روايات

رواية غرام المغرور الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نسمة مالك

“إسراء”..
انهالت على صغيرتها تقبلها وتدغدغها، وتلاعبها وهي على ذراع زوجها متمتمه بغضب مصطنع ..
“بقي فالس وحشك وأنا لاء يا أستاذه إسراء.. دا أنا هعملك شاورما انهارده”..
لتتعالي ضحكات الصغيرة، وتختبئ منها داخل حضن “فارس” الذي يضمها بحنان، ويضحك هو الأخر بقوه..
“مامي شكلها كده غيرانه ولا أيه”..
قالها وهو يغمز لها في الخفاء بشقاوة..
احتقن وجهها بحمرة قاتمة، و نظرت له نظرتها التي تسحره، واسرعت بخفض وجهها بخجل هروباً من عينيه التي تطلع لها بنظرات عاشقه..
بينما “إلهام” عينيها تتأمل ابنتها التي أستعادة رونقها وإزداد وجهها إشراقاً.. تظهر على ملامحها الفرحة الغامرة.. ابتسامتها نابعة من قلبها تزين وجهها جعلت الراحة والاطمئنان يغلف قلب “إلهام” بعدما تأكدت أن الله رزق ابنتها بزوج يحبها بصدق وسيكون خير عوض لها عن ما رأته بحياتها..
“تعالي في حضني يا إسراء”..
قالتها “إلهام” وهي تفتح ذراعيها لها بلهفه.. لتهرول “إسراء” نحوها جثت على ركبتيها أمامها، وارتمت داخل حضنها وهي تقول بحب..
“واحشتيني أوي يا ماما والله”..
سار “فارس” نحو “خديجة” ومال عليها مقبلاً رأسها قبله طويله مغمغماً..
“واحشتيني يا ديجا.. عامله ايه طمنيني عليكي”..
ابتسمت له “خديجة” ابتسامتها الدافئة، واحابته بحنو..
“الحمد لله يا حبيبي.. أنا بخير طول ما انت كويس”..
ابتسم لها بفرحة ظاهرة بعينيه، ووجه نظره ل”إيمان” وتحدث بترحاب..
“أهلاً وسهلاً بيكي يا مدام إيمان”..
“أهلاً بحضرتك”.. غمغمت بها” إيمان”بخجل..
بينما “إلهام” منفصله عن الجميع حين ضمت ابنتها تربت على شعر” إسراء ” وظهرها برفق، وقبلت كتفها بعمق مردده..
“انتي أكتر يا ضنايا.. طمنيني عليكي عامله أيه يا حبيبتي”..
قبلت “إسراء” يديها مرات متتاليه متمتمه بمتنان..
“أنا في زحام من النعم بفضل رضاكي عليا يا أمي”..
ضمتها” إلهام” ثانياً، ونظرت ل”فارس” وتحدثت بابتسامة متسعه قائله..
“إزيك يا جوز بنتي”..
ضحك “فارس ” حين تفهم مخزي حديثها ونظرتها العابثه التي جعلت” إسراء” تخفي وجهها داخل صدر والدتها..
“الحمد لله يا حماتي.. أنا تمام التمام متقلقيش”..
وجهت” إسراء ” نظرها ل” إيمان ” وهبت واقفه واقتربت منها احتضنتها بقوة وهي تقول بفرحة حقيقية..
“يا حبيبتي يا إيمي..وأنا أقول الغردقة نورت مرة واحدة ليه كدة”..
ضمتها “إيمان” بحب أخوي صادق وهي تقول.. “منورة بيكي يا ست العرايس”..
نظرت” خديجة” ل” إلهام ” وغمزت لها مردفة بمرح..
“شوفتي يا لوما البنت النوتي ولا معبراني إزاي، ولا اللي شاف أحبابه نسي أصحابه يا مدام فارس؟! “..
ضحكت” إسراء ” بعلو صوتها ضحكتها التي تخطف أنفاس زوجها الواقف بجوار” خديجه” التي تحمل الصغير “محمود” على قدميها.. محاوطها بذراع، وحامل الصغيرة بذراعه الأخر، وعينيه على زوجته ينظر لها نظرتة المتيمة بها عشقاً..
” وأنا أقدر أستغني عنك يا أحلى ديجا في الدنيا”..
قالتها” إسراء “وهي تقترب منها، ومالت عليها احتضنها، وقبلت الصغير من وجنتيه لتدوي ضحكته المرحة التي تخطف القلب..
“يا حياتي عليك.. ماشاءالله يا إيمان زي السكر.. ربنا يباركلك فيه يا حبيبتي”..
آمنت “إيمان” على دعائها، ودعت لها من صميم قلبها قائله..
” ويباركلك في إسراء وعقبال ما ربنا يرزقك من فضله وتجبلها أخ ولا اخت قريب بإذن الله يا حبيبتي”..
اعتلت الدهشه ملامح الجميع حين جذب”فارس” زوجته من خصرها فجأة لداخل حضنه، ومال على جبهتها طبع قبله طوليه عليها بجرائته المعتادة، وتحدث بتمني شديد ظاهر بنبرة صوته..
“اللهم آمين يارب العالمين”..
نظرت لهما” إلهام “بابتسامة وأخذت تردد بعض الآيات القرآنيه بسرها.. أستكانت “إسراء” داخل حضن زوجها خاصةً، وأنه أصبح محاوطها هي وابنتها بذراعيه داخل صدره العريض يغمرهما بالأمان والحماية..
ساد الصمت للحظات قطعته “خديجة” حين هبت واقفة، وتحدثت بحماس قائله..
“ايه رأيكم ننزل نفطر على البحر؟”..
ضغطت “إلهام” على زر التحكم بكرسيها المتحرك متجهه نحو باب الغرفة وهي تقول بتأيد..
“ودي عايزه كلام يا خديجة يا أختي.. يله خلينا نلحق نقعد في الهوا شوية قبل ما الشمس تحمي علينا”..
لتسرع كلاً من “خديجة وإيمان” خلفها.. ليوقفهم صوت
“إسراء “تقول بلهفه..
” طيب استنوني هغير هدومي، واجي معاكم”..
رمقتها “إلهام” بنظرة ذات مخزي مغمغمه..
“خليكي أنتي مع جوزك”..
وجهت نظرها للصغيرة..
” بت يا قلب تيته تعالي معايا ياللا أنا ماشية باي”..
مدت يديها لها وتابعت بتعقل..
” هاتها يا ابني، وأبقى هات مراتك وتعالوا براحتكم”..
قبلها” فارس” بحب وسار بها نحو جدتها مردفاَ بنبرة حانية..
“إسراء روحي مع تيته، وديجا وأنا هجيب مامي، ونجي وراكم أوكي “..
” أوكي فالس”.. غمغمت بها الصغيرة ببرائه..
ليردف “فارس” ببعض كلمات بلغه الانجليزيه قام هو بتعليمهم بنفسه للصغيره التي أبهرته بذكائها..
..”Give Mami Kiss “
قالها “فارس” وهو يميل بها على زوجته، ويقربها من وجهها لتطبع الصغيرة قبله حانيه على وجنتي “إسراء”..
أنزلها “فارس” بحذر وهمت الصغيرة بالركض نحو جدتها ليوقفها هو حين فتح ذراعيه لها مردداً..
..”Give me a hug”
قفزت الصغيرة داخل حضنه تضمه بقوه استقبلها هو بحب أبوي صادق، وقبل جبهتها وهو يقول..
..”I love you, my girl”
أذهلت الصغيرة والدتها.. بل جعلت العبرات تملأ عينيها حين إجابته قائله..
.. “I love you Dadi”
أنهت جملتها وطبعت قبله سريعه على وجنتيه، وفرت راكضة خلف نحو جدتها التي تنتظرها أمام باب الجناح..
تأكد “فارس” من ذهابهم، وأغلق الباب خلفهم، واستدار بلهفه يبحث عن زوجته.. لتعتلي ملامحه الدهشه حين وجدتها تقف تنظر له بابتسامة هادئه، وعبراتها تسيل على وجنتيها ببطء..
“مالك يا إسراء؟!”..
قالها، وهو يقطع المسافة بينه، وبينها بخطوتان، وانتشلها داخل حضنه يضمها.. بل يعتصرها بين ضلوعه..
“في حاجة زعلتك يا حبيبتي ؟!”..
حركت رأسها بالنفي، ودفنت نفسها داخل حضنه أكثر متمسكة به بكل قوتها، وتحدثت بتنهيدة قائله..
“مبسوطه وفرحانة أوي يا فارس، وقلبي بيتقبض لما بفرح أوي كدة”..
ضحكت وبكت بأن واحد وتابعت بأسف..
“بخاف يحصل حاجة تضيع فرحتي في لحظة”..
ربت” فارس “على ظهرها بكفيه صعوداً وهبوطاً وسار بها نحو أقرب اريكة جلس، وسحبها على قدميه..
أخذ نفس عميق، وتحدث بتعقل دون أن تنمحي ابتسامته المطمئنة عن ملامحه..
” اسمعي اللي هقولك عليه دلوقتي، وافهمي قصدي كويس يا إسراء”..
نظرت له بهتمام تحثه على استكمال حديثه..
” حبيبتي.. أنا عايزك تطمني، ومتخفيش من أي حاجة طول ما أنتي جوه حضني،وتأكدي أني دايماً جنبك، وفي ضهرك،و على أتم إستعداد أضحى بنفسي علشانك”..
فتحت فمها، وهمت بالحديث.. ليسرع هو بوضع ابهامه على شفتيها، وتابع بتحذير..
“بس أوعى انتي تغيبي عن عيني في أي لحظه يا إسراء، ولو في مرة أنا مش معاكي أوعى تبعدي عن الحرس اللي مكلفهم بحمايتك إلا لو مثلاً هتدخلي مكان خاص زي الحمام أو مكان حريمي هيفضل معاكي حارس على الباب هيخبط كل خمس دقايق وانتي تردي عليه بنفسك يا إسراء مرة بأسمك ومرة بأسمي ومرة باسم خديجة، ولو لقدر الله حسيتي بخطر تردي بأسم مارفيل.. فاهمه حبيبتي”..
حركت رأسها بالايجاب ليتابع هو..
” ولو وجهتك  أي مشكله أوعى تلجأي لحد غيري، ولا تسيبي حد غيرك يقولي لأن ساعتها هزعل منك أوي وأنا بتمني وبدعي لربنا دايماً من يوم ما امتلكتي قلبي إنك متشوفيش زعلي يا بيبي”..
صمت لبرهه يلتقط أنفاسه، ومال على وجهها لثم جانب شفتيها بلهفه مكملاً..
” أنا سترك وغطاكي زي ما بيقولوا، وأكتر واحد في الكون كله بيخاف عليكي.. فاهمني يا إسراء؟”..
مالت برأسها على كتفه تخفي توترها وقلقها الذي بدأ يظهر على ملامحها، وهمست بخفوت..
” اممم.. فاهمه اطمن”..
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها، وبداخلها تتمني ان تخبرة بوجود تلك الوسيله، وأنها تريد التخلص منها، ولكن خوفها من غضبه جعل لسانها ينعقد ثانياً..صكت على أسنانها بغضب، وغيظ من نفسها، وحسمت أمرها ان اليوم ستتخلص منها مهما كلفها الأمر.. ستفعل اي شيء وكل شيء ولكن لن تظل تلك الوسيلة يوم اخر بجسدها..
شهقت بصوت خفيض حين هب واقفاً بها فجأة، وسار نحو حمام الجناح وهو يقول بشقاوة لا تخلو من وقاحته..
“تعالي بقي ناخد شاور سريع، وننزل نفطر مع الجماعة، والحق اخلص كل الشغل اللي عندي وارجعلك بدري علشان محضرلك سهرة تجنن”..
نظرت له نظرة هائمة به تخفي بها نظرة الاستحقار لنفسها..يتفنن لأسعادها بأفعاله معها التي تجعل قلبها يتراقص فرحاً.. بينما هي كانت تعد نفسها حتي لا تنجب منه عن عمد.. ولهذا هي غير قادرة على مواجهته واخباره بالحقيقه..
ابتلعت غصه مريره بجوفها وهمست بستحياء..
“ربنا يحفظك ليا، وميحرمنيش منك أبداً يا أبو الفوارس “..
أنزلها ببطء داخل حوض الأستحمام المملوء بالماء وسائل الأستحمام برائحة الفانيليا الرائعة، ويده تتخلص من ثيابهما، وجذبها داخل حضنه لصقها به.. هامسًا أمام شفتيها بأنفاسه الساخنه التي تلفح بشرتها تفقدها صوابها بين يديه..
” ولا يحرمني منك يا حياة أبو الفوارس”..
أنهى جملته، ومال على شفتيها يغمرها بفيض غرامه..
 …………………………..
.. داخل جناح بمبني اخر بنفس الفندق..
تجلس “ديمة” على الفراش بتعب وإرهاق شديد.. وجهها لم يشفي بعد من أثر لكمات عنيفه.. بل كافة جسدها يحاوطه الشاش الطبي يخفي جروحها الغائرة، وكسور معظم أضلاعها..
تبكي بنحيب،وتتحدث بغيظ وغضب شديد قائله..
“والله ما هعدي اللي عمله فيا دا بالساهل.. انا هعرف إزاي أحرق قلب فارس الدمنهوري على أغلى حاجة عنده”..
حرك “عباس” والدها رأسه بيأس من تصرفات وأفعال ابنته التي لا تروقه أبداً، وتحدث بنفاذ صبر قائلاً..
“انتى أيه يا بنتي.. عايزة توصلينا لفين تاني.. المرادي أنا قدرت اخرجك من قضية الزفت اللي بتتعطيه بأعجوبه بعد ما كنتي هتموتي من اللي عملوه فيكي في الحجز، وفارس طلع مش سهل ومأمن نفسه وشغله معانا تأمين عالي أوي، وهنخسر كتير لو فضينا الشراكة معاه، وأنا معنديش استعداد أخسر أكتر من اللي خسرته بسبب طيشك اللي جبرني أدفع ملايين لواحدة تشيل القضية بدالك”..
” يا بابي هو السبب في اللي حصل دا كله.. هو اللي بلغ عني ورماني في السجن علشان الحيوانه اللي اتجوزها وهو خطبني”..
صرخت بها” ديمة” بغضب حارق..
ابتسم لها والدها ابتسامة مصطنعه وهو يقول..
” الحيوانه اللي بتقولي عليها اتجوزها، وهو خطيبك.. أنا وأنتي عارفين انه كان عينه منها وعليها من قبل ما يفكر في أي نسب بنا، وانتى اللي ضغطي عليا وصممتي رأيك أننا نربط شغلنا معاه بخطوبته ليكي والراجل كان صريح، وقال دي هتبقي جوازة بزنس لو تمت كمان، وانتي وافقتي وقبلتي”..
خفضت رأسها بخزي من نفسها، وتحدثت بنبرة راجية..
” سبني لوحدي دلوقتي من فضلك يا بابي”..
تنهد” عباس “بتعب، وسار نحو الخارج بعدما رمقها بنظرة متفهمه، وتحدثت بتحذير قبل أن يغادر الجناح..
“أنا عندي اجتماع مهم مع فارس.. أوعى تعملي اي تصرف متهور احسنلك.. المرة دي لو فكرتي تعملي حاجة تاني تضر مكانتي او شغلي مع فارس الدمنهوري هحطك بنفسي في السجن يا ديمة، واخلص من قرفك”..
اعتلت ملامح” ديمة”ابتسامة شيطانيه، وامسكت هاتفها وبدأت تتفحصه بهتمام محدثه نفسها..
“على جثتي لو سبت الحيوانه دي تتهني بيك يا فارس”..
………………………….
..داخل شاطيء خاص..
حيث المياه الزرقاء الشفافه، والرمال البيضاء الناعمة،والهواء الرطب الذي ينعش الأبدان..
تجلس “إسراء” بعدما ودعت زوجها الذي تركها على مضض بعدما تناولوا الأفطار سوياً بجو لا يخلو من المرح، واتجه فارس أخيراً نحو عمله..
بينما ذهبت “خديجة وإيمان” مع الصغيران بمكان مخصص للهو..
بقت “إسراء” برفقة والدتها على طاولة موضوعه على حافة الشاطئ.. تتحدث ببوادر بكاء قائله..
“والله يا ماما حاولت أكتر من مرة اقوله بس مقدرتش خالص.. كأن لساني بيتعقد ومبعرفش انطق بحرف واحد”..
رمقتها “إلهام” بنظرة عاتبه وهي تقول..
“قولتلك بدل المرة كذا مرة يا بنتي يا تشيلي الوسيله دي يا إما تصارحي جوزك بوجودها، وانتي قولتيلي هسيبها علشان مستحيل أخلف من المغرور دا يا ماما”..
جاهدت” إسراء ” للتحكم بعبراتها، وبتنهيده حزينه قالت..
” مكنتش أعرف أنه هيخليني؟! “..
صمتت لبرهه، وخفضت رأسها بخجل مكمله..
” أعشقه مش بس أحبه “..
ربتت” إلهام ” على كتفها مردفه بتأيد..
” وهو يستاهل يا بنتي.. بلي بيعمله معاكي و معايا ومع بنتك، وحتي مع إيمان وجوزها، وخلاكي زي الوردة المفتحه بحبه واهتمامه بيكي.. يستاهل تحبيه وتحطيه تاج فوق رأسك ومتزعلهوش أبداً يا إسراء”..
أخذت” إسراء ” نفس عميق، وبلهفه قالت..
” علشان كده عايزه اخلص من الوسيله دي انهارده قبل بكرة وارتاح بقي بدل ما أنا مرعوبة ليعرف وتبقي كارثه وقتها.. أنتي متعرفيش هو ملهوف وهيتجنن على الخلفه أد أيه يا ماما..لهفته دي خلتني مستحيل اجبله سيرة الزفت اللي مركباه دا”..
ظهر القلق على وجه “إلهام” وتحدث بتساؤل قائله..
” طيب وانتي ناويه على أيه دلوقتي؟! “..
” هشلها انهارده طبعاً يا ماما”..غمغمت بها” إسراء ” بإصرار، ونفخت بضيق وتابعت بأسف..
” بس مش هينفع اطلب الدكتوره تجيلي الاوضه فوق تاني علشان فيه كاميرات ، وفارس طب عليا ساعتها وربنا سترها “..
“أمال هتعملي أيه يابنتي.. حيرتيني معاكي”..
قالتها” إلهام” بطيبه وخوف ظاهر على ملامحها من تفكير ابنتها المتهور..
“هسأل عن الدكتورة بتاعت النسا و اوديكي العيادة عندها يا أم إسراء “..
حجظت أعين “إلهام” وشهقت بعنف حين تابعت “إسراء” حديثها قائله ببراءة مصطنعه، وابتسامة تظهر جميع أسنانها..
“ما أنا هقول لأبو الفوارس حجي إن أنتي اللي هتكشفي يا لومتي يا حبيبتي”..
تملك الفزع من قلب” إلهام “دون معرفة السبب، وتحدثت بنبرة راجيه قائله..
” بلاش يا بنتي انا قلبي مش مطمن، و قولي لجوزك الحقيقه وهو يوديكي بنفسه للدكتورة بدل ما تكدبي عليه وتروحي من وراه”..
نظرت لها” إسراء ” بأعين تجمعت بها العبرات من جديد، وتحدثت بأسف قائله..
“والله ما هقدر يا ماما اقوله دا ممكن يطلقني فيها وعينه ترجع تتعبه تاني بعد ما صدقنا أنها بدأت تتحسن .. ساعديني علشان خاطري..فارس دلوقتي قالي انه في اجتماع مهم.. وخديجة مع إيمان ملهين في العيال.. دا انسب وقت نروح فيه ونرجع بسرعه.. هسأل على عيادة الدكتورة هي هنا مش برة الفندق اطمني”..
نظرت لها” إلهام ” قليلاً، وأطلقت زفرة نزقه من صدرها، وبستسلام قالت..
” أمري لله.. قومي خلينا نشوف أخرت فكرتك دي أيه.. رغم أن قلبي مش مطمن.. بس ربنا يستر”..
هبت” إسراء “واقفه وهي تقول بحماس رغم هلع وارتعاد قلبها..
” ان شاء الله هتعدي على خير يا ماما”..
أشارت للحرس الذين اتو على الفور وحملو “إلهام” بكرسيها المتحرك بعيداً عن الرمال حتي وصلو لممر خشبي وانزلوها عليه..
” على فين سيادتك”..
قالها إحدي الحرس بإحترام شديد..
توترت “إسراء” واجابته بتواضع قائله..
“عايزه أروح عيادات الكشف اللي هنا في الفندق من فضلك”..
“خير يا افندم.. تحبي اكلم فارس باشا؟!”..
أسرعت “إسراء” بتحريك رأسها بالنفي، وقد زاد توترها، ونظرت لوالدتها حتي تتحدث هي وتنقذها..
تنحنحت “إلهام” واجابته بهدوء قائله..
” لا يا ابني مافيش داعي تكلمه.. أنا بس حاسه بتعب بسيط كده وبنتي مصرة تطمن عليا مش أكتر.. فنوبك صواب فينا تودينا”..
” تحت أمركم طبعاً “..
قالها الحارس وهو يسير بجوارهما وخلفه أكثر من حارس آخر..
سارت “إسراء” بجوار والدتها بقلب ينبض بجنون وقدم ترتجف بشدة، وقد بدأت ملامحها بالشحوب من شدة خوفها..
حتي وصلوا داخل إحدي عيادات الفندق..
اقتربت” إسراء ” من فتاه تجلس على مكتب الإستقبال تأهبت واقفه فور دخول “إسراء” فمن لم يعرف زوجة فارس الدمنهوري التي أصبحت حديث الفندق بأكمله..
“أهلاً وسهلا يا هانم.. المكان نور والله”..
قالتها الفتاه بابتسامة واسعه..
بادلتها “إسراء” الابتسامة بأخرى باهته وتحدثت بهمس حتي لا بستمع لها الحرس الملازم لها..
“متشكرة حبيبتي.. من فضلك كنت عايزه دكتورة نسا.. اسمها سما أو سلمي تقريباً “..
وقفت الفتاه وهرولت نحوها وأشارت بأصابعها على إحدي الغرف وهي تقول..
“دكتورة سلمي وهي موجودة دلوقتي.. اتفضلي حضرتك معايا “..
طرقت الباب، وفتحته لها.. لتدفع “إسراء” كرسيي والدتها لداخل الغرفة حتي توقفت أمام مكتب
“سلمي” التي شحب وجهها وانقطعت أنفاسها فور رؤية “إسراء”..
ابتسمت لها الفتاه ابتسامة زائفه، ورمقتها بنظرة ذات مخزي وهي تقول..
“مدام فارس الدمنهوي سألت عليكي يا دكتورة سلمي”..
تعرقت جبهة” سلمي” التي انتفضت من مكانها، واقتربت من” إسراء ” بخطوات مرتجفه جعلتها اوشكت على السقوط أكثر من مرة حتي وقفت أمامها، ومدت يدها التي أصبحت ببرودة الثلج لها بالسلام..
“أهلاً وسهلاً يا فندم”..
صافحتها “إسراء” بيد لا تقل عن بردوة بل تزيد، وساد الصمت حين خطي الحارس ليؤمن المكان بنفسه ومن ثم سار للخارج مرة أخرى وهو يقول..
“أنا هستني قدام الباب بالظبط سيادتك واستأذنك كل 5دقايق هخبط وسيادتك تردي عليا بنفسك بالكلام اللي الباشا حفظه لمعاليكي”..
حركت “إسراء” رأسها بالايجاب، وانتظرت حتي انصرف وأغلق الباب خلفه..
تنقلت بنظرها بين “سلمي” وممرضة كانت برفقتها، والفتاه التي ما زالت واقفه تنتظر ان تسير للخارج هي الأخري..
” أنا المساعدة بتاعت الدكتورة يا فندم”..
قالتها الفتاه وهي تنظر للمرضة بابتسامة صفراء جعلتها تسير نحو الخارج على الفور..
اخذت “إسراء” نفس عميق، ونظرت ل “سلمي” وتحدثت بود قائله..
“أولاً انا حابة اعتذرلك على أسلوبي معاكي المرة اللي فاتت.. لما زقيتك وقتها وقولتلك روحي دلوقتي.. متزعليش مني حقك عليا”..
اعتلت ملامح “سلمي” الدهشه من تواضع وطيبة “إسراء” الزائدة…
“يا خبر يا فندم حضرتك بتعتذريلي ليه بس.. حصل خير.. أنا مش زعلانه من حضرتك والله”..
“قالتلك مش زعلانه الحمد لله.. يله بقي يا إسراء يا بنتي.. خلصي خلينا نمشي”..
قالتها والدتها بقلق ظاهر على محياها، وقد انقبض قلبها من المكان بأكمله..
رمشت” إسراء” بأهدابها وبخجل قالت..
” حاضر يا ماما”.. نظرت للطبيبه..
” حضرتك فاكرة انا عايزة ايه من المرة اللي فاتت”..
ابتلعت الطبيبه غصة مريرة بجوفها وهي ترمق الفتاة الواقفه بنظرة خاطفه، وبأسف اجابتها..
” ايوة فاكرة يا فندم.. هشيل لحضرتك اللولب”..
نظرت لعينيه تستجديها وتتوسلها بنظراتها، وتابعت محدثه نفسها..
“أبوس أيدك أمشي.. أنا مجبورة اقتلك وإلا هيموتوا أبني”..
طرقات الحارس على الباب جعلت “إسراء” تقول بصوت عالِ نسبياً..
“خديجة”..
قالت “إلهام”.. بنفاذ صبر للطبيبه.. “ايوة يا بنتي.. خلصينا بسرعة الله لا يسيئك”..
جذبت ابنتها عليها وتابعت بهمس بأذنها..
“قدامكم خمس دقايق والجدع اللي برة هيخبط تاني.. لازم تردي عليه بصوتك الطبيعي يا إسراء وإلا ممكن يدخل ويلاقيكي أنتي اللي بتكشفي”..
انتبهت” إسراء” على حديث والدتها فنظرت للطبيبة وتحدث باستعجال..
” طيب ياللا يا دكتورة من فضلك”..
اقتربت الفتاة من” إسراء ” وتحدثت بعملية..
” اتفضلي خليني أساعدك تقلعي هدومك، وتطلعي على سرير الكشف”..
انصاعت” إسراء ” لحديثها، وسارت معها بخطوات مهروله.. وبأقصي ما لديها من سرعة خلعت ثيابها وتمدت علي الفراش أسفل غطاء قطني زهري اللون..
بينما الطبيبة سارت نحوهما بخطوات متثاقلة بعدما بطأت نبضات قلبها من شدة هلعها.. وقفت الفتاة على رأسها أثناء فحص” إسراء” وفور تخلصها من تلك الوسيلة.. أظهرت الفتاه سرنجة كانت تحتفظ بها بجيبها الخاص ورمقة الطبيبة بنظرة نارية حتي تأخذها منها..
أخذتها منها الطبيبه بيد مرتجفه ،واعين هبطت منها العبرات دون أرادتها وأستعدت بحقن “إسراء” بها..
لكنها انتفضت بهلع وسقطت من يدها حين
 شهقت “إسراء” بفزع فجأة وتلاحقت أنفاسها وأصبحت تتنفس بصورة ملحوظة وصدرها بعلو ويهبط عندما وصلت لأنفها رائحة عطر زوجها الذي تحفظه عن ظهر قلب..
 شعرت بدوار عنيف يهاجمهما من شدة خوفها، ودون أرادتها نطقت اسم زوجها بقلبها قبل لسانها بصوت عالِ نسبياً أشبه بالصراخ ..
“فااااااااارس”..
ليدوي صوت طلقات نارية وصوت “فارس” من بينهم يصرخ بجنون مردداً..
“مراتي فين يا ولاد ال***”..
لطمت “إلهام” خديها بعنف.. بينما “إسراء” تهاوي جسدها من شدة خوفها جعلها لم تتمكن من النهوض حتي لترتدي ثيابها..
اقتحم “فارس” الغرفة دون سابق إنظار كالثور الهائج ممسك سلاحة بيده.. يبحث عن زوجته بنظرات زائغة وهو يردد بصراخ كاد أن يدمر أحباله الصوتيه..
إسرااااااء”..
يتبع……
لقراءة الفصل الثاني والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

‫2 تعليقات

  1. روعه وتحفه جدا جدا
    بس المفروض انها تقوله على الوسيلة لأن هيا كده غلطانه
    والمفروض انها تشيلها
    بس بجد تحفه
    تسلم ايديكي يا قمر
    بلاش تأخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى