رواية التاج الملعون الفصل السادس عشر 16 بقلم نور زيزو
رواية التاج الملعون الجزء السادس عشر
رواية التاج الملعون البارت السادس عشر
رواية التاج الملعون الحلقة السادسة عشر
♕ بعنـــوان ” قلــــق ” ♕
خرجت إيفن من غرفتها مُرتدية فستان زهري اللون وترفع شعرها للخلف وتضع التاج على رأسها وسارت فى الرواق بصحبة فيرى التى ترجع للوراء خطوة واحدة عنها فسألت إيفن بضيق شديد قائلة
-تعلمين أنا أرغب ببعض الحلوى
تبسمت فيرى إليها وقالت بسعادة حماسية:-
-حسنًا سأخبرهم
سألت إيفن بفضول أكثر قائلة:-
-هل لديكم هنا حلوي؟
بنفس البسمة التى لم تفارق وجه فيري نهائيًا قالت بلطف:-
-وأن لم يكن سيرسل مولاى من يستطيع جلب الحلوى من عالمك، لا تقلقي يا سلطانة فقط عليكى الطلب ونحن سنلبي
ألتفت إيفن إليها بعد أن توقفت عن السير وقالت:-
-إذا لنذهب للسلطان
أومأت فيرى لها بنعم وهى لا تملك الحق فى فعل شيء سوى الموافقة، أخذتها إلى الجناح الخاص به وكان جيوم كعادته واقفًا هناك فنحني لها أحتراما ثم قال:-
-أنا أسفة يا سلطانة مولاى منع زيارتكم
نظرت إيفن إليه بصدمة ألجمتها لا تعلم لم فعل وماذا بدر منها ليفعل ذلك فسألت بتلعثم شديد غير مصدقة ما تسمعه:-
-كيف؟ لا أنا لن أصدقك؟ أفتح الباب لى
كان ثابتًا مكانه كالصنم الذي لا يتحرك ثم قال بخفوت شديد:-
-يا سلطانة رجاءًا لا تفعلى ذلك، سأخبره بطلبكم وإذا وافق سأرسل لك الخادم
أستشاطت غضبًا من رفضع ومنعه لدخولها لكن لا شيء يمكنها فعله فألتفت لكي تغادر وهى تشتعل غضبًا وقسوة منه، يعاملها كدمية متى يريد لقائها يأتى هو إليها أم عندما يريد البعد يرفض لقائها تمام ويختبيء خلف الحرس الخاص به، عادت إلى غرفتها غاضبة بجنون منه فقالت فيرى وهى تلاحظ هذا الغضب:-
-إهدئي يا سلطانة ربما السلطان مشغول قليلًا فى أمور عالمنا
صاحت إيفن وهى تلتف إليها بضيق شديد وقالت:-
-لا هو ليس مشغولًا بل يعاملنى على انى دميته التى أحضرها إلى هنا كى يتحكم بها كما يريد ومتى يشاء
أخذت فيرى خطوة نحوها ثم قالت بنبرة لطيفة خافتة:-
-لا، لا تقولى هذا إبدًا تعلمين أن السلطان يحبك كثيرًا يا مولاتى وكل هذا لا صحة له هو فقط بالتاكيد لديه سبب
دق الباب بخفوت لتفتح الخادمة وكانت الطبيبة فأذنت لها بالدخول وفور دخولها انحنت الطبيبة إلى إيفن أحترامًا وهذا الأنحناء هو أول شيء قد يفعله أى شخص فى هذا العالم فور رؤية أفراد العائلة الحاكمة، تبسمت وهى تقول:-
-كيف حالكم الآن يا سلطانة؟
ردت إيفن بضيق شديد وهى تجلس على الأريكة غاضبة ومازالت بركة الغضب بداخلها كم هى لا بل تزداد وتكبر فى صمتها أكثر هاتفة:-
-بخير
أقتربت الطبيبة بلطف منها وهى تقول:-
-إذا سمحتى لى، هل يمكننى فحصك للأطمئان
سارت فيرى على الفور نحو إيفن لتأخذها إلى الفراش وبدأت الطبيبة فحصها جيدًا وهى تقول:-
-أتمنى أن تكوني بخير وأن يكون قل الألم
أومأت إيفن إليها بنعم فأردفت بهدوء:-
-الآن نعم، لكن أمس كانت أكاد أموت من الوجع الشديد فلم أتحمله أبدًا
وضعت الطبيبة يدها على بطنها تطمئن على الجنين وهى تقول بتلقائية:-
-أعلم ذلك لذا حذرت مولانا من الأقتراب منك
أتسعت عيني إيفن على مصراعيها بصدمة قوية ألجمتها ثم دفعت الطبيبة بعيدًا وهى تعتدل فى الجلوس مما ادهش الطبيبة لتصرخ إيفن بها قائلة:-
-ومن سمح لك بفعل ذلك؟ متى جئت لك لأشتكي قربه؟ أنتِ غبية
وقفت الطبيبة على قدميها بضيق من رد فعل إيفن وقالت بحذر:-
-لقد فعلت الصالح لك يا مولاتى وأخبرته بحالتك
ترجلت إيفن من الفراش بذعر شديد ثم وقفت أمام الطبيبة وتحدثت بغضب وهى تنكزها مرات متتالية فى كتفها بقوة:-
-ومن اخبرك بذلك؟ لما تتصرفين من تلقاء نفسك؟ متى أذنت لك بمنعه من رؤيتى؟
كان الغضب يجتاح الطبيبة فرغم سلطة إيفن إلى أنها بشرية وتهينها بقوة الآن، شعرت فيرى بطاقة مصاص الدماء الموجودة داخل الطبيبة التى توحى بغضبها وقربها من التحول فأقتربت مُسرعة بالقرب من إيفن كى تحميها إذا أخطأت الطبيبة، صرخت إيفن بانفعال وهى تخرج غضبها بالكامل بهذه الطبيبة:-
-أذهبي الأن وأصلحى ما فعلته وإلا لا تلومنى على ما سأفعله معاك
رفعت الطبيبة نظرها بإيفن بعد أن كانت مطأطأة الرأس مُنذ دخولها وحدقت بها بتحدي سافر وغضب بدأ فى الظهور وقالت:-
-أسفة لن أفعل يا سلطانة، قرب السلطان منك سيعرضك أنت وولى العهد للخطر الأكبر وأنا لن أتحمل مسئولية ذلك أمام السلطان والسلطانة الأم إيزابيلا فهم الأثنين لن يغفروا لى ما سيصيب ولى العهد الذي لطالما أنتظروه الجميع
لم تخشي أيفن كلماتها بل أخذت خطوة أخيرة إليها لتصبح على قرب شديد منها ونظرت بعينيها بتحدي أكبر ثم قالت بقوة:-
-إذا لم تصلحى ما فعلتي لن تشرق عليك شمس جديد وأنت تعلمين أنا أستطيع فعلها، أبسط أمر يمكننى فعله هو أذيتى وسأجد الكثير من الشهود على أنك الفاعل لذا لا تختبري جنانى فأنتِ يا مسكينة لا تعلمين كم أنا مجنونة
نظرت الطبيبة إليها بثقة وتحدي سافر ثم قالت:-
-لن أفعل لك، والآن أسمحى لى يا سلطانة
ألتفت كى تغادر لكن قبل أن تفعل جذبت إيفن السكين الموجود على طبق الفاكهة الخاص بها وغرسته بقوة فى كتفها لتلتف الطبيبة مُسرعة إليها بعد أن أستنشقت رائحة الدماء وهكذا فيري، كأن إيفن تعلم أن دمائها النقية الناردة من نوعها هى نقطة ضعف لجميع من هنا، فزعت فيرى من رؤية الدماء تسيل من كتفها بغزارة ثم نظرت إلى الطبيبة قائلة:-
-عالجى جرحها بسرعة إذا علم السلطان….
لم تكمل كلماتها فكانت الطبيبة قد أسرعت بسرعتها الخارقة إلى إيفن وأسقطتها على الفراش من دفعتها وقد تحولت تمامًا وظهرت أجنحتها لتفزع فيرى وصرخت بخوف شديد قائلة:-
-أريــــــا يا حراس
أسرعت إلى إيفن وحاولت جذب الطبيبة لكنها كانت تكبرها عمرًا وهذا يعطيها قوة أكبر من فيرى فلم تسطيع، فتح باب الغرفة وهلعت أريا والحراس إلى إيفن كى ينقذوها من يد الطبيبة التى تحاول جاهدة الوصول إلى كتف إيفن لتتذوق دمائها وإيفن تضع يدها أسفل ذقنها تمنعها من ذلك بقوة وتصرخ بهلع شديد خوفًا حقيقى بعد أن رأت ملامح الطبيبة المتحولة، أسرعت خادمة إلى أريس تخبره بما حدث فبعده هو إيزابيلا كانت الطبيبة الأقوى، غرس الحاري السيف المسموم فى جناحها بقوة لتتألم لكن رائحة دماء إيفن قوية وجذابة بشراهة، قرضت يد إيفن بقوة بأسنانها التى تمنعها من الوصول لتصرخ إيفن بقوة مع دخول أريس الذي صُدم مما يحدث بزوجته وأسرع نحوها ليجذب جناحيها بقوة حتى أنتزاعهم من عضامها فى يديها لتسقط الطبيبة أرضًا صارخة من الألم ودمائها تملي الغرفة بقوة، ترك الجناحين من يديه بغضب سافر وألتف لكى ينظر على زوجته الباكية فكانت تلهث بقوة وعلى وشك فقد الوعي بعد أن جرحتها هذه المرأة المتوحشة بأسنانها وأنيابها القوة وقوة جسدها الذي كان فوق بطن إيفن قد أفقدها كل طاقتها مما جعل طفلها يتسبب بالألم لها بسبب قوة الطبيبة التى تخنقه فى أحشاء والدتها، صعد أريس على الفراش بذعر شديد من هيئة زوجته وكتفها ويدها مليئين بالدماء وهكذا الفراش، وضع يده على رأسها بحنان وقالت:-
-إيفن لا تفقدى وعيك رجاءًا
تمتمت بضعف شديد قائلة:-
-أنت رفض رؤيتى والآن جئت لى؟ أيجب أن أموت حتى أراك
هز رأسه إليها بضعف وقال:-
-لا، لا سأتى لك دون أن تصابي بأذى، لذا لا تفعلي رجاءًا
أغمضت عينيها بتعب شديد ثم قالت بخفوت:-
-لقد أشتقت إليك
تبسم بعفوية إليها بينما صرخ جيوم قائلة:-
-خذوها إلى باب القصر وأجلبوا الخدم لينظفوا كل هذا
أومأ الجميع له بنعم وجذبها الحراس من ذراعيها وحما الأخر الجناحين بصحبة صديقه وخرجوا من الغرفة..
سمعت إيزابيلا بما حدث لتأتى مُسرعة من مكانها وقالت:-
-ماذا حدث؟
أجابتها فيرى وهى تشرف على الخادمات فى نظافة الغرفة:-
-لقد تعرضت السلطانة للهجوم من الطبيبة
أتسعت عينيى إيزابيلا بذعر شديد ثم قالت:-
-مستحيل هذه الطبيبة ماهرة فى عملها وتعلم عقوبة هذا كيف فعلتها؟ لا أخبرنى أولًا ماذا أصاب ولى عهدنا؟
أجابتها فيرى بهدوء شديد قائلة:-
-أنه بخير لقد أخذ السلطان سلطانتنا إلى جناحه لكى يراها الطبيبة ماشا
أسرعت إيزابيلا إلى هنا، فتح الباب لها ودلفت فكان أريس جالسًا على الأريكة بأنتظار خروج الطبيبة من خلف الستائر من الفحص، جلست إيزابيلا جواره وقالت:-
-لا تقلق يا ولدى ستكون إيفن والطفل بخير، إيفن قوية
صمت ولم يعقب شيء عن هذا الحديث، نظرت إلى يديه المُتشابكة ويفركهم بتوتر وخوف فأخذتهم إيزابيلا فى يدها وقالت بلطف:-
-لا تقلق يا ولدى هذه والدتك يا حبيبى
نظر أريس إليها ثم قال ببرود شديد:-
-متى تذكرتي يا سلطانة أنك والدتى، منذ ولادة إيفن وعلمك بأنها الفتاة المقصودة وكل حرصك كان على اللعنة وكيف التخلص منها حتى وأن كان عن طريق بشرية والآن بعد أن حصلت على ولى العهد أصبحتى تريدين التخلص منها فهى وضعت التاج ويمكن لأى شخص أن يحل محلها لكن ولى العهد لن تنجبه غير إيفن والآن تقولين أنك والدتى، أنتِ لا تهتم لشيء سوى الحكم والعرش فقط وتريدين فعل ذلك بأى طريقة وأى شيء فلا تصطنع القلق على زوجتى البشرية، أنا أكثر الناس وأفضلهم معرفة بمكرك وغضبك، أنتِ لن تغفري أبدًا وجود إيفن بعد أن أصبحت سلطتها أعلى منك وما زالت تعلي، يا سلطانة لا تخبرينى أنك خائفة على زوجتى وهذه التمثيل أنا لن أصدقك
كانت إيزابيلا تستمع إليه فى صمت دون ان ترجف لها عين أو تعارض حديثه مدافعة عن نفسها لتقول:-
-إذا كان هذا رأيك فأجل أنا أهتم لحكم والعرش لأن لولاي أنالكانت دولتنا انتهت منذ زمن منذ أن وضعت هذه الساحرة قدمها على أرضنا..
قاطعهم خروج الطبيبة من خلف الستائر المحاطة بالفراش ليقف أريسش مسرعة قاطعًا حديث والدته الذي لا يتهم لسماعه وذهب مُسرعًا إلى الطبيبة وقال:-
-تحدثي؟
تبسمت الطبيبة مائا بلطف وقالت:-
-أهدئي يا مولاي سلطاتنا بخير جدًا هى وولى العهد، ولا يوجد ما يمنع قربك منها، أخبرنى من أخبرك بهذا؟ عذرًا فى حديثى لكنه كذب على جنابكم، سلطاتنا بخير جدًا وطفلها يساندها فى الصمود بل يعطيها القوي الجسدية
أتسعت عيني أريس فرحًا رغم غضبه من كذب هذه المرأة وقال بهدوء:-
-حسنًا شكرًا لك ولا تنسي أن تطمئنى عليها دومًا
أومأت الطبيبة إليه وغادرت ليقول بجدية:-
-يمكنك المغادرة الأن يا سلطانة
تنحنحت إيزابيلا بضيق شديد ثم غادرت المكان بانفعال واضح من طرد أريس لها، فتح الستائر وهو يجلس جوارها ويقول:-
-من الجيد أنك بخير
نظرت إيفن إليه بعفوية وقالت:-
-من الجيد رؤيتك يا أريس
تبسم بعفوية وحب شديد على كلماتها ومسح على رأسها وهو يبعد خصلات شعرها عن عنقها بحب شديد ثم قال:-
-ورؤيتك يا جميلتى
أخذ يدها ليضع قبلة عليها لكنه صُدم عندما رأى جرح يدها أختفي فتتطلع بإيفن بعيني مُتسعة على مصراعيها والدهشة تُصيبها ثم قال:-
-ما هذا؟
نظرت إليه بقلق من تعابير وجهه المُصدومة وقالت بقلق:-
-ماذا؟
رفع يده إلي عنقها وأبعد فستانها بقوة عن كتفها كى يرى جرح كتفها وتنهد تنهيدة قوية مليئة بالصدمة وهو يقول:-
-كيف حدث ذلك؟
كان جرحها أختفى تمامًا فتسائلا كثيرًا أهذه هى القوة التى أعطاها طفله إلى والدته، هل أصبحت الآن جروحها تداوي نفسها من تلقاء نفسها ليتسائل ماذا سيحدث بإيفن أكثر خلال فترة حملها بطفله، دق باب الغرفة ودلف جيوم ليترجل أريس من الفراش ويذهب نحوه وهو يقول:-
-ما الأمر؟
أجابه جيوم بنبرة قوية قائلًا:-
-نحن على أستعداد لأعدام الطبيبة وننتظر الأمر منك يا سلطان
نظر أريس إلى زوجته وقال:
-لا تفعلوا شيء وأنا أقادم سأشرف بنفسي على أعدامها
أومأ إليخ بنعم ثم غادر، تحدث أريس بنبرة مرتفعة قائلة:-
-فيرى
خرجت فيرى من الغرفة الأخرى ليقول بجدية صارمة:-
-أجلى السلطانة تستعد للخروج معى إلى الديوان
أومأت إليه بنعم ليغادر هو أولًا، أخترت فيرى فستان مناسبًا جدًا لظهورها كسلطانة فى الديوان وأحضر تاجها الملعون وساعدتها فى الأستعداد، دلف أريس بعد أن بدل ملابسه ليراها تقف أمام المرآة وفيرى تربط لها أربطة الفستان جيدًا ثم وضعت العقد حول عنقها والحلق بأذنيها وخاتم كبير الحجم فى الوسطي تحت أنظار أريس، ألتفت فيرى للخادمة كى تأخذ منها التاج لمستها الأخرى فى الأستعداد ورأت أريس يقف بنفسه حاملًا التاج ليفعلها هو فأبتعدت فيرى خطواتها للخلف تترك له المجال، رأته إيفن فى المرآة يقف خلفها ماسكًا تاجها لتبتسم بلتقائية وحب لأجله فتبسم أريس بخفوت شديد إلى زوجته ثم وضع التاج على رأسها ببطيء شديد وقالت:-
-كم أنتِ جميلة يا سلطانة قلبي
ألتفت إيفن إليه وقد أكتفت من النظر فى المآة لزوجها، حدقت بعينيه فى صمت رغم أن بسمتها لم تفارق وجهها فأشار فيرى للجميع بأن يغادروا وهى معهم، حدق بعينيها وكانت تقول الكثير من الحديث فتمتم بخفوت:-
-وأنا أعشقك
تبسمت وكأنه قرأ بالفعل كلمتها الموجودة على لسانها ولم تلفظها وتفضحها عينيها قائلة:-
-أنا حقًا أحبك يا أريس هل يمكننى أخبرك سرًا؟
أومأ إليها بنعم فقالت بتوتر وهى تطأطأ رأسها للأسفل بحرج منه:-
-أنا من جرحت كتفي لكى تأتى لي، كنت غاضبة جدًا لأنك رفضت رؤيتي دون أن أخطأ أو أفعل شيء يغضبك منى لكن صدقنى لم أعلم أنها ستهاجمنى و..
أستمع أريس إلى كلمات زوجته فى صمت وهو لا يصدق بأن هذه الفتاة يمكنها أذية نفسها بجنون حتى تراه فقط، قاطعها أريس وهو يرفع رأسها للأعل بعد أن مسك ذقنها بسبابته والأبهام ليقول:-
-أولًا لا تحنى رأسك أبدًا فأنتِ سلطانة يا إيفن، ثانيًا هل جننتى لتأذي نفسك هكذا كم مرة أخبرتك أن تذرف منك قطر دم واحدة فى غيابى وأنتِ بمستنقع مصاصي الدماء
أجابته بنبرة خافتة وحزينة شديد:-
-كنت غاضبة جدًا وحزينة لأنك تعاملى كدمية ترانى متى تريد وتبتعد متى تشاء، لكن أنا عندما أريد رؤيتك لا يحق لي هذا
تابع أريس حديثه قائلًا:-
-وثالثًا وهى الأهم حتى أن أخطأتي وأغضبنى يا إيفن لا تخافي من مواجهتى وأنا لن أهرب من لقائك أبدًا
رفع يده إلى وجهها يمسكه بكلا راحتى يديه وقال:-
-لو تعلمين يا سلطانتى كم أنا أكاد أموت فى بُعد شوقًا لك ولرائحتك وأنفاسك، لكنى أبتعد بسبب حديث الطبيبة خوفًا عليكي وليس قسوة منى
أومأت إيفن إليه بسعادة ثم قالت بخفوت:-
-لكن أتعلم لقد كنت خائفة جدًا من هذه المرأة ملامحها كانت مخيفة وقسوتها الحادة أرعبتنى جعلتنى أعتقد أنها ستقتلنى قبل أن أراك
جفف أريس دمعتها الهاربة من عينيها بأبهامه ثم قال بقسوة حادة:-
-لذا سأريكى كيف سأجعلها تصرخ رعبًا كما فعلت بك، لنغادر
أخذها وخرج إلى غرفة الديوان وأمر الخدم بفتح الستائر وجلسوا بعيدًا هو وأعضاء الديوان تحديد على حافة أشعة الشمس التى أخترقت نصف الغرفة وأشار إلى جيوم بنعم وكانت إيفن جالسة جواره لتسمع صرخات من الخارج وكانت الطبيبة مقيدة فى عمودًا حديدى وفوقها قفصًا يحجب عنها الشمس وقد بدأ الحرس فى رفع القفص عنها عن طريق الحبل القوي وهو يجذبوه القفص للأعلى شيئًا فى شيئًا وكلما لمست الشمس جسدها صرخت بهلع لتراها إيفن وهى تحترق من الشمس شيء فشيء لتقف من مكانها بقلب خائفًا وسارت للأمام لكنها صُدمت عندما وصلت لأشعة الشمس عادت للخلف مُسرعة بصرخة قوية مما أدهش أريس وجميع أعضاء الديوان، ذهب أريس إليها مُسرعة فنظرت إيفن إليه بخوف وهى لا تفهم ما يحدث ولما تألمت من الشمس، قربت يدها من الشمس لتصرخ مرة أخرى وجذبتها مُسرعة فرأى أريس أثر حروق تظهر على أصابعها، تطلعت بإيفن وهو لا يفهم لما تظهر عليها أثر مصاصي الدماء وما زال جسدها بشري، راقبًا معًا أعدام الطبيبة بالحرق من أشعة الشمس ثم أخذها للداخل وذهبوا إلى العيادة الخاصة بالطبيبة ماشا وجعلها ترى أثر الحرق ليقول:-
-كيف حرقتها الشمس؟
تعجبت الطبيبة من هذا لتقول بقلق:-
-بعد أذن جنابكم إذا سمحت لي سأخذ جرعة من دماء السلطانة، يبدو أن هناك شيء فى دمائها
نظر أريس إليها بغضب سافر لتقول الطبيبة مُسرعة:-
-سأفحص دمائها ويمكنكم أرسل الحرس لمراقبتى
أومأ إليها بنعم وقال بجدية:-
-لكن بسرعة إيتها الطبيبة
أومأت إليه بنعم وأحضرت حقنة طبية لتأخذ جرعة من دماء إيفن ثم غادر الأثنين وبدأت ماشا فى فحص الدماء جيدًا لتُصدم مما رأته بدماء إيفن وظلت تحدق بالدماء بذهول وقالت بتمتمة:-
-كيف حدث ذلك؟
غادرت الطبيبة الغرفة مُسرعة بجرعة الدماء حتى وصلت إلى غرفة أريس وطلبت لقائه، دخل جيوم أولًا ثم قال:-
-الطبيبة ماشا تطلب لقائكم يا مولاى
أشار إليها بنعم مُسرعًا والقلق قد سيطر عليه، وقف من مكانها على المكتب وألتف حوله بأنتظار دخول الطبيبة على نار أحر من الجمر ودخلت ثم أنحنت إليه وقالت بلطف:-
-يا مولاي جئت لكم بخبرين أحدهم جيد والأخر..
صمتت بقلق ليقول أريس بقلق شديد:-
-هل سيصيب إيفن شيء؟
صمتت ولا تعلم كيف ستجيبه لتبدأ الحديث بنبرة هادئة:-
-أن السلطانة تحمل بطفل مصاص دماء كاملًا وليس نصف بشري ونصف مصاص دماء وهذا خبري الجيد أم الأخرى أن كون السلطانة بشرية لن تتحمل هذا الحمل فقد بدأت بالفعل أعراض الجنين تظهر عليها وعن قرب سيظهر أخطر عرض بالنسبة لها وهو رغبتها فى تناول الدماء
أتسعت عيني أريس بصدمة ألجمته وكيف لبشري أن تأخذ الدماء كطعامًا لها وقال:-
-وإذا عارضت هى هذه الرغبة
نظرت الطبيبة له بأسف شديد وقالت:-
-للأسف ستكون بخطر ولن تصمد أمام قوة طفلها، فأنا لم أى مصاص دماء أبدًا بهذه القوة من قبل يجب أن تفعل شيء حيال هذه الأمر وتكن على أستعداد تام حضرتك والسلطان لهذا الأمر
تنهد أريس بحيرة شديد ليُصدم عندما أتاه صوت إيفن من بعيدًا تقول:-
-ماذا؟
نظر هو والطبيبة إلى الجانب الأيسر وكانت إيفن واقفة بصدمة ألجمتها….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التاج الملعون)