
-ناوية على ايه ياغزل ، وهتعملي ايه في موضوع قصتك الفاشلة اللي انتِ عملتيها ولعبتي بها على جواد… تفتكري واحد زي جواد هيعديها
أوف خلاص انسى يعمل اللي يعمله.. بقولك ماتيجي نخرج
-نظر إليها ورفع حاجبه وابتسم بسخرية.
– شكل الأمورة عايز تفلسعني من البيت
– لا والله ومن إمتى ياخويا وانت بتخاف منه، اقولك تعالى معايا بس ومالكش دعوة أنا هحميك
ضحك عليها بصوتا صاخب مما جعل حازم وجواد ينظروا إليهما
ضيق جواد عيناه
– براحة على نفسك ياخويا كتر الضحك بيموت القلب
رفع صهيب حاجبه
الله اللي متغاظ مننا يعمل زينا مش كدا يابت يازوزو.. ثم ضمها من أكتافها
– ايدك ياحمار لأكسرهالك
ضحك حازم عليهما ثم اتجه لغزل وصهيب
عاملين ايه في جواد يابت انتِ وهو
وقفت تنظر إلى جواد بصمت وتقابلت العيون للحظات
– ماذا فعلت لك لكي تقسو على طفلتك المدلله بكل هذه القسوة، أيعقل الذي يقف أمامي هو أنت؟ كيف؟
اين ذهب حنانك؟ ولماذا كل هذا؟
على الجانب الاخر نظر إليها
كيف لي أن أخبرك بما يعتليه صدري؟
وانا لا اعلم مابه.. كل ماأعلمه هناك اصفادا من نيران تحرقني.. اغمض عيناه وتوجه بنظره للجهة الاخرى
لاحظ صهيب نظراتهما، هنا أغمض عيناه بحزن لما سيحدث لهما، اليوم تأكد من شكوكه… اخيه يعشق طفلته التي رباها ولكنه غير معترف بذلك، وكيف له الاعتراف
-تعالي يازوزو احكيلي كل حاجة حصلت معاكي
– هنروح عندك ولا ايه اردفت بها وهي تصفق بيديها كلاطفال
❈-❈-❈
اتجه اليها ووقف بمقابلتها
كان نفسي احقق لك أمنياتك ياامورة، اطلعي اوضتك فوق هتباتي هنا مفيش خروج من الباب دا لحد ماجاسر يجي وقتها أفكر انك تخرجي ولا لا
سحبت حازم من يديه
– تعالى يازومي نقعد عندنا لحد ماجاسر يجي
– بت اتجننتي ولا ايه، انا مش بكلمك
تدخل صهيب عندما وجد حالة اخيه خارج السيطرة
– زوزو حبيبتي روحي عند مليكة شوفيها بتعمل أكل عشان حازم ماأكلش روحي ساعديها
ظلت واقفة تنظر له بعناد
– انا عايزة اروح بيتنا وحازم هيجي يبات معايا، مش كدا يازومي
نظر حازم لهم
– هو فيه ايه وجاسر فين
-جاسر في مأمورية وهيجي بعد يومين، وعمو ماجد في الساحل، وقال هتفضل معانا لحد مايجي
امسكها حازم
– تعالي ياقلبي هنروح عندنا، انا كلمت البواب من فترة وزمانهم خلصوا تنضيف الفيلا
كل هذا وهو يجلس على الاريكة يضع قدما فوق الاخرى ويدخن سيجاره
تحركت خطوتين إلى باب الفيلا
سحب نفسا عميقا وأخرجه بهدوء ثم أردف
– عارفة خطوة كمان وهكسرلك رجلك، اقسم بالله ياغزل لو خرجتي من باب الفيلا لاكسرلك رجلك
اتجه صهيب سريعا اليها عندما وجد نظرة التحدي في عيناها
– تعالي يازوزو عايزك في موضوع مهم
تركت يد صهيب واتجهت اليه
– هو انت مفكر نفسك مين، وبعدين انت قولت مالكش دعوة بيا.. خفضت رأسها إليه ونظرت داخل عيناه بقوة الحب الذي اعطته له دون مقابل
– عايز مني ايه، فوق.. أنا كبرت ومعنتش الطفلة الصغيرة اللي تتحكم فيها ياجواد سامعني، ومفيش ابيه دي تاني انا بقولك أهو قبل ماتوقف وتعملي فيها عنتر بن شداد انا قولتك ايه يابت، وبعد كدا اسمي آنسة غزل لو عايزني أقولك ياآبيه
مش كدا ولا إيه ياااااا اه افتكرت ابيه
اردفت بها وهي تضع يديها على ذقنها
لثوان كان الصمت يعم المكان الذي يتنافى مع اشتعال نيرانه
تهدجت انفاسه باضطراب وبدأ صدره يعلو بانفعال مما قالته.. وقف اخيرا بعد صمت دام للحظات
نصب عوده الفارغ واقترب بخطوات بطيئة بعثت في قلبها الرعب وتحدث بجانب أذنها
افتكري اني حذرتك قبل كدا
“صهيب ” خد البت دي من قدامي وديها لمليكة انا مش هتكلم تاني.. ثم صعد غرفته بسرعة جنونية كأن هناك عدواً يطارده
تنهدت بحزن لما اردفت به…
خرج صهيب للايجاب على تليفونه… بينما اتجه حازم إليها ولا يعلم ماالذي يحدث حوله
– في ايه ياغزل، ليه بتكلمي جواد كدا، من امتى وانتِ كدا… مستحيل تكوني غزل
انتِ واحدة تانية
نظرت اليه بعيون تغشاها الدموع
– هو مش انت اخويا قبل ماتكون ابن خالتي ياحازم، ليه مبتاخدش حقي، ليه سايبني انت وجاسر لجواد يتحكم فيّا، ليه سبوتني له لحد ماوصلت لدرجة مش قادرة أعيش يوم وهو بعيد عني.. ليه ياحازم!!
انت سافرت وقولت عدولي، وجاسر اه مع الكل بيكون اسد ويجي قدامه مابيقدرش ينطق… ليه
ضمها لحضنه واردف موضحا
عشان عارفين إنك غالية قوي عنده، يازوزو ثم اكمل مسترسلا حديثه
جواد عمره ماهيضرك ياقلبي، بالعكس هو اكتر واحد عارف كل حاجة تخصك
ليه دلوقتي بتقولي كدا عليه، وهو روحه فيكي
اخرجت تنهيدة حزينة مؤلمة
عشان أنا تعبت من القرب والاهتمام دا، وفجأة بكت:- مش قادرة اواجه اكتر من كدا
دخل صهيب وجدها بهذه الحالة، وحازم يحاول أن يهدأها ولكنه لا يعلم لماذا تبكي بهذه الطريقة
اخرجها من حضنه- حبيبتي مالك في ايه
وقف صهيب بجوار حازم… ونظر بتقيم لها ثم نظر لحازم وتحدث
يمكن عشان انت وحشتها مش كدا ياغزل
مسحت دموعها برفق ونظرت اليه
-كدا ياابيه صهيب هو كدا بالضبط…
على الجانب الاخر في غرفة جواد
دخل غرفته وبدأ يكسر كل مايقابله بقوة ولا يعلم ماذا يحدث له، هل حقا ماحدثه به صديقه صحيحا
قبل ساعتين
يجلس جواد مع باسم
– مالك ياجواد شكلك بيقول انك تعبان وزعلان ومبتنمش
سحب نفسا ثقيلا ثم زفره ببطئ
– متخانق مع غزل!!
– رفع باسم حاجبه واردف متسائلا
– “غزل ” غزل بعينها جملة تسائل بها باسم بجبين مقطب؟
زفر بضيق ثم وضع كف يديه على شعره بضيق في حركة تنم على غضبه وحزنه بنفس الوقت واردف-أيوة هي
نظر باسم اليه بتمعن وترقب ثم اردف متسائلا:
– ايه اللي حصل ومتخانق ليه؟
قص عليه كل ماحدث
مط شفتيه للامام ثم نظر لجواد
– انا شايف الموضوع مش مستاهل دا كله ياجواد، البنت. عادي تصاحب وتحب وتتحب في سنها دا
– انت بتقول ايه ياباسم.. بقولك ضحكت عليا واستغفلتني
وضع باسم يديه على المنضدة واقترب للامام ونظر له بعمق
– برضو مش عارف ايه اللي يزعلك، انت كنت عايز يتجي تقولك أنا مصاحبة، أي حد مكانها هيخبي
صمت هنيهة حاول تمالك اعصابه
– مش مصدق دا يكون ردك
رمقه بعينيه فاردف متسائلا
– انت ناوي تتجوز إمتى
لوهلة صدم من حديث باسم ولكنه ابتسم
انا بتكلم في إيه وانت بتتكلم فيه
-ماهو دا اللي المفروض نتكلم فيه
هب واقفا مواليه ظهره عندما وجد باسم يضعه في موضع شك.. ثم تحدث
– عايز توصل لإيه ياباسم
وقف باسم مقابلته
-اللي بتفكر فيه دلوقتى بالضبط ياجواد، غزل بقت خطر عليك.. ثم اكمل مسترسلا حديثه- انا مش هقولك انها أخدت تفكيرك لا هقولك ممكن توصل بيك لوضع صعب ياصاحبي
– عايز اقولك حاجة ياجواد انت دلوقتي بتكن مشاعر لغزل ومش بعيد كمان إنها بتبادلك نفس الشعور، ومفيش حاجة من اللي بتقولها
– عارف ياباسم مفيش حد في حياتها ومتأكد من الحتة دي، بس حبيت أفكر معاك بصوت عالي وأشوف ليه بتعمل كدا
-بتحبك ياجواد، ومش بعيد كمان انك بتحبها
هوت كلاماته عليه كصاعقة
رمقه مضيقا عيناه فاردف بتوتر
إيه اللي بتقوله وكلامك الأهبل!!
