روايات

رواية غرام المغرور الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نسمة مالك

مجنون إسراء!!..
“فارس”..
معشوقة روحه الآن بين أضلاعه.. من هنا بدأت ترانيم حياتة بمشاعر تبعث في القلوب ضياها..
جمعهما عشق من نوع نادر الوجود.. جاذبية.. روحانية، توحد جعل كل مُر يحلو، ويعذب كل مالح..
تدفق الحب بكل معانيه، وتلاحقت نبضات القلب عازفة أجمل سيمفونية حب، وأخيراً وجد كلاً منهم ذاته التائهة.. فالعشق توحد لشخصين روحاً وجسداً وفكراً بتلقائية بلا تحفظ وبلا رتوش.. بجاذبية قوتها تفوق قوة الجاذبية الأرضية بأضعاف مضاعفة..
تجعل عينيه تلمع ببريق الأمل والسعادة، تعزف أوتار قلبه أعذب الألحان.. ها قد أتي الربيع قبل الأوان..
ذابت كل الآلام وتلاشت الأحزان.. أصبح لون العالم وردياً، وتتلون الأشياء من حوله بألوان الزهور.. تتعطر برائحة ساحرتة التي هي بالنسبة له أجمل وأزكي من أغلى أصناف العطور.. يشعر بأن له جناحان قويان يطير بهما ويعلو فوق السحاب، حيث لا عذاب ولا عتاب.. ينهل فقط من الحب بلا توقف ولا حساب..
توقف الكون من حوله، واكتفي بها وحدها.. لم يعد يرى غير ملامحها ولا يسمع أصواتاً سوى نبضات قلبها المتسارعة التي تهمس بأسمه في كل دقة.. تردد حروف أسمه من بين شفتيها بلهفة .. تستقبل عشقه وجنونه بها بكل ترحاب.. بل وتبادله جنونه وعشقه هذا رغم شدة خجلها.. جعلته للمره الأولى يبكي اشتياقاً داخل حضنها، فالحنين كاد أن يكسر عظام صدره وجعاً..
أصبح بين يديها لا يتمني شيء في حياته سوى قربها إلي ما لا نهاية..
رنين هاتفه بلا توقف جعله يبتعد عنها على مضض.. مد يده لثيابه الملقاه أرضاً جذبه من جيب سرواله..
استند بجزعه العاري على الفراش من خلفه، وسحبها لداخل حضنه.. يضمها بقوه مقبلاً شعرها المشعث بعمق.. لتسرع هي وتجذب الغطاء عليهما، وانكمشت على نفسها بخجل دافنه وجهها بحنايا صدره..
أخذ هو نفس عميق يحاول السيطرة على أنفاسه المتلاحقة، وضغط زر الفتح ليأتيه صوت “غفران” يتحدث بغضب..
“أنت فين يا بني آدم أنت؟!”..
تنحنح بصوته كله، وتحدث بصوت مبحوح يظهر عليه الفرحة الغامرة قائلاً..
“اححححم.. غفررررران باركلي يا صاحبي.. أنا بقيت عريس، وبدأت شهر العسل”..
دوي صوت ضحكات “غفران” مغمغماً بحب أخوي..
“الف مبروك يا صاحبي.. أنا والله شكيت علشان كدة مرضتش أجيلك”..
شهقت “إسراء” بصوت خافت، ورفعت وجهها الذي يكسوه حمرة الخجل، ولكزته بقبضة يدها على صدره برفق متمتمه دون إصدار صوت..
“فارس بتقوله أيه أنت اتجننت؟!”..
حرك رأسه إيجاباً، وهمس لها بابتسامة هائمه بها عشقاً..
” بيكي.. مجنون بيكي يا روح قلب فارس”..
” خليك معايا دقيقه يا حبيبي، وقولي  “علي” جبلك الملف اللي فيه كل المعلومات عن “هاشم الرفاعي”؟!”..
أردف بها “غفران” بتساؤل..
إجابه “فارس” قائلاً..
” أيوه الملف عندي.. بس أنا واثق في إختيارك ومش هبص وراك يا صاحبي” ..
أبتسم” غفران ” وتحدث بود قائلاً..
” ربنا يديم المحبه والمعروف بنا يا فارس، وأطمن هاشم الرفاعي  من أكفاء الحراس اللي اشتغلت معاهم”..
صمت لبرهه، وتابع بأسف..
“وخد بالك علشان جالي معلومة مؤكدة عن خطيبتك أنها بتتعاطي  Cocaine powder “كوكايين” وطلبت من واحد كميه كبيرة شكلها بتخطط لحاجة مش تمام خلي بالك من نفسك يا فارس”..
” فارس”.. بابتسامة ماكرة.. “متقلقش عليا يا غفران.. أنا هسافر انهارده أصلاً”..
انتفضت “إسراء” بين يديه، ونظرت له بلهفه متمتمه ببوادر بكاء..
” هتسبني،وتروح فين؟! “..
لثم كتفها العاري بتمهل، وهمس لها دون إصدار صوت..
“مقدرش أسيبك.. هاخدك معايا طبعاً”..
“على فين العزم يا عريس”..
قالها” غفران” بنبرة مشاكسه..
” فارس “.. بحماس.. “بقولك بقيت عريس يعني أكيد هاخد الطيارة و هقضي أحلى شهر عسل يا أخي”..
تنهد” غفران” بشتياق حين داهمته ذكري أولى أيام زواجه، وتحدث بمرح قائلاً..
” الطيارة.. فكرتني والله ياض يا فارس لما بعتلي الهليكوبتر وخت أم زين على شاطئ الغرام.. كانت أحلى وأجمل أيام حياتي”..
” فارس”.. بجدية.. ” خد أنت أجازة، وسرب العيال، وأنا ابعتلك الطيارة وعيد أيام المجد يا سيادة المقدم”..
“غفران”.. بتعقل.. “خلينا فيك أنت دلوقتي يا عريس، ومدامك هتسافر انهارده يبقي هكلم هاشم اخليه يروحلك القصر الليله”..
تحولت ملامح” فارس” للغضب فجأة مغمغماً..
” غفران.. أنا عايزك تأكد على هاشم ياخد باله من ديجا،وتتابع معاه بنفسك مش عايز مارفيل أو ديمة يتعرضولها نهائي طول فترة غيابي”..
” اطمن يا فارس، وخد بالك انت من نفسك قولتلك، وحاول متتأخرش رغم إني عارف إنك هتلزق ومش هنشوفك قبل شهر من دلوقتي، ويمكن بعد الشهر كمان”..
ضحك” فارس “بقوة مدمدماً..
“اممم.. مجرب أنت يا أبو زين”..
” غفران”.. بفخر..” طبعاً مجرب.. يله اقفل وكلم طيارتك ، وأنا هكلم هاشم.. سلام”..
أغلق” فارس” الهاتف، وألقاه على طرف الفراش بأهمال، وحمل “إسراء” فجأة لداخل حضنه جعلها تعتليه، وضمها بقوة مغمغماً ..
“انتى مش عارفة عملتي فيا أيه ، ولا عشقك زاد في قلبي أد ايه يا إسراء”..
“أنت اللي مش عارف كسفتني إزاي لما قولت لصاحبك إنك بقيت عريس”..
همست بها بصوت مكتوم دون رفع وجهها من عنقه..
قهقه بصوته كله، وحاول رفع رأسها ليجعلها تنظر له.. لكنها دست نفسها بين ضلوعه مردده بغضب طفولي..
“أعمل فيك أيه أنا دلوقتي؟!..
مش اي حد تثق فيه بسرعة كدة يا فارس “..
ربت” فارس” على شعرها، وأصابعه تتخلل بين خصلاته الناعمة بنبهار مدمدماً..
“أنا تقريباً مش بثق في حد غير غفران، وديجا”..
سكعها بقوة محببه على أخر ظهرها جعلها ترفع رأسها وتنظر له بأعين منذهله.. فنفجر بنوبة ضحك ثانياً، ومال على شفاتيها اقتنص منها قبله سريعه مكملاً..
“وطبعاً ثقتي فيكي عمياء يا بيبي”..
رمقته بنظرة عاتبه، ومالت برأسها على كتفه، وتحدث بصوت مجهد قائله..
” اممم بتثق فيا أوي.. علشان كدة ضربت عليا نار أول مرة اشوفك فيها فاكر”..
صك على أسنانه بعنف، واعتلي الغضب ملامحه الوسيمة.. وتحدث بهدوء قائلاً..
“أنا في الوقت اللي ظهرتيلي فيه كنت سيئ جداً يا إسراء.. مكنتش برحم حد حتي نفسي.. مكنتش مصدق إني ممكن في يوم قلبي يميل لوحدة ست”..
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له، وتابع بصوته المزلزل لكيانها..
“انتي الوحيدة اللي ملكتي قلبي وخليتني أعشقك، وصدقيني أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقتي على اللي عملته معاكي”..
صمت لبرهه، وتابع بابتسامة باهته..
” حتي غفران صاحبي الوحيد معاملتي معاه مكنتش كده نهائي.. كنت بتعامل مع الكل على أنه محل شك..بس غصب عني يا إسراء”..
أمسك يدها، وضعها على الشق الكبير بصدره مكملاً..
“من حوالي 9 سنين لما خت الرصاصه دي كنت داخل المستشفى ميت تقريباً.. لدرجة أنهم غطوا وشي وقالوا لخديجة البقاء لله،وقتها طبعاً الدنيا اتقلبت، ونزل خبر موتي في ساعتها، والمستشفى بقت كلها مباحث، وعلى رأسهم المقدم غفران المصري اللي كشف وشي،وصرخ فجأة قالهم دا عايش.. مماتش، ولحقوني على العمليات، وخرجوا الرصاصة بمعجزة”..
صمت قليلاً يلتقط أنفاسه، وتابع بغصه مريرة، وصوت يملؤه الآسي..
” كل دا بسبب امي اللي عايزة تهلص عليها وتورثتي.. فضلت فترة كبيرة في غيبوبه، ولما فوقت عرفت من خديجة ان غفران مسبنيش، وفضل هو الحراس بتاعي لحد ما خرجت من المستشفى، وبقي صحبي الوحيد من وقتها”..
اعتدلت “إسراء” بجلستها، وجذبت رأسه داخل حضنها ضمتها بحنان بالغ، وربتت على ظهره برفق متمتمه..
” ممكن متفكرش في اللي فات تاني، وخلينا نفكر سوا في اللي جاي”..
أمسك يدها قبل بطنها بعمق مردداً..
” ممكن جداً يا بيبي.. بس قوليلي الأول كنتي عايزه تطلبي مني ايه قبل ما؟! “..
توقف عن الحديث،وغمز لها بمكر، وعض شفتيه السفليه بوقاحة..
توردت وجنتي “إسراء” بحمرة قاتمة،واخفت وجهها بين كفيها متمتمه..
” بطل تكسفني يا فارس، وخليني أقولك أنا عايزة أيه”..
بعد يديها عن وجهها، ورسم الجدية على ملامحه مردفاً..
” طيب قوليلي عايزة أيه الأول علشان اكلم الطيار يستعد، ويجي ياخذنا”..
ترقرقت عينيها بالعبرات، وتحدثت بتنهيدة حزينه قائله..
“مش هينفع نقضي شهر عسل.. كدة ممكن خبر جوازنا يوصل لخطيبتك، وأبوها ويحصلك مشاكل بسببي”..
“أنتي بتقولي أيه يا بيبي.. أنا انهاردة هعلن جوازنا للدنيا كلها”..
قالها” فارس ” ببعض الحدة.. لتسرع” إسراء” قائله بلهفه..
“لا يا فارس علشان خاطري بلاش تتسرع، ولو عليا أنا فأهلي اللي هي امي وعارفة بجوازي منك وراضيه، ومامتك وعمتك عارفين ميهمناش حد تاني يعرف خصوصاً لو هيعملنا مشاكل.. أرجوك اسمعني وافهم قصدي من اللي هقوله”..
“اسمع أيه يا إسراء ها.. عايزة تقوليلي اتجوز ديمة مش كدة”..
قالها” فارس ” بغضب، وهو يجذبها من ذراعها ببعض العنف..
حجظت عينيها وهي تطلع به بذهول مدمدمة..
” أنت عرفت إزاي؟!”..
…………………..
” إيمان “..
تنظر لزوجها بفرحة غامرة، وتحدثت بلهفه..
” بجد يا تامر.. هتوديني أزور إسراء وخالتي الهام؟! “..
ابتسم لها” تامر”، ومد يده حمل الصغير منها وتحدث وهو يقبل وجنتيه الممتلئه بحب..
“اممم هنروح أنا وانتي والباشا محمود نشوف البرنسيسه إسراء الصغيرة، وهناخدها معانا، ونروح نزور أبوها الله يرحمه علشان انهارده السنويه بتاعته”..
ربتت” إيمان “علي كتفه مردده..
“الله يرحمه ويغفر له يارب.. تعيش وتفتكر يا حبيبي”..
أخرج “تامر” علبه صغيرة قطيفه من اللون النبيذي من جيب سرواله، واعطاها لزوجته مغمغماً..
” أنا جبت الحلق دا لبنت أخويا أيه رأيك فيه؟”..
فتحت” إيمان ” العلبه بفرحة حقيقيه، وتحدثت بصدق..
“الله يا تامر.. زوقك جميل أوي”..
قبلت وجنته مكمله..
” ربنا يراضي قلبك زي ما بتراضي اليتيم يا حبيبي”..
“يعني مش زعلانه علشان مجبتلكيش السلسله اللي كان نفسك فيها؟! “..
قالها” تامر” بنبرة حانية..
حركت “إيمان”رأسها بالنفي سريعاً..
“لا والله مش زعلانه.. أنا عمري ما أزعل منك أصلاً يا تامر”..
“وأنا عمري ما اخلي حاجة في نفسك ومجبهاش يا أم محمود”..
أردف بها وهو يخرج قلادة رقيقه من الدهب بها أول حرف من اسمه، واسم الصغير، واسمها هي أيضاً.. قفزت “إيمان” من شدة فرحتها، وتعلقت برقابته تمطره بسيل قبلاتها، هو والصغير الذي تعالت ضحكاته متمتمه..
” يا حبيبي يا تامر ربنا ميحرمنيش منك، ولا من ابننا أبداً يارب”..
“تامر” وهو يضمها له بحب.. “طيب يله بقي اجهزي بسرعة علشان نلحق أم إسراء قبل ما تسافر مع جوزها”..
” هي إسراء هتسافر؟!”..
قالتها “إيمان” بتساؤل..
اجابها “تامر” بابتسامة زائفه..
“ايوة جوزها بيقولي مسافرين في شغل.. بس شكلهم كدة تقريباً رايحين يقضوا شهر عسل”..
………………………
“خديجة”..
تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها بأعين تملؤها العبرات..لا تعلم كيف مر قطار العمر بسرعة البرق.. لم تدري متي أصبحت بسن الثامنة و أربعين،ولكنها تحافظ على جمالها و رونق أطلالتها باهتمام شديد لتظهر وكأنها فتاه لم تتعدي العشرينات بعد وتثبت أن العمر ما هو إلا مجرد رقم..
لا زالت تتذكر الليله الأولى التي رأت بها “فارس” الذي لم يكن عمره سوي بضعة أيام فقط، وهي لم تتم عامها الخامس عشر..
منذ الوهلة الأولى التي وقعت عينيها عليه تعلقت روحها وقلبها به..أصبح شغلها الشاغل حتي أثناء دراستها..
تقدم لخطبتها الكثير من الشباب، ولكنها فضلت “فارس” عليهم جميعاً بعدما أصبحت هي بالنسبه له عائلته الوحيده، وهو الحياة بالنسبه لها..
أما الآن فقد أختلف الوضع بظهور “إسراء” التي ملأت قلبه بعشقها لم تكن تتخيل أن تصل شدة تعلقه بها بأن يأخذها معه حتي بعمله..
انبلجت شبه ابتسامة على ملامحها رغم عبرتها التي هبطت على وجنتيها ببطء متمتمه بحب صادق..
“ربنا يسعدك يا فارس”..
انتفض قلبها بفزع فجأة، وهبت واقفه ركضت نحو شرفة غرفتها تنظر لما يحدث بأعين منذهله حين رأت الكثير من السيارت  تسير لداخل القصر..
“ايه اللي بيحصل دا؟!”..
قالتها وهي تهرول لخارج الغرفه متجهه نحر الدرج ومن ثم لباب القصر الداخلي..
تسارعت نبضات قلبها بقوة، حين استمعت لجرس الباب يصدع مراراً وتكراراً.. علي الرغم أنها تقف خلف الباب، ولكن يدها لم تسعفها بفتحه عندما رأت عبر الزجاج العاتم خيال من يقف أمامه..
قلبها يخبرها أن اليوم سيحدث شئ لم تكن تتوقع حدوثه أبداً..
“افتح الباب يا خديجة هانم؟!”..
أردفت بها إحدي العاملات جعلت “خديجة” تنتبه لحالها، وأخذت نفس عميق، ومدت يدها فتحت الباب..
لتقع عينيها على رجل فاره الطول.. يقف بشموخ وهيبه تليق به كثيراً ..
رفعت عينيها ببطء حتي وصلت لوجهه وتقابلت أعينهما للمرة الأولى تسارعت نبضات قلبها أكثر، وتدفقت الدماء نحو وجنتيها وهي تري ملامحه الصارمه والوسيمة رغم شعرة الذي يغلب عليه الشيب، ولكنه ذاد وسامته أضعاف..
“مساء الخير يا فندم”..
قالها الرجل بلهجة جادة، وحاده بعض الشئ.. رمقته “خديجة” بنظرة متعجبه مغمغمه..
“مساء النور.. أفندم؟!”..
لم يبتسم لها ابتسامة مجاملة حتي ، واجابها بنفس نبرته التي أزدادت حدة قليلاً..
“أنا هاشم الرفاعي رئيس الحرس اللي بعته المقدم غفران المصري”..
يتبع……
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

‫8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى