رواية جويريه الليث الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مريم يوسف
رواية جويريه الليث الجزء السادس والعشرون
رواية جويريه الليث البارت السادس والعشرون
رواية جويريه الليث الحلقة السادسة والعشرون
ن”زع رعد تلك القماشه لينكشف المكان امام جويريه، نظرت حولها لترى خيمه صغيره بلا سقف تنكشف على النجوم و موضوعه بقرب الشاطئ و السماء مملوءه بالنجوم و القمر ساطع ببريق اخاذ و نسائم البحر تداعب خصلات شعرها بنعومه، و كانت الخيمه محاطه بانوار جميله رقيقه فكان المكان اخاذ و جميل. ظلت تتلفت حولها كالاطفال و الابتسامه تزين ثغرها بنعومه اما هو فكان يتابعها بحنان كانها ابنته و ليست زوجته و غرامه. و تلقائيا انتقلت الابتسامه على ثغره.
قال بحنان و حب: عجبتك المفاجأة يا حبيبتي.
نظرت له بصد”مه لتستوعب ما يتفوه به، حبيبته منذ متى و اصبحت حبيبته. حاولت مجارات مشاعره، فسلمت دفه الحديث لمشاعرها، فاخر مره عندما سلمته لعقلها انتهى الامر باها”نتها، نز”لت دم”عه تشق طريقها على وجنتها الحمراء بفعل الهواء البارد، اح”ست بي”د خش”نه على وجهها تم”سحها، نظرت اليه وجدته امامها مباشره رفعت عينيها لعيونه، و كان هناك حديث ابلغ من الكلمات، نظراتها المت”المه المعا”تبه، تواجهه خاصته الناد”مه المحبه، لم”عه اس”رت مشا”عر غر”يبه و مخت”لفه بها.
قال بند”م و حن”ان: انا اس”ف، ح”قك عليا و على ق”لبى و رو”حى يا رو”حى
دقا”ت قل”بها علت كالطبول يهد”م حصو”نها بحنا”نه المفا”جئ و عقلها يضر”ب بنوا”قيس الخط”ر، ايعقل انه وجه يخ”فى خلفه مشاعره الحقيقه فكلامه بالامس لا ين”سى، تلك الص”فعه التى مازال يذكرها ايعقل انه…
قا”طع استرسال افكارها و قال بصدق لمسته بعينيه: انا بحبك عارف مش هتصدقى و بتسالى حصل امتى و ازاى، و انا زيك مش عارف حصل امتى و ازاى ولا عندى اجابه لسؤالى و سؤالك دا، بس كل اللى اعرفه و حاسه و عايزك تحسيه و تبادلينى بيه هو انى بح”بك و انك خلاص بق”يتى مل”كى و ل”يا بس لوح”دى، انتى خلاص بقيتى غرا”م الرعد و عش”قه، و مست”حيل اف”رط فيكى او اسي”بك لغي”رى، و اللى هيحو”شنى عنك هو الم”وت، لكن حتى المو”ت مش هتخ”لى عنك رو’حى مش هتفا”رقك ولو لثانيه برضو هفضل محاو”طك و ج”نبك.
المو”ت ذلك الش”بح الذى يطوف حول حياتها يقت”نص كل من يدخلها، تستشعره من بعيد اتيا ليقت”نص منها اى عزيز او جميل بحياتها، امر م”ؤلم، لما لا ياخذها هى و يبقى الاخرون، لعن”ه و حلت عليها و اسمها الم”وت و بعده الوح”ده، رفيقان اوفياء اليها، و تشعر انهم يدفعون عن حقهم بوجودهم بحياتها، فعندما يدخل اى احد لحياتها، تجد المو”ت يتر”بص له بالمرصاد، كمن يشعر بان هذا الشخص سيذهب بها لمكان لن يج”دها به، اما الو”حده فعندما يتم المو”ت دو”ره تاتى هى تل”ازمها، تاركه هواج”سها و ضم”يرها يؤ”نب بها ج”الده ذاتها قائله: لولاى لكان حيا، ما”ت بسبب انه دخل حياتى، فاتخذت من الو”حده رفيقا و ملاذا لها. بعد م”وت احبائها، لكن لن تخ”طئ مرتين، و ان اح”بته ستحميه حتى لو من نفسها، ان اح”بها سيك”رهها و ستعمل على ذلك بكل الطرق، فخس”ارته ستودى بها للابد.
ابتع”دت عن أحضانه بهدوء و قالت: بس انا م”ش هقد”ر اباد”لك شع”ورك دا، انا اس”فه انا مق”دره مشاع”رك بس لا، بعدين جوازنا دا مؤ”قت علشان خاطر مهمه واحده و بعدها هنف”ترق، حنى لو هتعوز انا مش هعوز كدا. و انا معتقدش انك هتقبل على نفسك تكمل مع حد مش عايزك و راف”ضك.
و ها هى مره اخرى تل”قى بكلامها المس”موم عليه و على قل”به غير عاب”ئه بكم المش”اعر المتأج”جه بصد”ره نحو”ها، ماذا يفعل ايك”سر دماغها ليرى بماذا تفكر، شخص مبهم، هو يحب شخص مبهم، ظل يقول هذا بعقله، تنفس بعمق حتى لا يفعل شئ ين”دم عليه و قال: ليه هو انتى فيه حد فى حياتك.
فقالت بتس”رع متجاهله انه عميل مخابرات: ايوه فيه.
اجابها بسخ”ريه: مين دا، استنى متقوليش عم حسنين البقال اللى على اول شارعك. ولا عم حسن البواب بتاع عمارتك، مين اللى فى حياتك نفسى افهم. انتى ناسيه انى مخاب”رات ولا ايه، انفاسك اللى بتتنفسيها انا ببقى عارفها اكتر منك. غير كدا انتى مراتى و حبيبتي اكيد هبقى عارف عنك كل حاجة
واجهها بحقيقتها المؤ”لمه و هى الو”حده، ال”متها سخ”ريته و لكن ما او”جعها هى وحد”تها التى تم”قت حياتها بسببها، سا”خطه على روت”ينها المل”ل، يمكن ان يكون احد اسباب قبولها بتلك المهمه السخي”فه هى وح”دتها و روت”ينها المل”ل.
سرت الد”ماء ليزداد احمر”ار وجن”تيها خج”لا مما جعلها ش”هيه للاك”ل، كم هو وقع كلماته مؤ”ثر عليها، كلماته الاخيره زغ”زغت مشا”عرها و اسررت الفر”حه بق”لبها الملت”اع، تساءلت لما لا تعيش اليوم بيومه تاركه المستقبل بيدى الله، لما تحتاج لتفكر اكثر من مليون مره قبل ان تقدم على فعل شئ، كم من الفرص التى اضا”عتها بسبب خو”فها و هواج”سها، لما لا تجا”زف و لتجرب، و لت”هزم معه هوا”جسها و هو قادر على إثبات ع”كس اعتقا”دها به، غير ذلك ان الله خلا”ف الظنون، ابت”سمت باش”راق على تفكيرها، كم تبدو كطفله مح”تاره بين افكارها، و ها هى الهد”ايه امامها فلما لا تهت”دى و لتذ”وق حلا”وه عش”قه بعد مر”اره حياتها.
رفعت عيونها اللامعه الخ”جله، و رمت نفسها بين احض”انه بق”وه، أما هو فظل دقائق يستوعب تغي”رها المف”اجئ هذا، ود سؤالها لكن تشب”ثها به اض”اع الكلمات من حلقه، ن”سى ابجديه الحروف امام عفو”يتها المفر”طه التى اط”احت بت”عقله و تما”سكه، ش”دد على احتض”انها، مست”غلا كل الفرص لطر”د هوا”جسها و اظهار امتنانه و عرفانه بمبادرتها عاقد العزم على ان لا يخ”يب ظنها جا”علا اياها تشكر الله يوميا ليلا نهارا على انه اعطاها اياه، اصبح نرجس”يا بح”بها و لكنها تستحق كل شئ فى سبيل ابتسامتها التى تضفى الالوان على حياته و حبه.
ابعدها عن احضانه و قال بهم”س ق”رب شف”تيها: بح*بك يا تالينى.
ابتس”مت بر*قه و هم”ست بخ”جل من يا”ء ملك*يته التى اضافها لاسمها: و انا كمان.
قال بهم”س ايضا و هو يزي”ح شعرها عن وجهها و يرى عيونها البراقه: و انتى كمان ايه.
قالت بهم”س مما”ثل له: و انا كمان بحبك يا رعد.
قب”ل شف”تيها بر”قه كلم”سه فر”اشه و قال: و انتى كمان ايه.
ذ”ابت بين يديه كق”طعه من الثل”ج و لم تق”در على الكلام، فاعاد تقبي”لها مره اخرى و قال: و انتى كمان ايه يا تالينى.
قالت به”مس: رعد احنا ب”را مين”فعش اللى بتعمله دا.
فقال و هو يط”بع قبل”اته على وجهها: انتى مراتى و اللى مش عاج”به يخب”ط را”سه فى الحي”ط، و بعدين مفيش حد هنا والا مكننش خليتك تخل”عى خما”رك و اسيب اى حد يشوف خيوط اشعه الشمس دى( يقصد شعرها)و بعدين قولى و انتى كمان ايه، و ختم كلماته و هو يقر”بها لجسده حتى كاد ان يدخ”لها بين اضلعه.
فقالت بهم”س تاركه لمش”اعرها ان تط”ير لتع”انق اعالى السماء: و انا كمان بح”بك يا رعدى.
ختمت جملتها و كانت مح”موله بين يديه، خب”أت رأ”سها بع”نقه، و انفا”سه السا”خنه تض”رب وج”هها فزا”دت من احم”رار وجن”تها فكانت كلوحه جميله ابدع الله فى رسمها، و انتهت ليلتهم بمش”اعر الح”ب و تح”ليقها بع”الم خا”ص تزوره لاول مره مع حب”يبها، عالم اخر تطول به عنان السماء معلنه انه امتل”كها و انها امتل”كته بكل ما فيه، عالم رف”عت فيه را”يه است”سلامها تار”كه هوا”جسها بع”يده كل الب”عد عن”هم حتى لا تفس”د مشا”عرهم الجديده، و صارت تالين لرعد و رعد لتالين و للابد.
اما عند احمد و منصور، فكانا يخط”طان لكيفيه ايق”اع الكل بشب”اكهم و الانت”صار باللع”به، غي”ر عابئ”ين بالا”عين التى ترا*قبهم و بح*ذر.
احمد: ها يا ابوى عملت ايه.
منصور: كله جاهز يا ولدى متق”لقش، انت اللى عملت ايه مع بنت البندر دى.
تن”هد احمد بضي”ق و قال: خلاص يا ابوى زه”قت منها، و مش قادر اتص”نع قدامها كتير.
قال منصور بس”خريه: يعنى عكي”ت الدنيا يا ابن الاسيوطى صح.
لم يقدر على الرد على ابيه، فقال ابيه بح”نق: ايه مش قادر تض”حك على بنت غب”يه يا ابن منصور، خلاص ك”لت عق”لك بنت عمك المخ”فيه عاد ولا ايه، والله لو الخ”طه با”ظت لكون مخ”لص عليك باد”يا دى، مش بعد كل السنين دى تاجى انت و تطرب”قها فوق دماغى.
فقال احمد بحن”ق: خلاص يا ابوى متق”لقش مش هيحصل حاجة، و الخطه هتمشى كيف ما انت رايد و اكتر كمان. بس انت قولى على اللى انت ناوى عليه
فقال منصور: ناوى اعمل زى ما عملت زمان مع محمد و ابن المنشاوى احمد ( ابو رعد).
فقال احمد بحذ”ر: اللى هو ايه يا ابوى.
فقال منصور بح”قد و غ”ل لم و لن يقدر الزمن على اخماده: ناوى اوقعهم فى بعض يا ولدى.
تساءل احمد: توقعهم فى بعض كيف.
فقال منصور: كل شئ باوانه حلو يا ولدى. جهزت اللى طلبه منك الراجل ده.
فقال احمد: ايوه يا ابوى، بس احنا ليه لحد دلوقتى مش عارفين مين هو كل ما نكلمه يبقى من مكالمه و وشه كمان مش باين.
فقال منصور بتن”هد: دى عاده من زمان يا ولدى و انا خلاص اتعودت على كدا و مش هاممنى اشوف وشه.
فقال احمد بتو”جس: بس انا مش مرتاح للحركات دى يا ابوى.
فقال منصور: تقصد ايه يا ولدى.
فقال احمد بش”ك: اقصد ان الراجل دا وراه سر كبير يا ابوى و لو انكشف يا هنرو”ح فى دا”هيه يا اما هنعجل بمو”ته.
اما تلك التى تر”اقبهم فاحست بانها عليها تحذ”يره، صعدت لاحدى الغرف و اخرجت هاتفها و اتصلت على ذلك الرجل و قالت: ابتدوا يش”كوا فى هوي”تك المخ”فيه.
اجابها بهدوء و قال: متخا”فيش يا حبي”بتي انا عامل حسابى كويس انتى بس خلى بالك من نفسك و اللى يقوله عليه اعمليه. دى هتبقى اوامرى ليكى.
اجابته بتو”تر: بس انا مش مرتا”حه، كل يوم خو”فى بيزيد اكتر و اكتر عليك.
أجابها بحنان: متخا”فيش انا كويس انتى بس اسمعى كلامهم و متخا”فيش و خلى بالك من نفسك يا حب”يبتي.
ابتس”مت بحنان لح”به و خو”فه عليها، و قالت: حاضر يا حب”يبي و انت كمان خلى بالك من نفسك و عج”ل فى التنفيذ انا مش قادره اتحمل اكتر من كدا انت وح”شتنى.
تن”هد بحرار”ه و شو”ق و قال: و انتى كمان يا حبيبتي هو خلاص فات الكتير مبقا”ش الا قليل و كلهم هياخ”دوا حقهم و احنا هنبقى حق”قنا العداله و اخدنا ح”قنا و رج”عناه لاصح”ابه، است”حملى يا حبيبتي و لو حصل اى حاجة قول”يلى و انا عي”ونى حوا”ليكى انتى م”ش لوح”دك متخ”افيش.
كا”دت ان ترد عليه لولا دخوله العا”صف و هو يقول: نارى انتى بتعملى ايه.
اخ”فت نارى الهاتف بسر”عه و قالت بع”صبيه تخ”فى توت”رها: انت بتعمل ايه هنا أخ”رج بر”ا، مين سمحلك تدخل بالهم”جيه دى يا احمد.
تق”دم نح”وها بب”طء و قال: اوضتى و اوضه مراتى و ادخلها عادى.
فقالت بح”ده: و انا مش مراتك و اخر”ج ب”را و اي”اك تدخل الاوضه دى تانى.
امسكها من يدها بقو”ه و قال: يعنى ايه مش مر”اتى يا حل”وه ناسيه ك”تب كتا”بنا و انى ردي”تك ولا ايه.
تو”ترت من قر”به نحوها فهى لم تت”وقع دخ”وله فهى كانت تته”رب منه باعط”اؤه منو”مات فلم يق”در على لم”سها فى يوم من الايام، فهى تحتفظ على نفسها لأجل حبي”بها بالر”غم من مهم”تها التى وق”عت بها.
قالت بتل”عثم: انت نا”سى اخ”ر مره عملت ايه، انت ازاى تنا”ديني باسم بن”ت تان”يه. و انا مر”اتك.
فقال و هو ينظر اليها بشه”وه: معل”ش ذ”له ل”سان بعدين انا عاي”زك النهارده و هنس”يكى كل اللى حصل قبل كدا. خت”م كلا”مه بغ”مزه وق”حه.
فهمت ما يرمى اليه، فقالت بدل”ال مصط”نع: طيب استنى احضرلك عصير فريش علشان تريح اعص”ابك.
فقال و هو يقر”بها منه بش”ده: لا عصير ايه و اعصاب ايه اللى ترتاح، انا كل ما اشر”به بنا”م، فكك منه و خليكى معايا انا. علشان اللى عاي”زك فيه عايز فو”قان
اقتر”ب منها بش”ده و كاد ان يط”بع ق”بلته عل”يها لو”لا ص”وت والده العا”لى و هو يقول: احمد ان”زل بس”رعه يا ولدى.
ابتع”د عنها على مض”ض و قال بص”وت عا”لى: حاضر يا ابوى نازل، ابت”عد عنها و نزل للاس”فل ليرى ما يريده والده.
تن”هدت برا”حه و نظرت للهاتف بابتس”امه، جيد انها تركته على الخط من المؤ”كد انه هو الذى انق”ذها و سين*قذها، لكنها متو”جسه من غض”به و غي”رته الان، ظلت تد”عو ربها الا يص”يبه مكر”وه و ان تتم هذه العم”ليه بخير.
اما فى اليوم التالى ذهب كلا من رعد و ابانوب و ليث لم”بنى المخابرات، دخلوا لسياده اللواء الذى استقبلهم بحب”ور و قال: شرفتم، والله وحشت”ونى يا ولاد.
ابت”سموا بمج”امله، و قال ابانوب: و حضرتك اكتر يا سياده اللواء، خير العقر”ب حكالنا ان حضرتك عايزنا.
ابتسم اللواء لانه يعرف انهم لا يح”بون وجودهم هنا، فقال: هتفضل كدا يا ص”قر، نفو”رك مش هت”قدر تخب”يه عليا انت و الكينج، عموما انا طلبتكم علشان تدافعوا عن نفسكم فى المهمه دى و تبر”أوا اساميكم من الته”م اللى هتبقى عليكم.
اومأ ليث براسه و قال: بس على ما اعتقد يا سياده اللواء ان العق”رب كف”يل بالمهمه دى.
هز اللواء راسه و قال: عارف بس شغلكم هيس”رع العم”ليه اكتر، غير كدا ان انتم عارفين ان عمر ما حاجة زى كدا حصلت، غير كدا اس”بابكم فى تر”ك عملكم مش وج”يه غير كدا استقا”لتكم لسه مواف”قتش عليها، فاعتبروا ان دى اخ”ر مه”مه ليكم، و اذا كنتم ربا”عى الجح”يم، فانا اللى اخترتكم و دربتكم و عارف دماغكم بتفكر ازاى يا كينج.
ققال رعد بابتسامه: و هو فين فهد يا سياده اللواء.
كا”د ان يج”يب لولا……….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جويريه الليث)