-والله دا مجرد رأي ياصاحبي
عودة للحاضر
جلس يضع راسه بين يديه..وصدره يستعير مثل لهب بركان ثائر على وشك الانفجار…سمع طرقات على باب غرفته
سمح بالدخول
دخل صهيب وهو ينظر له بتقييم عندما وجد الغرفة معظمها على الارض
-عايز اتكلم معاك شويه
رمقه مضيقا عينيه فأردف متسائلا
-عن ايه؟
-عن اللي بتعمله في غزل… ليه دا كله ياجواد وبلاش كلامك اللي مش مقتنع به
ضيق عيناه ونظر متسائلا
-أنت تقصد ايه، انا دماغي مش رايقة ياصهيب.. عندك حاجة مهمة قولها، ماعندكش اطلع وسبني
جلس صهيب امامه على منكبيه
-اوعى تفكر إني مش حاسس باللي بيحصل.. والنهاردة بس بعد ماأتاكدت جتلك اهو
إهتزت نظراته أمام أخيه ولم تسعفه الكلمات
اكمل صهيب حديثه
مشاعرك واضحة جدا ياجواد، هم ممكن مايخدوش بالهم، عشان محدش فاهم النظرات دي، بس متعديش عليا
توهجت عيونه بالغضب ولم يمهله الفرصة لاكمال حديثه
-اطلع برة ياصهيب لو سمحت مش عايز اتكلم مع حد
استشاط داخل صهيب ولكنه عذره.. لانه شعر ان اخيه يتلظى بنيران العشق ولكنه ينكرها.. كيف سيصف لهم ويجد مفردات يصف بها حالته… سوف يتمزق قلبه
بعد اسبوع
يوم حفلة الخطوبة وكتب الكتاب
كانت ندى ترتدي فستانا من اللون الجنزاري وبه بعض الورود الصغيرة البيضاء.. وتترك شعرها للهواء الطلق مع بعض اللمسات التجميلية الخفيفة، فحقا كانت جميلة تقف بجوار صديقتها اللاتي اتين لتهنئتها وبعض الاقارب لها
على الجانب الاخر
يقف حازم بجوار جواد ويتلقون التهئنة من الجميع
نظر حوله ولم يجدها اتجه بأنظاره لحازم
– فين غزل ياحازم مانزلتش ليه؟
-معرفش هروح اسأل جاسر وراجعلك
أماء برأسه بنعم
أتى باسم وزوجته متجهين اليه
– مبروك ياوحش عقبال الفرح ان شاء الله
-متشكر حبيبي عقبال ولادك اردف بها بضحكة لا تصل لعيناه
نظر لزوجته تدعى إيمان
– نورتيني ياام حمزة انتِ ابو حمزة
– دا نورك ياعريس، امال فين عروستنا الحلوة
أشار بعينه على ندى
أمسك باسم يديها
-تعالي اوديكي عند طنط نجاة
نظر حوله ولم يجد صهيب.. قام بالاتصال عليه
-فينك يابني وفين سيف
-سيف جاي اهو… استغرب رده
-وانت فين ياصهيب
-انا مع غزل بحاول اقنعها أنها تيجي.. بتقول محدش عازمني
-اديلها التليفون ياصهيب
كانت تجلس أمام المرآة تضع زينتها التجميليه…. إمسكت الهاتف
– اوووه حضرة الضابط بنفسه بيكلمني عشان يدعني على خطوبته..
– بعتلك فستان مع مليكة إلبسيه وانزلي ياغزل قدامك ربع ساعة وعلى الله تتأخري مش عيب تتأخري يوم خطوبتي برضو، دا حتى جايبلك الفستان نفس فستان خطيبتي يابنتي الحلوة
خبأت آهاتها الصارخة داخل قلبها المتألم فهي لم تراه منذ اسبوع… كانت تستمع له بقلب مفطور
صمتت للحظات ودمعة غادرة شقت جفنها ثم اجابته- حاضر ياابيه هنزل
وقفت سريعا واعطت هاتف صهيب ودفعته للخارج
-عايزة اغير هدومي عشان انزل الخطوبة، ومش بس كدا لازم اوجب لجود هو انا عندي كام جود بس
نظر إليها صهيب برهبة واردف متسائلا
– ناوية على ايه يازوزو
اجابته بابتسامة باهتة خاليه من أي شعور
– ناوية ادوس على قلبي بالجزمة النهاردة وارميه في حفلة جواد
هوت كلماتها على صهيب كصاعقة
ولكنه حاول ان يهدي من روعه
-زوزو اهدي اوعي تعملي حاجة تندمي عليها
-انزل بس إنت عشان متأخرنيش.. قاطعهم اتصال جاسر
-انتوا فين ياصهيب ياله تعالى عشان تشهد على عقد الجواز يالا
سحب نفسا ثقيلا
-حاضر جاي ياجاسر ثم أغلق هاتفه
انا هنزل وخليكي شاطرة استخدمي عقلك يازوزو
– ارسلت له قبله في الهواء واغلقت الباب
حاولت أن تأخذ أنفاسها، وتتذكر كلماته التي شقت قلبها لنصفين وتذكرت كلاماته في آخر حديث بينهم
كانت تجلس في غرفتها بعد ذهاب حازم سمعت طرقات على الباب فأذنت بالدخول وهي تعرف من الطارق
دخل بخطوات هادئة وهو ينظر لها بتقييم
وجدها تجلس على الفراش وترسم شيئا
-فيه حاجة عايز أقولهالك
نظرت له ولم تتحدث
– انا اتكلمت مع ندى على أنها ماتناديش بجود تاني والصراحة هي مارفضتش ابدا بالعكس تحسيها عاقلة كدا وبتفهم عرفت ان إختياري صح، ماهو لما تفكر او تحب حد ناضج يفهمك مش أروح احب حتة عيلة مجنونة… انا جيت بس اعرفك اللي حصل مش عشان إنتِ طلبتي.. لا عشان انا محبتش مراتي تقول حاجة حد يكون ميزني بيها هي ممكن تقول حاجة مميزة ليا بس تكون بينا
هوت كلماته على عنقها كسكين بارد أراد ذبحها على مهلا حتى تتعذب بموتها
بسطت يديها للباب واردفت مقهورة منه فهي ايقنت ان جواد فهم مشاعرها
– لو خلصت ممكن تمشي عايزة ارسم ومبحبش الازعاج
خرجت من شرودها
ودخلت حتى تفعل مانوت اليه
بعد قليل
نزلت على درجات سلم الفندق الذي يقام به حفل الخطوبة… وهي ترتدي فستانا من اللون الأحمر الناري مفتوح من الجانبين حتى ركبتيها .. عاري الاكمام وتركت لخصلاتها العنان لتنساب خلفها بروعة، ناهيك عن رائحة عطرها المميز وحذائها ذو الكعب المرتفع مما جعل طلتها تأخذ الانفاس، فكل من يراها لم يقل غير إنها ذات أنوثة متفجرة
كان يقف يواليها ظهره ويتحدث مع والد ندى وأخيها شريف الذي من إن رآها حتى قام بالتصفير واردف
– الله واكبر هو دا حقيقي على الارض ولا انا بيجيلي تهيؤات
اتجه جواد للخلف حتى يرى ماينظر إليه الجميع
ما إن رآها صهيب وجاسر… اتجهو اليها
امسكها جاسر بعنف وسحبها على جنب
-ايه اللي انتِ لابساه دا ياغزل
– النهاردة كتب كتاب اخويا الوحيد عايزني البس ايه وحياتي ياجاسر النهاردة بس
نظر صهيب اليها
– والله يابت يازوزو اطلعتي صاروخ ارض جو كمان
استدعى ماجد جاسر حتي تبدأ مراسم كتب الكتاب
رفع صهيب حاجبه وابتسم لها والله—شكلك هتباتي في القبر النهاردة ياغزالة بس أقولك حاجة احنا هنتسلى أحلى تسليه
امسكها من يديها ودخل بها إلى الحفل
اتجهوا لندى
-الف مبروك ياندى… ممكن اقولك ندى ماهو إنت هتكوني مرات اخويا اردفت بها وهي تنظر داخل مقلتيه التي كانت كحمم بركانية عندما وجد الجميع ينظر لها
لو احدكم تيقن ان هناك نظرات تقتل لكانت نظرات جواد لغزل ادت لمقتلها
اقترب منها وهمس لها
اطلعي غيري لبس الراقاصين اللي انتِ لابساه دا
مطت شفتاه للامام
– حبيبتي ياندى مش ناوية ترقصي مع خطبيك اصل وقفتكوا كدا مش حلوة واهو شكل جاسر انتهى من كتب الكتاب ايه مش الدور عليكم برضو
امسك يديها بعنف وضغط عليها حتى شعرت بأنها فقدت يديها من شدة آلامها
تدخل صهيب وهو ينظر ويضحك امام الجميع سحب يديها من يديه بهدوء واردف لجواد
– الناس بتبص علينا، انا هاخدها ونمشي
بعد فترة انتهى تلبيس الدبل
نظرت له وكم من آهات تمزق أضلعها
حينها تمنت
ان تصرخ بصوت أقوى من البكاء وفي عينيها تقام الحروب.. كانت تشعر بقسوة الغدر وفظاعة الجرح حين أصاب قلبها، ذلك الحصن الضعيف فيها وهو يمزق بداخلها بوجع، من وهم هذا الحب…!
حينها أرادت أن تنتزعه عنوة من داخلها وتلقيه بعيدًا عنها، أردت أن تقتل قلبها آلاف المرات وهي تصارع نفسها سحبت يديها واتجهت للموزع الاغاني
وقامت بتشغيل أغنية مناسبة للرقص
بعد كتب كتاب اخيها
كانت تقف بجانب صهيب وحازم الذي لايقل عنها وجعا
فكيف تحتمل تلك الضعيفة عذاب قلبها عندما قتلها هذا الحب، فتحولت الي جمادًا يشبه الأموات الأحياء، لتعيش بلا قلباً وبلا مشاعر، خوفاً من ظلم الحب ..!!
تقابلت نظراتهما وهو يرتدي دبلته
عصرت عيناه ثم فتحتها بهدوء ونظرت له
لا أحتاج أن ترى في عيني خجل الحب منك
بل أحتاج أن ترى قوة الحب بقلبي إليك..!
فاسكن قلبي أولًا
لتغلق عيني عليك لآخر العمر..!!
أنَا لَمْ أُحِبُكَ كَـ رَجُلْ .
حتّىَ إذَا مَا ذَهَبَ رَجُلْ أتىَ غَيرهُ
أنَا أحْبَبتُكَ كَـ وَطَنْ ..
فَـ كَيفَ لِـ وَطَن أنْ يَذْهَبَ مِنّي وَ يَأتِي غَيرهُ !
ضمها جاسر إلى صدره
تعالي نخرج شوية
نظرت له بهدوء ودا ينفع مش لازم أبارك لحضرة الضابط
سحبت يديها واتجهت للموزع الاغاني
وقامت بتشغيل أغنية مناسبة للرقص
وقفت في منتصف القاعة
وبدات تتمايل على موسيقى الأغنية بطريقة هادئة مبدعة بحركاتها الانثوية.. التي جعلته يتفجر مثل البركان.. اتجه إليها
وسحبها بقوة امام كل المدعوين
نظرت ندى لهم وكادت ان تضربها طلقة في رأسها
وصل الغرفة المنشودة
ودفعها للداخل بقوة حتى كادت أن تسقط
وبدأ يكسر كل ماتطوله يداه.. ثم وصل إليها ونظر اليها بلهيب جهنم
– بتعملي كدا ليه اه
نفسي اعرف انتِ ناوية على ايه
– اعمل اللي اعمله إنت مالك اصلا، انا حرة ارقص اغني اطنط ان شالله اصاحب شلة ولاد انت مالك اصلا اردفت بها بصوتا مرتفع…. مما ادى إلى صفعها بكل مالديه من قوة
ثم امسكها من شعرها- من النهاردة إنسي إنك في يوم قابلتي واحد اسمه جواد
من اللحظة دي أنا موتك من حياتي
وانتِ كمان موتيني من حياتك
ثم اتجه للباب مغادر ولكنه تسمر عندما استمع إلى كلماتها التي أدت به الى هاوية ستخنق كلا منهما الآخر
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق)